❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في \" أحرفنا المنيرة لنشر إلكترونية\" بشخصيات أبدعت في مجالها 🤍
اسمك/هنادي القرشي.
محافظتك/تعز- اليمن.
موهبتك/ الكتابة والقراءة.
وهنا سوف نقوم بالبدأ في حوارنا الصحفى للتعرف على مبدعنا اليوم .
نتمنى لكم قراءة ممتعة \"💕
س/ نبذه تعريفيه عنك؟
فتاة تبلغ من العمر إثنا وعشرون عامً مابين ربيعٍ وخريف, أتخذت الكتابة لشرح ما لا استطع شرحه بالكلام, أي أن الكتابة هي الوسيلة التي من خلالها نستطيع الشرح لكن بدون صوت.
س/ ممكن تقوليلنا بدأت كتابه من امتي؟
- بدأت الكتابة عندما كنت في الصف الثالث الثانوي,وجدتُني فجأة أكتب عن شيئًا مايجول بداخلي لكني لم أكُن استطع شرحه بالكلام,لذلك كانت الأحرف كافيةٌ للشرح دون الحديث.
س/ مين شجعك ف اول خطوة ليك ف المجال؟
- بالبداية كنتُ أنا من شجعتُ نفسي,بعدها كان أبي هو الذي شجعني ودفعني للأمام أكثر وحفزني للمشاركة بكتاب إلكتروني وهذه كانت أول خطوة لي ومن خلالها قرأ أكثر الأشخاص نصوصي,ولا أنسى أمي أيضًا كانت حريصة على قراءة نصوصي وشجعتني على الكتابة أكثر,صديقاتي أيضًا كانوا يقولون لي ستكونين كاتبة رائعة.
س/ هل لديك اعمال ورقيه؟
- لا ليس بعد;لكن في المسقبل سيكون لدي كتاب خاص بي إن شاء الله.
س/ من رايك الكاتب المثالي ايه اكثر شئ يتصف بيه؟
- برأيي الكاتب المثالي هو الذي يجعل القارئ يلتمس الشعور من خلال قرائته لأحرفه التي قام بنسجها.
س/ أي شخص ف بدايه حياته بيقابل صعوبات على التأقلم ف المجال فما هى وكيف تخطيتها؟
- نعم لابُد من الصعوبات والإنتكاسة في حياة أي شخص ليس فقط بالكتابة وإنما بجميع المجالات, بالنسبة لي كانت الإنتكاسة التي حدثت معي عندما قرأت نصوص بعض الكُتاب و وجدت لغتهم العربية وطريقة وصفهم لما يشعرون به,وطريقة سردهم للمفردات فقدت الأمل بنفسي و توقفت عن الكتابة لمدة ليست قصيرة,لكنني ذات صباح أخبرتُ نفسي بأنني استطيع أن اكون بنفس براعتهم إن واصلت ولم أتوقف عن الكتابة وإن تعلمت منهم,وهذا ماحدث تعلمت الكثير منهم ,صحيح أنني لازلت لستُ ببراعتهم,لكنني أحاول أن أكون أفضل.
س/ ما هي الحكمه التي اتخذتها ك مبدأ ف حياتك العمليه والعامه؟
- أنه لا يوجد شيء صعب,ومادام الله زرع فيك حُب لشيء فالله عارف أنك بتوصل له,ومهما كان في بحياتك صعوبات وعتبات أنت قادر أنك تتجاوزهم إن وثقت بنفسك وتعطي نفسك فرصة أنك تتجاوز كل شيء يوقف بطريقك نحو حلمك.
س/ مين اكتر الشخصيات اللي قابلتك ف مجال الكتابه واثرت فيك ؟
- الكاتبة أجاثا كريستي وأيضًا الكاتب أدهم شرقاوي.
س/ كلمنا عن انجازاتك داخل وخارج المجال ؟
- لم أنجز الكثير بعد,لكن في مجال الكتابة كان أول إنجاز لي هو مشاركتي بكتاب إلكتروني اسمه\"حديث أرواح\", والآن شاركت بكتاب ورقي في مؤسسة أحرفنا المنيرة.
- وفي المسقبل القريب إن شاء الله سوف أنجز الكثير.
س/من وجه نظرك ك كاتب هل الكتابه هواية أم موهبه؟
- قد تكون هواية و وقد تكون موهبة.
- فالهواية قد يريد الشخص ويحلم بأن يكون كاتب فيبدأ بالكتابة وتعلم الكتابة من الأخرين ويطور من نفسه وكتاباته.
- والموهبة فطرية تنمو مع الشخص من صغره.
س/ لكل شخص مثل اعلي ليه فمن هو مثلك الاعلي؟
- أبي هو مثلي الأعلى ,حقًا أريد أن أكون مثله بإصراره بعزيمته للوصول لأحلامه وتحقيقها,فمن خلاص ما يحكيه لنا من مواقف حدثت معه وصعوبات كانت تقف بطريقه إلا أنه لم يستسلم وقام بتجاوزها وتحقيق أحلامه;فأنا حقًا فخورة بأبي وأريد أن أكون مثله.
-
س/ هل عندك موهبه تانيه؟
- القراءة.
س/ كلمنا عن أعمالك القادمه؟
- إن شاء الله أشارك بأكثر من كتاب سواءً كان كتاب ورقي أو إلكتروني,وإن شاء الله بسعى لعمل كتاب خاص بي.
س/ لكل شخص حلم يريد تحقيقه فما هو حلمك؟
- لدي الكثير من الأحلام التي أريد تحقيقها وإن شاء الله أحققها بالمستقبل القريب.منها أني أكون كاتبة ولي أعمالي الخاصة.
س/تنصح ب ايه لكل شخص يريد أن يسلك مجال الكتابه؟
- الكتابة شيء جميل ويغنيك عن الكثير من الحديث, يكون لديه اساسيات باللغة العربية, ويقرأ الكُتب.
وفي الختام نرجو أن نكون قد أسعدنا حضراتكم ونتمني لكم جزيل الشكر والإحترام.
المحررة/إسراء عيد
المؤسسه/إسراء عيد. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في ˝ أحرفنا المنيرة لنشر إلكترونية˝ بشخصيات أبدعت في مجالها 🤍
اسمك/هنادي القرشي.
محافظتك/تعز- اليمن.
موهبتك/ الكتابة والقراءة.
وهنا سوف نقوم بالبدأ في حوارنا الصحفى للتعرف على مبدعنا اليوم .
نتمنى لكم قراءة ممتعة ˝💕
س/ نبذه تعريفيه عنك؟
فتاة تبلغ من العمر إثنا وعشرون عامً مابين ربيعٍ وخريف, أتخذت الكتابة لشرح ما لا استطع شرحه بالكلام, أي أن الكتابة هي الوسيلة التي من خلالها نستطيع الشرح لكن بدون صوت.
س/ ممكن تقوليلنا بدأت كتابه من امتي؟
- بدأت الكتابة عندما كنت في الصف الثالث الثانوي,وجدتُني فجأة أكتب عن شيئًا مايجول بداخلي لكني لم أكُن استطع شرحه بالكلام,لذلك كانت الأحرف كافيةٌ للشرح دون الحديث.
س/ مين شجعك ف اول خطوة ليك ف المجال؟
- بالبداية كنتُ أنا من شجعتُ نفسي,بعدها كان أبي هو الذي شجعني ودفعني للأمام أكثر وحفزني للمشاركة بكتاب إلكتروني وهذه كانت أول خطوة لي ومن خلالها قرأ أكثر الأشخاص نصوصي,ولا أنسى أمي أيضًا كانت حريصة على قراءة نصوصي وشجعتني على الكتابة أكثر,صديقاتي أيضًا كانوا يقولون لي ستكونين كاتبة رائعة.
س/ هل لديك اعمال ورقيه؟
- لا ليس بعد;لكن في المسقبل سيكون لدي كتاب خاص بي إن شاء الله.
س/ من رايك الكاتب المثالي ايه اكثر شئ يتصف بيه؟
- برأيي الكاتب المثالي هو الذي يجعل القارئ يلتمس الشعور من خلال قرائته لأحرفه التي قام بنسجها.
س/ أي شخص ف بدايه حياته بيقابل صعوبات على التأقلم ف المجال فما هى وكيف تخطيتها؟
- نعم لابُد من الصعوبات والإنتكاسة في حياة أي شخص ليس فقط بالكتابة وإنما بجميع المجالات, بالنسبة لي كانت الإنتكاسة التي حدثت معي عندما قرأت نصوص بعض الكُتاب و وجدت لغتهم العربية وطريقة وصفهم لما يشعرون به,وطريقة سردهم للمفردات فقدت الأمل بنفسي و توقفت عن الكتابة لمدة ليست قصيرة,لكنني ذات صباح أخبرتُ نفسي بأنني استطيع أن اكون بنفس براعتهم إن واصلت ولم أتوقف عن الكتابة وإن تعلمت منهم,وهذا ماحدث تعلمت الكثير منهم ,صحيح أنني لازلت لستُ ببراعتهم,لكنني أحاول أن أكون أفضل.
س/ ما هي الحكمه التي اتخذتها ك مبدأ ف حياتك العمليه والعامه؟
- أنه لا يوجد شيء صعب,ومادام الله زرع فيك حُب لشيء فالله عارف أنك بتوصل له,ومهما كان في بحياتك صعوبات وعتبات أنت قادر أنك تتجاوزهم إن وثقت بنفسك وتعطي نفسك فرصة أنك تتجاوز كل شيء يوقف بطريقك نحو حلمك.
س/ مين اكتر الشخصيات اللي قابلتك ف مجال الكتابه واثرت فيك ؟
- الكاتبة أجاثا كريستي وأيضًا الكاتب أدهم شرقاوي.
س/ كلمنا عن انجازاتك داخل وخارج المجال ؟
- لم أنجز الكثير بعد,لكن في مجال الكتابة كان أول إنجاز لي هو مشاركتي بكتاب إلكتروني اسمه˝حديث أرواح˝, والآن شاركت بكتاب ورقي في مؤسسة أحرفنا المنيرة.
- وفي المسقبل القريب إن شاء الله سوف أنجز الكثير.
س/من وجه نظرك ك كاتب هل الكتابه هواية أم موهبه؟
- قد تكون هواية و وقد تكون موهبة.
- فالهواية قد يريد الشخص ويحلم بأن يكون كاتب فيبدأ بالكتابة وتعلم الكتابة من الأخرين ويطور من نفسه وكتاباته.
- والموهبة فطرية تنمو مع الشخص من صغره.
س/ لكل شخص مثل اعلي ليه فمن هو مثلك الاعلي؟
- أبي هو مثلي الأعلى ,حقًا أريد أن أكون مثله بإصراره بعزيمته للوصول لأحلامه وتحقيقها,فمن خلاص ما يحكيه لنا من مواقف حدثت معه وصعوبات كانت تقف بطريقه إلا أنه لم يستسلم وقام بتجاوزها وتحقيق أحلامه;فأنا حقًا فخورة بأبي وأريد أن أكون مثله.
-
س/ هل عندك موهبه تانيه؟
- القراءة.
س/ كلمنا عن أعمالك القادمه؟
- إن شاء الله أشارك بأكثر من كتاب سواءً كان كتاب ورقي أو إلكتروني,وإن شاء الله بسعى لعمل كتاب خاص بي.
س/ لكل شخص حلم يريد تحقيقه فما هو حلمك؟
- لدي الكثير من الأحلام التي أريد تحقيقها وإن شاء الله أحققها بالمستقبل القريب.منها أني أكون كاتبة ولي أعمالي الخاصة.
س/تنصح ب ايه لكل شخص يريد أن يسلك مجال الكتابه؟
- الكتابة شيء جميل ويغنيك عن الكثير من الحديث, يكون لديه اساسيات باللغة العربية, ويقرأ الكُتب.
وفي الختام نرجو أن نكون قد أسعدنا حضراتكم ونتمني لكم جزيل الشكر والإحترام.
قلبي متيم بقرأتُه عن الخذلان؛ لأنه يعلم جميع حالات الخذلان، فلقد عاشها مرحلةً تلو الأخرىٰ، ولكنه لا يفهم ذلك؛ لذا يقرأ عن الخذلان، وكأن في صفحات الكُتب التي يقرأ بها سوف تظهر حالة لم تمر عليه، ولكنه مسكين فلقد قرأ كُتبًا كثيرة، ولكن هذه الحالات قد مرت عليه مسبقًا، ماذا أفعل؟
كيف سأفهمهُ أنهُ مرّ بجميع مراحل الخذلان وما زال يعيش بها؟ كيف سأقول له أن هذه الكُتب التي يقرأ فيها لقد سطرت بحبري مثلها وأكثر؟ وأن الخذلان ما زال يعاني منه، يا ليت قلبي الصغير يفهم أن هذا كنف أحاط بنا، ولن يسمح لنا بأن نجد جانبًا آخر.
آلَکْآتِبَهّ_: آسِمًآء خآلِد •
: مَــــــــآئِلَة آلَآمــــــــوُآجَ ::♡•. ❝. ❝ ⏤أسماء خالد عبد الظاهر
❞ جانبٌ من جوانب حياتي
قلبي متيم بقرأتُه عن الخذلان؛ لأنه يعلم جميع حالات الخذلان، فلقد عاشها مرحلةً تلو الأخرىٰ، ولكنه لا يفهم ذلك؛ لذا يقرأ عن الخذلان، وكأن في صفحات الكُتب التي يقرأ بها سوف تظهر حالة لم تمر عليه، ولكنه مسكين فلقد قرأ كُتبًا كثيرة، ولكن هذه الحالات قد مرت عليه مسبقًا، ماذا أفعل؟
كيف سأفهمهُ أنهُ مرّ بجميع مراحل الخذلان وما زال يعيش بها؟ كيف سأقول له أن هذه الكُتب التي يقرأ فيها لقد سطرت بحبري مثلها وأكثر؟ وأن الخذلان ما زال يعاني منه، يا ليت قلبي الصغير يفهم أن هذا كنف أحاط بنا، ولن يسمح لنا بأن نجد جانبًا آخر.
❞ ومُدوَّناتُ التَّفسيرِ الكبيرةُ خرجت بعلمِ التَّفسيرِ إلى مسائلَ لا علاقةَ لها به، وإنما جرَّها إليه بُرُوعُ المؤلِّفِ في فنٍّ من الفنونِ.
وقد كان لذلكَ أثرٌ في تسميةِ بعضِ كتبِ التَّفسيرِ، فالقرطبيُّ (ت: ٦٧١) سَمَّى تفسيرَه (الجامع لأحكام القرآن، والمبين لما تضمنه من السُّنَّة وآي الفرقان) (١)، وهو تفسيرٌ شاملٌ وليس خاصًّا بأحكامِ القرآنِ، وقد قال في بيان ذلك: «فلما كان كتابُ الله هو الكفيلَ بجميع علومِ الشرعِ، الذي استقلَّ بالسُّنَّة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرضِ؛ رأيتُ أنْ أشتغلَ به مدى عمري، وأستفرغَ فيه مُنَّتِي (٢)؛ بأن أكتبَ فيه تعليقًا وجيزًا، يتضمَّنُ نُكَتًا من التَّفسيرِ واللُّغاتِ، والإعرابِ والقراءاتِ، والرَّدِّ على أهل الزيغ والضلالاتِ، وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعًا بين معانيهما، ومبينًا ما أشكلَ منهما بأقاويلِ السَّلفِ ومَن تبعهم مِن الخَلَفِ...». ❝ ⏤د. مساعد بن سليمان الطيار
❞ ومُدوَّناتُ التَّفسيرِ الكبيرةُ خرجت بعلمِ التَّفسيرِ إلى مسائلَ لا علاقةَ لها به، وإنما جرَّها إليه بُرُوعُ المؤلِّفِ في فنٍّ من الفنونِ.
وقد كان لذلكَ أثرٌ في تسميةِ بعضِ كتبِ التَّفسيرِ، فالقرطبيُّ (ت: ٦٧١) سَمَّى تفسيرَه (الجامع لأحكام القرآن، والمبين لما تضمنه من السُّنَّة وآي الفرقان) (١)، وهو تفسيرٌ شاملٌ وليس خاصًّا بأحكامِ القرآنِ، وقد قال في بيان ذلك: «فلما كان كتابُ الله هو الكفيلَ بجميع علومِ الشرعِ، الذي استقلَّ بالسُّنَّة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرضِ؛ رأيتُ أنْ أشتغلَ به مدى عمري، وأستفرغَ فيه مُنَّتِي (٢)؛ بأن أكتبَ فيه تعليقًا وجيزًا، يتضمَّنُ نُكَتًا من التَّفسيرِ واللُّغاتِ، والإعرابِ والقراءاتِ، والرَّدِّ على أهل الزيغ والضلالاتِ، وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعًا بين معانيهما، ومبينًا ما أشكلَ منهما بأقاويلِ السَّلفِ ومَن تبعهم مِن الخَلَفِ..». ❝
❞ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)
فلولا أنه كان من المسبحين قال الكسائي : لم تكسر " أن " لدخول اللام ; لأن اللام ليست لها . النحاس : والأمر كما قال ، إنما اللام في جواب لولا . فلولا أنه كان من المسبحين أي : من المصلين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي عقوبة له ، أي : يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة . واختلف كم أقام في بطن الحوت . فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما . الضحاك : عشرين يوما . عطاء : سبعة أيام . مقاتل بن حيان : ثلاثة أيام . وقيل : ساعة واحدة . والله أعلم .
روى الطبري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما أراد الله تعالى ذكره - حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحما ، ولا تكسر عظما ، فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر ، فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه : ما هذا ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت : ( إن هذا تسبيح دواب البحر ) قال : ( فسبح وهو في بطن الحوت ) قال : ( فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة ) قال : ( ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر ) قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ؟ قال نعم . فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل ، كما قال تعالى : وهو سقيم . وكان سقمه الذي وصفه به الله - تعالى ذكره - أنه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس قد نشر اللحم والعظم . وقد روي : أن الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح ، ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر ، فلفظه سالما لم يتغير منه شيء فأسلموا ، ذكره الزمخشري في تفسيره . وقال ابن العربي : أخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني : أنه سئل عن الباري في جهة ؟ فقال : لا ، هو يتعالى عن ذلك . قيل له : ما الدليل عليه ؟ قال : الدليل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تفضلوني على يونس بن متى فقيل له : ما وجه الدليل في هذا الخبر ؟ فقال : لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينا . فقام رجلان فقالا : هي علينا . فقال : لا يتبع بها اثنين ; لأنه يشق عليه . فقال واحد : هي علي . فقال : إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت ، فصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ، ونادى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما أخبر الله عنه ، ولم يكن محمد - صلى الله عليه وسلم - حين جلس على الرفرف الأخضر وارتقى به صعدا ، حتى انتهى به إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام ، وناجاه ربه بما ناجاه به ، وأوحى إليه ما أوحى بأقرب إلى الله تعالى من يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر .
ذكر الطبري : أن يونس - عليه السلام - لما ركب في السفينة أصاب أهلها عاصف من الريح ، فقالوا : هذه بخطيئة أحدكم . فقال يونس وعرف أنه هو صاحب الذنب : هذه خطيئتي فألقوني في البحر ، وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم . فساهم فكان من المدحضين فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي . وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم الثانية فكان من المدحضين ، وأنهم أبوا أن يلقوه في البحر حتى أعادوا سهامهم الثالثة فكان من المدحضين . فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل فابتلعه الحوت . وروي أنه لما ركب في السفينة تقنع ورقد فساروا غير بعيد إذ جاءتهم ريح كادت السفينة أن تغرق ، فاجتمع أهل السفينة فدعوا فقالوا : أيقظوا الرجل النائم يدعو معنا ، فدعا الله معهم فرفع الله عنهم تلك الريح . ثم انطلق يونس إلى مكانه فرقد ، فجاءت ريح كادت السفينة أن تغرق ، فأيقظوه ودعوا الله فارتفعت الريح . قال : فبينما هم كذلك إذ رفع حوت عظيم رأسه إليهم أراد أن يبتلع السفينة ، فقال لهم يونس : يا قوم هذا من أجلي ، فلو طرحتموني في البحر لسرتم ولذهب الريح عنكم والروع . قالوا : لا نطرحك حتى نتساهم ، فمن وقعت عليه رميناه في البحر . قال : فتساهموا فوقع على يونس ، فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فقالوا : لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى . ففعلوا فوقع على يونس . فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فذلك قول الله - عز وجل - : فساهم فكان من المدحضين أي : وقع السهم عليه ، فانطلقوا به إلى صدر السفينة ليلقوه في البحر ، فإذا الحوت فاتح فاه ، ثم جاءوا به إلى جانب السفينة ، فإذا بالحوت ، ثم رجعوا به إلى الجانب الآخر ، فإذا بالحوت فاتح فاه ، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فالتقمه الحوت ، فأوحى الله تعالى إلى الحوت : إني لم أجعله لك رزقا ، ولكن جعلت بطنك له وعاء . فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وقد تقدم ويأتي . ففي هذا من الفقه أن القرعة كانت معمولا بها في شرع من قبلنا ، وجاءت في شرعنا على ما تقدم في [ آل عمران ] قال ابن العربي : وقد وردت القرعة في الشرع في ثلاثة مواطن . الأول : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه . الثاني : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إليه أن رجلا أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة . الثالث : أن رجلين اختصما إليه في مواريث قد درست فقال : ( اذهبا وتوخيا الحق ، واستهما ، وليحلل كل واحد منكما صاحبه ) . فهذه ثلاثة مواطن ، وهي القسم في النكاح ، والعتق ، والقسمة ، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي . واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات في الغزو على قولين ، الصحيح منهما الإقراع ، وبه قال فقهاء الأمصار . وذلك أن السفر بجميعهن لا يمكن ، واختيار واحدة منهن إيثار ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك في مسألة الأعبد الستة ، فإن كل اثنين منهما ثلث ، وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت ، وتعيينهما بالتشهي لا يجوز شرعا ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة ، فصارت أصلا في تعيين المستحق إذا أشكل . قال : والحق عندي أن تجرى في كل مشكل ، فذلك أبين لها وأقوى لفصل الحكم فيها ، وأجلى لرفع الإشكال عنها ، ولذلك قلنا : إن القرعة بين الزوجات في الطلاق كالقرعة بين الإماء في العتق .
الاقتراع على إلقاء الآدمي في البحر لا يجوز . وإنما كان ذلك في يونس وزمانه مقدمة لتحقيق برهانه ، وزيادة في إيمانه ، فإنه لا يجوز لمن كان عاصيا أن يقتل ولا يرمى به في النار أو البحر ، وإنما تجرى عليه الحدود والتعزير على مقدار جنايته . وقد ظن بعض الناس أن البحر إذا هال على القوم فاضطروا إلى تخفيف السفينة أن القرعة تضرب عليهم ، فيطرح بعضهم تخفيفا ، وهذا فاسد ، فإنها لا تخف برمي بعض الرجال ، وإنما ذلك في الأموال ، ولكنهم يصبرون على قضاء الله عز وجل .
أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذلك قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر . قال ابن عباس : من المسبحين من المصلين . قال قتادة : كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله - عز وجل - له فنجاه . وقال الربيع بن أنس : لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال : ومكتوب في الحكمة - إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر . وقال مقاتل : من المسبحين من المصلين المطيعين قبل المعصية . وقال وهب : من العابدين . وقال الحسن : ما كان له صلاة في بطن الحوت ، ولكنه قدم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء ، وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه ، وإذا عثر وجد متكأ .
قلت : ومن هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبئها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه . وقد خرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : بينما ثلاثة نفر - في رواية : ممن كان قبلكم - يتماشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل فانطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم الحديث بكماله ، وهو مشهور ، شهرته أغنت عن تمامه . وقال سعيد بن جبير : لما قال في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قذفه الحوت . وقيل : من المسبحين من المصلين في بطن الحوت .
قلت : والأظهر أنه تسبيح اللسان الموافق للجنان ، وعليه يدل حديث أبي هريرة المذكور قبل الذي ذكره الطبري . قال : فسبح في بطن الحوت . قال : فسمعت الملائكة تسبيحه ، فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة . وتكون " كان " على هذا القول زائدة ، أي : فلولا أنه من المسبحين . وفي كتاب أبي داود عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : دعاء ذي النون في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع به رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له وقد مضى هذا في سورة [ الأنبياء ] فيونس - عليه السلام - كان قبل مصليا مسبحا ، وفي بطن الحوت كذلك . وفي الخبر : فنودي الحوت : إنا لم نجعل يونس لك رزقا ، إنما جعلناك له حرزا ومسجدا . وقد تقدم .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)
فلولا أنه كان من المسبحين قال الكسائي : لم تكسر ˝ أن ˝ لدخول اللام ; لأن اللام ليست لها . النحاس : والأمر كما قال ، إنما اللام في جواب لولا . فلولا أنه كان من المسبحين أي : من المصلين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي عقوبة له ، أي : يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة . واختلف كم أقام في بطن الحوت . فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما . الضحاك : عشرين يوما . عطاء : سبعة أيام . مقاتل بن حيان : ثلاثة أيام . وقيل : ساعة واحدة . والله أعلم .
روى الطبري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما أراد الله تعالى ذكره - حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحما ، ولا تكسر عظما ، فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر ، فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه : ما هذا ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت : ( إن هذا تسبيح دواب البحر ) قال : ( فسبح وهو في بطن الحوت ) قال : ( فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة ) قال : ( ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر ) قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ؟ قال نعم . فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل ، كما قال تعالى : وهو سقيم . وكان سقمه الذي وصفه به الله - تعالى ذكره - أنه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس قد نشر اللحم والعظم . وقد روي : أن الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح ، ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر ، فلفظه سالما لم يتغير منه شيء فأسلموا ، ذكره الزمخشري في تفسيره . وقال ابن العربي : أخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني : أنه سئل عن الباري في جهة ؟ فقال : لا ، هو يتعالى عن ذلك . قيل له : ما الدليل عليه ؟ قال : الدليل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تفضلوني على يونس بن متى فقيل له : ما وجه الدليل في هذا الخبر ؟ فقال : لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينا . فقام رجلان فقالا : هي علينا . فقال : لا يتبع بها اثنين ; لأنه يشق عليه . فقال واحد : هي علي . فقال : إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت ، فصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ، ونادى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما أخبر الله عنه ، ولم يكن محمد - صلى الله عليه وسلم - حين جلس على الرفرف الأخضر وارتقى به صعدا ، حتى انتهى به إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام ، وناجاه ربه بما ناجاه به ، وأوحى إليه ما أوحى بأقرب إلى الله تعالى من يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر .
ذكر الطبري : أن يونس - عليه السلام - لما ركب في السفينة أصاب أهلها عاصف من الريح ، فقالوا : هذه بخطيئة أحدكم . فقال يونس وعرف أنه هو صاحب الذنب : هذه خطيئتي فألقوني في البحر ، وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم . فساهم فكان من المدحضين فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي . وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم الثانية فكان من المدحضين ، وأنهم أبوا أن يلقوه في البحر حتى أعادوا سهامهم الثالثة فكان من المدحضين . فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل فابتلعه الحوت . وروي أنه لما ركب في السفينة تقنع ورقد فساروا غير بعيد إذ جاءتهم ريح كادت السفينة أن تغرق ، فاجتمع أهل السفينة فدعوا فقالوا : أيقظوا الرجل النائم يدعو معنا ، فدعا الله معهم فرفع الله عنهم تلك الريح . ثم انطلق يونس إلى مكانه فرقد ، فجاءت ريح كادت السفينة أن تغرق ، فأيقظوه ودعوا الله فارتفعت الريح . قال : فبينما هم كذلك إذ رفع حوت عظيم رأسه إليهم أراد أن يبتلع السفينة ، فقال لهم يونس : يا قوم هذا من أجلي ، فلو طرحتموني في البحر لسرتم ولذهب الريح عنكم والروع . قالوا : لا نطرحك حتى نتساهم ، فمن وقعت عليه رميناه في البحر . قال : فتساهموا فوقع على يونس ، فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فقالوا : لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى . ففعلوا فوقع على يونس . فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فذلك قول الله - عز وجل - : فساهم فكان من المدحضين أي : وقع السهم عليه ، فانطلقوا به إلى صدر السفينة ليلقوه في البحر ، فإذا الحوت فاتح فاه ، ثم جاءوا به إلى جانب السفينة ، فإذا بالحوت ، ثم رجعوا به إلى الجانب الآخر ، فإذا بالحوت فاتح فاه ، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فالتقمه الحوت ، فأوحى الله تعالى إلى الحوت : إني لم أجعله لك رزقا ، ولكن جعلت بطنك له وعاء . فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وقد تقدم ويأتي . ففي هذا من الفقه أن القرعة كانت معمولا بها في شرع من قبلنا ، وجاءت في شرعنا على ما تقدم في [ آل عمران ] قال ابن العربي : وقد وردت القرعة في الشرع في ثلاثة مواطن . الأول : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه . الثاني : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إليه أن رجلا أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة . الثالث : أن رجلين اختصما إليه في مواريث قد درست فقال : ( اذهبا وتوخيا الحق ، واستهما ، وليحلل كل واحد منكما صاحبه ) . فهذه ثلاثة مواطن ، وهي القسم في النكاح ، والعتق ، والقسمة ، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي . واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات في الغزو على قولين ، الصحيح منهما الإقراع ، وبه قال فقهاء الأمصار . وذلك أن السفر بجميعهن لا يمكن ، واختيار واحدة منهن إيثار ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك في مسألة الأعبد الستة ، فإن كل اثنين منهما ثلث ، وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت ، وتعيينهما بالتشهي لا يجوز شرعا ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة ، فصارت أصلا في تعيين المستحق إذا أشكل . قال : والحق عندي أن تجرى في كل مشكل ، فذلك أبين لها وأقوى لفصل الحكم فيها ، وأجلى لرفع الإشكال عنها ، ولذلك قلنا : إن القرعة بين الزوجات في الطلاق كالقرعة بين الإماء في العتق .
الاقتراع على إلقاء الآدمي في البحر لا يجوز . وإنما كان ذلك في يونس وزمانه مقدمة لتحقيق برهانه ، وزيادة في إيمانه ، فإنه لا يجوز لمن كان عاصيا أن يقتل ولا يرمى به في النار أو البحر ، وإنما تجرى عليه الحدود والتعزير على مقدار جنايته . وقد ظن بعض الناس أن البحر إذا هال على القوم فاضطروا إلى تخفيف السفينة أن القرعة تضرب عليهم ، فيطرح بعضهم تخفيفا ، وهذا فاسد ، فإنها لا تخف برمي بعض الرجال ، وإنما ذلك في الأموال ، ولكنهم يصبرون على قضاء الله عز وجل .
أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذلك قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر . قال ابن عباس : من المسبحين من المصلين . قال قتادة : كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله - عز وجل - له فنجاه . وقال الربيع بن أنس : لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال : ومكتوب في الحكمة - إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر . وقال مقاتل : من المسبحين من المصلين المطيعين قبل المعصية . وقال وهب : من العابدين . وقال الحسن : ما كان له صلاة في بطن الحوت ، ولكنه قدم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء ، وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه ، وإذا عثر وجد متكأ .
قلت : ومن هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبئها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه . وقد خرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : بينما ثلاثة نفر - في رواية : ممن كان قبلكم - يتماشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل فانطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم الحديث بكماله ، وهو مشهور ، شهرته أغنت عن تمامه . وقال سعيد بن جبير : لما قال في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قذفه الحوت . وقيل : من المسبحين من المصلين في بطن الحوت .
قلت : والأظهر أنه تسبيح اللسان الموافق للجنان ، وعليه يدل حديث أبي هريرة المذكور قبل الذي ذكره الطبري . قال : فسبح في بطن الحوت . قال : فسمعت الملائكة تسبيحه ، فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة . وتكون ˝ كان ˝ على هذا القول زائدة ، أي : فلولا أنه من المسبحين . وفي كتاب أبي داود عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : دعاء ذي النون في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع به رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له وقد مضى هذا في سورة [ الأنبياء ] فيونس - عليه السلام - كان قبل مصليا مسبحا ، وفي بطن الحوت كذلك . وفي الخبر : فنودي الحوت : إنا لم نجعل يونس لك رزقا ، إنما جعلناك له حرزا ومسجدا . وقد تقدم. ❝
❞ انظر الى الحياة من خلال نافذة ملونة ستجد أن هذا الكون واسع ومبهر و جميل، ستجد أن الحياة رائعة بجميع الألوان، وجميع الالوان ساحرة بلا استثناء. ❝ ⏤إبراهيم الفقي
❞ انظر الى الحياة من خلال نافذة ملونة ستجد أن هذا الكون واسع ومبهر و جميل، ستجد أن الحياة رائعة بجميع الألوان، وجميع الالوان ساحرة بلا استثناء. ❝