❞ البارت الرابع
تركت عشق نوح واتجهت إلي الخارج اما نوح فقد صعد فوق سطح منزل الماركيز ليراها وهى تغادر
عاصي :نفذت بردو اللي في دماغك و اتنكرت و جيت من ورايا
نوح بضحك:عاصي هو الواحد ميعرفش يهرب منك شويه
عاصي:لا متعرفش دلوقتي خلينا نروح قبل ما يكتشف الامبراطور غيابك يا ولي العهد
في يوما اخر
عشق: بابا انا عاوزة اروح الغابه
سراج:ليه
عشق:مش عارفه ليا مزاج اروح
سراج:تمام بس خدى حد من الفرسان معاكى
عشق بأعتراض: لا انا عاوزة اروح لوحدى
سراج: لا يا عشق انتى عارفة أن لينا أعداء
عشق: عارفه بس متنساش بردو أن مش اي حد انا فارسه
سراج بضحك:خلاص بقيتى فارسه
عشق: احم مش فارسه اوي يعني يلا بقي وافق وافق
سراج:بس يا زنانه روحي بس خدي سيفك معاكى
عشق بفرح :يعيش بابا يعيش بابا يعيش
سراج بضحك:يلا يا بكاشه
في الغابه
كان تسمع عشق صوت رمي الاسهم وضعت يدها علي سيفها و اتجهت إلي مصدر الصوت
وجدت شاب يصوب الاسهم علي الشجره
عشق بأعجاب:واو في منتصف الهدف
نوح بتفاجئ:انتى بتعملي ايه هنا اقصد سموك بتعمل ايه هنا
عشق:سموك ايه بس انا عشق بلا سموك بلا بتاع
نوح:بس ميصحش
عشق:ملكش دعوة يصح و كمان احنا خلاص بقينا اصحاب
قولي مين علمك رمى الاسهم
نوح بأرتباك: والدى هو اللي علمنى
عشق بحماس:بجد ينفع تعلمنى
نوح وهو ينظر للسيف:موافق بس نعمل مبارزه سريعه
عشق بثقه:متأكد
نوح :اكيد
عشق:اوك
بدأت المبارزه بينهم كان نوح يتفوق علي عشق في القوة البدنيه لكن عشق كانت متفوق عنه بالسرعه و بسبب سرعتها أصابت نوح في ايده
عشق بخضه:يا خبر انت كويس انا اسفه انت بخير
نوح: أهدى أهدى محصلش حاجه
عشق وهي بتقطع البطانه الداخليه للفستان وبتربط الجرح: انا اسفه مكنش المفروض اتغابي بالشكل ده
نوح وهو بيمسك اديها:عشق أهدى انا بخير ده جرح سطحي
عشق: بجد
نوح:اه بجد حتي بصي
عشق:احم تمام بس خليك لافف ايدك علشان ميعلمش في ايدك
نوح بأبتسامه :حاضر
عشق: انا لازم امشي دلوقتي
نوح:هنتقابل تانى
عشق بضحك:اكيد أن شاء الله و متنساش أن المرة الجايه هتعلمنى الرمايه
لـِ شهد الوليد|الإعصار. ❝ ⏤شهد الوليد
❞ البارت الرابع
تركت عشق نوح واتجهت إلي الخارج اما نوح فقد صعد فوق سطح منزل الماركيز ليراها وهى تغادر
عاصي :نفذت بردو اللي في دماغك و اتنكرت و جيت من ورايا
نوح بضحك:عاصي هو الواحد ميعرفش يهرب منك شويه
عاصي:لا متعرفش دلوقتي خلينا نروح قبل ما يكتشف الامبراطور غيابك يا ولي العهد
في يوما اخر
عشق: بابا انا عاوزة اروح الغابه
سراج:ليه
عشق:مش عارفه ليا مزاج اروح
سراج:تمام بس خدى حد من الفرسان معاكى
عشق بأعتراض: لا انا عاوزة اروح لوحدى
سراج: لا يا عشق انتى عارفة أن لينا أعداء
عشق: عارفه بس متنساش بردو أن مش اي حد انا فارسه
سراج بضحك:خلاص بقيتى فارسه
عشق: احم مش فارسه اوي يعني يلا بقي وافق وافق
سراج:بس يا زنانه روحي بس خدي سيفك معاكى
عشق بفرح :يعيش بابا يعيش بابا يعيش
سراج بضحك:يلا يا بكاشه
في الغابه
كان تسمع عشق صوت رمي الاسهم وضعت يدها علي سيفها و اتجهت إلي مصدر الصوت
وجدت شاب يصوب الاسهم علي الشجره
عشق بأعجاب:واو في منتصف الهدف
نوح بتفاجئ:انتى بتعملي ايه هنا اقصد سموك بتعمل ايه هنا
عشق:سموك ايه بس انا عشق بلا سموك بلا بتاع
نوح:بس ميصحش
عشق:ملكش دعوة يصح و كمان احنا خلاص بقينا اصحاب
قولي مين علمك رمى الاسهم
نوح بأرتباك: والدى هو اللي علمنى
عشق بحماس:بجد ينفع تعلمنى
نوح وهو ينظر للسيف:موافق بس نعمل مبارزه سريعه
عشق بثقه:متأكد
نوح :اكيد
عشق:اوك
بدأت المبارزه بينهم كان نوح يتفوق علي عشق في القوة البدنيه لكن عشق كانت متفوق عنه بالسرعه و بسبب سرعتها أصابت نوح في ايده
عشق بخضه:يا خبر انت كويس انا اسفه انت بخير
نوح: أهدى أهدى محصلش حاجه
عشق وهي بتقطع البطانه الداخليه للفستان وبتربط الجرح: انا اسفه مكنش المفروض اتغابي بالشكل ده
نوح وهو بيمسك اديها:عشق أهدى انا بخير ده جرح سطحي
عشق: بجد
نوح:اه بجد حتي بصي
عشق:احم تمام بس خليك لافف ايدك علشان ميعلمش في ايدك
نوح بأبتسامه :حاضر
عشق: انا لازم امشي دلوقتي
نوح:هنتقابل تانى
عشق بضحك:اكيد أن شاء الله و متنساش أن المرة الجايه هتعلمنى الرمايه
لـِ شهد الوليد|الإعصار. ❝
❞ “و كيف يختلف اهل التوحيد و اهل الفطره دينهم ابسط من نور النهار اوجزه نبيهم في كلمات : قل لا اله الا الله ثم استقم
لم ذكر عماما و لا جلبابا و لا لحيه و لا نقابا و انما علي الاستقامه علي مكارم الاخلاق و التوحيد بالله”. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ و كيف يختلف اهل التوحيد و اهل الفطره دينهم ابسط من نور النهار اوجزه نبيهم في كلمات : قل لا اله الا الله ثم استقم
لم ذكر عماما و لا جلبابا و لا لحيه و لا نقابا و انما علي الاستقامه علي مكارم الاخلاق و التوحيد بالله”. ❝
❞ \"إذا لم تحاول التقدّم للأمام، ستبقى دائمًا في نفس المكان، جرب أشياء جديدة، عادات جديدة، مهارات جديدة وستشعر بالمزيد من السعادة والرضا على ذاتك، إياك أن تستسلم للكسل والخمول، فالنجاح بحاجة لشجاعة وحركة وإقدام.\"
وقد استشعرنا النجاح في شخصية اليوم وقمنا بمحاورته(ـا) ببعض أسئلتنا لننقل لكم بعض تجاربه(ـا) في الوصول للنجاح.
وبدون أن نطيل عليكم دعونا نبدأ في حوار جديد بجريدة \"تغاريد نسر \".
- عرفنا بنفسك؟
= شهد سيد زهران.
- عرفنا بمواهبك؟
= الكتابه ، و الرسم
هل سبق وقد فقدت الشغف؟ وماذا فعلت كي تعود لك روح الإبداع؟
= كتير طبعا .
بكتب فَ وقت فراغي ، و برجع الشغف فَ الرسم او بعمل ايي حاجه بحبها و هكذا .
هل سبق وأن أنجزت شيئًا كان بالنسبة لك أكبر إنجاز في حياتك؟ وماهو ذلك الإنجاز؟
= اه طبعا كان اول خطوه ليا اشتراكِ ف كيانات ، و تأسست فَ الكتابه و كتبت كتاب ( كتاليا ) .
لدى كل منّا مشاكله، فهل سمحت يومًا لمشكلة ما بأن تُحبط عزيمتك وتستسلم؟
= لاء خالص ، لما بعوز اوصل لحاجه بصمم انِ اوصلها ، أو بقعد وقت و برجع تاني
- لدى كل منّا داعم فمن داعمك وشريك نجاحك؟
= امي و بابا
و تلاته من صحابي
وواحده صحبتي لاني كُنت بكتب و بخليها تقراء قبل مَ اشارك بيها وهكذا .
- نصيحة تود تقديمها لكل شخص يحاول الوصول إلى حلمه وهدفه ويجد صعوبة في ذلك.
= الاصرار : طبعا مفيش حد هيوصل من اول محاوله بالعكس أنا حولت كتير عشان اعرف اوصل ، وبدايه كتباتي كان ارتجالات ، واحده واحده بدأت اكتب عن نفسيتي ،و الصعوبات اللِ عدت عليا مع ذالك مستسلمتش .
معنى كدَ لازم كل يواحد يخطط هيعمل ايه تاني يوم
هذاكر ايه ، هيروح فين و هيكتب ايه ، و طبعا أنا بكتب ف ساعه فاصله بين درسين ، أو مواصلات ، لكن مخصصتش وقت عشان اكتب ، و الأجازه كتبت فيها كتير وافكار كتير ف الرسم و بعلم نفسي بنفسي مجبتش حد و خليتو علمني ، و دايما خليكم معتمدين ع نفسكم متستنوش حد يقولكم قوم هنساعدك ، لان محدش هيساعد حد و هيعوزو افضل منو .
وهنا نصل وإياكم لنهاية لقائنا ونشكر جزيل الشكر موهبة اليوم على هذه الإجابات اللطيفة ونتمنى من الله أن نكون قد قدمنا لكم دفعة للتقدم.
المحررة/ نسرين عطيه
\"المؤسسين /
نسرين عطيه-شهد علي. ❝ ⏤دار تغاريد نسر
❞ ˝إذا لم تحاول التقدّم للأمام، ستبقى دائمًا في نفس المكان، جرب أشياء جديدة، عادات جديدة، مهارات جديدة وستشعر بالمزيد من السعادة والرضا على ذاتك، إياك أن تستسلم للكسل والخمول، فالنجاح بحاجة لشجاعة وحركة وإقدام.˝
وقد استشعرنا النجاح في شخصية اليوم وقمنا بمحاورته(ـا) ببعض أسئلتنا لننقل لكم بعض تجاربه(ـا) في الوصول للنجاح.
وبدون أن نطيل عليكم دعونا نبدأ في حوار جديد بجريدة ˝تغاريد نسر ˝.
- عرفنا بنفسك؟
= شهد سيد زهران.
- عرفنا بمواهبك؟
= الكتابه ، و الرسم
هل سبق وقد فقدت الشغف؟ وماذا فعلت كي تعود لك روح الإبداع؟
= كتير طبعا .
بكتب فَ وقت فراغي ، و برجع الشغف فَ الرسم او بعمل ايي حاجه بحبها و هكذا .
هل سبق وأن أنجزت شيئًا كان بالنسبة لك أكبر إنجاز في حياتك؟ وماهو ذلك الإنجاز؟
= اه طبعا كان اول خطوه ليا اشتراكِ ف كيانات ، و تأسست فَ الكتابه و كتبت كتاب ( كتاليا ) .
لدى كل منّا مشاكله، فهل سمحت يومًا لمشكلة ما بأن تُحبط عزيمتك وتستسلم؟
= لاء خالص ، لما بعوز اوصل لحاجه بصمم انِ اوصلها ، أو بقعد وقت و برجع تاني
- لدى كل منّا داعم فمن داعمك وشريك نجاحك؟
= امي و بابا
و تلاته من صحابي
وواحده صحبتي لاني كُنت بكتب و بخليها تقراء قبل مَ اشارك بيها وهكذا .
- نصيحة تود تقديمها لكل شخص يحاول الوصول إلى حلمه وهدفه ويجد صعوبة في ذلك.
= الاصرار : طبعا مفيش حد هيوصل من اول محاوله بالعكس أنا حولت كتير عشان اعرف اوصل ، وبدايه كتباتي كان ارتجالات ، واحده واحده بدأت اكتب عن نفسيتي ،و الصعوبات اللِ عدت عليا مع ذالك مستسلمتش .
معنى كدَ لازم كل يواحد يخطط هيعمل ايه تاني يوم
هذاكر ايه ، هيروح فين و هيكتب ايه ، و طبعا أنا بكتب ف ساعه فاصله بين درسين ، أو مواصلات ، لكن مخصصتش وقت عشان اكتب ، و الأجازه كتبت فيها كتير وافكار كتير ف الرسم و بعلم نفسي بنفسي مجبتش حد و خليتو علمني ، و دايما خليكم معتمدين ع نفسكم متستنوش حد يقولكم قوم هنساعدك ، لان محدش هيساعد حد و هيعوزو افضل منو .
وهنا نصل وإياكم لنهاية لقائنا ونشكر جزيل الشكر موهبة اليوم على هذه الإجابات اللطيفة ونتمنى من الله أن نكون قد قدمنا لكم دفعة للتقدم.
❞ هي صاحبة مال و جمال و دلال.
...
في أناملها الرقيقة المرصعة من خواتم الماس و الزمرد ما يكفي لبناء جامعة.
و على كتفيها معطف أنيق من فراء الفيزون النادر يكفي للإنفاق على مستشفى.
و في جراج بابا ثلاث عربات مرسيدس أمد الله في عمره و هو لا يرد لها طلبا.. و كلما رفض لها عريسا زادها في أصابعها خاتما.
و هي بعد أن امتلكت الدنيا لا تعرف ماذا تريد بالضبط.
و هي و إن كانت لا تعرف ماذا تريد فإنها تعرف تماما ماذا ترفض.
و هي ترفض كل ما يطرق عليها الباب.
حتى الطقس ترفضه.. فهو دائما حار أكثر من اللازم أو بارد أكثر من اللازم.. أو غائم أكثر من اللازم أو صحو أكثر من اللازم أو رطب أكثر من اللازم.
كما أن الطعام دسم أكثر من اللازم أو مملح أكثر من اللازم أو مسكر أكثر من اللازم أو ساخن أكثر من اللازم أو بارد أكثر من اللازم.
و لابد أن ترى في كل شيء عيبا.. نوع من الدلع و سوء التربية.
عقدة الترف و الوفرة..
و أف من هذا.. و أف من ذاك..
بردانة.. حرانة.. متضايقة.. قلقانة.. زهقانة.. يرن تليفونها كل ثلاث دقائق.
تبكي بلا سبب.. من الضجر أحيانا !
أو من عبء حرية لا تعرف فيما تنفقها و لا كيف تنفقها.
أو من أثقال ثروة لا تعرف كيف تبددها.. أو من وطأة زمن لا معقول يجرجر وراءه العقم و اللاجدوى.. و العبث الفارغ.
رأيتها تدور كالفراشة حول غرفة نوم في معرض موبيليا.. و تحملق في الأثاث المترف بعيون نائمة .. على السرير بطاقة بالثمن 26 ألف جنيه.
و من خلال أهدابها المطلية بالماسكارا
تتأمل وسائد ريش النعام و الدولاب المكسو بالشاموا و الازرار الإلكترونية
في متناول اليد التي تطفئ و تدير و تغير قنوات التليفزيون المثبت في أقصى
السرير و تشغل الستريو و البيك آب و الكاسيت.
و سمعتها تمط شفتيها و تهمس في نبرة لا مبالية.. موش بطال.
لا شك أنها سوف تحدث صاحبها في التليفون بعد دقائق في شأن هذه الغرفة.
و لا شك بعد ذلك أنها سوف تنسى الموضوع.
ثم إنها لن تفاجأ كثيرا حينما تطرق بابها عربة الأثاث تحمل إليها غرفة النوم الأنيقة.. و لا شك أنها سوف تتمدد عليها كقطة. و لا شك أنها سوف تتثاءب في ملل بعد دقائق.. ثم ما تلبث أن تفقد الشعور بجمالها و طرافتها.
فإنها كالعادة.. كل شيء تملكه ما تلبث أن تزهده.
ثم يعود كابوس الملل و الضجر.. و الزمن الثقيل الذي يجرجر قطار اللاجدوى يضغط على أعصابها.
لا تحتقروها يا سادة.
و لكن أشفقوا عليها.
فإن الله لم يحتقر شيئا حين خلقه.
و لو أنه احتقر شأنها لما خلقها من البداية. و لكن كل ما في الأمر.. أنها امرأة مدللة لم تجد الأب الذي يؤدبها و لا الأم التي تنهرها و لا الدنيا التي تقهرها.
و لكن الله لا يُهمل أحدا..
و قد كتب على نفسه في أزله الرحمة للجميع.
و قال عن نفسه أنه الرب لا رب سواه.. و قد اقتضت رحمته أن يقسو أحيانا على بعض خلقه ليصلحهم..
فإنه لا يرضى أن تكون لنا عيون و لا نبصر و تكون لنا آذان و لا نسمع.
و قد شق اللحم ليفتح عيون الأجنة في الأرحام كما شق الرءوس ليفتح مجاري الآذان.
و قد شاء ربنا عناية منه بهذه المرأة أن يرحمها.. فصحت الجميلة ذات صباح لتكتشف أنها مسلوبة نعمة البصر.
انطبقت الظلمة على عينيها تماما فلم تعد تبصر شيئا.
و صرخت و بكت و ارتعدت رعبا.
و اجتمع على رأس فراشها طب الأمريكان و الإنجليز و الفرنسيين و الأسبان.
و تداول علماء الشرق و الغرب و انفضوا و هم يقلبون الأكف يأسا و عجزا.
و لا شفاء..
و لا حل..
و لا أمل في حل..
و في الظلمة المطبقة المطلقة.. كانت تتحسس وجه حبيبها و تبكي في حرقة و تهمس.. هل تصدق أني لم أرى وجهك.. حينما كانت لي عينان و حينما كان لي بصر لم أكن أراك.
لم أكن أرى سوى رغباتي.
لم أكن أشعر إلا بنفسي.
لم أكن أرى أحدا.
كان العالم كله مجموعة من المرايا لا أرى فيها إلا وجهي أنا.. و جمالي أنا.. و رغباتي أنا..
اليوم فقط أحاول أن أستشف ملامحك بأناملي و أحاول أن أتعرف عليك.. و أحاول أن أقترب منك.
يا حبيبي كم أتمنى أن أراك.. و أن أعاشر وجهك بعيني.
و بكت و غسلت يديه بدموعها.
صدقوها يا سادة.
فهذه أول مرة تطلب شيئا بحق و تتمنى شيئا بحق.. و تشعر على وجه اليقين أن هناك شيئا يسعدها.
صدقوها... و اسألوا لها الشفاء.
فاليوم وُلدت إنسانيتها.. بفعل من أفعال الرحمة الإلهية.. و بسر من أسرار الله الذي يخفي رحمته في عذابه.
..
من كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
د. مصطفى محمود رحمه الله. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هي صاحبة مال و جمال و دلال.
..
في أناملها الرقيقة المرصعة من خواتم الماس و الزمرد ما يكفي لبناء جامعة.
و على كتفيها معطف أنيق من فراء الفيزون النادر يكفي للإنفاق على مستشفى.
و في جراج بابا ثلاث عربات مرسيدس أمد الله في عمره و هو لا يرد لها طلبا. و كلما رفض لها عريسا زادها في أصابعها خاتما.
و هي بعد أن امتلكت الدنيا لا تعرف ماذا تريد بالضبط.
و هي و إن كانت لا تعرف ماذا تريد فإنها تعرف تماما ماذا ترفض.
و هي ترفض كل ما يطرق عليها الباب.
حتى الطقس ترفضه. فهو دائما حار أكثر من اللازم أو بارد أكثر من اللازم. أو غائم أكثر من اللازم أو صحو أكثر من اللازم أو رطب أكثر من اللازم.
كما أن الطعام دسم أكثر من اللازم أو مملح أكثر من اللازم أو مسكر أكثر من اللازم أو ساخن أكثر من اللازم أو بارد أكثر من اللازم.
و لابد أن ترى في كل شيء عيبا. نوع من الدلع و سوء التربية.
عقدة الترف و الوفرة.
و أف من هذا. و أف من ذاك.
بردانة. حرانة. متضايقة. قلقانة. زهقانة. يرن تليفونها كل ثلاث دقائق.
تبكي بلا سبب. من الضجر أحيانا !
أو من عبء حرية لا تعرف فيما تنفقها و لا كيف تنفقها.
أو من أثقال ثروة لا تعرف كيف تبددها. أو من وطأة زمن لا معقول يجرجر وراءه العقم و اللاجدوى. و العبث الفارغ.
رأيتها تدور كالفراشة حول غرفة نوم في معرض موبيليا. و تحملق في الأثاث المترف بعيون نائمة . على السرير بطاقة بالثمن 26 ألف جنيه.
و من خلال أهدابها المطلية بالماسكارا
تتأمل وسائد ريش النعام و الدولاب المكسو بالشاموا و الازرار الإلكترونية
في متناول اليد التي تطفئ و تدير و تغير قنوات التليفزيون المثبت في أقصى
السرير و تشغل الستريو و البيك آب و الكاسيت.
و سمعتها تمط شفتيها و تهمس في نبرة لا مبالية. موش بطال.
لا شك أنها سوف تحدث صاحبها في التليفون بعد دقائق في شأن هذه الغرفة.
و لا شك بعد ذلك أنها سوف تنسى الموضوع.
ثم إنها لن تفاجأ كثيرا حينما تطرق بابها عربة الأثاث تحمل إليها غرفة النوم الأنيقة. و لا شك أنها سوف تتمدد عليها كقطة. و لا شك أنها سوف تتثاءب في ملل بعد دقائق. ثم ما تلبث أن تفقد الشعور بجمالها و طرافتها.
فإنها كالعادة. كل شيء تملكه ما تلبث أن تزهده.
ثم يعود كابوس الملل و الضجر. و الزمن الثقيل الذي يجرجر قطار اللاجدوى يضغط على أعصابها.
لا تحتقروها يا سادة.
و لكن أشفقوا عليها.
فإن الله لم يحتقر شيئا حين خلقه.
و لو أنه احتقر شأنها لما خلقها من البداية. و لكن كل ما في الأمر. أنها امرأة مدللة لم تجد الأب الذي يؤدبها و لا الأم التي تنهرها و لا الدنيا التي تقهرها.
و لكن الله لا يُهمل أحدا.
و قد كتب على نفسه في أزله الرحمة للجميع.
و قال عن نفسه أنه الرب لا رب سواه. و قد اقتضت رحمته أن يقسو أحيانا على بعض خلقه ليصلحهم.
فإنه لا يرضى أن تكون لنا عيون و لا نبصر و تكون لنا آذان و لا نسمع.
و قد شق اللحم ليفتح عيون الأجنة في الأرحام كما شق الرءوس ليفتح مجاري الآذان.
و قد شاء ربنا عناية منه بهذه المرأة أن يرحمها. فصحت الجميلة ذات صباح لتكتشف أنها مسلوبة نعمة البصر.
انطبقت الظلمة على عينيها تماما فلم تعد تبصر شيئا.
و صرخت و بكت و ارتعدت رعبا.
و اجتمع على رأس فراشها طب الأمريكان و الإنجليز و الفرنسيين و الأسبان.
و تداول علماء الشرق و الغرب و انفضوا و هم يقلبون الأكف يأسا و عجزا.
و لا شفاء.
و لا حل.
و لا أمل في حل.
و في الظلمة المطبقة المطلقة. كانت تتحسس وجه حبيبها و تبكي في حرقة و تهمس. هل تصدق أني لم أرى وجهك. حينما كانت لي عينان و حينما كان لي بصر لم أكن أراك.
لم أكن أرى سوى رغباتي.
لم أكن أشعر إلا بنفسي.
لم أكن أرى أحدا.
كان العالم كله مجموعة من المرايا لا أرى فيها إلا وجهي أنا. و جمالي أنا. و رغباتي أنا.
اليوم فقط أحاول أن أستشف ملامحك بأناملي و أحاول أن أتعرف عليك. و أحاول أن أقترب منك.
يا حبيبي كم أتمنى أن أراك. و أن أعاشر وجهك بعيني.
و بكت و غسلت يديه بدموعها.
صدقوها يا سادة.
فهذه أول مرة تطلب شيئا بحق و تتمنى شيئا بحق. و تشعر على وجه اليقين أن هناك شيئا يسعدها.
صدقوها.. و اسألوا لها الشفاء.
فاليوم وُلدت إنسانيتها. بفعل من أفعال الرحمة الإلهية. و بسر من أسرار الله الذي يخفي رحمته في عذابه.
.
من كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
د. مصطفى محمود رحمه الله. ❝