❞ تابع لغزوة حُنين ..
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه جابر بن عبد الله ، قال : لما استقبلنا وادي حنين ، انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف خطوط إنما ننحدر فيه انحداراً ، قال : وفي عماية الصبح ، وكان القوم سبقونا إلى الوادي ، فكَمَنُوا لنا في شعابه وأَحْنائه ومضايقه ، قد أجمعوا وتهيؤوا ، وأعدوا فوالله ما راعنا ـ ونحن منحطون ـ إلَّا الكتائب ، قد شدُّوا علينا شَدَّة رجل واحد ، وانشمر الناسُ راجعين لا يَلْوِي أحد منهم على أحد ، وانحاز رسول الله ﷺ ذات اليمين ، ثم قال ( إلى أَيْنَ أَيُّهَا النَّاسُ؟ هَلُمَّ إِلَيَّ أنا رَسُولُ الله أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ) ، وبقي مع رسول الله ﷺ نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته ، وفيمن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته علي والعباس وأبو سفيان بن الحارث وابنه والفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ، وأيمن ابن أم أيمن ، وقُتِل يومئذ ، قال : ورجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن ، وهوازن خلفه ، إذا أدرك ، طعن برمحه ، وإذا فاته الناسُ رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه فبينا هو كذلك إذ أهوى عليه علي بن أبي طالب ، ورجل من الأنصار يُريدانه ، قال : فأتى علي مِنْ خَلْفِهِ ، فضرب عرقوبي الجمل ، فوقع على عجزه ، ووثب الأنصاري على الرجل ، فضربه ضربةً أطن قدمه بنصف ساقه ، فانجعف عن رحله ، قال : فاجتلد الناس ، قال : فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى عند رسول الله ﷺ ، قال ابن إسحاق : ولما انهزم المسلمون ، ورأى مَن كان مع رسول الله ﷺ مِن جُفاة أهل مكة الهزيمة ، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغنِ ، فقال أبو سفيان بن حرب : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وإن الأزلام لمعه في كنانته ، وصرخ جبلة بن الحنبل - وقال ابن هشام : صوابه كَلدَة : ألا بطل السِّحْرُ اليوم ، فقال له صفوان أخوه لأمه وكان بعد مشركاً : اسكت ، فضَّ الله فاك ، فوالله لأن يَرُبَّني رَجُلٌ مِن قريش ، أحبُّ إليَّ من أن يربني رجل من هوازن. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ تابع لغزوة حُنين .
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه جابر بن عبد الله ، قال : لما استقبلنا وادي حنين ، انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف خطوط إنما ننحدر فيه انحداراً ، قال : وفي عماية الصبح ، وكان القوم سبقونا إلى الوادي ، فكَمَنُوا لنا في شعابه وأَحْنائه ومضايقه ، قد أجمعوا وتهيؤوا ، وأعدوا فوالله ما راعنا ـ ونحن منحطون ـ إلَّا الكتائب ، قد شدُّوا علينا شَدَّة رجل واحد ، وانشمر الناسُ راجعين لا يَلْوِي أحد منهم على أحد ، وانحاز رسول الله ﷺ ذات اليمين ، ثم قال ( إلى أَيْنَ أَيُّهَا النَّاسُ؟ هَلُمَّ إِلَيَّ أنا رَسُولُ الله أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ) ، وبقي مع رسول الله ﷺ نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته ، وفيمن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته علي والعباس وأبو سفيان بن الحارث وابنه والفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ، وأيمن ابن أم أيمن ، وقُتِل يومئذ ، قال : ورجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن ، وهوازن خلفه ، إذا أدرك ، طعن برمحه ، وإذا فاته الناسُ رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه فبينا هو كذلك إذ أهوى عليه علي بن أبي طالب ، ورجل من الأنصار يُريدانه ، قال : فأتى علي مِنْ خَلْفِهِ ، فضرب عرقوبي الجمل ، فوقع على عجزه ، ووثب الأنصاري على الرجل ، فضربه ضربةً أطن قدمه بنصف ساقه ، فانجعف عن رحله ، قال : فاجتلد الناس ، قال : فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى عند رسول الله ﷺ ، قال ابن إسحاق : ولما انهزم المسلمون ، ورأى مَن كان مع رسول الله ﷺ مِن جُفاة أهل مكة الهزيمة ، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغنِ ، فقال أبو سفيان بن حرب : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وإن الأزلام لمعه في كنانته ، وصرخ جبلة بن الحنبل - وقال ابن هشام : صوابه كَلدَة : ألا بطل السِّحْرُ اليوم ، فقال له صفوان أخوه لأمه وكان بعد مشركاً : اسكت ، فضَّ الله فاك ، فوالله لأن يَرُبَّني رَجُلٌ مِن قريش ، أحبُّ إليَّ من أن يربني رجل من هوازن. ❝