❞ الثقه بالنفس
الثقه بالنفس عباره عن تقدير لذاتك حبك لعيوبك قبل مميزاتك وتقبلك لروحك وملامحك وجسدك وكل ما في نفسك
وهناك فرق شاسع بين الثقه بالنفس والغرور والتكبر
1-الثقه بالنفس هي أن تتحدث مع الأشخاص وعينك امام عينهم
2-الثقه هي أن لا ترتبك عند الحديث
3-الثقه هي أن تقول الكلمه بوضوح ومره واحده
4-الواثق في نفسه لا يهمه مدح او ذم
5-الواثق من نفسه يتاعمل بتواضع ولين وحب الذات وحب الآخرين
6-الواثق من نفسه يحترم نفسه من أجل نفسه ولا يقبل بأهنتها
أما المتكبر صاحب الغرور هو الذي لا يتحدث مع أي شخص ويتاعمل بمنتهي الكبرياء وكأنه في السماء والباقيون بقايا الأرض يحدث عن نفسه كثيرا وعن إنجازاته وهو من الأساس لم يكن شئ مذكورا ولكن يمتلك غرور في روحه وهذا لم يكن ثقه ،الثقه بالنفس شيء جميل يمحنها الله للأشخاص الأقوياء قوي النفس والتفكير لين القلب والله يكره كل متكبر مغرورا
كلنا اسوياء في الأرض خلقنا من تراب وسنذهب لتراب
ولكن نختلف من شخص لآخر ومن روح لآخري
هناك الواثق في ذاته المتقبل ،وهناك الذي لا يعرف قيمته وهناك من فقد كرامته لأجل اشياء أو أشخاص ، هناك من جعل كرامته اولا حاول أن تحب نفسك وتتقبل عيوبك وترتب اولاوياتك وتضع نفسك دايما اولا انجح لاجلك اسعد نفسك بنفسك لا تنتظر شيء من أحد ولا تنتظر المدح من اي شخص افعل ما تريد (انت حر ما لم تضر) السعاده موجوده ابحث عنها ستراها افعل دايما ما يليق بك وبطبعك وشخصيتك ابحث بداخلك عنك وعن احلامك وطموحاتك وستتغير للأفضل
ومع حب الذات سيحبك ويحترامك الجميع .
ك:مريم احمد حموده. ❝ ⏤Mairam Hamouda
❞ الثقه بالنفس
الثقه بالنفس عباره عن تقدير لذاتك حبك لعيوبك قبل مميزاتك وتقبلك لروحك وملامحك وجسدك وكل ما في نفسك
وهناك فرق شاسع بين الثقه بالنفس والغرور والتكبر
1-الثقه بالنفس هي أن تتحدث مع الأشخاص وعينك امام عينهم
2-الثقه هي أن لا ترتبك عند الحديث
3-الثقه هي أن تقول الكلمه بوضوح ومره واحده
4-الواثق في نفسه لا يهمه مدح او ذم
5-الواثق من نفسه يتاعمل بتواضع ولين وحب الذات وحب الآخرين
6-الواثق من نفسه يحترم نفسه من أجل نفسه ولا يقبل بأهنتها
أما المتكبر صاحب الغرور هو الذي لا يتحدث مع أي شخص ويتاعمل بمنتهي الكبرياء وكأنه في السماء والباقيون بقايا الأرض يحدث عن نفسه كثيرا وعن إنجازاته وهو من الأساس لم يكن شئ مذكورا ولكن يمتلك غرور في روحه وهذا لم يكن ثقه ،الثقه بالنفس شيء جميل يمحنها الله للأشخاص الأقوياء قوي النفس والتفكير لين القلب والله يكره كل متكبر مغرورا
كلنا اسوياء في الأرض خلقنا من تراب وسنذهب لتراب
ولكن نختلف من شخص لآخر ومن روح لآخري
هناك الواثق في ذاته المتقبل ،وهناك الذي لا يعرف قيمته وهناك من فقد كرامته لأجل اشياء أو أشخاص ، هناك من جعل كرامته اولا حاول أن تحب نفسك وتتقبل عيوبك وترتب اولاوياتك وتضع نفسك دايما اولا انجح لاجلك اسعد نفسك بنفسك لا تنتظر شيء من أحد ولا تنتظر المدح من اي شخص افعل ما تريد (انت حر ما لم تضر) السعاده موجوده ابحث عنها ستراها افعل دايما ما يليق بك وبطبعك وشخصيتك ابحث بداخلك عنك وعن احلامك وطموحاتك وستتغير للأفضل
ومع حب الذات سيحبك ويحترامك الجميع .
❞ .. البحث عن زوجة ..
يا سادة يا كرام ..
أغلى شيء في الدنيا هو العلم .
والإنسان لا يتعلم مجانًا .
و إنما يستخلص المعرفة بالألم والمعاناة.
من مكتبة الحياة نأخذ علمنا الحقيقي، وليس من الكتب والأسفار .
وأقدم لكم نفسي أولًا .. دكتور توفيق زكي .. دكتوراه في الذرة والعلوم النووية من أمريكا، أب لولدين وزوج للمرة الثانية.
وحكاية المرة الثانية هي الموضوع ..
وكالعادة كانت هناك مرة ثانية لأن الزواج الأول فشل بجدارة .
وكانت فكرتي في الزواج الأول هي البحث عن ست بيت وأم وامرأة تقدّس الحياة الأسرية، لا يهم الثقافة ولا التعليم ولا الشهادات، واخترتها ساقطة إبتدائية تكاد تفك الخط، لكن طباخة ممتازة وأستاذة في تسبيك الصواني والطواجن، وتنفيض السجاجيد وإرضاع الأطفال.
لكن كالمعتاد وبعد الشهور الأولى وبعد أن شَبَعت المعدة وامتلأت الأمعاء، وأصبحت المسألة الطريفة حكاية مكررة كل ليلة، بدأ النكد يدخل إلى البيت السعيد، وبدأت أشعر بالفجوة الهائلة بيني وبينها وبدأنا نختلف كل يوم في كل شيء .. وأصبح الشارع يسمع صراخنا كل ليلة .
وبرغم نومنا متعانقين في فراش واحد كنت أشعر بأن بيننا قارات، وأن كل واحد فينا يسبح في محيط.
لم يكن هناك أي شيء مشترك يجمعنا سوى طاجن البطاطس بالفرن، وصواني المحشي وأطباق الكوسة بالباشاميل، فإذا غسلت يدي بعد الغداء عدت إلى الوحدة والغربة وكأني مجرد نزيل في فندق أجنبي.
عجزت تمامًا عن أن أشدّها إلى أي إهتمام مشترك، حتى لو إلى الصحيفة اليومية وأعمدة الأخبار وحوادث الأسبوع.
كانت إنسانة عقلها مُغلق على ثلاث غرف وصالة، لا يهمها ما يجري في فيتنام وكمبوديا ونيكاراجوا، ولا يعنيها ما يجري في جارة عربية قريبة مثل فلسطين.
ويستوي عندها أن تحترق لبنان، أو تندك بغداد أو تنفجر دمشق أو يخرج الشاه من إيران، ويحكمها خوميني أو خلقلي أو بازرجان ما دامت قد وجدت البصل في الجمعية التعاونية، والأرز عند البقال والجرجير عند الخضري.
فإذا حاولت أن أفتح معها هذه الموضوعات أسكتتني بغلظة، فإذا حاولت أن أتلطف ناولتني لكمة وهي تقول:
نام بلا وجع دماغ أنا ما صدقت نيمت الواد!
وتصوروا ما يحدث لي يا سادة في هذه الوحدة والغربة والخواء حينما أتعرف بالأخرى د. شهيرة سرور الأستاذة في الكونسرفتوار وعازفة البيانو، والحائزة على ماجستير ودكتوراه في التوزيع الكورالي وفي الهارموني من باريس.
السيدة الناعمة الحريرة التي تكاد تذوب في الفم من فرط نعومتها، والمتحدثة الرقيقة الودودة والفنانة الأنثى والنجمة التي لا ينطفيء لها تألق.
ويمكن لكم أن تتصوروا كيف أصبحت مكالماتنا في التليفون تمتد إلى خمس وست ساعات ولا نشبع، فنلتقي على النيل ثم تأخذني إلى بيتها لتسمعني معزوفة رقيقة على البيانو، ثم تحكي لي تاريخ هذه المعزوفة وكيف ومتى كتبها بيتهوفن .
نسيت أن أقول لكم أنها طُلّقت بعد زواج فاشل.
وهذا طبيعي .. فمن يستطيع أن يفهم ويقدر هذه التحفة الجمالية النادرة .. ومن يستطيع أن يُعاشر هذا الفن الرفيع إلا إنسان ذوّاقة.
ولقد كنت أنا ذلك الذواقة.
ولقد جُننت بها حبًا .. وإمتلكتني حتى ملأت علي أقطار حياتي وأصبحت لا أرى سواها، ولا آكل سواها ولا أشرب سواها ولا أتنفس سواها.
وكان طبيعيًا أن يرتمي كل منا في حضن الآخر كأنه يتيم وجد أمه، وأن نغرق في حمى من الانصهار العذب الذي لا تجدونه إلا في الكتب والأشعار والسيمفونيات.
وكان طبيعيًا جدًا أن أطلق زوجتي وأتزوجها وأنا أحلم بأقصى الراحة، وبأني قد وجدت أخيرًا شقة خالية في صدر امرأة.
ولكن القدر خلاف الظنون، والدنيا التي أرادها الله تعبًا للكل ما لبثت أن قدمت صورة أخرى من زواج طريف غاية الطرافة.
واسمعوا معي نموذج من هذا الحوار الذي يجري بيننا.
الوقت صباحًا، وأنا أميل عليها وأمسح على شعرها في حنان وأهمس في أذنها:
- إيه رأيك يا حبيبتي نأكل إيه النهاردة .
- زي امبارح يا حبيبي.
- احنا مكلناش امبارح يا حبيبتي .
- لحقت تنسى سندوتشات الأمريكانا اللي جبتهالك معايا.
- نفسي تعملي لي الملوخية بتاعتك.. ده انتي ملوخيتك تجنن.. أنا قربت أنساها بقالك شهر مطبختليش حاجة.
- مش حاسة إني عاوزة أقف في المطبخ.
- أمال حاسة بإيه ؟
- حاسة بإني عاوزه أدور حوالين الهرم وأسمع كاسيت لشوبان.
وأخذها معي إلى الهرم.
ونطوف حول مقابر الأسرة السادسة ونحن نستمع إلى معزوفة القمر لشوبان، ونسرح في التاريخ والجغرافيا والحكيم أمحوتب.
وتكلمني طويلًا عن الحكيم أمحوتب .
وأقطع حديثها محاولًا أن أكون رقيقًا غاية الرقة .
- ولكن أظن أن أمحوتب يا حبيبتي كان يأكل .. وكانت زوجته الحبيبة تصنع له أشهى الأطعمة.
- لا أظن .. أنت تخلط يا حبيبي بين أمحوتب وبين أبو شقرا ..
عيبك أنك لا تقرأ كفاية في التاريخ.
- لقد قرأت وقرأت حتى جعت من كثرة القراءة.
ونشتري كنتاكي في الطريق ونعود إلى البيت .
وتتمدد على الفراش وتسرح ..
ثم تبتلع حبة فاليوم .. ثم حبة ليبريوم .. وأحاول أن أتقرب منها فتقول في فتور :
- سيبني شوية.
- مالك ؟
- جوايا تعبان .. حاسة جوايا بكآبة وضلمة وعتمة. وليل الدنيا جوايا عتمة أوي.
- أنا يا حبيبتي أنورها لك.
فتنظر إلي نظرة فارغة كأنها لا تعرفني إطلاقًا .
وكأني رجل لقيط التقت به صدفة، وأخذته إلى بيتها و قدمت إليه طعامًا على سبيل الإحسان .. و أن عليه الآن أن يرحل وأن يعود إلى حال سبيله دون كلمة.
وأقترب أكثر وأهمس في حنان:
- حبيبتي أنا جنبك .
- أنا عندي صداع يا توفيق أنا مش شايفاك. ولا شايفة حد.
وأهتف في أعماقي : يا نهار أسود عليك يا توفيق وعلى بختك .. ثم أعود فأتودد إليها.
- أجيب لك كولونيا تنعش ..
- سيبني لوحدي .. نفسي أقعد سنين لوحدي.
سنين .. سنين .. نفسي أحط الحمل اللي على كتفي وأنام.
- حطيه على كتفي أنا.
- جوايا كلام كتير مش عاوز يطلع .. كياني مسروق مني .. بدور على عنوان نفسي مش لاقياه .. متهيأ لي إني مشيت في الشارع الغلط.
- أنا مش فاهمك.
- أنا اخترتك من أربعين مليون إنسان عشان تصورت إنك حتفهمني وحا تحس بي .
- حا أحس بإيه يا حبيبتي ده إنتي معيشاني في ألغاز .. دنا بنام مع أينشتين .. أنا الدكتور في الذرة والعلوم النووية و اللي مسكت الإلكترون مش قادر أمسك أفكارك!
- نفسي نبعد عن بعض شوية يا توفيق .
- نعم .. ؟
- يعني كده تسافر لك كام يوم إسكندرية تغير جو عشان توحشني شوية.
- كمان .. أكثر من كده .. ده إحنا بقالنا شهرين مقربناش لبعض .
- كمان شهر .. ما يجراش حاجة .
- ده أنا بقالي خمسة أشهر بقوللك إعملي لي كيكة تبصي لي كأني باتكلم مالطي أو هيروغليفي .
- ياه ده أنا نسيت خالص حكاية الكيكة دي .. عجيبة .. الله يضحكك يا شيخ.
- وكل ده وإحنا في شهور العسل أمال بعدين هنعمل ايه .. ده إنتي بتكلمي البيانو أكثر مني .. بتعرفي عن فطور شوبان و مزاجه الشخصي أكثر من اللي بتعرفيه عني.
كل يوم برجع تعبان بعد يوم مرهق من الشغل المتواصل في العمل ألاقيكي بتقوليلي عندي انغلاق ذاتي وتقلص نفسي وانكماش روحي .. .. أجي ألمسك تقوليلي سيبني شوية حاسة الشمس بتغرب جوايا .. عاوزة أموت .. أتلاشى .. و مرة تقوليلي سقف عقلي وقع، و أن جدران قلبي أتهدت .. وفيه حاجة بتسويني بالأرض ومرة تقوليلي العصافير بتغني في صدري..
ومرة تقوليليي عاوزة كل الرجالة يبوسوني، وأشد شعر من الجنون فتقوليلي :
- ما هو كل الرجالة يعني إنت يا حبيبي .. من إمتى وأنا حبيبك ؟ و إنتي عايشة في فلك وأنا في فلك .. توصلني منك كلمة بالتلكس وتضيع ألف .. أنا وحيد يا شهيرة .. وحيد .
- وأنا وحيدة أكتر منك يا حبيبي .
- أمال احنا في حضن بعض ازاي .
- ساكنين بالصدفة سوا في نفس الشقة على النيل وبنبص احنا الاثنين للسقف.
- بالضبط هو ده الشيء الوحيد المشتركين فيه .. للدرجة دي ممكن يتغير الناس .. أمال فين الدموع والآهات .. فين أغاني الحب .. كانت معزوفة بيانو .. عمود شعر في صحيفة يومية اتقطعت مع الأيام وبقت ورق تواليت .. ساعات بحس إن مش بس لازم نبعد كام يوم .. أبدًا .. ده إحنا لازم نتعرف على بعض من جديد .. لازم نقابل بعض صدفة في الصالون الأخضر .. و أعزمك على شاي في جروبي و اسألك على نمرة تيليفونك .. و أقوللك اسمك ايه يا مدام .
- صحيح فعلًا .
- احنا مش متجوزين يا حبيبتي .. احنا متطلقين جدًا .
- صحيح فعلًا متطلقين .
وهكذا طلقت الثقافة الرفيعه و الدكتوراه والماجستير في الهارموني والتحفة الجمالية .. د. شهيرة سرور .. لأني لم أعرف ماذا تريد ولا ماذا تحب .. ولا ماذا يرضيها .. ظننت في لحظة أن أقصى أملها أن تعيش معي .. فلما عاشت معي رأيتها تهرب مني وتعيش في غيبوبة الفاليوم .. وتنطوي على نفسها حتى تشبه قوقعة حزن.
وشككت في عقلي وتفكيري، وعدت أشد شعري من الوحدة والبؤس.
يا سادة يا كرام . .
أنا أبحث الآن عن بائعة فجل أو بائعة جرجير .. مجرد إنسانة على الفطرة لأتزوجها وأعيش معها على الفطرة البسيطة التي خلقها الله.
امرأة تنظر إلى زوجها على أنه ربها وتغسل له رجليه وتطهو طعامه، وتشاركه مشاركة التوأم في كل ما يُشركها فيه دون جدل.
امرأة تنظر إلى كل ما ينطق بها زوجها على أنه سماوي ومقدس ، وتحبه لأنها لابد أن تحبه وليس لأن عندها انفتاحًا ذاتيًا وانغلاقًا استبطانيا، يا سادة يا كرام .. أنا أعلن على الملأ أني رجل رجعي وبدائي .. وأرى للأسف الشديد أن عصر الرجل انتهى!. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ البحث عن زوجة .
يا سادة يا كرام .
أغلى شيء في الدنيا هو العلم .
والإنسان لا يتعلم مجانًا .
و إنما يستخلص المعرفة بالألم والمعاناة.
من مكتبة الحياة نأخذ علمنا الحقيقي، وليس من الكتب والأسفار .
وأقدم لكم نفسي أولًا . دكتور توفيق زكي . دكتوراه في الذرة والعلوم النووية من أمريكا، أب لولدين وزوج للمرة الثانية.
وحكاية المرة الثانية هي الموضوع .
وكالعادة كانت هناك مرة ثانية لأن الزواج الأول فشل بجدارة .
وكانت فكرتي في الزواج الأول هي البحث عن ست بيت وأم وامرأة تقدّس الحياة الأسرية، لا يهم الثقافة ولا التعليم ولا الشهادات، واخترتها ساقطة إبتدائية تكاد تفك الخط، لكن طباخة ممتازة وأستاذة في تسبيك الصواني والطواجن، وتنفيض السجاجيد وإرضاع الأطفال.
لكن كالمعتاد وبعد الشهور الأولى وبعد أن شَبَعت المعدة وامتلأت الأمعاء، وأصبحت المسألة الطريفة حكاية مكررة كل ليلة، بدأ النكد يدخل إلى البيت السعيد، وبدأت أشعر بالفجوة الهائلة بيني وبينها وبدأنا نختلف كل يوم في كل شيء . وأصبح الشارع يسمع صراخنا كل ليلة .
وبرغم نومنا متعانقين في فراش واحد كنت أشعر بأن بيننا قارات، وأن كل واحد فينا يسبح في محيط.
لم يكن هناك أي شيء مشترك يجمعنا سوى طاجن البطاطس بالفرن، وصواني المحشي وأطباق الكوسة بالباشاميل، فإذا غسلت يدي بعد الغداء عدت إلى الوحدة والغربة وكأني مجرد نزيل في فندق أجنبي.
عجزت تمامًا عن أن أشدّها إلى أي إهتمام مشترك، حتى لو إلى الصحيفة اليومية وأعمدة الأخبار وحوادث الأسبوع.
كانت إنسانة عقلها مُغلق على ثلاث غرف وصالة، لا يهمها ما يجري في فيتنام وكمبوديا ونيكاراجوا، ولا يعنيها ما يجري في جارة عربية قريبة مثل فلسطين.
ويستوي عندها أن تحترق لبنان، أو تندك بغداد أو تنفجر دمشق أو يخرج الشاه من إيران، ويحكمها خوميني أو خلقلي أو بازرجان ما دامت قد وجدت البصل في الجمعية التعاونية، والأرز عند البقال والجرجير عند الخضري.
فإذا حاولت أن أفتح معها هذه الموضوعات أسكتتني بغلظة، فإذا حاولت أن أتلطف ناولتني لكمة وهي تقول:
نام بلا وجع دماغ أنا ما صدقت نيمت الواد!
وتصوروا ما يحدث لي يا سادة في هذه الوحدة والغربة والخواء حينما أتعرف بالأخرى د. شهيرة سرور الأستاذة في الكونسرفتوار وعازفة البيانو، والحائزة على ماجستير ودكتوراه في التوزيع الكورالي وفي الهارموني من باريس.
السيدة الناعمة الحريرة التي تكاد تذوب في الفم من فرط نعومتها، والمتحدثة الرقيقة الودودة والفنانة الأنثى والنجمة التي لا ينطفيء لها تألق.
ويمكن لكم أن تتصوروا كيف أصبحت مكالماتنا في التليفون تمتد إلى خمس وست ساعات ولا نشبع، فنلتقي على النيل ثم تأخذني إلى بيتها لتسمعني معزوفة رقيقة على البيانو، ثم تحكي لي تاريخ هذه المعزوفة وكيف ومتى كتبها بيتهوفن .
نسيت أن أقول لكم أنها طُلّقت بعد زواج فاشل.
وهذا طبيعي . فمن يستطيع أن يفهم ويقدر هذه التحفة الجمالية النادرة . ومن يستطيع أن يُعاشر هذا الفن الرفيع إلا إنسان ذوّاقة.
ولقد كنت أنا ذلك الذواقة.
ولقد جُننت بها حبًا . وإمتلكتني حتى ملأت علي أقطار حياتي وأصبحت لا أرى سواها، ولا آكل سواها ولا أشرب سواها ولا أتنفس سواها.
وكان طبيعيًا أن يرتمي كل منا في حضن الآخر كأنه يتيم وجد أمه، وأن نغرق في حمى من الانصهار العذب الذي لا تجدونه إلا في الكتب والأشعار والسيمفونيات.
وكان طبيعيًا جدًا أن أطلق زوجتي وأتزوجها وأنا أحلم بأقصى الراحة، وبأني قد وجدت أخيرًا شقة خالية في صدر امرأة.
ولكن القدر خلاف الظنون، والدنيا التي أرادها الله تعبًا للكل ما لبثت أن قدمت صورة أخرى من زواج طريف غاية الطرافة.
واسمعوا معي نموذج من هذا الحوار الذي يجري بيننا.
الوقت صباحًا، وأنا أميل عليها وأمسح على شعرها في حنان وأهمس في أذنها:
فتنظر إلي نظرة فارغة كأنها لا تعرفني إطلاقًا .
وكأني رجل لقيط التقت به صدفة، وأخذته إلى بيتها و قدمت إليه طعامًا على سبيل الإحسان . و أن عليه الآن أن يرحل وأن يعود إلى حال سبيله دون كلمة.
وأقترب أكثر وأهمس في حنان:
- حبيبتي أنا جنبك .
- أنا عندي صداع يا توفيق أنا مش شايفاك. ولا شايفة حد.
وأهتف في أعماقي : يا نهار أسود عليك يا توفيق وعلى بختك . ثم أعود فأتودد إليها.
- أجيب لك كولونيا تنعش .
- سيبني لوحدي . نفسي أقعد سنين لوحدي.
سنين . سنين . نفسي أحط الحمل اللي على كتفي وأنام.
- حطيه على كتفي أنا.
- جوايا كلام كتير مش عاوز يطلع . كياني مسروق مني . بدور على عنوان نفسي مش لاقياه . متهيأ لي إني مشيت في الشارع الغلط.
- أنا مش فاهمك.
- أنا اخترتك من أربعين مليون إنسان عشان تصورت إنك حتفهمني وحا تحس بي .
- حا أحس بإيه يا حبيبتي ده إنتي معيشاني في ألغاز . دنا بنام مع أينشتين . أنا الدكتور في الذرة والعلوم النووية و اللي مسكت الإلكترون مش قادر أمسك أفكارك!
- نفسي نبعد عن بعض شوية يا توفيق .
- نعم . ؟
- يعني كده تسافر لك كام يوم إسكندرية تغير جو عشان توحشني شوية.
- كمان . أكثر من كده . ده إحنا بقالنا شهرين مقربناش لبعض .
- كمان شهر . ما يجراش حاجة .
- ده أنا بقالي خمسة أشهر بقوللك إعملي لي كيكة تبصي لي كأني باتكلم مالطي أو هيروغليفي .
- ياه ده أنا نسيت خالص حكاية الكيكة دي . عجيبة . الله يضحكك يا شيخ.
- وكل ده وإحنا في شهور العسل أمال بعدين هنعمل ايه . ده إنتي بتكلمي البيانو أكثر مني . بتعرفي عن فطور شوبان و مزاجه الشخصي أكثر من اللي بتعرفيه عني.
كل يوم برجع تعبان بعد يوم مرهق من الشغل المتواصل في العمل ألاقيكي بتقوليلي عندي انغلاق ذاتي وتقلص نفسي وانكماش روحي . . أجي ألمسك تقوليلي سيبني شوية حاسة الشمس بتغرب جوايا . عاوزة أموت . أتلاشى . و مرة تقوليلي سقف عقلي وقع، و أن جدران قلبي أتهدت . وفيه حاجة بتسويني بالأرض ومرة تقوليلي العصافير بتغني في صدري.
ومرة تقوليليي عاوزة كل الرجالة يبوسوني، وأشد شعر من الجنون فتقوليلي :
- ما هو كل الرجالة يعني إنت يا حبيبي . من إمتى وأنا حبيبك ؟ و إنتي عايشة في فلك وأنا في فلك . توصلني منك كلمة بالتلكس وتضيع ألف . أنا وحيد يا شهيرة . وحيد .
- وأنا وحيدة أكتر منك يا حبيبي .
- أمال احنا في حضن بعض ازاي .
- ساكنين بالصدفة سوا في نفس الشقة على النيل وبنبص احنا الاثنين للسقف.
- بالضبط هو ده الشيء الوحيد المشتركين فيه . للدرجة دي ممكن يتغير الناس . أمال فين الدموع والآهات . فين أغاني الحب . كانت معزوفة بيانو . عمود شعر في صحيفة يومية اتقطعت مع الأيام وبقت ورق تواليت . ساعات بحس إن مش بس لازم نبعد كام يوم . أبدًا . ده إحنا لازم نتعرف على بعض من جديد . لازم نقابل بعض صدفة في الصالون الأخضر . و أعزمك على شاي في جروبي و اسألك على نمرة تيليفونك . و أقوللك اسمك ايه يا مدام .
- صحيح فعلًا .
- احنا مش متجوزين يا حبيبتي . احنا متطلقين جدًا .
- صحيح فعلًا متطلقين .
وهكذا طلقت الثقافة الرفيعه و الدكتوراه والماجستير في الهارموني والتحفة الجمالية . د. شهيرة سرور . لأني لم أعرف ماذا تريد ولا ماذا تحب . ولا ماذا يرضيها . ظننت في لحظة أن أقصى أملها أن تعيش معي . فلما عاشت معي رأيتها تهرب مني وتعيش في غيبوبة الفاليوم . وتنطوي على نفسها حتى تشبه قوقعة حزن.
وشككت في عقلي وتفكيري، وعدت أشد شعري من الوحدة والبؤس.
يا سادة يا كرام . .
أنا أبحث الآن عن بائعة فجل أو بائعة جرجير . مجرد إنسانة على الفطرة لأتزوجها وأعيش معها على الفطرة البسيطة التي خلقها الله.
امرأة تنظر إلى زوجها على أنه ربها وتغسل له رجليه وتطهو طعامه، وتشاركه مشاركة التوأم في كل ما يُشركها فيه دون جدل.
امرأة تنظر إلى كل ما ينطق بها زوجها على أنه سماوي ومقدس ، وتحبه لأنها لابد أن تحبه وليس لأن عندها انفتاحًا ذاتيًا وانغلاقًا استبطانيا، يا سادة يا كرام . أنا أعلن على الملأ أني رجل رجعي وبدائي . وأرى للأسف الشديد أن عصر الرجل انتهى!. ❝
❞ ماذا إن علمت أنك في آخر ساعات حياتك؟ وأنك ستموت بعد ساعات؟
سأبدأ بالبحث عمَّن خاصمني أو حزن بسببي، أو كنت المتسببة له بحزن دون قصدٍ مني، وأطلب منهم مسامحتي، بل سأفتعل المستحيل لأجل أن يسامحونني، فلا أحتمل أن يكون خصيمي أحد يوم القيامة، ولا أريد أن يأتِ أحد بحجة عليّ، وسأتأكد أنه ليس بقلبِ أحدٍ بغضًا لي، وسأسامح كل من أذاني يومًا، كل من تركونني وحدي وخانوا ثقتي بهم؛ لأجل ربي فقط، فمنْ أجمل مِمَّن عفى وأصفح عند الله، سأحتسب كل دموعٍ أنزلتها قهرًا، وكل ألمٍ تحملته في حياتي عند الله، سأفعل ما اعتدت عليه: أحضر الطعام لعائلتي، أنظف المنزل، وأكمل دورات التصحيح، حلمي الذي لا يعرف عنه أقربائي، ولا يدعمني فيه أحدٌ، الأكادمية التي حلمت بها؛ لتعليم التصحيح، بدأ ذلك الحلم الخفي؛ ولكن وحدي، لا يهمني ذلك، المهم أن أحقق حلمي، حتى لو تعثرت ووقعت أرضًا، سأقوم أيضًا، حتى لو سمعت ألف كلمة تدمير ممن حولي، سأحقق ذلك الحلم، سأقرأ الكثير من القرآن؛ لأنه من هواياتي قراءته بصوتٍ عالٍ، وسأكمل تعليم رواية ورش، فأحب سماعها وقراءتها كثيرًا، وغير كل هذا فإن القرآن رفيق مؤنس لصاحبه في القبر، فيأتِ على هيئة رفيق جميل للميت في القبر، كما قيل أن قارئ القرآن يكمل في قبره عند آخر موضع قرأ فيه، سأكثر من الكلمة الطيبة، والابتسامة في وجه الجميع، فقال رسول الله_صلى الله عليه وسلم_:\"تبسمك في وجه أخيك صدقة، والكلمة الطيبة صدقة\" سأذهب لأمي؛ كي أطلب مسامحتها لي على تقصيري معها، سأحاول جاهدة تخفيف حزن الجميع على موتي، سأذهب لصديقي المقرب، والذي هو أخي وكل حياتي، وأخبره ألا يحزن أبدًا، ولا يسقط دمعه إن جاءه خبر موتي، سأخبره كم أنا أحبه وكم هو جميل في عيني، سأخبره أني سأشتاق لمحادثنا وقولك لي دائمًا أنك لا تمل مني، سأسرف في دموعي معه، كما اعتدت دائمًا، أعرف أني كنت في حياتي ثقيلة عليه، لكنه لم يشعرني بذلك، وفي كل مرة أجده جانبي، سأشكره أنه لم يتركني وظل معي؛ رغم علتي ومرضي، وأعتذر له أني كنت أشغل باله عليّ دائمًا، ولأني كنت أقلقه أحيانًا، أخي العظيم إن فرقنا الموت وباعد التراب بيننا، فادعُ لي وتذكرني دائمًا بقراءة الفاتحة، وإن اشتقت إليّ انظر إلى السماء؛ ستجد قمرًا بجانبه نجمة ساطعة، أنا القمر، وأنت النجمة الملازمة لها.. ❝ ⏤هالة محمود
❞ ماذا إن علمت أنك في آخر ساعات حياتك؟ وأنك ستموت بعد ساعات؟
سأبدأ بالبحث عمَّن خاصمني أو حزن بسببي، أو كنت المتسببة له بحزن دون قصدٍ مني، وأطلب منهم مسامحتي، بل سأفتعل المستحيل لأجل أن يسامحونني، فلا أحتمل أن يكون خصيمي أحد يوم القيامة، ولا أريد أن يأتِ أحد بحجة عليّ، وسأتأكد أنه ليس بقلبِ أحدٍ بغضًا لي، وسأسامح كل من أذاني يومًا، كل من تركونني وحدي وخانوا ثقتي بهم؛ لأجل ربي فقط، فمنْ أجمل مِمَّن عفى وأصفح عند الله، سأحتسب كل دموعٍ أنزلتها قهرًا، وكل ألمٍ تحملته في حياتي عند الله، سأفعل ما اعتدت عليه: أحضر الطعام لعائلتي، أنظف المنزل، وأكمل دورات التصحيح، حلمي الذي لا يعرف عنه أقربائي، ولا يدعمني فيه أحدٌ، الأكادمية التي حلمت بها؛ لتعليم التصحيح، بدأ ذلك الحلم الخفي؛ ولكن وحدي، لا يهمني ذلك، المهم أن أحقق حلمي، حتى لو تعثرت ووقعت أرضًا، سأقوم أيضًا، حتى لو سمعت ألف كلمة تدمير ممن حولي، سأحقق ذلك الحلم، سأقرأ الكثير من القرآن؛ لأنه من هواياتي قراءته بصوتٍ عالٍ، وسأكمل تعليم رواية ورش، فأحب سماعها وقراءتها كثيرًا، وغير كل هذا فإن القرآن رفيق مؤنس لصاحبه في القبر، فيأتِ على هيئة رفيق جميل للميت في القبر، كما قيل أن قارئ القرآن يكمل في قبره عند آخر موضع قرأ فيه، سأكثر من الكلمة الطيبة، والابتسامة في وجه الجميع، فقال رسول الله_صلى الله عليه وسلم_:˝تبسمك في وجه أخيك صدقة، والكلمة الطيبة صدقة˝ سأذهب لأمي؛ كي أطلب مسامحتها لي على تقصيري معها، سأحاول جاهدة تخفيف حزن الجميع على موتي، سأذهب لصديقي المقرب، والذي هو أخي وكل حياتي، وأخبره ألا يحزن أبدًا، ولا يسقط دمعه إن جاءه خبر موتي، سأخبره كم أنا أحبه وكم هو جميل في عيني، سأخبره أني سأشتاق لمحادثنا وقولك لي دائمًا أنك لا تمل مني، سأسرف في دموعي معه، كما اعتدت دائمًا، أعرف أني كنت في حياتي ثقيلة عليه، لكنه لم يشعرني بذلك، وفي كل مرة أجده جانبي، سأشكره أنه لم يتركني وظل معي؛ رغم علتي ومرضي، وأعتذر له أني كنت أشغل باله عليّ دائمًا، ولأني كنت أقلقه أحيانًا، أخي العظيم إن فرقنا الموت وباعد التراب بيننا، فادعُ لي وتذكرني دائمًا بقراءة الفاتحة، وإن اشتقت إليّ انظر إلى السماء؛ ستجد قمرًا بجانبه نجمة ساطعة، أنا القمر، وأنت النجمة الملازمة لها. ❝
❞ لماذا نتشبث بمعركة يخسر فيها الجميع ربما كان الإفراط في الخسارة هو السبب، حيث نصل لنقطة اللاعودة بعد ألَّا يصبح لدينا المزيد لنخسره. ينصبُّ تركيزنا على إلحاق خسارة أكبر بالخَصْم أيًّا كان الثمن حتى لو تكبدنا نحن ما هو أفدح، لا يهم. ❝ ⏤محمد اسماعيل
❞ لماذا نتشبث بمعركة يخسر فيها الجميع ربما كان الإفراط في الخسارة هو السبب، حيث نصل لنقطة اللاعودة بعد ألَّا يصبح لدينا المزيد لنخسره. ينصبُّ تركيزنا على إلحاق خسارة أكبر بالخَصْم أيًّا كان الثمن حتى لو تكبدنا نحن ما هو أفدح، لا يهم. ❝
❞ حياة
جميلة مثل الوردة ، أريجها يبعث البهجة في القلوب .. الكل يتشوق لرؤيتها ، لحديثها .. لخفة دمها و أناقتها ، فأينما حلت تبث الحياة .. إنها (حياة)
عندما أتت المدرسة كمعلمة جديدة جذبت إنتباه الجميع .. مع مرور الوقت تمنى البعض زواجها .. لكن مستواها المادي والإجتماعي حال دون ذلك .. وهي في قرارة نفسها ترفض الزواج التقليدي وتحلم أن تتزوج عن قصة حب رومانسية !
المدرسون يرونها أميرة ، ويطلقون عليها (البرنسيسية ) .. أما المدرسات فكن يغرن منها ويحسدونها على كل شيء .. ويتمنون نقلها من المدرسة !!
ومع الإنشغال بالعمل ،هدأت العاصفة قليلا .. إلى أن جاء إلى المدرسة مدرس جديد اسمه (طارق) كان في منتهى الأناقة والوسامة !
ما إن رأى (حياة) نبض قلبه .. وزادت دقاته وأثره جمالها و وقع في غرامها !! ، لكن غروره منعه من إظهار حبه لها بهذه السرعة ، إلى جانب إحساسه بأن ظروفه المادية لا تتناسب معها .. فركن إلى الصمت شهورا، رغم إن لديه إحساس قوي بأنها تبادله حبا بحب !! لم يستطع الاستمرار في صمته .. فقد فاض الكيل ، واشتدت اللهفة والشوق ، وأحس بأنه إن لم يفضي إليها بحبه .. فسيموت عشقا !! .. وصمم على مواجتها بحبه لها .. وقد كان .. فإذا بها غارقة في حبه .. يتبادلان الحب والسعادة ، تفوح من عيونهما لمعة العشق ، حاولا ألا يعرف بحبهما زملاء العمل .. لكن (الصبُ تفضحه عيونه ) !!
أصبحا حديث الكل .. يتعرضان للنقد اللاذع ،الاستنكار الشديد ،لأن (حياة) كانت تكبر (طارق) بثلاث سنوات ، وكأنها جريمة يعاقب عليها القانون ، لم يسلما من كلام الحاسدين والحاقدين ونظراتهم القاتلة !! .. (طارق) لا يهمه شيء ، لكن (حياة) تتألم وتحزن مما تسمع !
كانت (حياة) تتسأل كيف يروا فارق السن عيبا ؟! ، ألم تتزوج السيدة (خديجة ) من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وهي تكبره ؟! لماذا يشغلون أنفسهم بشئون غيرهم !؟
اتفقا على تتويج حبهما بالزواج .. وأيضا لقطع ألسنة الملسنين !!
عندما صارح (طارق) أهله .. اعترضوا .. لفارق السن بينهما .. وبأنها أكبر منه سنا !! .. حاول كثيرا .. وهم مصرون على رأيهم .. وثار صراع داخله .. إنها حياته ومستقبله ، وليست حياتهم فلماذا يرفضون ؟! .. هذا ظلم لا يرضاه الله ..
إنهار نفسيا حتى إنه فكر في الانتحار .. إلا إنه تراجع لأنه سيخسر كل شىء .. دينه وحبه وحياته .. فوض أمره إلى الله !
وكما حدث من أهل (طارق) .. فقد حدث مثله مع (حياة ) التي تدهورت حالتها هى الأخرى .. وتفوض هى الأخرى أمرها إلى الله !!
يرى بعض زملائهما المقربون إليهما .. ما آلا إليه أمرهما .. فيتدخلون لدى الأهل ويصرون ويصبرون حتى يقتنع أهل (طارق) وأهل (حياة) وتتم الخطبة .. هناك من فرح لهما وهناك من قتلتهم الغيرة والحسد وتمنوا ألا يتم الزواج !!
مرت شهوربين حب وشوق وأحلام جميلة ، يتزوجان ويعيشان في سعادة وهناء أجمل سنوات حياتهما وتزهر حديقة حياتهما بنتا وولدين .. وتمضي سنوات .. وحبهما ينمو ويزداد ويقوى .. ويمضيان معا على طريق الحب مع أولادهما .. وتتحسن الأحوال .. وتقف حياة إلى جانب زوجها .. تؤازره وتسانده وترعى أولادهما خير رعاية ، حتى صارا لديهما الشقة الفاخرة والمشروع الكبير ،الذى يدر عليهما دخلا كبيرا .. ويتحقق لهما قوله تعالى : \" المال والبنون زينة الحياة الدنيا \"
ولكن .. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ! يمرض أصغر أولادها .. وزنه يتناقص بشكل ملحوظ .. مع ضعف شديد .. تعرضه على أشهر الأطباء الذين يقررون نظاما غذائيا له يستدعي وجودها بجواره دائما .. إضافة إلى حاجته لنقل دم كل يومين حتى تتحسن حالته .. مع تناوله علاج معين في التوقيت المحدد لكل دواء .. حصلت حياة على إجازة مفتوحة لرعاية ولدها ، خيم الحزن على حياتهم ، انفطرقلب (حياة) وزوجها لا يكفا عن البكاء حزنا على ما آلا إليه ولدهما الصغير، ومن أغلى من الابن ؟!
وخاصمت النوم .. خوفا من أن تستيقظ ، فلا تجد فلذة كبدها على كيد الحياة !!
ذهب جميع من بالمدرسة لزيارة حياة .. منهم من جاء مخلصا يطمئن على صحة ابنها ويدعوا له بالشفاء العاجل .. ومنهم من رأت في عيونهم الحسد على الشقة الجديدة والأثاث الفاخر ، والشماتة فيها .. و لم يروا دموعها على ولدها المريض وحزنها و ما تحمله هي وزوجها من هم وغم !!
لجأت حياة وطارق لله تعالى لزما الصلاة وتلاوة القرآن الكريم والدعاء ليل نهار أن يشفي ابنهما .. وكانا صادقين مع الله .. فاستجاب الله لهما وتم شفاء ولدهما وعودته للحياة
وعادت الحياة إلى البيت ورفرفت فيه طيور السعادة والفرح !
رغبت (حياة) في أداء العمرة ، شكرا لله تعالى على نعمه عليها ، إلا إن (طارق) طلب منها الانتظار لحين انتهائه من مشروع جديد يقيمه ويأخذ كل وقته !
تزداد رغبة (حياة) فهى في غاية الشوق إلى الكعبة والروضة الشريفة .. لا تطيق صبرا .. تقترح أن تكون في صحبة أخيها وبعد معاناة ومحاولات مع (طارق) .. يوافق على سفرها
وهناك في رحاب الله ورسوله .. تنعم بالرضا وهدوء النفس والقرب أكثر وأكثر إلى الله .. تطوف بالكعبة شاكرة الله على إنعامه بالشفاء على ابنها .. وعلى ما أنعم به عليها وعلى أسرتها بالخير والسعادة ..
عادت أكثر ازهارا وتوردا وجمالا وهدوء نفس ، وجهها كالبدر من نور الرضا والإيمان والحب ،الذى يملأ حياتها وزوجها الغالي الذى تصفه بأنه عملها الصالح وقرة عينها !!
لم تشغل نفسها بحقد النفوس حولها ، وظنت أن النقاء الذى يملؤها يفيض على الجميع ولم تكن تدري بما تكنه تلك النفوس من غيرة وحقد وحسد !!
بعد أسبوع من أدائها العمرة ، تتوجه للعمل هى و زوجها ، تشعر بالبهجة والانشراح وهى تؤدي عملها على الوجه الأكمل .. بعد انتهاء العمل تذهب إلى والدتها لتأتي بأطفالها .. أثناء حديثها مع والدتها تشعر فجأة بدوار يفقدها توازنها .. فتسقط أرضا .. وتغيب عن الوعي .. يحاولون إفاقتها وإسعافها ، ولأن الأنقياء يرحلون سريعا ، فقد رحلت (حياة) وتركت لهم الحياة التي يحسدونها عليها ، رحلت وتركت أطفالها أيتاما يتجرعون الحرمان من عطفها وحنانها ورعايتها، رحلت لتترك الحزن والألم لأحبابها !!
يشتعل قلب والدتها حزنا عليها ، ذبلت عيونها من البكاء ، كانت تتصبر برؤية أطفال (حياة) حولها .. تأخذهم في أحضانها .. تقبلهم .. فوجودهم معها وجود (لحياة) .
أما زوجها فبكى بكثرة فقد هده الحزن ، وكان يبكيها مرارا .. ومع مرور الوقت ذهب حزنه .. ولم يمض عام حتى تزوج غيرها ، وتصدم والدة (حياة) صدمة لم تتحملها .. وتموت ، هكذا نسي طارق حب عمره ، استنكر الجميع زواج طارق بهذه السرعة .. لكنه برر زواجه بأن أولاده يحتاجون لمن ترعاهم !! .. وتصبح حياة كأنها لم تكن .. لتبدأ حكاية جديدة لطارق مع زوجته الأخرى .. ❝ ⏤صفاء فوزى
❞ حياة
جميلة مثل الوردة ، أريجها يبعث البهجة في القلوب . الكل يتشوق لرؤيتها ، لحديثها . لخفة دمها و أناقتها ، فأينما حلت تبث الحياة . إنها (حياة)
عندما أتت المدرسة كمعلمة جديدة جذبت إنتباه الجميع . مع مرور الوقت تمنى البعض زواجها . لكن مستواها المادي والإجتماعي حال دون ذلك . وهي في قرارة نفسها ترفض الزواج التقليدي وتحلم أن تتزوج عن قصة حب رومانسية !
المدرسون يرونها أميرة ، ويطلقون عليها (البرنسيسية ) . أما المدرسات فكن يغرن منها ويحسدونها على كل شيء . ويتمنون نقلها من المدرسة !!
ومع الإنشغال بالعمل ،هدأت العاصفة قليلا . إلى أن جاء إلى المدرسة مدرس جديد اسمه (طارق) كان في منتهى الأناقة والوسامة !
ما إن رأى (حياة) نبض قلبه . وزادت دقاته وأثره جمالها و وقع في غرامها !! ، لكن غروره منعه من إظهار حبه لها بهذه السرعة ، إلى جانب إحساسه بأن ظروفه المادية لا تتناسب معها . فركن إلى الصمت شهورا، رغم إن لديه إحساس قوي بأنها تبادله حبا بحب !! لم يستطع الاستمرار في صمته . فقد فاض الكيل ، واشتدت اللهفة والشوق ، وأحس بأنه إن لم يفضي إليها بحبه . فسيموت عشقا !! . وصمم على مواجتها بحبه لها . وقد كان . فإذا بها غارقة في حبه . يتبادلان الحب والسعادة ، تفوح من عيونهما لمعة العشق ، حاولا ألا يعرف بحبهما زملاء العمل . لكن (الصبُ تفضحه عيونه ) !!
أصبحا حديث الكل . يتعرضان للنقد اللاذع ،الاستنكار الشديد ،لأن (حياة) كانت تكبر (طارق) بثلاث سنوات ، وكأنها جريمة يعاقب عليها القانون ، لم يسلما من كلام الحاسدين والحاقدين ونظراتهم القاتلة !! . (طارق) لا يهمه شيء ، لكن (حياة) تتألم وتحزن مما تسمع !
كانت (حياة) تتسأل كيف يروا فارق السن عيبا ؟! ، ألم تتزوج السيدة (خديجة ) من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وهي تكبره ؟! لماذا يشغلون أنفسهم بشئون غيرهم !؟
اتفقا على تتويج حبهما بالزواج . وأيضا لقطع ألسنة الملسنين !!
عندما صارح (طارق) أهله . اعترضوا . لفارق السن بينهما . وبأنها أكبر منه سنا !! . حاول كثيرا . وهم مصرون على رأيهم . وثار صراع داخله . إنها حياته ومستقبله ، وليست حياتهم فلماذا يرفضون ؟! . هذا ظلم لا يرضاه الله .
إنهار نفسيا حتى إنه فكر في الانتحار . إلا إنه تراجع لأنه سيخسر كل شىء . دينه وحبه وحياته . فوض أمره إلى الله !
وكما حدث من أهل (طارق) . فقد حدث مثله مع (حياة ) التي تدهورت حالتها هى الأخرى . وتفوض هى الأخرى أمرها إلى الله !!
يرى بعض زملائهما المقربون إليهما . ما آلا إليه أمرهما . فيتدخلون لدى الأهل ويصرون ويصبرون حتى يقتنع أهل (طارق) وأهل (حياة) وتتم الخطبة . هناك من فرح لهما وهناك من قتلتهم الغيرة والحسد وتمنوا ألا يتم الزواج !!
مرت شهوربين حب وشوق وأحلام جميلة ، يتزوجان ويعيشان في سعادة وهناء أجمل سنوات حياتهما وتزهر حديقة حياتهما بنتا وولدين . وتمضي سنوات . وحبهما ينمو ويزداد ويقوى . ويمضيان معا على طريق الحب مع أولادهما . وتتحسن الأحوال . وتقف حياة إلى جانب زوجها . تؤازره وتسانده وترعى أولادهما خير رعاية ، حتى صارا لديهما الشقة الفاخرة والمشروع الكبير ،الذى يدر عليهما دخلا كبيرا . ويتحقق لهما قوله تعالى : ˝ المال والبنون زينة الحياة الدنيا ˝
ولكن . تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ! يمرض أصغر أولادها . وزنه يتناقص بشكل ملحوظ . مع ضعف شديد . تعرضه على أشهر الأطباء الذين يقررون نظاما غذائيا له يستدعي وجودها بجواره دائما . إضافة إلى حاجته لنقل دم كل يومين حتى تتحسن حالته . مع تناوله علاج معين في التوقيت المحدد لكل دواء . حصلت حياة على إجازة مفتوحة لرعاية ولدها ، خيم الحزن على حياتهم ، انفطرقلب (حياة) وزوجها لا يكفا عن البكاء حزنا على ما آلا إليه ولدهما الصغير، ومن أغلى من الابن ؟!
وخاصمت النوم . خوفا من أن تستيقظ ، فلا تجد فلذة كبدها على كيد الحياة !!
ذهب جميع من بالمدرسة لزيارة حياة . منهم من جاء مخلصا يطمئن على صحة ابنها ويدعوا له بالشفاء العاجل . ومنهم من رأت في عيونهم الحسد على الشقة الجديدة والأثاث الفاخر ، والشماتة فيها . و لم يروا دموعها على ولدها المريض وحزنها و ما تحمله هي وزوجها من هم وغم !!
لجأت حياة وطارق لله تعالى لزما الصلاة وتلاوة القرآن الكريم والدعاء ليل نهار أن يشفي ابنهما . وكانا صادقين مع الله . فاستجاب الله لهما وتم شفاء ولدهما وعودته للحياة
وعادت الحياة إلى البيت ورفرفت فيه طيور السعادة والفرح !
رغبت (حياة) في أداء العمرة ، شكرا لله تعالى على نعمه عليها ، إلا إن (طارق) طلب منها الانتظار لحين انتهائه من مشروع جديد يقيمه ويأخذ كل وقته !
تزداد رغبة (حياة) فهى في غاية الشوق إلى الكعبة والروضة الشريفة . لا تطيق صبرا . تقترح أن تكون في صحبة أخيها وبعد معاناة ومحاولات مع (طارق) . يوافق على سفرها
وهناك في رحاب الله ورسوله . تنعم بالرضا وهدوء النفس والقرب أكثر وأكثر إلى الله . تطوف بالكعبة شاكرة الله على إنعامه بالشفاء على ابنها . وعلى ما أنعم به عليها وعلى أسرتها بالخير والسعادة .
عادت أكثر ازهارا وتوردا وجمالا وهدوء نفس ، وجهها كالبدر من نور الرضا والإيمان والحب ،الذى يملأ حياتها وزوجها الغالي الذى تصفه بأنه عملها الصالح وقرة عينها !!
لم تشغل نفسها بحقد النفوس حولها ، وظنت أن النقاء الذى يملؤها يفيض على الجميع ولم تكن تدري بما تكنه تلك النفوس من غيرة وحقد وحسد !!
بعد أسبوع من أدائها العمرة ، تتوجه للعمل هى و زوجها ، تشعر بالبهجة والانشراح وهى تؤدي عملها على الوجه الأكمل . بعد انتهاء العمل تذهب إلى والدتها لتأتي بأطفالها . أثناء حديثها مع والدتها تشعر فجأة بدوار يفقدها توازنها . فتسقط أرضا . وتغيب عن الوعي . يحاولون إفاقتها وإسعافها ، ولأن الأنقياء يرحلون سريعا ، فقد رحلت (حياة) وتركت لهم الحياة التي يحسدونها عليها ، رحلت وتركت أطفالها أيتاما يتجرعون الحرمان من عطفها وحنانها ورعايتها، رحلت لتترك الحزن والألم لأحبابها !!
يشتعل قلب والدتها حزنا عليها ، ذبلت عيونها من البكاء ، كانت تتصبر برؤية أطفال (حياة) حولها . تأخذهم في أحضانها . تقبلهم . فوجودهم معها وجود (لحياة) .
أما زوجها فبكى بكثرة فقد هده الحزن ، وكان يبكيها مرارا . ومع مرور الوقت ذهب حزنه . ولم يمض عام حتى تزوج غيرها ، وتصدم والدة (حياة) صدمة لم تتحملها . وتموت ، هكذا نسي طارق حب عمره ، استنكر الجميع زواج طارق بهذه السرعة . لكنه برر زواجه بأن أولاده يحتاجون لمن ترعاهم !! . وتصبح حياة كأنها لم تكن . لتبدأ حكاية جديدة لطارق مع زوجته الأخرى. ❝