█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ما تداريه القلوب ˝
وعلى الجانب الآخر فليتنا نقدر على إدراك ما في القلوب وفهم ما تحويه وما تكنه لنا وكأننا نُصر على معرفة ما يحدث وراء الستار ، خلف الكواليس قبل أنْ تنسدل ويخرج المبدعون لكي يبهروننا بما يقدمونه من تمثيل فعَّال يؤثر علينا ، ويجعلنا نندمج وننسجم معه ونتمنى لو كنا جزءاً منه ولكن ذلك شيء صعب جداً ، فمن المستحيل أنْ تعرف ما تطويه القلوب والذي يمكن أنْ يكون عكس الظاهر أمامنا وبخلاف ما يحاولون إظهاره على الإطلاق ، ففي الحقيقة ممثلون بارعون تضاهي براعتهم براعة هؤلاء الممثلين بل تتجاوزه بمراحل من أجل الوصول لما يريدون بكل ثقة وجبروت ، فهؤلاء الأشخاص على الرغم من تلوُّنهم كالحرباء إلا أنهم قادرون على فعل كل ما يتمنون ، وتحقيق ما يرجون بكل الأساليب الممكنة مهما بلغت قذارتها وعدم تَخيُّلك لها ، ولكن هذا لا يعني أنْ ذلك صحيح فعليك أنْ تمتلك روحاً شفافة وقلباً بريئاً حتى يحبك الآخرون لذاتك ، ولكي تظهر بشخصيتك الحقيقية ليست المزيفة لأن ذلك لن ينجح طويلاً وستُكتَشف ألاعيبك على المدى البعيد ولن تستمر في سحب السجاد من تحت الأشخاص الذين يملُكون روحاً حقيقية وسيظهر الحق في القريب العاجل وسيأخذ كل شخص حقه كما ينتصر دائماً الخير على الشر ، وستجد نفسك أصبحت شخصاً بلا مذاق كطعام ينقصه شيء ما ولا تشعر بطعمه على الإطلاق مهما حاولت التَلذُّذ به أو الاستمتاع به ، فكن كما أنت وستجد ما تتمنى دون اضطرار منك أنْ تكون شخصاً آخر غيرك . ❝
❞ كيف يمكنك أن تسمي نفسك عاشقاً حقيقياً للشاي في الحين الذي تدمر فيه نكهة شايك بوضع السكر معه؟ سيكون معقولاً بالقدر نفسه أن تضع الفلفل أو الملح، من المفترض للشاي أن يكون مر الطعم. لو أنك قمت بتحليته، فأنت لم تعد تتذوق الشاي، أنت تتذوق السكر فقط . ❝
❞ واصل السير تجاه أحلامك فقد سخر الله لك أجمل الأقدار والأشياء وقد لا تدرك ذلك في حينه فأسعى وتأمل هبات الله لك، فأنت من تصنع النجاح وأنت من تصنع ذاتك وتحدد مسارك الصحيح كشعلة متوهجة لا تنطفئ تجاه حلمك، إذا أردت تحقيقه فأعطي أفضل ما لديك في كل لحظة وفي كل خطوة وفي كل قول وفعل، انهض وارتقي له ودافع عنه بكل ما أوتيت من قوة وإيمان وصبر، أعمل ليل نهار من أجله أنس الظروف والفقر والألم والمعاناة والإعاقات النفسية والجسدية أنس كل ما يبعدك ويكون حاجزا عن تحقيق حلمك. قد لا تسير الحياة وفق ما نريد، ففي أوقات السقوط والفشل هناك دائماً طوق نجاه قليل من ينتبه له كوننا لا نرى في وقت الأزمات إلا الانهيار والاحباطات، هناك أشياء تمد يدها لك كي تعاود الوقوف مرة أخرى وتجدد إيمانك بشعاع نور يخترق العتمة فالتحدي الحقيقي أن تنهض من جديد بإرادة أقوى وروح لا تخشى شيئا، بأن تستجيب للصوت الذي يناديك في أعماقك للنهوض، فليس إخفاقك هذا نهاية كل شيء، هناك أمل لا يزال بداخلك يشدك إلى أن تتنفس الحياة بعمق فالفرص ما زالت أمامك، فقط قم وحاول وعاود وواصل السير برؤية منطقية فأنت شئت أم أبيت كتب عليك أن تواجه الأخطار وتتحدى ظروفك المأساوية فلا تتجاهلها لأنها واقع الكل يعيشه فلا تسمح لها بتدمير حياتك . ❝
❞ “حياة تُختصر فيها الحرية إلى حرية اختيارك بين مشروب غازي وآخر، وبسعرات معينة وآخر بسعرات أقل. حرية تختصر باختيارك لقناة من بين مئة قناة تبث التفاهة طول الوقت. حرية تختصر بأن تختار بين مرشَّحَيْن لا فارق حقيقي بينهما إلا باختلاف الشركة الممولة، وأن تصوت لفيلمك المفضل، أو نجمك المفضل. حرية هي في جوهرها أقسى عبودية مرت على البشرية. أغلال روما وخوازيق السلاطين وقيود القياصرة ما أوهمت الناس يوما أنهم أحرار. أما أغلال ˝الحرية الشخصية˝ فهي غير مرئية، وتتغلغل داخل رؤوس الناس، تبرمج لهم حياتهم وخياراتهم وأدوارهم.” . ❝
❞ و الله يكشف لنا الحقيقة بشكل أعمق في القرآن فيقول إنه خلق الدنيا و لها هذه الطبيعة و الخاصية فهي " متاع " ..
" إنما هذه الحياة الدنيا متاع "..
و المتاع هو اللذة المستهلكة التي تنفذ .. من خصائص الدنيا كما أرادها خالقها أن جميع لذاتها مستهلكة تنفذ و تموت لحظة ميلادها ..
في كل لذة جرثومة فنائها ..
الملل و الضجر و العادة ما تلبث أن تقتلها..
هي الطبيعة التي أرادها الله للدنيا ، لأنه أرادها دار انتقال لا دار قرار .. و لهذا جعل كل لذة بلا قرار و لا استقرار .. لأنه لم يرد لهذه اللذات أن تكون لذات حقيقية و إنما أرادها مجرد امتحان لمعادن النفوس .. مجرد إثارة تختبر بها الشهامة و النبل و العفة و صدق الصادقين و إخلاص المخلصين ..
و الذي يدرك هذا سوف يستريح تماما و يكف عن هذه الهستيريا التي تخرجه من شهوة لتلقي به في شهوة ، و تقوده من رغبة لتلقي به في أتون رغبة ، و تجره من جنون لترمي به في جنون ..
سوف يريح و يستريح و يحاول أن يروض نفسه و يستصفي روحه و يطهر قلبه و يعمل للعالم الآخر الذي وعد به الله جميع أنبيائه بأنه سيكون العالم الذي تكون فيه اللذة حقيقة.. و الألم حقيقي ..
و هو لن يندم على ما سوف يفوته من لذات هذه الدنيا، لأنه علم تماما و بالتجربة و الممارسة أنها لذات خادعة تتفلت من الأصابع كالسراب .. و هو قد قرأ التاريخ و عرف أن مال قارون لا يزيد الآن بالحساب الحالي عن عدة مئات من الجنيهات بالعملة النحاسية .. و هكذا قدرت جميع خزائنه بالاسترليني .. و ما أكثر من يملك مئات الجنيهات الآن و يشكو الفقر ، و يلعن اليوم الذي ولد فيه.. مع أنه بحساب التاريخ أغنى من قارون ..
إنها الخدعة الأزلية ..
تحلم بامتلاك الأرض فإذا بالأرض هي التي تمتلكك و هي التي تكرسك لخدمتها ..
تتصور أن المال سوف يحررك من الحاجة فإذا بالمال يفتح لك أبواب مطالب أكثر و بالتالي يلقى إلى احتياج أكثر .. و كلما احرزت مليونا .. احتجت إلى ثلاثة ملايين لحراسة هذا المليون و ضمانه..
و تدور الحلقة المفرغة و لا نهاية ..
و هذه طبيعة عالمنا الكذاب الذي نمتحن فيه ..
كلنا نعلم هذا.. و مع ذلك لا نتعلم أبدا . ❝