█ هديه ﷺ أذكار السفر وآدابه (الاستخارة) صح عنهﷺ أنه قال ( إِذَا هَمَّ أَحَدُكُم بالأمر فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَريضَةِ ثُمَّ ليقل : اللهمَّ إِنِّي اسْتَخْبِرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ فَضْلِكَ العَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ أَعْلَمُ وأَنْتَ عَلامُ الغُيوب اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَم أَنَّ هذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاجِل أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ وَبَارِك فيهِ وَإِنْ تَعْلَمُه شَراً وَعَاجِلِ فَاصْرِفْهُ عنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ رَضْني به ويُسمي حاجته ) فعوض رسول الله أمته بهذا الدعاء عما كان عليه أهل الجاهلية من زجر الطير والاستقسامِ بالأزلام الذي نظيره هذه القرعة التي يفعلها إخوان المشركين يطلبون بها عِلمَ ما قُسِم لهم الغيب ولهذا سمي ذلك استقساماً القسم والسين فيه للطلب وعوّضهم هو توحيد وافتقار وعبودية وتوكل وسؤال لمن بيده الخير كله لا يأتي بالحسناتِ إلا كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم أن القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وكان من هديه ﷺ تعظيم يوم الجمعة وتشريفه ، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره ، 🔸️وكان من خواص هذا اليوم أن يقرأ ﷺ في فجره بسورتي السجدة والإنسان ، لانهما تظمنتا ماكان ويكون في هذا اليوم فإنهما إشتملتا على خلق آدم ، وعلى ذكر المعاد ، وحشر العباد ، وقراءتهما فيه تذكير للأمة ، 🔸️والخاصة الثانية : إستحباب كُثرة الصلاة على النبي ﷺ فيه وفي ليلته ، لقوله ﷺ ( إكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة ، ورسول الله ﷺ سيد الأنام ، ويوم الجمعة سيد الأيام ، فللصلاة عليه في اليوم مزيةٌ ليست لغيره مع حكمة أخرى ، وهي أن كل خير والآخرة نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده ، فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة ، فأعظمُ كرامة تحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنَّة ، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة ، وهو يوم عيد لهم في الدنيا ، ويوم فيه يُسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم ، ولا يَرُدُّ سائلهم ، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده ، فمِن شكره وحمده ، وأداء القليل من حقه أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته . 🔸️والخاصة الثالثة : صلاة الجمعة ، التي هي من آكد فروض الإسلام ، ومن أعظم مجامع المسلمين ، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضُه سوى مجمع عرفة ، ومن تركها تهاوناً بها طبع الله على قلبه ، وقُربُ أهل الجنة يوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم . 🔸️والخاصة الرابعة : الأمر بالاغتسال في يومها ، وهو أمر مؤكد جداً . 🔸️الخاصة الخامسة : التطيب فيه ، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع . 🔸️الخاصة السادسة : السواك فيه وله مزية على السواك في غيره .🔸️الخاصة السابعة : التبكير للصلاة .🔸️الخاصة الثامنة : أن يشتغل بالصلاة ، والذكر ، والقراءة حتى يخرج الإمام . 🔸️الخاصة التاسعة: الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين ، فإن تركه ، كان لاغياً ، ومن لغا ، فلا جمعة له ، وفي «المسند» مرفوعاً ( والذي يقول لصاحبه : أنصِتُ، فَلا جُمُعَةَ لَهُ ) . 🔸️ الخاصة العاشرة : قراءة سورة الكهف في يومها ، فقد روي عن النبي ﷺ ( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الكَهْفِ يَوْمَ الجُمُعَةِ ، سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلى عَنَانِ السَّمَاء يُضيء بِه يَوْمَ القِيامَةِ ، وغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ ) . ❝
❞ وكان ﷺ إذا فرغ من القراءة ، سكت بقدر ما يتراد إليه نفسه ، ثم رفع يديه كما تقدم ، وكبر راكعاً ، ووضع كفيه على ركبتيه كالقابض عليهما ، ووتر يديه ، فنحاهما عن جنبيه ، وبسط ظهره ومده ، واعتدل ، ولم ينصب رأسه ، ولم يخفضه ، بل يجعله حيال ظهره معادلاً له ، وكان يقول (سبحان ربي العظيم) وتارة يقول مع ذلك ، أو مقتصراً عليه (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي) ، وكان ركوعه المعتاد مقدار عشر تسبيحات ، وسجوده كذلك ، ثم كان يرفع رأسه بعد ذلك قائلاً (سمع الله لمن حمده) ويرفع يديه كما تقدم ، وروى رفع اليدين عنه في هذه المواطن الثلاثة نحو من ثلاثين نفساً ، واتفق على روايتها العشرة ، ولم يثبت عنه خلاف ذلك البتة ، بل كان ذلك هديه دائماً إلى أن فارق الدنيا ، وكان دائماً يقيم صلبه إذا رفع من الركوع ، وبين السجدتين ، ويقول (لا تجزىء صلاة لا يقيم فيها الرجل صلبة في الركوع والسجود) ، وكان إذا استوى قائماً ، قال (ربنا ولك الحمد) وربما قال (ربنا لك الحمد) وربما قال (اللهم ربنا لك الحمد) صح ذلك عنه ، وأما الجمع بين (اللهم) و الواو ، فلم يصح ، وكان من هديه ﷺ إطالة هذا الركن بقدر الركوع والسجود ، فصح عنه أنه كان يقول (سمع الله لمن حمده ، اللهم ربنا لك الحمد ، ملء السماوات ، وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) وصح عنه أنه كان يقول فيه (اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ، ونقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب) وصح عنه أنه كرر فيه قوله (لربي الحمد ، لربي الحمد) حتى كان بقدر الركوع ، وصح عنه إنه كان إذا رفع رأسه من الركوع يمكث حتى يقول القائل : قد نسي ، من إطالته لهذا الركن ، وذكر مسلم عن أنس : كان رسول الله ﷺ إذا قال (سمع الله لمن حمده ) قام حتى نقول : قد أُوهَمِّ ، ثم يسجد ثم يقعد بين السجدتين ، حتى نقول قد أُوهم ، وصح عنه في صلاة الكسوف أنه أطال هذا الركن بعد الركوع حتى كان قريبا من ركوعه ، وكان ركوعه قريبا من قيامه ، فهذا هديه المعلوم الذي لا معارض له بوجه . ❝
❞ قدوم وفد بني سعد هُذَيْم مِن قُضاعة على رسول الله ﷺ ..
قال الواقدي عن أبي النعمان عن أبيه من بني سعد هذيم : قدمت على رسول الله ﷺ وافداً في نَفَرِ من قومي ، وقد أوطأ رسول الله ﷺ البلاد غلبة وأداخَ العرب والناسُ صِنفان : إما داخل في الإسلام راغب فيه ، وإما خائف من السيف ، فنزلنا ناحية من المدينة ، ثم خرجنا نوم المسجد حتى انتهينا إلى بابه فنجد رسول الله ﷺ يُصلي على جنازة في المسجد ، فقمنا ناحية ولم ندخل مع الناس في صلاتهم حتى نلقى رسول الله ﷺ ونبايعه ، ثم انصرف رسول الله ﷺ ، فنظر إلينا فدعا بنا فقال ( مَنْ أَنْتُم ؟ ) فقلنا : من بني سعد هذيم ، فقال ( أمسلِمُونَ أَنْتُمْ ؟ ) قلنا : نعم ، قال ﷺ ( فَهَلًا صَلَّيتُم عَلَى أَخِيكُمْ ؟ ) قلنا : يا رسول الله ! ظننا أنَّ ذلك لا يجوز لنا حتى تبايعك ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ ( أَيْنَمَا أَسْلَمْتُم فانتُم مُسْلِمُون ) ، قالوا : فأسلمنا وبايعنا رسول الله ﷺ على الإسلام ، ثم انصرفنا إلى رحالنا قد خلفنا عليها أصغرنا ، فبعث رسول الله ﷺ في طلبنا ، فأُتي بنا إليه ، فتقدم صاحبنا إليه ، فبايعه على الإسلام ، فقلنا : یا رسول الله ! إنه أصغرنا وإنه خادِمُنا ، فقال ﷺ ( أَصْغَرُ القَوْمِ خَادِمُهُم ، بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) ، قال : فكان واللَّهِ خيرنا ، وأقرأنا للقرآن لدعاء رسول الله ﷺ له ، ثم أمَّرَهُ رسول الله ﷺ علينا ، فكان يؤمنا ، ولما أردنا الانصراف ، أمر بلالاً فأجازنا بأواقٍ من فضة لكل رجل منا ، فرجعنا إلى قومنا ، فرزقهم الله الإسلام . ❝