█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141)
قوله تعالى : ˝ فساهم ˝ قال المبرد : فقارع ، قال : وأصله من السهام التي تجال . فكان من المدحضين قال : من المغلوبين . قال الفراء : دحضت حجته وأدحضها الله . وأصله من الزلق ، قال الشاعر :
قتلنا المدحضين بكل فج فقد قرت بقتلهم العيون
أي : المغلوبين . ❝
❞ قضية الأخلاق عندنا:
هل ترجع هزائمنا العامة إلى أننا لا نملك طائرات بعيدة المدى ، وإلى أننا لا نصنع القنابل الذرية ؟ بعض الناس يتصور أن عجزنا الصناعي والعسکری من وراء تخلفنا هنا وهناك ، وأن أمتنا لو ملكت هذه الأسلحة سادت وقادت !..
إن هذا فكر سقيم ، والواقع أننا مصابون بشلل عضوي في أجهزتنا الخلقية ، وملكاتنا النفسية يعوقنا عن الحراك الصحيح ، وأن مجتمعاتنا تشبه أحياء انقطع عنها التيار الكهربائي فغرقت في الظلام ، ولابد من إصلاح الخلل الذي حدث کی يسطع التيار مرة أخرى .
وعلاج الأعطاب الشديدة أو الخفيفة بالكلام البليغ أو النصح المخلص لا يكفي ! لابد من إزالة أسباب الخلل ، ومن إعادة الأوضاع إلى أسسها السليمة إلى فطرتها الأولى .
"وفطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله "
وقد راعني أن خلائق مقبوحة انتشرت بين الناس دون مبالاة ، أو مع إغراض متعمد ، واستمرت مواقعة الناس لها حتى حولها الإلف إلى جزء من الحياة العامة ، ومن هنا رأينا الاستهانة بقيمة الكلمة ، ورأينا قلة الا كتراث بإتقان العمل ، ورأينا إضاعة الأمانات والمسئوليات الثقيلة ، ورأينا القدرة على قلب الحقائق ، وجعل الجهل علما والعلم جهلا والمعروف منكرا والمنكر معروفا ...
إن قضية الأخلاق وما عراها من وهن أمر جلل . إنك لا تستطيع بناء قصر شاهق دون دعائم وأعمدة وشبكات من حديد ، ولا تستطيع بناء إنسان كبير دون أخلاق مكينة و مسالك مأمونة وجملة من الحلال تورث الثقة ، وتأمل في قول أبي تمام :
وقد كان فوت الموت سهلا فرده
إليه الحفاظ المر والخلق الوغر!
إن ضمانات الحق الصلب في سيرة هذا البطل هي التي تعلو بها الأمم ، وتنتصر لرسالات ، وهي التي يستخذي أمامها العدو وتنهار الطواغيت ، وعندما ترى مجتمعا صارما في مراعاة النظام ، دقيقا في احترام الوقت ، صريحا في مواجهة الخطأ ، شدید الإحساس بحق الآخرين ، غيورا على كرامة الأمة ، كثيرا عند الفزع ، قليلا عند الطمع ، مؤثرا إرضاء الله على إرضاء الناس ، عندما ترى هذا الخلال تلتقي في مجتمع ما ، نثق أنه يأخذ طريقه غدا إلى القمة .
وقد كان المسلمون الأوائل نماذج أخلاقية تجد فيها الشرف والصدق والطهر والتجرد، ولذلك تصدروا القافلة البشرية عن جدارة ، ولا غرو کانوا صنع الإنسان الذي وصفه الله بقوله في" وإنك لعلى خلق عظیم " وكانوا نضح روحه العالى فمشت وراءهم الشعوب تتعلم وتتأسى .
أما اليوم فنحن نجري ونلهث وراء الشعوب الأخرى دون أن نصل إلى مستواها ، لأن وزن الأخلاق عندنا خفیف و ارتباطنا بها ضعيف ..
والأخلاق مجموعات متنوعة من الفضائل والتقاليد تحيا بها الأمم کما تحيا الأجسام بأجهزتها وغددها ، فإذا اعتلت هذه المجموعات وانفکت رأيت ما لا يشر في مسالك العامة والخاصة ..
في كثير من البلاد الإسلامية رأيت الوساخة في الطرق والبيوت أو في الملابس والأبدان ، ورأيت الفوضى في سير الأشخاص والعربات ، ورأيت الإهمال والتهاون في تناول السلع والواجبات ، ورأيت دوران الناس حول مآربهم الذاتية ونسيانهم المبادئ الجامعة والحقوق العامة ، ورأيت انتشار اللغو والكسل وفناء الأعمار في لا شيء !!.
الكذب في المواعيد وفي رواية الأخبار، وفي وصف الآخرين أمر سهل ! وكذلك استقصاء الإنسان في طلب ما يرى أنه له ، واستهانته في أداء ما هو عليه ، ونقصه ما هو قادر على إتمامه ، وفقدان الرفق في القول والعمل وشيوع القسوة والمبالغة في الخصام .. .
ثم تحول الآداب إلى قشور يطل من ورائها الرياء بل إن الرياء - وهو في الإسلام شرك - يكاد يكون المسيطر على العلاقات الاجتماعية ، وهو الباعث الأول على البذخ في الأحفال والولائم والمظاهر المفروضة في الأفراح والأحزان ..|
العجز الإداري قد يرجع إلى أسباب خلقية وعلمية ، بيد أن الأسباب الخلقية عندنا أسبق .
الفشل العسکری قد يرجع إلى أسباب نفسية وفنية وصناعية ، بيد أن الأسباب النفسية عند العرب أظهر وأقوى ..
ويجزم أولو الألباب بأن السياسية العرب والقادة العرب وراء كل نصر أحرزه بنو إسرائيل خلال أربعين سنة .
بل إن قادة اليهود صحوا بأن المكاسب التي أحرزوها تجاوزت الأحلام وسبقت الخيال !
إنهم ما خططوا لها ولا احتالوا لبلوغها ! إنها هدية من الانحلال العربي ومن ضعف الأخلاق ، إنها غنيمة باردة لخصوم يحسنون انتهاز الفرص ! .
وأي فرصة أغلى من أن يكون القائد العربي صريع مخدرات ومسكرات ، وأن يكون الزعيم العربي قد وصل إلى منصبه فوق تأ من جماجم خصومه ، ورفات بني جنسه المدحورين أمامه
إن هذه أعظم فرصة لقيام دولة إسرائيل ، لقد قامت في الفراغ المتخلف من ضياع الأخلاق لدينا، وتحول المسلمين إلى أمم مقطعة ، خربة الأفئدة ، مخلدة إلى الأرض ، جياشة الأهواء ، باردة الأنفاس ...
إننا نقول لغيرنا : النار مصير الملاحدة والمشركين ، لسوف يجزون ما يستحقون لقاء كفرهم بالله ونسيانهم له !.
ليت شعري لماذا لا نقول لأنفسنا : والنار كذلك مثوى المرائين الذين عموا عن وجه الله، وأرادوا الحياة الدنيا وزينتها، واستماتوا في طلب الشهرة والسمعة والمال والجاه ، وكانت علاقتهم بهذه الأهواء أشد من علاقة المشركين بأوثانهم ؟؟
لماذا لم نقل لأنفسنا : إن أول من تسعر بهم النار ، رجال دين يطلبون الدنيا ، ورجال مال وحرب ينشدون الوجاهة والسلطان ؟ ألم يقل لنا نبينا له ذلك؟.|
إنني طفت في أقطار إسلامية كثيرة ، فرأيت سطوة العرف أقوى من سطوة الشرع ، واتباع الهوى أهم من اتباع العقل !وللناس قدرة عجيبة في إلباس شهواتهم ثوب الدين ، .|
وتحقيق مآربهم الشخصية باسم الله.
. ❝
❞ فرصة للتغيير #إجعل_الإيجابية_سجية.
يعد مستوى الحب الذى يحمله الفرد لنفسه وللحياة وللآخرين
طريق نحو الإيجابية، إسأل نفسك هل الحب متجدد فى داخلك؟ هل ترى العالم من منطلق الحب؟
عزيزى القارئ الحب ليس مجموعه من المشاعر فقط بل مشروع يتم صناعته وتنميته .
الحب من الإحتياجات الأساسية للفرد فهو عطاء ومسئولية ورعاية ومعرفة، أنظر إلى طفل لم يستشعر الحب فى حياته ولاحظ مستقبله، أنظر إلى صداقة فاقده للحب ولاحظ مستقبلها أنظر إلى أسرة كامله فاقده لبث الحب بينهم ولاحظ مستقبلها أنظر إلى إيمانك بالله دون حب لله وللرسول وللناس
˝الحب أقيم ما فى الأرض منه أتينا وبه نؤمن ونحيا ونستمر فى الحياة ˝
يقول ˝إريك فروم˝ فى كتاب فن الحب، هو إحدى المراجع الرئيسية لفهم الحب، يقول بأن الحب هو نشاط وليس شعور الحب هو الوقوف وليس الوقوع ،الحب عطاء غير مشروط إلتزام وليس تنفيس عن غرائز ، قيمة وفن ومهارة نستطيع إتقانه والعيش به ، الحب قرار وإختيار ونستطيع تعزيزه.
ما هى أنواع الحب بشكل عام؟
1-الحب المشروط : بمعنى أنه قائم على شروط معينة وإذا لم نستمر فى الشروط ينتهى الحب.
2-الحب الناضج : بمعنى أنه حب قائم على توافق المبادئ والقيم والمعانى ورؤية مشتركة.
3- الحب الروحانى: بمعنى أنه حب الإنسان كما هو حب ذاته الداخلية دون شكليات وإعتبارات .
لكى نمارس مع من حولنا جميعا علينا أن نحب أنفسنا فى البداية لأن فاقد الشىء لا يعطيه إن لم نستطع حب أنفسنا حقا دون كراهية لا نستطيع إعطاء الحب للآخرين ، ˝وإعلم إن كراهية من حولنا دليل على كراهية الذات أيضا˝، وهنا تسآئل وهو العلاقة بين حب الذات والأنانية ،هى علاقة عكسية فالأنانى لايحب ذاته حقا بل هو إعجاب مفرط قائم على حب المدح والأفضلية.
ما هى الخطوات العملية التى تساعدنا على تعزيز قيمة الحب؟
1- العطاء : بمعنى العطاء من نفسك ومن أثمن ما تملك تعطى من شغفك وحياتك للآخر ومن فهمك وعملك دون إنتظار أو مقابل ولاحظ ما يعود عليك من حب.
2-المسؤولية : وهى فعل إرادى تام وفيها يستجيب إنسان لإحتياجات إنسان آخر سواء عبر عنها ذلك الإنسان أو لم يعبر.
3-الإحترام : بمعنى القدرة على رؤية الشخص كما هو والإهتمام بشخصه لينمو كما يريد وليس لغرض محدد.
عندما نمارس الحب من أنفسنا والأخرين والحياة ويكون حبا حقيقيا . فلنسقى الحب لنسعد جميعا بدل الكراهية ،ونعلم أن طريق الإيمان الحقيقى والشخصية الإيجابية الحقيقية يبدأ بالحب . ❝