█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كلما كانت الأخلاق في صاحبها أكمل كانت حياته أقوى وأتم ، ولهذا كان خُلق ( الحياء ) مشتقا من ( الحياة ) إسما وحقيقة ، فأكمل الناس حياة أكملهم حياء ، ونقصان حياء المرء من نقصان حياته ، فإن الروح إذا ماتت لم تحس بما يؤلمها من القبائح ، فلا تستحي منها ، فإذا كانت صحيحة الحياة أحست بذلك فاستحيت منه ، وكذلك سائر الأخلاق الفاضلة والصفات الممدوحة تابعة لقوة الحياة ، وضدها من نقصان الحياة ، ولهذا كانت حياة الشجاع أكمل من حياة الجبان ، وحياة السخي أكمل من حياة البخيل ، وحياة الفطن الذكي أكمل من حياة الفدم البليد ، ولهذا كان الأنبياء أكمل الناس حياة حتى أن قوة حياتهم تمنع الأرض أن تبلي أجسامهم ، لأنهم كانوا أكمل الناس في هذه الأخلاق .
فأنظر الآن إلى حياة حلاف مهين هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم ، وحياة جواد شجاع برٍ عادل عفيف محسن ، تجد الأول ميتا بالنسبة إلى الثاني . . ❝