█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ هل سأل أحدكم نفسه عن كمية السباكة داخل جسمه .. مجموع المواسير داخل العمارة التي هي بدنه ، بما فيه من آلاف الوصلات و المجاري التي يجري فيها الدم و البول و الطعام و الفضلات و عوادم التنفس و الهضم .
هل يعلم أن طول مواسير الدم في جسمه تبلغ وحدها ثمانية آلاف ميل أي أطول بكثير من المسافة بين القاهرة و الخرطوم .. مواسير أكثر ليونة من الكاوتشوك ، و أكثر متانة من الحديد ، و أطول عمراً من الصلب الكروم ، و في بعضها صمامات لا تسمح بالسير إلا في اتجاه واحد .
ثم مواسير الهواء ابتداء من فتحة الأنف إلى الحلق إلى القصبة الهوائية إلى الشعب ثم الشعيبات التي تتفرع و تتفرع و تنقسم حتى تصل إلى أكثر من مليون غرفة هوائية في الرئتين .
ثم مواسير البول التي تجمع البول من الكليتين لتصب في الحوض ثم الحالب ثم المثانة ثم قناة الصرف النهائية .
ثم مواسير الطعام من الفم إلى البلعوم إلى المعدة إلى الاثنا عشر إلى الأمعاء الدقيقة .
ثم مواسير الفضلات من المصران الصاعد إلى المستعرض إلى الهابط إلى المستقيم إلى الشرج .
ثم ممرات الولادة و غرفها و دهاليزها و أنابيبها .
ثم مجاري المرارة و حوصلتها و مواسيرها .
ثم مجاري الليمف .. و مواقف الليمف و محطاته في الغدد الليمفية .
و هي مواسير تمر إلى جوارها الفضلات و تحميها شبكة من الأوعية الدموية و الأعصاب ، و جيوش من خلايا المقاومة تلتهم أي ميكروب يمكن أن يتسرب من هذه المواسير في طريق خاطئ إلى الجسم .
و أنابيب العرق .. و بلايين منها تشق الجلد و تفتح على سطحه لترطبه و تبرده بالعرق .
و أنابيب الدموع داخل حدقة العين تغسل العين و تجلوها .
و أنابيب التشحيم داخل جفن العين تفرز المواد الزيتية لتعطي العين تلك اللمعة الساحرة .
هذا الكم الهائل من السباكة الفنية الدقيقة المعجزة التي تعيش مائة سنة و لا تتلف ..
و إذا أصابها التلف أصلحت نفسها بنفسها .
نموذج من الهندسة الإلهية العظيمة التي أهداها الله للإنسان منحة مجانية منذ ميلاده و تولى صيانتها برحمته و عنايته .
فهل أدركنا هذه النعمة و هل قدرناها حق قدرها ...!
و كثير من الأمراض سببها أعطال و تلفيات في هذه السباكة .
الإسهال و الإمساك و الغازات و تطبل البطن ، هي أعطال و تلفيات في أنابيب صرف الفضلات و الزكام انسداد في منافذ الهواء داخل الأنف .
و الناسور هو ثقب في ماسورة الإخراج .
و احتباس البول و المغص الكلوي و آلام الكلى سببها أعطال في أنابيب صرف البول
إن تركيبات (( الصحي )) في جسمك هي التي تصنع لك صحتك بالفعل
بل هي صحتك ذاتها .. إن أي انقباض في ماسورة معوية يساوي صرخة مغص ، و أي ضيق في شريان القلب التاجي يساوي ذبحة ، و أي ضيق في ممرات الولادة يساوي إجهاضاً و أي انسداد في قنوات فالوب يساوي عقماً و أي انسداد في مجاري المرارة يساوي صفراء .
هذا غير مجاري الليمف و الدم و الغدد ، و هي تتنوع في الجسم بالآلاف ، و لكل غدة توصيلاتها و قنواتها و نظامها و دورها في صناعة الصحة التي نتمتع بها دون أن ندري أنها عملية تركيبية معقدة تشترك فيها مئات الأجهزة .
إن الصحة التي نشعر أنها مجرد استطراد لأمر عادي واقع .. ليست بالمرة أمراً عادياً و ليست مجرد واقع مألوف ، و إنما هي نتيجة تدبير محكم و ثمرة عمليات معقدة مرسومة بعناية و قصد . و إنما يحدث المرض حينما تتخلف هذه العناية و هي قلما تتخلف .. فإذا تخلفت فـلتشرح لنا أسرارها .. فما عرفنا معجزة الصحة إلا بدراسة المرض ، و ما عرفنا معجزة الحياة إلا بالموت .. و بأضدادها عُرِفـَت الأشياء .
وفي محاولاتنا البدائية في بيوتنا وعماراتنا التي نبنيها وهي مجرد ماكينات رمزية صغيرة لا تصل إلى واحد في المليون من العمارة البشرية ..
غرقنا في " شبر ميه " ..
طفحت مجاري القاهرة ، وتلوث البحر بعوادم المصانع ، واختنق النيل بالفضلات التي تُلقى فيه ، ووقفنا أمام السيفون التالف ننادي على سباك ، واختلط الساخن بالبارد والطاهر بالملوث ، وفشلنا في صناعة أصغر ماكيت سباكة لا تزيد مواسيره على بضعة أمتار ، وغرقنا في بانيو نصف متر ..
وهذه صناعتنا وتلك صناعته ..
وهذه سباكتنا وتلك سباكته ..
وهذه عمارتنا وتلك عمارته ..
وهذا خلقنا وذاك خلقه .
" فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ "
المؤمنون ( 14 )
و كأنما يتحدانا الله بصنعته المبهرة و آياته الخالدة في عمارة الجسم البشري :
{ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء 88
و هو تحد ينسحب على كل آية من آيات الله .. في الكتاب .. أو في الآفاق ..
أو في أنفسكم .
و النفس كُبرى المعجزات .
مقال : الصانع العظيم
من كتاب : الإسلام .. ما هو ؟
للــدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ) . ❝
❞ أعراض السحرالمأكول والمشروب :
• يدخل السحر للجسم هناك سحر يستقر في البطن وسحر ينتقل للرحم عند المرأة وللعانة عند الرجل والتفريق بين المشروب والمأكول غير دقيق كفاية حقيقة.
• الأسحار المشروبة تستقر في المناطق العلوية وتحدث حموضة وحرقة وألتهاب في فم المعدة ووجع في الكلى وشد في الأكتاف .
• الأسحار المأكولة تحدث كرة متحركة في البطن أو الرحم وكلاهمها يحدث أنتفاخ في البطن وروائح في الفم وصداع لهذا بعض علاجات الرأس يكون الإستفراغ .
• مع بعض الأحلام كالحمامات أو يرى نفسه يأكل حيوانات أو حشرات أو يرى شخص يشتكي من بطنه..
• كثرة الغازات والانتفاخات ونبض وقعقعة وأمراض في بطنه .
• الشعور الدائم بالغثيان وعدم الرغبة في الأكل وفقدان الشهية أو بالعكس يكون الأكل بكثرة والشهية قوية للطعام .
• الشعور بمثل الكرة أو الشعرة في الحلق وشعور بالإستفراغ المتعلق وكأن شيئاً يمنعه من الخروج، وربما يكثر الإستفراغ لدى المصاب من دون سبب سواء مع الرقية أو خارجها وربما تخرج منه أشياء غريبة أو ملونة سواء عن طريق الفم أو مع الفضلات
• الإمساك (القبض) المزمن وتحجر البطن وكأن فيها حجارة أو حديد وربما يحصل الإسهال والمغص المزمن بدون سبب طبي .
• كثرة التجشؤ (غازات في المعدة تخرج عن طريق الفم) .
• مشاكل في الكليتين والمثانة والمسالك البولية و حموضة وحرقة وألتهاب في فم المعدة (المشروب)
• الصداع وتساقط الشعر بكثرة وزيادة الوزن المفرط حد السمنة أو نقصان الوزن الشديد حتى يصل حد النحافة .
• رائحة العرق الكريهة جدًا ورائحة الفم ورائحة الجسد الكريهة التي تجعل الناس وتجعل من حول المصاب ينفرون منه .
• يحلم المصاب بأنه يأكل ويشرب أو أن أحداً يطعمه أو يشربه شيئاً، ثم يستيقظ فيجد الغثيان والألم في المعدة، ويحلم بوجود أشياء غريبة في بطنه مثل حيوانات أو شعر أو عقد أو غير ذلك .
• تتحرك بطنه وتنبض وتنتفخ وتتحجر أثناء سماع الرقية .
• يتميز السحر المطعوم بشدة إلتصاقه بالجسد وكثرة عقده وتدريعاته .
و أعلم أن السحر لابد من توفر
الساحر – الضحية ( المسحور ) – مادة أو طريقة السحر – خادم السحر – حارس السحر- الوسيط بين الساحر وخادم السحر
معلومة
الشياطين يعدون جيلاً من السحرة والمصابين بكتب السحر المنتشرة ومن يقرأها سيصاب حتى ولو كان يقرأ من باب الأطلاع أو التسلية .
الرموز السحرية تخضع لقاعدتين
الأولى : إنها لا تتوقف على النية ( بمعنى أنك بمجرد تلاوتها أو حلها ستتحقق حتى ولو كنت تلعب )
الثانية : لا يمكن الرجوع فيها ( بمعنى أنك قلت إذن أو رمز أو طلسم لا يمكنك الرجوع فيما فعلت )
الرجاء من كل ولى أمر أن يحُذر أبناءه من هذا السم المنتشر
اللهم قد بلغت .... اللهم فأشهد
السحر قد يصُنع على مواد مغلقة أو مفتوحة أو مجوفة وليس شرط أن تجد أثره وتراه لأنه سيكون مخفى .
مثال : أحدهم أهداك فاكهة لا تقل لا أرى أى أثر عليها أو علبة عصير مغلقة لم تفتح لا تقل أكيد هذه لا سحر فيها ، لأن الساحر يمكن أن يعزم ويعقد عليها دون أن يفتحها .
وكذلك يمكن صُنع سحر على كتاب أو مصحف و لا يظهر أثر السحر عليه
و أفجر الأسحار التى تصُنع تكون على مصاحف بل و على الايات التى تتكلم عن السحر فلا تتعجبوا . ❝
❞ ما أجمل أن يهبنا الله الزمن الذي لا يدوم فيه شيء.
كل شيء يمضي ثم يصبح ذكرى.
أشد الآلام تتحول إلى مقالة طريفة تروى و أحاديث حول فنجان شاي.
أليست حياتنا معجزة.
و أليست معجزة أكبر أن تشفى و تلتئم جراح مفتوحة في مجرى الشرج تتلوث كل لحظة بما يلفظه الجسم من فضلات.. تشفى و تلتئم تلقائيا بدون بنسلين و بدون صبغة يود.. بالقدرة الإلهية التي وضعها الخالق في الأنسجة.
و من عجب أن الله حشد كل جنده عند مدخل الجسم و عند مخرجه.. عند الفم و الحلق و اللوزتين تشفى الجراح المفتوحة و تلتئم و هي في مجرى اللعاب الملوث و الأنفاس المحملة بالأتربة و الجراثيم.. و تقطع اللوزتان فيلتئم مكانهما بلمسة ساحر.
و عند الشرج حيث تخرج الفضلات تموج بالميكروبات القتالة تلتئم الجراح المفتوحة بقدرة القادر الذي سلحنا بأمضى أسلحته.
و لعل هذا هو السبب في الآلام حول منطقة الشرج حيث وضع الخالق أقوى شبكة من الأعصاب و نشر قنوات و أنهارا من الدم و الليمف و رصد الملايين من الكرات البيض و الخلايا الحارسة التي تلتهم كل ميكروب وافد فلا تبقي عليه.
و بعد هذا يشك شاك في العناية و الرحمة.
و يقول مفكر سطحي مثل سارتر إننا قد ألقي بنا في العالم بدون عون، و قذفنا إلى الوجود لنترك بلا عناية و بلا رعاية.
و لو أن سارتر تعلم الطب كما تعلم الأدب و درس الإنسان كما درس الوجود لعرف حقيقة نفسه و لقال كلاما آخر.
و لهذا تخطر لي أحيانا فكرة إلحاق كلية الآداب بكلية الطب.. فالإنسان و الوجود حقيقة واحدة. و لا يمكن إدراك الأول. دون إدراك الآخر. و ملامح الروح مكتوبة على الخلايا و ليست في كتب أرسطو.
و شفرة العناية الإلهية مكتوبة على أوراق الشجر و على مناقير الحمام و بتلات الورد..
الدودة التي يجعلها الله خضراء بلون الغصن الأخضر ليجعلها أقدر على الاختفاء عن عدوها.. و الفراشة الملونة بلون الوردة.. و السلحفاة الصفراء بلون الصحراء.
بشرة الزنجي التي تتلون في الشمس الاستوائية فتصبح سوداء كمظلة منصوبة عليه طول الوقت لتقيه لفح الشمس.
و البشرة البيضاء البلورية الشفافة لأهل الشمال حيث تختفي الشمس طول الوقت خلف الضباب، و حيث يشح الضوء لدرجة تجعل الجسد في حاجة إلى كل شعاعة عن أي طريق مثل تلك البشرة الشفافة الزجاجية.
أجسام الحيتان التي صاغتها العناية تلك الصياغات الإنسيابية كغواصات.. و كل سمكة و قد منحتها الطبيعة كيسا يفرغ و يمتلئ بالهواء لتطفو و تغوص كما تريد.
أفواه الحشرات و قد شكلتها العناية على ألف صورة و صورة حسب وظائفها.. الحشرة التي تمتص كالذبابة تشكل فمها على صورة خرطوم. و الحشرة التي تلدغ كالبعوضة تشكل فمها على صورة إبرة.. و الحشرة التي تقرص كالصرصور زودتها الطبيعة بمناشير و مبارد.
و الدودة التي تتطفل على الأمعاء زودتها الطبيعة بخطاطيف و كلابات حتى لا تقع في تجويف الأمعاء و تجرفها الفضلات.
و كلما تكاثر الأعداء على مخلوق أكثر الخالق من نسله، فدودة الإسكارس تبيض أكثر من مليون بيضة في الشهر، و تنجب أكثر من مليون دودة.
و في متاهات الصحاري حيث يشح الماء و تندر العيون خلق الله للأشجار بذورا مجنحة لتطير مع الرياح في الجهات الأربع و تحط في ألف شبر و شبر من الأرض، و ترحل مسافات شاسعة و كأنها بعثات استكشاف تذرع الصحاري.
و الخفاش الأعمى الذي لا يطير إلا في الليل زودته الطبيعة بأمواج ألتراسونيك يستكشف بها طريقه.
و الكتكوت الوليد ترشده الغريزة إلى أضعف مكان في البيضة فينقرها ليخرج إلى الوجود.
و الزنبور يعرف مكان المراكز العصبية عند فريسته فيحقنها بالسم و يشلها و كأنه جراح ماهر درس التشريح.
و النمل الذي قادته فطرته إلى اكتشاف الزراعة و تخزين المحصولات قبل أن يكتشفها الإنسان بملايين السنين.
و حشرة الترميت التي عرفت تكييف الهواء في بيوتها قبل أن يعرف الإنسان الأبواب و الشبابيك.
إن كل خطوة تخطوها في الطبيعة حولك تجد فيها أثر الرحمة و العناية و الرعاية.
لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين كما يقول سارتر.
إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم.
حتى الألم لم يخلقه الله لنا عبثا.. و إنما هو مؤشر و بوصلة تشير إلى مكان الداء و تلفت النظر إليه.
ألم الجسد يضع يدك على موضع المرض.
و ألم النفس يدفعك للبحث عن نفسك.
و ألم الروح يلهمك و يفتح آفاقك إلى إدراك شامل، فالدنيا ليست كل شيء، و لا يمكن أن تكون كل شيء و فيها كل هذه الآلام و المظالم. و إنما لابد أن يكون وراءها عالم آخر سماوي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها، و يجد كل ظالم عقابه.
و بالألم و مغالبته و الصبر عليه و مجاهدته تنمو الشخصية و تزداد الإرادة صلابة و إصرارا ، و يصبح الإنسان شيئا آخر غير الحيوان والنبات.
ما أكثر ما تعلمت على سرير المستشفى.
و شكرا لأيام المرض و آلامه.
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله ) . ❝
❞ “أين الرجال من النساء؟
يظل جسد المرأة في حالة تضخم مستمرة و متزايدة علي مدي تسعة أشهر دول هلع , و إذا تورم ضرس الرجل (يخرب الدنيا) , تنزف المرأة لمدة خمسة أيام كل شهر دون هلع , و إذا (لعب الراجل في مناخيره بمنديل و لقي نقطة دم يخرب الدنيا) ,
تخرج المرأة من جسدها إنسانا كاملا (أيدين و رجلين و وش و رقبة) في مشهد يراه معظمنا كوميديا , بينما إذا أصيب الرجل ( بحتة إمساك) تستحيل حياته إلي جحيم بسبب قطعة متحجرة من الفضلات و لا يقوي علي إخراجها , تصاب المرأة بعشرات الصدمات العاطفية و لا ينتحر إثر صدمة عاطفية سوي الرجال,
تصاب النساء بمئات الإحباطات ولا يكتئب سوي الرجال بسبب إحباط عابر في العمل, يجثم المجتمع فوق أنفاس المرأة و مع ذلك فالرجال بس هما اللي مصابين بكرشة نفس.
اكتشفت أنني أضعف مما أتخيل و أعتقد أن معظم الرجال يفكرون بالطريقة نفسها فهم موسوسون و يخافون علي أنفسهم بشدة , أما النساء - و الشهادة لله - فهن أفضل من اتبع قاعدة (خليها علي الله) , هن الأقرب إلي الله , هن اللواتي علمننا الصلاة و ليسوا آبائنا.” . ❝
❞ الذي يسبح الله حق التسبيح
محال ان ينادي بالتعددية
بقلم د محمد عمر
أيها السادة لا يغرنكم هذا الرجل صاحب العمامة الأزهرية الذي ينادي بتعددية الأديان السماوية
فهو إما متعالم أو جاحد لأصول هذا الدين العظيم الذي قوامه تسبيح الله تعالي
وهذا التسبيح إنما مفاده تنزيه الله عز وجل عن كل عيب وكل نقيصة .
وقد افتتح ربنا تبارك وتعالي سبع سور من سور القرآن الكريم بذكر التسبيح وهي علي التوالي
سبحان الذي أسري(الإسراء) ثم سبح لله( الحديد) ثم سبح لله( الحشر) ثم سبح لله (الصف) ثم يسبح لله ( الجمعة) ثم يسبح لله (التغابن) وآخرهم سبح اسم ربك (الأعلي) .
بل إن الله عز وجل جعل آخر أعمال المرء في الدنيا يجب أن تكون التسبيح والاستغفار حتي تكون عليها خاتمة المرء في الدنيا قال تعالي
( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا)
ومقتضي هذا الكلام أن قوام التوحيد الذي هو أصل دين الله تبارك وتعالي إنما هو تسبيح الله عز وجل وتنزيهه عن كل عيب وعلي كل نقيصة فمن وصف الله عز وجل بالصفات البشرية فقد انتقص من الذات الإلهية وهذا هو الاذدراء الذي يعد من الشرك الأكبر المخرج من الملة إذ أن الله تبارك وتعالي منزه عن النقيصة وهذا هو كمال التوحيد.
لكن هذا الرجل الذي يتعالم علي الفضائيات والمسمي بكريمة يخرج علينا بين الحين والآخر وهو يصر علي جعل الكتابيين بفرقتيهم المغضوب عليهم والضالين في اعلي منازل عليين بصحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولا أدري أهو من الجاهلين فيعذر بجهله أم هو من الجاحدين الذين جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا.
فإن كان من الجهلة فعليه أن يستمع إلي أهل العلم الربانيين وإن كان من الجاحدين فإنا نعلن برائتنا منه ومن أمثاله أجمعين.
فمما يقوله الرجل أن أهل الكتاب المنحرفين بفرقتيهم المغضوب عليهم والضالين إنما هم أصحاب دين وهم يؤمنون بالله رب العالمين وأتباع سيدنا عيسي وموسي ومن سبقوهم من الأنبياء والمرسلين رغم تكذيبهم لسيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ورغم إنكارهم لآخر الشرائع السماوية وهي القرآن والسنة شريعة سيدنا محمد خاتم المرسلين ولا أدري كيف يكون القوم أصحاب دين وهم ينكرون نبيا من المرسلين ولا يؤمنون بآخر الشرائع السماوية بل وقد سبوا رب العالمين
وهذه هي القضية محل الكلام.وهي اذدراء هؤلاء القوم لرب العالمين وهذا يتعارض مع تسبيح الله عز وجل أو تمجيده علي حد قولهم.
فهل من قال أن الله والد أو مولود يعد من المسبحين؟
ومن قال أن الله عز وجل عاش أشهر داخل رحم امرأة ومر من محل ولادتها وهو ملطخ بدم الحيض والنفاث ومخاط فرج امرأة فهل هذا يعد من المسبحين؟
ولما قامت أمه بربط حبله السري لفصله عن المشيمة وحولته إلي ثديها يرضع بنهم شديد ثم يخرج الفضلات بولا وغائطا حتي أتم عامين كاملين فهل هذا يعد تسبيحا وتمجيد لرب العزة سبحانه أم هو الاذدراء والنقص والعيب في حق رب العزة خالق السموات والأراضي؟
بل لما أتم سبعة أيام من ولادته فقامت أمه بحمله إلي الخاتن فختنه مثل بقية ذكور زمانه فهل هذا يليق بالله رب العالمين؟
بل لما كان يكسر الخبز وسط تلاميذه فيعطيهم ويأكل وسطهم هل منعه هذا من التبول والتغوط مثلهم أم أنه كان يتبول ويتغوط ويتنزه عن النجاسة بالوضوء والغسل شأنه شأن بقية البشر أجمعين؟
فهل هذا يعد تنزيها لله عن كل نقص ؟
وهل من يصدق بهذا يعد من المسبحين؟
بل لما كان يدخل عليه الليل ألم يكن يعتريه الإجهاد والتعب فينام مثل بقية البشر أم أنه كان لا تأخذه سنة ولا نوم ؟
فمن قال أن الله يتعب وينام هل هذا من المسبحين؟
ومن قال أن الإله قبض عليه أمام أعين الناس فمزقوا ثيابه وأهانوه ووضعوا علي رأسه إكليلا من الشوك بعد أن جرعوه الخل شرابا يروي ظمأه فلما خرجت روحه قبروه في القبر جسدا بلا روح فمن يقول بهذا هل هو من المسبحين الممجدين ؟
وأما عن المغضوب عليهم فقد قالو في ذاته ما لا يقوله إلا المكذبين فقد قالوا عنه أنه أنجب عزيرا وقالوا عنه بالبخل والعجز والجهل فيالهم من شياطين بل وسبوا رسوله المسيح واتهموا أمه الصديقة بنت عمران بالزنا بل وشوهوا صور بقية الأنبياء والمرسلين وكأن الله جل جلاله أخطأ في اختيار رسله إلي البشر فما اختار لهم إلا الزناة والمنحرفين
فمن يقول بهذا هل يعد مسبحا لرب العزة سبحانه جل جلاله أم يعد من أعوان الشياطين
ونحن لا يعنينا ضلال أهل الكتاب فمردهم إلي ربهم فهو سبحانه من قال لا إكراه في الدين
إنما يعنينا هذ الشيخ صاحب العمامة الذي يضلل الناس بقول الله تعالي (لكم دينكم وليا دين) وكأنه نسي أن هذه السورة اسمها سورة الكافرين
وهي تستفتح بنداء الله لهم قل يا أيها الكافرون ثم تستكمل بالبراءة من عباداتهم فتقول ( لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد) وتختتم بالبراءة مما هم عليه من الكفر المبين فتقول(لكم دينكم وليا دين)
وكأنها تقول لكم ما أنتم عليه من الكفر الواضح وأنا ليا دين مختلف عما أنتم عليه من الضلال المبين فهو ليس ديني
وقد جاءت كلمة دين لييت مكرونة بياء المتكلم لكي تدل علي أنه ليس لي إنما هو دين الله الذي كان عليه كل الرسل ألا وهو دين الإسلام والمرسلين
فتصير هذه الآية وهذه السورة كانها سورة البراءة من كفر الكفار وليس الإقرار بكفرهم كما يصور لنا الشيخ صاحب العمامة الازهرية لأخذها دليل علي تعدد الأديان السماوية فيجعل دين الكتابيين الذي وضعوه لأنفسهم بعد ذهاب رسلهم أنه دين لله تبارك وتعالي الذي ما سبحوه ولا مجدوه إنما اذدروه وانتقصوه .فهذه الحقيقة التي لا بد أن نعلنها لكل عاقل ومنصف
أن دين الله واحد وهو الإسلام وأن الرسل جميعا كانوا عليه بما فيهم موسي وعيسي عليهما السلام وأنه لا تعددية في الدين وأنه لا يجوز تفسير لكم دينكم ولي دين أنه إقرار بالكفر لكنه براءة منه ومن الكافرين هداني الله وإياكم إلي الحق انتهي . ❝