❞ _أَتعلمُ لِما لا تَسْتقيم نفسك ؟!
لأنك جاهلٌ بالله ، جاهلٌ \"بأسماء الله وصفاته\" جاهل بكرم الله ومنة الله عليك جاهل برحمته جاهل بإبداع خلقه ، جاهل بسيرة خير خلق الله و جاهل كم حارب الكثير والكثير وقُتلوا فى سبيل وصول هذا الدين إليك ..
أقيمت حروب ، عُذِّبَ أُناسٌ كثيرون فى سيبل الحفاظ على الشريعة الإسلامية، فبماذا قابلت أنت كل هذا ؟!
تٌعرض عمَّن خلقك وسواك وفطرك ورزقك ومنَّ عليك وهداك !
تُعرض عمّن له فضلٌ عليك بكل شىء ؟!كلما علمت حكم بحثت جاهداً لكى تجد له مخرج .
على من تضحك؟
أقول لك على من ؟ \"تضحك على نفسك \".
لأنك أنت الخاسر الوحيد فى الأعراض والبعد (فى قصة سيدنا إدام فى بداية الخلق فى كتاب قصص الانبياء لإبن كثير عندما طاف ابليس داخل سيدنا آدم : قال فإن ربكم صمد وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأهلكته
ومن ثم قال إنك خلقت لشئ عظيم
وهل هناك أعظم من عبادة الله الواحد الأحد ؟!
بلىٰ وربى لا يوجد أعظم من العظيم
أنت جاهل بما ينتظرك فى القبر وعند الممات
أنت جاهل بيوم القيامة أنت جاهل بالجنه وجاهل بالنار أنت جاهل بما سيفعله إبليس عندما يدخل أهل النار النار
﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
[ إبراهيم: 22]
فاللهم لا تجعلنا منهم يارب
ليس إعراض إنما هو جهل ولهو ..
استيقظ من غفلتك قبل أن تستيقظ على ملك الموت يقبض روحك ..
\"فاللهم أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والأموات يارب \"
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
گ/ألا السيد 🦋
المدققة اللغوية /ساره السيد. ❝ ⏤الاء السيد
❞ _أَتعلمُ لِما لا تَسْتقيم نفسك ؟!
لأنك جاهلٌ بالله ، جاهلٌ ˝بأسماء الله وصفاته˝ جاهل بكرم الله ومنة الله عليك جاهل برحمته جاهل بإبداع خلقه ، جاهل بسيرة خير خلق الله و جاهل كم حارب الكثير والكثير وقُتلوا فى سبيل وصول هذا الدين إليك .
أقيمت حروب ، عُذِّبَ أُناسٌ كثيرون فى سيبل الحفاظ على الشريعة الإسلامية، فبماذا قابلت أنت كل هذا ؟!
تٌعرض عمَّن خلقك وسواك وفطرك ورزقك ومنَّ عليك وهداك !
تُعرض عمّن له فضلٌ عليك بكل شىء ؟!كلما علمت حكم بحثت جاهداً لكى تجد له مخرج .
على من تضحك؟
أقول لك على من ؟ ˝تضحك على نفسك ˝.
لأنك أنت الخاسر الوحيد فى الأعراض والبعد (فى قصة سيدنا إدام فى بداية الخلق فى كتاب قصص الانبياء لإبن كثير عندما طاف ابليس داخل سيدنا آدم : قال فإن ربكم صمد وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأهلكته
ومن ثم قال إنك خلقت لشئ عظيم
وهل هناك أعظم من عبادة الله الواحد الأحد ؟!
بلىٰ وربى لا يوجد أعظم من العظيم
أنت جاهل بما ينتظرك فى القبر وعند الممات
أنت جاهل بيوم القيامة أنت جاهل بالجنه وجاهل بالنار أنت جاهل بما سيفعله إبليس عندما يدخل أهل النار النار
﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [ إبراهيم: 22]
فاللهم لا تجعلنا منهم يارب
ليس إعراض إنما هو جهل ولهو .
استيقظ من غفلتك قبل أن تستيقظ على ملك الموت يقبض روحك .
˝فاللهم أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والأموات يارب ˝
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
❞ في هذه التدوينة انتظار لملك الموت ودعوى ملحة للاستعداد ليوم التّناد أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ...أمّا بعد ...
قلبي البريء يهفو إلى لقائك وانت مازلت في منامك ، أنتظرك أحد من قبلي ؟؟ أم كنت أول المنتظرين،؟ أيّا يكن لا تنسى إنقاذي من هولِ حياةٍ شقيّةٍ أذاقتني ظلماً صارخاً ولهباً وأنيناً ، فالمنقذون من حولي كُثر لكنهم كلهم على وشك الهلاك ،! من موت إلى موت ومن ألم قاس إلى ألم ومن عناء بلا حدّ أصارع الحياة ، وكأنه حرام عليّ أن أراك قريباً فأحيا بلقاء ربي من جديد ، سأقتل نفسي في الدنيا عاجلاً إن كنت تماطل في زحامها الغريب ولا عجب ، لا الأرض تبلعنا ولا السماء تحبنا وصرنا لعنة الوجود تضرب بنا الأمثال في التخلّف وأصبحنا قطعان خراف تلهو بنا الذئاب والثعالب من كل حدب وفي كلّ زمان ...تجرّعنا السّموم في الحياة مراراً وكأننا خُلقنا لنار السّموم ، والحرب أضحت تجدد بؤسها وتزيدنا آهاتٍ تلو آهات ، ولو عشناالسّلام يوما واحداً ذقنا من مرارات الحرب أيّام ، وكبرنا معها حتى كهلنا ونزفنا الدّماء في كلّ مكان ، وزرفنا دموعاً وبكينا كثيراً حتى غلبنا كلّ البكاء ، الحزن رسالتي والموت في أضلعي وبلدي المريض قبري والله وجهتي فكن مستعدا للسير على جسر جهنم خلفي فظلمة الحياة مالها انتهاء ، الآن نحن هنا وربما غداً هناك والعاقل من أدرك هذا قبل فوات الأوان ،تعلّم الغرض من هذه الحياة، وتعلم شيئاً أعظم هو أن لوجودك هنا هدف، ولا عبثية في هذا الوجود ، صمتك الآن يصدر صوتاً خافتاً يدعوك إلى الواحد القهار لا تكن ساهياً لاهياً غافلاً عنه وأكثرْ من النوافل في طاعة مولاك ..... ❝ ⏤سوزان ايبش
❞ في هذه التدوينة انتظار لملك الموت ودعوى ملحة للاستعداد ليوم التّناد أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ..أمّا بعد ..
قلبي البريء يهفو إلى لقائك وانت مازلت في منامك ، أنتظرك أحد من قبلي ؟؟ أم كنت أول المنتظرين،؟ أيّا يكن لا تنسى إنقاذي من هولِ حياةٍ شقيّةٍ أذاقتني ظلماً صارخاً ولهباً وأنيناً ، فالمنقذون من حولي كُثر لكنهم كلهم على وشك الهلاك ،! من موت إلى موت ومن ألم قاس إلى ألم ومن عناء بلا حدّ أصارع الحياة ، وكأنه حرام عليّ أن أراك قريباً فأحيا بلقاء ربي من جديد ، سأقتل نفسي في الدنيا عاجلاً إن كنت تماطل في زحامها الغريب ولا عجب ، لا الأرض تبلعنا ولا السماء تحبنا وصرنا لعنة الوجود تضرب بنا الأمثال في التخلّف وأصبحنا قطعان خراف تلهو بنا الذئاب والثعالب من كل حدب وفي كلّ زمان ..تجرّعنا السّموم في الحياة مراراً وكأننا خُلقنا لنار السّموم ، والحرب أضحت تجدد بؤسها وتزيدنا آهاتٍ تلو آهات ، ولو عشناالسّلام يوما واحداً ذقنا من مرارات الحرب أيّام ، وكبرنا معها حتى كهلنا ونزفنا الدّماء في كلّ مكان ، وزرفنا دموعاً وبكينا كثيراً حتى غلبنا كلّ البكاء ، الحزن رسالتي والموت في أضلعي وبلدي المريض قبري والله وجهتي فكن مستعدا للسير على جسر جهنم خلفي فظلمة الحياة مالها انتهاء ، الآن نحن هنا وربما غداً هناك والعاقل من أدرك هذا قبل فوات الأوان ،تعلّم الغرض من هذه الحياة، وتعلم شيئاً أعظم هو أن لوجودك هنا هدف، ولا عبثية في هذا الوجود ، صمتك الآن يصدر صوتاً خافتاً يدعوك إلى الواحد القهار لا تكن ساهياً لاهياً غافلاً عنه وأكثرْ من النوافل في طاعة مولاك. ❝
❞ وصف الله نفسه بأنه المَلك وبأن له مُلكاً وملكوتاً وجنداً مجندة وملأً أعلى وأنه قد وَكّل إلى كل فرد من هذا الملأ الأعلى مهمة يقوم بها فجبريل الروح الأمين هو رسول الوحي وهو الواسطة بين الله وجميع أنبيائه وميكائيل مُكَّلف بالأرزاق وإسرافيل نَافِخ الصّور يوم تقوم الساعة وعزرائيل قابض الأرواح.
"قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم "( السجده ـ11)
ذلك ملك الموت.. وهم كثير ..
"توفته رسلنا وهم لا يفرطون" ( الانعام ـ61)
ثم هناك الملائكه الحفظة
"إن كل نفس لمّا عليها حافظ "( الطارق ـ4)
والملائكة الكاتبون
"وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون" ( الانفطار10 ـ11 ـ12)
والملائكة الصافّون والملائكة المُسَبِّحون والملائكة الحافّون بالعرش والملائكة الحاملون للعرش والملائكة العالون وملائكة التصريف.
ملك عظيم من فوق سبع سموات لا يتناهى.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن..
لماذا لا يباشر الله جميع هذه الشئون بذاته ما دام بيده مقاليد كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.. فلماذا لا يفعل بذاته وبدون وسائط ؟
وما الحاجه إلى كل هذا الملأ ؟ .. والجواب ...
أنها سُنّة الله في خلقه.. فهو يجري الشفاء على يد جراح وكان في قدرته أن يشفي بذاته وهو يجري الأرزاق من باب تجارة أو من باب صناعة وكان في قدرته أن يوصل المال إلى أصحابه مباشرة دون أسباب.. وهو يوصل إلينا العلم بوسائط الكليات والجامعات والمدارس.. بل هو يوصل العلم إلى أنبيائه عن طريق جبريل.. وكان بالإمكان أن يلقيه في روعنا مباشرة..
حتى المعجزة الخارقة فإنه يُجريها بواسطة فيقول عن الحمل الخارق لمريم :
" فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشراً سوياً "
ويقول جبريل لمريم:
" إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً "
وهو أمر كان يمكن أن يفعله الله مباشرة.
تلك إذن سُنّته في الدنيا وتلك أيضاً سُنّته في الآخره حيث يُقيم على النار زبانية لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمَرون وحيث يُقيم على أبواب الجنة ملائكة الرضوان حتى عرشه العظيم سبحانه يقول لنا القرآن أنه محمول يحمله ثمانية
"ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
وهم يحملونه ولا شك بقوة الله ذاته فما ضرورتهم..؟؟!!
والجواب ...
لا ضرورة له سوى كرمه هو .. حيث شاء بكرمه أن يعطي صفاته الشافيه للطبيب ويتجلى بأحكام إسمه العليم على العالم ويتجلى بإسمه الرزّاق على التاجر وبإسمه البديع على الفنان ويتكرم بقوته على حاملي عرشه فتلك كلها شواهد كرم منه لا شواهد حاجه إلينا.
ثم إن الوسائط أيضا هي سنتّه.. فهو إذا أراد أن يعالج الجبل سلّط عليه وسائط ماديه مثله لتشكيله.. سلّط عليه الرياح والأمطار والسيول تنحته وتشكّله أو سلّط عليه كائناً مادياً مثل الإنسان ينحت فيه الكهوف والسدود.. ولو أنه سبحانه تجلّى على الجبل مباشرة لجعله دكاً.
وحينما ظهر جبريل على صورته الحقيقية لمحمد عليه الصلاة والسلام خرّ مغشيًا عليه.
إن تفاوت المقامات بين الله وملائكته وبين ملائكته وخلقه من البشر وبين البشر وسائر صنوف المادة الجامدة إستدعى وجود البرازخ والوسائط.. فلا يطيق الأسفل أن يتجلّى عليه الأعلى مباشرة دون واسطة برزخية.
إننا نقذف نواة الذّرة وهي شيء غير منظور بشيء آخر غير منظور وهي قذائف النيوترون فنتخذ وسائط من جنس ما نتعامل معه.. فنحاول الوصول إلى الشيء الخفي باتخاذ برزخ خفي.. وهو مثال من عالمنا.
وجبريل هو البرزخ بين الله وبين محمد عليه الصلاة والسلام في عالم الملكوت وهو أيضًا البرزخ بين الله وبين جميع أنبيائه.. لأنه لا أحد من الانبياء يُطيق الحضرة الإلهية الذاتية مباشرة.. فإن تجلِّي هذه الحضرة يؤدي إلى سحق ومحق كل شيء .. تماماً كما رأينا من حال الجبل الذي أصبح دكاً وموسى الذي خر صعقًا.
إننا بحكم طبيعتنا البشرية لا نحتمل أنوار الذات الإلهية فاستدعى التواصل بين الطبيعتين إلى إتخاذ البرازخ.
وكما أن جبريل هو البرزخ بين الله وبين محمد فكذلك محمد عليه الصلاة والسلام هو برزخنا الأعظم وهو وسيلتنا وواسطتنا وبابنا إلى الفهم عن الله.. لأننا بحكم طبيعتنا المحدودة لا نستطيع أن نصل إلى حضرة الإطلاق دون دليل.
إن الضرورة هنا كانت قيداً علينا نحن، فنحن الضعفاء والله هو القوي ونحن الفقراء إليه وهو سبحانه الغني عنّا.
وكان تنزل الله بين البرازخ ليتواصل معنا كرماً منه ولطفاً وإيناسًا.. لا حاجةً منه إلينا فالله ليس فعالًا بنا بل نحن الذين نفعل به ونحن الذين نرى به ونسمع به ونفهم به ونمشي به ونحيا به.. بل إنه هو.. هو الظاهر بوجهه في كل شيء.
" أينما تولوا فثم وجه الله "
فهو الملك وهو جميع القوى الفعّاله في المملكه من حق وخير وجمال وعدل وكرم وحلم ورأفة ومودة ورحمة وسمع وبصر وعلم فتلك جميعاً أسماؤه تجّلت بأحكامها على ما في المملكة من خلائق.
فإذا سُحِب منا ربنا قيوميته عدنا عدماً واختفى مسرح الوجود كله ولم يبق إلا نوره فهو الحضور المستمر أبداً وأزلاً وهو الظاهر ابداً ونحن الغيب.. وهو الوجود ونحن العدم.. وهو الحُجّة على نفسه وهو برهان وجوده ودليل ذاته وهو ليس في حاجه إلى دليل يدل عليه.
ومن مبدأ القصة حينما كان الله ولا شيء معه.. إلى الآن حيث مازال ربنا هو هو.. على ما عليه كان.. لم يجِدَّ جديد.. فكل ما حدث كان تحصيل حاصل لما في علمه.. ومازال هو على ما عليه كان.. فالقول بحاجة الله إلى جنوده ومملكته يعكس القضية ويقلبها.. تعالى ربنا عن ذلك عُلواً كبيراً.. فلا شيء فعال في مُلكه ومَلكوته سواه إنما هي ثياب ألبسها لنا ومواهب أعطاها لنا وأرزاق وزّعها علينا بل إن لبسه الوجود ذاتها منه.. وليس لنا من ذواتنا إلاّ العدم.
بل اللغز الذي يُحيّرني.. هو ذاتي نفسها.
أنا.. من أكون.. وأنا لست إلاّ كلمة من كلماته ونفخة من روحه..؟!!
أما أحقية الله في كل شيء فهي أظهر من أن تكون محل شك أو مُسائلة.. وبالمثل وجوده وهيمنته وظهوره.
إنما أنا.. ذرة العدم.. التي هي نفسي.. ما أمرها.. وما خطبها وكيف تشخّصت من الأزل.. وكيف جاء بها الله ومعها سرّها وما تكتم ثم أوجدها ليُخرِج مكتومها وابتلاها بالشر والخير لتُفصِح عن سرها وتُفشي مكنونها.
أنا..؟
وهل لي هذه الأنا.. أم أني استعرتها مع ما استعرت من الله.. فهي ثوب ضمن ما ألبسني الله من ثياب.
ذلك هو السر الذي يحيرني رغم أنه لا شيء أقرب إليّ منها.. وهل هناك ما هو أقرب إليّ من نفسي التي بين جنبي.. ومع ذلك فهي الطلسم.. والتيه.. والمحال.
ثم إن اللغز يصل إلى ذروة استسراره حينما نرى الله يأمر ملائكته بالسجود لهذه النفس التي تشخّصت من عدم ويُسخّر لها ملكه وملكوته ويُخضِع لها الكون جميعه.
" سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعًا منه "
يقول الله للعبد الكامل في كتاب المواقف والمخاطبات للنفري:
أنت مني.. أنت تليني.. وكل شيء في الوجود يأتي بعدك.. لا شيء يقدر عليك إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك.. فأنت أقوى من الأرض والسماء أقوى من الجنه والنار أقوى من الحروف والأسماء.. أقوى من كل ما بدا في دنيا وآخره.
إذا تحققت بسرّك تحققت بي.. أنا الذي منه كل شيء أنا الذي أديت كل شيء.. أنا الذي هو أنا.
إلى هذه الذروه المذهله من التشريف تصل هذه الذره الوجوديه التي هي النفس الانسانيه.
فيقول عنها رب العالمين:
اأنت مني.. أنت تليني.. وكل شيء في الوجود يأتي بعدك.. لا شيء يقدر عليك إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك.. فأنت أقوى من الأرض والسماء أقوى من الجنه والنار أقوى من الحروف والأسماء.. أقوى من كل ما بدا في دنيا وآخره ... ( وكل ما في الوجود باديات يبديها ربنا من خفاء ولا يبتديها).
ويقول للعبد الكامل:
إذا تحققت بسرّك تحققت بي.. أنا الذي منه كل شيء.
كيف يارب يتحقق الواحد منا بسره.
إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك.
ليس فقط أن يبلغ مقام الكمال بل أيضًا أن يلزم هذا المقام فلا يحيد عنه.. وذلك هو غاية التمكين والتثبيت.
وذلك هو المعراج العظيم الذي لا يقدر عليه الا آحاد بل إن المُلك والملكوت ذاتهما مجرد معارج لهذه النفس الكاملة والدنيا والآخرة منازلها وهي تسير إلى ربها وقد أقدرها الله على الدنيا.. وعلى تجاوزها.. كما أقدرها على الآخرة وعلى تجاوزها في مراقي السير إليه.. تلك هي النفس الطلسم المطلسم.
وتلك هي إمكاناتها حيث اجتمع فيها أقصى العدم وأقصى الوجود.
وحيث هي مني أقرب إليّ من كل شيء وأخفى عليّ من كل شيء فهي التي بدأت من لا شيء وأصبحت أقوى من كل شيء.
وحيث يبلغ إبهامها بي إلى البهت والحيرة والذهول:
من أنا..؟!!!
ومن أكون..؟!!
أنا الذي أسجَد لي الله المُلك والملكوت وسخّر لي الكون أجمع.
أنا الذي أمرض وأشيخ وأموت ويفتك بي ميكروب لا يُرى لفرط تفاهته.
أنا الذي جئت من قطرة ماء مَهين وأنتهي إلى جيفة.
إلهي ... كم تكذب المظاهر وكم تُخفي جلودنا حقائق هائلة تحتها.
وكم تتشابه وجوهنا وتختلف منازلنا.. وكم يمشي في الأسمال والخرق من هم فوق الثريا منزله.
لهفي على ذلك اليوم الذي تهتك فيه الأستار وتفتضح الأسرار ويعرف كل منا من يكون.. ومقدار ما يكون.
وتُرفَع الحجب ويكشف الغطاء ويغدو البصر حديدًا ويُفاجأ كل منا من نفسه بما لا يعلم..
ويعرف كل منا حقيقته وخبيئته
يا له من يوم .. يا له من يوم ..
مقال : الملك والملكوت وانا
من كتاب/ الإسلام ما هو
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ وصف الله نفسه بأنه المَلك وبأن له مُلكاً وملكوتاً وجنداً مجندة وملأً أعلى وأنه قد وَكّل إلى كل فرد من هذا الملأ الأعلى مهمة يقوم بها فجبريل الروح الأمين هو رسول الوحي وهو الواسطة بين الله وجميع أنبيائه وميكائيل مُكَّلف بالأرزاق وإسرافيل نَافِخ الصّور يوم تقوم الساعة وعزرائيل قابض الأرواح.
˝قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ˝( السجده ـ11)
ذلك ملك الموت. وهم كثير .
˝توفته رسلنا وهم لا يفرطون˝ ( الانعام ـ61)
ثم هناك الملائكه الحفظة
˝إن كل نفس لمّا عليها حافظ ˝( الطارق ـ4)
والملائكة الصافّون والملائكة المُسَبِّحون والملائكة الحافّون بالعرش والملائكة الحاملون للعرش والملائكة العالون وملائكة التصريف.
ملك عظيم من فوق سبع سموات لا يتناهى.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن.
لماذا لا يباشر الله جميع هذه الشئون بذاته ما دام بيده مقاليد كل شيء وإليه يرجع الأمر كله. فلماذا لا يفعل بذاته وبدون وسائط ؟
وما الحاجه إلى كل هذا الملأ ؟ . والجواب ..
أنها سُنّة الله في خلقه. فهو يجري الشفاء على يد جراح وكان في قدرته أن يشفي بذاته وهو يجري الأرزاق من باب تجارة أو من باب صناعة وكان في قدرته أن يوصل المال إلى أصحابه مباشرة دون أسباب. وهو يوصل إلينا العلم بوسائط الكليات والجامعات والمدارس. بل هو يوصل العلم إلى أنبيائه عن طريق جبريل. وكان بالإمكان أن يلقيه في روعنا مباشرة.
حتى المعجزة الخارقة فإنه يُجريها بواسطة فيقول عن الحمل الخارق لمريم :
˝ فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشراً سوياً ˝
ويقول جبريل لمريم:
˝ إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً ˝
وهو أمر كان يمكن أن يفعله الله مباشرة.
تلك إذن سُنّته في الدنيا وتلك أيضاً سُنّته في الآخره حيث يُقيم على النار زبانية لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمَرون وحيث يُقيم على أبواب الجنة ملائكة الرضوان حتى عرشه العظيم سبحانه يقول لنا القرآن أنه محمول يحمله ثمانية
˝ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية˝
وهم يحملونه ولا شك بقوة الله ذاته فما ضرورتهم.؟؟!!
والجواب ..
لا ضرورة له سوى كرمه هو . حيث شاء بكرمه أن يعطي صفاته الشافيه للطبيب ويتجلى بأحكام إسمه العليم على العالم ويتجلى بإسمه الرزّاق على التاجر وبإسمه البديع على الفنان ويتكرم بقوته على حاملي عرشه فتلك كلها شواهد كرم منه لا شواهد حاجه إلينا.
ثم إن الوسائط أيضا هي سنتّه. فهو إذا أراد أن يعالج الجبل سلّط عليه وسائط ماديه مثله لتشكيله. سلّط عليه الرياح والأمطار والسيول تنحته وتشكّله أو سلّط عليه كائناً مادياً مثل الإنسان ينحت فيه الكهوف والسدود. ولو أنه سبحانه تجلّى على الجبل مباشرة لجعله دكاً.
وحينما ظهر جبريل على صورته الحقيقية لمحمد عليه الصلاة والسلام خرّ مغشيًا عليه.
إن تفاوت المقامات بين الله وملائكته وبين ملائكته وخلقه من البشر وبين البشر وسائر صنوف المادة الجامدة إستدعى وجود البرازخ والوسائط. فلا يطيق الأسفل أن يتجلّى عليه الأعلى مباشرة دون واسطة برزخية.
إننا نقذف نواة الذّرة وهي شيء غير منظور بشيء آخر غير منظور وهي قذائف النيوترون فنتخذ وسائط من جنس ما نتعامل معه. فنحاول الوصول إلى الشيء الخفي باتخاذ برزخ خفي. وهو مثال من عالمنا.
وجبريل هو البرزخ بين الله وبين محمد عليه الصلاة والسلام في عالم الملكوت وهو أيضًا البرزخ بين الله وبين جميع أنبيائه. لأنه لا أحد من الانبياء يُطيق الحضرة الإلهية الذاتية مباشرة. فإن تجلِّي هذه الحضرة يؤدي إلى سحق ومحق كل شيء . تماماً كما رأينا من حال الجبل الذي أصبح دكاً وموسى الذي خر صعقًا.
إننا بحكم طبيعتنا البشرية لا نحتمل أنوار الذات الإلهية فاستدعى التواصل بين الطبيعتين إلى إتخاذ البرازخ.
وكما أن جبريل هو البرزخ بين الله وبين محمد فكذلك محمد عليه الصلاة والسلام هو برزخنا الأعظم وهو وسيلتنا وواسطتنا وبابنا إلى الفهم عن الله. لأننا بحكم طبيعتنا المحدودة لا نستطيع أن نصل إلى حضرة الإطلاق دون دليل.
إن الضرورة هنا كانت قيداً علينا نحن، فنحن الضعفاء والله هو القوي ونحن الفقراء إليه وهو سبحانه الغني عنّا.
وكان تنزل الله بين البرازخ ليتواصل معنا كرماً منه ولطفاً وإيناسًا. لا حاجةً منه إلينا فالله ليس فعالًا بنا بل نحن الذين نفعل به ونحن الذين نرى به ونسمع به ونفهم به ونمشي به ونحيا به. بل إنه هو. هو الظاهر بوجهه في كل شيء.
˝ أينما تولوا فثم وجه الله ˝
فهو الملك وهو جميع القوى الفعّاله في المملكه من حق وخير وجمال وعدل وكرم وحلم ورأفة ومودة ورحمة وسمع وبصر وعلم فتلك جميعاً أسماؤه تجّلت بأحكامها على ما في المملكة من خلائق.
فإذا سُحِب منا ربنا قيوميته عدنا عدماً واختفى مسرح الوجود كله ولم يبق إلا نوره فهو الحضور المستمر أبداً وأزلاً وهو الظاهر ابداً ونحن الغيب. وهو الوجود ونحن العدم. وهو الحُجّة على نفسه وهو برهان وجوده ودليل ذاته وهو ليس في حاجه إلى دليل يدل عليه.
ومن مبدأ القصة حينما كان الله ولا شيء معه. إلى الآن حيث مازال ربنا هو هو. على ما عليه كان. لم يجِدَّ جديد. فكل ما حدث كان تحصيل حاصل لما في علمه. ومازال هو على ما عليه كان. فالقول بحاجة الله إلى جنوده ومملكته يعكس القضية ويقلبها. تعالى ربنا عن ذلك عُلواً كبيراً. فلا شيء فعال في مُلكه ومَلكوته سواه إنما هي ثياب ألبسها لنا ومواهب أعطاها لنا وأرزاق وزّعها علينا بل إن لبسه الوجود ذاتها منه. وليس لنا من ذواتنا إلاّ العدم.
بل اللغز الذي يُحيّرني. هو ذاتي نفسها.
أنا. من أكون. وأنا لست إلاّ كلمة من كلماته ونفخة من روحه.؟!!
أما أحقية الله في كل شيء فهي أظهر من أن تكون محل شك أو مُسائلة. وبالمثل وجوده وهيمنته وظهوره.
إنما أنا. ذرة العدم. التي هي نفسي. ما أمرها. وما خطبها وكيف تشخّصت من الأزل. وكيف جاء بها الله ومعها سرّها وما تكتم ثم أوجدها ليُخرِج مكتومها وابتلاها بالشر والخير لتُفصِح عن سرها وتُفشي مكنونها.
أنا.؟
وهل لي هذه الأنا. أم أني استعرتها مع ما استعرت من الله. فهي ثوب ضمن ما ألبسني الله من ثياب.
ذلك هو السر الذي يحيرني رغم أنه لا شيء أقرب إليّ منها. وهل هناك ما هو أقرب إليّ من نفسي التي بين جنبي. ومع ذلك فهي الطلسم. والتيه. والمحال.
ثم إن اللغز يصل إلى ذروة استسراره حينما نرى الله يأمر ملائكته بالسجود لهذه النفس التي تشخّصت من عدم ويُسخّر لها ملكه وملكوته ويُخضِع لها الكون جميعه.
˝ سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعًا منه ˝
يقول الله للعبد الكامل في كتاب المواقف والمخاطبات للنفري:
أنت مني. أنت تليني. وكل شيء في الوجود يأتي بعدك. لا شيء يقدر عليك إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك. فأنت أقوى من الأرض والسماء أقوى من الجنه والنار أقوى من الحروف والأسماء. أقوى من كل ما بدا في دنيا وآخره.
إذا تحققت بسرّك تحققت بي. أنا الذي منه كل شيء أنا الذي أديت كل شيء. أنا الذي هو أنا.
إلى هذه الذروه المذهله من التشريف تصل هذه الذره الوجوديه التي هي النفس الانسانيه.
فيقول عنها رب العالمين:
اأنت مني. أنت تليني. وكل شيء في الوجود يأتي بعدك. لا شيء يقدر عليك إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك. فأنت أقوى من الأرض والسماء أقوى من الجنه والنار أقوى من الحروف والأسماء. أقوى من كل ما بدا في دنيا وآخره .. ( وكل ما في الوجود باديات يبديها ربنا من خفاء ولا يبتديها).
ويقول للعبد الكامل:
إذا تحققت بسرّك تحققت بي. أنا الذي منه كل شيء.
كيف يارب يتحقق الواحد منا بسره.
إذا عرفت مقامك ولزمت مقامك.
ليس فقط أن يبلغ مقام الكمال بل أيضًا أن يلزم هذا المقام فلا يحيد عنه. وذلك هو غاية التمكين والتثبيت.
وذلك هو المعراج العظيم الذي لا يقدر عليه الا آحاد بل إن المُلك والملكوت ذاتهما مجرد معارج لهذه النفس الكاملة والدنيا والآخرة منازلها وهي تسير إلى ربها وقد أقدرها الله على الدنيا. وعلى تجاوزها. كما أقدرها على الآخرة وعلى تجاوزها في مراقي السير إليه. تلك هي النفس الطلسم المطلسم.
وتلك هي إمكاناتها حيث اجتمع فيها أقصى العدم وأقصى الوجود.
وحيث هي مني أقرب إليّ من كل شيء وأخفى عليّ من كل شيء فهي التي بدأت من لا شيء وأصبحت أقوى من كل شيء.
وحيث يبلغ إبهامها بي إلى البهت والحيرة والذهول:
من أنا.؟!!!
ومن أكون.؟!!
أنا الذي أسجَد لي الله المُلك والملكوت وسخّر لي الكون أجمع.
أنا الذي أمرض وأشيخ وأموت ويفتك بي ميكروب لا يُرى لفرط تفاهته.
أنا الذي جئت من قطرة ماء مَهين وأنتهي إلى جيفة.
إلهي .. كم تكذب المظاهر وكم تُخفي جلودنا حقائق هائلة تحتها.
وكم تتشابه وجوهنا وتختلف منازلنا. وكم يمشي في الأسمال والخرق من هم فوق الثريا منزله.
لهفي على ذلك اليوم الذي تهتك فيه الأستار وتفتضح الأسرار ويعرف كل منا من يكون. ومقدار ما يكون.
وتُرفَع الحجب ويكشف الغطاء ويغدو البصر حديدًا ويُفاجأ كل منا من نفسه بما لا يعلم.
ويعرف كل منا حقيقته وخبيئته
يا له من يوم . يا له من يوم .
مقال : الملك والملكوت وانا
من كتاب/ الإسلام ما هو
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ وحكي أن رجلا عبد الله سبعين سنة، فبينما هو في معبده ذات ليلة إذ وقفت به امرأة جميلة فسألته أن يفتح لها، وكانت ليلة شاتية فلم يلتفت إليها، وأقبل على عبادته، فولت المرأة، فنظر إليها، فأعجبته فملكت قلبه وسلبت لبه، فترك العبادة وتبعها وقال: إلى أين؟ فقالت:
إلى حيث أريد. فقال: هيهات صار المراد مريدا والأحرار عبيدا. ثم جذبها فأدخلها مكانه، فأقامت عنده سبعة أيام، فعند ذلك تذكر ما كان فيه من العبادة، وكيف باع عبادة سبعين سنة بمعصية سبعة أيام، فبكى حتى غشي عليه، فلما أفاق قالت له: يا هذا والله أنت ما عصيت الله مع غيري، وأنا ما عصيت الله مع غيرك، وإني أرى في وجهك أثر الصلاح، فبالله عليك إذا صالحك مولاك فاذكرني. قال فخرج هائما على وجهه. فآواه الليل إلى خربة فيها عشرة عميان، وكان بالقرب منهم راهب يبعث إليهم في كل ليلة بعشرة أرغفة، فجاء غلام الراهب على عادته بالخبز، فمد ذلك الرجل العاصي يده، فأخذ رغيفا، فبقي منهم رجلا لم يأخذ شيئا، فقال: أين رغيفي؟ فقال الغلام: قد فرقت عليكم العشرة. فقال: أبيت طاويا، فبكى الرجل العاصي وناول الرغيف لصاحبه وقال لنفسه:
أنا أحق أن أبيت طاويا لأنني عاص، وهذا مطيع، فنام واشتد به الجوع حتى أشرف على الهلاك. فأمر الله تعالى ملك الموت بقبض روحه فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: هذا رجل فر من ذنبه، وجاء طائعا. وقالت ملائكة العذاب: بل هو رجل عاص، فأوحى الله تعالى إليهم أن زنوا عبادة السبعين سنة بمعصية السبع ليال، فوزنوها فرجحت المعصية على عبادة السبعين سنة، فأوحى الله إليهم أن زنوا معصية السبع ليال بالرغيف الذي آثر به على نفسه. فوزنوا ذلك، فرجح الرغيف فتوفته ملائكة الرحمة، وقبل الله توبته.. ❝ ⏤شهاب الدين محمد الأبشيهي
❞ وحكي أن رجلا عبد الله سبعين سنة، فبينما هو في معبده ذات ليلة إذ وقفت به امرأة جميلة فسألته أن يفتح لها، وكانت ليلة شاتية فلم يلتفت إليها، وأقبل على عبادته، فولت المرأة، فنظر إليها، فأعجبته فملكت قلبه وسلبت لبه، فترك العبادة وتبعها وقال: إلى أين؟ فقالت:
إلى حيث أريد. فقال: هيهات صار المراد مريدا والأحرار عبيدا. ثم جذبها فأدخلها مكانه، فأقامت عنده سبعة أيام، فعند ذلك تذكر ما كان فيه من العبادة، وكيف باع عبادة سبعين سنة بمعصية سبعة أيام، فبكى حتى غشي عليه، فلما أفاق قالت له: يا هذا والله أنت ما عصيت الله مع غيري، وأنا ما عصيت الله مع غيرك، وإني أرى في وجهك أثر الصلاح، فبالله عليك إذا صالحك مولاك فاذكرني. قال فخرج هائما على وجهه. فآواه الليل إلى خربة فيها عشرة عميان، وكان بالقرب منهم راهب يبعث إليهم في كل ليلة بعشرة أرغفة، فجاء غلام الراهب على عادته بالخبز، فمد ذلك الرجل العاصي يده، فأخذ رغيفا، فبقي منهم رجلا لم يأخذ شيئا، فقال: أين رغيفي؟ فقال الغلام: قد فرقت عليكم العشرة. فقال: أبيت طاويا، فبكى الرجل العاصي وناول الرغيف لصاحبه وقال لنفسه:
أنا أحق أن أبيت طاويا لأنني عاص، وهذا مطيع، فنام واشتد به الجوع حتى أشرف على الهلاك. فأمر الله تعالى ملك الموت بقبض روحه فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: هذا رجل فر من ذنبه، وجاء طائعا. وقالت ملائكة العذاب: بل هو رجل عاص، فأوحى الله تعالى إليهم أن زنوا عبادة السبعين سنة بمعصية السبع ليال، فوزنوها فرجحت المعصية على عبادة السبعين سنة، فأوحى الله إليهم أن زنوا معصية السبع ليال بالرغيف الذي آثر به على نفسه. فوزنوا ذلك، فرجح الرغيف فتوفته ملائكة الرحمة، وقبل الله توبته. ❝