❞ كلمة (كاشر) تأتي بمعنى عبوس الوجه والضحوك على النقيض، أليس كذلك؟
هشّ بَشّ
جَهْم عابس x هَاشٌّ باشٌّ
ضحوكٌ x بَكَّاء
بَسَّام x كئيب
باسم x حزين
كشر معناها كَشَفَ. إذا كشف الإنسان أو الحيوان عن أسنانه يقال: كَشَرَ. أسَدٌ كاشر. قال المتنبي:
إذا رأيتَ نيوبَ الليثِ بارزةً •• فلا تظنن أنَّ الليثَ يبتسِمُ
قال الْجَوْهَرِيُّ: الْكَشْرُ التَّبَسُّمُ. يُقَالُ: ڪَشَرَ الرَّجُلُ وَانْكَلَّ وَافْتَرَّ وَابْتَسَمَ ڪُلُّ ذَلِكَ تَبْدُو مِنْهُ الْأَسْنَانُ. ابْنُ سِيدَهْ: ڪَشَرَ عَنْ أَسْنَانِهِ يَكْشِرُ ڪَشْرًا أَبْدَى، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الضَّحِكِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ ڪَاشَرَهُ، وَالِاسْمُ الْكِشْرَةُ ڪَالْعِشْرَةِ. وَكَشَرَ الْبَعِيرُ عَنْ نَابِهِ أَيْ ڪَشَفَ عَنْهُ. وَكَاشَرَهُ إِذَا ضَحِكَ فِي وَجْهِهِ وَبَاسَطَهُ˝.
قال صاحبي: ˝سمعت العوامّ مراراً يقولون: (ماتكشَّرش وشك) من باب النهي عن الحزن فخيِّل لي أمرٌ˝.
قلت: ˝رُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أنه قال: إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ، وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَقْلِيهِمْ أَيْ نَبْسِمُ فِي وُجُوهِهِمْ مع أن قلوبنا تكرههم˝.
اللهجة العامية لغة منحدرة من أصل.
والتكشير بالمعنى العاميّ صحيحٌ.
ڪَشَرَ السَّبْعُ عَنْ نَابِهِ إِذَا هَرَّ الْحِرَاشَ، وَكَشَرَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ إِذَا تَنَمَّرَ لَهُ وَأَوْعَدَهُ ڪَأَنَّهُ سَبْعٌ.
كشَّر فعل يدل على مبالغة في الكشْر الذي هو -بنص المعجم- كشف الأسنان لتبسُّم أو لإيعادٍ وتهديد.
الحِراش معناه المنازعة والمصارعة التي تكون بين الحيوانات.
والسبع لفظ يُطلق على كل حيوان مفترس يأكل اللحم.
فأنت إذا لطمتَ غلامًا على وجهه مثلًا فإنك تراه ينظر إليك مُغاضبًا يحكُّ بعضُ أسنانه بعضًا مِن الغيظ يريد أن يفتِك بك.
عندئذٍ يحق لك أن تقول له: لا تكشر!
˝كشَّر الشخصُ :أظهر استياءً وعدم رضى عن أمر˝. هذا نصّ ما ذكره صاحب معجم اللغة العربية المعاصرة. ولستُ أعلم متى صارت الناس تستعمل كشَّر بمعنى ˝أبدى الحزن˝. أعني المدة الزمنية أو العصر الذي بدأت الناس تستعمل هذه اللفظة بهذا المعنى (الحديث).
وردت كلمة ˝نسوان˝ عليَّ مِن الشعر القديم والحديث وهذه شواهد:
قال الشَّنْفَرَىٰ:
فأيَّمتُ نسوانًا ويَتَّمتُ وِلدةً •• وعدتُ كما أبدأتُ والليلُ أليَلُ
أي قتلتُ رجالًا فصارت النساء أيامى والأولاد يتامى، وعدتُ مثل اللمح بالبصر، والليل مظلم لا قمر له، وليس فيه ضوءٌ ألبتَّةَ.
قال عمر بن أبي ربيعة:
أهذا سِحرك النسوان قد خبَّرنني الخبَرَا
وقال المتنبي:
مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ •• لا في الرِّجالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ
وقال شاعر:
فواللهِ ما أدري أزِيدَتْ ملاحةً •• على سائرِ النسوانِ أم ليس لي عقلُ
وقال ابن حزم:
وهل يأمَن النسوانَ غيرُ مغفَّل •• جهولٍ لأسباب الرَّدَى متأرضِ؟
قال معروف الرصافيّ:
لو أخلص الغُزَّى بنُصرةِ دينهم •• ما حَلَّ سَبْيُ حَرائرِ النسوانِ
وقال حافظ إبراهيم:
فتَضَعضَعَ النسوانُ والــ••ــنِسوانُ ليس لَهُنَّ مُنَّةْ
قال صاحبي: ˝هل أفهم مِن كلامك أنها استعملت بهذا المعنى؟˝
قلت: ˝كل لفظة استُعملت في العصر الجاهليّ والإسلامي: صحيحة فصيحة. وأما اللفظة التي بدأ الناس استعمالها أو استعمالها بمعنى حديث في العصر العباسيّ فإنها تسمَّىٰ لفظة مولَّدة. وأما اللفظة التي استعملت في العصر الحديث تُسمى لفظة مُحدَثة.
استعمل ما شئتَ ولا تقيّد نفسك، فالله رحيم بعباده.
كم مِن عالِمٍ ضيَّق واسعًا لأنَّ الله تعالى وهبه علمًا غزيرًا بلغة العرب.
أنت لا تعيش في الجاهلية، ولا تعيش في العصر العباسيّ. أنت تعيش في عصر فيه رجاله وعلماؤه، ولكل واحد منهم رأيُه. فخذ ما شئتَ ودع ما شئت ما دمتَ لا تتكلَّف.
إنها لغة. ولا شك في أن عمل علمائنا القدامى انحصر في محاولة تحديد اللغة وتراكيبها ومعاني ألفاظها في مدة زمنية تتراوح ما بين العصر الجاهليّ والعصر العباسيّ الأول. ونظروا إلى لغة هذه المدة على أنها لغة نقية -أو تكاد- وسموا هذه المدة بـ˝عصور الاحتجاج˝، ونظروا بازدراء ظل يزداد إلى كل تطوير ينال اللغة ˝النقية˝، تلك اللغة القريبة من لغة القرآن الكريم.
وفي القرآن تراكيب لا يُستحسن استعمالها الآن لأنها تسبب ارتباكا. مثل: لا أقسم بيوم القيامة، و˝إن كل نفسٍ لمّا عليها حافظ˝، و˝وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم˝.
ولم يعد أحد يستعمل لولا بمعنى: هَلَّا
والعكس بالعكس. ففي اللغة المعاصرة ألفاظ تستعمل على نحوٍ يؤثّر في فَهمنا لكتاب الله إن لم نُدرِك أن اللفظة القرآنية لها معنى يخالف ذلك المعنى الذي نستعمل هذه اللفظة به˝. ❝ ⏤محمد سيد عبد الفتاح
❞ كلمة (كاشر) تأتي بمعنى عبوس الوجه والضحوك على النقيض، أليس كذلك؟ هشّ بَشّ جَهْم عابس x هَاشٌّ باشٌّ ضحوكٌ x بَكَّاء بَسَّام x كئيب باسم x حزين كشر معناها كَشَفَ. إذا كشف الإنسان أو الحيوان عن أسنانه يقال: كَشَرَ. أسَدٌ كاشر. قال المتنبي: إذا رأيتَ نيوبَ الليثِ بارزةً •• فلا تظنن أنَّ الليثَ يبتسِمُ قال الْجَوْهَرِيُّ: الْكَشْرُ التَّبَسُّمُ. يُقَالُ: ڪَشَرَ الرَّجُلُ وَانْكَلَّ وَافْتَرَّ وَابْتَسَمَ ڪُلُّ ذَلِكَ تَبْدُو مِنْهُ الْأَسْنَانُ. ابْنُ سِيدَهْ: ڪَشَرَ عَنْ أَسْنَانِهِ يَكْشِرُ ڪَشْرًا أَبْدَى، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الضَّحِكِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ ڪَاشَرَهُ، وَالِاسْمُ الْكِشْرَةُ ڪَالْعِشْرَةِ. وَكَشَرَ الْبَعِيرُ عَنْ نَابِهِ أَيْ ڪَشَفَ عَنْهُ. وَكَاشَرَهُ إِذَا ضَحِكَ فِي وَجْهِهِ وَبَاسَطَهُ˝. قال صاحبي: ˝سمعت العوامّ مراراً يقولون: (ماتكشَّرش وشك) من باب النهي عن الحزن فخيِّل لي أمرٌ˝. قلت: ˝رُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أنه قال: إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ، وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَقْلِيهِمْ أَيْ نَبْسِمُ فِي وُجُوهِهِمْ مع أن قلوبنا تكرههم˝. اللهجة العامية لغة منحدرة من أصل. والتكشير بالمعنى العاميّ صحيحٌ. ڪَشَرَ السَّبْعُ عَنْ نَابِهِ إِذَا هَرَّ الْحِرَاشَ، وَكَشَرَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ إِذَا تَنَمَّرَ لَهُ وَأَوْعَدَهُ ڪَأَنَّهُ سَبْعٌ. كشَّر فعل يدل على مبالغة في الكشْر الذي هو -بنص المعجم- كشف الأسنان لتبسُّم أو لإيعادٍ وتهديد. الحِراش معناه المنازعة والمصارعة التي تكون بين الحيوانات. والسبع لفظ يُطلق على كل حيوان مفترس يأكل اللحم. فأنت إذا لطمتَ غلامًا على وجهه مثلًا فإنك تراه ينظر إليك مُغاضبًا يحكُّ بعضُ أسنانه بعضًا مِن الغيظ يريد أن يفتِك بك. عندئذٍ يحق لك أن تقول له: لا تكشر! ˝كشَّر الشخصُ :أظهر استياءً وعدم رضى عن أمر˝. هذا نصّ ما ذكره صاحب معجم اللغة العربية المعاصرة. ولستُ أعلم متى صارت الناس تستعمل كشَّر بمعنى ˝أبدى الحزن˝. أعني المدة الزمنية أو العصر الذي بدأت الناس تستعمل هذه اللفظة بهذا المعنى (الحديث). وردت كلمة ˝نسوان˝ عليَّ مِن الشعر القديم والحديث وهذه شواهد: قال الشَّنْفَرَىٰ: فأيَّمتُ نسوانًا ويَتَّمتُ وِلدةً •• وعدتُ كما أبدأتُ والليلُ أليَلُ أي قتلتُ رجالًا فصارت النساء أيامى والأولاد يتامى، وعدتُ مثل اللمح بالبصر، والليل مظلم لا قمر له، وليس فيه ضوءٌ ألبتَّةَ. قال عمر بن أبي ربيعة: أهذا سِحرك النسوان قد خبَّرنني الخبَرَا وقال المتنبي: مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ •• لا في الرِّجالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ وقال شاعر: فواللهِ ما أدري أزِيدَتْ ملاحةً •• على سائرِ النسوانِ أم ليس لي عقلُ وقال ابن حزم: وهل يأمَن النسوانَ غيرُ مغفَّل •• جهولٍ لأسباب الرَّدَى متأرضِ؟ قال معروف الرصافيّ: لو أخلص الغُزَّى بنُصرةِ دينهم •• ما حَلَّ سَبْيُ حَرائرِ النسوانِ وقال حافظ إبراهيم: فتَضَعضَعَ النسوانُ والــ••ــنِسوانُ ليس لَهُنَّ مُنَّةْ قال صاحبي: ˝هل أفهم مِن كلامك أنها استعملت بهذا المعنى؟˝ قلت: ˝كل لفظة استُعملت في العصر الجاهليّ والإسلامي: صحيحة فصيحة. وأما اللفظة التي بدأ الناس استعمالها أو استعمالها بمعنى حديث في العصر العباسيّ فإنها تسمَّىٰ لفظة مولَّدة. وأما اللفظة التي استعملت في العصر الحديث تُسمى لفظة مُحدَثة. استعمل ما شئتَ ولا تقيّد نفسك، فالله رحيم بعباده. كم مِن عالِمٍ ضيَّق واسعًا لأنَّ الله تعالى وهبه علمًا غزيرًا بلغة العرب. أنت لا تعيش في الجاهلية، ولا تعيش في العصر العباسيّ. أنت تعيش في عصر فيه رجاله وعلماؤه، ولكل واحد منهم رأيُه. فخذ ما شئتَ ودع ما شئت ما دمتَ لا تتكلَّف. إنها لغة. ولا شك في أن عمل علمائنا القدامى انحصر في محاولة تحديد اللغة وتراكيبها ومعاني ألفاظها في مدة زمنية تتراوح ما بين العصر الجاهليّ والعصر العباسيّ الأول. ونظروا إلى لغة هذه المدة على أنها لغة نقية -أو تكاد- وسموا هذه المدة بـ˝عصور الاحتجاج˝، ونظروا بازدراء ظل يزداد إلى كل تطوير ينال اللغة ˝النقية˝، تلك اللغة القريبة من لغة القرآن الكريم. وفي القرآن تراكيب لا يُستحسن استعمالها الآن لأنها تسبب ارتباكا. مثل: لا أقسم بيوم القيامة، و˝إن كل نفسٍ لمّا عليها حافظ˝، و˝وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم˝. ولم يعد أحد يستعمل لولا بمعنى: هَلَّا والعكس بالعكس. ففي اللغة المعاصرة ألفاظ تستعمل على نحوٍ يؤثّر في فَهمنا لكتاب الله إن لم نُدرِك أن اللفظة القرآنية لها معنى يخالف ذلك المعنى الذي نستعمل هذه اللفظة به . ❝
وذات يوم كان سيف عائدًا من المدرسة وسألته أحد الجيران عن والدته هل هى ستذهب إليهم اليوم لتغسل السجاد أم ستأتي إليهم غدًا؟ تضايق للغاية أن والدته تعمل خادمة في المنازل وتركها ولم بجبها على سؤالها . وقرر أن والدته لم تعمل بعد اليوم وعاد إلى المنزلمستشيطًا من الغضب وجد والدته تنقي الأرز القى الحقيبة بغضبٍ على الأرض بضيق وسألها :
-ازاي يا ماما تنزلي تشتغلي وأنا موجود ومحدش يقول
لي أعرف بالصدفة يا ماما؟ ثم أكمل:
وأسألك جايبة الفلوس الدروس منين؟ تقولي لي مره من
خالي ومرة من خالتي!! كده يا ماما تشتغلي في البيوت؟!.
ومن غير ما أعرف !!و تكذبي علينا؟
وضعت إيمان الصينية التي بها الأرز على الطاولة بضيقوقامت من على المقعد وسألته بعصبية:
-أمال يا ابني كنت عايزني أعمل إيه وأجيب منين؟ مش
أحسن ممد إيدي لده ولده أبوك منه لله كان معيشنا في جحيم وكان بيديني يدوب على القد ولما طلقني حتى مطلقنيش عند مأذون طلقني شفوي، و مبعتليش ورقة طلاق عشان اخد حتى معاش مطلقين أبوك جبروت
ويموت ع القرش و معطنيش مليم أصرفه عليكم ثم تنهدت
وأخبرته أن خاله وخالته ليسوا أغنياء كما يعلم وأنهم يساعدوا على قدر مقدرتهم ولكن لم يكفي لأن الحِمل ثقيل مصروفات منزل وتعليم وأشياء أخرى .
ولكن سيف كان رافض أنها تعمل و خصتًا أنها تعمل خادمة في المنازل فسألها بضيق:
- تشتغلي خدامة في البيوت؟
-الشغل مش عيب، العيب اللي يمد إيده للناس للحرام ولا اللي قابل يبقى عاله على غيره ويقول الظروف و الجوبات وبعدين الناس اللي بشتغل عندهم محترمين
وحتى لما تعبت ودوني للدكتور وكشفوا عليَّ وقالو لي لو
احتاجتي أي حاجة ما تتردديش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ{21}ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد عليها بنرفزة :- كتر خيرهم بس مش هتنزلي تشتغلي
تاني وأنا مش هروح المدرسة وهنزل أشتغل وأنتِ تقعدي
في البيت معززة مكرمة.
إيمان عندما سمعت من ابنها أنه سيترك التعليم شعرت
كأن أحدًا سكب عليها دلو ماء ساخن وسألته بعصبية :
-إزاي تسيب تعليمك أمال أنا اتحملت بخل أبوكم وأسلوبه
الهمجي عشان مين؟ ونزلت أشتغل لما أبوكم رماني و
معطنيش ولا مليم عشان مين؟ مش عشانكم؟
ثم أكملت وهى تتنهد:
- ورجاله عرضت عليَّ الجواز وأنا أرفضهم عشان
مجبلكمش جوز أم عشان مين مش عشانكم؟!! وعشان
أعلمكم ويبقى معاكم شهادات وعشان اقدر أجهز إخواتك
البنات لما يكبروا وأنت تيجي تقولي أسيب المدرسة؟!
كان صوت إيمان وسيف عاليًا فسمعتهم ياسمين وهى
بالخارج وسألتهم عقب دلوفها عن سبب الصوت العالي:
- في إيه يا سيف؟ في إيه ياماما؟ صوتكم جايب لآخر
الشارع
أجابها بعصبية: ماما يا ستي بتشتغل في البيوت بقولها
أنا هسيب المدرسة و هنزل أشتغل عشان عايز أريحها
بتزعقلي يرضيكي؟!!
ربتت ياسمين على ذراعه وأجابته أنه من الممكن أن
يعمل ويدرس بنفس الوقت، وينظم وقته للمذاكرة وللعمل
ولا داعي لترك دراسته.
گ/ عزة ابو يوسف. ❝ ⏤عزة السعيد ابو يوسف
❞ اقتباس من قصة ( أب هذا أم لعنة)
وذات يوم كان سيف عائدًا من المدرسة وسألته أحد الجيران عن والدته هل هى ستذهب إليهم اليوم لتغسل السجاد أم ستأتي إليهم غدًا؟ تضايق للغاية أن والدته تعمل خادمة في المنازل وتركها ولم بجبها على سؤالها . وقرر أن والدته لم تعمل بعد اليوم وعاد إلى المنزلمستشيطًا من الغضب وجد والدته تنقي الأرز القى الحقيبة بغضبٍ على الأرض بضيق وسألها :
- ازاي يا ماما تنزلي تشتغلي وأنا موجود ومحدش يقول
لي أعرف بالصدفة يا ماما؟ ثم أكمل: وأسألك جايبة الفلوس الدروس منين؟ تقولي لي مره من خالي ومرة من خالتي!! كده يا ماما تشتغلي في البيوت؟!. ومن غير ما أعرف !!و تكذبي علينا؟ وضعت إيمان الصينية التي بها الأرز على الطاولة بضيقوقامت من على المقعد وسألته بعصبية:
- أمال يا ابني كنت عايزني أعمل إيه وأجيب منين؟ مش
أحسن ممد إيدي لده ولده أبوك منه لله كان معيشنا في جحيم وكان بيديني يدوب على القد ولما طلقني حتى مطلقنيش عند مأذون طلقني شفوي، و مبعتليش ورقة طلاق عشان اخد حتى معاش مطلقين أبوك جبروت ويموت ع القرش و معطنيش مليم أصرفه عليكم ثم تنهدت وأخبرته أن خاله وخالته ليسوا أغنياء كما يعلم وأنهم يساعدوا على قدر مقدرتهم ولكن لم يكفي لأن الحِمل ثقيل مصروفات منزل وتعليم وأشياء أخرى . ولكن سيف كان رافض أنها تعمل و خصتًا أنها تعمل خادمة في المنازل فسألها بضيق:
- تشتغلي خدامة في البيوت؟
- الشغل مش عيب، العيب اللي يمد إيده للناس للحرام ولا اللي قابل يبقى عاله على غيره ويقول الظروف و الجوبات وبعدين الناس اللي بشتغل عندهم محترمين
وحتى لما تعبت ودوني للدكتور وكشفوا عليَّ وقالو لي لو احتاجتي أي حاجة ما تتردديش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ﴿21﴾ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رد عليها بنرفزة :- كتر خيرهم بس مش هتنزلي تشتغلي تاني وأنا مش هروح المدرسة وهنزل أشتغل وأنتِ تقعدي في البيت معززة مكرمة.
إيمان عندما سمعت من ابنها أنه سيترك التعليم شعرت كأن أحدًا سكب عليها دلو ماء ساخن وسألته بعصبية :
- إزاي تسيب تعليمك أمال أنا اتحملت بخل أبوكم وأسلوبه
الهمجي عشان مين؟ ونزلت أشتغل لما أبوكم رماني و معطنيش ولا مليم عشان مين؟ مش عشانكم؟ ثم أكملت وهى تتنهد:
- ورجاله عرضت عليَّ الجواز وأنا أرفضهم عشان
مجبلكمش جوز أم عشان مين مش عشانكم؟!! وعشان أعلمكم ويبقى معاكم شهادات وعشان اقدر أجهز إخواتك البنات لما يكبروا وأنت تيجي تقولي أسيب المدرسة؟! كان صوت إيمان وسيف عاليًا فسمعتهم ياسمين وهى بالخارج وسألتهم عقب دلوفها عن سبب الصوت العالي:
- في إيه يا سيف؟ في إيه ياماما؟ صوتكم جايب لآخر
الشارع أجابها بعصبية: ماما يا ستي بتشتغل في البيوت بقولها أنا هسيب المدرسة و هنزل أشتغل عشان عايز أريحها بتزعقلي يرضيكي؟!!
ربتت ياسمين على ذراعه وأجابته أنه من الممكن أن يعمل ويدرس بنفس الوقت، وينظم وقته للمذاكرة وللعمل ولا داعي لترك دراسته.
❞ الكثير من النساء يفهمن غريزياً كيف يبعثن بهذه الرسالة ففي بداية أي علاقة ترسل المرأة إلى الرجل نظرة خاطقة تقول يمكن أن تكون أنت الشخص الذي يجعلني سعيدة وبهذه الطريقة اللطيفة تقوم فعلياً ببدء علاقتهما. هذه النظرة تشجعه على الافتراب إنها تمكنه من التغلب على مخاوفه من حصول الارتباط + ولسوء الحظ بعد ان يكونا في علاقة وتبدأ المشكلات في الظهور فإنها لا تدرك كيف أن تلك الرسالة لا تزال مهمة بالنسبة إليه وتهمل إرسالها له. ❝ ⏤جون غراى
❞ الكثير من النساء يفهمن غريزياً كيف يبعثن بهذه الرسالة ففي بداية أي علاقة ترسل المرأة إلى الرجل نظرة خاطقة تقول يمكن أن تكون أنت الشخص الذي يجعلني سعيدة وبهذه الطريقة اللطيفة تقوم فعلياً ببدء علاقتهما. هذه النظرة تشجعه على الافتراب إنها تمكنه من التغلب على مخاوفه من حصول الارتباط + ولسوء الحظ بعد ان يكونا في علاقة وتبدأ المشكلات في الظهور فإنها لا تدرك كيف أن تلك الرسالة لا تزال مهمة بالنسبة إليه وتهمل إرسالها له . ❝
❞ آخر صيحة في أمريكا الآن موضة جديدة اسمها ( Transendental Meditation ) و ترجمتها الحرفية هي الاستغراق التأملي المتجرد .. و هي موضة وافدة من الهند و بدعة من بدع اليوجا .. و قد لاقت نجاحا مكتسحا في المجتمع الأمريكي شأنها شأن كل البدع الجديدة ، و وضعت فيها الكتب و المؤلفات ، و أقيمت المؤتمرات و أصبح لها رسل و دعاة و مبشرون ينطلقون إلى القارات الأربع و معهم الكتب و النشرات للدعوة للمذهب .. و قد التقيت بأحد هؤلاء المبشرين في نادي الجزيرة يحاول أن يدعو لمذهبه .
و المذهب في اختصار شديد يدعو كل منا إلى أن يخصص بضع دقائق من يومه يطرح فيها عن نفسه كل الشواغل ، و يلقي عن باله كل الهموم و يستلقي في استرخاء كامل على كرسي و قد أغمض عينيه و تجرد عن كل شيء حتى عن نفسه يلقيها هي الأخرى وراء ظهره ، و يخرج من جلده إلى حالة من الخلوص و المحو و اللاشيء .. إلى راحة العدم ..
و يختار المبشر لكل واحد من أتباعه تسبيحة يرددها .. هي في العادة كلمات سنسكريتية لا تعني بالنسبة للمريد أي شيء .. و سوف تعاون هذه التسبيحة المريد على أن يخرج من نفسه أكثر ، و يتجرد من عالمه و يخرج من حضرة الهم و الغم و التوتر إلى حضرة أخرى مجردة تكون فيها راحته و خلاصه .
إنها دعوة إلى نوع من السكتة العقلية التي تأخذ فيها النفس راحة و إجازة من معاناتها .. و رأيت مع المبشر كتبا و منشورات و بحوثا علمية و إحصائيات تؤكد شفاء الكثيرين من ضغط الدم و الذبحة و اضطراب الهرمونات و الصداع المزمن بعد مباشرة هذه الجلسات لمدة شهور .
و في أحد هذه البحوث كان الطبيب يتابع ضغط دم المريض في أثناء جلسة الاسترخاء فتسجل الأجهزة انخفاض الضغط انخفاضا ملحوظا مع هبوط في تسارع النبض مع تغير في أخلاط الدم الكيميائية في اتجاه المزيد من التوازن .
و في جلسة طويلة مع المبشر قال لي أنه ألقى عدة محاضرات في النادي مع تمارين توضيحية تشرح مذهبه .. و لكنه اشتكى من عدم التجاوب بين المستمعين و أنه لم يلاق الصدى و النجاح الذي توقعه .
و قلت له إن هذا أمر طبيعي و متوقع .. فما تقوله و ما تبشر به ليس أمرا جديدا على أسماعنا .. بل إننا نباشر هذه التمارين بالفعل كمسلمين خمس مرات في اليوم .. فهي جزء من صلاتنا الإسلامية التي أمرنا بها نبينا عليه الصلاة و السلام ..
فالصلاة عندنا تبدأ بهذا الشرط النفسي .. أن يتجرد المصلي تماما من شواغله و همومه ، و أن يطرح وراءه كل شيء ، و أن يخرج من نفسه و ما فيها من أطماع و شهوات و خواطر و هواجس هاتفا .. الله أكبر .. أي أكبر من كل هذا و يضع قدمه على السجادة في خشوع و استسلام كامل و كأنما يخرج من الدنيا بأسرها ..
و لكن صلاتنا تمتاز على التمرين الذي تبشر به .. بأنها ليست خروجا من دنيا التوتر و القلق إلى عالم المحو الكامل و راحة العدم .. بل هي خروج إلى الحضرة الإلهية .. إلى حضرة الغنى المطلق .. و نحن لا نستعين بتسابيح و طلاسم سنسكريتية لا معنى لها ، و إنما نسبح بأسماء الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لنتمثل في قلوبنا تلك الحضرة الإلهية الجمالية التي ليس كمثلها شيء .
و قلت له إن صلاتنا تعطي المؤمن كل الراحة و الإجازة التي تدعو إليها و زيادة .. فهي ليست مجرد سكتة عقلية ، بل صحوة قلبية و انفتاح وجداني تتلقى فيه النفس شحنة جديدة من النور و نفحة من الرحمة و مدد من التأييد الإلهي .
إنها لحظة خصبة شديدة الغنى ، تعيد صلة المؤمن بالنبع الخفي الذي يستمد منه وجوده .
إن الانفصال عن دنيا النقص و الشر و التوتر يواكبه الاتصال بعالم الكمال و من هنا كان أثر الصلاة على المصلي مضاعفا .
و صلاتنا إذا صلاها المسلم بحضور كامل ، و استغراق و فناء و اندماج ، فإنها تكون شفاء من كل الأمراض التي ذكرتها و أكثر .
و إذا أجريت البحوث و الفحوص على ما يحدث في أثناء الصلاة لضغط الدم و النبض ، و تسجيل المخ الكهربائي ، و أخلاط الدم الكيميائية ، لكشفت عن نتائج أكثر إبهارا مما ذكرت في تمارينك .. و لكن للأسف لا أحد في أمريكا أو أوروبا يرى إسلامنا على حقيقته و لا أحد يحاول أن يبحث فيه .
و لهذا سوف تظل صلاتنا الإسلامية كنزا مخفيا لا يعلم ما فيه إلا من باشره بحضور كامل .. يقول لنا الله (( أقيموا الصلاة )) و لا يقول صلوا .. لأن الصلاة الحقيقية إقامة تشترك فيها جميع الأعضاء مع القلب و العقل و الروح ..
و خطأ الأوروبي أنه يظن أن الصلاة (( الإسلامية )) هي مجرد حركات و أنها على الأكثر مجرد اغتسال و رياضة (( بدنية )) ، و لهذا يقف عند ظاهر الأمر لا يتخطاه ..
و ينسى أن الحركات في الصلاة مجرد رمز فهي وقوف إكبار لله مع كلمة الله أكبر ، ثم ركوع ثم فناء بالسجدة و ملامسة الأرض خشوعا و خضوعا ، و بذلك تتم حالة الخلع و التجرد و السكتة (( الكاملة )) النفسية .. و لا يبقى إلا استشعار العظمة لله تسبيحا .. سبحان ربي الاعلى و بحمده .. سبحان ربي الأعلى و بحمده ..
(( و سبحان )) معناها ليس كمثله شيء ، و هو اعتراف بالعجز الكامل عن التصور .. و معناها عجز اللغة و عجز اللسان و عجز العقل عن وصف المحبوب .
و تلك ذروة (( نفسية )) في النجوى ..
و تلك هي وقفة الأدب حينما بلغ جبريل سدرة المنتهى فلم يستطع أن يتخطاها .. و قال لو تقدمت لاحترقت .
و ليس بعد هذه الوقفة إلا التجليات و التنزلات للكاملين الذين يؤهلهم التجرد الكامل لاستشراف الأنوار .
فالصلاة هي المعراج الأصغر و هي نصيب المسلم من المعراج الأكبر الذي عرج فيه محمد - عليه الصلاة و السلام - إلى ربه .
و هي ليست مجرد حركات .. بل هي أسرار و رحمات .
و أشرفها و أرفعها صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة .. و صلاة قيام الليل .. التي نال صاحبها بها المقام المحمود .
و الصلاة هي الرصيد المتاح من الرحمة لكل مسلم في البنك الإلهي .. إن شاء أخذ منه و إن شاء ضل عنه و تكاسل فأضاع على نفسه كسبا لا يقدر بمال ..
و ما زالت الصلاة كنزا مخفيا لا نعلم عن أسرارها إلا أقل القليل و لا ينتهي في الصلاة كلام .
مقال / الصلاة .
من كتاب / الإسلام .. ما هو ..؟
للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ آخر صيحة في أمريكا الآن موضة جديدة اسمها ( Transendental Meditation ) و ترجمتها الحرفية هي الاستغراق التأملي المتجرد .. و هي موضة وافدة من الهند و بدعة من بدع اليوجا .. و قد لاقت نجاحا مكتسحا في المجتمع الأمريكي شأنها شأن كل البدع الجديدة ، و وضعت فيها الكتب و المؤلفات ، و أقيمت المؤتمرات و أصبح لها رسل و دعاة و مبشرون ينطلقون إلى القارات الأربع و معهم الكتب و النشرات للدعوة للمذهب .. و قد التقيت بأحد هؤلاء المبشرين في نادي الجزيرة يحاول أن يدعو لمذهبه .
و المذهب في اختصار شديد يدعو كل منا إلى أن يخصص بضع دقائق من يومه يطرح فيها عن نفسه كل الشواغل ، و يلقي عن باله كل الهموم و يستلقي في استرخاء كامل على كرسي و قد أغمض عينيه و تجرد عن كل شيء حتى عن نفسه يلقيها هي الأخرى وراء ظهره ، و يخرج من جلده إلى حالة من الخلوص و المحو و اللاشيء .. إلى راحة العدم ..
و يختار المبشر لكل واحد من أتباعه تسبيحة يرددها .. هي في العادة كلمات سنسكريتية لا تعني بالنسبة للمريد أي شيء .. و سوف تعاون هذه التسبيحة المريد على أن يخرج من نفسه أكثر ، و يتجرد من عالمه و يخرج من حضرة الهم و الغم و التوتر إلى حضرة أخرى مجردة تكون فيها راحته و خلاصه .
إنها دعوة إلى نوع من السكتة العقلية التي تأخذ فيها النفس راحة و إجازة من معاناتها .. و رأيت مع المبشر كتبا و منشورات و بحوثا علمية و إحصائيات تؤكد شفاء الكثيرين من ضغط الدم و الذبحة و اضطراب الهرمونات و الصداع المزمن بعد مباشرة هذه الجلسات لمدة شهور .
و في أحد هذه البحوث كان الطبيب يتابع ضغط دم المريض في أثناء جلسة الاسترخاء فتسجل الأجهزة انخفاض الضغط انخفاضا ملحوظا مع هبوط في تسارع النبض مع تغير في أخلاط الدم الكيميائية في اتجاه المزيد من التوازن .
و في جلسة طويلة مع المبشر قال لي أنه ألقى عدة محاضرات في النادي مع تمارين توضيحية تشرح مذهبه .. و لكنه اشتكى من عدم التجاوب بين المستمعين و أنه لم يلاق الصدى و النجاح الذي توقعه .
و قلت له إن هذا أمر طبيعي و متوقع .. فما تقوله و ما تبشر به ليس أمرا جديدا على أسماعنا .. بل إننا نباشر هذه التمارين بالفعل كمسلمين خمس مرات في اليوم .. فهي جزء من صلاتنا الإسلامية التي أمرنا بها نبينا عليه الصلاة و السلام ..
فالصلاة عندنا تبدأ بهذا الشرط النفسي .. أن يتجرد المصلي تماما من شواغله و همومه ، و أن يطرح وراءه كل شيء ، و أن يخرج من نفسه و ما فيها من أطماع و شهوات و خواطر و هواجس هاتفا .. الله أكبر .. أي أكبر من كل هذا و يضع قدمه على السجادة في خشوع و استسلام كامل و كأنما يخرج من الدنيا بأسرها ..
و لكن صلاتنا تمتاز على التمرين الذي تبشر به .. بأنها ليست خروجا من دنيا التوتر و القلق إلى عالم المحو الكامل و راحة العدم .. بل هي خروج إلى الحضرة الإلهية .. إلى حضرة الغنى المطلق .. و نحن لا نستعين بتسابيح و طلاسم سنسكريتية لا معنى لها ، و إنما نسبح بأسماء الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لنتمثل في قلوبنا تلك الحضرة الإلهية الجمالية التي ليس كمثلها شيء .
و قلت له إن صلاتنا تعطي المؤمن كل الراحة و الإجازة التي تدعو إليها و زيادة .. فهي ليست مجرد سكتة عقلية ، بل صحوة قلبية و انفتاح وجداني تتلقى فيه النفس شحنة جديدة من النور و نفحة من الرحمة و مدد من التأييد الإلهي .
إنها لحظة خصبة شديدة الغنى ، تعيد صلة المؤمن بالنبع الخفي الذي يستمد منه وجوده . إن الانفصال عن دنيا النقص و الشر و التوتر يواكبه الاتصال بعالم الكمال و من هنا كان أثر الصلاة على المصلي مضاعفا .
و صلاتنا إذا صلاها المسلم بحضور كامل ، و استغراق و فناء و اندماج ، فإنها تكون شفاء من كل الأمراض التي ذكرتها و أكثر .
و إذا أجريت البحوث و الفحوص على ما يحدث في أثناء الصلاة لضغط الدم و النبض ، و تسجيل المخ الكهربائي ، و أخلاط الدم الكيميائية ، لكشفت عن نتائج أكثر إبهارا مما ذكرت في تمارينك .. و لكن للأسف لا أحد في أمريكا أو أوروبا يرى إسلامنا على حقيقته و لا أحد يحاول أن يبحث فيه .
و لهذا سوف تظل صلاتنا الإسلامية كنزا مخفيا لا يعلم ما فيه إلا من باشره بحضور كامل .. يقول لنا الله (( أقيموا الصلاة )) و لا يقول صلوا .. لأن الصلاة الحقيقية إقامة تشترك فيها جميع الأعضاء مع القلب و العقل و الروح ..
و خطأ الأوروبي أنه يظن أن الصلاة (( الإسلامية )) هي مجرد حركات و أنها على الأكثر مجرد اغتسال و رياضة (( بدنية )) ، و لهذا يقف عند ظاهر الأمر لا يتخطاه ..
و ينسى أن الحركات في الصلاة مجرد رمز فهي وقوف إكبار لله مع كلمة الله أكبر ، ثم ركوع ثم فناء بالسجدة و ملامسة الأرض خشوعا و خضوعا ، و بذلك تتم حالة الخلع و التجرد و السكتة (( الكاملة )) النفسية .. و لا يبقى إلا استشعار العظمة لله تسبيحا .. سبحان ربي الاعلى و بحمده .. سبحان ربي الأعلى و بحمده ..
(( و سبحان )) معناها ليس كمثله شيء ، و هو اعتراف بالعجز الكامل عن التصور .. و معناها عجز اللغة و عجز اللسان و عجز العقل عن وصف المحبوب .
و تلك ذروة (( نفسية )) في النجوى ..
و تلك هي وقفة الأدب حينما بلغ جبريل سدرة المنتهى فلم يستطع أن يتخطاها .. و قال لو تقدمت لاحترقت .
و ليس بعد هذه الوقفة إلا التجليات و التنزلات للكاملين الذين يؤهلهم التجرد الكامل لاستشراف الأنوار .
فالصلاة هي المعراج الأصغر و هي نصيب المسلم من المعراج الأكبر الذي عرج فيه محمد - عليه الصلاة و السلام - إلى ربه .
و هي ليست مجرد حركات .. بل هي أسرار و رحمات .
و أشرفها و أرفعها صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة .. و صلاة قيام الليل .. التي نال صاحبها بها المقام المحمود .
و الصلاة هي الرصيد المتاح من الرحمة لكل مسلم في البنك الإلهي .. إن شاء أخذ منه و إن شاء ضل عنه و تكاسل فأضاع على نفسه كسبا لا يقدر بمال ..
و ما زالت الصلاة كنزا مخفيا لا نعلم عن أسرارها إلا أقل القليل و لا ينتهي في الصلاة كلام .
مقال / الصلاة . من كتاب / الإسلام .. ما هو ..؟ للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝