█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ القدوة الخادعة :
إن مصطلح القدوة لهو لفظ عميق لا يستحقه امرؤ قط مهما فعل من أعمال صالحة ومهما قدَّم من إنجازات ، فكل إنسان يجب أنْ يفخر بذاته بالقدر الذي يُريد وليكن على علم أنه لن يتحول ليصبح قدوةً لأحد فهو وإنْ كان صالحاً في بعض الأعمال فربما يكون مذنباً في أمور أخرى فلن يسير على الصراط المستقيم أو النهج السليم طوال الوقت حتى يقتفي الجميع أثره ويرغبوا أنْ يكونوا مثله ذات يوم ، فيجب أنْ يكون اقتداؤنا بالصالحين في العهد القديم والزمن السالف فلم يرتكب أي منهم خطيئة قد تَمِس الشرف أو تنتقص من قيمة المرء كما يفعل الكثيرون في الوقت الحالي ، فمهما بلغ صلاح المرء فلن يصل لتلك المرحلة التي كان عليها هؤلاء الأولياء وعباد الله الصالحين الذين لم تطؤ أقدامهم الزِلل أو يقترفوا الذنوب بكامل إرادتهم كما يفعل البعض اليوم ثم يُرجِعون هذا الأمر للضعف الإنساني والرغبات والملذات والشهوات وغيرها من المبررات الواهية التي لا تُفيد أو تشفع لهم يوم الحساب الذي تُعرَض فيه كافة أعمالهم أمام ربهم دون قدرة على الإفلات أو النجاة ممَّا فعلوا حيث تشهد عليهم حواسُهم بكل ما ارتكبوا من معاصي ، لذا فكلمة قدوة لا يَصِح بأي شكل من الأشكال أنْ تُقال أو تُطبَّق على أي امرئ كان لأنه لا يوجد مَنْ هو معصوم من الخطأ في أي جانب من جوانب الحياة مهما كان ضئيلاً بحجم ذَرة لا تكاد تُرى بالعين المُجرَّدة ، فيجب أنْ يضع كل فرد لنفسه حدوداً لكل أفعاله وتصرفاته حتى يجد فيه الآخرون ذاك النموذج المُشرِّف أو المثال الحي الذي يحاولون اتباعه في بعض الأمور الحسنة التي يقوم بها ويداوم عليها في حياته دون أنْ يتحول لقدوة فمهما فعل فهو أقل بكثير من أنْ يُطلَق عليه هذا اللفظ العظيم فكل ما يُقدِّمه إنما هو لنفسه في المقام الأول لأنه بغير حاجة أو انتظار لأنْ يُشار إليه بأي لقب ، فهو يعمل لدنياه وآخرته على حد سواء دون انتظار لمديح أو ثناء من أحد ، إنما هو بحاجة لما هو أكثر تشريفاً من ذلك ألا وهو رضا الله وعفوه قط وبهذا يكون قد نال أعظم ما في تلك الحياة الفانية بلا رغبة في سواه وأدى ما عليه من أمانة أمام ربه ولم يَخُنْ ثقته فيه أو يُفرِّط في مبادئه من أجل أمور سفيهة بلا قيمة ، وبهذا يكون ذاك الإنسان السوي البسيط الذي يمتثل البشر بتصرفاته وسلوكياته فقط لا غير وليس قدوةً أو مثلاً أعلى أو خلافها من المسميات الواهية التي لا تُضيف إلينا شيئاً البتة إنما هي مجرد شكليات وشعارات خادعة يتهافت عليها الجميع بلا جدوى أو استيعاب لخطورة هذا الأمر ، فليس الجميع مستحقين لها على الإطلاق ...
#خلود_أيمن #مقالات #KH
أولى مشاركاتي في كتاب قدوتي الإلكتروني .
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02MzS1XgHgKynmWnCGCFSWHoY4rHAbvWqDUvwGjiKrFxv2tkauVxBT7s987k2eX2ukl&id=61551429935422&mibextid=9R9pXO . ❝
❞ ذكرت سورة الفاتحة أهم عملين من أعمال القلوب ( الإخلاص ) إياك نعبد ( التوكل ) إياك نستعين ..
ومن ثم أهمية الصحبة الصالحة والقدوة ( صراط الذين أنعمت عليهم ) . ❝
❞ "آفة هذا الزمان هي غياب الأخلاق و غياب الدين .. و تراجع الدور الرقابي للأسرة .. و عدم وجود القدوة في البيت و في المدرسة و في الجامعة ..
و طغيان المادة و غلبة الطمع و الجشع و أخلاق الخطف و عبادة الأغنى و الأقوى و الأكثر نفوذا و لو كان لصا معدوم الضمير ..
و عبادة المظاهر و نفاق السلطة و المشي في مواكب الحكام ..
و عولمة الهلس و التفاهة و إثارة الشهوات في كل وسائل الإعلام ..
كل هذه البدايات هي التي قادت إلى الفساد الذي نشكو منه .
. ❝
❞ الدين ليس حرفة و لا يصلح لأن يكون حرفة .
و لا توجد في الإسلام وظيفة اسمها رجل دين .
و مجموعة الشعائر و المناسك التي يؤديها المسلم يمكن أن تؤدى في روتينية مكررة فاترة خالية من الشعور ، فلا تكون من الدين في شيء .
و ليس عندنا زي اسمه زي إسلامي .. و الجلباب و السروال و الشمروخ و اللحية أعراف و عادات يشترك فيها المسلم و البوذي و المجوسي و الدرزي .. و مطربو الديسكو و الهيبي لحاهم أطول .. و أن يكون اسمك محمدا أو عليا أو عثمان ، لا يكفي لتكون مسلما .
و ديانتك على البطاقة هي الأخرى مجرد كلمة .
و السبحة و التمتمة و الحمحمة ، و سمت الدراويش و تهليلة المشايخ أحيانا يباشرها الممثلون بإجادة أكثر من أصحابها .
و الرايات و اللافتات و المجامر و المباخر و الجماعات الدينية أحيانا يختفي وراءها التآمر و المكر السياسي و الفتن و الثورات التي لا تمت إلى الدين بسبب.
ما الدين إذن ... ؟!
الدين حالة قلبية .. شعور .. إحساس باطني بالغيب .. و إدراك مبهم ، لكن مع إبهامه شديد الوضوح بأن هناك قوة خفية حكيمة مهيمنة عليا تدبر كل شيء .
إحساس تام قاهر بأن هناك ذاتا عليا .. و أن المملكة لها ملك .. و أنه لا مهرب لظالم و لا إفلات لمجرم .. و أنك حر مسئول لم تولد عبثا و لا تحيا سدى و أن موتك ليس نهايتك .. و إنما سيعبر بك إلى حيث لا تعلم .. إلى غيب من حيث جئت من غيب .. و الوجود مستمر .
و هذا الإحساس يورث الرهبة و التقوى و الورع ، و يدفع إلى مراجعة النفس و يحفز صاحبه لأن يبدع من حياته شيئا ذا قيمة و يصوغ من نفسه وجودا أرقى و أرقى كل لحظة متحسبا لليوم الذي يلاقي فيه ذلك الملك العظيم .. مالك الملك .
هذه الأزمة الوجودية المتجددة و المعاناة الخلاقة المبدعة و الشعور المتصل بالحضور أبدا منذ قبل الميلاد إلى ما بعد الموت .. و الإحساس بالمسئولية و الشعور بالحكمة و الجمال و النظام و الجدية في كل شيء .. هو حقيقة الدين .
إنما تأتي العبادات و الطاعات بعد ذلك شواهد على هذه الحالة القلبية .. لكن الحالة القلبية هي الأصل .. و هي عين الدين و كنهه و جوهره .
و ينزل القرآن للتعريف بهذا الملك العظيم .. ملك الملوك .. و بأسمائه الحسنى و صفاته و أفعاله و آياته و وحدانيته .
و يأتي محمد عليه الصلاة و السلام ليعطي المثال و القدوة .
و ذلك لتوثيق الأمر و تمام الكلمة .
و لكن يظل الإحساس بالغيب هو روح العبادة و جوهر الأحكام و الشرائع ، و بدونه لا تعني الصلاة و لا تعني الزكاة شيئا .
و لقد أعطى محمد عليه الصلاة و السلام القدوة و المثال للمسلم الكامل ، كما أعطى المثال للحكم الإسلامي و المجتمع الإسلامي .. لكن محمدا عليه الصلاة و السلام و صحبه كانوا مسلمين في مجتمع قريش الكافر .. فبيئة الكفر ، و مناخ الكفر لم يمنع أيا منهم من أن يكون مسلما تام الإسلام .
و على المؤمن أن يدعو إلى الإيمان ، و لكن لا يضره ألا يستمع أحد ، و لا يضره أن يكفر من حوله ، فهو يستطيع أن يكون مؤمنا في أي نظام و في أي بيئة .. لأن الإيمان حالة قلبية ، و الدين شعور و ليس مظاهرة ، و المبصر يستطيع أن يباشر الإبصار و لو كان كل الموجودين عميانا ، فالإبصار ملكة لا تتأثر بعمى الموجودين ، كما أن الإحساس بالغيب ملكة لا تتأثر بغفلة الغافلين و لو كثروا بل سوف تكون كثرتهم زيادة في ميزانها يوم الحساب .
إن العمدة في مسألة الدين و التدين هي الحالة القلبية .
ماذا يشغل القلب .. و ماذا يجول بالخاطر ؟
و ما الحب الغالب على المشاعر ؟
و لأي شيء الأفضلية القصوى ؟
و ماذا يختار القلب في اللحظة الحاسمة ؟
و إلى أي كفة يميل الهوى ؟
تلك هي المؤشرات التي سوف تدل على الدين من عدمه .. و هي أكثر دلالة من الصلاة الشكلية ، و لهذا قال القرآن .. و لذكر الله أكبر .. أي أن الذكر أكبر من الصلاة .. برغم أهمية الصلاة .
و لذلك قال النبي عليه الصلاة و السلام لصحابته عن أبي بكر .. إنه لا يفضلكم بصوم أو بصلاة و لكن بشيء وقر في قلبه .
و بهذا الشيء الذي وقر في قلب كل منا سوف نتفاضل يوم القيامة بأكثر مما نتفاضل بصلاة أو صيام .
إنما تكون الصلاة صلاة بسبب هذا الشيء الذي في القلب .
و إنما تكتسب الصلاة أهميتها القصوى في قدرتها على تصفية القلب و جمع الهمة و تحشيد الفكر و تركيز المشاعر .
و كثرة الصلاة تفتح هذه العين الداخلية و توسع هذا النهر الباطني ، و هي الجمعية الوجودية مع الله التي تعبر عن الدين بأكثر مما يعبر أي فعل .
و هي رسم الإسلام الذي يرسمه الجسم على الأرض ، سجودا ، و ركوعا و خشوعا و ابتهالا ، و فناء .. يقول رب العالمين لنبيه :
(( اسجد و اقترب )) .
و بسجود القلب يتجسد المعنى الباطني العميق للدين ، و تنعقد الصلة بأوثق ما تكون بين العبد و الرب .
و بالحس الديني ، يشهد القلب الفعل الإلهي في كل شيء .. في المطر و الجفاف ، في الهزيمة و النصر ، في الصحة و المرض ، في الفقر و الغنى ، في الفرج و الضيق .. و على اتساع التاريخ يرى الله في تقلب الأحداث و تداول المقادير .
و على اتساع الكون يرى الله في النظام و التناسق و الجمال ، كما يراه في الكوارث التي تنفجر فيها النجوم و تتلاشى في الفضاء البعيد .
و في خصوصية النفس يراه فيما يتعاقب على النفس من بسط و قبض ، و أمل و حلم ، و فيما يلقى في القلب من خواطر و واردات .. حتى لتكاد تتحول حياة العابد إلى حوار هامس بينه و بين ربه طول الوقت ..
حوار بدون كلمات ..
لأن كل حدث يجري حوله هو كلمة إلهية و عبارة ربانية ، و كل خبر مشيئة ، و كل جديد هو سابقة في علم الله القديم .
و هذا الفهم للمشيئة لا يرى فيه المسلم تعطيلا لحريته ، بل يرى فيه امتدادا لهذه الحرية .. فقد أصبح يختار بربه ، و يريد بربه ، و يخطط بربه ، و ينفذ بربه .. فالله هو الوكيل في كل أعماله .
بل هو يمشي به ، و يتنفس به ، و يسمع به ، و يبصر به ، و يحيا به .. و تلك قوة هائلة و مدد لا ينفد للعابد العارف ، كادت أن تكون يده يد الله و بصره بصره ، و سمعه سمعه ، و إرادته إرادته .
إن نهر الوجود الباطني داخله قد اتسع للإطلاق .. و في ذلك يقول الله في حديثه القدسي :
(( لم تسعني سماواتي و لا أرضي و وسعني قلب عبدي المؤمن )) .
هذا التصعيد الوجودي ، و العروج النفسي المستمر هو المعنى الحقيقي للدين .. و تلك هي الهجرة إلى الله كدحا .
(( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )) .
و لا نجد غير الكدح كلمة تعبر عن هذه المعاناة الوجودية الخلاقة ، و الجهاد النفسي صعودا إلى الله .
هذا هو الدين .. و هو أكبر بكثير من أن يكون حرفة أو وظيفة أو بطاقة أو مؤسسة أو زيا رسميا
مقال/ الدين ما هو
من كتاب / الإسلام ما هو
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ) . ❝
❞ السيدة خديجة رضي الله عنها هي خير نساء هذه الأمّة كما قال زوجُها الكريم، نبيُّنا المعصومُ الأمين، عليه أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم، ووسام الشرف هذا – الذي لا يُدانيه وسام – لم تَنَلْهُ رضي الله عنها من لا شيء، وإنما أهَلها له: إيثارُها للزواج منه عليه الصلاة والسلام قبل بَعْثته مع تراثها وفقره لما رأت من خُلُقه وبركته وأمانته صلى الله عليه وسلم، ثم تثبيتها له وأيناسُها إيّاه لمّا نزل الوحيّ عليه صلى الله عليه وسلم، ثم سبقُها إلى الإيمان به ونصرةُ دينه ومشاركتُه فيما يلقاه على طريق دعوته صلى الله عليه وسلم.
ولذلك كلُّه استحقّت الشهادةَ الصادقةَ من زوجها رسول الله الصادقِ المصدوق: ˝آمنتْ بي إذ كفر الناس، وصدّقتني إذ كذبني الناس، وواستْني بنفسها ومالها إذ حَرَمني الناس˝.
لقد ضربت رضي الله عنها بهذه الخصال أكرمَ وأعلى مثال للمرأة المسلمة فيما ينبغي لها أن تكون عليه في أخلاقها من الوفاء للزوج وحُسْن الخُلُق معه، ونصرتِهِ وتقويتِهِ على الحقّ الذي رفع لواءه.
وقد آن للمرأة المسلمة – بعدما شردتْ طويلاً – أن ترنُوَ ببصرها إلى السيدة خديجة وأمثالها من نساء السلف، وذلك لتشقّ طريق العزّة والمجد والكرامة من جديد.
وهذا الكتاب يكشف جوانب القدوة في حياة السيدة خديجة، ويستعرض بأمانةٍ وسلاسةٍ مواقفها وفضائلها رضي الله عنها، مبتغياً مؤلِّفُهُ العالِمُ الجليلُ الغَيور النفعَ للقرّاء عموماً وللمرأة المسلمة خصوصاً، فجاء كتابه هذا إضافة جديدة إلى سلسلة مجهوداتها في توعية المرأة وتفقيهها وتجديد اعتزازها بدينها، فجزاه الله تعالى خيراً على عمله، وزاده نفعاً بفضلِهِ وكرمِهِ . ❝