‏ لما كان الحياء من شيم الأشراف وأهل الكرم والنفوس... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب مدارج السالكين (ط. العلمية)

- 📖 من ❞ كتاب مدارج السالكين (ط. العلمية) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖

█ ‏ لما كان الحياء من شيم الأشراف وأهل الكرم والنفوس الزكية صاحبه أحسن حالا أهل الخوف ولأن الله ما يدل مراقبته وحضور القلب معه فيه تعظيمه وإجلاله ليس وازع فمن وازَعه قلبه حاضر مع العقوبة ومن الله‏ والخائف مُراعٍ جانب نفسه وحمايتها والمُستَحيّي ربه ومُلاحظٍ عظمته وكلا المقامين مقامات الإيمان غير إن أقرب إلى مقام الإحسان وألصق به إذ أنزل منزلة كأنه يرى فنبعت ينابيع عين وتفجرت عيونها كتاب مدارج السالكين (ط العلمية) مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب هو خير كتب الإمام ابن القّيم وحسبنا تهذيب النفوس والأخلاق والتأدب بآداب المتقين الصادقين مما أوضح دلالة أنه أولئك المهتدين الذين طابت نفوسهم بتقوى فجاء ليسدّ الحاجة الماسّة إليه عصر المادة يجمع النشاط المادي عند الناس صفاء الأرواح وتقوى وتهذيب الأخلاق حتى يجعل للعرب والمسلمين فيما آتاهم الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر المستقبل حياة عزيزة كريمة آمنة ظل الإسلام والإمام القيّم كتابه ينبه أن كمال الإنسان إنما بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق وبتكميله لغيره هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه وما إلا وليس ذلك بالإقبال القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره فإنه الكفيل بمصالح العباد المعاش والمعاد والموصل لهم سبيل الرشاد فالحقيقة والطريقة والأذواق والمواجيد الصحيحة كلها لا تقبس مشكاته ولا تستثمر شجراته القيم كله بالكلام فاتحة وأم وعلى بعض تضمنته هذه السورة المطالب الرد جميع طوائف البدع والضلال منازل السائرين ومقامات العارفين والفرق بين وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان يقوم مقامها يسد مسدها ولذلك لم ينزل تعالى التوراة الإنجيل مثلها ونظراً لأهمية فقد عمل تحقيقه حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه والتعليق نصوصه بما يفيد المطالع فيها أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية ووقف المصطلحات الصوفية والفلسفية وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ مستهل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ ‏ لما كان الحياء من شيم الأشراف وأهل الكرم والنفوس الزكية كان صاحبه أحسن حالا من أهل الخوف , ولأن في الحياء من الله ما يدل على مراقبته وحضور القلب معه , ولأن فيه من تعظيمه وإجلاله ما ليس في وازع الخوف , فمن وازَعه الخوف قلبه حاضر مع العقوبة , ومن وازَعه الحياء قلبه حاضر مع الله‏ , والخائف مُراعٍ جانب نفسه وحمايتها , والمُستَحيّي مُراعٍ جانب ربه ومُلاحظٍ عظمته , وكلا المقامين من مقامات أهل الإيمان , غير إن الحياء أقرب إلى مقام الإحسان وألصق به , إذ أنزل نفسه منزلة من كأنه يرى الله , فنبعت ينابيع الحياء من عين قلبه وتفجرت عيونها .. ❝

محمد ابن قيم الجوزية

منذ 2 سنوات ، مساهمة من: ثامر الكرخي
9
0 تعليقاً 0 مشاركة