█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ #قراءات_مسابقة_القراءة
هذه القراءة بقلم مدام وفاء
الحالة 108
للكاتبة :الزهراء درويش
ستترجم للغه الانجليزيه
الحوار : أمر واقع يكاد لا ينجو منه
إلا القليل.
الحبكة : استعانت الكاتبه بمصدر
معلومات من خلال كتاب
الكلب الأسود.
السرد : أحداثه متصله ببعضها
البعض بإتقان مُبهر ومستوحاه من قصص حقيقية تجمع بين أسباب الإضطراب النفسي..
العامل المشترك بينهم الوالدان .
اللغه : فصحي
الغلاف : تأتي الخلفيه لغرفه باللون الأبيض..فهو من وجهة نظر علم النفس لون يدل علي النقاء والبراءه ،وربما يرمز لبدايه حياة جديدة ،
وجاء اسم الروايه باللون الأزرق دلاله علي السلام النفسي.
والغرفه يتوسطها سرير لإحدي المرضي وهي في وضعيه الجنين ،دلاله علي رفض واقعها.
الإهداء : إلي كلاً من الضحايا
والجُناة !!!
معلنه أنهم سيلتقون في
محكمه السماء حيث لا ظلم
اليوم.
الي الآباء والأمهات مخاطبة إياهم ˝
˝أن اتقوا الله في أولادكم ˝
إلي شلبي القط المتعاون نرى بصمته بين السطور فقد هون عليها مراره ما يسطره قلمها من واقع مرير.
الي حاسوبها المحمول الذى توجهت له بشكرخاص .
وقد نوهت الكاتبه أن كلام وأفعال أبطال الروايه لا يمت الي قناعتها بصله .
وبدأت بتوضيح غايه في الخطورة موجه حديثها لهم
˝ بإمكانكم أن تكونوا سلاحاً ذا حدين ˝. احذروا !
وها هي ˝ جود ˝ لم يكن لها يوماً حظٍ من إسمها..ليس هذا فحسب بل تبراؤا منها وانتهي بها المطاف علي احد الاسرهِ مستسلمة مجردة من كل شيء سوي عبائتها البيضاء ، حتي اسمها تبرأ منها وصارت الحاله 108 ، قد أتمت عامها الرابع والثلاثين بالتقريب فهي لا تدري تحديداً دقيقاً فقد فقدت عامل الزمن منذ دخولها هذا المكان منذ ما يقارب السنه ولكنها ما زالت تميز بين الليل والنهار من اشعه الشمس ،فهي الوحيده المسموح لها بالدخول إليها دون تحفُّظ .
يا للمأساة الإنسانية فقد لجأت
˝ جود ˝ في طفولتها للبحث عن الحُب والدفء خارج المنزل وبكل الطرق أصبحت تتفنّن في جذب إهتمام الناس لها ، ولكن انقلب السحر على الساحر ، وبدلاً من البحث عن ما دفعها لمثل هذا الأمر..عاقبتها أمها عقاب شديد ..ولم تكتفي بذالك بل أخبرت والدها بما حدث فقام هو الآخر بدوره في عقاب اشد قسوه ، فتألمت الكلمات حتي نزفت الحروف بين يدي فلم أستطع أن أصف كم المعاناة.
فقد ورثت أمها الشقاء دون وعي منها .. فصارت علي الدرب بحذافيره
فكانا كلاً منهما يشدُ بطريقته ولا يرخيان أبداً ؛ الي أن تقطعت اوصالهم .
وتوقفت تماماً علي أن تُناديها ب ˝أمي ˝ وكذلك لم تعد تُناديه ˝ أبي˝
اصبحت تُحدثهم دون ألقاب وان اضطرت للحديث عنهم ؛تقول:˝ هي˝ و ˝هو ˝ فقد بترتهما كما فعلوا معها.
وهنا أتت الكاتبه بكل براعه لتوضح لنا مما يعاني هذا الأب الغاشم..
فالأم جعلت منه مريضاً مصاباً بال˝بارانويا˝؛ فقد عاق ابنته قبل أن تعيقه هي .
وهنا تسألت˝ جود ˝
هل انتقلت البارانويا منه إليها ؟؟!!
فمن شده الأذي النفسي والجسدي اللذان كانا يقعا عليها ،كانت تتوهم أنها تعاني من الألم واستسلمت لتلك الحاله ولم تكتفي بذالك فقد باتتٌُ تجلد ذاتها دون رحمه ولولا أنها لا تملك الجراءه الكافيه لتخلصت من حياتها نهائيا.
وتوالت أحداث وأحداث لمست اروحنا حتي أننا شعرنا بمراره المذاق بحلقنا ...
واستطاعت الكاتبه بكل ثقه وإتقان نابع من قناعتها أن توضح لنا ما توجب فعله فقالت..
( بإمكان العائله أن تكون جسراً منيراً )
تشبيه بليغ فقد شبهت العائله بالجسر ليعبر أبنائهم عليه بسلام ليصلوا لبر الأمان والاستقرار ؛ ليس مجرد جسر بل مُنير أيضاً ليُنير لهم ظلمه الدرب ليحيوا سُعداء علي قيد الأمل.
ولئن جال بخاطركم ما هو أقسي شعور يمر به الإنسان ؟
لكان الجواب الظلم حد القهر؛
ولأنها كانت شديدة التحمل ظنوا أنها لا تشعر.
وفي نفس الوقت لا تملك رفاهية الإنهيار.
كانت˝ جود˝ تحمل بين ضلوعها قلب لا يريد سوي الحُب .
أتعجب كل العجب عندما يتساءل الآباء ..
لماذا تحمل مياه القنوات طعماً مُرّاً؟!!!!
وهم وحدهم من يملكون الأجابه دون غيرهم فهم بأنفسهم من سمموا النبع !!!
˝جود˝ اتيقن جيداً انك لستي الوحيده التي تُعاني فهناك من هم اشباهك لم تتسنى لهم الفرصه ليبوحوا فما زالوا ينوحوا في صمت مطبق يكاد يفقدهم أرواحهم..
ابنتي العزيزة كم وددت لو احتضنك حتي تتلاشى بداخلي لعلك تأمنى ببعض السلام و لأحمل عنكِ ما عنيتي من ظلم وما اقساه ظلماً...
فمن الظالم ؟!!!!
الأم الحنون ام الأب الودود!!!!
آه .. أين أنتِ الآن أخبريني يا صغيرتي لأتي إليكِ واجدل لكِ ضفارك واضع في نهايتها شريط متعدد الألوان لعلي ادخل بعض السرور إلي نفسك .
نامي في سلام الله يا صغيرتي.
حقاً لا اقوي علي الحديث ولولا أنها قصه من وحي الواقع لطالبتك بتغير النهايه فلطالما كانت تحلم أن تحيا في سلام .
وقد ذكرتي أن فاقد الشئ لا يعطيه ...بلا يا عزيزتي اختلف معكِ كل الاختلاف ...
( ففاقد الشئ هو وحده من يعطي افضل العطاء علي الإطلاق).
اقتباس #
رجاء لكل الآباء والأمهات.. انظروا لأبنائكم بعين الرحمه ، أشبعوهم حباً لا مشروط وحنانًا مضمونًا مهما عفا الزمن بقسوته عليكم ،كونوا انتم الدعم ولو كان المصدر الوحيد لاتدعوهم يبحثوا عن هذه المشاعر ويسرقوها خلسة كأنهم لايستحقوها وانتم تعلمون أنهم يستحقون تمامًا مثلكم! لاتضطروهم للهرب من نيرانكم إلى جحيم العلاقات ظنًا منهم أنها النجاة!
بقية القراءات التي وصلت للجنة التحكيم هتنزل هنا تباعا على الجروب بمشيئة الله . ❝
❞ معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات في فترة من فترات الحياة، وكثيراً ما يتساءل الآباء عن أجدى السبل للتعامل مع أبنائهم. يقول الإمام الغزالي: ˝إن أطفالنا جواهر˝، ويمكننا أن نضيف إلى ذلك فنقول: ˝ولكن كثيراً من الكبار حدادون˝، وهم بحاجة إلى توجيه وإرشاد قبل الأبناء.
ويقول ابن القيم منبهاً إلى أهمية دور الأسرة في التربية: ˝وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوه صغاراً، فلم ينتفعوا أنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً˝. كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: ˝يا أبت إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيرأً، وأضعتني وليداً، فأضعتك شيخاً˝.
ولقد ثبت لدى الباحثين بشكل قاطع تأثير السنين الأولى من العمر في باقي حياة الإنسان، فإحساس الولد بنفسه يأتي من خلال معاملتك له، فإن أنت أشعرته أنه (ولد طيب)، وأحسسته بمحبتك، فإنه سيكون عن نفسه فكرة أنه إنسان طيب مكرم، أما إذا كنت قليل الصبر معه، تنهال عليه باللوم والتوبيخ ليل نهار، تشعره أنه (ولد غير طيب)، فإنه سينشأ على ذلم، ويكون فكرة سيئة عن نفسه، وينتهي الأمر به إما بالكآبة والإحباط، أو بالتمرد والعصيان . ❝
❞ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97)
قوله تعالى : قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين في الكلام حذف ، التقدير : فلما رجعوا من مصر قالوا يا أبانا ; وهذا يدل على أن الذي قال له : تالله إنك لفي ضلالك القديم بنو بنيه أو غيرهم من قرابته وأهله لا ولده ، فإنهم كانوا غيبا ، وكان يكون ذلك زيادة في العقوق . والله أعلم . وإنما سألوه المغفرة ، لأنهم أدخلوا عليه من ألم الحزن ما لم يسقط المأثم عنه إلا بإحلاله .
قلت : وهذا الحكم ثابت فيمن آذى مسلما في نفسه أو ماله أو غير ذلك ظالما له ; فإنه يجب عليه أن يتحلل له ويخبره بالمظلمة وقدرها ; وهل ينفعه التحليل المطلق أم لا ؟ فيه خلاف والصحيح أنه لا ينفع ; فإنه لو أخبره بمظلمة لها قدر وبال ربما لم تطب نفس المظلوم في التحلل منها . والله أعلم . وفي صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه قال المهلب فقوله - صلى الله عليه وسلم - : أخذ منه بقدر مظلمته يجب أن تكون المظلمة معلومة القدر مشارا إليها مبينة ، والله أعلم . ❝
❞ - يا بني ، إن الله جل جلاله حين حض على الجهاد . ومناجزة الكفار لنشر دينه في الأرض ، جعل للجهاد أجرا عظيما، لا يدركه الصائم بصومه ، ولا القائم بقيامه، على شرف الصيام والقيام وأجرهما العظيم ، نفر إليه من المسلمين أقوامًا يبتغون وجه الله الكريم وما أعد للمجاهدين والشهداء من الأجر ، ولكن هؤلاء المجاهدين نهاية المطاف طائفة من الناس ، لهم زوجات وأولاد، وأمهات وأخوات ، وهم لهم المعيل من بعد الله ، ولما كانوا بينهم أعالوهم وأنفقوا عليهم ، ولما غيبهم الجهاد ، وأبعدتهم الفتوح ، لم يبق عند الأهل منفق ولا معيل ، ومن العقوق أن يمضي الرجل مقبلاً على الموت ، يجالد الكفار ، ويقتحم الأخطار ، ونترك نحن أهله عالة يتكففون الناس، لا والله، أنا المعيل إذا غاب المعيل، وأنا الأب إذا غاب الأب، وأنا الأخ إذا غاب الأخ ، لا أشبع حتى يشبعوا ، ولا أنام حتى يناموا ، ولا أطمئن حتى يطمئنوا، وما كان لي أن أجمع عليهم فقد الزوج والأب والأخ والابن مع ذل الحاجة وتكفف الناس ، ثم هذا ليس منة من عمر عليهم ، هذا واجبي تجاههم، وحقهم علي .
- أي نبل هذا يا أمير المؤمنين ، أي نبل ؟! هذا دين الله يا بني، وشرعه الحنيف ، ما بال أقوام ندفع إليهم حقوقهم فيحسبون أننا نتفضل عليهم؟! والآن أخبرني ما عندك بعد حديثنا عن خطبتي الأولى في الناس؟
- ما زال عندي الكثير يا أمير المؤمنين، مثلك لا يشبع منه، ولا يكتفى ببعض حديثه ، ووالله لو بقيت أحدثك حتى ينفد أجلي ما شعرت أني اكتفيت، لهذا سأمضي في حديثي معك ، وسؤالي عما كان منك ومعك، يحرضني على هذا محبتي لك . ❝
❞ أعمالٌ منزليّة!
أنتِ أيضاً صحابيّة!
تريدين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات،
كي تشاهدي حياتهنَّ عن قُربٍ!
فلطالما سألتِ نفسكِ: كيف هي أيامهُنَّ؟
أتراهُنَّ يُشبهننا، أيعملن، ويطبخنَ، ويكنسنَ؟
أكانت تدور بينهن وبين أزواجهنَّ تلك الأحاديث التي
تدور في بيوتنا اليوم؟
وها أنتِ على موعد لدخول منزلٍ كان النبيُّ ﷺ يُحبُّه
وكان كثيراً ما يأتيه زائراً، ومتفقداً، ومتحبباً
أنتِ الآن في بيت فاطمة الزهراء سيدة أهل الجنَّة،
فاطمة تشكو إلى زوجها علي بن أبي طالب،
شدة تعبها، وكثرة إرهاقها من عملها في البيت،
هي الآن تخبره كيف جرَّتْ بالرَّحى حتى أثَّرتْ في يدها،
وكيف استقتْ بالقِربة حتى أثَّرتْ في عُنقها،
وكيف كنستْ البيت حتى اغبرَّتْ ثيابها!
فقال لها: لقد جيء لأبيكِ بسبي
فلو ذهبتِ إليه وسألتهِ خادماً!
فذهبتْ فاطمة إلى النبيِّ ﷺ فوجدتْ عنده أُناساً،
فلم تُحدثه بحاجتها أمامهم،
ولكنها أخبرتْ عائشة بسبب مجيئها،
وعادت إلى بيتها،
فلما انتهى النبيُّ ﷺ مما كان فيه،
أخبرته عائشة بتعب فاطمة من عمل البيت،
وطلبها خادماً، فذهبَ إلى بيتها ﷺ،
وكانتْ وزوجها قد أخذا مضجعهما للنوم،
فاستأذن، ثم دخل عليهما وقال ﷺ:
ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟
إذا أتيتما مضجعكما فكبِّرا ثلاثاً وثلاثين،
وسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين
فهو خير لكما من خادم!
يا صحابيَّة،
هذه سيدة نساء أهل الجنة،
تطحنُ الحبوب بالرحى حتى يُؤثر ذلك في يدها،
وتستقي الماء وتحمله في القِربة حتى تجد أثرها في رقبتها،
وتكنسُ بيتها حتى تتسخ ثيابها من هذا،
فهل انتقص بهذا قدرها عند زوجها، أو أبيها، أو ربها
فلا تستمعي لهذه الأصوات الناعقة التي تريد هدم البيوت،
والتي تُصور عمل المرأة في بيتها كأنه نوع من الرق،
هؤلاء يحاولون باسم الحرية أن يمزقوا الأسرة!
ويحاولون باسم المساواة أن يرموا الأولاد في الشارع!
أين العبودية في أن تعمل المرأة في بيتها؟!
وأين الرق في أن تطبخ لأولادها وزوجها؟!
وأين الامتهان في أن ترعى مصالح أسرتها؟!
لم تكن فاطمة ممتهنة وهي تطحن الحب لتطبخه،
ولم تكن مهانة وهي تحضر الماء لبيتها،
ولم تكن ناقصة في إنسانيتها وهي تكنس وتُنظف،
زوجها كان فقيراً لا يستطيع أن يحضر لها خادماً،
فماذا تفعل؟
أتلقي أولادها في الشارع وترجع إلى بيت أبيها؟
أهذا هو التحرر والشجاعة والمساواة؟
أم هو التخلي، وعدم تحمل المسؤولية، وعدم فهم الحياة؟
وأبوها لم يعطِها خادماً لأنه لو فعل،
فعليه أن يُعطي كل بنات المسلمين مثلها وهو لا يستطيع!
فماذا تفعل؟
تعقُّ أباها وتتهمه بمعاونة زوجها عليها،
أهذه هي الحرية، والتنوير، والأفكار المتقدمة؟
أم هو العقوق، والقسوة، والأنانية!
فلا تجعلي أذنيك مكب نفايات لأفكارهم القذرة!
لقد نظروا في هذه الأمّة فغاظهم
كيف أن بيوت المسلمين للآن قائمة ولم تُهدم،
غاظهم مشهد زوجة صبورة رغم كل شيء،
وغاظهم مشهد أب يكد ويكدح ليواري كرامة أسرته،
غاظتهم بيوت تُقام فيها الصلوات وتجتمع على مائدة الإفطار،
غاظهم الحجاب وعفته،
ولن يهدموا كل هذا إلا حين يُخرجوا المرأة من بيتها،
لأنها عماد الأسرة، ومصدر استقرارها!
يا صحابيّة،
إن قلتِ إن عمل البيت شاق،
فهذا القول نبصمُ لكِ عليه بالأصابع العشرة!
وإن قلتِ إنه مُنهك،
فهذا القول نردده معكِ ولا نشك فيه!
ولكن أليست هذه هي الحياة، ولكل إنسان دوره فيها؟
أليس لكل عملٍ مشقته؟
بربكِ، انظري حولكِ واخبريني أيوجد عمل بلا مشقة؟!
هؤلاء يحفرون في صخر الحياة بحثاً عن رغيف،
حتى تلك الوظائف التي تبدو لكِ سهلة،
فإن فيها مشقة وإن غابتْ عنكِ،
حرس الرئاسة يقفون الساعات الطِوال،
والموظفون في البنوك، والدوائر، والأعمال المكتبية،
أغلبهم يعاني من ˝الديسك˝، وأوجاع العظام والمفاصل
أعملُ الجندي سهل؟
أم عمل الطبيب الذي يستدعونه من عز نومه لحالة طارئة؟
حتى الساسة يقضمُ القلق أطرافهم!
لا راحة في هذا الكوكب يا صحابيّة!
كل إنجاز لا بد معه من تعب،
وكل عملٍ عظيم لا بد أن يصحبه إرهاق!
دعكِ من الناس الآن وانظري في الكون حولكِ،
ألا يبني العصفور عشه قشةً قشةً؟
ألا يسافر النحل المسافات بحثاً عن رحيق؟
ألا يعمل النمل ليل نهار؟
كل مافي الكون يعمل، ويبذلُ جهداً، ويشعرُ بالتعب،
وأنتِ ابنة هذا الكون وهذا الكوكب فاعملي كتب الله أجركِ!
يا صحابيَّة،
لا شيء في أن تحصل المرأة على خادمة،
ونبيل هو الزوج الذي يستطيع إحضار من يساعد زوجته ويفعل،
وليست نهاية الدنيا إن لم تحصل المرأة على خادمة!
ولا نهاية الزواج إن عملت المرأة في بيتها،
هذا واجبها الذي إن قامت به نالتْ الأجر،
تماماً كما هو واجب الزوج العمل خارج البيت،
وتأمين المال، وهو مأجور إن قام بهذا،
فاحتسبي الأجر في كل ما تقومين به،
وغيري نظرتك لنفسكِ!
أنتِ لستِ خادمة حين تقومين برعاية أسرتكِ،
أنتِ سيدة البيت، وصمام أمانه!
أنتِ حافظته من بعد الله، وبدونك يضيع وينحلّ
لا تنظري إلى الجهد المبذول فقط!
ولكن انظري إلى الأثر يهُن عليكِ المسير،
سلال الغسيل الممتلئة تعني ملابس نظيفة لأولادك،
والمجلى الممتلئ بالأواني يعني طعاماً شهياً لأسرتكِ،
الكركبة في البيت تعني أنه مكان آمن للأولاد،
إنهم يشعرون بالحب، ولا يخافون العقوبة، وهم أهم من الأثاث!
إذا أردتِ أن تعرفي عظمة ما تفعلينه،
تخيلي حال البيت لو توقفتِ يوماً عن فعله!
واحتسبي الأجر كما قلتُ لكِ سابقاً
تحسسي الملائكة تكتبُ في صحيفتك كل عمل تقومين به،
تحسسي أجر في كل كبد رطبة صدقة!
كل لقمة يأكلها أولادكِ وزوجكِ لكِ فيها أجر!
كل إفطار في رمضان لكِ أجر الصائمين كلهم!
ألستِ من قام بإطعامهم فلكِ كأجور الجميع؟!
تحسسي في كل ثوب نظيف يرتديه أولادك وزوجك صدقة!
وفي كل حرفٍ تعلمينه لولد أجر!
وفي كل إحسانٍ تعطينه لزوجٍ أجر!
نحن في عبادة دوماً إذا أصلحنا نوايانا،
ورضينا بما قسمه الله تعالى لنا،
مواقف الحياة العادية تصبحُ عبادة إذا خلصت النوايا،
تخيلي الحجاب مثلاً،
إذا ذهبتْ العائلة في نُزهة وكنتِ معهم،
هم في المُباح وأنتِ في العبادة!
وعليه قيسي كل شؤون الحياة! . ❝