❞ الجزء الثامن والثلاثون
(عفتي والديوث)
سمع امجد صوت غريب نابع من خلف الفيلا
امجد:سودي انتي سامعه اللي انا سامعه
سودي:اه
امجد:طيب وده ايه
سودي:لما ندخل نعرف
امجد:وهما اهلك هيقولون كده عادي
سودي:اه طبعا وهي فيها ايه
امجد:ما اعتقدتش ابدا
سودي:الميا تكدب الغطاس يلا ندخل ونشوف
وبالفعل دخلوا الفيلا وكان محمود يجلس ومعه محامي العائله
فجرت سودي عليه تقبله وتحتضنه
امجد:سلام عليكم
محمود:وعليكم السلام اتفضل يا ابني
امجد:شكرا واضح ان حضرتك مشغول
محمود:لا ابدا تعال اتفضل
سودي:صحيح يا بابا ايه الصوت اللي جاي من الفيلا من وراء
محمود بكل ثقه ده شاهيناز
سودي:بجد وايه اللي جابها هنا
محمود:جت لقضاءها
سودي:احسن لما تجي تدخلها ابقا قولي ادخل معاك
محمود:لا انتي قلبك ضعيف وهيحن
سودي:لا طبعا بعد اللي عملته انا عاوزه انتقم منها
امجد يستمع إليهم وهو مذهولا من كلامهم هل هما عصابه أو هما مافيا وانخدع فيهم
ومن هذه شاهيناز الذين يتكلمون عنها وماذا فعلت اسئله كثيره تدور في ذهنه ولا توجد اجابات لها إلا عندهم
لاحظ سودي هذا فقاطعت شرورده فقال محمود طبعا دلوقتي فاكرينا مافيا ولا حاجه وضحك
امجد :لا ابدا بس انا محتاج افهم مش اكتر
محمود:انا هقولك علشان انت ما بقيتش غريب يا ابني شاهيناز دي بنت اخويا بس للاسف ما اخدتش مننا اي حاجه وطالعه جاحده وكانت عاوزه تتجوز سيف وتخلي عشيقها يقتله يوم الفرح علشان تورثه
امجد في دهشه معقول تعمل كده
سودي:اه وعملت كده بدل المره كذا مره
امجد وقد فهم الصوره كامله فرد عندكم حق الصراحه انا خفت الاول وقولت هما بيكلموا كده عادي بس بعد ما فهمت عرفت انكم ليكم حق
سودي:احنا مش بنظلم حد يا امجد بس اللي يجي علينا يترحم علي نفسه
امجد:انتي كده هتخوفيني منك يا بت انتي
ضحكت سودي وردت بجد طيب احسن علشان ما تزعلينش بعد الجواز
ضحك امجد وقال بمناسبه الجواز عاوزين نحدد معاد الفرح يا عمي
محمود:طيب استنا لحظه ونكلم
فوجه كلامه الي المحامي وقال اعمل اللي قولتلك عليه يا متر باسرع وقت
المحامي:حاضر يا محمود بيه عن اذنك
محمود:اتفضل غادر المحامي ورجع محمود إلي امجد
محمود:انت يناسبك امتي
امجد :انتم يناسبكم امتي انا جاهز وقت ما سودي تقول ننزل نغير العفش ونحجز القاعه
محمود:انت العريس انت اللي تقول وقتك امتي ولو علي العفش تنزل انت وسودي بعد الامتحانات تجيبوا كل حاجه
سودي:امتحانات ايه يا بابا دي بعد بكره وهتقعد اسبوعين يعني قريب اووي
امجد:وانتي عاوزه امتي طيب
سودي:انا ما اكسرش كلمه بابا بس محتاجه وقت
محمود:وقت قد ايه
سودي:مش اقل من شهر
امجد:تمام احنا نجحز القاعه من دلوقتي علي بعد شهر ونص تكوني خدتي وقتك خالص
محمود:وانا موافق ايه رايك يا سودي
سودي:اللي تشوفه يابابا
محمود:تمام اتفقنا انتم تنزلوا كل يوم بعد الامتحان ساعه تشوفوا قاعه علشان تلحقوا تحجزوا
سودي:ماشي يا بابا عن اذنكم
امجد:وانا كمان هستاذن يا عمي
محمود:ما انت قاعد
امجد:لا علشان عندي شغل
محمود :ماشي يا ابني ربنا معاك
ذهب امجد وهو في قمه فرحته
~~~~~~~~~~~
عن اشهب في المستشفي وجد أمامه مدحت ومعه ترزان ومعهم اثنين من العساكر
أشهب:امسكوها يلا
مريم جرت اختباءت وراء ظهر ترزان
فقام أشهب لياخدها ولكن مدحت وقف أمامه
مدحت:لو علي القبض فانت اللي مقبوض عليك
أشهب:ليه ده هي اللي
انت متهم بكذا قضيه يا بيه كان هذا رد مدحت الذي قاطع بيه كلمات أشهب المعروفه
أشهب:ما تقدرش تقبض عليا معاك دليل
ترزان وقد أخرج من جيبه اوراق الدليل اهو يا ولم يكمل استحقار له
مدحت:بس قبل اي حاجه لحظه واحده ونادي يا شيخنا
فدخل مأذون ومعه دفاتره وجلس فاخذ ترزان أشهب من يديه واجلسه غصب بجوار المأذون
أشهب:انت بتعمل ايه
مدحت:ولا حاجه هتطلق مريم
أشهب:انتم بتحلموا
ترزان لكمه لكمه قويه ورد طلق
أشهب :لا مستحيل
ترزان رفعه لفوق واخذ يضرب فيه
ومدحت واقف ولم يفعل أي رد فعل وهو يعلم أن من حق ترزان هذا
ترزان أنزله ورماه علي الكرسي طلق
أشهب:هز رأسه بالموافقه
فبدأ المأذون في إجراءاته وبالفعل تم الطلاق واخذ مدحت أشهب معه وذهب ليلقي القبض علي هيثم أيضا
مريم وهي تبكي انا مش مصدقه يا مصطفي
ترزان :لا صدقي يا حبيبتي خلاص ربنا أكرمك وهتبقي ليا بعد العده
مريم بمشاغبه ده بعدك انا ليسه هفكر
ضحك ترزان ورد ده انا اخطفك واجوزك غصب عنك
مريم :بتحلم
فضحكوا الاثنين ولكن هل سيتكمل فرحتهم
~~~~~~~~~~~
في الشركه كان سيف ينظر إلي رونال بحب من خلال الكاميرا
بعد ساعتين جاء سيف إليها
وكانت منهمكه في العمل علي اللاب توب فلم تنتبه
فظل واقف مكانه فتره ينظر إليها والي ملامحها البريئه
وبعد فتره ليست ببسيطه رفعت راسها فانتبه له
رونال:واقف عندك بتعمل ايه وبتبصلي كده ليه
سيف:اولا واقف من بدري وانتي مش واخده بالك
ثانيا ببصلك علشان معجب عندك مانع
رونال:لا معجب ايه ده انا خطيبي شديد اوووي خد بالك
سيف:ولا يقدر يعمل حاجه ده انا سيف السيوفي
رونال:لا متقولش كده عليه احسن اقلب عليك
ضحك سيف ورد ياااه ده انتي شكلك بتحبيه اووي
رونال:تصدق ما فكرتش فيه اصلا
سيف ببعض الضيق وليه بقا
رونال قفلت اللاب توب و اخذت شنطتها وذهبت تجاهه
وقالت:هقولك في البيت علشان هموت من الجوع وانا ما فطرتش الصبح
سيف نسي ضيقه وقال وليه بقا
رونال:هتفضل ترغي كتير وتوحه هتضربنا
ضحك سيف وقال وهو انا اقدر علي توحه يلا فذهبوا معا
وطول الطريق كانوا يتكلمون ويضحكون
وفي البيت عندما وصلوا فتحت رونال طرقت الباب وقالت يا اهل البيت معايا ضيف
جاءت فتحيه من المطبخ سريعا وقالت وهو ده ضيف عيب عليكي يا بت
سيف قبل راسها ويديها وردت ربنا يخليكي ليا يا توحه انا مش عارف البت دي بنتك ازاي
تركتهم رونال ودخلت حجرتها في ضيق
ضحكت فتحيه وردت والنبي شكلك ليسه مش عارفها دي اغلب من الغلب
سيف:عارف والله بس بحب انكشها
فتحيه:طيب اتفضل انت هتفضل واقف علي الباب كده
فدخل سيف الي الداخل وجلست معه فتحيه تتحدث معه
فجاءت رونال وهي ترتدي إسدال الصلاه
فقالت :خليكي يا ماما انا هكمل الغداء
فتحيه :لا انا اللي عازمه انا اللي هعمله
سيف:معلش يا توحه خليها تكمل هي اولا علشان عاوزك في موضوع مهم
ثانيا علشان نشوف بتعرف تطبخ ولا لا
ضحكت فتحيه وقالت خلاص روحي يا رورو وانا هشوف عاوزيني ليه وهبقا اجي اساعدك
رونال:ماشي يا ست توحه
ذهبت رونال وتركهم يتحدثون وهي قلقانه
فتحيه:خير يا ابني
سيف:بصي يا توحه انا عاوز احدد معاد كتب الكتاب والفرح
فتحيه:يا ابني انا لحد دلوقتي مش مصدقه اصلا انك خاطب بنتي
سيف:يا توحه انا مقتنع جداااا برونال وما تقوليش كلمه تانيه
فتحيه:ماشي يا ابني بس احنا ظروفنا علي قدنا يعني
سيف:وبعدين بقا انا قولت ايه
فتحيه:ما ده الصح احنا ليسه ما جهزناش حاجه
سيف:انا مش عاوزه رونال الا بشنطه هدومها وبلاش كمان انا هجباها ليها
فتحيه:ازاي بس يا ابني
سيف:بصي بقا رونال وانتي هتعيشوا معايا في الفيلا
فتحيه:لا رونال اه هتبقا مراتك وانما انا لا مش هطلع من بيتي
سيف:بيتك يا حاجه هيكون معانا وتسيبي الشقه دي هي كده كده ايجار
فتحيه:يا ابني انت تاخد عروستك وبعدين نشوف
سيف:ايه رايك انا مش هجوز رونال الا لما انتي توافقي تجي معانا
فتحيه:لاحول الله طيب يا ابني ربنا يسهل
سيف:طيب يلا حددي المعاد
فتحيه:انت حدد يا ابني انا مليش في الحاجات دي
سيف:خلاص بعد اسبوعين كتب الكتاب والفرح
كانت رونال داخله حتي تعطي لسيف العصير فسمعت اخر جمله فوقعت منها الصينيه
انتبه لها سيف وقام يساعدها في لم الزجاج
رونال :انت قولت ايه
سيف:انا ما قولتيش حاجه
رونال:لا كنت بتقول لماما
سيف:اه كنت بقولك فرحنا بعد اسبوعين
رونال وقد جرحتها قطعه زجاج
اه
سيف أخذ يديها وامتص الدم
مش تاخدي بالك وانت بتلمي الازاز
رونال وهي تسحب يديها منه
انا كويسه
سيف: قومي يلا نروح للدكتور
رونال:مش مستاهله
سيف:لا مستاهله قومي يلا
فتحيه:ياابني مش مستاهله هي هتبقا كويسه
رونال:انا رايحه اجيب الاكل
سيف:انتي مجنونه لا طبعا
فتحيه :لا انا اللي هروح اجيبه
سيف:لا انا عندي فكره
يتبع. ❝ ⏤داليا ماجد خاطر (ملكه زماني)
❞ الجزء الثامن والثلاثون
(عفتي والديوث)
سمع امجد صوت غريب نابع من خلف الفيلا
امجد:سودي انتي سامعه اللي انا سامعه
سودي:اه
امجد:طيب وده ايه
سودي:لما ندخل نعرف
امجد:وهما اهلك هيقولون كده عادي
سودي:اه طبعا وهي فيها ايه
امجد:ما اعتقدتش ابدا
سودي:الميا تكدب الغطاس يلا ندخل ونشوف
وبالفعل دخلوا الفيلا وكان محمود يجلس ومعه محامي العائله
فجرت سودي عليه تقبله وتحتضنه
امجد:سلام عليكم
محمود:وعليكم السلام اتفضل يا ابني
امجد:شكرا واضح ان حضرتك مشغول
محمود:لا ابدا تعال اتفضل
سودي:صحيح يا بابا ايه الصوت اللي جاي من الفيلا من وراء
محمود بكل ثقه ده شاهيناز
سودي:بجد وايه اللي جابها هنا
محمود:جت لقضاءها
سودي:احسن لما تجي تدخلها ابقا قولي ادخل معاك
محمود:لا انتي قلبك ضعيف وهيحن
سودي:لا طبعا بعد اللي عملته انا عاوزه انتقم منها
امجد يستمع إليهم وهو مذهولا من كلامهم هل هما عصابه أو هما مافيا وانخدع فيهم
ومن هذه شاهيناز الذين يتكلمون عنها وماذا فعلت اسئله كثيره تدور في ذهنه ولا توجد اجابات لها إلا عندهم
لاحظ سودي هذا فقاطعت شرورده فقال محمود طبعا دلوقتي فاكرينا مافيا ولا حاجه وضحك
امجد :لا ابدا بس انا محتاج افهم مش اكتر
محمود:انا هقولك علشان انت ما بقيتش غريب يا ابني شاهيناز دي بنت اخويا بس للاسف ما اخدتش مننا اي حاجه وطالعه جاحده وكانت عاوزه تتجوز سيف وتخلي عشيقها يقتله يوم الفرح علشان تورثه
امجد في دهشه معقول تعمل كده
سودي:اه وعملت كده بدل المره كذا مره
امجد وقد فهم الصوره كامله فرد عندكم حق الصراحه انا خفت الاول وقولت هما بيكلموا كده عادي بس بعد ما فهمت عرفت انكم ليكم حق
سودي:احنا مش بنظلم حد يا امجد بس اللي يجي علينا يترحم علي نفسه
امجد:انتي كده هتخوفيني منك يا بت انتي
ضحكت سودي وردت بجد طيب احسن علشان ما تزعلينش بعد الجواز
ضحك امجد وقال بمناسبه الجواز عاوزين نحدد معاد الفرح يا عمي
محمود:طيب استنا لحظه ونكلم
فوجه كلامه الي المحامي وقال اعمل اللي قولتلك عليه يا متر باسرع وقت
المحامي:حاضر يا محمود بيه عن اذنك
محمود:اتفضل غادر المحامي ورجع محمود إلي امجد
محمود:انت يناسبك امتي
امجد :انتم يناسبكم امتي انا جاهز وقت ما سودي تقول ننزل نغير العفش ونحجز القاعه
محمود:انت العريس انت اللي تقول وقتك امتي ولو علي العفش تنزل انت وسودي بعد الامتحانات تجيبوا كل حاجه
سودي:امتحانات ايه يا بابا دي بعد بكره وهتقعد اسبوعين يعني قريب اووي
امجد:وانتي عاوزه امتي طيب
سودي:انا ما اكسرش كلمه بابا بس محتاجه وقت
محمود:وقت قد ايه
سودي:مش اقل من شهر
امجد:تمام احنا نجحز القاعه من دلوقتي علي بعد شهر ونص تكوني خدتي وقتك خالص
محمود:وانا موافق ايه رايك يا سودي
سودي:اللي تشوفه يابابا
محمود:تمام اتفقنا انتم تنزلوا كل يوم بعد الامتحان ساعه تشوفوا قاعه علشان تلحقوا تحجزوا
سودي:ماشي يا بابا عن اذنكم
امجد:وانا كمان هستاذن يا عمي
محمود:ما انت قاعد
امجد:لا علشان عندي شغل
محمود :ماشي يا ابني ربنا معاك
ذهب امجد وهو في قمه فرحته
~~~~~~~~~~~
عن اشهب في المستشفي وجد أمامه مدحت ومعه ترزان ومعهم اثنين من العساكر
أشهب:امسكوها يلا
مريم جرت اختباءت وراء ظهر ترزان
فقام أشهب لياخدها ولكن مدحت وقف أمامه
مدحت:لو علي القبض فانت اللي مقبوض عليك
أشهب:ليه ده هي اللي
انت متهم بكذا قضيه يا بيه كان هذا رد مدحت الذي قاطع بيه كلمات أشهب المعروفه
أشهب:ما تقدرش تقبض عليا معاك دليل
ترزان وقد أخرج من جيبه اوراق الدليل اهو يا ولم يكمل استحقار له
مدحت:بس قبل اي حاجه لحظه واحده ونادي يا شيخنا
فدخل مأذون ومعه دفاتره وجلس فاخذ ترزان أشهب من يديه واجلسه غصب بجوار المأذون
أشهب:انت بتعمل ايه
مدحت:ولا حاجه هتطلق مريم
أشهب:انتم بتحلموا
ترزان لكمه لكمه قويه ورد طلق
أشهب :لا مستحيل
ترزان رفعه لفوق واخذ يضرب فيه
ومدحت واقف ولم يفعل أي رد فعل وهو يعلم أن من حق ترزان هذا
ترزان أنزله ورماه علي الكرسي طلق
أشهب:هز رأسه بالموافقه
فبدأ المأذون في إجراءاته وبالفعل تم الطلاق واخذ مدحت أشهب معه وذهب ليلقي القبض علي هيثم أيضا
مريم وهي تبكي انا مش مصدقه يا مصطفي
ترزان :لا صدقي يا حبيبتي خلاص ربنا أكرمك وهتبقي ليا بعد العده
مريم بمشاغبه ده بعدك انا ليسه هفكر
ضحك ترزان ورد ده انا اخطفك واجوزك غصب عنك
مريم :بتحلم
فضحكوا الاثنين ولكن هل سيتكمل فرحتهم
~~~~~~~~~~~
في الشركه كان سيف ينظر إلي رونال بحب من خلال الكاميرا
بعد ساعتين جاء سيف إليها
وكانت منهمكه في العمل علي اللاب توب فلم تنتبه
فظل واقف مكانه فتره ينظر إليها والي ملامحها البريئه
وبعد فتره ليست ببسيطه رفعت راسها فانتبه له
رونال:واقف عندك بتعمل ايه وبتبصلي كده ليه
سيف:اولا واقف من بدري وانتي مش واخده بالك
ثانيا ببصلك علشان معجب عندك مانع
رونال:لا معجب ايه ده انا خطيبي شديد اوووي خد بالك
سيف:ولا يقدر يعمل حاجه ده انا سيف السيوفي
رونال:لا متقولش كده عليه احسن اقلب عليك
ضحك سيف ورد ياااه ده انتي شكلك بتحبيه اووي
رونال:تصدق ما فكرتش فيه اصلا
سيف ببعض الضيق وليه بقا
رونال قفلت اللاب توب و اخذت شنطتها وذهبت تجاهه
وقالت:هقولك في البيت علشان هموت من الجوع وانا ما فطرتش الصبح
سيف نسي ضيقه وقال وليه بقا
رونال:هتفضل ترغي كتير وتوحه هتضربنا
ضحك سيف وقال وهو انا اقدر علي توحه يلا فذهبوا معا
وطول الطريق كانوا يتكلمون ويضحكون
وفي البيت عندما وصلوا فتحت رونال طرقت الباب وقالت يا اهل البيت معايا ضيف
جاءت فتحيه من المطبخ سريعا وقالت وهو ده ضيف عيب عليكي يا بت
سيف قبل راسها ويديها وردت ربنا يخليكي ليا يا توحه انا مش عارف البت دي بنتك ازاي
تركتهم رونال ودخلت حجرتها في ضيق
ضحكت فتحيه وردت والنبي شكلك ليسه مش عارفها دي اغلب من الغلب
سيف:عارف والله بس بحب انكشها
فتحيه:طيب اتفضل انت هتفضل واقف علي الباب كده
فدخل سيف الي الداخل وجلست معه فتحيه تتحدث معه
فجاءت رونال وهي ترتدي إسدال الصلاه
فقالت :خليكي يا ماما انا هكمل الغداء
فتحيه :لا انا اللي عازمه انا اللي هعمله
سيف:معلش يا توحه خليها تكمل هي اولا علشان عاوزك في موضوع مهم
ثانيا علشان نشوف بتعرف تطبخ ولا لا
ضحكت فتحيه وقالت خلاص روحي يا رورو وانا هشوف عاوزيني ليه وهبقا اجي اساعدك
رونال:ماشي يا ست توحه
ذهبت رونال وتركهم يتحدثون وهي قلقانه
فتحيه:خير يا ابني
سيف:بصي يا توحه انا عاوز احدد معاد كتب الكتاب والفرح
فتحيه:يا ابني انا لحد دلوقتي مش مصدقه اصلا انك خاطب بنتي
سيف:يا توحه انا مقتنع جداااا برونال وما تقوليش كلمه تانيه
فتحيه:ماشي يا ابني بس احنا ظروفنا علي قدنا يعني
سيف:وبعدين بقا انا قولت ايه
فتحيه:ما ده الصح احنا ليسه ما جهزناش حاجه
سيف:انا مش عاوزه رونال الا بشنطه هدومها وبلاش كمان انا هجباها ليها
فتحيه:ازاي بس يا ابني
سيف:بصي بقا رونال وانتي هتعيشوا معايا في الفيلا
فتحيه:لا رونال اه هتبقا مراتك وانما انا لا مش هطلع من بيتي
سيف:بيتك يا حاجه هيكون معانا وتسيبي الشقه دي هي كده كده ايجار
فتحيه:يا ابني انت تاخد عروستك وبعدين نشوف
سيف:ايه رايك انا مش هجوز رونال الا لما انتي توافقي تجي معانا
فتحيه:لاحول الله طيب يا ابني ربنا يسهل
سيف:طيب يلا حددي المعاد
فتحيه:انت حدد يا ابني انا مليش في الحاجات دي
سيف:خلاص بعد اسبوعين كتب الكتاب والفرح
كانت رونال داخله حتي تعطي لسيف العصير فسمعت اخر جمله فوقعت منها الصينيه
انتبه لها سيف وقام يساعدها في لم الزجاج
رونال :انت قولت ايه
سيف:انا ما قولتيش حاجه
رونال:لا كنت بتقول لماما
سيف:اه كنت بقولك فرحنا بعد اسبوعين
رونال وقد جرحتها قطعه زجاج
اه
سيف أخذ يديها وامتص الدم
مش تاخدي بالك وانت بتلمي الازاز
رونال وهي تسحب يديها منه
انا كويسه
سيف: قومي يلا نروح للدكتور
رونال:مش مستاهله
سيف:لا مستاهله قومي يلا
فتحيه:ياابني مش مستاهله هي هتبقا كويسه
رونال:انا رايحه اجيب الاكل
سيف:انتي مجنونه لا طبعا
فتحيه :لا انا اللي هروح اجيبه
سيف:لا انا عندي فكره
❞ قال مطرف :
ليس لأحد أن يصعد فيلقي نفسه من شاهق، ويقول : قدر لي ربي، ولكن يحذر ويجتهد ويتقي، فإن أصابه شيء، علم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له. ❝ ⏤شمس الدين الذهبي
❞ قال مطرف :
ليس لأحد أن يصعد فيلقي نفسه من شاهق، ويقول : قدر لي ربي، ولكن يحذر ويجتهد ويتقي، فإن أصابه شيء، علم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له. ❝
❞ جويرية بنت الحارث)
هي جويرية بنت الحارث، أم المؤمنين، زوج النبي، كانت سيدة نساء قومها، وأبوها قائد بني المصطلق، وما من امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، فما سيرتها؟
نسبها
أبوها الصحابي الجليل وسيد بني المصطلق واسمه: الحارث بن أبي ضرار المصطلق .
زواجها من النبي
سباها الرسول يوم المريسيع (غزوة بني المصطلق) سنة خمس أو ست هجريا، وكانت متزوجة بابن عمها مسافع بن صفوان بن أبي الشفر الذي قُتل في هذه الغزوة، وعندما قُسمت الغنائم وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة جميلة فأتت النبي تستعينه على كتابتها فرأتها السيدة عائشة فكرهتها لملاحتها وحلاوتها وعرفت أن رسول الله سيرى منها ما رأت.
وقالت: «يا رسول الله! أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك وقد كاتبت فأعني»
فقال: «أو خير من ذلك؟ أؤدي عنك وأتزوجك؟»
فقالت: «نعم»
فقال: «قد فعلت».
فبلغ الناس، فقالوا: «أصهار رسول الله».
فأرسلوا ما كان في أيديهم من الأسرى فما من امرأة أعظم بركة على قومها منها: أعتق بزواجها من رسول الله أهل مائة بيت من بني المصطلق.
كان اسمها «برّة» فسماها رسول الله جويرية وذلك لما في الاسم الأول من معاني المدح والتزكية. وكانت يوم زواجها ابنة عشرين سنة.
اختارتْ جوار اللَّه ورسوله، وفضلتْ الإسلام على اليهودية، فيروى أنه لما جاء أبوها الحارث بن أبى ضرار -سيد يهود \"بنى المصطلق\" وزعيمهم- إلى النبي ( يقول: إن ابنتي لا يُسبَى مثلها، فأنا أَكْرَم من ذلك. قال له النبي (: \"أرأيت إن خيَّرْناها؟\" فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك، فلا تفضحينا. فقالت: فإني قد اخترتُ اللَّه ورسوله.
قال: \"قد واللَّه فضحتِنا\" [ابن سعد].
ثم أقبل أبوها في اليوم التالي ومعه فداؤها فلما كان بالعقيق (وادٍ قرب المدينة) نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها طمعًا فيهما، فغيبهما في شِعْب من شعاب العقيق، ثم أتى النبي ( يقول: يا محمد، أصبتم ابنتي وهذا فداؤها.
فقال رسول اللَّه (: \"فأين البعيران اللذان غَـيَّـبْتَ (خَبَّأْتَ) بالعقيق في شِعْبِ كذا وكذا؟\".
قال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه، فواللَّه ما أطلعكَ على ذلك إلا اللَّه.
فأسلم، وأسلم ابنان له، وكثير من قومه، وأرسل بمن جاء بالبعيرين، ودفع بالإبل جميعًا إلى النبي . فكانت -رضى الله عنها- سببًا في إسلام أهلها، ونالت بذلك ثواب هدايتهم، إنها أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث ابن أبى ضرار.
تقول جويرية -رضى الله عنها-: قال لى أبى وهو يبرر هزيمته أمام جيش رسول الله : \"أتانا ما لا قبل لنا به\".
فلما أسلمتُ وتزوجني رسول الله ، ورجعنا إلى المدينة جعلت أنظر إلى المسلمين، فرأيتهم ليسوا كما سمعتُ. فعلمتُ أنه رعب من اللَّه يلقيه في قلوب المشركين.
عبادتها
وكانت تَكثر من التسبيح، فحدث وأتى عليها رسول الله غذوةً وهي تسبّح، ثم انطلق إلى حاجته، ثم رجع قريباً من نصف النهار، فقال: «أما زلت قاعدة؟» فقالت: «نعم»
فقال عليه الصلاة والسلام: «ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلنهن، ولو وَزن بهن وزنتهن -يعني جميع ما سبحت-: سبحان الله عدد خلقه، ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه، ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه، ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته، ثلاث مرات».
علمها
وحفظت جويرية عدة أحاديث واتفق الشيخان على حديثين، وروى لها أبو داود، والترمذي وغيرهم.
وفاتها
عاشت إلى خلافة معاوية وتوفيت في المدينة في ربيع الأول من سنة ست وخمسين ٥٦ه، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة و دفنت بالبقيع
#أمهات_المؤمنين
#صفاءفوزي. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ جويرية بنت الحارث)
هي جويرية بنت الحارث، أم المؤمنين، زوج النبي، كانت سيدة نساء قومها، وأبوها قائد بني المصطلق، وما من امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، فما سيرتها؟
نسبها
أبوها الصحابي الجليل وسيد بني المصطلق واسمه: الحارث بن أبي ضرار المصطلق .
زواجها من النبي
سباها الرسول يوم المريسيع (غزوة بني المصطلق) سنة خمس أو ست هجريا، وكانت متزوجة بابن عمها مسافع بن صفوان بن أبي الشفر الذي قُتل في هذه الغزوة، وعندما قُسمت الغنائم وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة جميلة فأتت النبي تستعينه على كتابتها فرأتها السيدة عائشة فكرهتها لملاحتها وحلاوتها وعرفت أن رسول الله سيرى منها ما رأت.
وقالت: «يا رسول الله! أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك وقد كاتبت فأعني» فقال: «أو خير من ذلك؟ أؤدي عنك وأتزوجك؟» فقالت: «نعم» فقال: «قد فعلت».
فبلغ الناس، فقالوا: «أصهار رسول الله».
فأرسلوا ما كان في أيديهم من الأسرى فما من امرأة أعظم بركة على قومها منها: أعتق بزواجها من رسول الله أهل مائة بيت من بني المصطلق.
كان اسمها «برّة» فسماها رسول الله جويرية وذلك لما في الاسم الأول من معاني المدح والتزكية. وكانت يوم زواجها ابنة عشرين سنة.
اختارتْ جوار اللَّه ورسوله، وفضلتْ الإسلام على اليهودية، فيروى أنه لما جاء أبوها الحارث بن أبى ضرار -سيد يهود ˝بنى المصطلق˝ وزعيمهم- إلى النبي ( يقول: إن ابنتي لا يُسبَى مثلها، فأنا أَكْرَم من ذلك. قال له النبي (: ˝أرأيت إن خيَّرْناها؟˝ فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك، فلا تفضحينا. فقالت: فإني قد اخترتُ اللَّه ورسوله.
قال: ˝قد واللَّه فضحتِنا˝ [ابن سعد].
ثم أقبل أبوها في اليوم التالي ومعه فداؤها فلما كان بالعقيق (وادٍ قرب المدينة) نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها طمعًا فيهما، فغيبهما في شِعْب من شعاب العقيق، ثم أتى النبي ( يقول: يا محمد، أصبتم ابنتي وهذا فداؤها.
فقال رسول اللَّه (: ˝فأين البعيران اللذان غَـيَّـبْتَ (خَبَّأْتَ) بالعقيق في شِعْبِ كذا وكذا؟˝.
قال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدًا رسول اللَّه، فواللَّه ما أطلعكَ على ذلك إلا اللَّه.
فأسلم، وأسلم ابنان له، وكثير من قومه، وأرسل بمن جاء بالبعيرين، ودفع بالإبل جميعًا إلى النبي . فكانت -رضى الله عنها- سببًا في إسلام أهلها، ونالت بذلك ثواب هدايتهم، إنها أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث ابن أبى ضرار.
تقول جويرية -رضى الله عنها-: قال لى أبى وهو يبرر هزيمته أمام جيش رسول الله : ˝أتانا ما لا قبل لنا به˝.
فلما أسلمتُ وتزوجني رسول الله ، ورجعنا إلى المدينة جعلت أنظر إلى المسلمين، فرأيتهم ليسوا كما سمعتُ. فعلمتُ أنه رعب من اللَّه يلقيه في قلوب المشركين.
عبادتها
وكانت تَكثر من التسبيح، فحدث وأتى عليها رسول الله غذوةً وهي تسبّح، ثم انطلق إلى حاجته، ثم رجع قريباً من نصف النهار، فقال: «أما زلت قاعدة؟» فقالت: «نعم» فقال عليه الصلاة والسلام: «ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلنهن، ولو وَزن بهن وزنتهن -يعني جميع ما سبحت-: سبحان الله عدد خلقه، ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه، ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه، ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته، ثلاث مرات».
علمها
وحفظت جويرية عدة أحاديث واتفق الشيخان على حديثين، وروى لها أبو داود، والترمذي وغيرهم.
وفاتها
عاشت إلى خلافة معاوية وتوفيت في المدينة في ربيع الأول من سنة ست وخمسين ٥٦ه، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة و دفنت بالبقيع
#أمهات_المؤمنين
❞ مراجعة رواية ماريو وأبو العباس للكاتبة الجميلة د / ريم بسيوني :
إن للجبن ضريبةً باهظة يظل المرء يدفعها طيلة حياته كما يظل ينتقل من مشكلة لأخرى ويعاني الأمرَّين ويكابد المشقات على مدار الطريق ذلك لأن التخاذل لم يكن يوماً من شِيم الأقوياء وهو المصير الطبيعي لأفعالهم الوضيعة ، فقد تخلَّف عن الدفاع عن بلاده بشجاعة واستبسال وحمايته من يد الطُغاة المستعمرين الذين وضعوا قبضتهم عليه مُصرِّين على البقاء فيه لأبد الآبدين معتقدين أن في هذا حقاً لهم ، فلم تكن إراقة الدماء واستباحة الأراضي وإزهاق الأرواح حقاً لأحد ذات يوم ولكنها الظنون الوهمية التي تمحق البلاد كافة وتطمس تاريخها وتُدمِّر كل شبر فيها بلا التفات من أحد مواطنيها وهذا أكبر عار قد يصدر عن أحد ، هذا ما تبدَّى لنا في بداية الأحداث ورُغم أنه أبلى بلاءً حسناً في بعض الحروب الأخرى وتجلَّت شجاعته وحرصه على نُصرة تلك البلاد وإرجاع الحقوق لأصحابها فكان من الأجدر والأولَى أنْ يدافع عن أرض وطنه التي ينتمي إليها وتربَّى فيها بالفعل بدلاً من الحفاظ على أراضي الغير من أيدي المعتدين ،
فقد غادر بطل الرواية أبو العباس المُرسي أراضيه في الأندلس بعدما احتلها الفرنجة وفَرَّ هارباً مع أسرته قاصداً تونس هو وجميع مَنْ في البلاد ، وحدث ما لم يكن في الحسبان فقَبْل الوصول انشقت السفينة وابتلعهم البحر جميعاً ولم ينجُ من الركاب سوى هو وأخوه الذي ظل يبحث عنه وقتاً طويلاً حتى عثر عليه وحينها استمرا في البحث عن أهلهما ولم يجدا أثراً لهم ، أصابهما الحزن الشديد ومن ثَم قرر محمد أخوه أنْ يلتفت لحياته ويستمر في ممارسة تجارة القمح التي تركها له والده ولم يتمكن أحمد من ممارسة الحياة بسهولة لفترة طويلة إلى أنْ وجد وسيلة للعيش بمرور الوقت فقد التقى بفتاة ساعدها في جلب الماء من البئر فعَمِل لدى والدها الشيخ لفترة ما وتعرَّض للمزيد من المشاكل معه انتهت بزَجِّه في السجن على جُرم لم يقترفه حينما وشاه للوالي فذهب إليه أخوه وأَخرجه ونصحه بألا يفتعل المشكلات مع الآخرين وليتذكر أنه ليس بوطنه كي يحميه أحد أو يُنقذه ولكنه لم يُنصت إليه فلم يكن يحب الظلم أو يرغب في تفشيه على يد أي امرئ ظالم يبطش بكل عبد ضعيف أو ذي حاجة ، ثم انتقل إلى الإسكندرية التي أحبَها كثيراً وكان يتعجب من جمالها وبخاصةً الفنار الذي لفَته وقرر البحث عن طريقة تشييده وكيف تعمل تلك المرآة العاكسة داخله ، ظل ينتقل ويرتحل بين البلدان حتى استقر به الحال في المنصورة التي كانت بداية الحروب حيث هزم التتار في دمياط وكان يشعر أنه من الصعب عليهم الدخول للمنصورة ولكن بمرور الوقت دلَّهم أحد الخونة على معبر يمكِّنهم من استعمار تلك البلاد وقد كان تسلل جيش الأعداء إلى هذا الممر السري وتمكَّنوا من وضع قبضتهم على المنصورة ولكن الجيش قد وضع خُطةً محكمة من أجل القضاء عليهم إذْ أظهروا الهزيمة واختبأوا داخل أزقة البلاد وحينما دخل الفرنجة هاجموهم وأطاحوا بهم وقضوا عليهم جميعاً ولما جاء موعد الملك أشار إليهم أحمد أبو العباس بالابتعاد فلا يَصِح أنْ يتم قتل الملك وأمرهم بأسره وإرساله إلى قصر بن لقمان ليكون عبرة لمَنْ يأتي من بَعْده ، ثم هتف الجميع باسمه وهلَّلوا لهذا النصر العظيم الذي تحقَّق على يده ومن ثم ذهب إلى بيبرس أحد قادة الأمراء المماليك وقتها فكان فخوراً به للغاية حينما أتاه بالملك أسيراً وقد أراد مكافأته فخيَّره بين الولاية والمال فلم يختَر أيهما فكل ما أراده هو العودة لبلاده فوافق بيبرس على الفور ولكنه كان حزيناً لهذا الرحيل ، مشتاقاً لتلك الفتاة المحاربة التي قابلها في بداية الحرب في دمياط ولكنه لم يجدها حينما عثر عليها في المكان الذي أخبرته عنه في دمياط فقرر العودة على ألا يتوقف عن مسيرة البحث عنها ، ولما عاد التقى بأحد الشيوخ الذي اعتمد عليه في كل شيء وكان يحضر دروسه وتقرَّب منه شيئاً فشيئاً حتى أحبَه فكان يشعر به دون أنْ يتكلم ، وفي أحد المرات شعر بأن هناك أمراً يشغله ويؤرقه فلما لم يحكِ عرف من تلقاء نفسه وأخبره أن ما قد يبحث عنه وينتقل من مكان لآخر قاصداً إياه قد يكون صوب عينيه دون أنْ يدري ، لم يفهم كلامه في بادئ الأمر ولكن بالتدريج اتضح الأمر حينما وجدها أمامه وقد كانت ابنة الشيخ ، لم يكن يُصدِّق عينيه ، طلب الزواج منها على الفور فقد أحبَها حباً جماً ، عاش حياته معها في نعيم وسعادة غير مرتقبة النظير ، ورُزقا بالبنين والبنات ، وقد قرر الشيخ أن يُولِّيه بعض المهام فطلب منه إعطاء الدروس في القاهرة ، في البداية لم يكن مُرحِّباً بالأمر ولكن بمرور الوقت قرر الذهاب وأخذ زوجته وأولاده معه إذْ لم يتمكن من فراقها يوماً ، وَفَّر لهم مكاناً آمناً يعيشون فيه كان شيخه قد أخبره عنه قبل السفر مباشرةً وقد بدأ رحلة الوعظ وإلقاء الدروس ودَلْ الناس على طريق الله ، كان خائفاً في البداية من قبول الناس له ولكن الله فتح عليه بالكلمة التي كانت تخرج من قلبه بصِدق فتدخل القلوب وتمسَّها وتؤثر فيها فقد كان الجميع يشعرون بالراحة فور الاستماع إليه ، ظل كذلك إلى أنْ انتهت المدة وعاد للأسكندرية وقد تتابعت تلك الدروس إلى أنْ اعتادها الناس جميعاً وكانوا يشتاقون إليها إلى أنْ حدث أمر جلل أصابه هو وزوجته بالجزع فقررا الرحيل تماماً من هذا المكان المشئوم إذْ وفر لهم أبو العباس مكاناً أكثر سعةً ورحابةً ولكن كان يسكنه شيخٌ لا يَطيق الأطفال فإذا به يدفع بأبنائه من فوق الدرَج فمات أحدهم وقد فجَع هذا الحدث قلبيهما ، رغبت لطيفة في أنْ يُعيد زوجها حقه ولكنه لم يجد الوسيلة المناسبة لذلك ، ظل واجماً حزيناً لفترة لا بأس بها ، وكانت تشعر بالضيق تجاهه لأنه لا يتصرف فكيف يمكنه تجاهل الأمر لتلك الدرجة البغيضة ، تركت له البيت وعادت لأبيها رُغم أنها على علم أنه لا يوجد حل يُعيد المفقود إلى حضنها مرة أخرى ، مرَّت الأيام وقد اعتصرهما الحزن وفتَّت قلبيهما ولكن ما باليد حيلة ، قررت العودة إلى بيت زوجها وكانت تخشى مواجهته بما حدث بينهما من خلاف بفعل عجزه عن إرجاع حق ابنهما ، ثم سافر إلى الحج مع أبيها وفي تلك الرحلة تُوفي والدها وشيخه ولم يكن يعرف كيف سيُخبرها بالأمر عند العودة ، كان قد عَزم أمره على استكمال الرحلة فلم يرجع سوى بعد إتمام الحج وقد لَامه الجميع على ذلك ، وحينما عاد إلى الإسكندرية انقلب عليه الجميع خاصةً حينما حثهم عبد البارئ على ذلك ، فقد كان يضمُر الشر والحقد تجاه أبي العباس حيث غار منه حينما صار خليفة الشيخ لأنه كان يرى عدم أحقيته بهذا الأمر وأنه الأجدر به حيث جاء قبله وحضر دروس الشيخ قبل أنْ يأتي أحمد إلى الإسكندرية من الأساس ، حشد الجميع ضده حتى أن متولي الإسكندرية كان يرغب في طرده وقد هدد الجميع بالعقاب العسير إنْ حضر أحدهم دروس الشيخ أو لمحهم في مجلسه فقد ارتعب الجميع واعتزلوا الشيخ تماماً ، عاني كثيراً من انصراف الناس عنه ولم يَستعِد مكانته سوى بعد مرور وقت طويل حينما رحل المتولي من البلاد تماماً حينها بدأ يسترجع وضعه وبدأت القلة القليلة تحضر دورسه مرة أخرى حتى الصيادون وتجار العبيد ، وكانت المفارقة من هنا فكيف يمكن لشخص أنْ يحبه البشر أجمعين ثم ينصرفوا عنه تماماً وكان هذا بفعل الاتحاد والتكالب الذي حدث ضده من قُبيل زميله عبد البارئ وتقي الدين فقيه الإسكندرية وقتها وهما مَنْ شنَّا الحرب ضده وجعلا متولي الإسكندرية يتخذ هذا الموقف العنيف ضده ، ولكن ما أعجبني بشدة هو براعة الكاتبة في إخراج البطل من قوقعة الإنسان المثالي فقد جذبته الدنيا في بعض المحطات فهو كبقية البشر لا يسلَم من مغرياتها ، فقد تعرَّض لمزيد من الهفوات والكبوات التي لولا تعلُّقه بالله لاجتذبه الدنيا بكل ما فيها من متاع ولكنه كان يتصدى لها ويجتنبها بقدر الإمكان حيث كان رجلاً تقياً زاهداً في الدنيا لا يبغى سوى رضا الله وقربه ، لذا حاول مجاهدة نفسه ومحاربتها من أجل الثبات على مبادئه ومعتقداته التي كان يدعو الناس إليها طوال الوقت فقد كان يستغفر ويتوب إلى الله على الفور ، وقد حدث هذا في موقفين حينما طلب منه السلطان بيبرس أنْ يصير شيخه ويعاونه في كل أموره ولكنه رفض رفضاً قاطعاً باتاً ، كان سيضعف في بادئ الأمر حينما فكَّر أن بهذا قد تسير أمور حياته بمزيد من السلاسة والمرونة ويتمكن من تلبية حاجيات أبنائه بسهولة ولكنه قد يضحي في المقابل بكل ما وصل إليه من عِلم وتاريخه الماضي الذي بذل فيه جهداً مضنياً ، وحينما اغتر بذاته وأصابه بعض الزَهو والكِبر حينما شعر من زوجته أنها تغار عليه من نجمة خاتون ملكة الديار المصرية التي كانت تفوقها جمالاً وجاهاً وسُلطةً وقد تعجَّب من هذا الأمر فكيف تفكر فيه بتلك الطريقة وهو شيخ ؟ ، كيف توقعت منه الغدر والخيانة ونقض العهد ولا يفعل ذلك شخص عادي ؟ ، حينها شعر أنه رأى ذاته في مكانة أعلى من كل البشر وتراجع واعتذر عمَّا بدر منه بالفعل وطلب منها الصَفح والسماح ،
الجدير بالذكر أن أبا العباس حظى بحب الناس حيث التف حوله الجميع وكانوا يعتبرونه عَلماً من أعلام بلادهم ورمزاً لهم حينما وجدوا في كلماته الراحة والسكون ولمست قلوبهم وأثرت فيهم بقدر كبير لأنها خرجت بصِدق من قلبه وقد دعاهم لسبيل الله ودلهم على الطريق السليم ، وبمرور الوقت ذاع صيته في الإسكندرية رغم أنها لم تكن موطنه الأصلي ، كما شُيِّد مسجد باسمه بناه أكبر مهندس معماري قَدِم من إيطاليا وكأنه بُعِث خِصيصاً لبناء هذا المسجد العريق الذي برع في رسم كل ركن من أركانه ليُعبِّر عن هذا الشيخ العظيم الذي بجَّله الجميع ورفعوا اسمه على مرِّ الزمان نظراً لقلبه النادر بين الورى ، وكان يُخيَّل إليه وقت البناء أنه يتحدث إليه أو بالكاد يعرفه عن طريق وصف الناس له كما رسم صورة له أثناء البناء وكأنه يحاول التقرب إليه وتوطيد علاقته به رغم أنه لم يَره وقد انتهى منها مع انتهائه من بناء المسجد بعد ستة عشر عاماً وقد بنى هذا المسجد تخليداً لاسمه وإبقاءً لأثره بعد الممات ، حقاً إن ترك البصمة في قلوب البشر هي غاية كل الخَلْق وما يصبو إليه الجميع بلا استثناء فيظلون يطمحون لهذا طوال أعمارهم وها قد تحقَّقت لهذا الرجل الخلوق الذي أحبه الجميع رغم اختلاف البعض عليه والتشكيك في نواياه في بادئ الأمر فقد تغيَّرت وجهات نظرهم حينما تقربوا إليه وبدأوا في حضور بعض الدورس التي كان يُلقيها لمَنْ يرغب في التقرب من الله والعمل لآخرته ، لم يكن أبو العباس كغيره من البشر ، كان زاهداً في الدنيا بالقَدْر الذي يجعله لا يرغب في نيل أي شيء منها وكل ما كان يتمناه أنْ يظل قريباً من ربه أو يَلقاه في أقرب وقت ممكن وقد كان ، حزنت كثيراً لهذا الحدث المُفجِع فقد تعلَّقت كثيراً بقصة كفاح هذا البطل المغوار الذي ضحى بحياته في سبيل الحفاظ على معتقداته ومبادئه وما كان مؤمناً به ولم يُفرِّط فيه رغم كثرة المغريات من حوله ...
مما أعجبني ؛
لقد سارت الرواية على خط متوازن لم يختل للحظة لدرجة أنك لا تفقد الشخصيات أو تتيه لوهلة كما أنها تصف أحداث حقيقية واقعية ذكَّرتني بالماضي الذي استرجعت بعض أحداثه فور القراءة المُتمعِّنة لتلك السطور البديعة التي أطرَبت القلب وشحنت الفؤاد بالطاقة وملأته بالسعادة التي غمرته على فوهته فقد غيَّرت وجهة نظري في التاريخ بالكامل ...
أبدعتِ أستاذة ريم ولن تكون أول وآخر رواية بمشيئة الله ... ❤️
#خلود_أيمن #مراجعات #روايات .. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مراجعة رواية ماريو وأبو العباس للكاتبة الجميلة د / ريم بسيوني :
إن للجبن ضريبةً باهظة يظل المرء يدفعها طيلة حياته كما يظل ينتقل من مشكلة لأخرى ويعاني الأمرَّين ويكابد المشقات على مدار الطريق ذلك لأن التخاذل لم يكن يوماً من شِيم الأقوياء وهو المصير الطبيعي لأفعالهم الوضيعة ، فقد تخلَّف عن الدفاع عن بلاده بشجاعة واستبسال وحمايته من يد الطُغاة المستعمرين الذين وضعوا قبضتهم عليه مُصرِّين على البقاء فيه لأبد الآبدين معتقدين أن في هذا حقاً لهم ، فلم تكن إراقة الدماء واستباحة الأراضي وإزهاق الأرواح حقاً لأحد ذات يوم ولكنها الظنون الوهمية التي تمحق البلاد كافة وتطمس تاريخها وتُدمِّر كل شبر فيها بلا التفات من أحد مواطنيها وهذا أكبر عار قد يصدر عن أحد ، هذا ما تبدَّى لنا في بداية الأحداث ورُغم أنه أبلى بلاءً حسناً في بعض الحروب الأخرى وتجلَّت شجاعته وحرصه على نُصرة تلك البلاد وإرجاع الحقوق لأصحابها فكان من الأجدر والأولَى أنْ يدافع عن أرض وطنه التي ينتمي إليها وتربَّى فيها بالفعل بدلاً من الحفاظ على أراضي الغير من أيدي المعتدين ،
فقد غادر بطل الرواية أبو العباس المُرسي أراضيه في الأندلس بعدما احتلها الفرنجة وفَرَّ هارباً مع أسرته قاصداً تونس هو وجميع مَنْ في البلاد ، وحدث ما لم يكن في الحسبان فقَبْل الوصول انشقت السفينة وابتلعهم البحر جميعاً ولم ينجُ من الركاب سوى هو وأخوه الذي ظل يبحث عنه وقتاً طويلاً حتى عثر عليه وحينها استمرا في البحث عن أهلهما ولم يجدا أثراً لهم ، أصابهما الحزن الشديد ومن ثَم قرر محمد أخوه أنْ يلتفت لحياته ويستمر في ممارسة تجارة القمح التي تركها له والده ولم يتمكن أحمد من ممارسة الحياة بسهولة لفترة طويلة إلى أنْ وجد وسيلة للعيش بمرور الوقت فقد التقى بفتاة ساعدها في جلب الماء من البئر فعَمِل لدى والدها الشيخ لفترة ما وتعرَّض للمزيد من المشاكل معه انتهت بزَجِّه في السجن على جُرم لم يقترفه حينما وشاه للوالي فذهب إليه أخوه وأَخرجه ونصحه بألا يفتعل المشكلات مع الآخرين وليتذكر أنه ليس بوطنه كي يحميه أحد أو يُنقذه ولكنه لم يُنصت إليه فلم يكن يحب الظلم أو يرغب في تفشيه على يد أي امرئ ظالم يبطش بكل عبد ضعيف أو ذي حاجة ، ثم انتقل إلى الإسكندرية التي أحبَها كثيراً وكان يتعجب من جمالها وبخاصةً الفنار الذي لفَته وقرر البحث عن طريقة تشييده وكيف تعمل تلك المرآة العاكسة داخله ، ظل ينتقل ويرتحل بين البلدان حتى استقر به الحال في المنصورة التي كانت بداية الحروب حيث هزم التتار في دمياط وكان يشعر أنه من الصعب عليهم الدخول للمنصورة ولكن بمرور الوقت دلَّهم أحد الخونة على معبر يمكِّنهم من استعمار تلك البلاد وقد كان تسلل جيش الأعداء إلى هذا الممر السري وتمكَّنوا من وضع قبضتهم على المنصورة ولكن الجيش قد وضع خُطةً محكمة من أجل القضاء عليهم إذْ أظهروا الهزيمة واختبأوا داخل أزقة البلاد وحينما دخل الفرنجة هاجموهم وأطاحوا بهم وقضوا عليهم جميعاً ولما جاء موعد الملك أشار إليهم أحمد أبو العباس بالابتعاد فلا يَصِح أنْ يتم قتل الملك وأمرهم بأسره وإرساله إلى قصر بن لقمان ليكون عبرة لمَنْ يأتي من بَعْده ، ثم هتف الجميع باسمه وهلَّلوا لهذا النصر العظيم الذي تحقَّق على يده ومن ثم ذهب إلى بيبرس أحد قادة الأمراء المماليك وقتها فكان فخوراً به للغاية حينما أتاه بالملك أسيراً وقد أراد مكافأته فخيَّره بين الولاية والمال فلم يختَر أيهما فكل ما أراده هو العودة لبلاده فوافق بيبرس على الفور ولكنه كان حزيناً لهذا الرحيل ، مشتاقاً لتلك الفتاة المحاربة التي قابلها في بداية الحرب في دمياط ولكنه لم يجدها حينما عثر عليها في المكان الذي أخبرته عنه في دمياط فقرر العودة على ألا يتوقف عن مسيرة البحث عنها ، ولما عاد التقى بأحد الشيوخ الذي اعتمد عليه في كل شيء وكان يحضر دروسه وتقرَّب منه شيئاً فشيئاً حتى أحبَه فكان يشعر به دون أنْ يتكلم ، وفي أحد المرات شعر بأن هناك أمراً يشغله ويؤرقه فلما لم يحكِ عرف من تلقاء نفسه وأخبره أن ما قد يبحث عنه وينتقل من مكان لآخر قاصداً إياه قد يكون صوب عينيه دون أنْ يدري ، لم يفهم كلامه في بادئ الأمر ولكن بالتدريج اتضح الأمر حينما وجدها أمامه وقد كانت ابنة الشيخ ، لم يكن يُصدِّق عينيه ، طلب الزواج منها على الفور فقد أحبَها حباً جماً ، عاش حياته معها في نعيم وسعادة غير مرتقبة النظير ، ورُزقا بالبنين والبنات ، وقد قرر الشيخ أن يُولِّيه بعض المهام فطلب منه إعطاء الدروس في القاهرة ، في البداية لم يكن مُرحِّباً بالأمر ولكن بمرور الوقت قرر الذهاب وأخذ زوجته وأولاده معه إذْ لم يتمكن من فراقها يوماً ، وَفَّر لهم مكاناً آمناً يعيشون فيه كان شيخه قد أخبره عنه قبل السفر مباشرةً وقد بدأ رحلة الوعظ وإلقاء الدروس ودَلْ الناس على طريق الله ، كان خائفاً في البداية من قبول الناس له ولكن الله فتح عليه بالكلمة التي كانت تخرج من قلبه بصِدق فتدخل القلوب وتمسَّها وتؤثر فيها فقد كان الجميع يشعرون بالراحة فور الاستماع إليه ، ظل كذلك إلى أنْ انتهت المدة وعاد للأسكندرية وقد تتابعت تلك الدروس إلى أنْ اعتادها الناس جميعاً وكانوا يشتاقون إليها إلى أنْ حدث أمر جلل أصابه هو وزوجته بالجزع فقررا الرحيل تماماً من هذا المكان المشئوم إذْ وفر لهم أبو العباس مكاناً أكثر سعةً ورحابةً ولكن كان يسكنه شيخٌ لا يَطيق الأطفال فإذا به يدفع بأبنائه من فوق الدرَج فمات أحدهم وقد فجَع هذا الحدث قلبيهما ، رغبت لطيفة في أنْ يُعيد زوجها حقه ولكنه لم يجد الوسيلة المناسبة لذلك ، ظل واجماً حزيناً لفترة لا بأس بها ، وكانت تشعر بالضيق تجاهه لأنه لا يتصرف فكيف يمكنه تجاهل الأمر لتلك الدرجة البغيضة ، تركت له البيت وعادت لأبيها رُغم أنها على علم أنه لا يوجد حل يُعيد المفقود إلى حضنها مرة أخرى ، مرَّت الأيام وقد اعتصرهما الحزن وفتَّت قلبيهما ولكن ما باليد حيلة ، قررت العودة إلى بيت زوجها وكانت تخشى مواجهته بما حدث بينهما من خلاف بفعل عجزه عن إرجاع حق ابنهما ، ثم سافر إلى الحج مع أبيها وفي تلك الرحلة تُوفي والدها وشيخه ولم يكن يعرف كيف سيُخبرها بالأمر عند العودة ، كان قد عَزم أمره على استكمال الرحلة فلم يرجع سوى بعد إتمام الحج وقد لَامه الجميع على ذلك ، وحينما عاد إلى الإسكندرية انقلب عليه الجميع خاصةً حينما حثهم عبد البارئ على ذلك ، فقد كان يضمُر الشر والحقد تجاه أبي العباس حيث غار منه حينما صار خليفة الشيخ لأنه كان يرى عدم أحقيته بهذا الأمر وأنه الأجدر به حيث جاء قبله وحضر دروس الشيخ قبل أنْ يأتي أحمد إلى الإسكندرية من الأساس ، حشد الجميع ضده حتى أن متولي الإسكندرية كان يرغب في طرده وقد هدد الجميع بالعقاب العسير إنْ حضر أحدهم دروس الشيخ أو لمحهم في مجلسه فقد ارتعب الجميع واعتزلوا الشيخ تماماً ، عاني كثيراً من انصراف الناس عنه ولم يَستعِد مكانته سوى بعد مرور وقت طويل حينما رحل المتولي من البلاد تماماً حينها بدأ يسترجع وضعه وبدأت القلة القليلة تحضر دورسه مرة أخرى حتى الصيادون وتجار العبيد ، وكانت المفارقة من هنا فكيف يمكن لشخص أنْ يحبه البشر أجمعين ثم ينصرفوا عنه تماماً وكان هذا بفعل الاتحاد والتكالب الذي حدث ضده من قُبيل زميله عبد البارئ وتقي الدين فقيه الإسكندرية وقتها وهما مَنْ شنَّا الحرب ضده وجعلا متولي الإسكندرية يتخذ هذا الموقف العنيف ضده ، ولكن ما أعجبني بشدة هو براعة الكاتبة في إخراج البطل من قوقعة الإنسان المثالي فقد جذبته الدنيا في بعض المحطات فهو كبقية البشر لا يسلَم من مغرياتها ، فقد تعرَّض لمزيد من الهفوات والكبوات التي لولا تعلُّقه بالله لاجتذبه الدنيا بكل ما فيها من متاع ولكنه كان يتصدى لها ويجتنبها بقدر الإمكان حيث كان رجلاً تقياً زاهداً في الدنيا لا يبغى سوى رضا الله وقربه ، لذا حاول مجاهدة نفسه ومحاربتها من أجل الثبات على مبادئه ومعتقداته التي كان يدعو الناس إليها طوال الوقت فقد كان يستغفر ويتوب إلى الله على الفور ، وقد حدث هذا في موقفين حينما طلب منه السلطان بيبرس أنْ يصير شيخه ويعاونه في كل أموره ولكنه رفض رفضاً قاطعاً باتاً ، كان سيضعف في بادئ الأمر حينما فكَّر أن بهذا قد تسير أمور حياته بمزيد من السلاسة والمرونة ويتمكن من تلبية حاجيات أبنائه بسهولة ولكنه قد يضحي في المقابل بكل ما وصل إليه من عِلم وتاريخه الماضي الذي بذل فيه جهداً مضنياً ، وحينما اغتر بذاته وأصابه بعض الزَهو والكِبر حينما شعر من زوجته أنها تغار عليه من نجمة خاتون ملكة الديار المصرية التي كانت تفوقها جمالاً وجاهاً وسُلطةً وقد تعجَّب من هذا الأمر فكيف تفكر فيه بتلك الطريقة وهو شيخ ؟ ، كيف توقعت منه الغدر والخيانة ونقض العهد ولا يفعل ذلك شخص عادي ؟ ، حينها شعر أنه رأى ذاته في مكانة أعلى من كل البشر وتراجع واعتذر عمَّا بدر منه بالفعل وطلب منها الصَفح والسماح ،
الجدير بالذكر أن أبا العباس حظى بحب الناس حيث التف حوله الجميع وكانوا يعتبرونه عَلماً من أعلام بلادهم ورمزاً لهم حينما وجدوا في كلماته الراحة والسكون ولمست قلوبهم وأثرت فيهم بقدر كبير لأنها خرجت بصِدق من قلبه وقد دعاهم لسبيل الله ودلهم على الطريق السليم ، وبمرور الوقت ذاع صيته في الإسكندرية رغم أنها لم تكن موطنه الأصلي ، كما شُيِّد مسجد باسمه بناه أكبر مهندس معماري قَدِم من إيطاليا وكأنه بُعِث خِصيصاً لبناء هذا المسجد العريق الذي برع في رسم كل ركن من أركانه ليُعبِّر عن هذا الشيخ العظيم الذي بجَّله الجميع ورفعوا اسمه على مرِّ الزمان نظراً لقلبه النادر بين الورى ، وكان يُخيَّل إليه وقت البناء أنه يتحدث إليه أو بالكاد يعرفه عن طريق وصف الناس له كما رسم صورة له أثناء البناء وكأنه يحاول التقرب إليه وتوطيد علاقته به رغم أنه لم يَره وقد انتهى منها مع انتهائه من بناء المسجد بعد ستة عشر عاماً وقد بنى هذا المسجد تخليداً لاسمه وإبقاءً لأثره بعد الممات ، حقاً إن ترك البصمة في قلوب البشر هي غاية كل الخَلْق وما يصبو إليه الجميع بلا استثناء فيظلون يطمحون لهذا طوال أعمارهم وها قد تحقَّقت لهذا الرجل الخلوق الذي أحبه الجميع رغم اختلاف البعض عليه والتشكيك في نواياه في بادئ الأمر فقد تغيَّرت وجهات نظرهم حينما تقربوا إليه وبدأوا في حضور بعض الدورس التي كان يُلقيها لمَنْ يرغب في التقرب من الله والعمل لآخرته ، لم يكن أبو العباس كغيره من البشر ، كان زاهداً في الدنيا بالقَدْر الذي يجعله لا يرغب في نيل أي شيء منها وكل ما كان يتمناه أنْ يظل قريباً من ربه أو يَلقاه في أقرب وقت ممكن وقد كان ، حزنت كثيراً لهذا الحدث المُفجِع فقد تعلَّقت كثيراً بقصة كفاح هذا البطل المغوار الذي ضحى بحياته في سبيل الحفاظ على معتقداته ومبادئه وما كان مؤمناً به ولم يُفرِّط فيه رغم كثرة المغريات من حوله ..
مما أعجبني ؛
لقد سارت الرواية على خط متوازن لم يختل للحظة لدرجة أنك لا تفقد الشخصيات أو تتيه لوهلة كما أنها تصف أحداث حقيقية واقعية ذكَّرتني بالماضي الذي استرجعت بعض أحداثه فور القراءة المُتمعِّنة لتلك السطور البديعة التي أطرَبت القلب وشحنت الفؤاد بالطاقة وملأته بالسعادة التي غمرته على فوهته فقد غيَّرت وجهة نظري في التاريخ بالكامل ..
أبدعتِ أستاذة ريم ولن تكون أول وآخر رواية بمشيئة الله .. ❤️
#خلود_أيمن#مراجعات#روايات. ❝