█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لما كان الحياء من شيم الأشراف وأهل الكرم والنفوس الزكية كان صاحبه أحسن حالا من أهل الخوف ، ولأن في الحياء من الله ما يدل على مراقبته وحضور القلب معه ، ولأن فيه من تعظيمه وإجلاله ما ليس في وازع الخوف ، فمن وازَعه الخوف قلبه حاضر مع العقوبة ، ومن وازَعه الحياء قلبه حاضر مع الله، والخائف مُراعٍ جانب نفسه وحمايتها ، والمُستَحيّي مُراعٍ جانب ربه ومُلاحظٍ عظمته ، وكلا المقامين من مقامات أهل الإيمان ، غير إن الحياء أقرب إلى مقام الإحسان وألصق به ، إذ أنزل نفسه منزلة من كأنه يرى الله ، فنبعت ينابيع الحياء من عين قلبه وتفجرت عيونها . ❝