█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وجو الجزيرة العربية يزيد خمول الخامل و حدة اليقظان، كالشعاع الذي ينمي الأشواك والورود معا، وقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - يستعين بصمته الطويل.. صمته الموصوصل بالليل وبالنهار، صمته المطبق على الرمال الممتدة والعمران القليل. كان يستعين بهذا الصمت على الطول التأمل، وإدمان الفكر، واستكناه الحق. ودرجة الارتقاء النفسي التي بلغها من النظر الدائم أرجح يقينا من حفظ لا فهم فيه، أو فهم لا أدب معه. ومثله في احترام حقائق الكون والحياة أولى بالتقديم من أولئك الذين اعتنقوا الأوهام وهاشوا بها ولها . ❝
❞ ألم تر إلى أرباب الصنائع لو دخلوا إلى دار معمورة رأيت البنَّاء ينظر إلى الحائط، والنجَّار ينظر إلى الباب والنوافذ، والحائك ينظر إلى النسيج. فكذلك المؤمن اليقظان: إذا رأى ظلمة ذكر ظلمة القبر، وإذا شكا ألما ذكر العقاب، وإن سمع صوتًا فظيعًا ذكر نفخة الصور، وإن رأى نيامًا ذكر الموتى في القبور، وإن رأى لذة ذكر الجنة . ❝
❞ بين اليقظة الواعية في طرف ، و الموت البارد في طرف آخر ، هنالك حالات متدرجة من الغيبوبة و النعاس ، و سيأخذك العجب حين أزعم لك أن قلة ضئيلة من الناس هي اليقظانة الواعية ، و أما الكثرة الغالبة منهم ففي غيبوبة و نعاس ، في وجوههم أعين مفتوحة ، لكنها تنظر ولا ترى . ❝