█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ثبت عنه ﷺ ، أنه استسقى على وجوه ، 🔸️أحدها : يوم الجمعة على المنبر في أثناء خطبته ، وقال ( اللَّهُم أَغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ) . 🔸️الوجه الثاني : أنه ﷺ وعد الناس يوماً يخرجون فيه إلى المصلى ، فخرج لما طلعت الشمس متواضعاً ، متبذلاً ، متخشعاً ، متوسلاً ، متضرعاً ، فلما وافى المصلَّى ، صَعِدَ المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وكبَّره ، وكان مما حُفِظَ من خطبته ودعائه ( الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين ، الرَّحْمنِ الرَّحيم ، مالِكِ يَوْمِ الدِّين ، لا إله إلا اللَّهُ ، يَفْعَلُ ما يُريد ، اللَّهُم أَنْتَ اللهُ لا إله إلا أنت ، تَفْعَل ما تُريدُ ، اللَّهُم لا إلا إله إلا أَنْتَ ، أَنْتَ الغَنيُّ وَنَحْن الفُقَراءُ ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ ، وَاجْعَل ما أَنْزَلْتَه علينا قُوَّةً لَنَا ، وَبلاغاً إلى حين ) ، ثم رفع يديه ، وأخذ في التضرع ، والابتهال ، والدعاء ، وبالغ في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول إلى الناس ظهره ، واستقبل القبلة وحوَّل إذ ذاك رداءه وهو مستقبل القبلة ، فجعل الأيمن على الأيسر ، والأيسر على الأيمن ، وظهر الرداء لبطنه ، وبطنه لظهره ، وكان الرداء خميصة سوداء ، وأخذ في الدعاء مستقبل القبلة ، والناس كذلك ، ثم نزل فصلى بهم ركعتين كصلاة العيد من غير أذان ولا إقامة ولا نداء البتة ، جهر فيهما بالقراءة ، وقرأ في الأولى بعد فاتحة الكتاب ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى ) ، وفي الثانية ( هل أتاك حديث الغاشية ) . 🔸️الوجه الثالث : إستسقى على منبر المدينة مجردا في غير يوم جمعة ، ولم يُحفظ عنه ﷺ في هذا الاستسقاء صلاة . 🔸️الوجه الرابع : أنه استسقى وهو جالس في المسجد ، فرفع يديه ، ودعا الله عز وجل ، فحُفِظَ مِن دعائه حينئذ ( اللَّهُم اسْقِنا غَيْئاً مُغيثاً مَرِيعاً طَبَقاً عَاجِلا غَيْرَ رَائِثٍ ، نافِعاً غَيْرَ ضَارٌ ) . 🔸️الوجه الخامس : أنه ﷺ استسقى عند أحجار الزيت قريباً من الزوراء ، وهي خارج باب المسجد الذي يُدعى اليوم باب السلام نحو قذفة حجر ، ينعطف عن يمين الخارج من المسجد . 🔸️الوجه السادس : أنه استسقى في بعض غزواته لما سبقه المشركون إلى الماء ، فأصاب المسلمين العطش ، فشَكَوْا إلى رسول الله ﷺ ، وقال بعضُ المنافقين : لو كان نبياً ، لاستسقى لقومه ، كما استسقى موسى لقومه ، فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال ( أَوَقَدْ قَالُوها ؟ عَسَى رَبُّكُم أَنْ يَسْقِيَكُمْ ) ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَيْهِ ، ودعا ، فما ردَّ يديه من دعائه ، حتى أظلَّهُمُ السَّحابُ ، وأُمطروا ، فأفعم السيلُ الوادي ، فشرب الناس ، فارتَوَوْا ، وحفظ من دعائه في الاستسقاء ( اللَّهُم اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ ، وانْشُر رَحْمَتك ، وأحي بَلَدَكَ المَيْت ، اللَّهُم اسْقِنا غَيْئاً مُغِيثاً مريئاً مريعاً نافعاً غير ضار ، عاجلا غير آجل ) ، وأُغيث ﷺ في كل مرة إستسقى بها ، واستسقى مرة فقام إليه أبو لبابة فقال : يا رسول الله إن التمر في المرابد ، فقال رسول الله ﷺ ( اللَّهُم اسْقِنَا حَتَّى يَقومَ أبو لبابة عُرياناً ، فَيَسُدَّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِه بإزاره ) ، فأمطرت فاجتمعوا إلى أبي لبابة ، فقالوا : إنها لن تُقلع حتى تقوم عُرياناً ، فتسدَّ ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول الله ﷺ ، ففعل ، فاستهلت السماء ، ولما كثر المطر ، سألوه الاستصحاء ، فاستصحى لهم ، وقال ( اللَّهُم حَوَالَيْنَا ولا عَلَيْنَا اللَّهُم على الآكام والجبال والطراب ، وبطون الأودية ، وَمَنَابِت الشَّجَر ) ، وكان ﷺ إذا رأى مطراً ، قال ( اللَّهُم صيِّباً نَافِعا ) ، وكان يحسِرُ ثوبه حتى يُصيبه من المطر ، فسئل عن ذلك ، فقال ( لانه حَديثُ عَهْدِ بِرَبِّه ) ، وكان إذا رأى الغيم والريح ، عُرِفَ ذلك في وجهه ، فأقبل وأدبر ، فإذا أمطرت سُرِّيَ عنه ، وذهب عنه ذلك ، وكان يخشى أن يكون فيه العذاب ، قال الشافعي : وروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعاً أنه كان إذا استسقى قال ( اللَّهُم اسْقِنَا غيثاً مُغيثاً هَنِيئاً مَرِيئًا غَدَقاً مُجلَّلاً عَامَّا طَبَقاً سَحَّاً دائماً ، اللَّهُم اسْقِنَا الغَيْثَ ، ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلق مِن اللأواءِ والجهد والضَّنْك ما لا نشكوه إلا إليك ، اللهم أنبت لنا الزَّرَعَ ، وأَدِرَّ لنا الضَّرْعَ واسْقِنا من بركات السماء ، وأنبت لنا من بركات الأرضِ ، اللهم ارفع عنا الجَهْدَ والجُوعَ والعُري ، واكشف عنا مِن البلاء ما لا يكشِفُه غيرك ، اللهم إنا نستغفرك ، إنك كنت غفاراً ، فأرسل السماء علينا مدراراً ) ، قال الشافعي رحمه الله : وأحبُّ أن يدعو الإمام بهذا ، قال : وبلغني أن النبي ﷺ كان إذا دعا في الاستسقاء رفع يديه ، وبلغنا أن النبي ﷺ كان يتمطر في أول مطرة حتى يُصيب جسده ، قال وبلغني أن بعض أصحاب النبي ﷺ كان إذا أصبح وقد مُطِرَ الناس ، قال : مُطرنا بِنُوءِ الفَتح ، ثم يقرأ : ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فلا مُمْسِكَ لَهَا ، قال : وأخبرني من لا أتهم عن عبد العزيز بن عمر ، عن مكحول ، عن النبي ﷺ أنه قال ( اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش ، وإقامة الصلاة ، ونزول الغيث ) . ❝