█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في سياق هديه ﷺ في الحج
وكان ﷺ يُصلي مدة مقامه بمكة إلى يوم التروية بمنزله الذي هو نازل فيه بالمسلمين بظاهر مكة ، فأقام بظاهر مكة أربعة أيَّامٍ يَقْصُرُ الصَّلَاة ، يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء ، فلما كان يوم الخميس ضُحى ، توجه بمن معه من المسلمين إلى مِنى ، فأحرم بالحج مَنْ كان أحلَّ منهم من رحالهم ، ولم يدخُلُوا إلى المسجد ، فأحرموا منه ، بل أحرموا ومكة خلف ظهورهم ، فلما وصل إلى مِنى ، نزل بها ، وصلى بها الظهر والعصر ، وبات بها ، وكان ليلةَ الجمعة ، فلما طلعتِ الشمسُ ، سار منها إلى عرفة ، وأخذ على طريق ضب على يمين طريق الناس اليوم ، وكان من أصحابه الملبي ، ومنهم المُكبِّرُ ، وهو يسمعُ ذلك ولا يُنْكِرُ على هؤلاء ولا على هؤلاء ، فوجد القُبَّة قد ضُرِبَتْ له بنَمِرَة بأمره ، وهي قرية شرقي عرفات ، وهي خراب اليوم ، فنزل بها ، حتى إذا زالت الشمس ، أمر بناقته القصواء فَرُحِلتُ ، ثم سار حتى أتى بطن الوادي من أرض عُرَنَةَ ، فخطب النَّاسَ وهو على راحلته خُطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام ، وهَدَمَ فيها قواعِدَ الشِّرْكِ والجاهلية ، وقرَّر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها ، الدماء والأموال ، والأعراض ، ووضع فيها أمور الجاهلية تحت قدميه ، ووضع فيها ربا الجاهلية كُله وأبطله ، وأوصاهم بالنساء خيراً ، وذكر الحقَّ الذي لهن والذي عليهن ، وأن الواجب لهن الرزق والكسوة بالمعروف ، ولم يقدر ذلك بتقدير ، وأباح للأزواج ضربهن إذا أَدْخَلْنَ إلى بيوتهن مَنْ يكرهه أزواجهن ، وأوصى الأمة فيها بالاعتصام بكتاب الله ، وأخبر أنهم لن يَضِلُّوا ما داموا معتصمين به ، ثم أخبرهم أنهم مسؤولون عنه ، واستنطقهم بماذا يقولون ، وبماذا يشهدون ، فقالوا : نشهد أنك قد بَلَّغْتَ وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ ، فرفع أصبعه إلى السماء ، واستشهد الله عليهم ثلاث مرات ، وأمرهم أن يبلغ شاهدهم غائبهم . ❝