❞ لا تترك شـيئا فـي #قلبك ضد أحد 🤍 ، #سامح واغفر وتجاهل وتغافل، وأحسن الظن بالآخريـن، ولا يصدنك #شـيطانك عن ذلك، فالحيـاة لحظات تستحق أن تعيشها براحة 💯 ، وترحل عنها بنظافة. مجرد #ابتسامة، وقلب نظيف، ونفس سمحة، تطمع برضا الله عز
وجل، تعش جمال الحياة🌱🌴🌺💝 .. ❝ ⏤أحمد الجوهري عبدالجواد
❞ لا تترك شـيئا فـي #قلبك ضد أحد 🤍 ، #سامح واغفر وتجاهل وتغافل، وأحسن الظن بالآخريـن، ولا يصدنك #شـيطانك عن ذلك، فالحيـاة لحظات تستحق أن تعيشها براحة 💯 ، وترحل عنها بنظافة. مجرد #ابتسامة، وقلب نظيف، ونفس سمحة، تطمع برضا الله عز
وجل، تعش جمال الحياة🌱🌴🌺💝. ❝
❞ أليست مدهشة هبة الله الرائعة التي يمنحنا إيّاها باسم الأمومة؟ هذا الشعور الذي لا يوصف أمام مخلوق صغير.. هو منك.. يرى العالم من خلالك.. أنت منارته ودفّة سفينته.. يحرّك داخلك كلّ العواطف النبيلة إذ يلمس بعصاه السحرية أعماقك فتتدفق ينابيع التسامح والرحمة، ليس تجاهه فحسب؛ بل تجاه الدنيا كلها!. ❝ ⏤ريم عبد الغني
❞ أليست مدهشة هبة الله الرائعة التي يمنحنا إيّاها باسم الأمومة؟ هذا الشعور الذي لا يوصف أمام مخلوق صغير. هو منك. يرى العالم من خلالك. أنت منارته ودفّة سفينته. يحرّك داخلك كلّ العواطف النبيلة إذ يلمس بعصاه السحرية أعماقك فتتدفق ينابيع التسامح والرحمة، ليس تجاهه فحسب؛ بل تجاه الدنيا كلها!. ❝
❞ أنت سكني
الفصل الأول
استيقظت وأيقظت توأمتيها ذاتي السبعة سنوات وبدات بتجهيزهما للذهاب للمدرسة وبينما يتجهزن يفتح باب الشقة ودلف ياسر للداخل
\"إيه ده انتو رايحين المدرسة؟!\"
ردت مها بكل برود\" أكيد النهارده مش أجازه\"
لتقترب الفتاتان منه قائلتين \"صباح الخير بابا، كنت فين بدري كده؟\"
رد بلا مبالاة \"مع أصحابي هاكون فين يعني؟\"
فتساءلت جنة بكل براءة \"وهم أصحابك يا بابا مش عندهم شغل ولا بيصحوا بدري\"
رد بملل \"لا ما عندهمش شغل، وبعدين انتي مالك خليكي في المدرسه يالا\"
سألته مها سؤالًا تعرف إجابته لكن مخها أجبرها على السؤال \"هتيجي توصلنا المدرسه؟\"
فأشار بيديه بلا \"أوصلكم إيه أنا هلكان، وعاوز أنام، خدي تكتك وانتو رايحين\"
ردت باستسلام \"ماشي هات الفلوس\"
فأخرج النقود \"خدي، وهاتيلي علبة سجاير وانتي جايه\"
ردت باستنكار \"سجاير! هي حصلت! هاشتري أنا السجاير يا ياسر\"
\"وماله يعني؟ ده إنتِ ست نكديه، قفلتيني وطيرتي الدماغ اللي الواحد ضابطها، أنا داخل أنام \"
وتركهم ودخل غرفته أما هي فأوصلت بناتها رحمة وجنة إلى المدرسة وعادت للمنزل
كان قد نام رتبت المنزل وهي تبكي على حالها الذي ينحدر كل يوم من سيء لأسوء.
وجدت هاتفه ملقى على الطاولة، وصلته رسالة ففتحتها لتجدها رسالة من إحدى متابعاته على الفيس تشكره فيها على عدم نسيانه لعيد ميلادها وعلى إرساله ذلك البوست المليء بالورد والتورتات والعبارات الرقيقة.
جلست مكانها وهي تتذكر أنه حتى لم يقل لها عيد ميلاد سعيد وبعد وصول إشعار الفيس له قال بسخرية
\"إحنا ما وراناش غيرك النهارده، الفيس كل شويه يقولي النهارده عيد ميلاد مها\"
ولم يكلف خاطره حتى بقول عيد ميلاد سعيد لها، كانت تلك الرسالة القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد أعلنت التمرد والعصيان على حالها المتردي لسوف تثور مهما كانت النتائج إلى هنا وكفى.
جمعت أمرها ودخلت غرفة بناتها أو لنقل غرفتها فهي منذ أن حملت وهي تنام وحدها بحجه خوفه على الجنين، لملمت متعلقاتها كاملة وتركت الشقة متوجهة لشقة والدها التي تركها لها بعد موته.
واتصلت بالمدرسة وأخبرتهم بذهابها لعمل طارئ وأنهم يجب عليهم أن يتصلوا بياسر ليأتي لاصطحاب الفتيات، ثم أغلقت هاتفها.
دخلت الشقة وشرعت في حملة تنظيف فالشقة مغلقة منذ فترة طويلة.
أفاق ياسر على صوت ذلك الهاتف الذي لا يكف عن الرنين ليجد رقم غير مسجل يلح في الرنين، قال والنوم يداعب جفونه \"يوه مين؟\"
\"أيوه أنا ياسر ياسين\"
....
\"بنات مين؟\"
......
\"بناتي أنا هي أمهم ما جاتش!\"
......
\"طيب طيب.\"
لينادي بأعلى صوته \"مها\" ولا مجيب
\"يوووه، يا مها\" ليبحث عنها فلم يجدها فطلبها على هاتفها المحمول ليجده مغلق، أخذ يزفر ويسب ويلعن
\"يخربيت كده، راحت في انهي مصيبه دي عشان تدبسني التدبيسه دي، الواحد ما لحقش ينام\"
وذهب للمدرسة وأحضر الفتيات وعاد بهما للشقة
وهما طوال الطريق تسألان عن والدتهما
\"بابا ماما فين؟\" \"ما جاتش ليه؟\"
إلى أن صرخ فيهما \"اتكتموا مش عاوز أسمع صوتكم\"
عند وصولهم للشقة أعاد الاتصال بها مرة أخرى ولا مجيب
فأدخل الفتاتان شقة أخيه سامر وزوجته صفا (اللذان لم ينجبا ويعتبران جنة ورحمة بمثابة ابنتيهما)
واستمر بالاتصال بمها ولا مجيب
\"هتكون راحت في أنهي مصيبه دي؟!\"
بقلق قالت صفا \"اهدي يا ياسر، جايز في مشوار والموبايل فصل أو اتسرق\"
\"يبقي تتنيل وتيجي البيت\"
بعد فترة كانت مها أنهت تنظيف الشقة وتنعمت بحمام منعش وقامت بعمل كوب من النسكافيه، ثم فتحت الهاتف وهاتفته، ما أن رن الهاتف ووجد اسمها
\"انتي فين يا مدام؟ وسايباني أروح أجيب البنات\"
ردت ببرود \"طبعًا أقلقنا منام سيادتك الفظيع\"
رد بغضب \"لا انتي بتستظرفي يا مها، اخلصي لما تيجي نتحاسب\"
\"لا ما فيش لما آجي\"
\"يعني إيه؟\"
\"يعني أنا في شقة بابا، ومش راجعه، لو كنت كلفت خاطرك كنت لقيت هدومي وحاجتي مش عندك\"
تساءل بعدم تصديق \"يعني إيه مش راجعه؟!\"
قالت بهدوء \"يعني عاوزه اتطلق يا ياسر\"
قال والغضب يتملكه \"إيه انتي بتقولي إيه؟ شكلك اتهبلتي وإلا حد لعب في دماغك\"
ردت معترضة \"احترم نفسك وخليك إنسان متحضر أنا عاوزه أتطلق\"
فقال \"والبنات دي ان شاء الله\"
ردت ببرود \"بناتك زي ما هم بناتي\"
\"يعني\"
\"يعني يا تخليهم معاك وتآخد بالك منهم يا تجيبهم ليا\"
فقال بسرعة \"آه، آه، تاخديهم انتي، أنا ما ليش في وجع الدماغ ده\"
فقالت \"ما أنا مش هآخدهم كده وخلاص\"
\"مش فاهم\"
\"يعني لو هآخدهم يبقي مصاريفهم كامله تكون في إيدي أول كل شهر يا كده يا ابعتهملك\"
رد والغضب يتملكه \"والله شكلك اتجننتي، أنا هاسيببك في شقة أبوكي بطولك كده يومين ثلاثه جايز تفوقي\"
وأنهى المكالمة \"دي باين اتجننت\"
وسط بكاء الفتاتين الصغيرتين فصرخ فيهما \"إيه؟ ما اسمعش نفسكم، هي تروح ترتاح لها يومين وتقرفني أنا، قدامي على الشقة، وإلا تحبي تخليهم عندك يا صفا شويه\"
نظرت له صفا متعجبة من رد فعله
\"يعني أنت هتسيبها في بيت أبوها اللي مقفول بقاله ياما لوحدها وما تسألش فيها؟!\"
رد بطريقه مستفزة \"جري إيه يا صفا هو أنا كنت قلتلها تروح بيت أبوها\"
قالت صفا للفتيات
\"روما وجوجو ادخلوا جوه يا حبايبي دلوقت اتفرجوا على التلفزيون عشان عاوزه بابا في كلمتين\"
قالت رحمة \"ربنا يخليكِ يا ماما صفا خلي بابا يروح يجيب ماما من بيت جدو هنقعد من غيرها ازاي؟\"
وقالت جنة \" هننام ازاي وهي مش في البيت؟\"
فاحتضنت صفا الفتاتين \"طب بس ادخلوا دلوقت\"
ووجهت الكلام لياسر
\"إيه يا ياسر أنت بالك مش مشغول نهائي حتى هي سابت البيت ومشت ليه؟\"
بمنتهى اللا مبالاة رد \"وأنا أشغل بالي بتاع إيه؟ هو أنا مشيتها؟ ده أنا حتى ماليش دعوه بيها\"
فعقدت ذراعيها أمام صدرها \"ما جايز اللي ما ليش دعوه بيها ده هو اللي مزعلها، حرام عليك مها أغلب من الغلب\"
في هذه اللحظات كان سامر قد وصل من المحكمة، عاد ليجد صفا واقفة أمام الباب يبدو عليها الضيق وياسر يقف أمامها بلا مبالاة
ليقول سامر \"إيه في ايه مالكم؟ إيه يا ياسر إنت مزعل صفا ليه؟\"
فرد \"وأنا مالي ومالها دي كمان\"
قال سامر مستهجنًا طريقته \"ايه دي كمان دي؟ ما تتلم وتتكلم كويس\"
اعتذر ياسر قائلًا \"يا عم مش قصدي\"
نظر سامر لصفا\" إيه يا حبيبتي فيه ايه؟ الواد ده عمل إيه؟\"
\"مها سابت البيت\"
\"ايه؟!\"
\"وراحت شقه باباها وقالت مش راجعه وعاوزه تتطلق\"
\"لا إله إلا الله \" ونظر لياسر
\"آدي أخرة القرف بتاعك واستهتارك، وفين البنات يا صفا؟\"
\"جوه وموتين نفسهم عياط\"
\"طب خدي الحاجات دي يا صفا دخليها وانت قدامي\"
رد ياسر \"قدامك على فين؟\"
\"هنروح نجيب مراتك\"
\"أنا مش رايح جايب حد\"
ليعلو صوت سامر \"انت البعيد معدوم الدم والاحساس، هتسيب مراتك الست العاقله الكُمل اللي مستحمله بلاويك وعمايلك عشان خاطر بناتها وبيتها في شقة أبوها المقفوله من يوم ما مات لوحدها\"
رد محركًا كتفيه \"أنا ما قلتلهاش تمشي\"
فقال سامر غاضبًا \"أنا قرفت منك يا أخي ومن عمايلك، بذمتك إنت راجع البيت الساعه كام؟\"
رد ياسر بكل برود \"سبعه الصبح، هارجع الساعه كام يعني؟!\"
فدفعه سامر في كتفه \"آه ما هي لوكانده أبوك هيا للنوم وبس\"
رد ياسر معترضًا \"ايه يا سامر انت ما بتصدق تتفتح فيا؟!\"
انفعل سامر \"عشان انت بني آدم عديم المسؤوليه والاحساس تقدر تقولي لما تسيبها في بيت أبوها مين هياخد باله من البنات دي؟\"
فأشار ياسر لصفا \"صفا اهيه وراها إيه يعني؟\"
فقال سامر \"آه صفا، لا معلش بقي أنا ومراتي مش متعودين على وجود حد معانا في شقتنا بنحب الهدوء، بناتك عندك أنت حر فيهم ونادى على الفتيات
\"رورو، جوجو تعالوا\"
ما ان رأت الفتيات عمهم حتى ارتمين عليه واحتضنهم حضنًا قويًا
\"حبايب قلبي وحشتوني\"
\"وأنت كمان بابا سامر\"
\"اطلعوا يا بنات مع بابا على شقتكم يالا\"
ردت رحمة \"بس إحنا عاوزين نقعد معاك ومع ماما صفا\"
رد سامر وهو يقبلها \"معلش ما هو بابا كمان لازم يعرف قيمه ماما ويعرف هي كانت شايله عنه إيه، يالا اطلعوا معاه\"
ليصعدوا السلم وياسر يقول
\"بلا نيله، كانت شايله إيه يعني؟ دي ما لهاش لازمه، إيه فاكره هتكسرني؟ لا بعينها ده أنا ياسر ياسين ولا يهمني\"
وقال موجهها لكلامه للفتاتين\" بطلوا زن انتي وهي بدل ما أطلع روحكم أنا مش ناقص صداع\"
وما أن سمعت صفا صوت غلق باب الشقة حتى قالت ممسكة بذراع سامر
\"إيه يا سامر، سيبته ياخد البنات ليه؟\"
\"سيبه عشان يتربي ويعرف إن الله حق\"
قالت بخوف \"ليضربهم يا سامر\"
رد بثقة \"يضرب مين؟ طب خليه يمد إيده على واحده منهم كده، كنت جبت خبره البنات دول بناتنا قبل ما يكونوا بناته، البسي بسرعه\"
\"هنروح فين؟\"
\"لمها ما هو مش هنسيبها هناك كده، وإحنا مش عارفين كلت وإلا شربت وإلا عندها حاجه في ثلاجتها وإلا إيه\"
\"صح ثواني\"
واشتريا طعامًا للغذاء في طريقهما
.....
مها كانت تجلس حزينة وتبكي فهذه أول مرة تبتعد عن بناتها ليرن جرس الباب
حدثت نفسها \"معقول يكون ياسر جاب البنات، يا رب يكون جابهم، أنا غلطانه إني ما اخدتهمش\"
لتفتح الباب ليطالعها وجه سامر ومعه صفا \"اتفضلوا \" ونظرت على السلم
فقال سامر \"ما جوش، البنات ماجوش، تعالى اقعدي، ممكن أعرف بقي إيه اللي حصل؟\"
قالت بيأس \"تعبت يا سامر تعبت\" وانفجرت في البكاء
\"انت عارف إني ما يوم ما اتجوزته وهو معيشني عيشه ما لهاش اسم، مش عيشه أصلًا، أنا عنده في البيت زي أي كرسي مرمي ما لوش عوزه إلا لما يبقى يفتكره، يا سامر ده حتي صباح الخير ما بيقولهاش، بص هم كام كلمه اللي ما بينا، جعان ... مش هتفطريني .... شاي .... قهوه.... إحنا مش هنتغدي وإلا إيه ..... مافيش ساندوتش كده، ده كل اللي بيقوله يا سامر، وساعات كمان ما بيقولش عاوزني أنفذ من غير ما يقول
يقولي (هو أنا لازم أطلب، افهمي لوحدك فطرت يبقي ورا الفطار شاي، ورا الشاي نسكافيه، ورا النسكافيه قهوه، تراعيني بقى، خلي عندك احساس مش لازم اتكلم و أقولك اعمليلي كذا)
غير إنه ما بيشاركش في أي مسؤولية في البيت، كل حاجه أنا اللي باعملها، ويا ريته بيديني فلوس بالذوق إلا لازم يطلع روحي ليه؟ وعشان إيه؟ وبكام؟ ويحاسبني بالمليم، في حين إن سجايره المالبورو ومزاجه في الزفت اللي بيشربه ما بيتقطعش، والا لما آجي أجيب هدوم للبنات، يا ربي على عمايله إن قلت له عاوزه ثلاث آلاف يرسوا على ألف ونص واتصرفي بقى هاتي أي حاجه مشوا نفسكم، وأنا فين وفين لما يعبرني ويجيبلي أي حاجه ما صفا عارفه ده ثلاث اربع الهدوم اللي في دولابي صفا هي اللي مديهالي، ده حتى البنات يسيبني أروح أوصلهم بتكتك والعربيه مركونه تحت البيت، تعبت يا سامر تعبت، غير حجات تانيه ما ينفعش تتقال، وآخرة المتمه عاوزني أجيب له سجاير وأنا راجعه من توصيل البنات\"
وارتمت في حضن صفا تبكي، لم يكن ليتحمل مرآها تبكي هكذا فقال
\"اهدي بقى طيب، وبطلي عياط، إحنا هنسيبه يتمرمط بالبنات يومين، يومين إيه ده مش هيتحمل يوم، وبعدين ترجعي اعتبري نفسك أرمله يا ستي عيشي لبناتك واللي ينقصك أنا كفيل بيه، اتفقنا، يالا بقى أنا جيت من المحكمه على هنا وعاوز اتغدي واقع يا ناس\"
قالت مها \"حاضر هاقوم اعمل لكم سندوتشات، ما أنا لسه ما اشترتش حاجه\"
فنظر لصفا \"مش قولتلك، إحنا جايبين الغدا أهو، عارفك بتحبي الكباب والكفته ومش هتقولي عليهم لاء\"
وبعد الغداء
قال سامر \"أنا هانزل بقى عشان أروح أنام شويه قبل ما أنزل المكتب بالليل وصفا هتبات معاكي هنا، ما هو ما ينفعش تفضلي لوحدك، المكان برضه مقطوع\"
قالت مها \"لا ما تشغلوش بالكم بيا\"
فأقسم \"والله ما يحصل صفا معاكي\"
فقالت مها \"طب ما دام صفا معايا ادخل ريح جوه في اوضتي أنا منضفاها، بدل ما تروح البيت الشقه هنا أقرب للمكتب\"
فقالت صفا \"صح يا سامر ريح هنا شويه\"
ودخلت مها للغرفة الأخرى وأحضرت جلبابًا من ملابس والدها
وأعطته لسامر \"وخد دي غير هدومك عشان تنام مرتاح\"
\"ماشي\"
ودخل لينام وظلت صفا ومها سويًا تتحدثان
لم يستطع النوم فخرج لهما كانتا في الغرفة المجاورة كان سيدخل لكنه سمعها تبكي وتقول
\"والله يا صفا مش عارفه أقولك إيه ده انا لو قعدت اشتكي مش هنبطل كلام للصبح، طب عارفه فيه كلام ما ينفعش أقوله قدام سامر، انتي عارفه ياسر ما قربليش بقاله قد إيه؟\"
قالت صفا مخمنة \"شهر\"
فردت مها \"شهر إيه!\" وضحكت ضحكة ممزوجة بدموع قهرها \"أربع شهور يا صفا\"
ضربت صفا على صدرها \"يا نهاري أربع شهور وصابره وساكته، ما حاولتيش تغريه تعملي أي حاجه تحركه\"
ردت بيأس \"أغريه أنا طلبتها يا صفا، عارفه ازاي؟ رحت جمبه وطلبتها منه عارفه عمل إيه؟ كان ساعتها نايم على ظهره رحت جمبه العب في شعره شال إيدي من على شعره وقالي عاوز أنام، بوسته في خده قلت له واحشني يا ياسر، قالي طيب؟
شاطت صفا وقالت \"آه يا بارد!\"
فأكملت \"قلت له واحشني يا ياسر، قالي أعمل إيه يعني طيب؟ قلت له عاوزاك يا ياسر، اداني ظهره يا صفا وقالي أنا تعبان وعاوز أنام، عارفه يا صفا حسيت بإيه؟ كنت حاسه إني مكسوره مش عارفه الكسره منين من قلبي والا روحي والا جسمي والا كرامتي، ياسر محسسني إني مش ست أصلًا، مع إني زي ما انتي شايفه مش هاقول قمر بس مش وحشه، معاه حاسه إني سراب يا صفا، سراب مش موجوده،
ولا مره لبست حاجه حلوه وقالي حلوه عليكي، ولا مره خد باله من شعري لما أصبغه ليه، بلاش دي ولا مره ضبطت وشي كده ولاحظ حتى، فاكره يا صفا لما قصيت شعري مره واحده لما كان واصل نص ظهري وقمت قصاه كاريه\"
ردت صفا \"آه فاكره ويومها أنا قلت لك انتي اتجننتي\"
فاستطردت مها \"والله يا صفا ولا خد باله أصلًا ولما سألته القصه الجديده دي أحلى وإلا شعري الطويل عارفه قالي إيه؟\"
\"إيه؟\"
\"قالي هو انتي شعرك كان طويل أصلًا؟!\"
فتحت صفا عينيها على اتساعهما
\"يخربيتك يا ياسر، كان طويل! ده كان واصل لنص ظهرها يا منيل، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ياسر يا ابن دولت\"
أكملت مها \"طب تحبي أقولك ايه تاني، طب أفهم إيه أنا لما يكون ما بيقربليش وفي نفس الوقت ألاقيه بيتفرج على أفلام زفت وهباب قوليلي انتي\"
وضعت صفا يديها في خصرها \"نعم يا اختي بيتفرج على أفلام، طب ما ينفذ هو فرجه بس، ما انتي قدامه أهو\"
فقالت مها \"قلت ماشي شفت هم بيلبسوا إيه، ومن الفلوس بتاعتي اللي بابا سايبهالي جبت طقم حلو كده من بتوع الحاجات دي ولبسته\"
فرحت صفا وقالت \"أوبا بقي\"
ردت مها \"أوبا إيه اتنيلي، قالي بكل برود إيه اللي انتي مهبباه ده، أبوكي غلطان إنه ساب لك فلوس أصلًا، هاتي حاجه تنفعك بدل اللي انتي عاملاه في نفسك ده وسابني ونام يا صفا سابني ونام\"
قامت صفا ورفعت يديها للسماء \"يجيلك ويحط عليك يا ابن دولت دعوة وليه مقهوره لصحبتها\"
واحتضنت مها \"يا حبيبتي يا مها طب كنتي احكيلي فضفضي بدل كتمتك دي\"
فقالت مها باكية \"احكي إيه وإلا إيه بس يا صفا، أنا مستحمله عشان البنتين، اللي ولا كأنهم بناته لا اهتمام ولا سؤال ولا أي حاجه منه ليهم، هو عاوز يسهر ويتسرمح ويشرب الزفت ده وخلاص وأنا ساكته، عشان ما ليش حد، ولا ليا شغلانه والقرشين اللي بابا سايبهم دول مش هيكفوني مصاريف البنات\"
وضعت صفا يديها على خصرها اعتراضًا \"ليه إن شاء الله هو ملزم يصرف على بناته\"
فقالت مها \"بلا نيله هيديني كام يعني، والمحكمه هتحكم بكام، وهو ما فيش أي حاجه تثبت الدخل ما فيش غير المحل باسمه، وانتي عارفه الأرض باسم سامر عشان الحاج ياسين كان عارف إنه لو كتبهاله هيبيعها، وأهو سامر كتر خيره هو اللي واخد باله منها والتاني بيقبض على الجاهز\"
سمع سامر كل الكلام وعاد لغرفته ليحدث نفسه
\"أنا عارف إنه واطي وحيوان، بس مش للدرجه دي، ده انتي جبل يا مها كل يوم بتكبري في نظري أكتر ربنا يقدرني ونعدل الواد ده\"
غادرهما سامر للمكتب
أما عند ياسر دخل الشقة وبأعلى صوته
\"زن وعياط مش عاوز أنا مصدع\"
قالت جنة \"طب إحنا جعانين\"
رد بزهق \"إيه مش عارفه تعملي ساندويتش\"
فردت رحمة \"ما فيش حاجه هنا الجبنه والمربي والبيض خلصوا وماما كانت لسه هتجيب\"
قال متبرمًا \" يا حلاوه ادي اللي خدته من الجواز، ربنا يسامحك يا حاج ياسين، ربنا يسامحك أنا كان مالي ومال الشبكه السوده دي، لا وكمان اخلف ومش بلوه لا بلوتين، خدي فلوس يا رحمه هانم وانزلوا هاتوا حاجات\"
قالت جنة بتعجب \"ننزل فين يا بابا؟! السوبر ماركت بعيد\"
قال متضايقًا \"يوووه خدو تكتك\"
قالت رحمة متعجبة \"تكتك لوحدنا!\"
فرد بضيق \"أومال هتجيبوا البلد تركب معاكم اخلصوا وهاتولي سجاير وبن عشان مافيش بن\"
اخذت الفتاتان تنظران لبعضهما
\"وخدي مفتاح الشقه معاكم عشان ما ترنوش الجرس وتصدعوني، يالا اخلصوا\"
نزلت الفتاتان للشارع
وقالت جنة \" إحنا هنعمل إيه يا رورو؟ ما ينفعش نركب التك تك لوحدنا، وادينا خبطنا على بابا سامر وماما صفا وما حدش في الشقه\"
قالت رحمة
\"يا جوجو إحنا لا راحين ولا جايين، تعالي كده\" وأمسكت يد جنة وتوجهتا لكشك عم حسن الخاص بالسجائر
الذي ما أن رآهما حتى قال \"إيه يا بنات نازلين لوحدكم ليه؟\"
فقالت جنة \"ممكن يا عمو حسن نتكلم في التليفون\"
ضحك حسن \"وهتكلموا مين بقي يا قمرات؟\"
فردت رحمة \"هنكلم عمو سامر، أصل بابا تعبان شويه وماما خرجت\"
رد حسن بسرعة \"لا ألف سلامه عليه اطلع معاكم أشوفه\"
تداركت رحمة الأمر \"لا هو قالنا هاتوا عمكم، أصل رصيده خلص\"
فتساءل حسن \"طب انتي عارفه النمره يا رحمه؟\"
ردت \"ايوه يا عمو\"
واتصلت بسامر
\"أيوه مين معايا؟\"
\"أنا حسن بتاع الكشك يا سامر باشا\"
\"خير يا حسن؟\"
\"خير بس القمرات قدامي أهم وبيقولوا الأستاذ ياسر تعبان\"
\"طب قولهم يطلعوا يا حسن وأنا جاي أهو\"
فقال حسن للفتاتين \"عمو سامر بيقولكم اطلعوا يا بنات وهو جاي أهو، واقفلوا باب البيت كويس\"
دخلت الفتاتين وأغلقتا البوابه
وقالت جنة \"ها يا رورو هنطلع الشقه؟\"
ردت رحمة \"انتي هبله يا جوجو، عاوزه بابا يضربنا، لا هنستني بابا سامر هنا\"
بعد قليل دخل سامر من بوابه المنزل ليجد الفتاتين أمامه
\"إيه اللي موقفكم هنا؟\"
فردتا سويا \" لو طلعنا بابا هيضربنا\"
\"يضربكم ليه مش هو اللي قالكم تتصلوا؟!\"
فقالت جنة \"بابا سامر سامحنا إحنا كدبنا\"
تساءل مستغربًا \"كدبتوا في إيه يا جوجو؟\"
وحكت له الفتاتين عما حصل
فتساءل \"يعني إنتو لسه لغايه دلوقتي ما كلتوش؟\"
فردتا عليه \"أيوه يا بابا سامر\"
تضايق سامر قائلًا \"ماشي يا ياسر، حسابك تقل قوي، طب تعالوا\"
وأخذهما شقته لإبدال ملابس المنزل بأخرى مناسبة للخروج فهما لديهما ملابس في شقته خاصة بهما وأخذ الفتاتان متوجهًا للمطعم المفضل لديهما وتناولتا الطعام واشترى لهما آيس كريم وعاد بهما للمنزل.
فتح الشقة ليسمع صوت ياسر
\"انتو جيتوا؟ كل ده بتشتروا يا هوانم! ده أنا قلت خطفوكم وارتحت\"
ليجد سامر في وجهه
قال سامر للفتيات \"ادخلوا حبايبي هاتوا شنطكم وكتبكم وانزلوا تحت خلصوا اللي وراكم، هتعرفي تفتحي باب الشقه يا رورو\"
\"أيوه يا بابا سامر\"
ونزلت الفتاتان ما أن خرجتا من الباب حتى انهال سامر بالضرب على ياسر
\"إنت إيه حيوان ما بتحسش! إنت مش بني آدم! بنتين زي الورد مش عارف تحافظ عليهم، عاوزهم ينزلوا يركبوا لوحديهم تكتك وإحنا في حته مقطوعه عشان يشترولك سجاير وإنت قاعد سلطان زمانك\"
دافع ياسر عن نفسه
\"ما كنت مصدع ما ينزلوا يجيبوا\"
\"ولما اتاخرو ما فكرتش تدور عليهم\"
\"يا جدع يروحوا في داهيه أهو ارتاح\"
فأكمل سامر ضربه \"مش قلت إنت حيوان، حيوان إيه؟ الحيوان عنده حنيه عنك\"
وتركه ونزل
.......
بدل ياسر ملابسه ونزل ليسهر مع أصدقاء السوء ما أن دخل البار \"فين الجرسون؟ الحقني يا ابني أنا جعان\"
وتناول الطعام وحكى لهم ما حدث
فقال أحدهم \"يعني إنت لوحدك برنس في الشقه؟\"
فرد ياسر \"آه يا جدع، روقان\"
فقال صديقه \"خلاص نسهر عندك\"
فغص المشروب في حلقه \"تسهروا عند مين؟ ده لو سامر شم خبر يطلب لنا البوليس\"
وانفجروا في الضحك
أعطاه أحد رفاقه كيسًا صغيرًا
فتساءل \"إيه ده؟\"
فأجابه \"ده بقي التوب، سيبك بقي من الحشيش، ده اللي هيخليك سلطان زمانك\"
قال ياسر \"إيه ده يا جدع بودره، لا يا عم ما ليش في الهيروين\"
رد صاحبه \"هيروين إيه هو إنت تقدر على تمنه، ده تقليد كده اسمه ميكس الحبايب الليل وآخره، خلطه كده ترفعك السما، بس إيه بحساب يعني هو نص سطر بالكتير كل أربع ساعات مش أكتر يا أبو الأساسير\"
\"تمام\"
\"وبكام ده؟\"
\"لا يا معلم ده هديه، جربه بس وبعدين نتكلم في السعر\"
\"خلاص أنا أروح بقي\"
ذهب ياسر لشقته وبدل ملابسه وسطر المادة المخدرة وعندما أحس براحة بعد استنشاقها نسى ما قاله صديقه وقام باستنشاق سطرين آخرين، وبدأ رحلة الأحلام، أحلام ورديه متداخلة، راحة غريبة، جسده كله يرتخي، هدوء عجيب يسيطر عليه بدأ نفسه يتلاشى يحس بنبضات قلبه تتباطأ، لم يعد قادرًا على التنفس وانتهت،
انتهت رحلة الأحلام.
في الصباح....
دخل سامر الشقة فالمفتاح الذي أعطاه ياسر للفتيات ما زال معه
\"إنت يا زفت اصحي عشان تودي البنات المدرسة\"
ودخل الغرفة ليجد ياسر ملقى على الأرض وتلك المادة على الطاولة
\"ياسر اصحي، إيه الهباب اللي على الطرابيزه ده؟ إنت بتاخد بودره كمان، يخربيتك ويخربيت سنينك، لا إنت كده لازم تروح مصحه، وإلا وربنا لأبلغ عنك بنفسي ياسر اصحي يا زفت\"
ليجد أنه بارد ولا يتنفس
\"ياسر، ياسر\"
جلس بجواره مصدومًا ثم أبلغ الشرطة متصلًا بصديقه الضابط كريم
\"كريم، ياسر مات\"
.......
\"لا شكلها جرعه زياده\"
........
\"هاروح فين يا كريم أنا في الشقه أهو\"
ثم هاتف صفا
\"أيوه يا صفا، اجمدي كده وخليكي جدعه وهاتي مها وتعالوا حالًا\"
........
\"لما تيجي هتعرفي مش قايل حاجه اديني مها\"
.......
\"مها انتي بتسمعي كلامي صح، تلبسي وتجيبي حاجتك وتيجي حالًا ولما تيجي هتعرفي\"
نزل سامر للفتيات
\"حبايبي ما فيش مدرسه النهارده\"
\"ليه يا بابا سامر؟\"
\"معلش تعالوا \"واحتضنهما والدموع في عينيه
\"انتو بناتي حبايبي وعارفين إن ربنا بيختار ناس بنحبهم وياخدهم عنده\"
\"آه بيموتوا\" قالتها رحمة
\"أيوه صح يا بنوتي الحلوه، ربنا اختار بابا يروح له\"
صممتت الفتاتان ثم قالت جنة \"يعني مش هنشوف بابا تاني؟\"
فرد \"آه يا حبيبتي\"
قالت رحمة \"خالص خالص صح؟\"
\"آه يا رحمه خلاص بابا راح عند ربنا\"
فابتسمت الفتاتان واحتضنتا سامر
فهما لم تكونا تشعران أبدًا أن ياسر أب لهما لقد أنهى ياسر بيديه أية مشاعر قد تُكِناها له وصلت الشرطة فالقسم قريب من المنزل وصعد كريم لمعاينه الشقة.
وصلت مها وصفا ليجدا الشرطة أمام المنزل وكذلك سيارة الاسعاف ويدخلون فيها حمالة عليها كيس أسود، هرولتا للمنزل
\"فيه ايه؟ مين ده؟\"
ليطالعهما كريم \"ده ياسر يا مدام مها، البقيه في حياتك\"
صمتت مها لم تنطق بكلمة واحدة، صرخت صفا واحتضنت مها وصعدتا للأعلى، قابلهما سامر
\"اجمدي يا صفا، البقيه في حياتك يا مها البنات جوه أنا رايح أخلص الاجراءات، مها ممنوع تطلعي الشقه ده مسرح جريمه\"
أخرجتها الكلمة من صمتها
\"جريمة إيه؟\"
فخفض رأسه \"ياسر مات بجرعة مخدرات زياده\"
فعادت لصمتها واحتضنت فتاتيها ودخلت للداخل
أنهى سامر الاجراءات وتم التشريح وصدر إذن دفن الجثة
وانتهى العزاء لم تترك صفا مها كانت بجوارها.
#نشوة_أبوالوفا
#nashwa_aboalwafa. ❝ ⏤nashwaaboalwafa
❞ أنت سكني
الفصل الأول
استيقظت وأيقظت توأمتيها ذاتي السبعة سنوات وبدات بتجهيزهما للذهاب للمدرسة وبينما يتجهزن يفتح باب الشقة ودلف ياسر للداخل
˝إيه ده انتو رايحين المدرسة؟!˝
ردت مها بكل برود˝ أكيد النهارده مش أجازه˝
لتقترب الفتاتان منه قائلتين ˝صباح الخير بابا، كنت فين بدري كده؟˝
رد بلا مبالاة ˝مع أصحابي هاكون فين يعني؟˝
فتساءلت جنة بكل براءة ˝وهم أصحابك يا بابا مش عندهم شغل ولا بيصحوا بدري˝
رد بملل ˝لا ما عندهمش شغل، وبعدين انتي مالك خليكي في المدرسه يالا˝
سألته مها سؤالًا تعرف إجابته لكن مخها أجبرها على السؤال ˝هتيجي توصلنا المدرسه؟˝
فأشار بيديه بلا ˝أوصلكم إيه أنا هلكان، وعاوز أنام، خدي تكتك وانتو رايحين˝
ردت باستسلام ˝ماشي هات الفلوس˝
فأخرج النقود ˝خدي، وهاتيلي علبة سجاير وانتي جايه˝
ردت باستنكار ˝سجاير! هي حصلت! هاشتري أنا السجاير يا ياسر˝
˝وماله يعني؟ ده إنتِ ست نكديه، قفلتيني وطيرتي الدماغ اللي الواحد ضابطها، أنا داخل أنام ˝
وتركهم ودخل غرفته أما هي فأوصلت بناتها رحمة وجنة إلى المدرسة وعادت للمنزل
كان قد نام رتبت المنزل وهي تبكي على حالها الذي ينحدر كل يوم من سيء لأسوء.
وجدت هاتفه ملقى على الطاولة، وصلته رسالة ففتحتها لتجدها رسالة من إحدى متابعاته على الفيس تشكره فيها على عدم نسيانه لعيد ميلادها وعلى إرساله ذلك البوست المليء بالورد والتورتات والعبارات الرقيقة.
جلست مكانها وهي تتذكر أنه حتى لم يقل لها عيد ميلاد سعيد وبعد وصول إشعار الفيس له قال بسخرية
˝إحنا ما وراناش غيرك النهارده، الفيس كل شويه يقولي النهارده عيد ميلاد مها˝
ولم يكلف خاطره حتى بقول عيد ميلاد سعيد لها، كانت تلك الرسالة القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد أعلنت التمرد والعصيان على حالها المتردي لسوف تثور مهما كانت النتائج إلى هنا وكفى.
جمعت أمرها ودخلت غرفة بناتها أو لنقل غرفتها فهي منذ أن حملت وهي تنام وحدها بحجه خوفه على الجنين، لملمت متعلقاتها كاملة وتركت الشقة متوجهة لشقة والدها التي تركها لها بعد موته.
واتصلت بالمدرسة وأخبرتهم بذهابها لعمل طارئ وأنهم يجب عليهم أن يتصلوا بياسر ليأتي لاصطحاب الفتيات، ثم أغلقت هاتفها.
دخلت الشقة وشرعت في حملة تنظيف فالشقة مغلقة منذ فترة طويلة.
أفاق ياسر على صوت ذلك الهاتف الذي لا يكف عن الرنين ليجد رقم غير مسجل يلح في الرنين، قال والنوم يداعب جفونه ˝يوه مين؟˝
˝أيوه أنا ياسر ياسين˝
..
˝بنات مين؟˝
...
˝بناتي أنا هي أمهم ما جاتش!˝
...
˝طيب طيب.˝
لينادي بأعلى صوته ˝مها˝ ولا مجيب
˝يوووه، يا مها˝ ليبحث عنها فلم يجدها فطلبها على هاتفها المحمول ليجده مغلق، أخذ يزفر ويسب ويلعن
˝يخربيت كده، راحت في انهي مصيبه دي عشان تدبسني التدبيسه دي، الواحد ما لحقش ينام˝
وذهب للمدرسة وأحضر الفتيات وعاد بهما للشقة
وهما طوال الطريق تسألان عن والدتهما
˝بابا ماما فين؟˝ ˝ما جاتش ليه؟˝
إلى أن صرخ فيهما ˝اتكتموا مش عاوز أسمع صوتكم˝
عند وصولهم للشقة أعاد الاتصال بها مرة أخرى ولا مجيب
فأدخل الفتاتان شقة أخيه سامر وزوجته صفا (اللذان لم ينجبا ويعتبران جنة ورحمة بمثابة ابنتيهما)
واستمر بالاتصال بمها ولا مجيب
˝هتكون راحت في أنهي مصيبه دي؟!˝
بقلق قالت صفا ˝اهدي يا ياسر، جايز في مشوار والموبايل فصل أو اتسرق˝
˝يبقي تتنيل وتيجي البيت˝
بعد فترة كانت مها أنهت تنظيف الشقة وتنعمت بحمام منعش وقامت بعمل كوب من النسكافيه، ثم فتحت الهاتف وهاتفته، ما أن رن الهاتف ووجد اسمها
˝انتي فين يا مدام؟ وسايباني أروح أجيب البنات˝
ردت ببرود ˝طبعًا أقلقنا منام سيادتك الفظيع˝
رد بغضب ˝لا انتي بتستظرفي يا مها، اخلصي لما تيجي نتحاسب˝
˝لا ما فيش لما آجي˝
˝يعني إيه؟˝
˝يعني أنا في شقة بابا، ومش راجعه، لو كنت كلفت خاطرك كنت لقيت هدومي وحاجتي مش عندك˝
تساءل بعدم تصديق ˝يعني إيه مش راجعه؟!˝
قالت بهدوء ˝يعني عاوزه اتطلق يا ياسر˝
قال والغضب يتملكه ˝إيه انتي بتقولي إيه؟ شكلك اتهبلتي وإلا حد لعب في دماغك˝
ردت معترضة ˝احترم نفسك وخليك إنسان متحضر أنا عاوزه أتطلق˝
فقال ˝والبنات دي ان شاء الله˝
ردت ببرود ˝بناتك زي ما هم بناتي˝
˝يعني˝
˝يعني يا تخليهم معاك وتآخد بالك منهم يا تجيبهم ليا˝
فقال بسرعة ˝آه، آه، تاخديهم انتي، أنا ما ليش في وجع الدماغ ده˝
فقالت ˝ما أنا مش هآخدهم كده وخلاص˝
˝مش فاهم˝
˝يعني لو هآخدهم يبقي مصاريفهم كامله تكون في إيدي أول كل شهر يا كده يا ابعتهملك˝
رد والغضب يتملكه ˝والله شكلك اتجننتي، أنا هاسيببك في شقة أبوكي بطولك كده يومين ثلاثه جايز تفوقي˝
وأنهى المكالمة ˝دي باين اتجننت˝
وسط بكاء الفتاتين الصغيرتين فصرخ فيهما ˝إيه؟ ما اسمعش نفسكم، هي تروح ترتاح لها يومين وتقرفني أنا، قدامي على الشقة، وإلا تحبي تخليهم عندك يا صفا شويه˝
نظرت له صفا متعجبة من رد فعله
˝يعني أنت هتسيبها في بيت أبوها اللي مقفول بقاله ياما لوحدها وما تسألش فيها؟!˝
رد بطريقه مستفزة ˝جري إيه يا صفا هو أنا كنت قلتلها تروح بيت أبوها˝
قالت صفا للفتيات
˝روما وجوجو ادخلوا جوه يا حبايبي دلوقت اتفرجوا على التلفزيون عشان عاوزه بابا في كلمتين˝
قالت رحمة ˝ربنا يخليكِ يا ماما صفا خلي بابا يروح يجيب ماما من بيت جدو هنقعد من غيرها ازاي؟˝
وقالت جنة ˝ هننام ازاي وهي مش في البيت؟˝
فاحتضنت صفا الفتاتين ˝طب بس ادخلوا دلوقت˝
ووجهت الكلام لياسر
˝إيه يا ياسر أنت بالك مش مشغول نهائي حتى هي سابت البيت ومشت ليه؟˝
بمنتهى اللا مبالاة رد ˝وأنا أشغل بالي بتاع إيه؟ هو أنا مشيتها؟ ده أنا حتى ماليش دعوه بيها˝
فعقدت ذراعيها أمام صدرها ˝ما جايز اللي ما ليش دعوه بيها ده هو اللي مزعلها، حرام عليك مها أغلب من الغلب˝
في هذه اللحظات كان سامر قد وصل من المحكمة، عاد ليجد صفا واقفة أمام الباب يبدو عليها الضيق وياسر يقف أمامها بلا مبالاة
ليقول سامر ˝إيه في ايه مالكم؟ إيه يا ياسر إنت مزعل صفا ليه؟˝
فرد ˝وأنا مالي ومالها دي كمان˝
قال سامر مستهجنًا طريقته ˝ايه دي كمان دي؟ ما تتلم وتتكلم كويس˝
اعتذر ياسر قائلًا ˝يا عم مش قصدي˝
نظر سامر لصفا˝ إيه يا حبيبتي فيه ايه؟ الواد ده عمل إيه؟˝
˝مها سابت البيت˝
˝ايه؟!˝
˝وراحت شقه باباها وقالت مش راجعه وعاوزه تتطلق˝
˝لا إله إلا الله ˝ ونظر لياسر
˝آدي أخرة القرف بتاعك واستهتارك، وفين البنات يا صفا؟˝
˝جوه وموتين نفسهم عياط˝
˝طب خدي الحاجات دي يا صفا دخليها وانت قدامي˝
رد ياسر ˝قدامك على فين؟˝
˝هنروح نجيب مراتك˝
˝أنا مش رايح جايب حد˝
ليعلو صوت سامر ˝انت البعيد معدوم الدم والاحساس، هتسيب مراتك الست العاقله الكُمل اللي مستحمله بلاويك وعمايلك عشان خاطر بناتها وبيتها في شقة أبوها المقفوله من يوم ما مات لوحدها˝
رد محركًا كتفيه ˝أنا ما قلتلهاش تمشي˝
فقال سامر غاضبًا ˝أنا قرفت منك يا أخي ومن عمايلك، بذمتك إنت راجع البيت الساعه كام؟˝
رد ياسر بكل برود ˝سبعه الصبح، هارجع الساعه كام يعني؟!˝
فدفعه سامر في كتفه ˝آه ما هي لوكانده أبوك هيا للنوم وبس˝
رد ياسر معترضًا ˝ايه يا سامر انت ما بتصدق تتفتح فيا؟!˝
انفعل سامر ˝عشان انت بني آدم عديم المسؤوليه والاحساس تقدر تقولي لما تسيبها في بيت أبوها مين هياخد باله من البنات دي؟˝
فأشار ياسر لصفا ˝صفا اهيه وراها إيه يعني؟˝
فقال سامر ˝آه صفا، لا معلش بقي أنا ومراتي مش متعودين على وجود حد معانا في شقتنا بنحب الهدوء، بناتك عندك أنت حر فيهم ونادى على الفتيات
˝رورو، جوجو تعالوا˝
ما ان رأت الفتيات عمهم حتى ارتمين عليه واحتضنهم حضنًا قويًا
˝حبايب قلبي وحشتوني˝
˝وأنت كمان بابا سامر˝
˝اطلعوا يا بنات مع بابا على شقتكم يالا˝
ردت رحمة ˝بس إحنا عاوزين نقعد معاك ومع ماما صفا˝
رد سامر وهو يقبلها ˝معلش ما هو بابا كمان لازم يعرف قيمه ماما ويعرف هي كانت شايله عنه إيه، يالا اطلعوا معاه˝
ليصعدوا السلم وياسر يقول
˝بلا نيله، كانت شايله إيه يعني؟ دي ما لهاش لازمه، إيه فاكره هتكسرني؟ لا بعينها ده أنا ياسر ياسين ولا يهمني˝
وقال موجهها لكلامه للفتاتين˝ بطلوا زن انتي وهي بدل ما أطلع روحكم أنا مش ناقص صداع˝
وما أن سمعت صفا صوت غلق باب الشقة حتى قالت ممسكة بذراع سامر
˝إيه يا سامر، سيبته ياخد البنات ليه؟˝
˝سيبه عشان يتربي ويعرف إن الله حق˝
قالت بخوف ˝ليضربهم يا سامر˝
رد بثقة ˝يضرب مين؟ طب خليه يمد إيده على واحده منهم كده، كنت جبت خبره البنات دول بناتنا قبل ما يكونوا بناته، البسي بسرعه˝
˝هنروح فين؟˝
˝لمها ما هو مش هنسيبها هناك كده، وإحنا مش عارفين كلت وإلا شربت وإلا عندها حاجه في ثلاجتها وإلا إيه˝
˝صح ثواني˝
واشتريا طعامًا للغذاء في طريقهما
...
مها كانت تجلس حزينة وتبكي فهذه أول مرة تبتعد عن بناتها ليرن جرس الباب
حدثت نفسها ˝معقول يكون ياسر جاب البنات، يا رب يكون جابهم، أنا غلطانه إني ما اخدتهمش˝
لتفتح الباب ليطالعها وجه سامر ومعه صفا ˝اتفضلوا ˝ ونظرت على السلم
فقال سامر ˝ما جوش، البنات ماجوش، تعالى اقعدي، ممكن أعرف بقي إيه اللي حصل؟˝
قالت بيأس ˝تعبت يا سامر تعبت˝ وانفجرت في البكاء
˝انت عارف إني ما يوم ما اتجوزته وهو معيشني عيشه ما لهاش اسم، مش عيشه أصلًا، أنا عنده في البيت زي أي كرسي مرمي ما لوش عوزه إلا لما يبقى يفتكره، يا سامر ده حتي صباح الخير ما بيقولهاش، بص هم كام كلمه اللي ما بينا، جعان .. مش هتفطريني .. شاي .. قهوه.. إحنا مش هنتغدي وإلا إيه ... مافيش ساندوتش كده، ده كل اللي بيقوله يا سامر، وساعات كمان ما بيقولش عاوزني أنفذ من غير ما يقول
يقولي (هو أنا لازم أطلب، افهمي لوحدك فطرت يبقي ورا الفطار شاي، ورا الشاي نسكافيه، ورا النسكافيه قهوه، تراعيني بقى، خلي عندك احساس مش لازم اتكلم و أقولك اعمليلي كذا)
غير إنه ما بيشاركش في أي مسؤولية في البيت، كل حاجه أنا اللي باعملها، ويا ريته بيديني فلوس بالذوق إلا لازم يطلع روحي ليه؟ وعشان إيه؟ وبكام؟ ويحاسبني بالمليم، في حين إن سجايره المالبورو ومزاجه في الزفت اللي بيشربه ما بيتقطعش، والا لما آجي أجيب هدوم للبنات، يا ربي على عمايله إن قلت له عاوزه ثلاث آلاف يرسوا على ألف ونص واتصرفي بقى هاتي أي حاجه مشوا نفسكم، وأنا فين وفين لما يعبرني ويجيبلي أي حاجه ما صفا عارفه ده ثلاث اربع الهدوم اللي في دولابي صفا هي اللي مديهالي، ده حتى البنات يسيبني أروح أوصلهم بتكتك والعربيه مركونه تحت البيت، تعبت يا سامر تعبت، غير حجات تانيه ما ينفعش تتقال، وآخرة المتمه عاوزني أجيب له سجاير وأنا راجعه من توصيل البنات˝
وارتمت في حضن صفا تبكي، لم يكن ليتحمل مرآها تبكي هكذا فقال
˝اهدي بقى طيب، وبطلي عياط، إحنا هنسيبه يتمرمط بالبنات يومين، يومين إيه ده مش هيتحمل يوم، وبعدين ترجعي اعتبري نفسك أرمله يا ستي عيشي لبناتك واللي ينقصك أنا كفيل بيه، اتفقنا، يالا بقى أنا جيت من المحكمه على هنا وعاوز اتغدي واقع يا ناس˝
قالت مها ˝حاضر هاقوم اعمل لكم سندوتشات، ما أنا لسه ما اشترتش حاجه˝
فنظر لصفا ˝مش قولتلك، إحنا جايبين الغدا أهو، عارفك بتحبي الكباب والكفته ومش هتقولي عليهم لاء˝
وبعد الغداء
قال سامر ˝أنا هانزل بقى عشان أروح أنام شويه قبل ما أنزل المكتب بالليل وصفا هتبات معاكي هنا، ما هو ما ينفعش تفضلي لوحدك، المكان برضه مقطوع˝
قالت مها ˝لا ما تشغلوش بالكم بيا˝
فأقسم ˝والله ما يحصل صفا معاكي˝
فقالت مها ˝طب ما دام صفا معايا ادخل ريح جوه في اوضتي أنا منضفاها، بدل ما تروح البيت الشقه هنا أقرب للمكتب˝
فقالت صفا ˝صح يا سامر ريح هنا شويه˝
ودخلت مها للغرفة الأخرى وأحضرت جلبابًا من ملابس والدها
وأعطته لسامر ˝وخد دي غير هدومك عشان تنام مرتاح˝
˝ماشي˝
ودخل لينام وظلت صفا ومها سويًا تتحدثان
لم يستطع النوم فخرج لهما كانتا في الغرفة المجاورة كان سيدخل لكنه سمعها تبكي وتقول
˝والله يا صفا مش عارفه أقولك إيه ده انا لو قعدت اشتكي مش هنبطل كلام للصبح، طب عارفه فيه كلام ما ينفعش أقوله قدام سامر، انتي عارفه ياسر ما قربليش بقاله قد إيه؟˝
قالت صفا مخمنة ˝شهر˝
فردت مها ˝شهر إيه!˝ وضحكت ضحكة ممزوجة بدموع قهرها ˝أربع شهور يا صفا˝
ضربت صفا على صدرها ˝يا نهاري أربع شهور وصابره وساكته، ما حاولتيش تغريه تعملي أي حاجه تحركه˝
ردت بيأس ˝أغريه أنا طلبتها يا صفا، عارفه ازاي؟ رحت جمبه وطلبتها منه عارفه عمل إيه؟ كان ساعتها نايم على ظهره رحت جمبه العب في شعره شال إيدي من على شعره وقالي عاوز أنام، بوسته في خده قلت له واحشني يا ياسر، قالي طيب؟
شاطت صفا وقالت ˝آه يا بارد!˝
فأكملت ˝قلت له واحشني يا ياسر، قالي أعمل إيه يعني طيب؟ قلت له عاوزاك يا ياسر، اداني ظهره يا صفا وقالي أنا تعبان وعاوز أنام، عارفه يا صفا حسيت بإيه؟ كنت حاسه إني مكسوره مش عارفه الكسره منين من قلبي والا روحي والا جسمي والا كرامتي، ياسر محسسني إني مش ست أصلًا، مع إني زي ما انتي شايفه مش هاقول قمر بس مش وحشه، معاه حاسه إني سراب يا صفا، سراب مش موجوده،
ولا مره لبست حاجه حلوه وقالي حلوه عليكي، ولا مره خد باله من شعري لما أصبغه ليه، بلاش دي ولا مره ضبطت وشي كده ولاحظ حتى، فاكره يا صفا لما قصيت شعري مره واحده لما كان واصل نص ظهري وقمت قصاه كاريه˝
ردت صفا ˝آه فاكره ويومها أنا قلت لك انتي اتجننتي˝
فاستطردت مها ˝والله يا صفا ولا خد باله أصلًا ولما سألته القصه الجديده دي أحلى وإلا شعري الطويل عارفه قالي إيه؟˝
˝إيه؟˝
˝قالي هو انتي شعرك كان طويل أصلًا؟!˝
فتحت صفا عينيها على اتساعهما
˝يخربيتك يا ياسر، كان طويل! ده كان واصل لنص ظهرها يا منيل، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ياسر يا ابن دولت˝
أكملت مها ˝طب تحبي أقولك ايه تاني، طب أفهم إيه أنا لما يكون ما بيقربليش وفي نفس الوقت ألاقيه بيتفرج على أفلام زفت وهباب قوليلي انتي˝
وضعت صفا يديها في خصرها ˝نعم يا اختي بيتفرج على أفلام، طب ما ينفذ هو فرجه بس، ما انتي قدامه أهو˝
فقالت مها ˝قلت ماشي شفت هم بيلبسوا إيه، ومن الفلوس بتاعتي اللي بابا سايبهالي جبت طقم حلو كده من بتوع الحاجات دي ولبسته˝
فرحت صفا وقالت ˝أوبا بقي˝
ردت مها ˝أوبا إيه اتنيلي، قالي بكل برود إيه اللي انتي مهبباه ده، أبوكي غلطان إنه ساب لك فلوس أصلًا، هاتي حاجه تنفعك بدل اللي انتي عاملاه في نفسك ده وسابني ونام يا صفا سابني ونام˝
قامت صفا ورفعت يديها للسماء ˝يجيلك ويحط عليك يا ابن دولت دعوة وليه مقهوره لصحبتها˝
واحتضنت مها ˝يا حبيبتي يا مها طب كنتي احكيلي فضفضي بدل كتمتك دي˝
فقالت مها باكية ˝احكي إيه وإلا إيه بس يا صفا، أنا مستحمله عشان البنتين، اللي ولا كأنهم بناته لا اهتمام ولا سؤال ولا أي حاجه منه ليهم، هو عاوز يسهر ويتسرمح ويشرب الزفت ده وخلاص وأنا ساكته، عشان ما ليش حد، ولا ليا شغلانه والقرشين اللي بابا سايبهم دول مش هيكفوني مصاريف البنات˝
وضعت صفا يديها على خصرها اعتراضًا ˝ليه إن شاء الله هو ملزم يصرف على بناته˝
فقالت مها ˝بلا نيله هيديني كام يعني، والمحكمه هتحكم بكام، وهو ما فيش أي حاجه تثبت الدخل ما فيش غير المحل باسمه، وانتي عارفه الأرض باسم سامر عشان الحاج ياسين كان عارف إنه لو كتبهاله هيبيعها، وأهو سامر كتر خيره هو اللي واخد باله منها والتاني بيقبض على الجاهز˝
سمع سامر كل الكلام وعاد لغرفته ليحدث نفسه
˝أنا عارف إنه واطي وحيوان، بس مش للدرجه دي، ده انتي جبل يا مها كل يوم بتكبري في نظري أكتر ربنا يقدرني ونعدل الواد ده˝
غادرهما سامر للمكتب
أما عند ياسر دخل الشقة وبأعلى صوته
˝زن وعياط مش عاوز أنا مصدع˝
قالت جنة ˝طب إحنا جعانين˝
رد بزهق ˝إيه مش عارفه تعملي ساندويتش˝
فردت رحمة ˝ما فيش حاجه هنا الجبنه والمربي والبيض خلصوا وماما كانت لسه هتجيب˝
قال متبرمًا ˝ يا حلاوه ادي اللي خدته من الجواز، ربنا يسامحك يا حاج ياسين، ربنا يسامحك أنا كان مالي ومال الشبكه السوده دي، لا وكمان اخلف ومش بلوه لا بلوتين، خدي فلوس يا رحمه هانم وانزلوا هاتوا حاجات˝
قالت جنة بتعجب ˝ننزل فين يا بابا؟! السوبر ماركت بعيد˝
قال متضايقًا ˝يوووه خدو تكتك˝
قالت رحمة متعجبة ˝تكتك لوحدنا!˝
فرد بضيق ˝أومال هتجيبوا البلد تركب معاكم اخلصوا وهاتولي سجاير وبن عشان مافيش بن˝
اخذت الفتاتان تنظران لبعضهما
˝وخدي مفتاح الشقه معاكم عشان ما ترنوش الجرس وتصدعوني، يالا اخلصوا˝
نزلت الفتاتان للشارع
وقالت جنة ˝ إحنا هنعمل إيه يا رورو؟ ما ينفعش نركب التك تك لوحدنا، وادينا خبطنا على بابا سامر وماما صفا وما حدش في الشقه˝
قالت رحمة
˝يا جوجو إحنا لا راحين ولا جايين، تعالي كده˝ وأمسكت يد جنة وتوجهتا لكشك عم حسن الخاص بالسجائر
الذي ما أن رآهما حتى قال ˝إيه يا بنات نازلين لوحدكم ليه؟˝
فقالت جنة ˝ممكن يا عمو حسن نتكلم في التليفون˝
ضحك حسن ˝وهتكلموا مين بقي يا قمرات؟˝
فردت رحمة ˝هنكلم عمو سامر، أصل بابا تعبان شويه وماما خرجت˝
رد حسن بسرعة ˝لا ألف سلامه عليه اطلع معاكم أشوفه˝
تداركت رحمة الأمر ˝لا هو قالنا هاتوا عمكم، أصل رصيده خلص˝
فتساءل حسن ˝طب انتي عارفه النمره يا رحمه؟˝
ردت ˝ايوه يا عمو˝
واتصلت بسامر
˝أيوه مين معايا؟˝
˝أنا حسن بتاع الكشك يا سامر باشا˝
˝خير يا حسن؟˝
˝خير بس القمرات قدامي أهم وبيقولوا الأستاذ ياسر تعبان˝
˝طب قولهم يطلعوا يا حسن وأنا جاي أهو˝
فقال حسن للفتاتين ˝عمو سامر بيقولكم اطلعوا يا بنات وهو جاي أهو، واقفلوا باب البيت كويس˝
دخلت الفتاتين وأغلقتا البوابه
وقالت جنة ˝ها يا رورو هنطلع الشقه؟˝
ردت رحمة ˝انتي هبله يا جوجو، عاوزه بابا يضربنا، لا هنستني بابا سامر هنا˝
بعد قليل دخل سامر من بوابه المنزل ليجد الفتاتين أمامه
˝إيه اللي موقفكم هنا؟˝
فردتا سويا ˝ لو طلعنا بابا هيضربنا˝
˝يضربكم ليه مش هو اللي قالكم تتصلوا؟!˝
فقالت جنة ˝بابا سامر سامحنا إحنا كدبنا˝
تساءل مستغربًا ˝كدبتوا في إيه يا جوجو؟˝
وحكت له الفتاتين عما حصل
فتساءل ˝يعني إنتو لسه لغايه دلوقتي ما كلتوش؟˝
فردتا عليه ˝أيوه يا بابا سامر˝
تضايق سامر قائلًا ˝ماشي يا ياسر، حسابك تقل قوي، طب تعالوا˝
وأخذهما شقته لإبدال ملابس المنزل بأخرى مناسبة للخروج فهما لديهما ملابس في شقته خاصة بهما وأخذ الفتاتان متوجهًا للمطعم المفضل لديهما وتناولتا الطعام واشترى لهما آيس كريم وعاد بهما للمنزل.
فتح الشقة ليسمع صوت ياسر
˝انتو جيتوا؟ كل ده بتشتروا يا هوانم! ده أنا قلت خطفوكم وارتحت˝
ليجد سامر في وجهه
قال سامر للفتيات ˝ادخلوا حبايبي هاتوا شنطكم وكتبكم وانزلوا تحت خلصوا اللي وراكم، هتعرفي تفتحي باب الشقه يا رورو˝
˝أيوه يا بابا سامر˝
ونزلت الفتاتان ما أن خرجتا من الباب حتى انهال سامر بالضرب على ياسر
˝إنت إيه حيوان ما بتحسش! إنت مش بني آدم! بنتين زي الورد مش عارف تحافظ عليهم، عاوزهم ينزلوا يركبوا لوحديهم تكتك وإحنا في حته مقطوعه عشان يشترولك سجاير وإنت قاعد سلطان زمانك˝
دافع ياسر عن نفسه
˝ما كنت مصدع ما ينزلوا يجيبوا˝
˝ولما اتاخرو ما فكرتش تدور عليهم˝
˝يا جدع يروحوا في داهيه أهو ارتاح˝
فأكمل سامر ضربه ˝مش قلت إنت حيوان، حيوان إيه؟ الحيوان عنده حنيه عنك˝
وتركه ونزل
....
بدل ياسر ملابسه ونزل ليسهر مع أصدقاء السوء ما أن دخل البار ˝فين الجرسون؟ الحقني يا ابني أنا جعان˝
وتناول الطعام وحكى لهم ما حدث
فقال أحدهم ˝يعني إنت لوحدك برنس في الشقه؟˝
فرد ياسر ˝آه يا جدع، روقان˝
فقال صديقه ˝خلاص نسهر عندك˝
فغص المشروب في حلقه ˝تسهروا عند مين؟ ده لو سامر شم خبر يطلب لنا البوليس˝
وانفجروا في الضحك
أعطاه أحد رفاقه كيسًا صغيرًا
فتساءل ˝إيه ده؟˝
فأجابه ˝ده بقي التوب، سيبك بقي من الحشيش، ده اللي هيخليك سلطان زمانك˝
قال ياسر ˝إيه ده يا جدع بودره، لا يا عم ما ليش في الهيروين˝
رد صاحبه ˝هيروين إيه هو إنت تقدر على تمنه، ده تقليد كده اسمه ميكس الحبايب الليل وآخره، خلطه كده ترفعك السما، بس إيه بحساب يعني هو نص سطر بالكتير كل أربع ساعات مش أكتر يا أبو الأساسير˝
˝تمام˝
˝وبكام ده؟˝
˝لا يا معلم ده هديه، جربه بس وبعدين نتكلم في السعر˝
˝خلاص أنا أروح بقي˝
ذهب ياسر لشقته وبدل ملابسه وسطر المادة المخدرة وعندما أحس براحة بعد استنشاقها نسى ما قاله صديقه وقام باستنشاق سطرين آخرين، وبدأ رحلة الأحلام، أحلام ورديه متداخلة، راحة غريبة، جسده كله يرتخي، هدوء عجيب يسيطر عليه بدأ نفسه يتلاشى يحس بنبضات قلبه تتباطأ، لم يعد قادرًا على التنفس وانتهت،
انتهت رحلة الأحلام.
في الصباح..
دخل سامر الشقة فالمفتاح الذي أعطاه ياسر للفتيات ما زال معه
˝إنت يا زفت اصحي عشان تودي البنات المدرسة˝
ودخل الغرفة ليجد ياسر ملقى على الأرض وتلك المادة على الطاولة
˝ياسر اصحي، إيه الهباب اللي على الطرابيزه ده؟ إنت بتاخد بودره كمان، يخربيتك ويخربيت سنينك، لا إنت كده لازم تروح مصحه، وإلا وربنا لأبلغ عنك بنفسي ياسر اصحي يا زفت˝
ليجد أنه بارد ولا يتنفس
˝ياسر، ياسر˝
جلس بجواره مصدومًا ثم أبلغ الشرطة متصلًا بصديقه الضابط كريم
˝كريم، ياسر مات˝
....
˝لا شكلها جرعه زياده˝
....
˝هاروح فين يا كريم أنا في الشقه أهو˝
ثم هاتف صفا
˝أيوه يا صفا، اجمدي كده وخليكي جدعه وهاتي مها وتعالوا حالًا˝
....
˝لما تيجي هتعرفي مش قايل حاجه اديني مها˝
....
˝مها انتي بتسمعي كلامي صح، تلبسي وتجيبي حاجتك وتيجي حالًا ولما تيجي هتعرفي˝
نزل سامر للفتيات
˝حبايبي ما فيش مدرسه النهارده˝
˝ليه يا بابا سامر؟˝
˝معلش تعالوا ˝واحتضنهما والدموع في عينيه
˝انتو بناتي حبايبي وعارفين إن ربنا بيختار ناس بنحبهم وياخدهم عنده˝
˝آه بيموتوا˝ قالتها رحمة
˝أيوه صح يا بنوتي الحلوه، ربنا اختار بابا يروح له˝
صممتت الفتاتان ثم قالت جنة ˝يعني مش هنشوف بابا تاني؟˝
فرد ˝آه يا حبيبتي˝
قالت رحمة ˝خالص خالص صح؟˝
˝آه يا رحمه خلاص بابا راح عند ربنا˝
فابتسمت الفتاتان واحتضنتا سامر
فهما لم تكونا تشعران أبدًا أن ياسر أب لهما لقد أنهى ياسر بيديه أية مشاعر قد تُكِناها له وصلت الشرطة فالقسم قريب من المنزل وصعد كريم لمعاينه الشقة.
وصلت مها وصفا ليجدا الشرطة أمام المنزل وكذلك سيارة الاسعاف ويدخلون فيها حمالة عليها كيس أسود، هرولتا للمنزل
˝فيه ايه؟ مين ده؟˝
ليطالعهما كريم ˝ده ياسر يا مدام مها، البقيه في حياتك˝
صمتت مها لم تنطق بكلمة واحدة، صرخت صفا واحتضنت مها وصعدتا للأعلى، قابلهما سامر
˝اجمدي يا صفا، البقيه في حياتك يا مها البنات جوه أنا رايح أخلص الاجراءات، مها ممنوع تطلعي الشقه ده مسرح جريمه˝
أخرجتها الكلمة من صمتها
˝جريمة إيه؟˝
فخفض رأسه ˝ياسر مات بجرعة مخدرات زياده˝
فعادت لصمتها واحتضنت فتاتيها ودخلت للداخل
أنهى سامر الاجراءات وتم التشريح وصدر إذن دفن الجثة
وانتهى العزاء لم تترك صفا مها كانت بجوارها.
#نشوة_أبوالوفا #nashwa_aboalwafa. ❝