█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ من هديه ﷺ حفظ المنطق واختيار الألفاظ .
كان ﷺ يتخير في خطابه ، ويختار لأمته أحسن الألفاظ ، وأجملها ، وألطفها ، وأبعدها الفاظ ، أهل الجفاء والغلظة والفحش ، فلم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صَحاباً ولا فَظًّا ، وكان ﷺ يكره أن يُسْتَعْمَلَ اللفظ الشريف المصون في حقِّ مَنْ ليس كذلك ، وأن يُسْتَعمل اللفظ المهين المكروه في حق من ليس من أهله ، فمِن الأول منعه أن يُقال للمنافق : يا سيدنا وقال ﷺ ( فإنَّه إنْ يكُ سَيِّداً قَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُم عَزَّ وَجَلَّ ) ، ومنعه أن تُسمى شجرة العنب كرماً ، ومنعه تسمية أبي جهل بأبي الحكم ، وكذلك تغييره لاسم أبي الحكم من الصحابة بأبي شريح ، وقال ﷺ ( إن الله هو الحكم ، وإليه الحكم ) ، ومن ذلك نهيه للمملوك أن يقول لسيده أو لسيدته : ربِّي وَرَبَّتِي ، وللسَّيِّدِ أن يقول لمملوكِهِ : عَبْدِي ، ولَكِن يَقُولُ المالِكُ : فَتَايَ وفَتَاتي ، ويَقُولُ المملوك : سيدي وسيدتي ، وقال ﷺ لمن ادعى أنه طبيب ( أَنْتَ رجلٌ رَفِيقٌ ، وَطَبِيبُها الَّذِي خَلَقَهَا ) ، والجاهلون يُسمون الكافر الذي له عِلْمٌ بشيء من الطبيعة حكيماً ، وهو من أسفه الخلق ، ومن هذا قوله للخطيب الذي قال : مَنْ يُطع اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَد غَوَى : بَئسَ الخطيبُ أَنْتَ ، ومن
ذلك قوله ﷺ ( لَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وشَاءَ فُلَانُ ، وَلَكِن قُولُوا : مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ مَا شَاءَ فُلَانٌ ) ، وقال له رجل : ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ ، فَقَالَ ﷺ ( أَجَعَلْتَني لِلَّهِ نِدا ؟ قل : مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ ) ، وفي معنى هذا الشرك المنهي عنه قولُ من لا يتوقَّى الشرك : أنا باللَّهِ وَبِكَ ، وأنا في حَسْبِ اللَّهِ وَحَسْبِكَ ، ومالى إلَّا الله وأنتَ وأنا متوكل على الله وعليك ، وهذا من اللهِ ومِنك ، والله لي في السماء وأنت لي في الأرض ، ووالله وحياتك ، وأمثال هذا من الألفاظ التي يجعل فيها قائِلُهَا المخلوق ندا للخالق ، أشد منعاً وقبحاً من قوله : ما شاء الله وشئتَ ، فأما إذا قال : أنا بالله ، ثم بك ، وما شاء الله ثم شئت ، فلا بأس بذلك ، كما في الثلاثة ( لا بَلاغَ لِيَ اليَوْمَ إِلَّا بِاللهِ ثُمَّ بِكَ ) ، وكما في الحديث المتقدم الإذن أن يُقال : ما شاء الله ثم شاءَ فلان . ❝