هل سأل أحدكم نفسه عن كمية السباكة داخل جسمه .. مجموع... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب الاسلام ماهو؟

- 📖 من ❞ كتاب الاسلام ماهو؟ ❝ مصطفى محمود 📖

█ سأل أحدكم نفسه عن كمية السباكة داخل جسمه مجموع المواسير العمارة التي هي بدنه بما فيه من آلاف الوصلات المجاري يجري فيها الدم البول الطعام الفضلات عوادم التنفس الهضم هل يعلم أن طول مواسير تبلغ وحدها ثمانية ميل أي أطول بكثير المسافة بين القاهرة الخرطوم أكثر ليونة الكاوتشوك متانة الحديد عمراً الصلب الكروم بعضها صمامات لا تسمح بالسير إلا اتجاه واحد ثم الهواء ابتداء فتحة الأنف إلى الحلق القصبة الهوائية الشعب ثم الشعيبات تتفرع تنقسم حتى تصل مليون غرفة هوائية الرئتين تجمع الكليتين لتصب الحوض الحالب المثانة قناة الصرف النهائية الفم البلعوم المعدة الاثنا عشر الأمعاء الدقيقة المصران الصاعد المستعرض الهابط المستقيم الشرج ممرات الولادة غرفها دهاليزها أنابيبها مجاري المرارة حوصلتها مواسيرها الليمف مواقف محطاته الغدد الليمفية و تمر جوارها تحميها شبكة الأوعية كتاب الاسلام ماهو؟ مجاناً PDF اونلاين 2024 الإسلام: ما هو؟ هو تأليف الدكتور مصطفى محمود يتحدث مشكلة المسلمين اليوم وأنَّ علاقتهم فاترة بعقيدتهم أكثرنا " مسلم بطاقته الشخصية وعباداته الباردة فقط ننظر ممارساتنا وشعائرنا الدينية كواجبٍ ليس له طعم ولا روح صلاتنا أصبحت مجرد حركاتٍ رياضية نؤديها لأننا نريد الله يسخط علينا علاقتنا بالقرآن الكريم تشبه بأي كتابٍ آخر نقرأه أحيانًا ونتأثر به نتركه ونمضي دون جعله دستوراً حقيقيًا هذا الكتاب يخاطب روحك وعقلك وسواء كنت مسلمًا أم فأنتَ بحاجةٍ لقراءته كي تفهم الإسلام صدقًا ولماذا نصلي ؟ وما الروحية بالسماء

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ هل سأل أحدكم نفسه عن كمية السباكة داخل جسمه .. مجموع المواسير داخل العمارة التي هي بدنه , بما فيه من آلاف الوصلات و المجاري التي يجري فيها الدم و البول و الطعام و الفضلات و عوادم التنفس و الهضم .



هل يعلم أن طول مواسير الدم في جسمه تبلغ وحدها ثمانية آلاف ميل أي أطول بكثير من المسافة بين القاهرة و الخرطوم .. مواسير أكثر ليونة من الكاوتشوك , و أكثر متانة من الحديد , و أطول عمراً من الصلب الكروم , و في بعضها صمامات لا تسمح بالسير إلا في اتجاه واحد .



ثم مواسير الهواء ابتداء من فتحة الأنف إلى الحلق إلى القصبة الهوائية إلى الشعب ثم الشعيبات التي تتفرع و تتفرع و تنقسم حتى تصل إلى أكثر من مليون غرفة هوائية في الرئتين .



ثم مواسير البول التي تجمع البول من الكليتين لتصب في الحوض ثم الحالب ثم المثانة ثم قناة الصرف النهائية .



ثم مواسير الطعام من الفم إلى البلعوم إلى المعدة إلى الاثنا عشر إلى الأمعاء الدقيقة .



ثم مواسير الفضلات من المصران الصاعد إلى المستعرض إلى الهابط إلى المستقيم إلى الشرج .



ثم ممرات الولادة و غرفها و دهاليزها و أنابيبها .



ثم مجاري المرارة و حوصلتها و مواسيرها .



ثم مجاري الليمف .. و مواقف الليمف و محطاته في الغدد الليمفية .



و هي مواسير تمر إلى جوارها الفضلات و تحميها شبكة من الأوعية الدموية و الأعصاب , و جيوش من خلايا المقاومة تلتهم أي ميكروب يمكن أن يتسرب من هذه المواسير في طريق خاطئ إلى الجسم .



و أنابيب العرق .. و بلايين منها تشق الجلد و تفتح على سطحه لترطبه و تبرده بالعرق .



و أنابيب الدموع داخل حدقة العين تغسل العين و تجلوها .



و أنابيب التشحيم داخل جفن العين تفرز المواد الزيتية لتعطي العين تلك اللمعة الساحرة .



هذا الكم الهائل من السباكة الفنية الدقيقة المعجزة التي تعيش مائة سنة و لا تتلف ..



و إذا أصابها التلف أصلحت نفسها بنفسها .



نموذج من الهندسة الإلهية العظيمة التي أهداها الله للإنسان منحة مجانية منذ ميلاده و تولى صيانتها برحمته و عنايته .



فهل أدركنا هذه النعمة و هل قدرناها حق قدرها ...!



و كثير من الأمراض سببها أعطال و تلفيات في هذه السباكة .

الإسهال و الإمساك و الغازات و تطبل البطن , هي أعطال و تلفيات في أنابيب صرف الفضلات و الزكام انسداد في منافذ الهواء داخل الأنف .

و الناسور هو ثقب في ماسورة الإخراج .

و احتباس البول و المغص الكلوي و آلام الكلى سببها أعطال في أنابيب صرف البول



إن تركيبات (( الصحي )) في جسمك هي التي تصنع لك صحتك بالفعل



بل هي صحتك ذاتها .. إن أي انقباض في ماسورة معوية يساوي صرخة مغص , و أي ضيق في شريان القلب التاجي يساوي ذبحة , و أي ضيق في ممرات الولادة يساوي إجهاضاً و أي انسداد في قنوات فالوب يساوي عقماً و أي انسداد في مجاري المرارة يساوي صفراء .

هذا غير مجاري الليمف و الدم و الغدد , و هي تتنوع في الجسم بالآلاف , و لكل غدة توصيلاتها و قنواتها و نظامها و دورها في صناعة الصحة التي نتمتع بها دون أن ندري أنها عملية تركيبية معقدة تشترك فيها مئات الأجهزة .



إن الصحة التي نشعر أنها مجرد استطراد لأمر عادي واقع .. ليست بالمرة أمراً عادياً و ليست مجرد واقع مألوف , و إنما هي نتيجة تدبير محكم و ثمرة عمليات معقدة مرسومة بعناية و قصد . و إنما يحدث المرض حينما تتخلف هذه العناية و هي قلما تتخلف .. فإذا تخلفت فـلتشرح لنا أسرارها .. فما عرفنا معجزة الصحة إلا بدراسة المرض , و ما عرفنا معجزة الحياة إلا بالموت .. و بأضدادها عُرِفـَت الأشياء .



وفي محاولاتنا البدائية في بيوتنا وعماراتنا التي نبنيها وهي مجرد ماكينات رمزية صغيرة لا تصل إلى واحد في المليون من العمارة البشرية ..



غرقنا في " شبر ميه " ..



طفحت مجاري القاهرة , وتلوث البحر بعوادم المصانع , واختنق النيل بالفضلات التي تُلقى فيه , ووقفنا أمام السيفون التالف ننادي على سباك , واختلط الساخن بالبارد والطاهر بالملوث , وفشلنا في صناعة أصغر ماكيت سباكة لا تزيد مواسيره على بضعة أمتار , وغرقنا في بانيو نصف متر ..



وهذه صناعتنا وتلك صناعته ..



وهذه سباكتنا وتلك سباكته ..



وهذه عمارتنا وتلك عمارته ..



وهذا خلقنا وذاك خلقه .



" فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ "

المؤمنون ( 14 )



و كأنما يتحدانا الله بصنعته المبهرة و آياته الخالدة في عمارة الجسم البشري :

{ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء 88



و هو تحد ينسحب على كل آية من آيات الله .. في الكتاب .. أو في الآفاق ..



أو في أنفسكم .



و النفس كُبرى المعجزات .



مقال : الصانع العظيم

من كتاب : الإسلام .. ما هو ؟

للــدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
1
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث