█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في قصة الحُديبية ...
فبينما هم كذلك ، إذ جاء بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخُزاعي في نَفرٍ من خُزاعة ، وكانُوا عَيْبَةَ نُصْح رسول الله ﷺ من أهل تهامة ، فقال : إني تركتُ كعبَ بنَ لُؤَي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العُوذُ المطافيل، وهم مقاتِلُوك ، وصادوك عن البيت ، قال رسول الله ﷺ ( إِنَّا لَمْ نَجِيءُ لِقِتَالِ أَحَدٍ ، ولكِنْ جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ، وَإِنَّ قُرَيْشَاً قَدْ نَهَكَتْهُمُ الحَرْبُ ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ ، فَإِنْ شَاؤُوا مَادَدْتُهُم ، ويُخَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَإِنْ شَاؤُوا أَنْ يَدْخُلُوا فيما دخل فيه الناس ، فَعَلُوا وإِلَّا فَقَدْ جَمُوا ، وإِنْ هُم أَبَوْا إِلَّا القِتَالَ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لأَقَاتِلَنَّهُم عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَردَ سالِفَتِي ، أَوْ لَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ ) ، قال بديل : سأبلغهم ما تقول ، فانطلق حتى أتى قريشاً ، فقال : إني قد جئتكم من عند هذا الرجل ، وقد سمعته يقول قولاً ، فإن شئتم عرضته عليكم ، فقال سفهاؤهم : لا حاجة لنا أن تُحدّثنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم : هاتِ ما سمعته ، قال : سمعته يقول كذا وكذا ، فحدثهم بما قال النبي ﷺ ، فقال عُروة بن مسعود الثقفي : إن هذا قد عَرَضَ عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلوها ودعوني آته ، فقالوا : إئته ، فأتاه ، فجعل يكلمه ، فقال له النبي ﷺ نحواً من قوله لبديل ، فقال له عروة عند ذلك : أي محمد ، أرأيت لو استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى ، فوالله إني لأرى وجوهاً ، وأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يَفِرُّوا ويدعوك ، فقال له أبو بكر : امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ ، أنحنُ نَفِرُّ عنه وندعه ، قال : من ذا؟ ، قالوا : أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بيده ، لولا يَد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك ، وجعل يكلم النبي ﷺ وكلما كلمه أخذ بلحيته ، والمغيرة بن شعبة عِند رأس النبي ، ومعه السيف ، وعليه المغفر ، فكلما أهوى عُروة إلى لحية النبي ، ضرب يده بِنَعْلِ السيف ، وقال : أَخْرْ يَدَكَ عَنْ لِحية رسول الله ، فرفع عروة رأسه وقال : من ذا ؟ ، قالوا : المغيرة بن شعبة ، فقال : أي غُدَرُ ، أو لستُ أسعى في غدرتك ؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية ، فقتلهم وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال النبي ﷺ ( أما الإسلام فأَقْبَلُ ، وأمَّا المالُ فَلَسْتُ مِنْهُ في شيء ) . ❝