█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ خطر لي ذات مساء أن أقوم ببحث في سراديب ذاكرتي .. فأرصد في ورقة كل ما أحفظه من أرقام ..
رقم الباسبور ورقم العربة ورقم الشقة ورقم البطاقة العائلية وتليفونات من أعرف من الأصدقاء والزملاء .. وتليفونات المصالح والجرائد .. وأرقام جدول الضرب التي أحفظها غيباً وعمليات الجمع والطرح والقسمة الأولية التي أعرفها بالبداهة .. وتواريخ ميلادي وميلاد أولادي .. وثوابت الرياضة والطبيعة مثل النسبة التقريبية وسرعة الضوء وسرعة الصوت ومجموع زوايا المثلث ودرجة غليان الماء .. وما تعلمته في كلية الطب عن نسبة سكر الدم وعدد الكريات الحمراء وعدد الكريات البيضاء وحجم الدم وسرعة النبض وسرعة التنفس وجرعات العقاقير ..
وفي لحظات تجمعت تحت يدي عدة صفحات من مئات الأرقام .. تداعت في ذهني ولمعت كالبرق وكأني حاسب إلكتروني .. وكان المشهد مذهلاً .
كيف أحفظ هذا الكم الهائل من الأعداد .. كل عدد يبلغ طوله ستة أو سبعة أرقام ؟
وأين تختفي هذه الأرقام في تلافيف المخ ؟
وكيف يتم استدعاؤها فتلمع في الوعي كالبرق الخاطف ؟
وبأي أسلوب تصطف هذه الأرقام في أعداد متمايزة .. كل عدد له مذكرة تفسيرية ملحقة به تشرح دلالته ومعناه ؟
وكيف تتراكم المئات والمئات من هذه الأرقام في ذاكرتنا ولا تختلط ولايطمس بعضها بعضاً؟
وغير الأرقام .. هناك الأسماء والإصطلاحات والكلمات .. والأشكال والوجوه .. تزدحم بها رأسنا . وهناك معالم الطبيعة التي طُفنا بها والأماكن التي زرناها .. وهناك الروائح .. ومع كل رائحة صورة لامرأة عرفناها أو مشهد نذكره ولواعج وأشواق وقصص وسيناريو من آلاف اللقطات .. وهناك الطعوم .. والنكهات .. يأتي الطعم في الفم فيسيل اللعاب شوقاً أو يتحرك الغثيان إشمئزازاً .. ومع كل طعم .. يجري شريط يحكي عن وليمة دسمة ذات يوم أو جرعة دواء مريرة ومرض طويل ممض وأوجاع أليمة .. حتى لمسة النسيم الحريرية ورائحة أصداف الشاطئ تحفظها لنا الذاكرة فتهب علينا لفحات الهواء الرطيب مع ذكراها وكأننا نعيشها من جديد .
حتى الأصوات والهمسات والوشوشات والصخَب والصراخ والضجيج والعويل والنشيج .
وفاصل من موسيقى ..
ومقطع من أغنية ..
ولطمة على وجه ..
وقرقعة عصاً على الظهر ..
وحشرجة ألم ..
كل هذا تحفظه الذاكرة وتسجله في دقة شديدة وأمانة .. ومعه بطاقة بالتاريخ والمناسبة وأسماء الأشخاص وظروف الواقعة ومحضر بالأقوال .. معجزة .. إسمها الذاكرة .
إن معنا رقيباً حقيقياً يكتب بالورقة والقلم كل دبة نمل في قلوبنا ؟
وما نتخيل أحياناً أننا نسيناه نكتشف أننا لم ننسه وأنه موجود يظهر لنا فجأة في لحظة استرخاء أو حلم أو بعد كأس أو في عيادة طبيب نفسي .. وأحياناً يظهر في زلة لسان أو خطأ إملائي .
لا شيء يُنسَى أبداً .. ولا شيء يضيع .. والماضي مكتوب بالفعل لحظة بلحظة ودقة قلب بدقة قلب .
والسؤال الكبير بل اللغز المحير هو .. أين توجد هذه الصور .. أين هذا الأرشيف السري ؟
وهو سؤال حاول أن يجيب عليه أكثر من عالِم وأكثر من فيلسوف .
الفلاسفة الماديون قالوا إن الذاكرة في المخ .. وإنها ليست أكثر من تغيرات كيميائية كهربائية تحدث لمادة المخ نتيجة الفعل العصبي للحوادث تماماً كما يحدث لشريط ريكوردر عند التسجيل .. وإن هذه اللفائف المسجلة تُحفَظ بالمخ وإنها تدور تلقائياً لحظة محاولة التذكر فتعيد ما كان .. في أمانة ودِقة .
الذاكرة مجرد نقش وحفر على مادة الخلايا .
ومصيرها أن تَبلَى وتتآكل كما تبلى النقوش وتتآكل وينتهي شأنها حينما ينتهي الإنسان بالموت وتتآكل خلاياه .
رأي مريح وسهل ولكنه أوقع أصحابه في مطلب لم يستطيعوا الخروج منه ..
فإذا كانت الذاكرة هي مجرد طارئ مادي يطرأ على مادة الخلايا فينبغي أن تتلف الذاكرة لأي تلف مادي مناظر في الخلايا المخية .. وينبغي أن يكون هناك توازٍ بين الحادثين .. كل نقص في ذاكرة معينة لا بد أن يقابله تلف في الخلايا المختصة المقابلة .. وهو أمر لا يشاهَد في إصابات المخ وأمراضه .. بل ما يشاهد هو العكس .
يصاب مركز الكلمات فلا تصاب ذاكرة الكلمات بأي تلف , وإنما الذي يحدث هو عاهة في النطق .. في الأداء الحركي للعضلات التي تنطق الكلمات . إن الموتور هو الذي يتلف بتلف الخلايا .. أما الذاكرة .. أما صورة الكلمات في الذهن فتظل سليمة .
♦♦ وهذا دليل على أن وظيفة المخ ليست الذاكرة ولا التذكر .
وإنما المخ هو مجرد سنترال يعطي التوصيلة .
هو مجرد أداة تُعَبّر به الكلمة عن نفسها في وسط مادي فتصبح صوتًا مسموعًا .. كما يفعل الراديو حينما يحوّل الموجة اللاسلكية إلى نبض كهربائي مسموع .. فإذا أصيب الراديو بعطل فلا يكون معنى هذا العطل أن تتعطل موجة الأثير .. وإنما فقط يحدث شلل في جهاز النطق في الراديو . أما الموجة فتظل سليمة على حالها يمكن أن يلتقطها راديو آخر سليم .
وهذا حال الذاكرة .. فهي صور وأفكار ورُؤى مستقلة مسكنها ومستقرها الروح وليس المخ ولا الجسد بحال .. وما المخ إلا وسيلة لنقل هذه الصور لتصبح كلمات منطوقة مسموعة في عالم ماديّ .
فإذا أصيب المخ بتلف .. يصاب النطق بالتلف ولا تصاب الذاكرة لأن الذاكرة حكمها حكم الروح ولا يجري عليها ما يجري على الجسد .
التوازي مفقود بين الإثنين مما يدل على أننا أمام مستويين (جسد .. وروح ) لا مستوى واحد إسمه المادة .
وفي حوادث النسيان المرحلي .. الذي تنسى فيه مرحلة زمنية بعينها ( وهو الموضوع المحبب عند مؤلفي السينما المصريين ) .. ينسى المصاب فترة زمنية بعينها فتُمحى تمامًا من وعيه وتكشط من ذاكرته .
وكان يتحتم تبعًا للنظرية المادية أن نعثر على تلف مخي جزئي مقابل ومناظر للفترة المنسية .
لكن من الملاحَظ أن أغلب تلك الحالات هي حالات صدمة نفسية عامة وليست تلفًا جزئيًا محددًا .
مرة أخرى نجد أن التوازي مفقود بين حجم الحادث وبين حجم التلف المادي .
وفي حالات التلف المادي الشديد للمخ نتيجة الكسور أو الإلتهابات أو النمو السرطاني , حينما يبدأ النسيان الكامل يلاحظ دائمًا أن هذا النسيان يتخذ نظامًا خاصًا فتُنسَى في البداية أسماء الأعلام وآخر ما يُنسَى هي الكلمات الدالة على الأفعال .
وهذا التسلسل المنتظم في النسيان في مقابل إصابة غير منتظمة .. وفي مقابل تلف مشوش أصاب المخ كيفما اتفق , هو مرة أخرى عدم توازٍ له معنى .. فهنا إصابة في الذاكرة لا علاقة لها من حيث المدى والكم والنظام بالإصابة المادية للمخ .
وهكذا تتحطم النظرية المادية للذاكرة على حائط مسدود .
ونجد أنفسنا أمام ظاهرة متعالية على الجسد وعلى خلايا المخ .
وسوف تموت وتتعفن الخلايا المخية وتظل الذاكرة شاخصة حية بتفصيلاتها ودقائقها تذكرنا في حياتنا الروحية الثانية بكل ما فعلناه .
ولم يكن الجسد إلا جهازاً تنفيذيّاً للفعل وللإفصاح عن النوايا في عالم الدنيا المادي .. كان مجرد أداة للروح ومطية لها .
لم يكن المخ إلا سنترالًا .. وكابلات توصيل .
وكل دوره هو أن يعطي التوصيلة من عالم الروح إلى عالم المادة أو كما يقول برجسون DONNER LA COMMUNICATION ....... يعطي الخط .
كابلات الأعصاب تنقل مكنون الروح وتحوله إلى نبض إلكتروني لتنطق به عضلات اللسان على الطرف الآخر .. كما يفعل الراديو بالموجة اللاسلكية ..
وهكذا نتبادل الكلام كأجساد في عالم مادي .. فإذا ماتت أجسادنا عدنا أرواحًا .. لنتذاكر ما فعلناه في دنيانا لحظة بلحظة حيث كل حرف وكل فعل مسجل .
بل إن هناك نظريات علمية تمضي لأكثر من هذا فترى أن التحصيل هو في ذاته عملية تذكر لعلم قديم مكنوز ومسطور في الروح .. وليس تعلماً من السبورة .. فنحن لا نكتشف أن 2 × 2 = 4 من عدم , وإنما نولد بها .. وكل ما نفعله أننا نتذكرها .. وكذلك بداهات الرياضة والهندسة والمنطق .. كلها بداهات نولد بها مكنوزة فينا .. وكل ما يحدث أننا نتذكرها .. تُذكِرنا بها الخبرة الدنيوية كل لحظة .
وبالمثل شخصيتنا .. نولد بها مسطورة في روحنا .. وكل ما يحدث أن الواقع الدنيوي يقدم المناسبات والملابسات والقالب المادي لتفصح هذه الشخصية عن خيرها وشرها .. فيسجل عليها فعلها .
والتسجيل هو الأمر الجديد الذي يتم في الدنيا .
الإنتقال من حالة النية إلى حالة التلبس .
وهذا ما تُعبِّر عنه الأديان بأن يحق القول على المذنب بعد الإبتلاء والإختبار في الدنيا .. فتحق عليه الضلالة وتلزمه رتبته .
وهو أمر قد سبق إليه علم الله .. علم الحصر لا علم الإلزام .. فالله لا يلزم أحداً بخطيئة ولا يقهره على شر .. وإنما كل واحد يتصرف على وفاق طبيعته الداخلية .. فعله هو ذاته .. وليس في ذلك أي معنى من معاني الجبر .. لأن هذه الطبيعة الداخلية هي التي نسميها أحيانًا الضمير وأحيانًا السريرة وأحيانًا الفؤاد .. ويسميها الله (( السر )) .
(( يعلم السر وأخفَى )) .
ونقول عنها في تعبيراتنا الشعبية عن الموت (( طلع السر الإلهي )) أي صعدت الروح إلى بارئها ..
هذا السر المطلسم هو ابتداء حر ومبادرة أعتقها الله من كل القيود ليكون فعلها هو ذاتها وليكون هواها دالاً عليها .
ومِن هنا لا يصح القول بالحتميات في المجال الإنساني أمثال حتمية الصراع الطبقي والجبرية التاريخية .. لأن الإنسان مجال حر وليس مسمارًا أو ترسًا في ماكينة .
وكما لا يمكن التنبؤ بما يأتي به الغد في حياة فرد فإنه يستحيل القول بالحتم أو الجبر في مجال المجتمعات والتاريخ .. وكل ما يمكن القول به هو الترجيح والإحتمال بناء على مقدمات إحصائية .. وهو ترجيح يخطئ ويصيب ويحدث فيه تفاوت في طرفيه .. فمعدل عمر الإنسان في إنجلترا مثلاً هو ستون سنة .. وهذا المعدل معدل إحصائي مأخوذ من متوسطات أرقام .. وهو غير ملزم بالنسبة للفرد , فقد يعيش فرد مثل برناردشو في إنجلترا أكثر من تسعين سنة ويتجاوز المعدل . وقد يموت في سن العشرين في حادثة . وقد يموت وهو طفل بمرضٍ معدٍ ..
ثم إن المعدل ذاته قابل للتذبذب من طرفيه صعودًا وهبوطًا من سنة لأخرى ..
فلا يصح القول بالحتمية والجَبر في هذا الموضوع .. ولا يجوز إخضاع المجال الإنساني سواء كان فرداً أو مجتمعاً أو تاريخاً لقالب نظري أو معادلة أو حسبة إحصائية أو فرض فلسفي .
إنما تأتي فكرة الحتمية الخاطئة من التصور الخاطئ للإنسان على أنه جسد بلا نفس وبلا روح وبلا عقل ..واعتبار النفس والعقل مجرد مجموعة الوظائف العليا للجهاز العصبي.
ومن الواقع المشاهد من خضوع الجسم للقوانين الفسيولوجية يستنتج المفكر المادي أن الإنسان والإنسانية بأسرها مغلولة في القوانين المادية.
وهكذا يجعل من الإنسان كتلة مادية أشبه بكتلة القمر محكومة في دورانه حول الأرض والشمس بالحتميات الفلكية.
وينسى أن الإنسان يعيش في مستويين.
مستوى الزمن الخارجي الموضوعي المادي .. زمن الساعة .. وفي هذا الزمن يرتبط بالمواعيد والضرورات الإجتماعية ويعيش في أَسر القوانين والحتميات .
ومستوى زمنه الخاص الداخلي .. زمن الشعور وزمن الحلم .. وفي هذا المستوى يعيش حياة حرة بالفعل .. فيفكر ويحلم ويبتكر ويخترع و يقف من كل المجتمع و التاريخ موقف الثورة .. بل يستطيع أن ينقل هذه الثورة الداخلية إلى فعل خارجي فيقلب المجتمع و يغير التاريخ من أساسه كما حدث في كل الثورات التقدمية .
هذه الثنائية هي صفة ينفرد بها الإنسان .
وهذه الحياة الداخلية الحرة يختص بها الإنسان دون الجماد
وهذه النفس التي يملكها تتصف بصفات مختلفة مغايرة لصفت الجماد .. فهنا نحن أمام وحدة لا امتداد لها في المكان ..
هي الـ (( أنا )) تتصف بالحضور والديمومة والشخوص والكينونة والمثول الدائم في الوعي .. ثم هي تفرض نفسها على الواقع الخارجي وتغيره .. وتفرض نفسها على الجسد وتحكمه وتقوده وتعلو على ضروراته .. فتفرض عليه الصوم والحرمان إختياراً .
بل قد تقوده إلى الموت فداء وتضحية ..
مثل هذه النفس لا يمكن أن تكون مجرد ناتج ثانوي من نواتج الجسد وذيلًا تابعًا له ومادة تطورت منه .. مثل هذه النظريات المادية لا تفسر لنا شيئًا .. وإنما لابد لنا أن نسلم أن هذه النفس عالية على الجسد متعالية عليه وأنها من جوهر مفارق لجوهر الجسد وحاكم عليه .. فهي في واقع الأمر تستخدم الجسد كأداة لأغراضها ومطية لأهدافها كما يستخدم العقل المخ مجرد توصيلة أو سنترال .
ولا بد أن يتداعى إلى ذهننا الإحتمال البديهي من أن هذه النفس لا يمكن أن يجري عليها ما يجري على الجسد من موت وتآكل وتعفن بحكم جوهرها الذي تشعر به متصفًا بالحضور والديمومة والشخوص في الوعي طوال الوقت .. فلا تتآكل كما يتآكل الجسد ولا هي تقع كما يقع الشعر ولا هي تبلى كما تبلى الأسنان .
وإنه لأمر بديهي تمامًا أن نتصور بقاءها بعد الموت .
فإذا نحن تأملنا ما يصاحب أفعالنا من تردد قبل اختيار القرار ثم شعور بالمسئولية في أثناء العمل ثم ندم أو راحة بعد تمامه .. فنحن نستنتج أننا أمام حالة مراقبة فطرية وفكرة ملحة بالحساب وبأن هناك خطأ وصوابًا . وإننا نعلم بداهةً وبالفطرة التي ولدنا بها أن العدل والنظام هو ناموس الوجود .. وأن المسئولية هي القاعدة .
ويفترض لنا هذا الشعور الفطري القهري أن الظالم الذي أفلت من عقاب الأرض .. والقاتل الذي أفلت من محاسبة القانون البري الأرضي .. لابد أن يعاقَب ويحاسَب .. لأن العالم الذي نعيش فيه يفصح عن النظام والإنضباط من أصغر ذرة إلى أكبر فلك .. والعبث غير موجود إلا في عقولنا وأحكامنا المنحرفة .
وفكرة العدل والنظام وضرورة العدل عالم آخر يتم فيه العدل والنظام والمحاسبة .
كل هذا علم نولد به .. وحقيقة تقول بها الفطرة والبداهة .
ولا غرابة في أن يعترف مفكر غربي ألماني وهو (( عمانويل كانت )) بهذه الحقيقة في كتابة (( نقد العقل العلمي )) .
ولا غرابة في أن يصل إلى هذه النتيجة السليمة دون أن يقرأ قرآنًا .
إنها الفطرة والبداهة التي تقوم عليها جميع العلوم .
ولا حاجة لأن يقرأ العقل السليم الكتاب المقدس ليكتشف أن له روحًا و أن له حياة بعد الموت و أن هناك حساباًَ .. فالفطرة السليمة تضيء لصاحبها الطريق إلى هذه الحقائق .
وهذا العلم الذي نولد به .. وهذه البداهة التي نولد بها .. تقوم شاهدة على جميع العلوم المكتسبة وملزمة لها .. فجميع العلوم المكتسبة يجوز فيها الخطأ والصواب .. أما العلم الذي نولد به فهو جزء من نظام الكون المحكم .. وهو الحقيقة الأولى التي نعمل على ضوئها نرى جميع الحقائق الفرعية .. وهي المعيار والمقياس .. وإذا فسد المعيار فسد كل شيء وأصبح كل شيء عبثًا في عبث وهو أمر غير صحيح .
وإذا اتهمنا بالبداهة فإن جميع العلوم والمعارف سوف ينسحب عليها الإتهام وسوف تنهدم لأنها تقوم أصلاً على البداهات .
فنحن هنا أمام أصل من أصول المعرفة ومرجع لا يجوز الشك فيه ( لأن هذا المرجع شأنه شأن الحياة ذاتها ) نحن أمام متن هو لحم المعرفة ودمها . وكما نأتي إلى الحياة مزودين بعضلات لنتحرك بها وندافع عن أنفسنا كذلك نولد مزودين بالبداهات الأولى لنحتكم إليها في إدراك الحق من الباطل والصواب من الخطأ .
وأعلى درجات المعرفة هي ما يأتيك من داخلك , فأنت تستطيع أن تدرك وضعك ( هل أنت واقف أو جالس أو راقد ) دون أن تنظر إلى نفسك .. يأتيك هذا الإدراك وأنت مغمض العينين .. يأتيك من داخلك .. وتقوم هذه المعرفة حجة على أية مشاهدة .
وحينما تقول .. أنا سعيد .. أنا شقيّ .. أنا أتألم .. فكلامك يقوم حجة بالغة ولا يجوز تكذيبه بحجة منطقية .. بل إن تناول هذا الأمر بالمنطق هو تنطع ولجاجة لا معنى لها .. فلا أحد أعرف بحال نفسك من نفسك ذاتها .
وبالمثل شهادة الفطرة وحكم البداهة هي حجة على أعلى مستوى .. وحينما تقول الفطرة والبداهة مؤيدة بالعلم والفكر والتأمل حينما تقول بوجود الروح والنفس .. وبالحرية وبالمسئولية والمحاسبة , وحينما توحي بالتصرف على أساس أن في الكون نظامًا .. فنحن هنا أمام حجة على أعلى مستوى من اليقين .
وهو يقين مثل يقين العيَان أو أكثر .. فالفطرة عضو مثل العين نولد به .
وهو يقين أعلى من يقين العلم .. لأن الصدق العلمي هو صدق إحصائي والنظريات العلمية تُستنتَج من متوسطات الأرقام .. أما حكم البداهة فله صفة القطع والإطلاق
2 × 2 = 4 هي حقيقة مطلقة صادقة صدقًا مطلقًا , لا يجوز عليها ما يجوز من نسخ وتطور وتغير في نظريات العلم لأنها مقبولة بديهية .
1 + 1 = 2 مسألة لا تقبل الشك لأنها حقيقة ألقتها إلينا الفطرة من داخلنا وأوحت بها البداهة .
وهي معرفة أولى جاءت إلينا مع شهادة الميلاد .
لو أدرك الإنسان هذا لأراح واستراح .. ولوفّر على نفسه كثيراً من الجدل والشقشقة والسفسطة والمكابرة في مسألة الروح والجسد .. والعقل والمخ .. والحرية والجبر .. والمسئولية والحساب .. ولاكتفى بالإصغاء إلى ما تهمس به فطرته وما يُفتي به قلبه وما تشير به بصيرته .
وذرة من الإخلاص أفضل من قناطير من الكتب .
لنصغي إلى صوت نفوسنا وهمس بصائرنا في إخلاص شديد دون محاولة تشويه ذلك الصوت البكر بحبائل المنطق وشراك الحجج .
وعلى من يشك في كلامي .. وعلى هواة الجدل والنقاش والمقارعة المنطقية أن يعودوا فيقرأوا مقالي من أوله .
..
مقال / الروح
من كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ) . ❝
❞ يااااه. أيام المدرسة بقى وحلاوة أيام المدرسة، عارف، وأنا صغيرة كنت باحب قوي ريحة الشوارع في الشتا وقت المدرسة وريحة الشوارع في الصيف وقت الأجازة، كانت الحياة بسيطة قوي والأحلام كبيرة قوي. كان نفسي أكبر وأتخرج عشان أشتغل، وفعلا، كبرت واتخرجت واشتغلت وخدت الماجستير وبقيت مديرة، ودلوقتي بقى نفسي أرجع لأيام المدرسة
ثاني. وأنا صغيرة كنت باكره الحموم في الشتا جدا، دلوقتي نفسي الاقي في اليوم عشر دقايق فاضيين أنزل فيهم تحت الميا وماطلعش، عشر دقايق من غير تفكير من غير تليفونات من غير مواعيد من غير التزامات. وأنا صغيرة كنت بافرح قوي لما ماما تجيبلي سندوتشات الحلاوة والجبنة اللي بالخيار وأنا ياذاكر، دلوقتي باتضايق من أي حد يعزم عليا بأي أكل عشان بابقى عارفة إن أي لقمة هأكلها هتتحول لدهون تلزق في فخذولا دراع، الواحد مش ناقص . ❝
❞ الجزء الرابع عشر
(عفتي والديوث )
كانت سودي تنتظر اخواتها ووالدها
وكانت تتصفح مواقع التواصل
وعندما دخل سيف جرت عليه تقبله وتحتضنه بشده
سودي:ما اني زعلانه منك بس ما اقدر ما ابوسكش ولا أخذ ادفا حضن في العالم بعد بابا
جلس سيف علي الاريكه التي تنتصف الهول الكبير
وقال:طيب روح يا ختي خدي اول ادفا حضن
سودي لوت فمها كالاطفال وردت ابوك شكله كده بيعط بره وضحكت
سيف:اول مره يعملها هو فين
سودي:مش عارفه انا كلمته وقولي كلوا انتم وانا هتاخر شوي
وحضرتكم ما كنتوش هنا جوعتني الله يسامحكم بقا وبعدين فين الواد رسلان
سيف:الواد ده لو سمعك هينفخك
ضحكت سودي وقالت:ما تقولش ده ما بيضايق من حاجه في الدنيا قد الكلمه دي
سيف:هتدفعي كام
سودي:اللي انت عاوزه
سيف:مش دلوقتي بعدين
سودي:والنبي انت اخويا اكتر منه
سيف:دلوقتي ولما تحتاجي حاجه تجري تقولله نفس الكلمه
ضحكوا الاثنين ونادهت سودي علي عم محروس الطباخ حتي يحضر العشاء
وكان سيف موجود ولكن كصوره يفكر في ما حدث اليوم بكل تفاصيله
~~~~~~~~~~~
وقبل أن يكملوا حديث وجدوا الباب بيخبط خبطات بسيطه نرمين : خليكم انا هروح افتح
ذهبت تجاه الباب وعندما فتحت لم تجد احد باين من الكارتين
نرمين:ايوه من حضرتك وعاوز مين
رسلان:انا عامل التوصيل
نرمين:طيب عرفنا انت مين عاوز مين بقا
رسلان:طيب ممكن ادخل الاول انزل الحاجات دي
نرمين:اسفه مش قبل ما تقول عاوز مين
رسلان انزل ما بيديه وبأن وجهه
فانصدمت نرمين وكان باين عليها التوتر
نرمين:انا انا اسفه جدا بس انت
قاطع رسلان حديثها
وقال:انا اللي اسف بس انا اللي حبيت اهزر معاكي لما سمعت صوتك
وقبل أن تتكلم نرمين جاءت رونال وهي تضحك كعادتها
رونال:ايه يا بنتي مين علي الباب
وعندما اتجهت ناحيه الباب وجدت رسلان
اهلا اهلا استاذ رسلان اتفضل
فدخل وحمل ما معه
رونال:ايه ده
رسلان:دي حاجات بسيطه للحجه وليكم
رونال:ولينا ليه
رسلان:علشان لما تسافر
رونال:انا اسفه ما اقدر اقبلها
رسلان:لو مش هتعجبك اقدر اغير اي حاجه
رونال:الموضوع مش موضوع عاجبنا أو لا الموضوع إننا مش هنقبل صدقه من حد
وقبل أن يجيب رسلان جاءت فتحيه
فتحيه:اهلا يا ابني خير
رسلان:انا جايه علشنا اقول لحضرتك أن السفر بكره الساعه١٠الصبح بس لازم تكوني في المطار بدري فأنا هعدي علي حضرتك ٦الصبح علشنا نلحق
فتحيه:مش عاوزه اتعبك يا ابني انا هروح المطار بتاكس
رسلان:مفيش تعب ولا حاجه ولا حجه
فتحيه:طيب هو انتم كنتم بتتخانقوا علشنا كده
رونال:لا يا ماما كنا بقول لاستاذ رسلان اننا مش هنقدر نقبل اللي هو جايبه ده
رسلان:والله حاجه بسيطه يا حجه
مش قد المقام
فتحيه:هو انت جايب الحجات دي ليه
رسلان:دي شويه حاجات ليكي وشوي حاجات ليهم علشنا وحضرتك في السفر ما ينفعش يروح يجيبوا حاجه وحد يضايقهم
فتحيه:بس ماهما كده كده هيروحوا شغلهم يعني يقدورا يجيب كل حاجه وهما جايين ومحدش هيقدر يضايقهم دول رجاله وناقصهم شنبات
ضحك رسلان عاليا حتي أنه كح من كثره الضحك فذهبت نرمين سريعا تحضر له الماء
نرمين:اتفضل اشرب احنا نطاف والله
اخذ رسلان منها الماء فتلامس أطراف أصابعهم ببعض فحسوا اثنينتهم بقشعريره في جسدكم لا يعرفوا سببها
رسلان:متشكر جدا يا نرمين
فانتبه لحديثه وصحح كلامه يا مدام نرمين انا اسف
ذهبت نرمين إلي الداخل دون كلمه
رونال:ياريتك ما كنت صلحت هتقوم تضربك
رسلان:ليه كده انا اتاسفت
رونال :اصل جرحها ليسه مفتوح ومش هيلم بسرعه
رسلان:تذكر كلامها مع احمد
ورد والله ما كنتش اقصد
فتحيه:عارفين يا ابني بس هي حساسه زياده شوي ربنا يكتب لها الخير ويرزقها باللي ينسيها كل حاجه
رسلان:انشا لله قريب يا حجه
فتحيه:انتم نستنوا موضوع الحاجات
رسلان:يا حجه إذا كان علي حاجتك فسيف بيجيب ذيهم لكل المسافرين
واذا كان علي شوي الحاجات العبيطه دي يا ستي اعتبرهم سلفه وابقوا راجعهم وقت ما تحبوا
فتحيه:ماشي يا ابني ما اني مش مقتنعه تسلم ايدك يا حبيبي
رسلان:استاذن انا بقا بس وحيات النبي تعتذروا لنرمين
رونال:حاضر نرمين قلبها ابيض وبتصفا بسرعه ما تقلقش
ذهب رسلان وعندما فتحوا ما جابه وجدوا ملابس إحرام لفتحيه
ووجدوا أشكال واصناف من كل شكل ولون اشياء حتي لم يروها من قبل
رونال :هي دي الحاجات العبيطه
فتحيه:يمكن يا بنتي عبيطه بالنسبله ربنا يزيدهم
وذهبوا الي نرمين يطيبوا خاطرها
~~~~~~~~~~~
في مكان آخر كانت مريم ما زالت تحكي
طلعت قعدت علي السرير وانا بهدومي تعبانه جدااااا
لقيت بابا طالع ودخل الاوضه عليا مره واحده من غير ما يخبط وبيزعق فيا
مجدي:انتي ايه اللي عملتيه ده
مريم:يا بابا ممكن تهدا الاول
مجدي:انا بسالك ردي عليا
مريم نفخت بضيق وردت : يابابا حضرتك عارف اني مش بسلم علي حد المفروض انت اللي كنت تقول كده
مجدي:انتي تطولي تسلمي عليه ده اشهر راجل اعمال في بلدك
مريم:لا يابابا انا اطول واحسن منه بس يكون محترم
مجدي:وهو قل أدبه معاكي في ايه انشالله
مريم:معني أنه يكلمني من غير ما يستاذنك دي مش قله ادب
مجدي:لا
مريم:طيب خلاص يا بابا وعلي فكره لو بدل المره مليون معك حد انا ما بسلمش علي حد علشان ما يكونش في خناق تاني يا بابا
مجدي:انا مش عارف انتي طالعه لمين
مريم:شيطاني يا بابا شكرا ليك
مجدي تركها وغادر الغرفه واقفل بابها بشده
جلست مريم تبكي وتلعن حظها لو انها كانت مع والدتها بالرغم من ضيق حالها الا أنها كانت سيكون سعيده
وظلت تبكي إلي أن غلبها النعسان وافاقت تاني يوم علي رنين هاتفها
وكانت فتحيه فكنسلت واتصلت هي لمعرفتها ظروف والدتها
مريم:صباح الخير يا ست الكل
فتحيه انبسطت لأن مريم أصبحت تقول مثل رونال وتحس بمكانتها
فتحيه:صباح ايه قولي مسا دي الساعه ١٢ونص
مريم:ياااه هو انا نمت كتير كده بعد الخناقه
فتحيه:خناقه ايه يا بنتي كفله الشر
مريم:مفيش يا حبيبتي لما اشوفك هقولك
فتحيه:ماهو ده اللي كنت عاوزكي فيه
مريم:خير يا حبيبتي
فتحيه:انا عازمكي النهارده علي الغداء
مريم:طيب قولي فطار
فتحيه:تعالي بس ويكون فطار وغداء وعشاء وبيات يا قلبي لو ينفع
مريم:يا ريت اعيش معاكم علطول
فتحيه:والله اتمنا يا بنتي
مريم:خلاص انا هغير هدومي واجي تكوني حطرتي الفطار أفطر معاكم
فتحيه:عيوني يا حبه عيني
أقفلت مريم الهاتف وذهبت لتأخذ حمامها وتذهب سريعا
خرجت ولكن عندما خرجت وجدت من يقف أمام سيارتها ويضع عليها باقه من الورود الحمراء تاخذ العقل ولكن هي لم تهتم
وكان هو مهتم بهاتفه ويكتب شي ولكن عندما اقتربت ادخل الهاتف بجيبه واقترب منها وركع علي ركبته ومد يديه بالورود وبعلبه قطيفه بها خاتم اقل ما يقول عنه أنه رائع
وكان هو
يتبع
الجزء الرابع عشر
(الجحيم )
كانت سودي تنادي علي سيف وهو شارد بأفكاره فهزته ففزع منها
سيف:ايه يا بنتي خضتني
سودي:بنادي عليك بقلي ساعه مالك اللي واخذ عقلك يتهنابه يا عن
سيف:أما حته بنت ادب وجمال واصل طيب
سودي:شكلك وقعت يا معلم
سيف:تصدقي ممكن بس انا شفتها مرتين بس
سودي:مش شرط بس ما سمعتكش بتقول مال
سيف :بس يا هبله مال ايه يعني انا لو اعجبت بواحده عندها فلوس ومش محترمه فلوسها هتخليها محترمه يعني
سودي:ياحبيبي انا مش قصدي وانا عارفه مبادئك بس شكلك كده مش حد انا اتعاملت معاه أو من معارف بابا
سيف:لا دي السكرتاريه الجديده بتاعتي مش عارف هي مالها
سودي:مالها ازاي
سيف:يعني المرتين اللي شفتها فيهم حسيت أن عينها بتلمع لوحدها ذي ما تكون عيونها محبوس فيها الدموع دايما وفي نفس الوقت ابتسامتها جميله شفتها مره وهي بتضحك مع مامتها حسيت قلبي خرجت ودخل تاني مش عارف ايه الاحساس ده
سودي:يبقا مش اعجاب ده حب من اول نظره يا كبير وضحكت عاليا
سيف:يا شيخه روحي انتي كنتي عاوزيني في ايه صح
سودي:يا راجل ده انا نسيت كنت من عاوزك علشنا نتعشا بس زمان الاكل برد هسخنه تاني عقبال ما تغير هدومك وانا اتصل برسلان والحاج
سيف :سيبي بابا طالما قالك عنده شغل
سودي:طيب هتصل برسلان واشوفه فين
أومن برأسه بالموافقه وصعد إلي غرفته ليبدل ملابسه
فدلف الي الحمام ليأخذ حمام بارد لعله يستريح من التفكير فيها
وعندما خرج ارتدي ملابسه ونزل للاسف
كان رسلان جاء وجالس مع سودي منتظرين سيف
سيف:ايه اتاخرت ليه
رسلان :معلش كنت محتاج اغير هواء
سودي:ايه انت كمان بتحب
رسلان:انا كمان ليه مين بيحب في البيت ده
سودي:سيف
سيف:انت تايه عن اختك بتقول اي حاجه وبتتخيل يا عم
رسلان:ماشي هعديها مع أن البت تستاهل
سودي:انت شفتها
سيف بنبره تحذير انا مش هنخلص بقا من الكلام ده
صمتوا ولكن النظرات من تتكلم فضحك سيف علي نظراتهم
سيف:انا اسف اني زعقت فيكم بس انا نفسي مش عارف في ايه
رسلان:سيب نفسك وربنا مش بيعمل حاجه وحشه
رددوا كلهم ونعم بالله واكملوا طعامهم وصعد كل منهم الي غرفته
~~~~~~~~~~~~~
في هذه الأثناء كانت مريم ما زالت تحكي لمحمود
مريم :ايه ده انت اتجنينت
أشهب:لا ما اتجنينتش بس ذي ما تقولي كده بحب امتلك الحاجات النارده
مريم:وانا مش فازه أو تبلوه علشنا تمتلكني
أشهب:يا ستي انا اسف بس انا صريح شوي
مريم نفخت في ضيق ومشيت من أمامه ولكن قبل أن تخطو خطوتها الثانيه وجدته يمسك بيديها فلفت تجاهه
وصفعته صفعه قويه حتي أن وجهه اتجه الي الجهه التانيه
مريم:ده علشنا تعرف تحترم نفسك كويس ولو لاقيت اتعرضت ليا في اي مكان مش هيكون الاخير
وتركت وذهبت سريعا وكان هو علي نفس وقفته لم يتحرك مصدوم من رد فعلها فكانت اي فتاه يمسك يديها كانت تخر تحت قدميه وتطلب المزيد ولكن هذه الفتاه لا يعرف كيف تجرو وتفعل هذا معه
فاستحلف بينه وبين نفسه أنه سياخذها إذا كان برضاها أو غصب عنها ويذلها علي هذا القلم
فذهب وراءها وكانت لم تبتعد كثير فظل يراقبها حتي أنها أخذت بالها واستطاعت أن تختباء منه
وعندما تأكدت أنها ضالته ذهبت سريعا الي والدتها
لتقابلها بتهليل هي ورونال
فتحيه:نورتي يا بنت قلبي
رونال:ايه ده يا ست الكل أنا كده هغير الكلمه دي كانت ليا انا وبس
مريم:يا بنتي حطي في عينك حصوه ملح بقالك ١٨سنه بيتقلك الكلمه دي مستخسره فيا كام يوم
ضحكوا جميعا
فتحيه :ربنا يخليكم ليا يارب
رونال:يارب يا ست الكل بس يلا تعالي بقا اقعدي معاها وانا هحطرلها الغداء
مريم:قولي فطار انا جيت علي هنا علي طول وجوعت اوي من الخناق من الزفت ده
فتحيه:زفت مين يا بنتي خير
مريم حكت ليهم ما حدث وما كان رد فعل والدها قبلها بيوم
فتحيه:خلي بالك يا بنتي بعد كده احسن ده شكله مش سهل يعني ايه بمتلك الحاجه النارده يبقا نيته مش خير ابدا
مريم:انا خايفه اوووي يا ماما وخصوصا أنه ليه شغل ما بابا وممكن بابا يجبرني علي الجواز منه وانا هكون عنده مجرد كميله من ضمن الكماليات وهياخد اللي عاوزه مني وبعدين يذلني
رونال:طيب هتعملي ايه
مريم:مش عارفه بس لازم اقول لبابا
فتحيه:اوعي ابوكي هياخدها فرصه ويجري عليه ويجبرك علي الجوازه دي
رونال:انا رايي يا ماما فعلا تقوله وتهدده لو أجبرها هتنتحر
فتحيه:بعد الشر ايه اللي انتي بتقوله ده
مريم:يا حبيبتي هي قصدها تهديد بس مش اكتر هو انا صغيره يا ماما علشنا اعمل كده
فتحيه :لو انتم شايفين كده خلاص بس افتكروا اني قولتكم بلاش
مريم:خليها علي اللي يا ست الكل
فتحيه:ونعم بالله ربنا يحرسكم ويحميكم وما اسمعش عنكم الا كل خير يارب
رددوا يارب يا ست الكل
رونال:يلا بقا البت زمانها هيغما عليها عندنا
ذهبوا ثلاثتهم الي المطبخ بين ضحك وهزر ومعرفه اشيا عن بعض واتغدوا مع بعض ومر الوقت عليهم كأنها لحظه
مريم نظرت إلي الساعه وجدتها تقرب علي ١١فقامت سريعا
مريم:ياخبر ده هتبقا في مشكله كبيره النهارده
رونال:ليه
مريم:اصلي مش بتأخر عن الساعه٨والوقت اتاخر اوووي مش عارفه هعمل ايه
فتحيه:قولي لابوكي انك كنتي خايفه ترجعي البيت احسن يتعرضلك تاني وخصوصا أنه كان ماشي وراكي
مريم:صح بس يارب تخش عليه
رونال:انشا لله بس اول ما توصلي طمنيني عليكي
مريم تمام خدوا بالكم من نفسكم انتم بس وعلي تليفونات بقا
وذهبت سريعا بعد أن سلمت عليهم وكأنها لن تراهم ثانيا
~~~~~~~~~~~
في الوقت الحالي في صباح يوم جديد وشمس تعلن عن قدوم امل جديد
صحت فتحيه قبل رونال كعادتها لتحضر الفطار
توضيت وصلت فرضها فسمعت صوت خارج الغرفه
فذهبت الي المطبخ لتجد رونال واقفه تعد الافطار وهذه ليست بعادتها ابدا
فابتسمت فتحيه وقالت:ايه الجميل صاحي بدري ليه علي غير عادته
فالتفت إليها رونال وردت:اصلي قولت احطرلك الفطار علشنا ترتاحي قبل السفر
فتحيه:ربنا يخليكي ليا يا بنتي ويرزقك بابن الحلال اللي يريح قلبك وبالك
رونال:امانه عليكي تدعيلي الدعوه دي قدام الكعبه
فتحيه:دي نقطه من بحر اللي عاوزه ادعيه ليكي انتي واختك
رونال:اه والنبي يا ماما ادعيلها كتير اوي ربنا يبعدها عن اللي اسمه أشهب دي علي خير احسن في يوم يجي الطوبه في المعطوبه لحد ما ننفذ اللي في بالنا ونخلص منه
فتحيه:دي تبقا مصيبه يا بنتي ربنا يسترها عليها ده انا قلقانه عليها اووووي
رونال:يارب يا حبيبتي يلا بقا نفطر عاوزه اقعد معاكي قبل ماتنزلي علشنا هتوحشني اوووي وتلالات الدموع في عيونها فأخذتها فتحيه بين أحضانها فتركت العنان لدموعها بالنزول فبدلتها فتحيه نحباها وظلوا هكذا فتره إلي أن رن هاتفها علي المنبه
فسمحت فتحيه دموع رونال ودخلت حتي تستعد
رونال :قامت وعملت كثير من الساندوتشات لفتحيه ودخلت تطعمها وفتحيه تضحك علي طريقه رونال الطفوليه
وفي هذه الأثناء استيقظت نرمين علي صوت طرق علي الباب فقامت سريعا تفتح ولم تنتبه لملابسها النوميه
ففتحت فوجدت أمامها
يتبع . ❝
❞ حور: ايوه ياهبتي كل يوم دروس دروس أنا طهقت امتى ثانوية عامة دي تخلص بقا وأعيش عيشة سكر والله
هبة:كل تعب بتتعبيه بيتسجل عند ربنا ياحبيبتي
حور : يعني أنتِ شايفة إن لو ذاكرنا ربنا هيكرمنا؟
هبة: انتي بتسألي سؤال غير منطقي بالمره إنه يتسأل والله ايه العبط ده يعني انتي مش عارفه أن ربنا قال ˝وأن ليس للإنسان إلا ماسعى˝!
حور: أكيد مش قصدي أقلل من ثقتي في ربنا ولكن أنا بتكلم على الغش اللي بيكون كل سنة واللي بيغش هو اللي بيوصل واللي بيذاكر مش بيوصل لحاجه
هبة: وده مين اللي قالك الفكرة دي؟
حور: انا سألت كتير من الدفعة اللي فاتت تعبوا وذاكروا من مصادر كتير وعملوا كل حاجه ونزلوا دروس كتير وف الآخر ايه؟ ماحدش راح كلية بيتمناها
هبة : مش يمكن انتِ بتروحي للأشخاص الغلط؟ اللي بيشكروا في مذاكرتهم ومايقارنوش نفسهم بالأحسن
حور: بمعنى ؟
هبة: بمعنى أن ربنا بيدي كل واحد على قد مذاكرته وتعبه ويقينه في كرم ربنا مش بكمية الأسئلة اللي حلوها
ايه المغزى من حل أسئلة بدون تركيز اصلًا ومش بكمية الدروس اللي نزلها وبجانب كل ده لازم تكون علاقته بربنا وأهله كويسة
حور: بس تفكير الأهالي أنه ازاي يعني ينزل دروس ومايجيبش مجموع
هبة: حبيبتي انتي ممكن تاخدي ال ٧ مواد أونلاين وماتنزليش ولا تدفعي جنيه ولا تكلفي أهلك بس تسمعي الدرس بتركيز وتحلي عليه بتركيز وتجيبي ملخصات وكتب مراجعه وتحلي امتحانات ف الآخر توصلي لحلمك
العبرة بالكيف لا بالكم♥️ربنا مش هيضيع تعبنا أنا واثقه من ده وهنوصل سوا
حور: فكرة برضو انا زهقت من كتر النزول هحول اونلاين بس البت رنوش مهونة عليا الدروس برضو بأكلنا سوا بعد كل درس
هبة : طب يلا يالمضة خلصتيلي الرصيد زمانك وصلتي السنتر واحنا بنرغي
حور:حقيقي مالقيتش ونس للعمر أحسن منك ورغم أننا قد بعض ونفس السنة المتعبة إلا انك لما بتنصحيني بتتقمصي شخصية إنك أكبر مني وعندك قدرة إقناع ، هايل بجد يافنان
هبة: حبيبي حبيبي والله لولا المسافات كنا ذاكرنا كله سوا وعدينا الصعب🥹
حور: رغم خوفي بس حاسة إن ربنا مش هيخذلنا لأجل أهلنا
هبة: ماتقعديش أنتِ تتمرقعي فيس وواتس وانعزلي شويه باقي شهر خلاص هانت
حور: يوه بقا ماتفكرينيش
هبة: ماأفكركيش ازاي يعني ده مستقبلنا ياحبيبي وكل ده ينفع نتمرقع عليه بعدين بس هنندم أوي على كل لحظه بنضيعها دلوقتي ونيجي بعدين نقول ماوصلناش
اللي بيوصل مش بيضيع اي وقت وأي فرصه مذاكره تيجي قدامه
حور: حاضر يعيوني
هبة: يلا ف رعاية الله♥️
دخلت حور الدرس وحاولت تركز علشان ماتكونش بتضيع فلوس أهلها على الفاضي وإن تركيزها دور من أدوارها في السعي
المدرس: وبكده ياشباب دي تكون آخر حصة وإن شاء الله نتقابل ليلة الامتحان ركزوا كويس الأيام اللي جايه وربنا مش هيضيع تعبكم مالكمش علاقة بمجاميع وتنسيق الدفعات اللي فاتت اللي بيقولولكم مش هتوصلوا.
الفتره دي أنت محتاج كل الدعم والإنعزال وتبعد عن أي احباط ومشتتات وياريت نلغي الفون ده ونستبدله بفون فيه يوتيوب ومنصات بس علشان مانندمش بعدين .
وعلى فكره درجاتكم في امتحاناتي مش مقياس نهائي علشان كنتو بتعيطوا حبيت أقولكم درجات الفاينال مالهاش علاقه وتقدروا توصلوا بمجرد اجتهادكم جامد جمودة آخر شهر ده حتى لو ضايعين من أول السنه شوفوا ايه اللي ناقصكم في كل ماده وافهموه.
الساعه اللي بتضيعها ف اليوم هتفرق معاك جوا الامتحان وهتشوف ده كويس
واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
البنات بعد ماخرجوا من الدرس
حور: والله مستر محمد ده كلامه ده حافز لينا ربنا يباركله
نور: ايوة يابنتي مش زي البني ادم التاني اللي كل مايشوفنا يقولنا هتسقطوا بمستواكم ده
حور: طب ايه مش قولتلكم حرام نغتاب حد يابناويتي
نور: ياستي هو احنا بس اللي بنشتمه ماهو اللي أسلوبه زباله
كاميليا: مش معنى أن غيرنا بيعمل الحرام يبقى ده حلال ليه مانكونش الصالحين وسط ألف جاهلين لدين ربنا؟ ليه مانبدأش احنا
ياسمين: عندك حق انتي صح ومن النهارده هحاول ما أنمّش على حد تاني وهخلِص النية لربنا بأنه يوفقني في الامتحانات وإني هستمر في إني ما أعصيش ربنا مهما كانت النتيجه
حور: طب والله انتو صحبة زي السكر يلا بينا ع بيوتنا علشان نصلي الضهر وننام شويه ونصحى نذاكر كل اللي اخدناه ده ونبدا من بكره نراجع ونجهز جداولنا
ياسمين: ننام؟ ننام ازاي هما اللي في ثانوية بينامو؟
حور: حبيبتي انتِ بتقولي ايه انتِ لازم تنامي من ٦ ل ٨ ساعات متواصل ولو هتاخدي قيلولة ساعة ساعتين مفيش أي مشكله كده كده خلصنا دروس اهو وهيتبقى في يومنا ١٤ ساعه غير النوم منهم ٤ صلاه واكل ومرقعه وقعاد مع أهلنا علشان مانحسش أننا مضغوطين و١٠ مذاكرة متقسمين على مدار اليوم كده احنا فل الفل
بس نذاكر ال ١٠ بس
نور: شايفين العقل شايفين
حور: ربنا يخليني ليكم كده ع طول
بعد ٣ اسابيع وباقي اسبوع على الامتحانات
هبة: أنا خايفه أوي يلا نذاكر كتير
حور: أنا فاقده الشغف مش قادره
هبة:يابنتي مش وقته ده استعيني بالله واقرأي يس وادعي قبل المذاكرة ويلا
حور: حاضر يلا بينا
بعد مرور نص ساعة في أماكن مختلفة وبلاد مختلفة
هبة لنفسها : لسه باقيلي كتير لازم ما أنامش غير لما اخلص كل ده علشان ارتاح نفسيا
حور لنفسها :انا هقرأ الروايه دي واذاكر بعدين
بعد مرور نص ساعه تاني
حور لنفسها: الله دي جميله لازم اكملها وأشوف هيحصل ايه لأبطال الروايه دي
هبة: هانت واخلص الماده دي وارتاح منها وابدا احل امتحانات ساعدني يارب
بعد ساعتين
حور لنفسها: ايه ده الساعه ١٢؟؟ لا لازم انام وهبدا من بكره اذاكر جامد واستمرت هكذا كل يوم بعد نص ساعه مذاكره تضيع ساعتين وكانت بتصلي وتقرأ قران وتصلي قيام الليل وتقول الأذكار
وهبة كانت بتذاكر ساعتين بينهم نص ساعه بريك صلاه وادعيه وكانت هي كمان بتقول الاذكار وتصلي قيام الليل
ولكن يوم النتيجة هل يستويان مثلًا. !!؟
هبة جابت ٩٥ وحققت حلمها ودخلت الكلية اللي بتتمناها
وحور كانت بتعيط علشان مجموعها ماوصلهاش لحلمها
ده يعلمنا أن كل وقت بنضيعه بنتحاسب عليه يوم الامتحان♥️
حور بعياط : يعني ايه اجيب ٧٥ ٪
بعدين افتكرت مرقعتها
يارب أنا عارفة إني قصرت وراضية
وراضية بقضائك في التنسيق والكلية اللي هتختارهالي هدخلها
هنستفاد ايه بعد عياطنا الكتير؟ سواء بعد كل امتحان غير أننا هنضيع مذاكرتنا للمادة اللي بعدها ولو بعد النتيجه ف ده قضاء وقدر واللي حصل مش هنقدر نغيره لازم نرضى باللي جاي وبكل المكتوب وافتكر أن ربنا بيختارلك المجال الخير ليك واللي هتقدر تشتغل فيه كويس وتحقق ذاتك ويمكن ده سبب انك ماتجيبش المجموع اللي نفسك فيه ده غير إنك ممكن قصرت شويه
كل واحدة منهم دخلت الكلية اللي تنسيقها جابها ودخلوا الاتنين نفس الجامعة باختلاف الكليات
أول أسبوع كلية
حور لهبة بعياط: انا تايهه اوي ايه ده الكلية طلعت أصعب كتير
هبة: مش ده اللي كنتِ بتقولي اخلص بس ثانوي ونرتاح
حور: كان ينقطع لساني فتفوته فتفوته رجعوني لثانوي بالله انا عيلة
خلص الترم الاول وجابوا تقديرات كويسة
حور: انا عارفه أن الترم التاني جه وهمارس هواياتي المفضلة وهما الجري للسكاشن والصياح
هبة : كويس ا٣نك عارفه نفسك
حور: أنتِ زهقتي مني أنتِ كمان؟ اصلا اصلا الاهتمام مابيتطلبش
اخر الترم التاني
هبة: ده جدول الفاينل بتاع الترم التاني نزل
حور: وعندنا برضو نزل .عايزه اتجوز والله أو انتحر اصل فكرت فيها مالقيتش حل تالت مش معقوله كائن كتكوت زيي يلحق يلم كل المواد دي دي دوامه هتستمر ٥٠ يوم ليه يعني ليه شفوي ونظري وعملي
هبة: وعملي النظري ونظري العملي ومرار يختاييي
حور: المهم شوفيلي زوج صالح على بكره كده اصل كده كده مش هتخرج من غير بوكيه التخرج
هبة: حاضر إن شاء الله اتخمدي وبكره ننزل ندور على عريس في الشارع هي كل زنقة كده هتقرفيني
بعد مرور سنتين وكانو ف بدايه سنه رابعه
(بسرع ف الأحداث علشان لو مشيت بالتفاصيل هتزهقوا مني وهقلبهالكم روايه مش هعرف اخلصها تاني من كتر الأحداث ده غير أن طاقتي يادوب😂🙆🏻♀️)
ام حور: حور
انتِ يازفتة
حور: نعم يانور عيون الزفتة
ام حور: اهو ده اللي فالحين فيه لسان قد كده
حور: خير يا امي ادخليلي ف الموضوع اصل مش فاضية بذاكر
ام حور: بتذاكري اه ع أساس اني مش عارفه مرقعتك
حور: مشكلتك انك فاهماني ياست الكل والله
ام حور: لمضة
المهم في عريس اتعمى ف نظره عاوزه يتقدملك
حور: بتهزاااااري؟
ام حور وهي بترمي الشبشب : وههزر مع أشكالك ليه
حور: آه يا ماما ماتاخدي وتدي كده معايا الاه
ام حور: صعبان عليا
حور: هو مين ياغالية
ام حور: اللي أمه داعية عليه ده
حور: ده تمنى نجمة ف أعطاه الله قمر والله
ام حور: المهم اقولهم يجو امتى البيزنيس ومان بتاعتنا فاضية. امتى
حور: هتصل على السكيرتارية اشوف مواعيد شغلي وافكر ياحجه
ام حور: شغلك ؟
حور: ماانتي يماما اللي بتسألي أسئلة غريبه يجو فين ماانتي عارفه أن بنتك حبيبتك مش هتاخد خطوة زي دي غير بعد ماتخلص الكلية والماجستير والدكتوراه وال..
الاب: هو ده الصح يابنتي تربيتي
ام حور: هو ترم اللي قاعدلك وبعدها تمشي وتهوينا ياريت
حور: أنا قاعدة ع قلبكم؟ لا اله الا الله
ام حور: هقولهم يجوا الاسبوع ده بما إنك في اجازه ولو حصل نصيب اتخطبوا بعد مايخلص الترم الجاي
حور: ثانية بس مين اللي يجي هو أنتِ قولتيلي مين اصلا ولا ادتيني فرصة اسأل
ام حور: أكرم ابن خالك
حور: نعم؟؟
ام حور: اه والله زي ما بقولك كده
حور: طب انا هدخل اصلي استخاره واحكي لهبهوبه وبعدين نشوف الحوار ده
.... بعد مرور يومين صحيت حور لقيت مامتها بتنضف وبتقولها قومي ساعديني
حور: خير ياماما ايه حملة النضافة المفاجئة دي
ام حور: خالك جاي النهارده ياختي
حور:وانتي لسة فاكره تقوليلي دلوقتي مش قولتيلي اسبوع
ام حور: عارفاكي يعني مش هتعملي فيها سندريلا ف اللبس ده أن ماطلعتيلهوش بالاسدال ده انتي فقر
حور: مش للدرجادي يعني هلبس عباية من بتوعك عادي
ام حور: بت غوري من وشي على الصبح
ولا اقولك هاتي حضن ياعروستي
حور: ايوه هي دي أمي الحنونه حبيبتي
ام حور : يلا تعالى ساعديني قبل. ما الناس تيجي علشان نجهز الأكل
حور : ليه هما كمان هياكلوا؟
ام حور: مش عارفه بجد هو حب فيكي ايه مش عارفااااااااااااا
حور: عيب عليكي ده انا سكر
حور ساعدت مامتها وجهزوا الأكل ونضفوا البيت كله
حور: ماما هما هيدخلوا جوا التلاجه يعملو ايه كفايا ف العيد بتخلينا نكنس تحت السرير اللي اصلا مالهوش مدخل من تحت ومقفول
ام حور: شششش اشتغلي وانتي ساكته ويلا علشان تروحي تلبسي وتحطي ميكاب
حور: ميكاب؟ ليه أن شاء الله هو جوزي علشان يشوفني متزينة بميكاب!!
ام حور: عنك ماحطيتي
حور: احسن برضو اروح البس
لبست حور دريس خروج سيمبل. خالص عادي ولفت طرحتها وماحطتش اي ميكب وخرجت وكانت زي القمر الصراحة والله
ام حور: اهلا ياحبيبي تعالى اتفضل
أكرم: ازيك ياعمتو عاملة ايه
ام حور: بخير الحمد لله اتفضلو تعالو في الصالون
أبو أكرم: عاملة ايه ياحبيبتي
أم حور : الحمد لله بخير ياحبيبي انتو عاملين ايه
أم أكرم: بخير يا حبيبتي كلنا بخير وهنكون بخير أكتر بعد النهاردة إن شاء الله
ابو اكرم: يشرفنا أن احنا نطلب ايد حور بنتي لأكرم والحقيقة أكرم عاوز ياخد الخطوه دي من اربع سنين بس انا رافض علشان دراستها لأني بعتبرها بنتي وعارف مصلحتها كويس
أم حور: والله ياحبيبي هي اصلا رافضه فكره الجواز غير بعد ماتخلص كل حاجه تخص دراستها بس وافقت على الرؤية الشرعية علشان ماتبقاش ظلمت أكرم وعلشان احنا أهل لكن ممكن باقي الخطوات نأجلها شوية
أبو أكرم( اخو أم حور):هو ده الصح ياأختي. امال فين عروستنا
أم حور: تعالى ياحور
حور دخلت وفي أيدها صينيه قهوه حطتها على ترابيزة وسلمت على خالها وحضنته وجت عند أكرم شاورتله من بعيد لانه عارف كدا كدا أنها مش بتسلم وسلمت على مرات خالها وقعدت جنبها
مرات خالها: عاملة ايه ياعمري طمنيني عنك اخبار دراستك
حور: الحمد لله بخير ياطنط دعواتك اعدي الوقت اللي فاضل على خير
أكرم : ربنا معاكِ هتعدي
حور في سرها: انت حد وجهلك كلام اصلا؟
حور: آمين
أبو أكرم: طب ايه نسيب عرساننا لوحدهم شويه
حور: خالو خليك معانا وخد قهوتك معاك بس اه سيب الفنجان اللي جنبه معلقه
ابو اكرم: اشمعنا يابنتي
حور: اصل سكرها زياده لأكرم وبصت بطرف عينها وضحكت
أكرم : لا يابابا روح اقعد مع اختك ومراتك وعمي يلا اتفضل
انت صح
حور: ياسلام
كانو هما خرجوا وهو خاف يقوم من مكانه تعمله مناحة ف قعد وسكت
أكرم:ياسلامين
حور:اتفضل
أكرم: هو ايه اللي اتفضل انتِ محسساني اني واحد جاي صالونات هعرفك بنفسي مستنياني اقولك اني مسلم و مهندس وعندي ٢٥ سنه ولا ايه
حور:مبدأيا اسمها مصونات ثانياً ماهو يعتبر كده برضو ، لا اكيد دي حاجات عارفاها نينينيني ثالثاً اتفضل قهوتك قبل ماتبرد رابعاً ايه مهندس دي ديانة جديده ولا ايه
أكرم: ايه ده انتي بتهزري زي البني ادمين؟
حور: انا غلطانة والله غلطانة
أكرم : لا خلاص والله بس اصل يعني من لما بطلتي تلعبي معانا ف الشارع وعملتي نفسك كبرتي علينا ياهانم ودخلتي جامعه وبطلتي تسلمي علينا بالأيد ومابقاش لينا كلام نهائي مع بعض اعتقد اخر مره قعدنا سوا كان وقت ثانوي لما كنت بحكيلك تجربتي ف ثانوي وحقيقي نسيت اقولك وقتها اني فخور. بيكي وبمجموعك وبكل تعبك وبأي حاجه بتعمليها
حور: شكراً
أكرم: ده اللي قدرك عليه ربنا
حور: اه🙂
أكرم : طب بعيداً عن سماجتك واني حاسس ان الموضوع مش على هواكِ
حور: ليه بتقول كده
أكرم: يمكن علشان مش حاسك طايقاني
حور: بالعكس والله انا بس بتعامل معاك كده علشان انت لسة اجنبي عني
أكرم: انا مصري وابويا مصري
حور ضحكت بس بعدين عملت نفسها مش بتضحك وقالتله خفة الدم مش بالعافية
أكرم: انا بس عايز اعرف اذا كان في امل اكون مش اجنبي ولا لا
حور ابتسمت: يعني امل صغنون وعلى حسب اسلوبك وطباعك وتسهيلات ربنا واسألتي ليك هيتحدد باقي الامل
وطبعا مفروض تعرف أن لو حصل نصيب اكيد كل ده هيكون ف وجود ضوابط خطوبة
أكرم ابتسم جامد: طب الحمد لله انا كنت خايف مايكونش في اي امل ويكون في حد تاني احسن مني
حور: اكيد مش هلاقي احسن منك ياأكرم
بعدين استوعبت اللي قالته وسكتت وبصت ف الارض
وهو بص على كسوفها ومارضيش يعلق علشان مايحرجهاش وضحك وشرب من القهوة
اكرم:تسلم ايدك القهوه جميلة
حور بصتله باستغراب
اكرم: انتي فاكره يعني لما تحطيلي فيها ملح هسيبها؟ لا هشربها علشان اثبتلك حبي، حركات الأتراك دي عارفها
حور: ده انا كنت بطفشك بشياكة!!
أكرم: لا متخافيش قاعد على قلبك
بعدين تليفونها كان بيرن فيديو كول وكانت هبة
أكرم: ده مين قاطع اللحظات السعيدة ده
حور : هبة صاحبتي وهرد سواء برضاك او لا
أكرم: شكرا على كرمك والله يابنتي واخلاقك واحترامك
حور: الله يسترك ايوه ياهبهوب .. مش حاطه هاند فري ف اتظبطي ف الكلام
أكرم: لا عادي انا مش غريب انا جوزك
حور: ماشاء الله اتجوزتني امتى
أكرم: من ابتدائي
هبة : جواز باطل ده خلي بالك لأنها صغيره
أكرم: ايه خفه الدم دي
هبة: بس ايه الدريس العسل ده ياحوري سكر ياعيوني
أكرم : معلش بس هي حوري انا
هبة: ابتدينا ناقر ونقير
حور: هقفل ف وشك وانت هطلع واسيبك
أكرم: لا استني بس ياحور في كلام كتير كنت هقولهولك بس نقول ايه ف قاطع اللحظات السعيده
هبة:ده احنا نسمي العيال بقا ايه رأيك يابت ياحور تسميها هبة
حور: لا ماهي مش ناقصه اتنين الحكايه كفاية واحده
أكرم: نسميها روح علشان اقولها روحي ولو ولد نوح وكمان روح وحور هتبقى حاجة سكر كده وهي اصلا امهم حوريتي
هبة: وتبقى البنت روح اكرم وهي أم روح
حور: لا ايه أم روح ده بيئه اوي انا هسمي مثلا يزن لو ولد ولو بنت أيسل
هبة: امال فين. دراستي ثم دراستي ولا لما كل زنقه امتحانات تقعدي. تقولي جوزوني ودلوقتي رافضه علشان مستقبلك اللي بتعيطي منه وانتي اصلا عندك انفصام
حور: ايوه صح دراستي ثم دراستي انتو خلتوني اندمج ف الكلام ونسيت نفسي منكم لله بجد
أكرم: يعني مش كنتي ام يزن من شوية؟
حور: ماتدخلنيش ف تفاصيل دلوقتي انا اصلا لما سرحتت ف الكلام مع هبة نسيت وجودك
أكرم : للدرجادي غيابي سهل
هبة: خف صعبانيات على البت
أكرم: طب ايه رأيك تقفلي انتي علشان اتكلم مع مراتي في حياتنا اللي جايه
هبة: يعني أنا العزول؟
أكرم: ايواً بالظبط كده
هبة : طب يخويا كده كده هي هتحكيلي كل حاجه
أكرم: أن شاء الله والف الف مبروك
حور: مش هنخلص ام الليلة دي؟
هبة: لا يختي انا ماشية اهو
اكرم: نفسي
هبة بتقول حاجة؟
اكرم: بقول بحب ميسي
هبة: اه بحسب
اكرم : لا ماتحسبيش
هبة: يلا باي ياحوري اكلمك بعد ماالناس اللي عندك دول يمشو وضحكت وقفلت
اكرم: الناس اللي عندك؟
حور: خلاص بقا
اكرم: صبر
حور: لو مش مستحمل غلاسة هبة صاحبتي يبقى مش هتستحملني خلي بالك
اكرم: هبة ايه بس انا لسه شارب فنجان قهوة فيه طن ملح لما بطني هتموتني وصابر اسكتي خالص
حور: واحنا صغيرين انت ماكنتش بتحب القهوه اصلا!
أكرم:مين قال اني بحبها شربتها علشان من ايدك وياريتني ماشربت والله
حور: يعني كده؟
أكرم: ده انا بقولك تسلم ايدك ايه القهوة القمر دي
حور:نينينيني
أكرم: بقولك صح
حور: قول
أكرم: فاكرة لما الحزن صابني
حور: لا والله؟ والوجع غَيَّر في شكلك ولا ايه
أكرم: لا بتكلم بجد والله لما كنا صغيرين ف ابتدائي كده وكنا بنروح المدرسة سوا وماكنتش مصاحب حد هناك غيرك ووقعت من السلم واتكسرت وفضلتي تعيطي؟
حور: لما قعدت تقولي ماتعيطيش انا بخير اهدي ؟
لا مش فاكره خالص
أكرم: ياشيخه؟؟
حور: المهم يعني أنجز
أكرم: وقتها روحتي جيبتي تليفون المدير ورنيتي على باباكي جه اخدني مستشفى ودي احسن مره حد وقف فيها جنبي
حور: امال يعني كنت هعمل ايه ده انت غريب وده موقف عادي
أكرم: يمكن عادي بالنسبة لك علشان انا عادي بالنسبة لك لكن مش عادي بالنسبة لي علشان انتي مش عادية بالنسبة لي
حور: ايه جو أرنبنا في منور انور ده دماغي لفت
أكرم: حور والله انتي هتشليني
حور: ده المطلوب
أكرم: !!!؟؟؟
طب قومي هاتيلي مياه علشان حاسس الملح بيجري ف معدتي
حور: ايه قومي هاتيلي دي بعدين المياه قدامك
أكرم: والله انا بس اكتب الكتاب وهقطعلك لسانك ده
حور: مالك فاكر نفسك توم كروز كده ليه
أكرم: مين ده كمان
حور: مش عارفة هما بيقولوها كده
أكرم: ياالله ياولي الصابرين صبرني
حور: ويصبرني
حور: بص مبدأيا لو انت جاي تتجوزني بناء على شخصيتي وانا صغيره ف أنا اتغيرت تماماً يعني مثلاً عندي عصبية مااعتقدش انك هتستحملها وكمان تلقائيه في الكلام بطريقة عبيطه ودبش زي ماانت شايف يعني ودي حاجات مش بايدي
أكرم: مين قال اني مش عارف كل حاجه عنك خطوة بخطوة !؟
حور: ده ازاي بقا
أكرم: حور انتي فاكراني جاي اطلب ايدك علشان قريبتي كده وخلاص؟؟
حور: ليه هو ف حاجه تاني؟؟
أكرم: حور انا لما كنت بخاف عليكي واحنا صغيرين واضرب اي حد يقربلك كنت فاكر اني بعتبرك اختي عادي علشان ماعنديش اخوات بنات وكان دايما بابا يقولي واحنا نازلين نلعب حور حطها ف عينك دي اختك فاكره لما كنا نيجي نلعب وتلعبي مع اولاد غيري ف ازعق فيكي؟
حور: كنت بتقولي خالو قالك اني مالعبش مع حد غيرك
أكرم:لا دي كانت غيرة من جوايا انا مالهاش علاقة بكلام بابا ولما بقيتي في اعدادي كده وبطلتي تنزلي تلعبي معانا وكنت اجي اخدك عمتو تقولي لا
كنا بنتقابل في المدرسة وانتي ف تالته اعدادي لأن مدرستنا كانت من ابتدائي لثانوي وبعدها ف ثانوي بابا مارضيش يخليني اجي عندكم تاني كنت أنا ف جامعة وانتي اولى ثانوي من وقتها بدأت افتقدك وحسيت أن خوفي عليكي في صغرك ماكانش حب أُخوة لا وبقيت احاول احافظ عليكي مني ومااعترفش بأي حاجة علشان مااغضبش ربنا وان لما تعرفي حاجه زي كده يكون رسمي علشان مااشغلكيش عن دراستك وعلشان كلامنا هيكون حرام
حور: الكلام ده بجد؟
أكرم : امال يعني ههزر معاكي؟
حور: طب ها كمل
أكرم: من غير ماتقولي
وبس ياستي حالياً عدى سبع سنين على اليوم اللي حسيت انها مش مجرد مشاعر وخلاص وانتي خلصتي ٣ سنين ثانوي واهو ف رابعة كلية وانا خلصت ٥ سنين هندسه وبقالي سنتين بشتغل ومستنيكي وهفضل مستنياكي الباقي من عمري لو عايزة
حور: انا عمري ماخطر على بالي أن يكون ف شخص بيحبني أصلاً
أكرم: انتي تستاهلي كل الحب ياحور وتستاهلي ان الواحد يتقي الله فيكي علشان ربنا مايحرمش الشخص ده منك وحقيقي ليا الشرف اني اكون الشخص ده
حور: مش عارفة ارد الحقيقه
أكرم: لا استني هكمل كلامي ده انا شايل جوايا حكاوي من ابتدائي
حور ضحكت
أكرم: قولت لبابا من سبع سنين اني بحبك قالي حور لسه صغيره وف ثانوي وماينفعش تعطلها وحور بنتي زي ماانت ابني
قولتله يعني ايه قالي يعني مش موافق انك تروح تقولها حاجه زي دي غير لما تروح تتقدم رسمي وتكون قد ده وتكون بتشتغل ومعاك فلوسك تبني بيها بيتك بنفسك ولما قولتله يابابا ده مجرد اعتراف علشان ماحدش ياخدها مني قالي ماتخافش حور مش هتاخد خطوه زي دي وهي صغيره
ولما نجحتي ف الثانوي ودخلتي جامعه قولتله تاني وقالي لما تخلص انت كليتك وبس ياستي يوم ماجينا نباركلك واجهت عمتي وقالتلي انك رافضه خطوبة ف السن ده وامي كانت عارفه وباباكي وأمة لا اله الا الله كانت عارفه الا انتي وانا كنت متفق مع باباكي يرفض. العرسان من غير مايرجعلك لغايه مااكون كونت نفسي يعني مرفوضلك بتاع ٧ عرسان وكل مره فيهم كنت بتغاظ اكتر لغاية ماشوفت أنه كفايا انتظار كده
حور بإستفزاز : ياسلام افرض كنت حابة اوافق على حد فيهم
اكرم وهو بيمثل الهدوء: توافقي ازاي يعني مش فاهم
حور بخوف: لا ابداً بكح كمل يلا
أكرم: سلامتك يختي من الكحة
حور: الله يسلمك والله
أكرم: بس بقا خلتيني افصل عن الحوارات اللي كنت بحكيها
حور: كمل كمل خلينا نسمع
أكرم: هكمل علشان انا مش جاي غير علشان احكي
حور: استغفر الله العظيم
أكرم: من كل ذنب
حور: طب ايه والله اطلع بره
أكرم: لا خلاص
بس ياستي وطول السبع سنين دول كنت بسأل عمي عنك دايما وكنت بعرف كل مره بتتعبي فيها من عمتي لما كانت تقول لبابا وكنت بقوم اصلي ركعتين قضاء الحاجة بنية شفاءك وكنت ببقى حزين اوي والله وعارفة اكونت الفيس الفيك اللي عملتيه علشان ماحدش يعرفه ؟
حور: بجد مبسوطه اوي
ماله اكونت الفيس ده كمان انت عرفته؟؟
أكرم: ظهرتيلي مره صدفه وبعدين عرفت أنه انتي وكنت عامل فولو وع فكره ف شوية ولاد بيقعدو يعملو ريأكتات همسحلك الاكونت خالص بس استني
حور: ثانيه بس ده انا مش بشوف مين بيعمل ريأكتات اصلا بعدين ف الفريندس مش عندي غير بنات ومش محتاجه أكدلك على حوار زي ده يعني
أكرم: اقصد الفولورز
حور: اه ده طبيعي لان الاكونت بابلك
أكرم: هنشوف الاكونت ده بعدين
حور: سيبك انت عرفت ازاي الاكونت ده ماحدش من العيلة يعرفه
أكرم: ماانا بقولك اهو ظهرلي والله وكنت بقرأ اسكريبتاتك على انك واحده غريبة عادي ومره لقيت اسمك مكتوب ثلاثي عرفتك بقا ولزقت هناك وانا اللي كنت ببعتلك مسجات على صراحة على فكره
حور: انهي مسج فيهم
أكرم: كل المسجات اللي كنتي بتنزليها ومش عارفه مين صاحبها وكنت بتابع ف صمت تام وكنت بحب خواطرك وكتاباتك اوي وفخور بيكي وبكل انجازاتك حقيقي
حور: أنا ممتنة ليك بجد ده انا كنت افتكر أن محدش يعرفني ولا حد معبرني
طب لو هنتكلم من ناحية البيت اللي هنعيش فيه هو خالي بنى ليك شقه فوق شقته ولا ايه النظام
أكرم: انا كنت شايف ليكي يعني من خمس سنين بوست انك مش عايزه تسكني ف بيت عيلة
حور: ده انت متابع فعلاً بقا
أكرم: عيب عليكي وحوار انك رافضة جواز القرايب ده عملت نفسي ماشفتهوش انتي كمان انسى الحوار ده وهحققلك باقي احلامك
حور: خلاص نعتبرك غريب علشان بحب خالو بس
أكرم: إن شاء الله اكون مكان خالك
حور: ازاي يعني
أكرم: انتي غبيه ومش بتفهمي تلميحات وهتتعبيني
حور: شكراً لذوقك ياغالي
أكرم: المهم أن بابا كان معاه ارض ف حته بعيده خالص عنننا وعنكم واداهالي هديه واتفقت مع الناس اللي هتبني بس مارضيتش احط فيها طوبه غير لما اجي اتقدملك
حور: هو انت كمان عارف اني عاوزه اختار نظام بيتي بنفسي والبلكونات والبناء وكده؟
أكرم: بقولك متابعك من سنين وعارف كل حاجة وكمان يعني صاحبي اخو صاحبتك كنت بخليه يعرف منه معلومات كتير عن احلامك المستقبلية ف الجواز
حور: صاحبتي مين ثانيه بس!!
أكرم: نور
حور: ماشي يانور لما اشوفك
أكرم: هي كانت عارفه وكل اصحابك عارفين
حور: ماشاء الله ده انا اخر من يعلم جداً
أكرم: انتي اخر من يعلم فعلاً
المهم ف حاجات ف جروبات ادوات منزلية وبوستات عند فاطمة البري كنت بشوفك عامله عليها ريأكتات هناك كل الحاجات دي مشتريهالك وحاططهالك ف اوضتي واول مرتب اخدته لما اشتغلت وانا طالب ف سنة تانية جامعة اشتريتلك بيه بوكس كُتب وشيلتها عندي وعامل ليكي تابلوه كبير بتاني مرتب ليا وتالت مرتب حوشته على مرتب باقي الشهور لغاية ماوصلت رابعة كلية واشتريتلك بيه ايفون ١٣
اللي كان نفسك فيه وقتها
واخر سنتين كلية مرتبهم من الشغل اللي كنت بشتغله
وانا ياستي كنت بشتغل ف صيدليه بالليل بجانب اسيستنت اونلاين وبالنهار ف الكليه وكنت بحاول أوفق بين الدراسة والشغل علشان اجمع فلوس تكفيني واحوش منها علشان ابني بيتي بنفسي وحالياً بعد سنتين تخرج شغال مهندس بجانب شغل تاني اونلاين والحمد لله قدرت اجمع فلوس الشبكة والاجهزه خلال شغل السنين اللي فاتت والباقي بابا هيساعدني فيه بس ياستي دي حدوتي ها
حور وهي بتمسح دموعها: بجد انا اللي فخورة جدا بكل حاجه عملتها علشاني ومش عارفه اشكرك ازاي بس انا مش محتاجه شبكة خاتم واحد يكفيني بجد ومعاه دبلة وفل كده وباقي الفلوس نجهز بيها بيتنا وبعد الجواز هستنى منك الشبكة عادي
أكرم: لا طبعًا مافيش الكلام ده بس
أفهم من كده إنك موافقه؟
حور: لا مين قال كده هصلي استخاره الاول وأشوف راي بابا
اكرم: عمتي قالتلي أن بقاالك ٣ ايام بتصلي استخاره دي حاجه تاني حاجه باباكي عارف كل حاجه اصلا
حور: لا برضو هفكر
أكرم: طب فكري مع نفسك .. ياعمي يابابا ياماما
ابو اكرم دخل: في ايه يابني
أكرم: حور موافقة
حور: ثانية والله ماانا قولت كده
أكرم: دي لسه قايلالي حالًا ما أقدرش أعيش من غيرك
حور: انا ؟؟ والله ماحصل
ام حور: لا دي آخرها تقولك اطلع بره دي مش بتاعة الكلام ده
حور: امي حبيبتي
ابو حور: ايوه يعني اتفقتوا على ايه
أكرم: انا بقول نجيب المأذون بكره علشان الساعه عشره زمانه نايم
حور: مأذون ايه انت كمان يابابا قول حاجه
ابو حور: هو بيتكلم صح
ام حور: تعبتي الواد معاكي ياشيخه
ام اكرم: انا من رأيي نجيبه بكره برضو
حور: لا والله كلكم عليا؟؟؟
طب على فكره لازم فتره خطوبه علشان نتعرف على بعض
أكرم: نتعرف على بعض ايه انا بقالي تلات ساعات بحكيلك قصه حياتي قال نتعرف على بعض عايزه تعرفي ايه اكتر من كده
اه نسيت اقولك مواعيد نومي ومواعيد اكلي دي الحاجه الوحيده اللي ناقصه
حور: مش وقت استظراف خالص ياخفة
أكرم: انا اللي بستظرف؟
خطوبة ايه ولسه هنعمل ضوابط خطوبة واجي ارن عليكي ماترديش ولما اجيلك الكلية تعملي نفسك ماتعرفنيش طب ليه ان شاء الله مااحنا نكتب الكتاب ونتجوز بعد ماتخلصي كليتك وتاخدي دبلومتك وف الفتره دي هنكون كاتبين كتابنا ونخرج سوا عادي ونتكلم براحتنا ونبني بيتنا بنفسنا خلال السنتين دول ونخلص كل الاجهزه وكل حاجه
حور: لو فاكر اني هقتنع ف انا فعلا اقتنعت بس ليه الشك
أكرم : تحياتي من غير التاء والله مش عارف ازاي كنتي عايزاني اعيش حياتي وعمتي مش حماتي
حور: انا هاخدك علشان كرييتيڤ بس مش اكتر
أكرم:يعني مش علشان عجبك تفكيري؟
حور: تؤتؤ
ابو اكرم: طب نحن هنا طيب مفيش احترام
أكرم: اكتب الكتاب وماحدش هيقولي تلت التلاته كام بس الصبر
ام اكرم: لما نروح البيت بس
ام حور: ها يبنتي موافقه أن كتب الكتاب يكون ف اجازه الترم الاول والفرح بعد سنتين؟
حور: تمام ياماما اللي تشوفيه
أكرم: دلوقتي تمام ياماما اللي تشوفيه؟ بس ثانيه كتب كتاب ايه اللي ف الاجازه انا لسه هستنى شهرين
حور: مش احسن ماتستنى سنتين؟ ع الأقل اجيب دريس كتب الكتاب
أكرم: ليه انتي فاكره نفسك هتعمليه ف قاعه وافرج الناس علينا واحنا بنرقص يعني ولا ايه
حور: اصلا كنت هعمل كتب كتاب اسلامي والفرح هستبدله بعمرة ليه ادفع ١٠٠ الف ف قاعه على كام ساعة ماندفع حاجة بسيطه عليهم ونسافر سوا عمرة اخر رمضان وكأانها حج
أكرم: اتنين بس احنا واحد وافكار واحده والله
ابو حور: هتاخدوني معاكم ياولاد صح
أكرم: هات فلوس وتعالى ياعمي
ابو حور: اصيل ياابو رحاب اصيل
أكرم: لا عيب عليك ياعمي ده انا ابو الأصول
ابو حور: واضح ايوه هتقولي
المهم اتفقو كتب الكتاب امتى وبعد كتب الكتاب جهزو بيتكم وشبكتكم وكل حاجتكم ومفيش كلام تليفونات ولا خروجات ولا حتى تيجي هنا لغايه كتب الكتاب
أكرم: ينفع نكتب الكتاب دلوقتي
حور: وده علشان ايه أن شاء الله؟
أكرم: علشان خاطري يعني هيكون علشان ايه
ابو اكرم: اللي خلاك تصبر سبع سنين قادر يخليك تصبر كام شهر كمان
حور: على رأيك ياخالو قوله
أكرم: هيقولي حاضر ياختي هيقولي وهصبر سنين مش شهور
حور: يعني مثلا هاجي كام مره ببالك في الشهور دي
أكرم: هي مرة واحده
حور: ياراجل!؟؟
أكرم: علشان انتي جيتي مره ومامشيتيش من ساعتها
حور: مشكلتك انك مش نرم ودي مشكله جميله جداً
أكرم: وده المطلوب كده كده
حور: المهم يعني هتعملي مكتبة في البيت واوضة خاصه بالمكتبة دي وركن صلاة؟
أكرم: اعتبريهم اتعملوا
حور: اهو هو ده اللي هيصوننا ياقلبي والله
أبو حور: خلاص يبقى كتب الكتاب تاني اخر يوم امتحانات لحور
الترم ده
أكرم: بوسة لعمي الجدع
ابو حور: الف مبروك ياحبايبي
حور وهي بتحضن باباها: الله يبارك فيكي ياحبيبي وشكراً لكل حاجه عملتها علشاني♥️♥️
أكرم: وانا مفيش شكراً ليا؟
حور: مممممم هفكر وضحكت
شكراً بجد علشان انا النهاردة حاسة ان كل اللي بيحصل ده كتير عليا
أكرم : مفيش اي حاجه تكتر عليكي
قولتلك تستاهلي كل خير الدنيا
تمت . ❝