█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كن.. فيكون، الأمر الإلهي للخلق، كل الخلق، الكلمة التي اختارها الله بنفسه. كلنا طالما استخدمناها أثناء نقاشنا مع شخص يتعجل تنفيذ أمر ما ولا يتفهم احتياجه للوقت والجهد، ودائمًا نقول له: «إنت فاكر إيه؟... هي كن فيكون . ❝
❞ تمر الأيام ويظن البعض أنها تمر علينا مرور الكرام ولا يعلم أحد منهم أننا ننتظر كل ليلة بعدد ثواني الساعات ما نرجوه لعله يحدث الآن ،لعل الله آذن له وقال له كن فيكون ،كل يوم يزداد الشوق ويزداد معه الأمل يقينًا بالله أنه لا يخيب حسن ظن عبده به . ❝
❞ حوار مع صديقي الملحد
قال صاحبي :-
تقول إن القرآن لا يتناقض مع نفسه فما بالك بهذه الآية :
( فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ) 39- الكهف
و الآية الأخرى التي تنقضها :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله ) 30- الإنسان
ثم نجد القرآن يقول عن حساب المذنبين إنهم سوف يسألون :
( ستكتب شهادتهم و يسألون ) 19- الزخرف
( و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسألون ) 44- الزخرف
و مرة أخرى يقول :
( و لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) 78- القصص
و أنهم سوف يعرفون بسيماهم :
( فيؤخذ بالنواصى و الأقدام ) 41- الرحمن
ومرة يقول إنه لا أحد سوف يشد وثاق المجرم .
( ولا يوثق وثاقه أحد ) 26- الفجر
بمعنى أن كل واحد سوف يتكفل بتعذيب نفسه .
( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) 14- الإسراء
و مرة يقول :
( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) 32- الحاقة
قلت له :
هذه ليست تناقضات .. و لنفكر فيها معاً ، فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .. آية صريحة تشير إلى حرية العبد و اختياره .. و لكن هذه الحرية لم نأخذها من الله غصباً وغلاباً .. و إنما أعطاها إيانا بمشيئته .. فتأتي الآية الثانية لتشرح ذلك فتقول :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله )
أي أن حرية العبد "ضمن" مشيئة الرب و ليست ضدها .. أي أن حرية العبد يمكن أن تناقض الرضا الإلهي فتختار المعصية و لكنها لا يمكن أن تناقض المشيئة .. فهي تظل دائماً ضمن المشيئة ، ولو خالفت الرضا .. و هي نقطة دقيقة .. و قلنا إن التسيير الإلهي هو عين التخيبر، لأن الله يختار للعبد من جنس نيته و قلبه.. و معنى ذلك أنه يريد للعبد نفس ما أراد العبد لنفسه بنيته و اختيار قلبه ... أي أن العبد مسير إلى ما اختار .. و معنى ذلك أنه لا إكراه و أنه لا ثنائية و لا تناقض .. و أن التسيير هو عين التخيير .. و هي مسألة من أدق المسائل في فهم لغز المخير و المسير .. و ما تسميه أنت تناقضاً هو في الحقيقة جلاء ذلك السر .
أما الآيات الواردة عن الحساب فإن كل آية تعنى طائفة مختلفة ، فهناك من سوف يسأل و تطلب شهادته ، و هناك من ستكون ذنوبه من الكثرة بحيث تطفح على وجهه ، و هؤلاء هم الذين سوف يعرفون بسيماهم فيؤخذون بالنواصى و الأقدام ، و هناك المعاند المنكر الذي سوف تشهد عليه يداه ورجلاه :
( اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) 65- يس
و هناك من سيكون حسيباً على نفسه يعذبها بالندم و يشد وثاقها بالحسرة .. و هو الذي لا يوثق وثاقه أحد .. و هناك أكابر المجرمين الجبارين الذين سوف يكذبون على الله ، و هم يواجهونه و يحلفون الكذب و هم في الموقف العظيم :
( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم و يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ) 18- المجادلة
و هؤلاء هم الذين سوف يسحبون على وجوههم و يوثقون في السلاسل .. و أبو حامد الغزالي يفسر هذه السلاسل بأنها سلاسل الأسباب .
- وما رأيك في كلام القرآن عن العلم الإلهي ؟ :
( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدرى نفس ماذا تكسب غداً و ما تدرى نفس بأي أرض تموت ) 34- لقمان
يقول القرآن إن الله اختص نفسه بهذا العلم لا يعلمه غيره :
( و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) 51- الأنعام
فما بالك الآن بالطبيب الذي يستطيع أن يعلم ما بالأرحام ، ويستطيع أن يتنبأ إن كان ذكراً أم أنثى .. و ما بالك بالعلماء الذين أنزلوا المطر الصناعي بالأساليب الكيماوية .
- لم يتكلم القرآن عن إنزال المطر وإنما عن إنزال الغيث ، و هو المطر الغزير الكثيف الذي ينزل بكميات تكفى لتغيير مصير أمة و إغاثتها و نقلها من حال الجدب إلى حال الخصب و الرخاء .. و المطر بهذه الكميات لا يمكن إنزاله بتجربة .
أما علم الله لما في الأرحام فهو علم كلي محيط و ليس فقط علماً بجنس المولود هل هو ذكر أو أنثى ، و إنما علم بمن يكون ذلك المولود و ما شأنه و ماذا سيفعل في الدنيا ، و ما تاريخه من يوم يولد إلى يوم يموت : و هو أمر لا يستطيع أن يعلمه طبيب .
- و ما حكاية كرسي الله الذي تقولون إنه وسع السموات والأرض .. و عرش الله الذي يحمله ثمانية .
- إن عقلك يسع السموات والأرض و أنت البشر الذي لا تذكر .. فكيف لا يسعها كرسي الله .. و الأرض و الشمس و الكواكب و النجوم وا لمجرات محمولة بقوة الله في الفضاء .. فكيف تعجب لحمل عرش ..
- و ما هو الكرسي و ما العرش ؟
- قل لي ما الإلكترون أقل لك ما الكرسي ؟ قل لي ما الكهرباء ؟ قل لي ما الجاذبية ؟ قل لي ما الزمان ؟ إنك لا تعرف ماهية أي شيء لتسألني ما الكرسي و ما العرش ؟ إن العالم مملوء بالأسرار و هذه بعض أسراره .
- و النملة التي تكلمت في القرآن و حذرت بقية النمل من قدوم سليمان و جيشه :
( قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده ) 18- النمل
- لو قرأت القليل عن علم الحشرات الآن لما سألت هذا السؤال .. إن علم الحشرات حافل بدراسات مستفيضة عن لغة النمل و لغة النحل .
و لغة النمل الآن حقيقة مؤكدة .. فما كان من الممكن أن تتوزع الوظائف في خلية من مئات الألوف و يتم التنظيم و تنقل الأوامر و التعليمات بين هذا الحشد الحاشد لولا أن هناك لغة للتفاهم ، و لا محل للعجب في أن نملة عرفت سليمان .. ألم يعرف الإنسان الله ؟
- و كيف يمحو الله ما يكتب في لوح قضائه :
( يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ) 38- الرعد
أيخطيء ربكم كما نخطيء في الحساب فنمحو و نثبت .. أم يراجع نفسه كما نراجع أنفسنا ؟!
- الله يمحو السيئة بأن يلهمك بالحسنة ويقول في كتابه :
( إن الحسنات يذهبن السيئات ) 114- هود
و يقول عن عباده الصالحين : ( و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ) 73- الأنبياء
و بذلك يمحو الله دون أن يمحو و هذا سر الآية 39 من سورة الرعد التي ذكرتها .
- و ما رأيك في الآية ؟
( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56- الذاريات
هل كان الله في حاجة لعبادتنا ؟!
- بل نحن المحتاجون لعبادته .. أتعبد المرأة الجميلة حباً بأمر تكليف ، أم أنك تلتذ بهذا الحب و تنتشي و تسعد لتذوقك لجمالها ؟
كذلك الله و هو الأجمل من كل جميل إذا عرفت جلاله و جماله و قدره عبدته ، و وجدت في عبادتك له غاية السعادة و النشوة .
إن العبادة عندنا لا تكون إلا عن معرفة .. والله لا يعبد إلا بالعلم .. و معرفة الله هي ذروة المعارف كلها ، و نهاية رحلة طويلة من المعارف تبدأ منذ الميلاد و أول ما يعرف الطفل عند ميلاده هو ثدي أمه ، و تلك أول لذة ، ثم يتعرف على أمه وأبيه و عائلته و مجتمعه و بيئته ، ثم يبدأ في استغلال هذه البيئة لمنفعته ، فإذا هي ثدي آخر كبير يدر عليه الثراء و المغانم و الملذات ، فهو يخرج من الأرض الذهب و الماس ، و من البحر اللآليء ، و من الزرع الفواكه و الثمار ، و تلك هي اللذة الثانية في رحلة المعرفة .
ثم ينتقل من معرفته لبيئته الأرضية ليخرج إلى السموات و يضع رجله على القمر ، و يطلق سفائنه إلى المريخ في ملاحة نحو المجهول ليستمتع بلذة أخرى أكبر هي لذة استطلاع الكون ، ثم يرجع ذلك الملاح ليسأل نفسه .. و من أنا الذي عرفت هذا كله .. ليبدأ رحلة معرفة جديدة إلى نفسه .. بهدف معرفة نفسه و التحكم في طاقاتها و إدارتها لصالحه و صالح الآخرين ، و تلك لذة أخرى ..
ثم تكون ذروة المعارف بعد معرفة النفس هي معرفة الرب الذي خلق تلك النفس .. و بهذه المعرفة الأخيرة يبلغ الإنسان ذروة السعادات ، لأنه يلتقى بالكامل المتعال الأجمل من كل جميل .. تلك هي رحلة العابد على طريق العبادة .. و كلها ورود و مسرات ..
و إذا كانت في الحياة مشقة ، فلأن قاطف الورود لابد أن تدمي يديه الأشواك .. و الطامع في ذرى اللانهاية لابد أن يكدح إليها .. و لكن وصول العابد إلى معرفة ربه و انكشاف الغطاء عن عينيه .. ما أروعه .
يقول الصوفي لابس الخرقة : " نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف "
تلك هي لذة العبادة الحقة .. و هي من نصيب العابد .. و لكن الله في غنى عنها و عن العالمين .. و نحن لا نعبده بأمر تكليف و لكنا نعبده لأننا عرفنا جماله و جلاله .. و نحن لا نجد في عبادته ذلاً بل تحرراً و كرامة .. تحرراً من كل عبوديات الدنيا .. تحرراً من الشهوات و الغرائز و الأطماع و المال .. و نحن نخاف الله فلا نعود نخاف أحداً بعده و لا نعود نعبأ بأحد ..
خوف الله شجاعة .. و عبادته حرية .. و الذل له كرامة .. و معرفته يقين و تلك هي العبادة ..
نحن الذين نجني أرباحها و مسراتها .. أما الله فهو الغني عن كل شيء .. إنما خلقنا الله ليعطينا لا ليأخذ منا .. خلقنا ليخلع علينا من كمالاته فهو السميع البصير ، و قد أعطانا سمعاً و بصراً و هو العليم الخبير ، و قد أعطانا العقل لنتزود من علمه ، و الحواس لنتزود من خبرته و هو يقول لعبده المقرب في الحديث القدسى : ( عبد أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون ) ..
ألم يفعل هذا لعيسى عليه السلام .. فكان عيسى يحي الموتى بإذنه و يخلق من الطين طيراً بإذنه و يشفى الأعمى و الأبرص بإذنه .
العبودية لله إذن هي عكس العبودية في مفهومنا .. فالعبودية في مفهومنا هي أن يأخذ السيد خير العبد ، أما العبودية لله فهي على العكس ، أن يعطى السيد عبده ما لا حدود له من النعم ، و يخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات .. فحينما يقول الله : ( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فمعناها الباطن ما خلقت الجن والإنس إلا لأعطيهم و أمنحهم حباً و خيراً ، و كرامة و عزة ، و أخلع عليهم ثوب التشريف و الخلافة .
فالسيد الرب غني مستغن عن عبادتنا .. و نحن المحتاجون إلى هذه العبادة و الشرف ، و المواهب و الخيرات التي لا حد لها .
فالله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد ، و نبقى في حضرته ما شئنا و ندعوه ما وسعنا .. بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة و نقول "الله أكبر" نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء .
أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد و نلبث في حضرته ما نشاء ؟!
و في ذلك يقول مولانا العبد الصالح الشيخ محمد متولي الشعراوي في شعر جميل :
حسب نفسي عزاً إنني عبد
يحتفل بي بلا مواعيد رب
هو في قدسه الأعز و لكن
أنا ألقى متى وحين أحب
و يقول : أرونى صنعة تعرض على صانعها خمس مرات في اليوم "يقصد الصلوات الخمس " و تتعرض للتلف !
و هذه بعض المعاني الباطنة في الآية التي أثارت شكوكك : ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) و لو تأملتها لما أثارت فيك إلا الذهول و الإعجاب .
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝
❞ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82)
قوله تعالى : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون قرأ الكسائي " فيكون " بالنصب عطفا على " يقول " أي : إذا أراد خلق شيء لا يحتاج إلى تعب ومعالجة . وقد مضى هذا في غير موضع . ❝
❞ معجزة احياء الموتي
ليست من خصوصيات المسيح عليه السلام
بقلم د محمد عمر
فمن يتدبر في كتاب الله يجد ان المعجزات والخوارق انما هي من الأدلة المرئية التي يؤيد الله عز وجل بها الأنبياء أمام اقوامهم كدليل صدق لهم انهم مرسلون من قبل الله تبارك وتعالي
فما من أمة ارسل الله إليها نبي إلا وهو يقول لقومه أني رسول من رب العالمين فيقولون له ( فات بأية أن كنت من الصادقين ) .
فكانت التهم التي يقذف بها الرسل انما هي الكذب والسحر والجنون قال تعالي( كذلك ما اتي الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون اتواصوا به بل هم قوم طاغون ) وقال تعالي( اقتربت الساعة وانشق القمر وان يروا أية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا اهواءهم وكل أمر مستقر )
فمن هذه الخوارق وتلك المعجزات التي ايد الله عز وجل بها الرسل انما هي معجزة احياء الموتي التي لم تكن خاصة بالمسيح وحده عليه السلام انما جرت علي يد العديد من الرسل قال تعالي ( وإذ قال الله يا عيسي ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلي والدتك إذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا.........الي قوله تعالي وإذ تبرء الاكمه والأبرص باذني وإذ تخرج الموتي باذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم أن هذا إلا سحر مبين)
وفي سورة آل عمران قوله تعالي
( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا الي بني إسرائيل اني قد جئتكم بأية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فإنفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابرء الاكمه والابرص واحي الموتي باذن الله وانبئكم بما تاكلون وما تدخرون في بيوتكم أن في ذلك لآية لكم أن كنتم مؤمنين )
وفي هذا الآيات عرض لمعجزات سيدنا عيسي عليه السلام والمؤيد بها من قبل الله عز وجل بواسطة امين الوحي جبريل
قال تعالي( إذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا)
وجميع هذه المعجزات من إعادة الأرواح الي الاجساد أو إدخال الأرواح في الطين لتتحول الي طيور حية وإبراء الاكمه وهو المولود اعمي والأبرص وهو المصاب بداء البرص من المعجزات العظيمة التي لا تقع إلا بقدرة الخالق والتي كانت سبب فتنة القوم في عقيدتهم في المسيح حيث حولوها الي قدرة ذاتية من المسيح وليست قدرة الله عز وجل مرسله.
تلك التي( اقر بها المسيح نفسه يوم أن قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبر بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام عليا يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا ذلك عيسي بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه اذا قضي أمرت فإنما يقول له كن فيكون وان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم )
هذا المعني الذي يقر به المسيح أمام الله عز وجل يوم القيامة وهو يقرره ( اانت قلت للناس اتخذوني وامي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق أن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما امرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت علي كل شئ شهيد أن تعذيبهم فإنهم عبادك وانت تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم )
فهذه براءة المسيح من اقول الناس فيه وما كانت الشبهه عندهم إلا أنهم تصوروا أن احياء الموتي هي قدرة زاتية للمسيح لكن الله دلل علي الحقيقة وأشهرها لهم بوضوح
فهذا موسي عليه السلام يحي القتيل في قصة البقرة المعروفة حيث قام بضرب الميت ببعض البقرة وقال له قم باذن الله فانتفض حيا فقال له من قتلك قال قتلني ابن اخي ثم عاد ميتا ( وإذ قتلتم نفسا فاداراتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتبون فقلنا إضرابه ببعضها كذلك يحي الله الموتي ويريكم آياته لعلكم تعقلون) ولم يصر موسي بهذا القصة ربنا خالقنا ولا اله معبودا
وهذا ابراهيم يحي الطيور المذبوحة والمقطعة والمنثورة علي سفوح الجبال بأمر الله تعالي ،( وإذ قال إبراهيم رب اني كيف حتي الموتي قال أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل علي كل جبل منهن جذء ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم)
ولم يصر ابراهيم ربنا خالقنا ولا اله معبود بهذه القصة
وهؤلاء أصحاب الكهف ضرب عليهم الله النوم ثلاثمائة سنين وازدادلوا تسعا ثم قامة من نومهم بعد هذه المدة ليدلل للناس ويبرهن لهم ليؤمنوا بقضية البعث والحساب .
وهذا عزير قام من الموت بعد أن ضرب عليه الموت مائة عام ليعود إلي الدنيا ويجد طعامه وشرابه لم يتغير ويجد حماره وقد مات وتحلل فيوقن بقدرة الله في مسألة البعث والحساب
تلك القدرة التي جعلت ابراهيم خليل الرحمن يلقي في النار المحرقة قرابة خمسين يوما ثم يخرج منا حيا لم تمس النار إلا وثاقه وتجعل يونس يمكث في قلب البحر في ظلمات ثلاث ثم يخرج من بطن الحوت حيا بعد ثلاثة أيام
وهي نفس القدرة التي رفعت المسيح حيا الي السماء منذ أن رفع وحتي يومنا هذا وهو حي في السماء في حياة حقيقة لا يعلمها إلا الله الذي قام برفعه حيا امام ناظريه ليعود وينزل في آخر الزمان قبل قيام الساعة دون أن يقتل أو يموت ودون أن يكفن أو يلحد (بل رفعه الله اليه وكان الله عزيز حكيما )
وغيرها من قصص احياء الموتي التي جاءت في التوراة والإنجيل علي يد الأنبياء فلم تصيرهم إلهه معبودين ولا تنزلهم منزلة الرب الخالق المالك المدبر انما هو الغلوا الذي حذر منه النبي يوم أن قال لا تطروني كما اطرت النصاري المسيح فإنما أن عبد فقولوا عبد الله ورسوله
نفعني الله وإياكم بهدي سيد المرسلين اللهم امين
د محمد عمر . ❝