❞ يقول القانون: عندما يقتل أحدهم الآخر، يُعاقب القاتل ويُسجن، حتى وإن كان المقتول قد استخدم أبشع وسائل التعذيب معه او مع غيرة. ويظل الناس يهتفون:
\"إنه مجرم وقاتل، ويجب أن يُعاقب!\"
وتبعًا لاختلاف القوانين، قد يُحكم على القاتل بالسجن المؤبد، فيقضي بقية حياته يدفع الثمن،
وقد يُحكم عليه بالإعدام شنقًا، ويُقال حينها:
\"من قتل يُقتل!\"
عبارة جميلة، أليس كذلك؟
نحن لا نقول إن من يقتل لا يُعاقب،
لكن، لماذا لا ينص القانون — أو يشترط — أن من يقتل مجرمًا يعيث في الأرض فسادًا، لا يُعد مجرمًا؟
وجهة نظر، أليس كذلك؟
ويبقى السؤال:
«هل مَن يقتل شخصًا قد نسي معنى الإنسانية، وأصبح اليد العُليا لإبليس على وجه الأرض… هل يكون مجرمًا؟!»
_______________________
أولًا:
مدّ يده نحو قبضة الباب، فتحه بهدوء ودخل إلى المكتب، ليجده جالسًا في سكينة، يقرأ كتابًا جديدًا بنظرات غارقة في التأمل. التفت إليه بطرف عينه وقال بنبرة خافتة:
– احكى.
– دي القضية الجديدة
ظل عثمان يقلب صفحات الكتاب بمللٍ خافت، دون أن تظهر عليه علامات الدهشة، تلك التي كانت ترافقه في الماضي، ثم قال بتنهيدةٍ ثقيلة:
– وبعدين؟
تحدّث رائد بحماسة مشتعلة:
– أيوه يا \"كينج بيه\"، دي قضية السفاح لغايت دلوقتي الضحايا عشرة!
لم يُعره عثمان انتباهًا، اكتفى برفع حاجبيه دون أي أثرٍ من اندهاش، ثم كرر:
– وبعدين؟
عقد رائد حاجبيه باستغراب.
– وبعدين اي؟!
تنفس عثمان بعمق، وزفره بضيق، ثم أغلق كتابه ونهض مغادرًا المكتب. لم يتفاجأ رائد، فقد اعتاد على هذا الطبع؛ فذاك الرجل، بخبرته ودهائه، لم يخسر قضية في حياته، حتى بات لا يأبه لشيء، وكأن الأحداث تمر من حوله دون أن تمسّه.
---
جلس الشباب حول أوراقهم المتناثرة، يدرسون في جوف الليل استعدادًا لامتحان الغد.
– السؤال ده مش هييجي في الامتحان، قالها أحدهم بتكاسل.
ضحك\" هشام\" بسخريةٍ ممزوجة بشفقة على نفسه...
– آه، مش بييجي غيره في الامتحان اسكت يا كامل، خليك ساكت أحسن!
نظر كامل إلى صديقه الجالس في أحد الأركان، منشغلًا بلعبته يصدر ضجيجًا طفوليًا، ثم صرخ بعينين متسعتين:
– ماهيييير!
ردّ ماهر متمايعًا مثل الراقصات:
– يا نعاااام؟
_ ذاكر يا حبيبي.
لوى ثغرة بانزعاج و تجاهل:
– ماشي، ماشي..
في ليلة الامتحان
التفت حوله بحذر، ليتأكد من خلو المكان من المراقبة، ثم همس لهشام الذي بدا مستغرقًا في ورقته بعينين متوترتين:
– هشام... ولا يا هشام...
التفت إليه هشام بحذر و صوت هامس:
– ماااهر، سيبني في حالي.
– طب قوللي دي صح ولا غلط بس.
قالها ماهر متوسلًا، لكن هشام انزعج أكثر، وردّ وهو يجز على أسنانه:
– يعني \"صح وغلط\" هي اللي عاملالك أزمة؟ Are you crazy?
لاحظ المراقب حركتهما، فتوجّه إلى هشام:
– في حاجة يا هشام؟
أجاب هشام وهو يحاول السيطرة على ملامحه:
– لا..لا... خالص.
رفع المراقب صوته محذرًا:
– فاضل عشر دقايق على نص الوقت، اللي خلص يراجع.
_________________
خرج كامل إلى الساحة يبحث عن أصدقائه:
– عملتوا إيه؟
أجابه ماهر بثقة وسذاجة:
– يا عم ده امتحان أحياء!
رفع هشام حاجبه باستنكار:
– آه، عشان بيغش مني.
التفت له كامل متفهمًا:
– أمم... ماهر؟
– نعم؟
– Go to hell.
– وأنا وأنت إن شاء الله!
ضحكت لينا على سذاجتهما:
– استغفر الله العظيم يا رب...
ثم أغمضت عينيها بخبث وقالت:
– والسؤال الأخير؟
– ماله؟
قالت رنا وقد رفعت حاجبيها:
– آه، عملت فيه إيه؟ أكيد هتقولي يا عمتو \"ده عليه خمس نقط بس، مش هيفرق\"... صح؟
اتّكأ ماهر على كتف كامل، وظل يحكّ أنفه وهو يحاول تغيير الموضوع:
– بصراحة... استحي أقولك \"يا عمتي\"، لأنك أكبر منها.
اتسعت عيناها صدمة، وانفجرت ضاحكة مع من حولها:
– إيييييييييييه! عمّتك مين اللي أنا أكبر منها؟!
زفر كامل بضيق:
– بس بقى، عايزين نمشي!
نظر هشام جانبًا، فرأى صديقه \"كريم\" يلوّح له بعد أن أنهى امتحان التاريخ. ذهب إليه تاركًا رفاقه خلفه.
ظل كامل يراقب كريم بعينٍ يملؤها الحقد، فلاحظ ماهر نظرته وقال:
– مالك؟
أجابه كامل بنبرة حاقده:
– مفيش
نظرت لينا إليه متعجبة،
ثم انتبه ماهر فجأة:
– استنى... السؤال الأخير عليه خمس درجات؟!
---
– التاريخ كان حلو.
– كان عادي.
ثم وجه أنظاره لأصدقاء هشام، وحدّق في كامل ثم عاد لينظر إلى هشام، وقال بسخرية:
– أخبار كامل إيه؟ حل كويس؟
تعجب هشام من نبرته الجديدة:
– آه، حل كويس.
وصلت سيارة هشام، ركبها ليجد شقيقه الأصغر جالسًا:
– إنت بتعمل إيه هنا؟ كنت فاكر إنك لسه نايم!
نظر إليه آدم بخبث:
– إزاي أنام وأخويا في الامتحان؟ جيت أطمن عليك... عملت إيه؟
ابتسم هشام بسخرية وهو يتذكر إزعاجه المعتاد:
– يا سلام على الكرم...
ثم تمتم وهو يلتفت عنه:
– عيل بارد.
ابتسم آدم ابتسامة صفراء:
– بتقول حاجة يا ميشو؟
– لا... سلمتك، ده أنا بكح.
_________________________
– لسه بتغلبني زي زمان يا عثمان.
قالها \"جاسر\" وهو يحرّك قطعة الشطرنج، مسلِّمًا بالخسارة.
اعتدل عثمان في جلسته بعد فوزه، وسأل بهدوء:
– الأولاد عملوا إيه في الامتحان؟
تمتم \"جاسر\" بنبرة منزعجة:
– هو أنا لسه ما كبرت على الخسارة ولا إيه؟
– بتقول إيه؟
– هاا. هشام بعتلي وقال إن الامتحان كان سهل... هتعمل إيه في القضية؟
ردّ عثمان بانزعاج:
– طيب ما هي في إيدك إنت ويحيى... أنا هعمل فيها إيه؟
نظر له \"جاسر\" بتوسُّل:
– يا عثمان، أنا مقدرش أعمل حاجة من غيرك، ولا من غير يحيى.
مال عثمان برأسه إلى الخلف، لا يزال متردِّدًا.
أعاد \"جاسر\" قطع الشطرنج إلى مكانها، وقال كأنه يسترجع زمنًا مضى:
– فاكر لما كنا إحنا الأربعة دايمًا سوا؟ أنا وإنت ويحيى وجودات؟
تغيّرت ملامح عثمان، ونظر إليه بعين مليئة بالحزن والغضب:
– أنا دلوقتي مش فارق معايا غير حاجة واحدة... عايز أعرف بنتي فين.
اتّسعت عينا \"جاسر\" من الصدمة، فتابع عثمان وهو ينهض:
– سلّملي على أريج والعيال.
خرج من الغرفة، ثم جلس علي مكتبه مغمضً عينيه، وتنهد بتعب. غرق في الذكريات...
– هي \"آرين\" لسه ما رجعتش من الامتحان؟
سأل عثمان زوجته \"سيرين\" بقلق.
– لأ... اتأخرت شوية.
بعد دقائق، فُتح الباب، ودخلت فتاة بشعر قصير وعيون بُنِّية لامعة، تقول بمرح:
– أنا جِيييييت!
ابتسمت \"سيرين\" براحة:
– تعالي، عملتي إيه؟
جلست \"آرين\" على الأريكة وسط والديها، السعادة واضحة على ملامحها، وهي تمسك ورقه الامتحان قائلة
– كان سهل!
أخذ عثمان الورقة وهو يبتسم، ثم بدأ يضحك ويدغدغها:
– يعني كان سهل وسايبانا قلقانين عليكِ؟! وامبارح كنتِ بتعيطي ومش عارفة تحلي حاجة!
توقفت ذكرياته فجأة لتعد به لليوم الذي انتهى فيه كل شيء
في سنة 2020، بعد فكّ الحظر التجول، كان عثمان يقود السيارة وبجواره سيرين وخلفه آرين.
لاحظ عثمان ان هناك سيارة لونها اسود تدبعهم منذ مده، ثم غيّر طريقه ليتأكّد من شكوكه.
– الطريق ده مش طريقنا!
قالتها سيرين بقلق.
– عارف.
اتكأت سيرين علي نافذة السيارة لتنظر في المرآة ملاحظه ان هناك سيارة خلفهم، فهمت سيرين مايحدث ثم تساءلت:
– مين دول؟
– مش عارف.
قالتها وهو يضغط على البنزين، لكن السيّارة لم تستجب.
وضعت آرين قدميها علي مقعد السيارة ونظرت من الزجاج الخلفي:
– بابا، العربيّة دي ماشيه ورانا ليه؟
– مش بتمشي ورانا ياحببتي اقعدي كويس بس. اجابتها\" سيرين\" وهي تنظر لزوجها محاولة فهم شيء
– بس أنا شايفاها من ساعة ما كنا في المول!
نظرت سيرين لعثمان قائلة بصوت غاضب:
– ايييه...و إزاي ما خدتش بالك من حاجة زي دي؟
وفجأة، ظهرت سيارات أخرى، وحاصرتهم. ضغط عثمان على البنزين بكل قوّته... لكنه لم يعمل.
أدركت سيرين خطورة الموقف، فالتفتت لابنتها:
– اربطي الحزام كويس، يلا يا حبيبتي.
همّت بالكلام وهي تنظر له بقلق ، فقاطعها عثمان:
– متقلقيش؟!
رفعت سيرين صوتها بغض:
_ مقلقش! مقلقش ازي؟
– بنتك قعدة ورا... ما تخوّفيهاش!
مدّت سيرين يدها لأرين، لكن لم تمر لحظات...
واصطدمت سيارتهم بسيارة من الجهة المقابلة، اتنهى الحادث بنقلاب سيارة عثمان من اعلى المنحدر، ذهبت تلك السيارات بعد ان نفذت مخططها
بعد دقائق قليله
فتحت آرين عينيها ببطء، لتنصدم من مشهد ابويها الملطخين بالدماء، ارتجف جسدها، ثم نادت:
– با. بابا... ماما...
وظلت تحاول ايقاظهم، ترقرقت الدموع في عينيها، ثم انفجرت بالبكاء، في تلك اللحظة فتح عثمان عينه بتعب شديد ينظر لأبنتة التي تبكي بشدة وزوجتة الملطخه بالدماء ساكنة في مكانها بلا حركه
حاول التحدث معها لتهدئتها
_ ا. ارين
توقفت ارين عن البكاء بعد سماع صوت ابيها قائله بلهفه:
– با. بابا بابا أنت كويس
ثم بكت مجدداً قائله
– بابا، ماما مش بتتنفس
حاول عثمان أن يعتدل، لكن جسده لا يساعده، مسح دموعها بصعوبة، وقال:
– متخافيش يا حبيبتي... ماما كويسة...
بدأت عينيها تغلق ببطء، ثم فسقطت أمامه. صرخ عثمان قلقاً عليها :
– آرين... آرييييييين!
لم يشعر عثمان بنفسه إلا وهو يفتح عينيه ليجد نفسه في المشفى، غير قادر علي الحراك بسبب جسده مثقّل بالجبائر، ثم وجد امامه رئيس الاطباء بنفسه، اللذي ابتسم عندما افاق من مفعول المخدر
– حمدالله على السلامة، عثمان بيه.
أول ما خطر بباله هو مشهد زوجته وابنته،ثم قال بلهفه:
– سيرين و آرين هما كويسين صح؟
– مدام سيرين لسه خارجة من العمليات، حالتها مستقرة.
تعجب عثمان عندما لم يذكر ابنته قائلاً بتوتر
– وبنتي؟
سكت الطبيب، ثم قال:
– آسف عثمان بيه بس بنت حضرتك ماكنتش موجودة معاكم.
اتسعت عينا عثمان بصدمه بمحاوله النهض:
– إيييه؟! يعني إيه ماكنتش معانا؟!
حاول الطبيب تهدئته:
– اهدى عثمان بيه هتأزي نفسك.
تنهد بصعوبه وتعب ومشاعر ممزوجه بالعجز
– آرين...!
\"الحاضر\"
عاد \"عثمان\" من محيط الذكرياته الاليم، وهو يتنفس بصعوبة، ثم وضع يديه على وجهه، غير مُصدّق أن ابنته الوحيدة قد ضاعت من بين يديه، قطع كل تلك الافكار دخول \"رائد\" علية ليُخبره بشيء يخص القضية:
– كينغ بيه...
لكن عثمان أمسك بيده، وقال بثبات:
– أنا موقّف.
بين لينا ورنا:
– شايفة كان بيبص إزاي؟!
لكن \"رنا\" لم ترفع عينها عن الهاتف:
– أول مرة أشوف كامل كده، بس عادي... إيه المشكلة؟
سحبت لينا هاتف رنا بنزعاج:
– يابنتِ كامل مش حقود.
ضحكت \"رنا\" من كلامها وقالت بخبث:
– بتقولي إيه؟! كامل مالو؟!
احرجت لينا مردفه
– الغلط غلطتي إني كلمتك أصلاً.
– غوري يابت أنتِ عارفه تعملي حاجه، روحي شوفي الاكل اللي حرقتيه جوه.
ظلت \"جيدا\" تشير بعينيها لآرين مراراً وتكراراً:
– مش بتاكلي ليه؟
– أنا اللي مش باكل برضو؟!
– عملتي إيه في الامتحان؟
– الحمد لله.
اتجهت جيدآ بالموضوع لمكان اخر
– حاولتي تفتكري حاجة؟
– حاجه زي إيه؟
– زي... أمك وأبوك مثلاً؟
وضعت \"آرين\" الملعقة، وقالت بغضب:
– لأ!.. وبلاش تفتحي الموضوع ده تاني.
– أنا بس عايزة مصلحتك... انتِ لو مكنتيش عرفتيني اسمك اليوم ده كان زمانك متعرفهوش أصلاً .
– واسمي ساعدني في إيه يعني؟
وقفت، تركت الطعام. حاولت جيدَا تهدئتها:
– طب اقعدي كمّلي أكلك.
– لا شكرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في نهارٍ قائظ، وتحت شمسٍ تلسع الأجساد، وقف كلٌّ من عثمان وجاسر ومساعديهما عند موقع أول جريمة. كان الحرُّ يذيب الصبر، والعرق يتصبب من الوجوه. أمسك فارس، مساعد جاسر، بالأوراق وبدأ يرتّبها بعناية وهو يقرأ:
• حسين محمد أبو زيد، أول الضحايا.
قُتل يوم السبت، 29 أبريل 2023، وكان يعمل موظفًا في بنك.
عقد رائد حاجبيه، وأمال رأسه بتعجب:
_ موظف؟! إيه اللي يخلي حد يقتل موظف؟!
رفع فارس عينيه ببطء، ونظر إليه بنظرة ازدراء خالية من الكلمات، وكأن حديثه لم يستحق الرد. تبادل جاسر وعثمان الحديث بانزعاج، فالحرُّ كاد يخرس أفواههم، والعرق لم يترك بقعة في أجسادهم إلا واحتلها.
قال جاسر، متنهدًا:
_ ليه لازم نروح كل الأماكن اللي حصلت فيها جرائم القتل؟ إيه لازمتها؟!
كان عثمان ينظر للأرض، يتأمل رسم الطباشير حول جسد الضحية، ثم قال بنبرة خافتة، وبدن منحنٍ إلى الأمام كأنّه يلاحق خيطًا خفيًا:
_ عايز أعرف إيه الرابط بين الأماكن دي... مش عايزين نطبّق حظر تجول والسلام، إحنا بندوّر على نمط، على دليل!
_ يعني هنلف على الكل؟
_ آه.
تمتم جاسر متذمرًا:
_ أهوه... وأنا ذنبي إيه في الحر ده؟
رمقه عثمان بنظرة جانبية وقال ببرود:
_ حد قالك تجيبني معاك؟ لو مش عاجبك... روح.
واصل فارس قراءة الأوراق:
• عماد ياسر ال. ال. الزهدي، ثاني ضحايا السفاح.
قُتل يوم الأحد، 30 أبريل.
ضحك رائد بسخرية:
_ مش عارف تقرأ ولا إيه؟!
نظر له فارس بنفاد صبر وهمّ بالرد، لكن عثمان قاطعه فجأة:
_ الساعة كام؟
رفع فارس رأسه بتساؤل:
_ نعم؟
_ يعني اتقتل الساعة كام؟
بدأ فارس يقلّب في الأوراق، يبحث عن الوقت المحدد:
_ مش مكتوب...
نظر إليه عثمان بعينين ضيّقتين ونبرة منزعجة:
_ يعني إيه \"مش مكتوب\"؟!
_ آسف، كينج، بس مقدرتش أوصل للمعلومة دي.
نظر أمامه نحو موقع الجريمة، ثم تابع:
_ رائد، عايز منك تقرير مفصّل عن كل ضحية. الميلاد، العيلة، علاقاتهم، أصدقاؤهم... كل حاجة.
ابتسم رائد ابتسامة جانبية فيها خُبث، ثم نظر إلى فارس من رأسه إلى قدمه:
_ حاضررر...
لكن فارس، وقد احمرّ وجهه من الغضب، انفجر صائحًا:
_ إهدى شوية! هو إيه اللي جابك أصلاً؟!
التفت الجميع نحوه بدهشة... فارس الهادئ دومًا، ما الذي أخرجه عن طوره؟
قال جاسر بنبرة حذرة:
_ مالك؟ إنت كويس؟
ردّ فارس وهو يحاول ضبط أعصابه:
_ لو سمحت يا جاسر بيه... أنا مبحبش أشتغل مع \"الكائن\" ده!
قهقه رائد ساخرًا:
_ كائن؟! بتجيب الألفاظ دي منين؟!
صرخ عثمان، وقد بلغ الغضب حنجرته:
_ إحنا جايين نتحقق ولا نهزر؟ رائد... استناني في العربية!
ثم التفت إلى فريقه، وقال بجديّة:
_ فرغتوا الكاميرات؟
رد جاسر:
_ لسه.
تغيّرت ملامح عثمان فجأة، وقال بنبرة حاسمة:
_ بسرعة.
ارتبك فارس، وردّ متلعثمًا:
_ حاضر... حاضر.
انتقلوا بعدها إلى كل موقع وُجدت فيه جثة، يبحثون بعناء عن أي خيط قد يرشدهم للسفاح.
زفر فارس بإرهاق وهو يقرأ آخر سطر:
_ عصام أسامة... آخر ضحية للسفاح حتى الآن.
أخذ نفسًا عميقًا، وأخرجه براحة، بينما رائد يربت على كتفه بقوة:
_ شكرًا على تعبك معانا.
في تلك اللحظة، كان مسجد مجاور يصدح بأذان العشاء. أخرج عثمان البوصلة الصغيرة من جيبه، وجعلها تشير باتجاه رأس الضحية، فوجدها تتجه إلى الجنوب الشرقي، حيث القبلة تمامًا.
ترك الجميع خلفه، واتجه نحو المسجد.
لحق به جاسر مستنكرًا:
_ رايح فين؟!
_ هصلّي العشا.
وبعد يوم طويل من التعب، توقفت سيارة عثمان أمام أحد البيوت. خرج رائد وهو يتثاءب من شدة النعاس، يحمل أوراق القضية:
_ تصبح على خير.
تنهد عثمان، وردّ بصوت متعب:
_ وإنت من أهله.
أدار المحرك، وعيناه غارقتان في تفكير. كانت خيبة الأمل تعتصر قلبه... فقد اعتاد أن ينهي القضايا بمفرده، بلا شركاء، بلا فوضى. لكن بعد تلك الحادثة المؤلمة، وبعد عزوفه عن المهنة، دفعه والده للعودة، على أمل أن يستعيد ما ضاع منه.
لكنه كان يتساءل: كيف لذلك الأخرق —رائد— أن يعيده إلى مجده؟!
---
أمام \"فيلا آل نصر\"...
فتحت الخادمة الباب فور توقّف السيارة، وانحنت قليلًا وهي تقول باحترام:
_ الحمد لله على السلامة، عثمان بيه.
أومأ لها بإيماءة خفيفة، وسألها وهو يخلع سترته:
_ سيرين جت؟
_ مدام سيرين فوق في الأوضة.
همّ بالصعود على السُلّم، لكن صوت الخادمة أوقفه:
_ عثمان بيه...
توقف ونظر لها باستفهام:
_ أمجد بيه طالب حضرتك في المكتب.
لم يلتفت، بل واصل صعوده قائلاً ببرود:
_ قولي له مش فاضي... عندي شغل.
وقبل أن يُنهي عبارته، فُتح باب المكتب ليظهر والده، صوته جهوري ونبرته آمرة:
_ عثمان... خمس دقايق، والقيك عندي.
لم يرد، بل واصل صعوده بصمت.
دخل غرفته بهدوء، ليجد سيرين، زوجته، جالسة على الأرض بجانب السرير، تحدّق في هاتفها بعينين مثقلتين بالحزن. جلس إلى جوارها، محاولًا رسم ابتسامة هادئة:
_ عاملة إي؟
ردّت دون أن ترفع عينيها عن الشاشة:
_ كويسة.
كانت تقلب صورًا قديمة... لابنتهما، ثم توقفت عند فيديو كانت فيه الصغيرة تخطو خطواتها الأولى، تتمايل بين ضحكاتهم...
ترقّر الدمع في عيني سيرين، وبدت على وشك الانهيار.
مدّ عثمان يده ليضعها على كتفها مواسيًا، لكنّها أبعدت يده سريعًا وهي تقول بنبرة منكوبة:
_ كانت أيام حلوة... صح؟
كانت.
تنهّد عثمان بحسرة:
_ آه، سيري...
لكنها لم تدعه يُكمل، فنهضت وأشاحت بوجهها قائلة:
_ مش مستنياك تشفق عليّ، عثمان.
تجمّدت ملامحه، وهمس:
_ أشفق عليكِ؟ سيرين، أنا...
قاطعته مجددًا:
_ إنت إيه؟ إيه الجديد؟ لو في حاجة جديدة، قولي...
بس مفيش، ومش هيبقى في بعد ٣ سنين، صح؟
وقف عثمان ببطء، وفتح باب الغرفة، متنهدًا:
_ معاكِ حق...
معاكِ حق.
---
دخل مكتب والده بهدوء، وجلس واضعًا ساقًا فوق الأخرى:
_ اتفضل، أمجد بيه... كنت عايزني؟
كان أمجد يتصفح بعض الملفات، عابس الوجه، وقال بنبرة حادة:
_ أخبار القضية إيه؟ خلصت؟
رد عثمان بصوت خافت، فيه ضيق:
_ خلصت، آه...
ثم رفع صوته، ساخرًا وهو يلوّح بقدمه:
_ جاسر اللي بيشتغل فيها... أنا لسه ما وافقتش أصلًا.
أغلق أمجد الملف بعنف، وانفجر صائحًا:
_ بس اللي أعرفه إنك وافقت! ده حتى إنت اللي أصريت تروح كل مكان حصلت فيه الجريمة!
ابتسم عثمان ابتسامة جانبية، وقال ساخرًا:
_ باين اللي بيوصّلك معلوماتي... ممتاز أوي.
ثم وقف وهو يتوجه إلى الباب بملل:
_ كان نفسي تكرّس ذكاءك ده لحاجات تستحق.
_ زي مكان بنتك، مثلًا.
توقف عثمان فورًا، يده معلّقة على مقبض الباب، صوته انخفض:
_ تقصد إيه؟
أجابه أمجد، ونبرته تضغط على أضعف موضع في قلب ابنه:
_ والله، أنا بحاول أكون أب مسؤول...
الدور على اللي مش قادر يعمل كده.
ولا إنت خلاص؟ بنتك ضاعت من زمان؟ إيه لازمة...
قاطعته قبضة عثمان التي اشتدت على مقبض الباب، وصدره يعلو وينخفض، أنفاسه متسارعة...
لكنه خرج بصمت، يهرب من الحديث كما يهرب الجريح من سكينٍ تُدار في جرحٍ قديم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجتمعت أسرة جاسر في غرفة المعيشة، وسط سكون الليل، لا صوت يعلو فوق صوت الصغار يتشاجرون على جهاز التحكم.
كان هشام وآدم يخوضان معركة شرسة بالوسائد.
صاح آدم وهو يحاول انتزاع الريموت من يد أخيه:
_ يا بابا، خليه يديني الريموت!
ضحك هشام بوقاحة، ثم قفز على أخيه واضعًا الوسادة فوق وجهه:
_ لاااا، كان معاك طول النهار!
بدأت ملامح الانزعاج تظهر على وجه أريج، بينما رفع جاسر صوته بحزم:
_ هشام! آدم! كفاية!
تجمّد الطفلان في مكانيهما، وساد الصمت لبضع ثوانٍ، قبل أن ينغز هشام أخاه في جنبه بنظرة غيظ مكبوتة.
أدار جاسر بصره عن ولديه، ثم نظر لزوجته التي كانت مستلقية على الأريكة، وذهنها شارد:
_ هما ناويين يفرضوا حظر تجوّل صح؟
ردّت أريج بنبرة قلقة:
_ قرار مالوش معنى... هيمنع إيه؟
أسندت خدّها على يدها، وأغمضت عينيها بتفكير عميق:
_ سمعت إن عثمان وافق.
فتح جاسر عينيه باستغراب:
_ آه.
رفعت حاجبها بدهشة ممزوجة بعدم التصديق:
_ واو... عثمان وافق؟ بجد؟
وفي الطرف الآخر من الغرفة، همس آدم في أذن هشام:
_ بقلك إي؟
_ إيه؟
_ ما تيجي نلعب Basketball بدل ما إحنا قاعدين كده نتفرج على بابا وماما والشاشة مطفية؟
ضحك هشام:
_ ممم، ماشي.
لكن آدم استغل موافقته فورًا:
_ لو خسرت... هتعزمني على إندومي!
رفع هشام حاجبه بدهاء:
_ وإيه اللي يضمن لي إنك مش هتقول لماما؟
ابتسم آدم ببراءة وهو يغمز له:
• No comment.
وقف هشام فجأة، وجذب آدم من يده:
_ ماشي، بس ما تتعودش أوي على كده!
---
وفي تلك الليلة، بينما أغمض البيت أجفانه ونام كل من فيه، فُتح الباب الأمامي للمنزل بهدوء، ودخلت فتاة بخطوات متسللة، تلتفت يمينًا ويسارًا كمن يخشى أن يُضبط.
همست لنفسها بارتياح:
_ الحمد لله... نامت.
لكن صوتًا ناعمًا ممتزجًا بالغضب انبعث من الظلام:
_ كنتِ فين لحد دلوقتي؟
ارتجفت أرين، واضعة يدها على صدرها بفزع:
_ جِ... جِيدا! إنتِ لسه صاحيّة؟
أضاءت جِيدا الأنوار بضغطة سريعة، ووقفت تنظر إليها بنظرة تحمل ألف سؤال:
_ وهو مين اللي المفروض يسأل السؤال ده؟!
صمتت أرين قليلًا، تفكر في مخرج لتغيير الموضوع... ثم تهلّلت فجأة وقالت:
_ أداااا...
رمشت جِيدا باستغراب:
_ أدا إيه؟!
تقدّمت أرين وأمسكت يد جِيدا، ثم أدارتها برفق لتُظهر لها ما ترتديه:
_ إيه البيجامة الحلوة دي؟!
ابتسمت جِيدا، ورفعت يدها كأنها تعرض تحفة فنية:
_ آه شُفتي؟! أنا حلوة إزاي!
ضحكت أرين، ثم مالت بجديّة مصطنعة:
_ طب... ينفع كده؟
تغيّرت ملامح جِيدا:
_ ينفع إيه؟
• ينفع الحلوة تقعد لحد دلوقتي سهرانة؟!
أومأت جِيدا برأسها، وقد فهمت مقصدها هذه المرة:
_ صح، معاكي حق... لازم أنام.
_ برافو، حبيبتي... يلا، تصبحي على خير.
ابتسمت أرين ابتسامة المنتصر، بينما دخلت جِيدا إلى غرفتها كمن قُيّد بمكر طفولي ساحر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج من المصعد ووقف أمام باب الشقة، يطرق عليه وكأنه يدق طبول مهرجان.
استيقظ كامل متثاقلاً، وهو يلعن في سرّه هذا الصوت الذي اقتحم عليه أجمل أحلامه.
فتح الباب، ليجد أمامه ماهر، مبتسمًا ببلاهة، يدخل بلا استئذان وكأن البيت بيته:
_ زيك يا أبو الصحااااب!
رمش كامل، ما زال غير مستوعب:
_ إنت بتعمل إيه هنا؟
جلس ماهر على الأريكة، ممددًا ذراعيه بتراخٍ:
_ وحشتني، قلت مقدرش أقضي الإجازة من غيرك... وبعدين في سفاح، وأنا بخاف.
رفع كامل حاجبيه:
_ نعم؟!
_ بخاااف.
نظر كامل إليه باستغراب أكبر:
_ طب... أبوك عارف إنك عندي؟
تفكّر ماهر لحظة، ثم هز رأسه نافيًا:
_ أمم... لا.
تنهد كامل بضيق، يحاول أن لا يصرخ:
_ طب رنا قاعدة عند لينا عشان مامتها مسافرة، إنما إنت جاي تتنطط فوق دماغ أمي ليه؟!
وقف ماهر ممسكًا رأسه وكأنه يقبّلها، وقال بصوت درامي:
_ ألف سلامة على دماغك يا حاجة أم كامل.
أبعده كامل عنه، وقال بنفاد صبر:
_ يلا بقى، مش هتحاضر أوضة؟ ولا هتبات على الكنبة؟
تحرك ماهر كأن الأمر نصرٌ عظيم، وأطلق همسة بصوت منخفض وهو يبتسم بخبث:
_ ابقى وريني هتنزل إزاي.
رن هاتفه، فظهر اسم \"رنا\". أجاب بكسل:
_ ألو؟
في مكانٍ آخر، كانت رنا تجلس بمفردها في أحد المقاهي، تشرب العصير وهي تنظر للشارع:
_ أنا وصلت على فكرة.
رد ماهر:
_ ماناااا مش هعرف أجي.
_ ليه؟
قال وهو يتحرك في أنحاء الشقة بخفة حتى لا يوقظ أحدًا:
_ أنا عند كامل.
زفرت رنا بغيظ، وارتدت حقيبتها بتوتر:
_ ماشي يا ماهر، برحتك.
أغلقت المكالمة بعصبية، ثم فتحت باب السيارة وألقت بالحقيبة على المقعد الآخر، تتمتم بغيظ:
_ مش عارفة كامل اي اللي قرفني بيه كل شويه !
أما ماهر، فنظر لهاتفه بعد أن أغلقت الخط، وحدّث نفسه:
_ متعرفيش تصبري شوية!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صباح اليوم التالي، عند الفجر...
استيقظ عثمان على صوت هاتفه، أجاب بنعاس وصوت مبحوح:
_ إيه الحاجة المهمة اللي مش قادرة تستنى لحد ما أجي تقولها لي؟
جاءه صوت رائد، متوترًا وهو يجهّز حقيبته:
_ آسف، كينج بيه، بس في حاجة مفهمتهاش في الورق.
تقلب عثمان على الأريكة بضيق:
_ إيه هي؟
_ الورق بيقول إن الجرح... في \"صدى\".
رفع عثمان حاجبه باستغراب:
_ صدى؟ يعني إيه صدى؟
_ صدى... صدى حديد.
حك عثمان جبهته وهو يفكر:
_ تمام... في حاجة تانية؟
_ آه... كل التقارير بتاعة الضحايا العشرة بتقول إن الجرح في نفس المكان: أسفل يمين المعدة، يبعد عن الكبد بحوالي خمسة سنتي، والجرح هو اللي سبب الوفاة...
بس الأغرب... مفيش أي آثار خدوش، ولا مقاومة، ولا تعذيب...
يعني مش زي ما الناس قالت، ده... سفاح فعلًا.
ابتسم عثمان ابتسامة جانبية، وعيناه تحملان بريق حماسة قديمة...
كأن شيئًا ما في صدره اشتعل من جديد:
_ تمام... أنا جاي لك.
أغلق الهاتف، ونظر لزوجته النائمة.
تقدّم نحوها، وركع على ركبتيه بجوار السرير، يمرر يده على شعرها ببتسامه مكسوره، ثم نهض، وفتح الباب ليجد والدته أمامه.
_ صباح الخير، يا بني.
ابتسم، لكنه لم يخفِ التعب في صوته:
_ صباح النور... إيه اللي مصحيكي دلوقتي؟
_ كنت بصلي الفجر... إنت رايح فين؟
_ رايح الشغل.
نظرت إليه بعين قلقة:
_ إنت كويس؟
قطّب جبينه:
_ آه، كويس... ليه؟
_ سمعتك إنت وأمجد إمبارح.
تهرّب من نظراتها، وختم الحديث بجفاف:
_ سلام، يا ماما... عندي شغل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج كامل من غرفته، يحك عينيه بنعاس وانزعاج من ذلك الصوت العالي الذي شقّ سكون الصباح.
وقف مذهولًا أمام صديقه ماهر، الذي كان يشغل الموسيقى بأقصى صوت، يغني ويرقص وكأنه في حفلة.
صرخ فيه كامل، غاضبًا:
_ ماهييييييييير!
لكن ماهر لم يكن يسمعه، مستغرقًا في طربه، يهز رأسه مع النغمات.
اندفع كامل نحو الهاتف، أوقف الموسيقى وهو يصرخ بوجهه:
_ إنت اتجننت؟! الساعة سبعة الصبح! الناس نايمة، وإنت مشغّل أغاني وبتغني؟!
لوى ماهر شفتيه بانزعاج طفولي:
_ نايمين؟! النهاردة الاتنين...
قاطعته نظرات كامل، التي كانت كافية لإشعال النار.
اقترب منه بصوت مهدد:
_ ماهر، متختبرش صبري... لمّ حاجتك، واطلع برّا.
وضع ماهر يده على صدره، وبدأ يتحدث بصوت متهدّج كأنه يمثل مأساة على مسرح:
_ بتطردني؟ من بيتك؟!
بتعيرني عشان معنديش بيت اعيش فيه، وانا يتيم؟!
أبويا وأمي ماتوا في حادث توكتوك!
أخص عليك يا كامل...
ثم بدأ في البكاء الزائف، يمسح دموعًا وهمية وهو يجمع أشيائه.
نظر له كامل بدهشة، فاغرًا فمه:
_ يخرب بيتك... ده أنا صدّقتك!
وبعدين... يحيى الصياد يركب توكتوك؟!
رفع ماهر حاجبه:
_ هو ده اللي فارق معاك؟ مش فارق معاك إني يتمت؟!
أمسك كامل بيده، ساحبًا إياه للداخل:
_ خلاص، متِمشيش.
أنزل ماهر رأسه، ينظر إلى الأرض بانكسار:
_ مش هقدر... كرامتي مش هتسمحلي.
ذهب كامل إلى الثلاجة، يتمتم بغيظ:
_ كرامتك... خش اقعد يا عم.
عاد ماهر مبتسمًا بسعادة طفولية، يحتضنه:
_ حبيبي... هي دي الصداقة!
يلا روح اعملي فطار.
أبعده كامل عنه، يتنهّد من تصرفاته:
_ خايف أندم إني خليتك تبات.
مرت الساعات، وكامل لا يزال في غرفته، ينتظر نوم ماهر كمن ينتظر معجزة.
وبالفعل، دخل ماهر إلى الغرفة، جلس على طرف السرير وهو يتثاءب:
_ بقلك إيه... أنا هنام... تصبح على خير.
ابتسم له كامل بخبث:
_ وانت من أهله... يا حبيبي.
أغمض ماهر عينيه، وما إن تأكّد كامل من نومه، حتى تسلّل بهدوء وفتح باب البيت، يتمتم لنفسه:
_ نوم الظالم عبادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكتب التحقيقات، جلس جاسر على مقعده ينتظر عثمان، الذي كان يقلب في الأوراق التي أتى بها رائد.
وقف عثمان خلفه، يضع يده على كتفه وهو يبتسم:
_ باين عليه من هيرفدك.
تغيّرت ملامح رائد، وكأن سطل ماء بارد سُكب عليه:
_ إنت كنت هترفدني؟!
ضحك جاسر، بينما وضع عثمان مفاتيح سيارته على المكتب وجلس:
_ فرغتوا الكاميرات؟
فتح جاسر الحاسوب:
_ أيوه.
_ كام ساعة؟
قالها عثمان بنبرة محبطة.
رد جاسر بابتسامة ساخرة:
_ عشر كاميرات، كل كاميرا خمس ساعات.
رفع عثمان حاجبه:
_ انت بتهزر؟!
_ لا، اظن احنا متعودين علي اكتر من كده!
تنهد عثمان:
_ طب شغل.
فتح رائد الفيديوهات، ومرّ الوقت دون أي نتيجة.
نظر عثمان إلى ساعته:
_ سرّع الفيديو.
ذهب رائد لجلب القهوة، والفيديوهات تتابع... بلا جدوى.
انتهى كل شيء... بلا دليل.
نظر جاسر إلى عثمان، يبتسم بمرارة:
_ باين علينا هنتعب شوية.
لكن صوت فارس اقتحم عليهم فجأة، وهو يلهث:
_ في جريمة قتل جديدة حصلت!
نظر عثمان إلى جاسر بدهشة:
_ شوية؟!
---
اتجهوا جميعًا إلى موقع الحادث.
كانت سيارات الإسعاف والصحافة تطوّق المكان، والأضواء تومض، والوجوه مضطربة.
نظر عثمان إلى السماء وهو يمرر يده على رقبته:
_ ظابت... صح.
أومأ جاسر برأسه:
_ أيوه.
بس احنا كده مش هنعرف نشتغل، حوالينا ناس كتير.
راقب فارس صديقه رائد، الذي كان واقفًا شاردًا:
_ مالك؟
ردّ رائد، وهو يراقب الأطباء ينقلون الجثة:
_ بصراحة... في ناس تستحق تموت.
توسّعت عينا فارس، مستنكرًا:
_ إنت عبيط؟!
سفاح إيه اللي معاه حق؟!
في تلك اللحظة، كانت أرين عاجزة عن التحرّك وسط الزحام، بينما الشرطة تمنع الصحفيين من التقدم.
قال أحد الواقفين بجوارها:
_ بيقولوا في ظابط اتقتل.
أما عثمان، فكان يدور ببصره في المكان، ثم فجأة... تجمّدت عيناه.
رآها.
وجهٌ مألوف...
ملامح ابنته... نفس العينين، نفس الملامح، نفس النظرة التي لم تفارقه في الكوابيس.
تحرك نحوها كالمسحور، رافعًا الشريط الأمني، لا يشعر بأحد، لا يسمع أحدًا.
شقت أرين طريقها وسط الزحام...
لكنها اختفت.
توقف عثمان في مكانه، يضع يده على رأسه، يسحب خصلات شعره بتوتر، يتنهّد بصوتٍ ثقيلٍ يخرج من قاع قلبه، ولسانه عاجز عن البوح بما في صدره.
غابت الشمس، وغاب معها عثمان...
لاحظ جاسر تأخّره، اتصل به، لكن الهاتف لا يجيب...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت جِيدا قد وضعت طفلتها على السرير، وذهبت لتجلس أمام التلفاز، تبحث عن لحظة هدوء بعد يومٍ طويل.
استندت بيدها إلى ذراع المقعد، فسقط سوار على الأرض، سوار تعرفه جيدًا... إنه سوار أرين.
انحنت تلتقطه، وعيناها تتأمله بدهشة، ثم تقلّب السوار بين أصابعها...
كان هناك شيء غريب... نقش لم تلاحظه من قبل.
ضاقت عيناها وهي تهمس في نفسها:
_ إيه ده؟.
شعور غريب تسلل إلى قلبها...
هل أخفت أرين شيئًا؟
هل هناك ما لا تعرفه عنها بعد؟
____________________
استيقظ ماهر وهو يشعر بجفاف في حلقه، يتمتم وهو مغمض العينين:
_ كاااامل... كاااامل هاتلي كوباية ميه...
لم يرد أحد.
جلس على السرير، يتلمس الظلام، وخرج من الغرفة نحو المطبخ، فتح الثلاجة، شرب الماء، ثم بدأ يبحث في أنحاء الشقة... لكن كامل لم يكن موجودًا.
بدأ التوتر يتسلل إلى نبرته:
_ كاااامل؟... إنت فين؟!
ظل يبحث في كل الغرف، حتى فقد صبره، ألقى كوب الماء بقوة على الأرض، وتحطّم.
صرخ بعصبية:
_ ياااا حيوان!
خرج من الشقة، يغلي غيظًا، يبحث عن صديقه في كل مكان، حتى قادته قدماه إلى شارعٍ مظلم، لا يضيئه سوى مصباح يتيم يخفت ضوؤه كأنّه يلفظ أنفاسه الأخيرة.
بدأ ماهر في الغناء، يقتل بها صمت الليل المُرعب:
_ كنت ماشي في الطريق... نانانا...
توقف فجأة، يضرب رأسه:
_ إيه الهبل اللي أنا فيه ده؟!
ثم أكمل بابتسامة ساخرة:
_ كنت ماشي في الطريق... نانانا... عديت علـ—
وقبل أن يكمل...
اصطدم بأحد المارّة.
وقع على الأرض، يرفع عينيه متأففًا:
_ مش تحاسب يا عم إنت؟!
لكن الكلمات تحجّرت في حلقه...
تحت الضوء الخافت... رأى سكينًا في يد الرجل، سكين ملطّخة بالدماء.
تراجع بجسده، وأدرك على الفور...
تحوّلت عينيه إلى جمرتين من الرعب، تجمّد الدم في عروقه.
لكن فجأة...
انفجر في الركض!
ركض بأقصى ما يملك، يتلفت خلفه، والسفاح يسير بخطى هادئة، لا يركض... كأنه يعلم أن فريسته لن تنجو.
ماهر يلهث، يرتعش، يركض بين الأزقة، إلى أن...
تعثر.
سقط على الأرض، قدمه تلتوي تحت جسده، يصرخ بألم:
_ لاااا... مش وقتك خالص!!
يحاول الوقوف... ولكن القدم لا تساعده.
نظر خلفه... السفاح يقترب... وببطءٍ قاتل.
السكين تلمع تحت الضوء، ووجه السفاح يختفي في الظلال.
اقترب منه السفاح، السكين ترتفع في الهواء...
واااااا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع.... ❝ ⏤
❞ يقول القانون: عندما يقتل أحدهم الآخر، يُعاقب القاتل ويُسجن، حتى وإن كان المقتول قد استخدم أبشع وسائل التعذيب معه او مع غيرة. ويظل الناس يهتفون:
˝إنه مجرم وقاتل، ويجب أن يُعاقب!˝
وتبعًا لاختلاف القوانين، قد يُحكم على القاتل بالسجن المؤبد، فيقضي بقية حياته يدفع الثمن،
وقد يُحكم عليه بالإعدام شنقًا، ويُقال حينها:
˝من قتل يُقتل!˝
عبارة جميلة، أليس كذلك؟
نحن لا نقول إن من يقتل لا يُعاقب،
لكن، لماذا لا ينص القانون — أو يشترط — أن من يقتل مجرمًا يعيث في الأرض فسادًا، لا يُعد مجرمًا؟
وجهة نظر، أليس كذلك؟
ويبقى السؤال:
«هل مَن يقتل شخصًا قد نسي معنى الإنسانية، وأصبح اليد العُليا لإبليس على وجه الأرض… هل يكون مجرمًا؟!»
______________________
أولًا:
مدّ يده نحو قبضة الباب، فتحه بهدوء ودخل إلى المكتب، ليجده جالسًا في سكينة، يقرأ كتابًا جديدًا بنظرات غارقة في التأمل. التفت إليه بطرف عينه وقال بنبرة خافتة:
– احكى.
– دي القضية الجديدة
ظل عثمان يقلب صفحات الكتاب بمللٍ خافت، دون أن تظهر عليه علامات الدهشة، تلك التي كانت ترافقه في الماضي، ثم قال بتنهيدةٍ ثقيلة:
– وبعدين؟
تحدّث رائد بحماسة مشتعلة:
– أيوه يا ˝كينج بيه˝، دي قضية السفاح لغايت دلوقتي الضحايا عشرة!
لم يُعره عثمان انتباهًا، اكتفى برفع حاجبيه دون أي أثرٍ من اندهاش، ثم كرر:
– وبعدين؟
عقد رائد حاجبيه باستغراب.
– وبعدين اي؟!
تنفس عثمان بعمق، وزفره بضيق، ثم أغلق كتابه ونهض مغادرًا المكتب. لم يتفاجأ رائد، فقد اعتاد على هذا الطبع؛ فذاك الرجل، بخبرته ودهائه، لم يخسر قضية في حياته، حتى بات لا يأبه لشيء، وكأن الأحداث تمر من حوله دون أن تمسّه.
-
جلس الشباب حول أوراقهم المتناثرة، يدرسون في جوف الليل استعدادًا لامتحان الغد.
– السؤال ده مش هييجي في الامتحان، قالها أحدهم بتكاسل.
ضحك˝ هشام˝ بسخريةٍ ممزوجة بشفقة على نفسه..
– آه، مش بييجي غيره في الامتحان اسكت يا كامل، خليك ساكت أحسن!
نظر كامل إلى صديقه الجالس في أحد الأركان، منشغلًا بلعبته يصدر ضجيجًا طفوليًا، ثم صرخ بعينين متسعتين:
– ماهيييير!
ردّ ماهر متمايعًا مثل الراقصات:
– يا نعاااام؟
_ ذاكر يا حبيبي.
لوى ثغرة بانزعاج و تجاهل:
– ماشي، ماشي.
في ليلة الامتحان
التفت حوله بحذر، ليتأكد من خلو المكان من المراقبة، ثم همس لهشام الذي بدا مستغرقًا في ورقته بعينين متوترتين:
– هشام.. ولا يا هشام..
التفت إليه هشام بحذر و صوت هامس:
– ماااهر، سيبني في حالي.
– طب قوللي دي صح ولا غلط بس.
قالها ماهر متوسلًا، لكن هشام انزعج أكثر، وردّ وهو يجز على أسنانه:
– يعني ˝صح وغلط˝ هي اللي عاملالك أزمة؟ Are you crazy?
لاحظ المراقب حركتهما، فتوجّه إلى هشام:
– في حاجة يا هشام؟
أجاب هشام وهو يحاول السيطرة على ملامحه:
– لا.لا.. خالص.
رفع المراقب صوته محذرًا:
– فاضل عشر دقايق على نص الوقت، اللي خلص يراجع.
________________
خرج كامل إلى الساحة يبحث عن أصدقائه:
– عملتوا إيه؟
أجابه ماهر بثقة وسذاجة:
– يا عم ده امتحان أحياء!
رفع هشام حاجبه باستنكار:
– آه، عشان بيغش مني.
التفت له كامل متفهمًا:
– أمم.. ماهر؟
– نعم؟
– Go to hell.
– وأنا وأنت إن شاء الله!
ضحكت لينا على سذاجتهما:
– استغفر الله العظيم يا رب..
ثم أغمضت عينيها بخبث وقالت:
– والسؤال الأخير؟
– ماله؟
قالت رنا وقد رفعت حاجبيها:
– آه، عملت فيه إيه؟ أكيد هتقولي يا عمتو ˝ده عليه خمس نقط بس، مش هيفرق˝.. صح؟
اتّكأ ماهر على كتف كامل، وظل يحكّ أنفه وهو يحاول تغيير الموضوع:
– بصراحة.. استحي أقولك ˝يا عمتي˝، لأنك أكبر منها.
اتسعت عيناها صدمة، وانفجرت ضاحكة مع من حولها:
– إيييييييييييه! عمّتك مين اللي أنا أكبر منها؟!
زفر كامل بضيق:
– بس بقى، عايزين نمشي!
نظر هشام جانبًا، فرأى صديقه ˝كريم˝ يلوّح له بعد أن أنهى امتحان التاريخ. ذهب إليه تاركًا رفاقه خلفه.
ظل كامل يراقب كريم بعينٍ يملؤها الحقد، فلاحظ ماهر نظرته وقال:
– مالك؟
أجابه كامل بنبرة حاقده:
– مفيش
نظرت لينا إليه متعجبة،
ثم انتبه ماهر فجأة:
– استنى.. السؤال الأخير عليه خمس درجات؟!
-
– التاريخ كان حلو.
– كان عادي.
ثم وجه أنظاره لأصدقاء هشام، وحدّق في كامل ثم عاد لينظر إلى هشام، وقال بسخرية:
– أخبار كامل إيه؟ حل كويس؟
تعجب هشام من نبرته الجديدة:
– آه، حل كويس.
وصلت سيارة هشام، ركبها ليجد شقيقه الأصغر جالسًا:
– إنت بتعمل إيه هنا؟ كنت فاكر إنك لسه نايم!
نظر إليه آدم بخبث:
– إزاي أنام وأخويا في الامتحان؟ جيت أطمن عليك.. عملت إيه؟
ابتسم هشام بسخرية وهو يتذكر إزعاجه المعتاد:
– يا سلام على الكرم..
ثم تمتم وهو يلتفت عنه:
– عيل بارد.
ابتسم آدم ابتسامة صفراء:
– بتقول حاجة يا ميشو؟
– لا.. سلمتك، ده أنا بكح.
________________________
– لسه بتغلبني زي زمان يا عثمان.
قالها ˝جاسر˝ وهو يحرّك قطعة الشطرنج، مسلِّمًا بالخسارة.
اعتدل عثمان في جلسته بعد فوزه، وسأل بهدوء:
– الأولاد عملوا إيه في الامتحان؟
تمتم ˝جاسر˝ بنبرة منزعجة:
– هو أنا لسه ما كبرت على الخسارة ولا إيه؟
– بتقول إيه؟
– هاا. هشام بعتلي وقال إن الامتحان كان سهل.. هتعمل إيه في القضية؟
ردّ عثمان بانزعاج:
– طيب ما هي في إيدك إنت ويحيى.. أنا هعمل فيها إيه؟
نظر له ˝جاسر˝ بتوسُّل:
– يا عثمان، أنا مقدرش أعمل حاجة من غيرك، ولا من غير يحيى.
مال عثمان برأسه إلى الخلف، لا يزال متردِّدًا.
أعاد ˝جاسر˝ قطع الشطرنج إلى مكانها، وقال كأنه يسترجع زمنًا مضى:
– فاكر لما كنا إحنا الأربعة دايمًا سوا؟ أنا وإنت ويحيى وجودات؟
تغيّرت ملامح عثمان، ونظر إليه بعين مليئة بالحزن والغضب:
– أنا دلوقتي مش فارق معايا غير حاجة واحدة.. عايز أعرف بنتي فين.
اتّسعت عينا ˝جاسر˝ من الصدمة، فتابع عثمان وهو ينهض:
– سلّملي على أريج والعيال.
خرج من الغرفة، ثم جلس علي مكتبه مغمضً عينيه، وتنهد بتعب. غرق في الذكريات..
– هي ˝آرين˝ لسه ما رجعتش من الامتحان؟
سأل عثمان زوجته ˝سيرين˝ بقلق.
– لأ.. اتأخرت شوية.
بعد دقائق، فُتح الباب، ودخلت فتاة بشعر قصير وعيون بُنِّية لامعة، تقول بمرح:
– أنا جِيييييت!
ابتسمت ˝سيرين˝ براحة:
– تعالي، عملتي إيه؟
جلست ˝آرين˝ على الأريكة وسط والديها، السعادة واضحة على ملامحها، وهي تمسك ورقه الامتحان قائلة
– كان سهل!
أخذ عثمان الورقة وهو يبتسم، ثم بدأ يضحك ويدغدغها:
– يعني كان سهل وسايبانا قلقانين عليكِ؟! وامبارح كنتِ بتعيطي ومش عارفة تحلي حاجة!
توقفت ذكرياته فجأة لتعد به لليوم الذي انتهى فيه كل شيء
في سنة 2020، بعد فكّ الحظر التجول، كان عثمان يقود السيارة وبجواره سيرين وخلفه آرين.
لاحظ عثمان ان هناك سيارة لونها اسود تدبعهم منذ مده، ثم غيّر طريقه ليتأكّد من شكوكه.
– الطريق ده مش طريقنا!
قالتها سيرين بقلق.
– عارف.
اتكأت سيرين علي نافذة السيارة لتنظر في المرآة ملاحظه ان هناك سيارة خلفهم، فهمت سيرين مايحدث ثم تساءلت:
– مين دول؟
– مش عارف.
قالتها وهو يضغط على البنزين، لكن السيّارة لم تستجب.
وضعت آرين قدميها علي مقعد السيارة ونظرت من الزجاج الخلفي:
– بابا، العربيّة دي ماشيه ورانا ليه؟
– مش بتمشي ورانا ياحببتي اقعدي كويس بس. اجابتها˝ سيرين˝ وهي تنظر لزوجها محاولة فهم شيء
– بس أنا شايفاها من ساعة ما كنا في المول!
نظرت سيرين لعثمان قائلة بصوت غاضب:
– ايييه..و إزاي ما خدتش بالك من حاجة زي دي؟
وفجأة، ظهرت سيارات أخرى، وحاصرتهم. ضغط عثمان على البنزين بكل قوّته.. لكنه لم يعمل.
أدركت سيرين خطورة الموقف، فالتفتت لابنتها:
– اربطي الحزام كويس، يلا يا حبيبتي.
همّت بالكلام وهي تنظر له بقلق ، فقاطعها عثمان:
– متقلقيش؟!
رفعت سيرين صوتها بغض:
_ مقلقش! مقلقش ازي؟
– بنتك قعدة ورا.. ما تخوّفيهاش!
مدّت سيرين يدها لأرين، لكن لم تمر لحظات..
واصطدمت سيارتهم بسيارة من الجهة المقابلة، اتنهى الحادث بنقلاب سيارة عثمان من اعلى المنحدر، ذهبت تلك السيارات بعد ان نفذت مخططها
بعد دقائق قليله
فتحت آرين عينيها ببطء، لتنصدم من مشهد ابويها الملطخين بالدماء، ارتجف جسدها، ثم نادت:
– با. بابا.. ماما..
وظلت تحاول ايقاظهم، ترقرقت الدموع في عينيها، ثم انفجرت بالبكاء، في تلك اللحظة فتح عثمان عينه بتعب شديد ينظر لأبنتة التي تبكي بشدة وزوجتة الملطخه بالدماء ساكنة في مكانها بلا حركه
حاول التحدث معها لتهدئتها
_ ا. ارين
توقفت ارين عن البكاء بعد سماع صوت ابيها قائله بلهفه:
– با. بابا بابا أنت كويس
ثم بكت مجدداً قائله
– بابا، ماما مش بتتنفس
حاول عثمان أن يعتدل، لكن جسده لا يساعده، مسح دموعها بصعوبة، وقال:
– متخافيش يا حبيبتي.. ماما كويسة..
بدأت عينيها تغلق ببطء، ثم فسقطت أمامه. صرخ عثمان قلقاً عليها :
– آرين.. آرييييييين!
لم يشعر عثمان بنفسه إلا وهو يفتح عينيه ليجد نفسه في المشفى، غير قادر علي الحراك بسبب جسده مثقّل بالجبائر، ثم وجد امامه رئيس الاطباء بنفسه، اللذي ابتسم عندما افاق من مفعول المخدر
– حمدالله على السلامة، عثمان بيه.
أول ما خطر بباله هو مشهد زوجته وابنته،ثم قال بلهفه:
– سيرين و آرين هما كويسين صح؟
– مدام سيرين لسه خارجة من العمليات، حالتها مستقرة.
تعجب عثمان عندما لم يذكر ابنته قائلاً بتوتر
– وبنتي؟
سكت الطبيب، ثم قال:
– آسف عثمان بيه بس بنت حضرتك ماكنتش موجودة معاكم.
اتسعت عينا عثمان بصدمه بمحاوله النهض:
– إيييه؟! يعني إيه ماكنتش معانا؟!
حاول الطبيب تهدئته:
– اهدى عثمان بيه هتأزي نفسك.
تنهد بصعوبه وتعب ومشاعر ممزوجه بالعجز
– آرين..!
˝الحاضر˝
عاد ˝عثمان˝ من محيط الذكرياته الاليم، وهو يتنفس بصعوبة، ثم وضع يديه على وجهه، غير مُصدّق أن ابنته الوحيدة قد ضاعت من بين يديه، قطع كل تلك الافكار دخول ˝رائد˝ علية ليُخبره بشيء يخص القضية:
في نهارٍ قائظ، وتحت شمسٍ تلسع الأجساد، وقف كلٌّ من عثمان وجاسر ومساعديهما عند موقع أول جريمة. كان الحرُّ يذيب الصبر، والعرق يتصبب من الوجوه. أمسك فارس، مساعد جاسر، بالأوراق وبدأ يرتّبها بعناية وهو يقرأ:
• حسين محمد أبو زيد، أول الضحايا.
قُتل يوم السبت، 29 أبريل 2023، وكان يعمل موظفًا في بنك.
عقد رائد حاجبيه، وأمال رأسه بتعجب:
_ موظف؟! إيه اللي يخلي حد يقتل موظف؟!
رفع فارس عينيه ببطء، ونظر إليه بنظرة ازدراء خالية من الكلمات، وكأن حديثه لم يستحق الرد. تبادل جاسر وعثمان الحديث بانزعاج، فالحرُّ كاد يخرس أفواههم، والعرق لم يترك بقعة في أجسادهم إلا واحتلها.
قال جاسر، متنهدًا:
_ ليه لازم نروح كل الأماكن اللي حصلت فيها جرائم القتل؟ إيه لازمتها؟!
كان عثمان ينظر للأرض، يتأمل رسم الطباشير حول جسد الضحية، ثم قال بنبرة خافتة، وبدن منحنٍ إلى الأمام كأنّه يلاحق خيطًا خفيًا:
_ عايز أعرف إيه الرابط بين الأماكن دي.. مش عايزين نطبّق حظر تجول والسلام، إحنا بندوّر على نمط، على دليل!
_ يعني هنلف على الكل؟
_ آه.
تمتم جاسر متذمرًا:
_ أهوه.. وأنا ذنبي إيه في الحر ده؟
رمقه عثمان بنظرة جانبية وقال ببرود:
_ حد قالك تجيبني معاك؟ لو مش عاجبك.. روح.
واصل فارس قراءة الأوراق:
• عماد ياسر ال. ال. الزهدي، ثاني ضحايا السفاح.
قُتل يوم الأحد، 30 أبريل.
ضحك رائد بسخرية:
_ مش عارف تقرأ ولا إيه؟!
نظر له فارس بنفاد صبر وهمّ بالرد، لكن عثمان قاطعه فجأة:
_ الساعة كام؟
رفع فارس رأسه بتساؤل:
_ نعم؟
_ يعني اتقتل الساعة كام؟
بدأ فارس يقلّب في الأوراق، يبحث عن الوقت المحدد:
_ مش مكتوب..
نظر إليه عثمان بعينين ضيّقتين ونبرة منزعجة:
_ يعني إيه ˝مش مكتوب˝؟!
_ آسف، كينج، بس مقدرتش أوصل للمعلومة دي.
نظر أمامه نحو موقع الجريمة، ثم تابع:
_ رائد، عايز منك تقرير مفصّل عن كل ضحية. الميلاد، العيلة، علاقاتهم، أصدقاؤهم.. كل حاجة.
ابتسم رائد ابتسامة جانبية فيها خُبث، ثم نظر إلى فارس من رأسه إلى قدمه:
_ حاضررر..
لكن فارس، وقد احمرّ وجهه من الغضب، انفجر صائحًا:
_ إهدى شوية! هو إيه اللي جابك أصلاً؟!
التفت الجميع نحوه بدهشة.. فارس الهادئ دومًا، ما الذي أخرجه عن طوره؟
قال جاسر بنبرة حذرة:
_ مالك؟ إنت كويس؟
ردّ فارس وهو يحاول ضبط أعصابه:
_ لو سمحت يا جاسر بيه.. أنا مبحبش أشتغل مع ˝الكائن˝ ده!
قهقه رائد ساخرًا:
_ كائن؟! بتجيب الألفاظ دي منين؟!
صرخ عثمان، وقد بلغ الغضب حنجرته:
_ إحنا جايين نتحقق ولا نهزر؟ رائد.. استناني في العربية!
ثم التفت إلى فريقه، وقال بجديّة:
_ فرغتوا الكاميرات؟
رد جاسر:
_ لسه.
تغيّرت ملامح عثمان فجأة، وقال بنبرة حاسمة:
_ بسرعة.
ارتبك فارس، وردّ متلعثمًا:
_ حاضر.. حاضر.
انتقلوا بعدها إلى كل موقع وُجدت فيه جثة، يبحثون بعناء عن أي خيط قد يرشدهم للسفاح.
زفر فارس بإرهاق وهو يقرأ آخر سطر:
_ عصام أسامة.. آخر ضحية للسفاح حتى الآن.
أخذ نفسًا عميقًا، وأخرجه براحة، بينما رائد يربت على كتفه بقوة:
_ شكرًا على تعبك معانا.
في تلك اللحظة، كان مسجد مجاور يصدح بأذان العشاء. أخرج عثمان البوصلة الصغيرة من جيبه، وجعلها تشير باتجاه رأس الضحية، فوجدها تتجه إلى الجنوب الشرقي، حيث القبلة تمامًا.
ترك الجميع خلفه، واتجه نحو المسجد.
لحق به جاسر مستنكرًا:
_ رايح فين؟!
_ هصلّي العشا.
وبعد يوم طويل من التعب، توقفت سيارة عثمان أمام أحد البيوت. خرج رائد وهو يتثاءب من شدة النعاس، يحمل أوراق القضية:
_ تصبح على خير.
تنهد عثمان، وردّ بصوت متعب:
_ وإنت من أهله.
أدار المحرك، وعيناه غارقتان في تفكير. كانت خيبة الأمل تعتصر قلبه.. فقد اعتاد أن ينهي القضايا بمفرده، بلا شركاء، بلا فوضى. لكن بعد تلك الحادثة المؤلمة، وبعد عزوفه عن المهنة، دفعه والده للعودة، على أمل أن يستعيد ما ضاع منه.
لكنه كان يتساءل: كيف لذلك الأخرق —رائد— أن يعيده إلى مجده؟!
-
أمام ˝فيلا آل نصر˝..
فتحت الخادمة الباب فور توقّف السيارة، وانحنت قليلًا وهي تقول باحترام:
_ الحمد لله على السلامة، عثمان بيه.
أومأ لها بإيماءة خفيفة، وسألها وهو يخلع سترته:
_ سيرين جت؟
_ مدام سيرين فوق في الأوضة.
همّ بالصعود على السُلّم، لكن صوت الخادمة أوقفه:
_ عثمان بيه..
توقف ونظر لها باستفهام:
_ أمجد بيه طالب حضرتك في المكتب.
لم يلتفت، بل واصل صعوده قائلاً ببرود:
_ قولي له مش فاضي.. عندي شغل.
وقبل أن يُنهي عبارته، فُتح باب المكتب ليظهر والده، صوته جهوري ونبرته آمرة:
_ عثمان.. خمس دقايق، والقيك عندي.
لم يرد، بل واصل صعوده بصمت.
دخل غرفته بهدوء، ليجد سيرين، زوجته، جالسة على الأرض بجانب السرير، تحدّق في هاتفها بعينين مثقلتين بالحزن. جلس إلى جوارها، محاولًا رسم ابتسامة هادئة:
_ عاملة إي؟
ردّت دون أن ترفع عينيها عن الشاشة:
_ كويسة.
كانت تقلب صورًا قديمة.. لابنتهما، ثم توقفت عند فيديو كانت فيه الصغيرة تخطو خطواتها الأولى، تتمايل بين ضحكاتهم..
ترقّر الدمع في عيني سيرين، وبدت على وشك الانهيار.
مدّ عثمان يده ليضعها على كتفها مواسيًا، لكنّها أبعدت يده سريعًا وهي تقول بنبرة منكوبة:
_ كانت أيام حلوة.. صح؟
كانت.
تنهّد عثمان بحسرة:
_ آه، سيري..
لكنها لم تدعه يُكمل، فنهضت وأشاحت بوجهها قائلة:
_ مش مستنياك تشفق عليّ، عثمان.
تجمّدت ملامحه، وهمس:
_ أشفق عليكِ؟ سيرين، أنا..
قاطعته مجددًا:
_ إنت إيه؟ إيه الجديد؟ لو في حاجة جديدة، قولي..
بس مفيش، ومش هيبقى في بعد ٣ سنين، صح؟
وقف عثمان ببطء، وفتح باب الغرفة، متنهدًا:
_ معاكِ حق..
معاكِ حق.
-
دخل مكتب والده بهدوء، وجلس واضعًا ساقًا فوق الأخرى:
_ اتفضل، أمجد بيه.. كنت عايزني؟
كان أمجد يتصفح بعض الملفات، عابس الوجه، وقال بنبرة حادة:
_ أخبار القضية إيه؟ خلصت؟
رد عثمان بصوت خافت، فيه ضيق:
_ خلصت، آه..
ثم رفع صوته، ساخرًا وهو يلوّح بقدمه:
_ جاسر اللي بيشتغل فيها.. أنا لسه ما وافقتش أصلًا.
أغلق أمجد الملف بعنف، وانفجر صائحًا:
_ بس اللي أعرفه إنك وافقت! ده حتى إنت اللي أصريت تروح كل مكان حصلت فيه الجريمة!
ابتسم عثمان ابتسامة جانبية، وقال ساخرًا:
_ باين اللي بيوصّلك معلوماتي.. ممتاز أوي.
ثم وقف وهو يتوجه إلى الباب بملل:
_ كان نفسي تكرّس ذكاءك ده لحاجات تستحق.
_ زي مكان بنتك، مثلًا.
توقف عثمان فورًا، يده معلّقة على مقبض الباب، صوته انخفض:
_ تقصد إيه؟
أجابه أمجد، ونبرته تضغط على أضعف موضع في قلب ابنه:
_ والله، أنا بحاول أكون أب مسؤول..
الدور على اللي مش قادر يعمل كده.
ولا إنت خلاص؟ بنتك ضاعت من زمان؟ إيه لازمة..
قاطعته قبضة عثمان التي اشتدت على مقبض الباب، وصدره يعلو وينخفض، أنفاسه متسارعة..
لكنه خرج بصمت، يهرب من الحديث كما يهرب الجريح من سكينٍ تُدار في جرحٍ قديم.
اجتمعت أسرة جاسر في غرفة المعيشة، وسط سكون الليل، لا صوت يعلو فوق صوت الصغار يتشاجرون على جهاز التحكم.
كان هشام وآدم يخوضان معركة شرسة بالوسائد.
صاح آدم وهو يحاول انتزاع الريموت من يد أخيه:
_ يا بابا، خليه يديني الريموت!
ضحك هشام بوقاحة، ثم قفز على أخيه واضعًا الوسادة فوق وجهه:
_ لاااا، كان معاك طول النهار!
بدأت ملامح الانزعاج تظهر على وجه أريج، بينما رفع جاسر صوته بحزم:
_ هشام! آدم! كفاية!
تجمّد الطفلان في مكانيهما، وساد الصمت لبضع ثوانٍ، قبل أن ينغز هشام أخاه في جنبه بنظرة غيظ مكبوتة.
أدار جاسر بصره عن ولديه، ثم نظر لزوجته التي كانت مستلقية على الأريكة، وذهنها شارد:
_ هما ناويين يفرضوا حظر تجوّل صح؟
ردّت أريج بنبرة قلقة:
_ قرار مالوش معنى.. هيمنع إيه؟
أسندت خدّها على يدها، وأغمضت عينيها بتفكير عميق:
_ سمعت إن عثمان وافق.
فتح جاسر عينيه باستغراب:
_ آه.
رفعت حاجبها بدهشة ممزوجة بعدم التصديق:
_ واو.. عثمان وافق؟ بجد؟
وفي الطرف الآخر من الغرفة، همس آدم في أذن هشام:
_ بقلك إي؟
_ إيه؟
_ ما تيجي نلعب Basketball بدل ما إحنا قاعدين كده نتفرج على بابا وماما والشاشة مطفية؟
ضحك هشام:
_ ممم، ماشي.
لكن آدم استغل موافقته فورًا:
_ لو خسرت.. هتعزمني على إندومي!
رفع هشام حاجبه بدهاء:
_ وإيه اللي يضمن لي إنك مش هتقول لماما؟
ابتسم آدم ببراءة وهو يغمز له:
• No comment.
وقف هشام فجأة، وجذب آدم من يده:
_ ماشي، بس ما تتعودش أوي على كده!
-
وفي تلك الليلة، بينما أغمض البيت أجفانه ونام كل من فيه، فُتح الباب الأمامي للمنزل بهدوء، ودخلت فتاة بخطوات متسللة، تلتفت يمينًا ويسارًا كمن يخشى أن يُضبط.
همست لنفسها بارتياح:
_ الحمد لله.. نامت.
لكن صوتًا ناعمًا ممتزجًا بالغضب انبعث من الظلام:
_ كنتِ فين لحد دلوقتي؟
ارتجفت أرين، واضعة يدها على صدرها بفزع:
_ جِ.. جِيدا! إنتِ لسه صاحيّة؟
أضاءت جِيدا الأنوار بضغطة سريعة، ووقفت تنظر إليها بنظرة تحمل ألف سؤال:
_ وهو مين اللي المفروض يسأل السؤال ده؟!
صمتت أرين قليلًا، تفكر في مخرج لتغيير الموضوع.. ثم تهلّلت فجأة وقالت:
_ أداااا..
رمشت جِيدا باستغراب:
_ أدا إيه؟!
تقدّمت أرين وأمسكت يد جِيدا، ثم أدارتها برفق لتُظهر لها ما ترتديه:
_ إيه البيجامة الحلوة دي؟!
ابتسمت جِيدا، ورفعت يدها كأنها تعرض تحفة فنية:
_ آه شُفتي؟! أنا حلوة إزاي!
ضحكت أرين، ثم مالت بجديّة مصطنعة:
_ طب.. ينفع كده؟
تغيّرت ملامح جِيدا:
_ ينفع إيه؟
• ينفع الحلوة تقعد لحد دلوقتي سهرانة؟!
أومأت جِيدا برأسها، وقد فهمت مقصدها هذه المرة:
_ صح، معاكي حق.. لازم أنام.
_ برافو، حبيبتي.. يلا، تصبحي على خير.
ابتسمت أرين ابتسامة المنتصر، بينما دخلت جِيدا إلى غرفتها كمن قُيّد بمكر طفولي ساحر.
خرج من المصعد ووقف أمام باب الشقة، يطرق عليه وكأنه يدق طبول مهرجان.
استيقظ كامل متثاقلاً، وهو يلعن في سرّه هذا الصوت الذي اقتحم عليه أجمل أحلامه.
فتح الباب، ليجد أمامه ماهر، مبتسمًا ببلاهة، يدخل بلا استئذان وكأن البيت بيته:
_ زيك يا أبو الصحااااب!
رمش كامل، ما زال غير مستوعب:
_ إنت بتعمل إيه هنا؟
جلس ماهر على الأريكة، ممددًا ذراعيه بتراخٍ:
_ وحشتني، قلت مقدرش أقضي الإجازة من غيرك.. وبعدين في سفاح، وأنا بخاف.
رفع كامل حاجبيه:
_ نعم؟!
_ بخاااف.
نظر كامل إليه باستغراب أكبر:
_ طب.. أبوك عارف إنك عندي؟
تفكّر ماهر لحظة، ثم هز رأسه نافيًا:
_ أمم.. لا.
تنهد كامل بضيق، يحاول أن لا يصرخ:
_ طب رنا قاعدة عند لينا عشان مامتها مسافرة، إنما إنت جاي تتنطط فوق دماغ أمي ليه؟!
وقف ماهر ممسكًا رأسه وكأنه يقبّلها، وقال بصوت درامي:
_ ألف سلامة على دماغك يا حاجة أم كامل.
أبعده كامل عنه، وقال بنفاد صبر:
_ يلا بقى، مش هتحاضر أوضة؟ ولا هتبات على الكنبة؟
تحرك ماهر كأن الأمر نصرٌ عظيم، وأطلق همسة بصوت منخفض وهو يبتسم بخبث:
_ ابقى وريني هتنزل إزاي.
رن هاتفه، فظهر اسم ˝رنا˝. أجاب بكسل:
_ ألو؟
في مكانٍ آخر، كانت رنا تجلس بمفردها في أحد المقاهي، تشرب العصير وهي تنظر للشارع:
_ أنا وصلت على فكرة.
رد ماهر:
_ ماناااا مش هعرف أجي.
_ ليه؟
قال وهو يتحرك في أنحاء الشقة بخفة حتى لا يوقظ أحدًا:
_ أنا عند كامل.
زفرت رنا بغيظ، وارتدت حقيبتها بتوتر:
_ ماشي يا ماهر، برحتك.
أغلقت المكالمة بعصبية، ثم فتحت باب السيارة وألقت بالحقيبة على المقعد الآخر، تتمتم بغيظ:
_ مش عارفة كامل اي اللي قرفني بيه كل شويه !
أما ماهر، فنظر لهاتفه بعد أن أغلقت الخط، وحدّث نفسه:
استيقظ عثمان على صوت هاتفه، أجاب بنعاس وصوت مبحوح:
_ إيه الحاجة المهمة اللي مش قادرة تستنى لحد ما أجي تقولها لي؟
جاءه صوت رائد، متوترًا وهو يجهّز حقيبته:
_ آسف، كينج بيه، بس في حاجة مفهمتهاش في الورق.
تقلب عثمان على الأريكة بضيق:
_ إيه هي؟
_ الورق بيقول إن الجرح.. في ˝صدى˝.
رفع عثمان حاجبه باستغراب:
_ صدى؟ يعني إيه صدى؟
_ صدى.. صدى حديد.
حك عثمان جبهته وهو يفكر:
_ تمام.. في حاجة تانية؟
_ آه.. كل التقارير بتاعة الضحايا العشرة بتقول إن الجرح في نفس المكان: أسفل يمين المعدة، يبعد عن الكبد بحوالي خمسة سنتي، والجرح هو اللي سبب الوفاة..
بس الأغرب.. مفيش أي آثار خدوش، ولا مقاومة، ولا تعذيب..
يعني مش زي ما الناس قالت، ده.. سفاح فعلًا.
ابتسم عثمان ابتسامة جانبية، وعيناه تحملان بريق حماسة قديمة..
كأن شيئًا ما في صدره اشتعل من جديد:
_ تمام.. أنا جاي لك.
أغلق الهاتف، ونظر لزوجته النائمة.
تقدّم نحوها، وركع على ركبتيه بجوار السرير، يمرر يده على شعرها ببتسامه مكسوره، ثم نهض، وفتح الباب ليجد والدته أمامه.
خرج كامل من غرفته، يحك عينيه بنعاس وانزعاج من ذلك الصوت العالي الذي شقّ سكون الصباح.
وقف مذهولًا أمام صديقه ماهر، الذي كان يشغل الموسيقى بأقصى صوت، يغني ويرقص وكأنه في حفلة.
صرخ فيه كامل، غاضبًا:
_ ماهييييييييير!
لكن ماهر لم يكن يسمعه، مستغرقًا في طربه، يهز رأسه مع النغمات.
اندفع كامل نحو الهاتف، أوقف الموسيقى وهو يصرخ بوجهه:
_ إنت اتجننت؟! الساعة سبعة الصبح! الناس نايمة، وإنت مشغّل أغاني وبتغني؟!
لوى ماهر شفتيه بانزعاج طفولي:
_ نايمين؟! النهاردة الاتنين..
قاطعته نظرات كامل، التي كانت كافية لإشعال النار.
اقترب منه بصوت مهدد:
_ ماهر، متختبرش صبري.. لمّ حاجتك، واطلع برّا.
وضع ماهر يده على صدره، وبدأ يتحدث بصوت متهدّج كأنه يمثل مأساة على مسرح:
_ بتطردني؟ من بيتك؟!
بتعيرني عشان معنديش بيت اعيش فيه، وانا يتيم؟!
أبويا وأمي ماتوا في حادث توكتوك!
أخص عليك يا كامل..
ثم بدأ في البكاء الزائف، يمسح دموعًا وهمية وهو يجمع أشيائه.
نظر له كامل بدهشة، فاغرًا فمه:
_ يخرب بيتك.. ده أنا صدّقتك!
وبعدين.. يحيى الصياد يركب توكتوك؟!
رفع ماهر حاجبه:
_ هو ده اللي فارق معاك؟ مش فارق معاك إني يتمت؟!
أمسك كامل بيده، ساحبًا إياه للداخل:
_ خلاص، متِمشيش.
أنزل ماهر رأسه، ينظر إلى الأرض بانكسار:
_ مش هقدر.. كرامتي مش هتسمحلي.
ذهب كامل إلى الثلاجة، يتمتم بغيظ:
_ كرامتك.. خش اقعد يا عم.
عاد ماهر مبتسمًا بسعادة طفولية، يحتضنه:
_ حبيبي.. هي دي الصداقة!
يلا روح اعملي فطار.
أبعده كامل عنه، يتنهّد من تصرفاته:
_ خايف أندم إني خليتك تبات.
مرت الساعات، وكامل لا يزال في غرفته، ينتظر نوم ماهر كمن ينتظر معجزة.
وبالفعل، دخل ماهر إلى الغرفة، جلس على طرف السرير وهو يتثاءب:
_ بقلك إيه.. أنا هنام.. تصبح على خير.
ابتسم له كامل بخبث:
_ وانت من أهله.. يا حبيبي.
أغمض ماهر عينيه، وما إن تأكّد كامل من نومه، حتى تسلّل بهدوء وفتح باب البيت، يتمتم لنفسه:
في تلك اللحظة، كانت أرين عاجزة عن التحرّك وسط الزحام، بينما الشرطة تمنع الصحفيين من التقدم.
قال أحد الواقفين بجوارها:
_ بيقولوا في ظابط اتقتل.
أما عثمان، فكان يدور ببصره في المكان، ثم فجأة.. تجمّدت عيناه.
رآها.
وجهٌ مألوف..
ملامح ابنته.. نفس العينين، نفس الملامح، نفس النظرة التي لم تفارقه في الكوابيس.
تحرك نحوها كالمسحور، رافعًا الشريط الأمني، لا يشعر بأحد، لا يسمع أحدًا.
شقت أرين طريقها وسط الزحام..
لكنها اختفت.
توقف عثمان في مكانه، يضع يده على رأسه، يسحب خصلات شعره بتوتر، يتنهّد بصوتٍ ثقيلٍ يخرج من قاع قلبه، ولسانه عاجز عن البوح بما في صدره.
غابت الشمس، وغاب معها عثمان..
لاحظ جاسر تأخّره، اتصل به، لكن الهاتف لا يجيب..
كانت جِيدا قد وضعت طفلتها على السرير، وذهبت لتجلس أمام التلفاز، تبحث عن لحظة هدوء بعد يومٍ طويل.
استندت بيدها إلى ذراع المقعد، فسقط سوار على الأرض، سوار تعرفه جيدًا.. إنه سوار أرين.
انحنت تلتقطه، وعيناها تتأمله بدهشة، ثم تقلّب السوار بين أصابعها..
كان هناك شيء غريب.. نقش لم تلاحظه من قبل.
ضاقت عيناها وهي تهمس في نفسها:
_ إيه ده؟.
شعور غريب تسلل إلى قلبها..
هل أخفت أرين شيئًا؟
هل هناك ما لا تعرفه عنها بعد؟
___________________
استيقظ ماهر وهو يشعر بجفاف في حلقه، يتمتم وهو مغمض العينين:
_ كاااامل.. كاااامل هاتلي كوباية ميه..
لم يرد أحد.
جلس على السرير، يتلمس الظلام، وخرج من الغرفة نحو المطبخ، فتح الثلاجة، شرب الماء، ثم بدأ يبحث في أنحاء الشقة.. لكن كامل لم يكن موجودًا.
بدأ التوتر يتسلل إلى نبرته:
_ كاااامل؟.. إنت فين؟!
ظل يبحث في كل الغرف، حتى فقد صبره، ألقى كوب الماء بقوة على الأرض، وتحطّم.
صرخ بعصبية:
_ ياااا حيوان!
خرج من الشقة، يغلي غيظًا، يبحث عن صديقه في كل مكان، حتى قادته قدماه إلى شارعٍ مظلم، لا يضيئه سوى مصباح يتيم يخفت ضوؤه كأنّه يلفظ أنفاسه الأخيرة.
بدأ ماهر في الغناء، يقتل بها صمت الليل المُرعب:
_ كنت ماشي في الطريق.. نانانا..
توقف فجأة، يضرب رأسه:
_ إيه الهبل اللي أنا فيه ده؟!
ثم أكمل بابتسامة ساخرة:
_ كنت ماشي في الطريق.. نانانا.. عديت علـ—
وقبل أن يكمل..
اصطدم بأحد المارّة.
وقع على الأرض، يرفع عينيه متأففًا:
_ مش تحاسب يا عم إنت؟!
لكن الكلمات تحجّرت في حلقه..
تحت الضوء الخافت.. رأى سكينًا في يد الرجل، سكين ملطّخة بالدماء.
تراجع بجسده، وأدرك على الفور..
تحوّلت عينيه إلى جمرتين من الرعب، تجمّد الدم في عروقه.
لكن فجأة..
انفجر في الركض!
ركض بأقصى ما يملك، يتلفت خلفه، والسفاح يسير بخطى هادئة، لا يركض.. كأنه يعلم أن فريسته لن تنجو.
ماهر يلهث، يرتعش، يركض بين الأزقة، إلى أن..
تعثر.
سقط على الأرض، قدمه تلتوي تحت جسده، يصرخ بألم:
_ لاااا.. مش وقتك خالص!!
يحاول الوقوف.. ولكن القدم لا تساعده.
نظر خلفه.. السفاح يقترب.. وببطءٍ قاتل.
السكين تلمع تحت الضوء، ووجه السفاح يختفي في الظلال.
❞ إيكادولي\"🤎🦋
روايه خياليه حيث نجد فيها الكتب تتحدث
تنطلق الكتب بروح وتختار من يدافع عنها وتصنعهم محاربين في عالم لا يعرفه سوى الذين وقع عليهم الاختيار 📖
وبين مفاجآت وعثرات الرحله نجد جمال الصحبه الطيبه ونقاء الحب🌝✨
ومعنى أن تكون عاشقًا وعابدًا🤎✨
فلن يلوث عشقه حتى يحافظ على عبادته 😌
حتى يحين الوقت ليصل إلى حبه النقي 🤎✨
أن تصل مبكرا وتنتظر خيرا لك أفضل من أن تصل بعد فوات الاوان🍂🤎
❞ *ايكادولى*
أُحبك تعنى أن اتستر برداء الطهر ، حتى التقى بك على غير موعد ، احفظ لك امانتك فى نفسى دون أن اراك ، لتكون أول من يوقع على شغاف قلبي🍂🤎
...إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن أتستر برداء الطهر حتي ألتقي بك علي غير موعد، أحفظ لك أمانتك في نفسي دون أن أراك، لتكون أول من يوقّع علي شغاف قلبي.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أنني سأعشق ملامحك يوماً بعد يوم، وسأعيش في تضاريس وجهك حتي أموت، سأحب فيك روحك التي بين جنبيك، ولن ألتفت لغيرك!
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن ترتجف كفي لأول مرة بين يديك، لأنك أول من يلمسها، فأنت بداية الحب، وأنت نهايته، قوسان بينهما حلال، وليس خارج القوسين ثمة حب.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن أسكنك، وتعيش بين ضلوعي، وأن أكون لك الأمان، والحصن الذي تلجأ إليه إن أغضبتك فتشكوني إلى نفسي وأنت أقرب إلي من نفسي.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن أدمن النظر إليك، وأعود فأغض طرفي عنك حتي تكون لي وأكون لك، فأراك في كل العالم حولي، وتئن كل راجفة من رواجف قلبي هاتفة باسمك، تطلبك من الله، ترجوه أن يمنحني إياك مطيباً بالحلال.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن يضيئني قربك ولا يطفئ شعلة روحي، وهنا في قلبي حيث تسكن تتشابك خيوط النور فأبصر في عينيك كل الوجود جميلا.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن أقبل عليك لأحدثك بخواطري، ثم أدخر الكلمات فتحدث ضجيجاً في نفسي، فأعقد عليها حتي يضمنا العش وأعطيك الميثاق، فأسكبها لحناً شجياً في أذنيك، فيخفت الضجيج وأسكن إليك.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن يكون حبك حجاباً لي من المعاصي، فصلاحك يصلحني، وعفافك يلهمني الشرف، فأحبك لما أنت عليه من فضيلة، ولما أكون منها عندما أكون معك، تقربني لربي، وتجرني إليه، فيحبنا الله ونحبه.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن يتكلم كل شيء فينا دون أنت نتكلم، نلتقي دون أن نغرق في بحر الرذيلة، فتسمعني بطهرك، وأنصت إليك باستعفاف، حتي يريد الله. 🦋🤎🫂
ايكادولـي
❞ أحبك؛ تعني أن أدمن النظر إليك، وأعود فأغض طرفي عنك حتي تكون لي وأكون لك، فأراك في كل العالم حولي، وتئن كل راجفة من رواجف قلبي هاتفة باسمك، تطلبك من الله، ترجوه أن يمنحني إياك مطيباً بالحلال . ❝🍂🤎🫂
ايكادولـي
❞ أحبك؛ تعني أنني سأعشق ملامحك يوماً بعد يوم، وسأعيش في تضاريس وجهك حتي أموت، سأحب فيك روحك التي بين جنبيك، ولن ألتفت لغيرك! .🤎🫂
إيكادولي)🖤✨ - أحبك؛ تعني أن كل علامات الحب خرجت من خدرها فجأة عندما رأيتك، خصيصاً لك وحدك ، بعد أن دثرتها طويلا حتي أعثر عليك. - أحبك؛ تعني أن أتستر برداء الطهر حتي ألتقي بك علي غير موعد ، أحفظ لك أمانتك في نفسي دون أن أراك ، لتكون أول من يوقع علي شغاف قلبي . -أحبك؛ تعني أنني سأعشق ملامحك يوماً بعد يوم، وسأعيش في تضاريس وجهك حتي أموت، سأحب فيك روحك التي بين جنبيك، ولن ألتفت لغيرك! -أحبك؛ تعني أن ترتجف كفي لأول مرة بين يديك، لأنك أول من يلمسها، فأنت بدايه الحب، وأنت نهايته، قوسان بينهما حلال، وليس خارج القوسين ثمة حب! -أحبك؛ تعني أن أسكنك، وتعيش أنت بين ضلوعي، وأن أكون لك الأمان والحصن الذي تلجأ إليه إن أغضبتُك فتشكوني إلي نفسي وأنت أقرب إلي من نفسي . - أحبك؛ تعني أن أدمن النظر إليك ، وأعود فأغض طرفي عنك حتي تكون لي وأكون لك ، فأراك في كل العالم حولي ، وتئن كل راجفة من رواجف قلبي هاتفة باسمك ، تطلبك من الله ، ترجوه أن يمنحني إياك مطيباً بالحلال. -أحبك؛ تعني أن يضيئني قربك ولا يطفأ شعلة روحي ، وهنا في قلبي حيث تسكن تتشابك خيوط النور فأبصر في عينيك كل الوجود جميلا . - أحبك؛ تعني أن أقبل عليك لأحدثك بخواطري ، ثم أدخر الكلمات فتحدث ضجيجاً في نفسي ، فأعقد عليها حتي يضمنا العش وأعطيك الميثاق ، فأسكبها لحنا شجيًا في أذنيك ، فيخفت الضجيج وأسكن إليك. - أحبك؛ تعني أن يكون حبك حجابًا لي عن المعاصي ، فصلاحك يصلحني ، وعفافك يلهمني الشرف ، فأحبك لما أنت عليه من فضيلة ، ولما أكون عليه منها عندما أكون معك ، تقربني لربي، وتجرني إليه ، فيحبنا الله ونحبه. - أحبك؛ تعني أن يتكلم كل شيء فينا دون أن نتكلم ، نلتقي دون أن نغرق في بحر الرذيلة ، فتسمعني بطهرك ، وأنصت إليك باستعفاف . حتي يريد الله🍂🤎🫂
..::يبدو أنك تحب القراءة__ أنا اتنفس الكتب🤎🍂📚
❞ “يبدو أنك تحب القراءة _ ! أنا اتنفس الكتب _ “ . ❝🤎🍂📚
...::هنيئا لهؤلاء الذين ينسون سريعا ،الذين لا تنطبع على نفوسهم بصمات الآخرين🤎🍂
..::اما السماء فكانت ندف السحاب تنتشر فيها بشكل واسع بدت وكأنها على وشك البكاء🤎🍂
...لولا العبرات النقية والأنات الخفيه لهلكت الانفاس🍂🤎
...أشرقت الشمس تكنس بقايا الليل، تنزع أدراناً علقت بثوب الصُبح، فتنفّس تائباً منيباً، وأنار كلّ شيء بنور اللّه، صفحة من ليلٍ بهيم ولّت تطوي ذنوباً غسلتها دموع التائبين، نسمات الهواء تهمس شكراً للّه على ستره للخاطئين، فهو لم يفضحهم ولم ينزع الغطاء عنهم لأنه أراد أن يمهلهم ليتوبوا🤎
\"قد تكون الكلمات وكل الكتابات ميتة،مكفنة في أوراق دفاترنا البيضاء،معانيها مدفونة بين السطور،على الرفوف وفي أدراج المكاتب،لا تحيا إلا عندما تقرأ فتجري الدماء في أوصالها بخيال القارئ،وعندما يصدقها تضج بالحياة🤎🍂
...أنا أتنفس الكتب!!🍂🤎
.نحن نتعلم في مدرسة الحياة و مازال أمامنا الكثير من الدروس🤎🍂
..بعض الفضول قد يفيد، وبعضه قد يؤذيك، فاحذر يا بنيّ❝🍂🤎
..أريد أن اعيش حياتي كلها في الضوء، لا أود أن اختبئ وإن اخطأت، وإن فشلت، وإن كان بي خطب ما ! ثم أموت على ما أؤمن به🤎🍂
..
سَأكون علامة ترقيم تزيد المعنى وضوحًا، حرفَ عطف يقرب بين معنيين، وفاصلةً تفصل بين كذبتين، ونقطةً تنهي بعض الجمل المؤلمة، وعلامة استفهام بعد سؤال بليغ، وربمَا قوسين يضمان الحقيقةَ التي أؤمن بها، أو قوسًا يغلق جملة ما فينهي حِقبة بأكملها!🍂🤎
..ان تصل مبكرا وتنتظر.. خير لك ان تصل بعد فوات الاوان ✨🤎🍂
...❞ - لكل منا دور في حياته وحياة الآخرين، كل كلمة ننطق بها وكل فعل نفعله . ❝🍂🤎
..❞ -و أُسِرَت روحها لديه ، وعلِقَ قلبهُ لديها ، و مضي كلًّ منهُما يملك في نفسه شيئًا من الآخر ، يحلُمان بلحظة يسكُب كلًّ منهما رحيق الحب الطاهر في فؤاد الآخر . ❝🤎🍂
..❞ أحبك؛ تعني أن أدمن النظر إليك، وأعود فأغض طرفي عنك حتي تكون لي وأكون لك، فأراك في كل العالم حولي، وتئن كل راجفة من رواجف قلبي هاتفة باسمك، تطلبك من الله، ترجوه أن يمنحني إياك مطيباً بالحلال . ❝🍂🤎
...❞ ˝ هنيئا لهؤلاء الذين ينسون سريعا ،الذين لا تنطبع على نفوسهم بصمات الآخرين ˝ . ❝🤎🍂
...❞ أريد أن أعيش حياتي كلّها في الضوء، لا أودّ أن أختبئ وإن أخطأت، وإن فشلت، وإن كان بي خطب ما! ثُمّ أموت على ما أؤمن به . ❝🍂🤎
❞ أتعلمين تلك النظرة التي تقرئين فيها انكسار من أمامك، ذاك الشحوب الذي يكسو وجوه من يتوقفون عن فعل الخطأ، فيبدون وكأنهم يتعافون من مرض، الضعف الذي يصابون به، الهوان الحلو بعد التوبة، ذاك الضوء الشاحب الذي يحلّ شيئًا فشيئًا في وجه من يعود للصواب... لقد تغير! . ❝🤎🍂
..الجميع ينظر إلى ذات السماء، لكن لا يرى الجميع الشيء نفسه، هناك من يرى في الحزء المظلم منها الوحدة أو الخوف أو الموت، وهناك من تهتدي عيناه إلى النجوم فيرى الأمل ينبت بين اليأس، والحياة تضيء رغم ركام الموت🤎🍂
...أحبك تعني أن ترتجف كفي لأول مرة بين يديك، لأنك أول من يلمسها فأنت بداية الحب، وأنت نهايته، قوسان بينهما حلال، وليس خارج القوسين ثمة حب! .🍂🤎
..روح متعبة لشاب بسيط تفتش بين الكتب عما يسلي الفكر ويجبر خاطر النفس المكسورة كحال الكثيرين، يهرب بالقراءة من واقع مؤلم فيعيش بين الكتب ويتنفس الكلمات🤎🍂
..الجميع ينظر إلى ذات السماء، لكن لا يرى الجميع الشيء نفسه، هناك من يرى في الحزء المظلم منها الوحدة أو الخوف أو الموت، وهناك من تهتدي عيناه إلى النجوم فيرى الأمل ينبت بين اليأس، والحياة تضيء رغم ركام الموت🍂🤎
..و أُسِرَت روحها لديه ، وعلِقَ قلبهُ لديها ، و مضي كلًّ منهُما يملك في نفسه شيئًا من الآخر ، يحلُمان بلحظة يسكُب كلًّ منهما رحيق الحب الطاهر في فؤاد الآخر . ❝🤎🍂
..الجميع ينظر إلى ذات السماء، لكن لا يرى الجميع الشيء نفسه، هناك من يرى في الحزء المظلم منها الوحدة أو الخوف أو الموت، وهناك من تهتدي عيناه إلى النجوم فيرى الأمل ينبت بين اليأس، والحياة تضيء رغم ركام الموت🍂🤎
صدق واستعد لما هو أكثرمفاجأة لك🤎🍂
المحارب لا يحارب بخنجر ولا بسيف وليست معركته بالنبال والسهام ، حياتنا كلها معارك ، وكلنا محاربون ، نحارب أحيانًا أفكارنا الشاذة، ونحارب أنفسنا عندما نضل ، ونحارب شهواتنا عندما نتوب ونعود لخالقنا ، ونصارع الأنانية فينا ، نحارب الحقد وتلك النفس المتقلبة التي تجرنا أحيانا إلى الشر وتسقطنا في الفتنة ، نحارب حتى ننطق بالحق والصدق ، ونحارب من أجل الحب … كلنا محاربون . ❝🍂🤎
الحياة دروب , بعضها نختارها بأنفسنا. وبعضها يفرض علينا , درب فيه نسعد , ودرب فيه نشقى , ودرب فيه نذنب , ودرب فيه نتوب , ودرب فيه نموت. لنبدأ الرحلة في درب أخير نولد فيه من جديد.🤎🍂
❞
أين الفضول؟ وأين حس المغامرة؟ ألم تخبرني أنك مللت من حياتك الرتيبة وأنك تشتاق لتغيير ما في حياتك، ظننتك تود أن تلتقي بشبح! أليس كذلك؟ . ❝🍂🤎
سبحانك سبحانك، ما أعذب الماء. ماذا لو لم يكن هناك ماء! كيف كنا سنرتوي، كيف كنا سنبلل ألسنتنا لنسبحك! حمدا لك يا ودود . ❝🤎🍂
حاول أن تتقبل بعض الأشياء كما هى، لا تسأل إلاَّ عمّا يفيدك، أمّا ما لا يعنيك ولا يفيدك فلا تضيع وقتك بالركض خلفه🍂🤎
❞ لا ينتظرون الشكر، ولا يبتغون الأجر، استغنوا عن الناس فأغناهم الله عن الناس وصارالجميع يحتاجون إليهم .🤎🍂
❞ هنيئًا لهؤلاء الذين ينسون سريعًا ، الذين لا تنطبع علي نفوسهم بصمات الآخرين . ❝🍂🤎
❞ أتدري، ربما أنت على صواب.. كلمة مسئول قد تقلب حياة شاب، كلمة خبيثة قد تفرق بين اثنين، وإشاحة بنظرة قد تعني أكرهك والتفاتة قد تعني الحب، مجرّد الحضور في موقف ما قد يعني الكثير لآخرين دون أن ندرك هذا، لكنهم يدركون، حتى الصمت أحيانا إن كان فيموضعه الصحيح فله دور . ❝🤎🍂. ❝ ⏤حنان لاشين
❞ إيكادولي˝🤎🦋
روايه خياليه حيث نجد فيها الكتب تتحدث
تنطلق الكتب بروح وتختار من يدافع عنها وتصنعهم محاربين في عالم لا يعرفه سوى الذين وقع عليهم الاختيار 📖
وبين مفاجآت وعثرات الرحله نجد جمال الصحبه الطيبه ونقاء الحب🌝✨
ومعنى أن تكون عاشقًا وعابدًا🤎✨
فلن يلوث عشقه حتى يحافظ على عبادته 😌
حتى يحين الوقت ليصل إلى حبه النقي 🤎✨
أن تصل مبكرا وتنتظر خيرا لك أفضل من أن تصل بعد فوات الاوان🍂🤎
❞ *ايكادولى* أُحبك تعنى أن اتستر برداء الطهر ، حتى التقى بك على غير موعد ، احفظ لك امانتك فى نفسى دون أن اراك ، لتكون أول من يوقع على شغاف قلبي🍂🤎
..إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن أتستر برداء الطهر حتي ألتقي بك علي غير موعد، أحفظ لك أمانتك في نفسي دون أن أراك، لتكون أول من يوقّع علي شغاف قلبي.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أنني سأعشق ملامحك يوماً بعد يوم، وسأعيش في تضاريس وجهك حتي أموت، سأحب فيك روحك التي بين جنبيك، ولن ألتفت لغيرك!
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن ترتجف كفي لأول مرة بين يديك، لأنك أول من يلمسها، فأنت بداية الحب، وأنت نهايته، قوسان بينهما حلال، وليس خارج القوسين ثمة حب.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن أسكنك، وتعيش بين ضلوعي، وأن أكون لك الأمان، والحصن الذي تلجأ إليه إن أغضبتك فتشكوني إلى نفسي وأنت أقرب إلي من نفسي.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن أدمن النظر إليك، وأعود فأغض طرفي عنك حتي تكون لي وأكون لك، فأراك في كل العالم حولي، وتئن كل راجفة من رواجف قلبي هاتفة باسمك، تطلبك من الله، ترجوه أن يمنحني إياك مطيباً بالحلال.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن يضيئني قربك ولا يطفئ شعلة روحي، وهنا في قلبي حيث تسكن تتشابك خيوط النور فأبصر في عينيك كل الوجود جميلا.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن أقبل عليك لأحدثك بخواطري، ثم أدخر الكلمات فتحدث ضجيجاً في نفسي، فأعقد عليها حتي يضمنا العش وأعطيك الميثاق، فأسكبها لحناً شجياً في أذنيك، فيخفت الضجيج وأسكن إليك.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن يكون حبك حجاباً لي من المعاصي، فصلاحك يصلحني، وعفافك يلهمني الشرف، فأحبك لما أنت عليه من فضيلة، ولما أكون منها عندما أكون معك، تقربني لربي، وتجرني إليه، فيحبنا الله ونحبه.🦋🤎🫂
إيكادولــــي
أحبك؛ تعني أن يتكلم كل شيء فينا دون أنت نتكلم، نلتقي دون أن نغرق في بحر الرذيلة، فتسمعني بطهرك، وأنصت إليك باستعفاف، حتي يريد الله. 🦋🤎🫂
ايكادولـي
❞ أحبك؛ تعني أن أدمن النظر إليك، وأعود فأغض طرفي عنك حتي تكون لي وأكون لك، فأراك في كل العالم حولي، وتئن كل راجفة من رواجف قلبي هاتفة باسمك، تطلبك من الله، ترجوه أن يمنحني إياك مطيباً بالحلال . ❝🍂🤎🫂
ايكادولـي
❞ أحبك؛ تعني أنني سأعشق ملامحك يوماً بعد يوم، وسأعيش في تضاريس وجهك حتي أموت، سأحب فيك روحك التي بين جنبيك، ولن ألتفت لغيرك! .🤎🫂
إيكادولي)🖤✨ - أحبك؛ تعني أن كل علامات الحب خرجت من خدرها فجأة عندما رأيتك، خصيصاً لك وحدك ، بعد أن دثرتها طويلا حتي أعثر عليك. - أحبك؛ تعني أن أتستر برداء الطهر حتي ألتقي بك علي غير موعد ، أحفظ لك أمانتك في نفسي دون أن أراك ، لتكون أول من يوقع علي شغاف قلبي . -أحبك؛ تعني أنني سأعشق ملامحك يوماً بعد يوم، وسأعيش في تضاريس وجهك حتي أموت، سأحب فيك روحك التي بين جنبيك، ولن ألتفت لغيرك! -أحبك؛ تعني أن ترتجف كفي لأول مرة بين يديك، لأنك أول من يلمسها، فأنت بدايه الحب، وأنت نهايته، قوسان بينهما حلال، وليس خارج القوسين ثمة حب! -أحبك؛ تعني أن أسكنك، وتعيش أنت بين ضلوعي، وأن أكون لك الأمان والحصن الذي تلجأ إليه إن أغضبتُك فتشكوني إلي نفسي وأنت أقرب إلي من نفسي . - أحبك؛ تعني أن أدمن النظر إليك ، وأعود فأغض طرفي عنك حتي تكون لي وأكون لك ، فأراك في كل العالم حولي ، وتئن كل راجفة من رواجف قلبي هاتفة باسمك ، تطلبك من الله ، ترجوه أن يمنحني إياك مطيباً بالحلال. -أحبك؛ تعني أن يضيئني قربك ولا يطفأ شعلة روحي ، وهنا في قلبي حيث تسكن تتشابك خيوط النور فأبصر في عينيك كل الوجود جميلا . - أحبك؛ تعني أن أقبل عليك لأحدثك بخواطري ، ثم أدخر الكلمات فتحدث ضجيجاً في نفسي ، فأعقد عليها حتي يضمنا العش وأعطيك الميثاق ، فأسكبها لحنا شجيًا في أذنيك ، فيخفت الضجيج وأسكن إليك. - أحبك؛ تعني أن يكون حبك حجابًا لي عن المعاصي ، فصلاحك يصلحني ، وعفافك يلهمني الشرف ، فأحبك لما أنت عليه من فضيلة ، ولما أكون عليه منها عندما أكون معك ، تقربني لربي، وتجرني إليه ، فيحبنا الله ونحبه. - أحبك؛ تعني أن يتكلم كل شيء فينا دون أن نتكلم ، نلتقي دون أن نغرق في بحر الرذيلة ، فتسمعني بطهرك ، وأنصت إليك باستعفاف . حتي يريد الله🍂🤎🫂
.::يبدو أنك تحب القراءة__ أنا اتنفس الكتب🤎🍂📚
❞ “يبدو أنك تحب القراءة ! أنا اتنفس الكتب __ “ . ❝🤎🍂📚
..::هنيئا لهؤلاء الذين ينسون سريعا ،الذين لا تنطبع على نفوسهم بصمات الآخرين🤎🍂
.::اما السماء فكانت ندف السحاب تنتشر فيها بشكل واسع بدت وكأنها على وشك البكاء🤎🍂
..لولا العبرات النقية والأنات الخفيه لهلكت الانفاس🍂🤎
..أشرقت الشمس تكنس بقايا الليل، تنزع أدراناً علقت بثوب الصُبح، فتنفّس تائباً منيباً، وأنار كلّ شيء بنور اللّه، صفحة من ليلٍ بهيم ولّت تطوي ذنوباً غسلتها دموع التائبين، نسمات الهواء تهمس شكراً للّه على ستره للخاطئين، فهو لم يفضحهم ولم ينزع الغطاء عنهم لأنه أراد أن يمهلهم ليتوبوا🤎
˝قد تكون الكلمات وكل الكتابات ميتة،مكفنة في أوراق دفاترنا البيضاء،معانيها مدفونة بين السطور،على الرفوف وفي أدراج المكاتب،لا تحيا إلا عندما تقرأ فتجري الدماء في أوصالها بخيال القارئ،وعندما يصدقها تضج بالحياة🤎🍂
..أنا أتنفس الكتب!!🍂🤎
.نحن نتعلم في مدرسة الحياة و مازال أمامنا الكثير من الدروس🤎🍂
.بعض الفضول قد يفيد، وبعضه قد يؤذيك، فاحذر يا بنيّ❝🍂🤎
.أريد أن اعيش حياتي كلها في الضوء، لا أود أن اختبئ وإن اخطأت، وإن فشلت، وإن كان بي خطب ما ! ثم أموت على ما أؤمن به🤎🍂
.
سَأكون علامة ترقيم تزيد المعنى وضوحًا، حرفَ عطف يقرب بين معنيين، وفاصلةً تفصل بين كذبتين، ونقطةً تنهي بعض الجمل المؤلمة، وعلامة استفهام بعد سؤال بليغ، وربمَا قوسين يضمان الحقيقةَ التي أؤمن بها، أو قوسًا يغلق جملة ما فينهي حِقبة بأكملها!🍂🤎
.ان تصل مبكرا وتنتظر. خير لك ان تصل بعد فوات الاوان ✨🤎🍂
..❞ - لكل منا دور في حياته وحياة الآخرين، كل كلمة ننطق بها وكل فعل نفعله . ❝🍂🤎
.❞ -و أُسِرَت روحها لديه ، وعلِقَ قلبهُ لديها ، و مضي كلًّ منهُما يملك في نفسه شيئًا من الآخر ، يحلُمان بلحظة يسكُب كلًّ منهما رحيق الحب الطاهر في فؤاد الآخر . ❝🤎🍂
.❞ أحبك؛ تعني أن أدمن النظر إليك، وأعود فأغض طرفي عنك حتي تكون لي وأكون لك، فأراك في كل العالم حولي، وتئن كل راجفة من رواجف قلبي هاتفة باسمك، تطلبك من الله، ترجوه أن يمنحني إياك مطيباً بالحلال . ❝🍂🤎
..❞ ˝ هنيئا لهؤلاء الذين ينسون سريعا ،الذين لا تنطبع على نفوسهم بصمات الآخرين ˝ . ❝🤎🍂
..❞ أريد أن أعيش حياتي كلّها في الضوء، لا أودّ أن أختبئ وإن أخطأت، وإن فشلت، وإن كان بي خطب ما! ثُمّ أموت على ما أؤمن به . ❝🍂🤎
❞ أتعلمين تلك النظرة التي تقرئين فيها انكسار من أمامك، ذاك الشحوب الذي يكسو وجوه من يتوقفون عن فعل الخطأ، فيبدون وكأنهم يتعافون من مرض، الضعف الذي يصابون به، الهوان الحلو بعد التوبة، ذاك الضوء الشاحب الذي يحلّ شيئًا فشيئًا في وجه من يعود للصواب.. لقد تغير! . ❝🤎🍂
.الجميع ينظر إلى ذات السماء، لكن لا يرى الجميع الشيء نفسه، هناك من يرى في الحزء المظلم منها الوحدة أو الخوف أو الموت، وهناك من تهتدي عيناه إلى النجوم فيرى الأمل ينبت بين اليأس، والحياة تضيء رغم ركام الموت🤎🍂
..أحبك تعني أن ترتجف كفي لأول مرة بين يديك، لأنك أول من يلمسها فأنت بداية الحب، وأنت نهايته، قوسان بينهما حلال، وليس خارج القوسين ثمة حب! .🍂🤎
.روح متعبة لشاب بسيط تفتش بين الكتب عما يسلي الفكر ويجبر خاطر النفس المكسورة كحال الكثيرين، يهرب بالقراءة من واقع مؤلم فيعيش بين الكتب ويتنفس الكلمات🤎🍂
.الجميع ينظر إلى ذات السماء، لكن لا يرى الجميع الشيء نفسه، هناك من يرى في الحزء المظلم منها الوحدة أو الخوف أو الموت، وهناك من تهتدي عيناه إلى النجوم فيرى الأمل ينبت بين اليأس، والحياة تضيء رغم ركام الموت🍂🤎
.و أُسِرَت روحها لديه ، وعلِقَ قلبهُ لديها ، و مضي كلًّ منهُما يملك في نفسه شيئًا من الآخر ، يحلُمان بلحظة يسكُب كلًّ منهما رحيق الحب الطاهر في فؤاد الآخر . ❝🤎🍂
.الجميع ينظر إلى ذات السماء، لكن لا يرى الجميع الشيء نفسه، هناك من يرى في الحزء المظلم منها الوحدة أو الخوف أو الموت، وهناك من تهتدي عيناه إلى النجوم فيرى الأمل ينبت بين اليأس، والحياة تضيء رغم ركام الموت🍂🤎
صدق واستعد لما هو أكثرمفاجأة لك🤎🍂
المحارب لا يحارب بخنجر ولا بسيف وليست معركته بالنبال والسهام ، حياتنا كلها معارك ، وكلنا محاربون ، نحارب أحيانًا أفكارنا الشاذة، ونحارب أنفسنا عندما نضل ، ونحارب شهواتنا عندما نتوب ونعود لخالقنا ، ونصارع الأنانية فينا ، نحارب الحقد وتلك النفس المتقلبة التي تجرنا أحيانا إلى الشر وتسقطنا في الفتنة ، نحارب حتى ننطق بالحق والصدق ، ونحارب من أجل الحب … كلنا محاربون . ❝🍂🤎
الحياة دروب , بعضها نختارها بأنفسنا. وبعضها يفرض علينا , درب فيه نسعد , ودرب فيه نشقى , ودرب فيه نذنب , ودرب فيه نتوب , ودرب فيه نموت. لنبدأ الرحلة في درب أخير نولد فيه من جديد.🤎🍂
❞
أين الفضول؟ وأين حس المغامرة؟ ألم تخبرني أنك مللت من حياتك الرتيبة وأنك تشتاق لتغيير ما في حياتك، ظننتك تود أن تلتقي بشبح! أليس كذلك؟ . ❝🍂🤎
سبحانك سبحانك، ما أعذب الماء. ماذا لو لم يكن هناك ماء! كيف كنا سنرتوي، كيف كنا سنبلل ألسنتنا لنسبحك! حمدا لك يا ودود . ❝🤎🍂
حاول أن تتقبل بعض الأشياء كما هى، لا تسأل إلاَّ عمّا يفيدك، أمّا ما لا يعنيك ولا يفيدك فلا تضيع وقتك بالركض خلفه🍂🤎
❞ لا ينتظرون الشكر، ولا يبتغون الأجر، استغنوا عن الناس فأغناهم الله عن الناس وصارالجميع يحتاجون إليهم .🤎🍂
❞ هنيئًا لهؤلاء الذين ينسون سريعًا ، الذين لا تنطبع علي نفوسهم بصمات الآخرين . ❝🍂🤎
❞ أتدري، ربما أنت على صواب. كلمة مسئول قد تقلب حياة شاب، كلمة خبيثة قد تفرق بين اثنين، وإشاحة بنظرة قد تعني أكرهك والتفاتة قد تعني الحب، مجرّد الحضور في موقف ما قد يعني الكثير لآخرين دون أن ندرك هذا، لكنهم يدركون، حتى الصمت أحيانا إن كان فيموضعه الصحيح فله دور . ❝🤎🍂. ❝
❞ رساله الي صديقتي العزيزه.
اكتب لكي رساله واعلم انها لم تصلك ابدا؛ ولكن ستظل محفوظه ربما ياتي يوم تريها فيها. انا اشُتقت اليكِ كثيرٱ. غيابك عني جلعني اكره الصداقهَ.؛ وما حبيت احد متلك انا ياصديقتي عشت لياليا بشخصيتينّ. بداخلي افكر فيكي واريد نرجع وبطبيعتي اضحك والهو وانبسط.
انا من اهتم بامرك وما كنت استاهل الوداع.؛ بوجودك كنت انسا العالمـ فانتي من اخذتُِ روحي وما ضلت موجوده!! هالحين افكر فيكي وارجوا جواب عل رسالتي. سنظل بعاد ام نرجع يوم من الايام؟ فوالله لم اسامح شخصٱ كان سببٱ في بعدنا وتفرفناـ اما انتي فكل ما كتبته في، هذه رساله كذب فانا بحياتي لم اغفرلك؛ ولا اتحدث معك برغم اشتياقي اليگِ فانتِ من احببتيني بگِ وانتِ من زرعتي الكره بقلباي فاشتياقي لگي وهم اعيش به
وداعٱ صديقه احببتها وخزلتني.
گ/ حـبـيـبه هـاشـم \" لـوريـتـا \". ❝ ⏤Habiba Hashem
❞ رساله الي صديقتي العزيزه.
اكتب لكي رساله واعلم انها لم تصلك ابدا؛ ولكن ستظل محفوظه ربما ياتي يوم تريها فيها. انا اشُتقت اليكِ كثيرٱ. غيابك عني جلعني اكره الصداقهَ.؛ وما حبيت احد متلك انا ياصديقتي عشت لياليا بشخصيتينّ. بداخلي افكر فيكي واريد نرجع وبطبيعتي اضحك والهو وانبسط.
انا من اهتم بامرك وما كنت استاهل الوداع.؛ بوجودك كنت انسا العالمـ فانتي من اخذتُِ روحي وما ضلت موجوده!! هالحين افكر فيكي وارجوا جواب عل رسالتي. سنظل بعاد ام نرجع يوم من الايام؟ فوالله لم اسامح شخصٱ كان سببٱ في بعدنا وتفرفناـ اما انتي فكل ما كتبته في، هذه رساله كذب فانا بحياتي لم اغفرلك؛ ولا اتحدث معك برغم اشتياقي اليگِ فانتِ من احببتيني بگِ وانتِ من زرعتي الكره بقلباي فاشتياقي لگي وهم اعيش به
وداعٱ صديقه احببتها وخزلتني.
❞ حاول......
نعم حاول مره واثنان وثلاثه حاول الي النهايه لاتخف من الفشل انت تخاف من التقدم بسسب خوفك من الفشل لذالك لاتخف ثق في نفسك وفي قدراتك ولا يهزك كلام الآخرين وإن فشلت مره خذها حافذ لك وتقدم ولا تتراجع وإن فشلت فيكفيك شرف المحاوله .....
اخبر نفسك دائما ما ذا سوف يحدث اذا فعلت هذا الشيء كل لحظه في حياتي سوف اعيشها مره واحده ولن تتكرر لذالك حافظ علي كل ذكرى جميله لك وصنع اشياء أفضل وظلك ثابت في كل خطوه لك حاول تحقيق حلمك لو تعبت مره ترتاح دائما لذالك حاول ولا تتراجع....☺️. ❝. ❝ ⏤بسمه محمد الداودي
❞ حاول...
نعم حاول مره واثنان وثلاثه حاول الي النهايه لاتخف من الفشل انت تخاف من التقدم بسسب خوفك من الفشل لذالك لاتخف ثق في نفسك وفي قدراتك ولا يهزك كلام الآخرين وإن فشلت مره خذها حافذ لك وتقدم ولا تتراجع وإن فشلت فيكفيك شرف المحاوله ...
اخبر نفسك دائما ما ذا سوف يحدث اذا فعلت هذا الشيء كل لحظه في حياتي سوف اعيشها مره واحده ولن تتكرر لذالك حافظ علي كل ذكرى جميله لك وصنع اشياء أفضل وظلك ثابت في كل خطوه لك حاول تحقيق حلمك لو تعبت مره ترتاح دائما لذالك حاول ولا تتراجع..☺️. ❝