قضية الأخلاق عندنا: هل ترجع هزائمنا العامة إلى أننا لا... 💬 أقوال محمد الغزالى السقا 📖 كتاب الطريق من هنا

- 📖 من ❞ كتاب الطريق من هنا ❝ محمد الغزالى السقا 📖

█ قضية الأخلاق عندنا: هل ترجع هزائمنا العامة إلى أننا لا نملك طائرات بعيدة المدى وإلى نصنع القنابل الذرية ؟ بعض الناس يتصور أن عجزنا الصناعي والعسکری من وراء تخلفنا هنا وهناك وأن أمتنا لو ملكت هذه الأسلحة سادت وقادت ! إن هذا فكر سقيم والواقع مصابون بشلل عضوي أجهزتنا الخلقية وملكاتنا النفسية يعوقنا عن الحراك الصحيح مجتمعاتنا تشبه أحياء انقطع عنها التيار الكهربائي فغرقت الظلام ولابد إصلاح الخلل الذي حدث کی يسطع مرة أخرى وعلاج الأعطاب الشديدة أو الخفيفة بالكلام البليغ النصح المخلص يكفي لابد إزالة أسباب ومن إعادة الأوضاع أسسها السليمة فطرتها الأولى "وفطرة الله التي فطر عليها تبديل لخلق " وقد راعني خلائق مقبوحة انتشرت بين دون مبالاة مع إغراض متعمد واستمرت مواقعة لها حتى حولها الإلف جزء الحياة رأينا الاستهانة بقيمة الكلمة ورأينا قلة الا كتراث بإتقان العمل إضاعة الأمانات والمسئوليات الثقيلة القدرة قلب الحقائق وجعل الجهل علما والعلم جهلا والمعروف منكرا والمنكر معروفا وما عراها وهن أمر جلل إنك تستطيع بناء كتاب الطريق مجاناً PDF اونلاين 2024 فلسفة اتباع المنهج الإسلامى فى كافة أمور وعلى رأسها الحكم والدولة والتوجه نحو العلم إقتداء بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية وإعمال العقل فى الكتاب يريد بلاشك الشيخ يوصل عدة رسائل تحذير منها ما للأمة الإسلامية ككل! ومنها لحكام المسلمين ! ومنها للدعاة للاسلاميين السياسيين"بالمفهوم المعاصر" أما التى للأمة: فيبين يبدأ معرفة ماضى الأمة ليساعد تكوين المستقبل المرجو صحته وصحوته! والتى للحكام فبين للحكم هو ابتاع النهج الاسلامى"الشورى" وانتهاجها كنظام حكم والعبرة بالجوهر بالمظهر فيقول سموها ديمقراطية المهم ينطبق جوهر الديمقراطية وهو بالمفهوم المعاصر مشاركة الشعب اتخاذ قراراته المصيرية ينفرد شخص مهما عقله ورجاحة رأيه يضرب مثلا بعمرَ رضى عنه

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ قضية الأخلاق عندنا:

هل ترجع هزائمنا العامة إلى أننا لا نملك طائرات بعيدة المدى , وإلى أننا لا نصنع القنابل الذرية ؟ بعض الناس يتصور أن عجزنا الصناعي والعسکری من وراء تخلفنا هنا وهناك , وأن أمتنا لو ملكت هذه الأسلحة سادت وقادت !..

إن هذا فكر سقيم , والواقع أننا مصابون بشلل عضوي في أجهزتنا الخلقية , وملكاتنا النفسية يعوقنا عن الحراك الصحيح , وأن مجتمعاتنا تشبه أحياء انقطع عنها التيار الكهربائي فغرقت في الظلام , ولابد من إصلاح الخلل الذي حدث کی يسطع التيار مرة أخرى .

وعلاج الأعطاب الشديدة أو الخفيفة بالكلام البليغ أو النصح المخلص لا يكفي ! لابد من إزالة أسباب الخلل , ومن إعادة الأوضاع إلى أسسها السليمة إلى فطرتها الأولى .

"وفطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله "

وقد راعني أن خلائق مقبوحة انتشرت بين الناس دون مبالاة , أو مع إغراض متعمد , واستمرت مواقعة الناس لها حتى حولها الإلف إلى جزء من الحياة العامة , ومن هنا رأينا الاستهانة بقيمة الكلمة , ورأينا قلة الا كتراث بإتقان العمل , ورأينا إضاعة الأمانات والمسئوليات الثقيلة , ورأينا القدرة على قلب الحقائق , وجعل الجهل علما والعلم جهلا والمعروف منكرا والمنكر معروفا ...

إن قضية الأخلاق وما عراها من وهن أمر جلل . إنك لا تستطيع بناء قصر شاهق دون دعائم وأعمدة وشبكات من حديد , ولا تستطيع بناء إنسان كبير دون أخلاق مكينة و مسالك مأمونة وجملة من الحلال تورث الثقة , وتأمل في قول أبي تمام :

وقد كان فوت الموت سهلا فرده

إليه الحفاظ المر والخلق الوغر!

إن ضمانات الحق الصلب في سيرة هذا البطل هي التي تعلو بها الأمم , وتنتصر لرسالات , وهي التي يستخذي أمامها العدو وتنهار الطواغيت , وعندما ترى مجتمعا صارما في مراعاة النظام , دقيقا في احترام الوقت , صريحا في مواجهة الخطأ , شدید الإحساس بحق الآخرين , غيورا على كرامة الأمة , كثيرا عند الفزع , قليلا عند الطمع , مؤثرا إرضاء الله على إرضاء الناس , عندما ترى هذا الخلال تلتقي في مجتمع ما , نثق أنه يأخذ طريقه غدا إلى القمة .

وقد كان المسلمون الأوائل نماذج أخلاقية تجد فيها الشرف والصدق والطهر والتجرد , ولذلك تصدروا القافلة البشرية عن جدارة , ولا غرو کانوا صنع الإنسان الذي وصفه الله بقوله في" وإنك لعلى خلق عظیم " وكانوا نضح روحه العالى فمشت وراءهم الشعوب تتعلم وتتأسى .

أما اليوم فنحن نجري ونلهث وراء الشعوب الأخرى دون أن نصل إلى مستواها , لأن وزن الأخلاق عندنا خفیف و ارتباطنا بها ضعيف ..

والأخلاق مجموعات متنوعة من الفضائل والتقاليد تحيا بها الأمم کما تحيا الأجسام بأجهزتها وغددها , فإذا اعتلت هذه المجموعات وانفکت رأيت ما لا يشر في مسالك العامة والخاصة ..

في كثير من البلاد الإسلامية رأيت الوساخة في الطرق والبيوت أو في الملابس والأبدان , ورأيت الفوضى في سير الأشخاص والعربات , ورأيت الإهمال والتهاون في تناول السلع والواجبات , ورأيت دوران الناس حول مآربهم الذاتية ونسيانهم المبادئ الجامعة والحقوق العامة , ورأيت انتشار اللغو والكسل وفناء الأعمار في لا شيء !!.

الكذب في المواعيد وفي رواية الأخبار , وفي وصف الآخرين أمر سهل ! وكذلك استقصاء الإنسان في طلب ما يرى أنه له , واستهانته في أداء ما هو عليه , ونقصه ما هو قادر على إتمامه , وفقدان الرفق في القول والعمل وشيوع القسوة والمبالغة في الخصام .. .

ثم تحول الآداب إلى قشور يطل من ورائها الرياء بل إن الرياء - وهو في الإسلام شرك - يكاد يكون المسيطر على العلاقات الاجتماعية , وهو الباعث الأول على البذخ في الأحفال والولائم والمظاهر المفروضة في الأفراح والأحزان ..|

العجز الإداري قد يرجع إلى أسباب خلقية وعلمية , بيد أن الأسباب الخلقية عندنا أسبق .

الفشل العسکری قد يرجع إلى أسباب نفسية وفنية وصناعية , بيد أن الأسباب النفسية عند العرب أظهر وأقوى ..

ويجزم أولو الألباب بأن السياسية العرب والقادة العرب وراء كل نصر أحرزه بنو إسرائيل خلال أربعين سنة .

بل إن قادة اليهود صحوا بأن المكاسب التي أحرزوها تجاوزت الأحلام وسبقت الخيال !

إنهم ما خططوا لها ولا احتالوا لبلوغها ! إنها هدية من الانحلال العربي ومن ضعف الأخلاق , إنها غنيمة باردة لخصوم يحسنون انتهاز الفرص ! .

وأي فرصة أغلى من أن يكون القائد العربي صريع مخدرات ومسكرات , وأن يكون الزعيم العربي قد وصل إلى منصبه فوق تأ من جماجم خصومه , ورفات بني جنسه المدحورين أمامه

إن هذه أعظم فرصة لقيام دولة إسرائيل , لقد قامت في الفراغ المتخلف من ضياع الأخلاق لدينا , وتحول المسلمين إلى أمم مقطعة , خربة الأفئدة , مخلدة إلى الأرض , جياشة الأهواء , باردة الأنفاس ...

إننا نقول لغيرنا : النار مصير الملاحدة والمشركين , لسوف يجزون ما يستحقون لقاء كفرهم بالله ونسيانهم له !.

ليت شعري لماذا لا نقول لأنفسنا : والنار كذلك مثوى المرائين الذين عموا عن وجه الله , وأرادوا الحياة الدنيا وزينتها , واستماتوا في طلب الشهرة والسمعة والمال والجاه , وكانت علاقتهم بهذه الأهواء أشد من علاقة المشركين بأوثانهم ؟؟

لماذا لم نقل لأنفسنا : إن أول من تسعر بهم النار , رجال دين يطلبون الدنيا , ورجال مال وحرب ينشدون الوجاهة والسلطان ؟ ألم يقل لنا نبينا له ذلك؟.|

إنني طفت في أقطار إسلامية كثيرة , فرأيت سطوة العرف أقوى من سطوة الشرع , واتباع الهوى أهم من اتباع العقل !وللناس قدرة عجيبة في إلباس شهواتهم ثوب الدين , .|

وتحقيق مآربهم الشخصية باسم الله.



. ❝
3
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث