❞ الحياة لا تدللنا و لا تقف بانتظار أوامرنا و أوهى رغباتنا.. هذا يحدث في المطاعم الفاخرة حيث يتم معاملتك كزبون، بينما الحياة لا تعتبرك زبونا يجب إرضاؤه في كل الأوقات.. إن لم يرق لك المطعم يمكنك أن ترحل و لسوف يأتي غيرك فورا .. و ما نعطلكش بأه. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ الحياة لا تدللنا و لا تقف بانتظار أوامرنا و أوهى رغباتنا. هذا يحدث في المطاعم الفاخرة حيث يتم معاملتك كزبون، بينما الحياة لا تعتبرك زبونا يجب إرضاؤه في كل الأوقات. إن لم يرق لك المطعم يمكنك أن ترحل و لسوف يأتي غيرك فورا . و ما نعطلكش بأه. ❝
❞ في يونيو 1982 سافرت في رحلة طويلة إلى الولايات المتحدة.
لم تكن الرحلة بحثًا عن الذَّرَّة لكنها كانت بحثًا عن البشر والحياة في دولة عظمى تُعاملنا على طريقة «لعبة الأمم» وتَعدّ رجال مخابراتها وجنرالاتها وجواسيسها أفضل خبراء في «الزواج المثالي» بينها وبين العالم الثالث.
لكن لأن الموضوع الذي لا يحسمه الصحفي يصبح مثل شوكة في بطنه ومثل خنجر في ضلوعه ومثل زائدة دودية ملتهبة، فقد وجدت نفسي أشمشم بأنفي عمّا أريد في معهد دراسات الشرق الأوسط، ومعهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن –العاصمة- وقدمتْ لي مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الإسلام سستر كوفي، نصائح وأبحاثًا، من الإنصاف أن أذكر أنها كانت مفيدة وربما أكثر من ذلك.
وبعيدًا عن كل تعصب وطني، وقومي، أقول إن الباحثين هم الوجه العاقل في أمريكا، لكن الكارثة أنه لا أحد يسمع صوتهم إلا بعد فوات الأوان، إن لهم حرية التفكير، وللمسؤولين عن السياسة الخارجية حرية الاشمئناط وحرية ارتكاب الحماقات.
وقد تضاعف اقتناعي بذلك في لوس أنجلوس، بعد أن زرت مركز أبحاث الأمن والسلاح التابع لجامعة كاليفورنيا، وحصلت من رئيسه رومان كلوكوفيسكي، على مجموعة الأبحاث التي نشرها المركز عن الخيار النووي الإسرائيلي، وحقيقة التورط الأمريكي في برنامج القنبلة الذَّرية الإسرائيلية، وطبيعة التعاون النووي بين إسرائيل وجنوب إفريقيا.
وقبل أن أعود إلى القاهرة، كان في نيويورك من الأصدقاء، من وعد بموافاتي بالكتب الجديدة التي ستصدر بعد سفري، لكن يبدو أن بُعد المسافة حرَّر البعض مما التزم، على أن ما أرسله البعض الآخر غطّى وفاض.
باريس، لندن، شرم الشيخ، فيينا، واشنطن، لوس أنجلوس... مشوار طويل استغرق سنوات، ولست أحاول استعراضه من باب ابتزاز المشاعر أو من باب التأثير على القارئ كي يغفر أيَّ تقصير قد يلمسه في الكتاب.
أبدًا...
فهذا أبعد ما يكون عن تفكيري وعن تفكير أي كاتب يتصور نفسه عاقلًا، فالمهم الكتاب نفسه لا ما وراءه.
لكن أقصد من ذلك –إلى جانب المعايشة بين الكاتب والقارئ- أكثر من حقيقة:
1- أن مصادر معلوماتنا عن القضايا التي تهمنا لا تتوافر –للأسف- إلا خارج الحدود دائمًا، ومن ثَمَّ فإننا آخر من يعلم.
2- أن جهد الحصول على المعلومات من الخارج يتضاءل –مهما كان- أمام جهد تنقيتها من شوائب مغرضة، مقصود أن تصل إلينا –على هذا النحو- لتعلق بأذهاننا ولا تتركها.
3- أن الذين يعرفون الحقيقة في بلادنا، يسيطر عليهم هاجس السرَّية مع أن المطلوب منهم تصحيح أو تأكيد أو نفي ما يُنشر عنَّا ويباع في المكتبات، وأكشاك التبغ والصحف، وعلى أرصفة العواصم الغربية.
4- أن خوفًا ما من عقاب غير معروف يشعر به أي شخص، ولو كان عاديًّا، تذهب إليه لتسأله في أي شيء، ولو كان بسيطًا، عن حياة إنسان آخر.
وقد واجهني هذا الخَرَس الممزوج بالقلق وأنا أسأل زملاء وتلاميذ الدكتور المشد –في قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية- عنه وعن عمله وعن حياته، فقد أحسوا بأنهم على حافة بحر بلا قرار تسبح فيه أسماك القرش، والذين تجرؤوا منهم وقَبِلوا الكلام تحدثوا –في أفضل الأحوال- بنصف لسان وفتحوا عبارات لم يكملوها مع أنهم أساتذة وعلماء ويعرفون أنه لا حقيقة من دون لسان قوي سليم النطق.
ومن ثَمَّ لم أصدق أن تقبل زوجة الدكتور المشد استقبالي والحديث معي بصراحة قالت من خلالها كل ما عندها.
إنها سيدة شجاعة بطبعها كما أنها –بعد مصرع زوجها- لم تعد تخشى إلا الله وضميرها، وقد تعجبتْ من حماسي للكتابة عن رجل قُتل في مدينة صاخبة لم يتذكره الناس في بلاده، وقالت وهي تجاهد في حبس دموعها «الليل له آخر».
كان ذلك في الإسكندرية، آخر مدينة سافرت إليها بحثًا عن التفاصيل في الشتاء الماضي، وقد وجدت نفسي أمام بحرها الأبعد بكثير من مرمى البصر والأمواج تتلاطم على سطحه، وفي رأسي: لماذا جريت طويلًا وراء هذه القضية؟ هل الدافع خبطة صحفية أصوغها بدماء الضحية؟ هل هو الغيظ الدفين من عدو يصرّ على إذلالنا، وكل ما نفعله هو أن نداري شحوبنا بالمكياج وأضواء الكاميرات، وعناوين الصحف الكاذبة؟ هل قضية اغتيال المشد هي المدخل لقضية أكبر وأخطر؛ قضية اغتيالنا جميعًا بقنبلة إسرائيل النووية؟
تكسّرت أمواج البحر ولم تنكسر أمواج الحيرة في رأسي.
في الإسكندرية أيضًا وعلى بُعد أمتار من شاطئ «العجمي» مددت أكثر من جسر للحوار مع رجل جريء يوصف بالأب الروحي لعلماء الذَّرَّة في عالمنا العربي وكان على علاقة علمية وعائلية بالدكتور يحيى المشد، هو الدكتور عصمت زين الدين.
كانت الشمس قد استدارت وتحولت إلى قرص أحمر يمسّ زُرقة البحر وتستعد للنوم في أحضانه، وعلى الرمال بقايا ثرثرة ومرح ومشاعر ساخنة تركها أصحابها ولم يسع للتخلص منها عمال الشاطئ.
لكن هذا المشهد الناعم سرعان ما أصبح خلف ظهري وأنا أضع كل اهتمامي في خدمة الدكتور زين الدين وهو يمزج ما بين الغضب والأرقام وما بين السياسة والذَّرَّة، ولم يقطع تدفقه سوى حرصه على تأدية صلاة المغرب.
وقد ذهبت إليه لأنني أعرف أنه كان أستاذ الدكتور المشد، ومؤسس قسم الهندسة النووية، وأنه كان من القلائل الذين كلّفهم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بوضع برنامج طَموح للسلاح النووي مع أنه كان معارضًا للحكم منذ سنة 1968 ولا يزال.
وبعد أن تشبعت وقبل أن أنصرف ألقيتُ نظرة خاطفة على البحر فأحسست بالانقباض، فقد تحول من الفيروز إلى ثياب الرهبان وراحت أمواجه تتكسر على الشاطئ الناعم في لحن جنائزي حزين مخيف، فكان أن سارعت بالبحث عمّا تبقى من التفاصيل.
وقد كنت أجمع هذه التفاصيل كأنها فراشات نادرة حرفًا حرفًا، كلمةً كلمةً، جملةً جملةً، وحاولت قدر استطاعتي دعمها بالصور أحيانًا وبالوثائق أحيانًا أخرى ونسبتها إلى مصادرها دائمًا، وليس من الصعب –بعد ما فات- تحديد نوعية هذه المصادر.
ولا شك في أن هذه المصادر أتاحت لي كميات هائلة من المعلومات، كان من السهل فرزها وتبويبها في ثلاثة اتجاهات، يستقل كل منها بذاته، لكنه يتلامس ويتقاطع ويتداخل مع غيره في النهاية.
اتجاه أول: يقودنا إلى حياة بطل الكتاب الدكتور يحيى المشد؛ طفولته، دراساته، أبحاثه، أسرته، أهميته، أيامه وساعاته الأخيرة ونهايته، كيف ولماذا قُتل؟ مَن قتله؟ والأدلة الجنائية والسياسية على ذلك!
اتجاه ثانٍ: يلقي بنا في طريق القنبلة الذَّرية الإسرائيلية، مَن تحمس لها ودافع عنها؟ مَن صمَّمَها وكان وراءها؟ كيف صُنعت بعيدًا عن عيون العالم؟ ولماذا؟ وكم عدد الموجود منها الآن في «قبو» أو «بدروم» المؤسسة العسكرية الإسرائيلية؟
اتجاه ثالث: يفرض علينا الخوض في مستنقعات المحظور والسير في طريق وعر، طريق البرامج النووية العربية كيف كانت؟ كيف ستصبح؟ هل هي ضرورية؟ لماذا لا تتقدم؟ وما المؤامرات التي فجّرتها؟ ومَن الضحايا الذين استُشهدوا في سبيلها؟
لقد كان حادث اغتيال المشد مثل حجر أُلقي في بحر ساكن راكد ما إن اخترق المياه حتى راحت الدوائر تتسع وتتسع وتتسع.
ومع أن فرز المعلومات الخاصة بكل اتجاه كان يسيرًا لا مشكلات فيه فإن تشابكها كان زمرًا لا مفر منه عند صياغة الكتاب.
فلا يمكن فصل حادث المشد عن حادث المفاعل العراقي.
ولا يمكن فصل حادث المفاعل العراقي عن حوادث الرسائل الملغومة التي أرسلتها المخابرات الإسرائيلية للعلماء الألمان في مصر في الستينيات.
ولا يمكن فصل تلك الحوادث عن إصرار إسرائيل على أن تكون القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
إنها خيوط غزل مختلفة الألوان لكنها تدخل في نسيج واحد.
لذلك...
سيلحظ القارئ أن فصول الكتاب تعكس هذا النسيج من خلال أسلوب، يُعرف في عالم السينما بالقطع المتوازي، وهو أشبه بقضبان السكة الحديدية، لا تلتقي إلا لتفترق ولا تفترق إلا لتلتقي مع أنها تبدو متوازية متباعدة أحيانًا.
وقد ترددت كثيرًا في استخدام هذا الأسلوب الذي يؤخِّر تواصل الحدث قليلًا ويفتح بابًا قبل أن يسدَّ آخر.
وسرُّ ترددي، كان الخوف من عدم تقبله ربما لأنه غير معتاد في الكتب السياسية ومن النادر اللجوء إليه في الروايات الأدبية.
لكنني حسمت ترددي، وفضلت استعماله مستندًا على ظهر صلب هو فطنة القارئ وتقبله للجديد دائمًا.
وبعد أن انتهيت من الكتابة على هذا النحو سعيت إلى اختبار التجربة بنشر الكتاب على حلقات في مجلة «روزاليوسف» القاهرية وصحيفة «الأنباء» الكويتية خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، وأحمد الله على أن ظني لم يخب.
أيضًا، تراوح رد الفعل بين الحماس لإنصاف عالِمٍ لم يمشِ سوى أسرته في جنازته، والتأييد لكل من يمسح التراب عن الذاكرة القومية ولا يكفّ عن ترديد أن إسرائيل لا تزال عدوًّا وأنها لن تقبلنا على سطح الحياة في الشرق الأوسط إلا راكعين أذلّاء ضعفاء ومتخلفين.
لقد انقلبت الآية تمامًا.
كانت إسرائيل تحلم بالوجود، ثم أصبحت تتمنى أن تحظى بالاعتراف، ثم ها هي ذي تحدِّد من يكون ومن لا يكون.
وما أسعدني أكثر أن الأجيال الصغيرة الشابة هي التي كانت الأسرع والأشد فهمًا لذلك.
وقد فرحوا بأن تنجب مصر نجومًا في العلم أيضًا، لا في الفن فقط، وفرحت مثلهم لأن الناس تعاملت مع ما كتبت، وما نشرتُ عن د.المشد، معاملة نجوم السينما والكرة واستعراضات التليفزيون، وقد تعمدتُ ذلك، فالصور التي حصلت عليها من أسرته وأصدقائه، أفرطت في نشرها: صوره في مراحل العمل المختلفة من الطفولة إلى الجامعة، ومن أيام البعثة في موسكو، إلى أيام العمل في المفاعلات النووية، ومن زمن الشباب إلى زمن الأسرة، وبعض الصور كان جادًّا في مؤتمرات الذَّرَّة الدولية في هيئة الطاقة النووية بأنشاص، وفي زيارات عمل للندن وأوسلو، والبعض الآخر كان نادرًا، في النيل يمارس رياضة التجديف، وفي غابات موسكو يلعب الكرة، وفي المطاعم يأكل مع زوجته.
ولو كان الهدف إنصاف عالم عبقري أعطى لوطنه الأصغر ولوطنه الأكبر أكثر مما أخذ، فقد نجح الكتاب.
فقبل نشر أجزاء منه في الصحافة كان الدكتور المشد غير معروف إلا لجيرانه وتلاميذه وزملائه والمهتمين بالذَّرَّة، وبعض المثقفين من مختلف التخصصات، وكان ذكر اسمه يقترن دائمًا –من باب التعريف الإجباري- بعبارة «عالم الذَّرَّة المصري الذي قُتل في باريس»، فموته –على هذا النحو- كان عنصر شهرته الوحيد.
وأحمد الله أن اسمه الآن يُذكر دون إضافة أو تعريف، يكفي الآن أن نقول د.يحيى المشد أو د.المشد.
ولو كان الهدف التحذير من ضياع علماء مصر والتخلص منهم بواسطة أجهزة المخابرات السرية -المعادية، فأحسب أن هذا الهدف قد تحقق هو الآخر.
فقبل أن تُنهي «روزاليوسف» الأجزاء التي اتفقت عليها، وقع حادث عالم الإلكترونيات سعيد السيد بدير (ابن الفنان والسيناريست السيد بدير من أولى زوجاته) في حي كامب شيزار بالإسكندرية نحو الساعة السابعة من مساء الخميس 13 يوليو 1989 وكان ذلك اليوم أول أيام عيد الأضحى.
قيل إنه انتحر، ونفت زوجته وأصرّت على أنه قُتل، وكان أن سعت اجتهادات صحفية متنوعة للتدليل على أن «الموساد» تخلص منه.
وكان أن كثر الحديث عن اغتيال العلماء بدايةً من سميرة موسى ونهايةً بسعيد بدير، وفي تلك الرحلة كان اسم المشد حاضرًا بارزًا.
كذلك، فإن ما نُشر كان أشبه بشِبَاك الصيد، فقد طرق بابي مَن أضاف الكثير من المعلومات والوثائق.
كما أن الذين سبق وتكلموا أحسوا بمزيد من الثقة فكان أن أباحوا بما أخفوه من قبل.
ولأن الشكر واجب فأنا مدين به لعدد كبير من البشر لولاهم ما كان هذا الكتاب، ومنهم أخص السيدة زنوبة علي الخشخاني زوجة الدكتور يحيى المشد، والدكتور عصمت زين الدين، والصحفي الأمريكي ستيفن جرين، والدكتور عبد المنعم سعيد الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بمؤسسة «الأهرام»، والصحفية الفلسطينية أسماد الأفغاني، والأستاذ المترجم صبحي مشرقي، والدكتور رومان كلوكوفيسكي، والبروفيسور سيجفريد آرنيه كلود، رئيس وكالة الطاقة الذَّرية الأسبق.. ❝ ⏤عادل حمودة
❞ في يونيو 1982 سافرت في رحلة طويلة إلى الولايات المتحدة.
لم تكن الرحلة بحثًا عن الذَّرَّة لكنها كانت بحثًا عن البشر والحياة في دولة عظمى تُعاملنا على طريقة «لعبة الأمم» وتَعدّ رجال مخابراتها وجنرالاتها وجواسيسها أفضل خبراء في «الزواج المثالي» بينها وبين العالم الثالث.
لكن لأن الموضوع الذي لا يحسمه الصحفي يصبح مثل شوكة في بطنه ومثل خنجر في ضلوعه ومثل زائدة دودية ملتهبة، فقد وجدت نفسي أشمشم بأنفي عمّا أريد في معهد دراسات الشرق الأوسط، ومعهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن –العاصمة- وقدمتْ لي مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الإسلام سستر كوفي، نصائح وأبحاثًا، من الإنصاف أن أذكر أنها كانت مفيدة وربما أكثر من ذلك.
وبعيدًا عن كل تعصب وطني، وقومي، أقول إن الباحثين هم الوجه العاقل في أمريكا، لكن الكارثة أنه لا أحد يسمع صوتهم إلا بعد فوات الأوان، إن لهم حرية التفكير، وللمسؤولين عن السياسة الخارجية حرية الاشمئناط وحرية ارتكاب الحماقات.
وقد تضاعف اقتناعي بذلك في لوس أنجلوس، بعد أن زرت مركز أبحاث الأمن والسلاح التابع لجامعة كاليفورنيا، وحصلت من رئيسه رومان كلوكوفيسكي، على مجموعة الأبحاث التي نشرها المركز عن الخيار النووي الإسرائيلي، وحقيقة التورط الأمريكي في برنامج القنبلة الذَّرية الإسرائيلية، وطبيعة التعاون النووي بين إسرائيل وجنوب إفريقيا.
وقبل أن أعود إلى القاهرة، كان في نيويورك من الأصدقاء، من وعد بموافاتي بالكتب الجديدة التي ستصدر بعد سفري، لكن يبدو أن بُعد المسافة حرَّر البعض مما التزم، على أن ما أرسله البعض الآخر غطّى وفاض.
باريس، لندن، شرم الشيخ، فيينا، واشنطن، لوس أنجلوس.. مشوار طويل استغرق سنوات، ولست أحاول استعراضه من باب ابتزاز المشاعر أو من باب التأثير على القارئ كي يغفر أيَّ تقصير قد يلمسه في الكتاب.
أبدًا..
فهذا أبعد ما يكون عن تفكيري وعن تفكير أي كاتب يتصور نفسه عاقلًا، فالمهم الكتاب نفسه لا ما وراءه.
لكن أقصد من ذلك –إلى جانب المعايشة بين الكاتب والقارئ- أكثر من حقيقة:
1- أن مصادر معلوماتنا عن القضايا التي تهمنا لا تتوافر –للأسف- إلا خارج الحدود دائمًا، ومن ثَمَّ فإننا آخر من يعلم.
2- أن جهد الحصول على المعلومات من الخارج يتضاءل –مهما كان- أمام جهد تنقيتها من شوائب مغرضة، مقصود أن تصل إلينا –على هذا النحو- لتعلق بأذهاننا ولا تتركها.
3- أن الذين يعرفون الحقيقة في بلادنا، يسيطر عليهم هاجس السرَّية مع أن المطلوب منهم تصحيح أو تأكيد أو نفي ما يُنشر عنَّا ويباع في المكتبات، وأكشاك التبغ والصحف، وعلى أرصفة العواصم الغربية.
4- أن خوفًا ما من عقاب غير معروف يشعر به أي شخص، ولو كان عاديًّا، تذهب إليه لتسأله في أي شيء، ولو كان بسيطًا، عن حياة إنسان آخر.
وقد واجهني هذا الخَرَس الممزوج بالقلق وأنا أسأل زملاء وتلاميذ الدكتور المشد –في قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية- عنه وعن عمله وعن حياته، فقد أحسوا بأنهم على حافة بحر بلا قرار تسبح فيه أسماك القرش، والذين تجرؤوا منهم وقَبِلوا الكلام تحدثوا –في أفضل الأحوال- بنصف لسان وفتحوا عبارات لم يكملوها مع أنهم أساتذة وعلماء ويعرفون أنه لا حقيقة من دون لسان قوي سليم النطق.
ومن ثَمَّ لم أصدق أن تقبل زوجة الدكتور المشد استقبالي والحديث معي بصراحة قالت من خلالها كل ما عندها.
إنها سيدة شجاعة بطبعها كما أنها –بعد مصرع زوجها- لم تعد تخشى إلا الله وضميرها، وقد تعجبتْ من حماسي للكتابة عن رجل قُتل في مدينة صاخبة لم يتذكره الناس في بلاده، وقالت وهي تجاهد في حبس دموعها «الليل له آخر».
كان ذلك في الإسكندرية، آخر مدينة سافرت إليها بحثًا عن التفاصيل في الشتاء الماضي، وقد وجدت نفسي أمام بحرها الأبعد بكثير من مرمى البصر والأمواج تتلاطم على سطحه، وفي رأسي: لماذا جريت طويلًا وراء هذه القضية؟ هل الدافع خبطة صحفية أصوغها بدماء الضحية؟ هل هو الغيظ الدفين من عدو يصرّ على إذلالنا، وكل ما نفعله هو أن نداري شحوبنا بالمكياج وأضواء الكاميرات، وعناوين الصحف الكاذبة؟ هل قضية اغتيال المشد هي المدخل لقضية أكبر وأخطر؛ قضية اغتيالنا جميعًا بقنبلة إسرائيل النووية؟
تكسّرت أمواج البحر ولم تنكسر أمواج الحيرة في رأسي.
في الإسكندرية أيضًا وعلى بُعد أمتار من شاطئ «العجمي» مددت أكثر من جسر للحوار مع رجل جريء يوصف بالأب الروحي لعلماء الذَّرَّة في عالمنا العربي وكان على علاقة علمية وعائلية بالدكتور يحيى المشد، هو الدكتور عصمت زين الدين.
كانت الشمس قد استدارت وتحولت إلى قرص أحمر يمسّ زُرقة البحر وتستعد للنوم في أحضانه، وعلى الرمال بقايا ثرثرة ومرح ومشاعر ساخنة تركها أصحابها ولم يسع للتخلص منها عمال الشاطئ.
لكن هذا المشهد الناعم سرعان ما أصبح خلف ظهري وأنا أضع كل اهتمامي في خدمة الدكتور زين الدين وهو يمزج ما بين الغضب والأرقام وما بين السياسة والذَّرَّة، ولم يقطع تدفقه سوى حرصه على تأدية صلاة المغرب.
وقد ذهبت إليه لأنني أعرف أنه كان أستاذ الدكتور المشد، ومؤسس قسم الهندسة النووية، وأنه كان من القلائل الذين كلّفهم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بوضع برنامج طَموح للسلاح النووي مع أنه كان معارضًا للحكم منذ سنة 1968 ولا يزال.
وبعد أن تشبعت وقبل أن أنصرف ألقيتُ نظرة خاطفة على البحر فأحسست بالانقباض، فقد تحول من الفيروز إلى ثياب الرهبان وراحت أمواجه تتكسر على الشاطئ الناعم في لحن جنائزي حزين مخيف، فكان أن سارعت بالبحث عمّا تبقى من التفاصيل.
وقد كنت أجمع هذه التفاصيل كأنها فراشات نادرة حرفًا حرفًا، كلمةً كلمةً، جملةً جملةً، وحاولت قدر استطاعتي دعمها بالصور أحيانًا وبالوثائق أحيانًا أخرى ونسبتها إلى مصادرها دائمًا، وليس من الصعب –بعد ما فات- تحديد نوعية هذه المصادر.
ولا شك في أن هذه المصادر أتاحت لي كميات هائلة من المعلومات، كان من السهل فرزها وتبويبها في ثلاثة اتجاهات، يستقل كل منها بذاته، لكنه يتلامس ويتقاطع ويتداخل مع غيره في النهاية.
اتجاه أول: يقودنا إلى حياة بطل الكتاب الدكتور يحيى المشد؛ طفولته، دراساته، أبحاثه، أسرته، أهميته، أيامه وساعاته الأخيرة ونهايته، كيف ولماذا قُتل؟ مَن قتله؟ والأدلة الجنائية والسياسية على ذلك!
اتجاه ثانٍ: يلقي بنا في طريق القنبلة الذَّرية الإسرائيلية، مَن تحمس لها ودافع عنها؟ مَن صمَّمَها وكان وراءها؟ كيف صُنعت بعيدًا عن عيون العالم؟ ولماذا؟ وكم عدد الموجود منها الآن في «قبو» أو «بدروم» المؤسسة العسكرية الإسرائيلية؟
اتجاه ثالث: يفرض علينا الخوض في مستنقعات المحظور والسير في طريق وعر، طريق البرامج النووية العربية كيف كانت؟ كيف ستصبح؟ هل هي ضرورية؟ لماذا لا تتقدم؟ وما المؤامرات التي فجّرتها؟ ومَن الضحايا الذين استُشهدوا في سبيلها؟
لقد كان حادث اغتيال المشد مثل حجر أُلقي في بحر ساكن راكد ما إن اخترق المياه حتى راحت الدوائر تتسع وتتسع وتتسع.
ومع أن فرز المعلومات الخاصة بكل اتجاه كان يسيرًا لا مشكلات فيه فإن تشابكها كان زمرًا لا مفر منه عند صياغة الكتاب.
فلا يمكن فصل حادث المشد عن حادث المفاعل العراقي.
ولا يمكن فصل حادث المفاعل العراقي عن حوادث الرسائل الملغومة التي أرسلتها المخابرات الإسرائيلية للعلماء الألمان في مصر في الستينيات.
ولا يمكن فصل تلك الحوادث عن إصرار إسرائيل على أن تكون القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
إنها خيوط غزل مختلفة الألوان لكنها تدخل في نسيج واحد.
لذلك..
سيلحظ القارئ أن فصول الكتاب تعكس هذا النسيج من خلال أسلوب، يُعرف في عالم السينما بالقطع المتوازي، وهو أشبه بقضبان السكة الحديدية، لا تلتقي إلا لتفترق ولا تفترق إلا لتلتقي مع أنها تبدو متوازية متباعدة أحيانًا.
وقد ترددت كثيرًا في استخدام هذا الأسلوب الذي يؤخِّر تواصل الحدث قليلًا ويفتح بابًا قبل أن يسدَّ آخر.
وسرُّ ترددي، كان الخوف من عدم تقبله ربما لأنه غير معتاد في الكتب السياسية ومن النادر اللجوء إليه في الروايات الأدبية.
لكنني حسمت ترددي، وفضلت استعماله مستندًا على ظهر صلب هو فطنة القارئ وتقبله للجديد دائمًا.
وبعد أن انتهيت من الكتابة على هذا النحو سعيت إلى اختبار التجربة بنشر الكتاب على حلقات في مجلة «روزاليوسف» القاهرية وصحيفة «الأنباء» الكويتية خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، وأحمد الله على أن ظني لم يخب.
أيضًا، تراوح رد الفعل بين الحماس لإنصاف عالِمٍ لم يمشِ سوى أسرته في جنازته، والتأييد لكل من يمسح التراب عن الذاكرة القومية ولا يكفّ عن ترديد أن إسرائيل لا تزال عدوًّا وأنها لن تقبلنا على سطح الحياة في الشرق الأوسط إلا راكعين أذلّاء ضعفاء ومتخلفين.
لقد انقلبت الآية تمامًا.
كانت إسرائيل تحلم بالوجود، ثم أصبحت تتمنى أن تحظى بالاعتراف، ثم ها هي ذي تحدِّد من يكون ومن لا يكون.
وما أسعدني أكثر أن الأجيال الصغيرة الشابة هي التي كانت الأسرع والأشد فهمًا لذلك.
وقد فرحوا بأن تنجب مصر نجومًا في العلم أيضًا، لا في الفن فقط، وفرحت مثلهم لأن الناس تعاملت مع ما كتبت، وما نشرتُ عن د.المشد، معاملة نجوم السينما والكرة واستعراضات التليفزيون، وقد تعمدتُ ذلك، فالصور التي حصلت عليها من أسرته وأصدقائه، أفرطت في نشرها: صوره في مراحل العمل المختلفة من الطفولة إلى الجامعة، ومن أيام البعثة في موسكو، إلى أيام العمل في المفاعلات النووية، ومن زمن الشباب إلى زمن الأسرة، وبعض الصور كان جادًّا في مؤتمرات الذَّرَّة الدولية في هيئة الطاقة النووية بأنشاص، وفي زيارات عمل للندن وأوسلو، والبعض الآخر كان نادرًا، في النيل يمارس رياضة التجديف، وفي غابات موسكو يلعب الكرة، وفي المطاعم يأكل مع زوجته.
ولو كان الهدف إنصاف عالم عبقري أعطى لوطنه الأصغر ولوطنه الأكبر أكثر مما أخذ، فقد نجح الكتاب.
فقبل نشر أجزاء منه في الصحافة كان الدكتور المشد غير معروف إلا لجيرانه وتلاميذه وزملائه والمهتمين بالذَّرَّة، وبعض المثقفين من مختلف التخصصات، وكان ذكر اسمه يقترن دائمًا –من باب التعريف الإجباري- بعبارة «عالم الذَّرَّة المصري الذي قُتل في باريس»، فموته –على هذا النحو- كان عنصر شهرته الوحيد.
وأحمد الله أن اسمه الآن يُذكر دون إضافة أو تعريف، يكفي الآن أن نقول د.يحيى المشد أو د.المشد.
ولو كان الهدف التحذير من ضياع علماء مصر والتخلص منهم بواسطة أجهزة المخابرات السرية -المعادية، فأحسب أن هذا الهدف قد تحقق هو الآخر.
فقبل أن تُنهي «روزاليوسف» الأجزاء التي اتفقت عليها، وقع حادث عالم الإلكترونيات سعيد السيد بدير (ابن الفنان والسيناريست السيد بدير من أولى زوجاته) في حي كامب شيزار بالإسكندرية نحو الساعة السابعة من مساء الخميس 13 يوليو 1989 وكان ذلك اليوم أول أيام عيد الأضحى.
قيل إنه انتحر، ونفت زوجته وأصرّت على أنه قُتل، وكان أن سعت اجتهادات صحفية متنوعة للتدليل على أن «الموساد» تخلص منه.
وكان أن كثر الحديث عن اغتيال العلماء بدايةً من سميرة موسى ونهايةً بسعيد بدير، وفي تلك الرحلة كان اسم المشد حاضرًا بارزًا.
كذلك، فإن ما نُشر كان أشبه بشِبَاك الصيد، فقد طرق بابي مَن أضاف الكثير من المعلومات والوثائق.
كما أن الذين سبق وتكلموا أحسوا بمزيد من الثقة فكان أن أباحوا بما أخفوه من قبل.
ولأن الشكر واجب فأنا مدين به لعدد كبير من البشر لولاهم ما كان هذا الكتاب، ومنهم أخص السيدة زنوبة علي الخشخاني زوجة الدكتور يحيى المشد، والدكتور عصمت زين الدين، والصحفي الأمريكي ستيفن جرين، والدكتور عبد المنعم سعيد الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بمؤسسة «الأهرام»، والصحفية الفلسطينية أسماد الأفغاني، والأستاذ المترجم صبحي مشرقي، والدكتور رومان كلوكوفيسكي، والبروفيسور سيجفريد آرنيه كلود، رئيس وكالة الطاقة الذَّرية الأسبق. ❝
❞ الحياة لا تدللنا ولا تقف بانتظار أوامرنا وأوهي رغباتنا .. هذا يحدث في المطاعم الفاخرة، حيث يتم معاملتك كزبون، بينما الحياة لا تعتبرك زبوناً يجب إرضاؤه في كل الأوقات .. إن لم يروق لك المطعم يمكنك أن ترحل ولسوف يأتي غيرك فورا. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ الحياة لا تدللنا ولا تقف بانتظار أوامرنا وأوهي رغباتنا . هذا يحدث في المطاعم الفاخرة، حيث يتم معاملتك كزبون، بينما الحياة لا تعتبرك زبوناً يجب إرضاؤه في كل الأوقات . إن لم يروق لك المطعم يمكنك أن ترحل ولسوف يأتي غيرك فورا. ❝
❞ الفصل الثاني ²
لا تغفلوا عن غزَّة و السودان فهم في كربٍ عظيم ..
فكَّ اللهم كربتهم وفرّج عنهم وعن سائرِ الأُمّة💚..!
الفصل الثاني
أتمنى لكم قرءاة ممتعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
\"في محل البقالة\"
دلفت ميرنا إلى المحل وأخذت تبحث عن الاشياء التي تريدها والدتها وتأتِ بها، تضعها في الصندوق الذي تحمله في يدها، وفي أثناء مشيها أرتطمت بأحدهم ف سقطت أرضا وسقط معاها ما كانت تحمله وتحطم، تحدثت ميرنا وهي مستلقية بكامل جسدها على الارض قائلة بحزنٍ: \"اووووة يا إلهي ما هذا اليوم الغريب الكثير المصائب، أستغفرك ربي وأتوب إليك!
بينما الذي أسقطها أرضا كان واقفا يضحك عليها
أستوعبت ميرنا أنها وقعت أرضا وما أشترته قد تحطم، ثم اخذت تصرخ بمن أوقعها وهي تقوم من مكانها، وتنظر إلى الاشياء التي تحطمت أرضًا قائلة: اتضحك أيها الغبي، الاحمق؟
لقد أوقعتني أرضًا وكَسرت لي العلب الزجاجية؛ كيف لي ان آتي بثمنها وماذا سأقول لأمي؟
اللعنة!
صمتت عن حديثها عندما نظرت للشخص، الذي أوقعها و عندما استوعبت من أمامها، تحدث قائلة بحرج وصدمة كبيرة: يا إلهي استاذ قاسم!
أعتذر لك معلمي حقا لم أقصد ذلك! ووو
تحدث ذاك الشخص الذي يدعى\" قاسم\" قائلا بهدوء :
عفواً ميرنا أنا من أعتذر لكِ بشدة عما بدر مني سوف اعطيكِ ثمن كل ما تريدين، أهدأي
تحدثت ميرنا قائلة بإعتذار وحرج شديدٍ : أنا التي أعتذر منك كثيرا، أرجوك لا تخبر أمي
ضحك على ما قالته ثم قال بأمر: بالطبع لن أخبرها، هيا أمامي لنذهب ونأتِ لكِ بأشيأكِ
تحدثت قائلة بإعتراض: لا لن أخذ شيءً واعتذر لك كثيرا سأرحل وما حدث قد حدث.
قال لها بحزم: كُفي عن الاعتراض ميرنا، أنا من أخطأت وأنا من سيدفع الحساب أم تريدين المبيت خارج منزلكم الليلة؟ هيا بنا ميرنا
ثم ذهبت تنتقي الاشياء، التي تحطمت ودفع قاسم ثمن تلك الاشياء واعتذرت منه كثيرا وشكرته وغادرت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت ميرنا في طريقها إلى المنزل حاملة بيدها الاشياء التي أبتاعتها من المحل
ولمحت معلمٌ آخرٌ خاصٌ بها، يمر بجوارها من على الرصيف الآخر، فصاحت قائله بصوت عالٍ، بجنون:
أستاذ حسن كيف حالك انت واولادك؟
نظر لها المعلم بدهشة ثم صاح قائلا: اووه ميرنا أيتها المجنونة ماذا تفعلين هنا؟
اليس لديكِ مذاكرة وإمتحان غدا يا حمقاء؟!
اكملت سيرها ناحيته ثم صاحت قائلة:
انت ترى امامك لقد أجبرتني امي ان اذهب الى محل البقالة لكي اجلب لها عدة أشياء و ها انا عائدة إلى المنزل
ايرضيك أستاذي ان اترك المذاكرة من أجل ان اذهب إلى محل البقالة
المعلم: بالطبع يرضيني ميرنا هيا ارحلي وذاكري لا أريد اي أعذار في إمتحان غدٍ
مع السلامة أستاذ حسن ولن اتي غدا هه
ثم رحلت من امامة بسرعة
ونظر إليها يضحك عليها بشدة بسبب جنونها الذي احدثته امامه
ــــــــــــــــــــــ
وصلت ميرنا إلى عمارة بيتهم وقامت بالجلوس أسفلها على إحدى السلالم تريح قدميها، وتحدثت مع حالها قائلة: لقد هرمنا للوصول إلى هنا أووه عظامي تؤلمني بشدة، سامحك الله أمي أشعر وكأن هناك بيت وقع فوقي.
وبعد دقيقة من جلوسها رأت هرة تحبها بشدة تعيش معهم في عمارة بيتهم وجميع السكان يعرفونها وايضا يقدمون لها الطعام والمياه ويحبونها أخذتها تجلسها بجانبها
على الرغم من كونها تهابهم بشدة ولكن هذه الهرة ميرنا تحبها وتجلب لها المياه والطعام دائما
تحدثت قائلة للهرة بحب وهي تربت عليها: هرتي العزيزة أشتقت لكِ كثيراً أعلم أني ما عدت أراكِ كثير بسب تلك الثانوية الحمقاء وها قد رأيتك أخير لقد أشتقت لكِ حقا
ثم أخفضت صوتها وتحدثت لها بصوت هاديء داخل اذنها قائلة :
عزيزتي هيا بنا نصعد إلى الاعلى وسأجلب لكِ المياه والحليب، وعندما تصنع أمي الغذاء سأتِ لكِ بطبق من الارز وقطعة لحم ولكن لا تقولي لأمي ثم ضحكت بخفة وقالت: لا تنسي هيا بنا نصعد إلى الشقة ولكن عليكِ ان لا تدخلي إلى الشقة لكي لا أبيت معكِ امامها اليوم.
قامت ميرنا بحمل الاشياء التي اتت بها من المتجر
ثم صعدت هي والهرة إلى الاعلى وفتحت باب الشقة ودلفت الهرة قبل منها فضحكت عليها بشدة ولكن لم تدم ضحكتها عندما لمحت والدتها تأتِ نحوها
جأت والدة نحوها ميرنا تتحدث قائلة: لقد عدتِ أخيرا يا الهي أكنت تصنعين الاشياء ميرنا
ميرنا وهي تتجه ناحية طاولة الطعام وتضع كل ما بيدها فوقها: عفو أمي حدث شيء معي وتعطلت قليلا تفضلي ها هي الاشياء
راجعت الام الاشياء وذهبت إلى المطبخ ولكن في طريقها رأت الهرة أمامها صدمت بوجودها ثم صرخت ونادت على ميرنا وهي تصرخ بخوف و غضب فهي تهابها وتهاب كل الحيوانات التي توجد في عالمنا
: ميرنــــــــــا يا حمقــــــــــــاء لمـاذا جلبتي الهرة هنـــــــــا؟
كانت ميرنا في طريقها إلى غرفتها صدمت عندما أستمعت إلى صوت والدتها وهي تصيح بها ثم تحدثت قائلة بصدمة: مصيبة مصيبة يا الهي بالتأكيد سابيت أمام الشقة مع الهرة اليوم.
ذهبت ميرنا نحو الدتها سريعا ثم قالت: ماذا أمي؟
نظرت نحوها الام بشر وتحدثت قائلة بغضب: ماذا ميرنا؟
كل هذا وماذا؟!
الا ترين الهرة الحمقاء مثلكِ هنا في الشقة؟
ميرنا: معذرة أمي كنت افتح باب الشقه ولكنها سبقتني إلى الداخل
تحدثت الام بهدوء وكانت بداخلها تتوعد لها:
حسنا ميرنا هيا اخرجيها من هنا ابنتي المطيعه
نظرت لها ميرنا بشك ثم قالت: أنا مطيعة؟!
حسنا أمي سأخرجها ولكن عديني اولا انك لن تغلقي باب الشقة وتجعلينني أجلس أمامها.
الام: حسنا حسنا هيا اخرجيها
ميرنا: عديني امي
تحدثت الام قائلة بنفاذ صبر : اعدك ميرنا هيا اخرجيها عزيزتي
قامت ميرنا بالذهاب نحو القطة، ثم حملتها وفتحت مقبض الباب وخرجت بها أمام الشقة وتحدثت للقطة قائلة بصوت هاديء قبل أن تضعها ارضا: هيا اجلسي هنا وسأقوم بجلب الحليب والمياه لكِ
سمعت ميرنا صوت أغلاق الباب
أمـــــــــي لماذا اغلقتِ باب الشقة؟ افتحي هيا
تحدثت الام من الداخل قائلة: لا لن أفتح يا حمقاء واريني كيف ستأتين للهرة بالحليب والمياه؟
ميرنا: ولكنكِ خلفتِ بالوعد امي امـــــــــي، لم تجد رد منها، ثم قامت ميرنا بالجلوس على السُلم بقلة حيلة، قامت الهرة تجلس جوارها وتتمسح بها وكأنها تقول لها أنا معكِ
نظرت لها ميرنا قائلة: كل هذا من أجل أنكِ خالفتِ أوامري ولم تقومي بالجلوس على السلم ها انا وانتِ جالسون عليه عزيزتي ثم ضحكت
وظلت جالسة
ـــــــــــــــــــــــــــ
على الناحية الاخرى
في سيناء الحبيبة كان جالسا، ينظر إلى صورة كان يمسكها في يده وينظر إليها قائلا: قريبا ستكونين لي عزيزتي ما عاد هنالك سوى القليل، القليل فقط ثم قبل الصورة وقال:أحبكِ كثيرا، أنتظر أن يأتي اليوم الذي ستكونين فيه معي وبجانبي وعندما يأتِ يوم للفراق سيكون يوم موتي أو يوم موتكِ.
> كريمه جمال الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما عند ميرنا كانت جالسة على السلم تلعب مع الهرة وجأت ببالها فكرة لكي تدلف إلى شقتهم، قامت ميرنا
ثم صعدت إلى إحدى الشقق بالاعلى وأخذت تطرق على الباب وهي تصيح: جدي
بعد ثوانٍ فتحت لها جدتها
وعندما راتها أمامها بوجهها العابث أخذت تضحك كثيرا ثم قالت لها: بالتأكيد فعلتِ مصيبة لأمك ميرنا.
نظرت لها ببلاهة وتحدثت قائلة: كيف علمتي جدتي؟
تحدثت الجدة قائلة وهي ما زلت تضحك: كيف؟
أنتِ لا تأتين إلا هنا الا عندما تفتعلين المصائب عزيزتي
اووه جدتي، في المرة القادمة سأتي انا وقرة عيني ولن اتي عندما أفتعل المصائب
والأهم من كل ذلك جدتي ذات القلب الحنون، ماذا صنعتِ على الغذا اليوم؟
لما أصنع شيء عزيزتي، ولكنني ذاهبة لأصنع المعكرونة بالصلصة والدجاج المقلي هي معي إلى المطبخ تعلمي شيء من اجل قرة عينك واخذت تضحك
يال قرة عيني! سأطلب له الطعام من المطاعم جدتي لن أصنع له الطعام
حسنا عزيزتي كما تشائين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلبي المعكرونة جيدا عزيزتي ميرنا لكي لا تقوم بالإلتصاق
حاضر جدتي
بينما كانت الجدة تقف تقوم بتحمير قطع الدجاج
وتقوم بتقليب الصلصة
تحدثت ميرنا وهي تقول بنزق: جدتي متى ستنضج لقت مللت كثيراً من تقليب المعكرونة
دقيقتين فقط ميرنا وستنضج
بعد دقيقتين انتهت من التقليب وقامت بالخروج من المطبخ سريعا وقالت لجدتها: في كل مرة ادلف إلى المطبخ أقوم بالتأكيد داخلي على انني سأجلب لزوجي الطعام من المطاعم وان لم يعجبه ذلك لا يأكل ويتركه كله لي
جأت الجدة لكي تتحدث قاطعها الجد وهو يدلف إلى الشقة وهو يقول: حبيبة قلب جدها تفعل ما تريد
ركضت ميرنا نحوه سريعا واخذت تحتضنه وتقول: أنت
أعظم جد في الكون
ضحك الجد وقال لها: حقا مجنونة
تحدثت الجدة قائلة: إبراهيم بدل ثيابك سريعا فقد انتهيت من تحضير الغذاء
حسنا ثم ذهب الجد ليبدل ثيابه
وذهبت ميرنا مع جدتها إلى المطبخ واخذو الطعام وذهبو به إلى الطاولة التي سوف يتناولون عليها وجبة الغذاء، حتى اتى الجد وبدأو في تناول الطعام
تحدثت ميرنا قائلة: جدتي لدي امتحان في الغد و اود
ان تذهبي إلى أمي لكل تفتح لكِ الباب وادلف الى الشقة واجلس لكي اذاكر
حسنا ميرنا عزيزتي ولكن بشرط
ستقومين بغسل الاطباق
ماذا جدتي؟ اتمزحين؟! قُل لها شيء جدي.
ضحك الجد ثم قال لزوجته: اتركيها هذه المرة زينب
من أجل عيناك فقط يا ابا انس
نظرت لها ميرنا وقالت: أنا لازلت عزباء جدتي
تحدثت الجدة قائلة بمرح: انت حمقاء حمقاء فقط يا ميرنا واخذو يضحكون ويكملون تناول طعامهم.
يتبع... ❝ ⏤كريمة جمال الدين
❞ الفصل الثاني ²
لا تغفلوا عن غزَّة و السودان فهم في كربٍ عظيم .
فكَّ اللهم كربتهم وفرّج عنهم وعن سائرِ الأُمّة💚.!
الفصل الثاني
أتمنى لكم قرءاة ممتعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
˝في محل البقالة˝
دلفت ميرنا إلى المحل وأخذت تبحث عن الاشياء التي تريدها والدتها وتأتِ بها، تضعها في الصندوق الذي تحمله في يدها، وفي أثناء مشيها أرتطمت بأحدهم ف سقطت أرضا وسقط معاها ما كانت تحمله وتحطم، تحدثت ميرنا وهي مستلقية بكامل جسدها على الارض قائلة بحزنٍ: ˝اووووة يا إلهي ما هذا اليوم الغريب الكثير المصائب، أستغفرك ربي وأتوب إليك!
بينما الذي أسقطها أرضا كان واقفا يضحك عليها
أستوعبت ميرنا أنها وقعت أرضا وما أشترته قد تحطم، ثم اخذت تصرخ بمن أوقعها وهي تقوم من مكانها، وتنظر إلى الاشياء التي تحطمت أرضًا قائلة: اتضحك أيها الغبي، الاحمق؟
لقد أوقعتني أرضًا وكَسرت لي العلب الزجاجية؛ كيف لي ان آتي بثمنها وماذا سأقول لأمي؟
اللعنة!
صمتت عن حديثها عندما نظرت للشخص، الذي أوقعها و عندما استوعبت من أمامها، تحدث قائلة بحرج وصدمة كبيرة: يا إلهي استاذ قاسم!
أعتذر لك معلمي حقا لم أقصد ذلك! ووو
تحدث ذاك الشخص الذي يدعى˝ قاسم˝ قائلا بهدوء :
عفواً ميرنا أنا من أعتذر لكِ بشدة عما بدر مني سوف اعطيكِ ثمن كل ما تريدين، أهدأي
تحدثت ميرنا قائلة بإعتذار وحرج شديدٍ : أنا التي أعتذر منك كثيرا، أرجوك لا تخبر أمي
ضحك على ما قالته ثم قال بأمر: بالطبع لن أخبرها، هيا أمامي لنذهب ونأتِ لكِ بأشيأكِ
تحدثت قائلة بإعتراض: لا لن أخذ شيءً واعتذر لك كثيرا سأرحل وما حدث قد حدث.
قال لها بحزم: كُفي عن الاعتراض ميرنا، أنا من أخطأت وأنا من سيدفع الحساب أم تريدين المبيت خارج منزلكم الليلة؟ هيا بنا ميرنا
ثم ذهبت تنتقي الاشياء، التي تحطمت ودفع قاسم ثمن تلك الاشياء واعتذرت منه كثيرا وشكرته وغادرت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت ميرنا في طريقها إلى المنزل حاملة بيدها الاشياء التي أبتاعتها من المحل
ولمحت معلمٌ آخرٌ خاصٌ بها، يمر بجوارها من على الرصيف الآخر، فصاحت قائله بصوت عالٍ، بجنون:
أستاذ حسن كيف حالك انت واولادك؟
نظر لها المعلم بدهشة ثم صاح قائلا: اووه ميرنا أيتها المجنونة ماذا تفعلين هنا؟
اليس لديكِ مذاكرة وإمتحان غدا يا حمقاء؟!
اكملت سيرها ناحيته ثم صاحت قائلة:
انت ترى امامك لقد أجبرتني امي ان اذهب الى محل البقالة لكي اجلب لها عدة أشياء و ها انا عائدة إلى المنزل
ايرضيك أستاذي ان اترك المذاكرة من أجل ان اذهب إلى محل البقالة
المعلم: بالطبع يرضيني ميرنا هيا ارحلي وذاكري لا أريد اي أعذار في إمتحان غدٍ
مع السلامة أستاذ حسن ولن اتي غدا هه
ثم رحلت من امامة بسرعة
ونظر إليها يضحك عليها بشدة بسبب جنونها الذي احدثته امامه
ــــــــــــــــــــــ
وصلت ميرنا إلى عمارة بيتهم وقامت بالجلوس أسفلها على إحدى السلالم تريح قدميها، وتحدثت مع حالها قائلة: لقد هرمنا للوصول إلى هنا أووه عظامي تؤلمني بشدة، سامحك الله أمي أشعر وكأن هناك بيت وقع فوقي.
وبعد دقيقة من جلوسها رأت هرة تحبها بشدة تعيش معهم في عمارة بيتهم وجميع السكان يعرفونها وايضا يقدمون لها الطعام والمياه ويحبونها أخذتها تجلسها بجانبها
على الرغم من كونها تهابهم بشدة ولكن هذه الهرة ميرنا تحبها وتجلب لها المياه والطعام دائما
تحدثت قائلة للهرة بحب وهي تربت عليها: هرتي العزيزة أشتقت لكِ كثيراً أعلم أني ما عدت أراكِ كثير بسب تلك الثانوية الحمقاء وها قد رأيتك أخير لقد أشتقت لكِ حقا
ثم أخفضت صوتها وتحدثت لها بصوت هاديء داخل اذنها قائلة :
عزيزتي هيا بنا نصعد إلى الاعلى وسأجلب لكِ المياه والحليب، وعندما تصنع أمي الغذاء سأتِ لكِ بطبق من الارز وقطعة لحم ولكن لا تقولي لأمي ثم ضحكت بخفة وقالت: لا تنسي هيا بنا نصعد إلى الشقة ولكن عليكِ ان لا تدخلي إلى الشقة لكي لا أبيت معكِ امامها اليوم.
قامت ميرنا بحمل الاشياء التي اتت بها من المتجر
ثم صعدت هي والهرة إلى الاعلى وفتحت باب الشقة ودلفت الهرة قبل منها فضحكت عليها بشدة ولكن لم تدم ضحكتها عندما لمحت والدتها تأتِ نحوها
جأت والدة نحوها ميرنا تتحدث قائلة: لقد عدتِ أخيرا يا الهي أكنت تصنعين الاشياء ميرنا
ميرنا وهي تتجه ناحية طاولة الطعام وتضع كل ما بيدها فوقها: عفو أمي حدث شيء معي وتعطلت قليلا تفضلي ها هي الاشياء
راجعت الام الاشياء وذهبت إلى المطبخ ولكن في طريقها رأت الهرة أمامها صدمت بوجودها ثم صرخت ونادت على ميرنا وهي تصرخ بخوف و غضب فهي تهابها وتهاب كل الحيوانات التي توجد في عالمنا
: ميرنــــــــــا يا حمقــــــــــــاء لمـاذا جلبتي الهرة هنـــــــــا؟
كانت ميرنا في طريقها إلى غرفتها صدمت عندما أستمعت إلى صوت والدتها وهي تصيح بها ثم تحدثت قائلة بصدمة: مصيبة مصيبة يا الهي بالتأكيد سابيت أمام الشقة مع الهرة اليوم.
ذهبت ميرنا نحو الدتها سريعا ثم قالت: ماذا أمي؟
نظرت نحوها الام بشر وتحدثت قائلة بغضب: ماذا ميرنا؟
كل هذا وماذا؟!
الا ترين الهرة الحمقاء مثلكِ هنا في الشقة؟
ميرنا: معذرة أمي كنت افتح باب الشقه ولكنها سبقتني إلى الداخل
تحدثت الام بهدوء وكانت بداخلها تتوعد لها:
حسنا ميرنا هيا اخرجيها من هنا ابنتي المطيعه
نظرت لها ميرنا بشك ثم قالت: أنا مطيعة؟!
حسنا أمي سأخرجها ولكن عديني اولا انك لن تغلقي باب الشقة وتجعلينني أجلس أمامها.
قامت ميرنا بالذهاب نحو القطة، ثم حملتها وفتحت مقبض الباب وخرجت بها أمام الشقة وتحدثت للقطة قائلة بصوت هاديء قبل أن تضعها ارضا: هيا اجلسي هنا وسأقوم بجلب الحليب والمياه لكِ
سمعت ميرنا صوت أغلاق الباب
أمـــــــــي لماذا اغلقتِ باب الشقة؟ افتحي هيا
تحدثت الام من الداخل قائلة: لا لن أفتح يا حمقاء واريني كيف ستأتين للهرة بالحليب والمياه؟
ميرنا: ولكنكِ خلفتِ بالوعد امي امـــــــــي، لم تجد رد منها، ثم قامت ميرنا بالجلوس على السُلم بقلة حيلة، قامت الهرة تجلس جوارها وتتمسح بها وكأنها تقول لها أنا معكِ
نظرت لها ميرنا قائلة: كل هذا من أجل أنكِ خالفتِ أوامري ولم تقومي بالجلوس على السلم ها انا وانتِ جالسون عليه عزيزتي ثم ضحكت
وظلت جالسة
ـــــــــــــــــــــــــــ
على الناحية الاخرى
في سيناء الحبيبة كان جالسا، ينظر إلى صورة كان يمسكها في يده وينظر إليها قائلا: قريبا ستكونين لي عزيزتي ما عاد هنالك سوى القليل، القليل فقط ثم قبل الصورة وقال:أحبكِ كثيرا، أنتظر أن يأتي اليوم الذي ستكونين فيه معي وبجانبي وعندما يأتِ يوم للفراق سيكون يوم موتي أو يوم موتكِ.
> كريمه جمال الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما عند ميرنا كانت جالسة على السلم تلعب مع الهرة وجأت ببالها فكرة لكي تدلف إلى شقتهم، قامت ميرنا
ثم صعدت إلى إحدى الشقق بالاعلى وأخذت تطرق على الباب وهي تصيح: جدي
بعد ثوانٍ فتحت لها جدتها
وعندما راتها أمامها بوجهها العابث أخذت تضحك كثيرا ثم قالت لها: بالتأكيد فعلتِ مصيبة لأمك ميرنا.
نظرت لها ببلاهة وتحدثت قائلة: كيف علمتي جدتي؟
تحدثت الجدة قائلة وهي ما زلت تضحك: كيف؟
أنتِ لا تأتين إلا هنا الا عندما تفتعلين المصائب عزيزتي
اووه جدتي، في المرة القادمة سأتي انا وقرة عيني ولن اتي عندما أفتعل المصائب
والأهم من كل ذلك جدتي ذات القلب الحنون، ماذا صنعتِ على الغذا اليوم؟
لما أصنع شيء عزيزتي، ولكنني ذاهبة لأصنع المعكرونة بالصلصة والدجاج المقلي هي معي إلى المطبخ تعلمي شيء من اجل قرة عينك واخذت تضحك
يال قرة عيني! سأطلب له الطعام من المطاعم جدتي لن أصنع له الطعام
حسنا عزيزتي كما تشائين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلبي المعكرونة جيدا عزيزتي ميرنا لكي لا تقوم بالإلتصاق
حاضر جدتي
بينما كانت الجدة تقف تقوم بتحمير قطع الدجاج
وتقوم بتقليب الصلصة
تحدثت ميرنا وهي تقول بنزق: جدتي متى ستنضج لقت مللت كثيراً من تقليب المعكرونة
دقيقتين فقط ميرنا وستنضج
بعد دقيقتين انتهت من التقليب وقامت بالخروج من المطبخ سريعا وقالت لجدتها: في كل مرة ادلف إلى المطبخ أقوم بالتأكيد داخلي على انني سأجلب لزوجي الطعام من المطاعم وان لم يعجبه ذلك لا يأكل ويتركه كله لي
جأت الجدة لكي تتحدث قاطعها الجد وهو يدلف إلى الشقة وهو يقول: حبيبة قلب جدها تفعل ما تريد
ركضت ميرنا نحوه سريعا واخذت تحتضنه وتقول: أنت
أعظم جد في الكون
ضحك الجد وقال لها: حقا مجنونة
تحدثت الجدة قائلة: إبراهيم بدل ثيابك سريعا فقد انتهيت من تحضير الغذاء
حسنا ثم ذهب الجد ليبدل ثيابه
وذهبت ميرنا مع جدتها إلى المطبخ واخذو الطعام وذهبو به إلى الطاولة التي سوف يتناولون عليها وجبة الغذاء، حتى اتى الجد وبدأو في تناول الطعام
تحدثت ميرنا قائلة: جدتي لدي امتحان في الغد و اود
ان تذهبي إلى أمي لكل تفتح لكِ الباب وادلف الى الشقة واجلس لكي اذاكر
حسنا ميرنا عزيزتي ولكن بشرط
ستقومين بغسل الاطباق
ماذا جدتي؟ اتمزحين؟! قُل لها شيء جدي.
ضحك الجد ثم قال لزوجته: اتركيها هذه المرة زينب
من أجل عيناك فقط يا ابا انس
نظرت لها ميرنا وقالت: أنا لازلت عزباء جدتي
تحدثت الجدة قائلة بمرح: انت حمقاء حمقاء فقط يا ميرنا واخذو يضحكون ويكملون تناول طعامهم.
❞ نصيحة .. لكل امرأة
أيام زمان.. لم تكن المرأة في حاجة إلى أي مجهود لإجتذاب الرجل.. فهو دائمآ مجذوب من تلقاء نفسه
كان مجذوبآ.. لأنه لم يكن يعثر لها على أثر.. كان يعيش في عالم كله من الرجال ويعمل في عالم كله من الرجال.. وكانت المرأة شيء شحيح نادر لا يظهر في الطرقات..
ولا يظهر في المدارس.. ولا في المكاتب.. وإنما يختبئ في البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة.
ولم يكن هناك طريق للوصول.. إليها سوى أن يتزوجها على سنة الله ورسوله بدون معاينة وبدون كلام كثير .
ولم تكن المرأة في حاجة إلى ترويج بضاعتها لأنها كانت رائجة تتزاحم عليها المناكب.. ويأتيها الزواج حتى الباب...
ولكن الظروف الآن تغيرت تماما.
خرجت المرأة من البيت إلى الشارع.. نتيجة ظروف وعوامل كثيرة فاصبح الرجل يتمتع برؤيتها بكم قصير.. وصدر عريان... وأخيرا بالمايوه.. كل هذا ببلاش... بدون زواج..
ونتيجة هذا التطور، كانت نتيجة خطرة..
لقد بدأنا نشبع من رؤية النساء بالروج والشورت والمايوه..
ولم تحمل لنا الحياة الجديدة متعة الرؤية فقط.. وإنما حملت لنا أيضاً متعة أخرى هي.. الهزار.. والمزاح بحكم الزمالة في العمل ورفع الكلفة.. والجري واللعب.. وتناول الغداء معا والعشاء معا.. والذهاب إلى السينما والمشارب والمطاعم..
وهكذا فقدت المرأة هيبتها.. وأصبحت قريبة وسهلة. وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج من ذهن الشباب أكثر وأكثر..
وعندما اصبحت المرأة تشارك الرجل في عمله وكفاحه وعرق جبينه.. أصبح لها مثله الحق في أن تروح عن نفسها وتستمتع وتقضي وقتا طيباً لذيذا.. تنسى فيه العمل و مشاكله ..
ولكن كيف تستمتع.. والرجل لا يريد الزواج ويهرب منه ..
لا مفر إذن من أن تتنازل عن تمنعها التقليدي وتسمح بقبلة أو حضن او غير ذلك ..
أعطت المرأة نفسها للرجل وهي تبكي في حرقة.. وتقول: إنها تفعل ذلك بسبب الحب والغرام له وحده.. تقول إنها لحظة ضعف.. ولن تعود.. إلا إذا كانت هناك وعود وعهود..
ولكن الرجل غالبا ما يسمع هذا الكلام من أذن ويخرجه من أذن أخرى.. وينام على هذه اللذة المجانية.. وينسى حكاية الزواج أكثر وأكثر....
اصبح الرجل يتردد في الزواج اكثر فاكثر
اصبح يرى الزواج مجازفة تقتضي منه كل شجاعته
اصبح الرجل يرى الزواج تضحية ..تضحية بحريته وراحة باله في سبيل اقامة بيت لايعرف مصيره و بانه سوف يصبح ربا وسيدا وقواما على اسرة وسيصبح عبدا لالف حاجة وحاجة والف طلب وطلب وخادما لاصغر فرد في هذه الاسرة
ثم إن لذة المرأة الكبرى هي أن تحبل وتلد وتكون أما وملكة على بيت وأسرة.. وصانعة لجيل جديد تربيه وترعاه.. وزوجة لحبيب تؤنسه.. ويؤنسها. وتتمنع بعشرته وحنانه وحبه واحترامه..
وكيف تصل المرأة إلى هذه الغاية.. في هذه الظروف الجديدة التي قلبت المقاييس.. وقلبت المرأة رجلا والرجل امرأة؟
إن الحل الوحيد هو أن تكف عن إعتبار جسدها وجمالها وأنوثتها وسيلة كافية وحدها لإجتذاب زوج ..
إن الرجل الجديد طماع .. إنه يطلب أكثر ..
والأكثر هو أن تكون للمرأة قيمة في ذاتها .. أن تكون على قدر من الذكاء .. على قدر من التعليم. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ نصيحة . لكل امرأة
أيام زمان. لم تكن المرأة في حاجة إلى أي مجهود لإجتذاب الرجل. فهو دائمآ مجذوب من تلقاء نفسه
كان مجذوبآ. لأنه لم يكن يعثر لها على أثر. كان يعيش في عالم كله من الرجال ويعمل في عالم كله من الرجال. وكانت المرأة شيء شحيح نادر لا يظهر في الطرقات.
ولا يظهر في المدارس. ولا في المكاتب. وإنما يختبئ في البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة.
ولم يكن هناك طريق للوصول. إليها سوى أن يتزوجها على سنة الله ورسوله بدون معاينة وبدون كلام كثير .
ولم تكن المرأة في حاجة إلى ترويج بضاعتها لأنها كانت رائجة تتزاحم عليها المناكب. ويأتيها الزواج حتى الباب..
ولكن الظروف الآن تغيرت تماما.
خرجت المرأة من البيت إلى الشارع. نتيجة ظروف وعوامل كثيرة فاصبح الرجل يتمتع برؤيتها بكم قصير. وصدر عريان.. وأخيرا بالمايوه. كل هذا ببلاش.. بدون زواج.
ونتيجة هذا التطور، كانت نتيجة خطرة.
لقد بدأنا نشبع من رؤية النساء بالروج والشورت والمايوه.
ولم تحمل لنا الحياة الجديدة متعة الرؤية فقط. وإنما حملت لنا أيضاً متعة أخرى هي. الهزار. والمزاح بحكم الزمالة في العمل ورفع الكلفة. والجري واللعب. وتناول الغداء معا والعشاء معا. والذهاب إلى السينما والمشارب والمطاعم.
وهكذا فقدت المرأة هيبتها. وأصبحت قريبة وسهلة. وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج من ذهن الشباب أكثر وأكثر.
وعندما اصبحت المرأة تشارك الرجل في عمله وكفاحه وعرق جبينه. أصبح لها مثله الحق في أن تروح عن نفسها وتستمتع وتقضي وقتا طيباً لذيذا. تنسى فيه العمل و مشاكله .
ولكن كيف تستمتع. والرجل لا يريد الزواج ويهرب منه .
لا مفر إذن من أن تتنازل عن تمنعها التقليدي وتسمح بقبلة أو حضن او غير ذلك .
أعطت المرأة نفسها للرجل وهي تبكي في حرقة. وتقول: إنها تفعل ذلك بسبب الحب والغرام له وحده. تقول إنها لحظة ضعف. ولن تعود. إلا إذا كانت هناك وعود وعهود.
ولكن الرجل غالبا ما يسمع هذا الكلام من أذن ويخرجه من أذن أخرى. وينام على هذه اللذة المجانية. وينسى حكاية الزواج أكثر وأكثر..
اصبح الرجل يتردد في الزواج اكثر فاكثر
اصبح يرى الزواج مجازفة تقتضي منه كل شجاعته
اصبح الرجل يرى الزواج تضحية .تضحية بحريته وراحة باله في سبيل اقامة بيت لايعرف مصيره و بانه سوف يصبح ربا وسيدا وقواما على اسرة وسيصبح عبدا لالف حاجة وحاجة والف طلب وطلب وخادما لاصغر فرد في هذه الاسرة
ثم إن لذة المرأة الكبرى هي أن تحبل وتلد وتكون أما وملكة على بيت وأسرة. وصانعة لجيل جديد تربيه وترعاه. وزوجة لحبيب تؤنسه. ويؤنسها. وتتمنع بعشرته وحنانه وحبه واحترامه.
وكيف تصل المرأة إلى هذه الغاية. في هذه الظروف الجديدة التي قلبت المقاييس. وقلبت المرأة رجلا والرجل امرأة؟
إن الحل الوحيد هو أن تكف عن إعتبار جسدها وجمالها وأنوثتها وسيلة كافية وحدها لإجتذاب زوج .
إن الرجل الجديد طماع . إنه يطلب أكثر .
والأكثر هو أن تكون للمرأة قيمة في ذاتها . أن تكون على قدر من الذكاء . على قدر من التعليم. ❝