█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وفي سنة ست للهجرة كانت سرية زيد بن حارثة إلى العيص في جمادى الأولى ، وفيها أُخِذَتِ الأموال التي كانت مع أبي العاص بن الربيع زوج زينبَ بنت رسول الله ﷺ ، عند مَرجِعَه مِنَ الشام ، وكانت أموال قريش ، قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن محمد بن حزم ، قال : خرج أبو العاص بن الربيع تاجراً إلى الشام ، وكان رجلاً مأموناً ، وكانت معه بضائع لقريش ، فأقبل قافلاً فَلَقِيَتْهُ سَريَّةٌ لرسولِ الله ﷺ ، فاستاقوا عيره ، وأفلت ، وقَدِمُوا على رَسُولِ الله ﷺ بما أصابوا ، فَقَسَمه بينهم ، وأتى أبو العاص المدينة ، فدخل على زينب بنتِ رسول الله ﷺ ، فاستجار بها ، وسألها أن تطلب له مِن رسول الله ﷺ رد ماله عليه ، وما كان معه مِنْ أموال الناس ، فدعا رسول الله ﷺ السرية ، فقال ( إِنَّ هذا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتِمٍ ، وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مَالاً وَلِغَيْرِهِ ، وَهُوَ فَيءُ الله الَّذِي أَفَاءَ عَلَيْكُمْ ، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَرُدُّوا عَلَيْهِ ، فَافْعَلُوا ، وَإِنْ كَرِهْتُم ، فَأَنْتُمْ وَحَقُكُم ) ، فقالُوا : بل نرده عليه يا رسول الله ، فردوا عليه ما أصابوا ، حتى إن الرجل ليأتي بالشَّنِّ ، والرجل بالإداوة ، والرجل بالحبل ، فما تركوا قليلاً أصابوه ولا كثيراً إلا ردُّوه عليه ، ثم خرج حتى قَدِمَ مكة ، فأدى إلى الناس بضائعهم ، حتى إذا فرغ ، قال : يا معشر قريش ! هل بقي لأحدٍ منكم معي مال لم أرده عليه ؟ قالوا : لا ، فجزاك الله خيراً ، قد وجدناك وفياً كريماً ، فقال : أما والله ما منعني أن أُسْلِمَ قبل أن أقْدَمَ عليكم إلا تخوفاً أن تظنُّوا أني إنما أسلمتُ لأذهب بأموالكم ، فإني أشهد أن لا إلهَ إِلَّا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله . ❝