█ هديه ﷺ أذكار الوضوء ثبت عنه أنه وضع يديه الإناء الذي فيه الماء ثم قال للصحابة ( تَوَضَّرُوا بِسْمِ اللَّهِ ) وثبت لجابر رضي الله ناد بِوَضُوءٍ فجيء بالماء فقال: خُذْ يَا جَابِرُ فَصُبْ عليَّ وقُلْ : فَصَبْبتُ عَلَيه وقُلْتُ بسم قال: فرأيتُ يفورُ مِنْ بَين أصابعه وذكر أحمد من حديث أبي هريرة وسعيد بن زيد وأبي سعيد الخدري عنهم لا وُضُوءَ لِمَن لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وصح مَن أَسْبَغَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَال أَشْهَدُ أَنْ إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ أَيْهَا شَاءَ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل الموضوع يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وذكر ابن عائذ في مغازيه ، أن رسول الله ﷺ نزل تبوك في زمان قل ماؤها فيه ، فاغترف رسول الله ﷺ غَرفة بيده من ماء ، فمضمض بها فاه ، ثم بصقه فيها ، ففارت عينها حتى امتلات ، فهي كذلك حتى الساعة ، قلت : في صحيح مسلم أنه ﷺ قال قبل وصوله إليها ( إِنَّكُم سَتَأْتُونَ غداً إِنْ شَاء اللَّهُ تَعَالَى عَيْنَ تبوك ، وإنَّكُم لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ ، فمن جَاءَها فلا يَمَسنُ مِنْ مائِها شَيئاً حتى آتي ) ، قال : فجئناها وقَد سَبَقَ إليها رَجُلانِ ، والعين مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُ بشيء من ماء ، فسألهما رسول الله ﷺ ( هل مسستما من مائها شيئاً ؟ ) قالا : نَعم ، فسبَّهُمَا النبي ﷺ ، وقال لهما ما شاء الله أن يقول ، ثُمَّ غرفُوا من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء ، وغسل رسول الله ﷺ فيه وجهه ويَدَيْه ، ثم أعاده فيها ، فجرت العين بماء منهمر ، حتى استقى النَّاسُ ، ثم قال رسول الله ﷺ ( يُوشِكَ يا مُعَاذُ إن طالت بك حياةٌ أن ترى ما ههنا قَدْ مُلىء جناناً ) . ❝
❞ وكانت تَقْدَمُ عليه ﷺ رُسُلُ أعدائه ، وهم على عداوته ، فلا يهيجهم ، ولا يقتُلُهُم ، ولما قَدِمَ عليه رسولا مُسَيْلِمَةَ الكذاب وهما عبد الله وابنُ أثال ، قال لهما ﷺ ( فَمَا تَقُولَانِ أَنْتُمَا ؟ ) قالا : نقول كما قال ، فقال رسول الله ﷺ ( لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا ) ، فَجَرَت سُنته ﷺ ألا يُقتل رسول ، وكان هديه ﷺ أيضاً ألا يحبس الرسول عنده إذا اختار دينه ، فلا يمنعه من اللحاق بقومه ، بل يرده إليهم ، كما قال أبو رافع : بعثني قريش إلى النبي ﷺ ، فلما أتيتُه ، وقع في قلبي الإسلام ، فقلت : يا رسول الله ! لا أرجع إليهم ، فقال ﷺ ( إني لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ ، ولا أَحْبِسُ البرد ، ارْجِعْ إليهم ، فَإِنْ كَانَ فِي قَلْبِكَ الَّذِي فِيهِ الآن ، فارجع ) ، وفي قوله ﷺ ( لا أحْبِسُ البُرُد ) إشعار بأن هذا حكم يختص بالرسل مطلقاً ، وأما رده لمن جاء إليه منهم وإن كان مسلماً ، فهذا إنما يكون مع الشرط ، كما قال أبو داود ، وأما الرسل ، فلهم حكم آخر ، ألا تراه لم يتعرض لرسولي مسيلمة وقد قالا له في وجهه : نشهد أن مسيلمة رسول الله ، وكان من هديه ﷺ أن أعداءه إذا عاهدوا واحداً من أصحابه على عهد لا يضُرُّ بالمسلمين من غير رضاه ، أمضاه لهم ، كما عاهَدُوا حُذَيْفَةَ وَأَبَاه الحُسَيلَ أن لا يُقَاتِلاهم مَعَه ﷺ ، فأمضى لهم ذلك وقال ﷺ لهما ( انْصَرِفا نَفِي لَهُم بعهدهم ، ونَسْتَعينُ اللَّهَ عَلَيهم ) . ❝
❞ عُمّرَة القَضيَّةِ ...
وكانت في ذي القعدة سنة سبع ، وقال سليمان التيمي: لما رجع رسول الله ﷺ من خيبر ، بعث السرايا ، وأقام بالمدينة حتى استهل ذو القعدة ، ثم نادى في النَّاس بالخروج قال موسى بن عقبة : ثم خرج رسول الله ﷺ من العام المقبل من عام الحديبية معتمراً في ذي القعدة سنة سبع ، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام ، حتى إذا بلغ يَأجُج ، وضع الأداة كُلَّهَا الحَجَف والمِجَانِّ ، والنبل والرماح ، ودخلوا بسلاح الراكب السيوف ، وبعث رسول الله ﷺ جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حَزْنِ العامِرِيَّة ، فخطبها إليه ، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب ، وكانت أختها أم الفضل تحته ، فزوَّجَهَا العباس رسول الله ، فلما قدِمَ رسول الله ﷺ أمر أصحابه فقال ( اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِب ، واسْعَوْا في الطَّوَاف ) ، لِيَرَى المُشْرِكُونَ جَلَدَهم وقُوَّتَهم ، وكان ﷺ يكايدهم بكُلِّ ما استطاع ، فوقف أهل مكة : الرجال والنساء والصبيان ، ينظرون إلى رسول الله ﷺ وأصحابه وهم يطوفون بالبيت ، وعبد الله بن رواحة بين يدي رسول الله ﷺ يرتجز متوشحاً بالسيف يقول :
خَلُوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ
قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ
في صُحْفِ تُتْلَى عَلَى رَسُولِهِ
يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ
إِنِّي رَأَيْتُ الحَقِّ فِي قُبولِهِ
الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ
ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ
وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
وتغيب رجال من المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله ﷺ حَنَقاً وغيظاً ، فأقام رسول الله ﷺ بمكة ثلاثاً ، فلما أصبح من اليوم الرابع ، أتاه سُهَيْل ابن عمرو ، وحُوطِبُ بنُ عبد العُزَّى ، ورسول الله ﷺ في مجلس الأنصار يتحدث مع سعد بن عبادة ، فصاح حويطب نناشدك الله والعقد لما خَرَجْتَ مِنْ أَرضِنَا ، فقد مضت الثلاث ، فقال سعد بن عبادة : كذبت لا أُمَّ لك ، ليست بأرضك ولا أرض آبائك ، والله لا نخرج ، ثم نادى رسول الله ﷺ حويطباً أو سهيلاً ، فقال ﷺ ( إِنِّي قَدْ نَكَحْتُ مِنْكُم امْرَأَةَ فما يَضُرُّكُم أَنْ أَمْكُتَ حَتَّى أَدْخُلَ بِهَا ، ونَضَعَ الطعام ، فَنَأْكُل ، وَتَأْكُلُونَ مَعَنا ) ، فقالوا : نُنَاشِدَّك الله والعقد إلا خرجت عنا ، فأمر رسول الله ﷺ أبا رافع ، فاذْنَ بالرحيل ، وركب رسول الله ﷺ حتى نزل بطن سرِف ، فأقام بها ، وخلف أبا رافع ليحمل ميمونة إليه حين يُمسي ، فأقام حتى قَدِمَتْ ميمونة ومَنْ معها ، وقد لقوا أذى وعَناءً مِن سُفهاء المشركين وصبيانهم ، فبنى بها بِسَرِف ، ثم أدلج وسار حتَّى قَدِمَ المدينة ، وقدَّر الله أن يكون قبر ميمونة بِسَرِف حيث بنى بها ﷺ . ❝