📘 ❞ احذروا الأيدز الحركي ❝ كتاب ــ فتحي يكن اصدار 1990

فكر وثقافة - 📖 ❞ كتاب احذروا الأيدز الحركي ❝ ــ فتحي يكن 📖

█ _ فتحي يكن 1990 حصريا كتاب احذروا الأيدز الحركي عن المؤسسة الاسلامية للطباعة الصحافة النشر 2024 الحركي: من أبرز الكتب التي ألفها المفكر الإسلامي الشهير ويتحدث هذا الكتاب قضية هامة وشائكة وهى ما يعتري الجماعات الإسلامية والأحزاب تشرذم وتمزق للبنى التنظيمية والحياد الأهداف الضرورية والأساسية لقيام هذه الأحزاب فيبدأ الكاتب بعرض نموذج التمزق التنظيمي الساحة اللبنانية ليوضح خلاله الأسباب أدت إلى ذلك والنتائج وصلت إليها الحركة جراء أصابها وتطرق لمناقشة العصبية الحزبية والخلافات المذهبية والتكفير وغير مما أصاب الحركات وكذلك يحلل لنا مشكلة انعدام الوعي السياسي وضعف المستوى التربوي عند كثير وغياب القادة وأفضل أنه تطرق الفصل الأخير لإيجاد حلول لكل المشكلات وأخذ يصف ويسرد طرق الحماية كل الأمراض أعترت أ ـ ظاهرة التعددية: فالساحة تشهد ولادة حركات وتنظيمات وجمعيات وفرق إسلامية نطاق واسع وإن كان البعض يعتبر صحية فإنني خلال المفهوم الشرعي للعمل ومن التقدير الصحيح للمصلحة متابعة يجري عليها اعتبره مرضية وخطيرة وتنذر بعواقب وخيمة لايعلم مداها إلا الله فلو برئت التعددية التعصب وسادت روح الأخوة بين الفئات المتعددة وحلت أجواء التعاون والتفاهم والتنسيق بينهم لهان الخطب وخف المصاب ولكن الأمر بعكس تماماً فالتعدديات لم تفرز مزيداً الصراعات ولم تتسبب بإشاعة الأحقاد والضغائن المسلمين شغلهم بالجدل العمل وبالتنقيب السقطات والعيوب بدل التماس العذر والحرص الستر والتعددية باتت اليوم مرتعاً خصباً ومناخاً مناسباً يمكن أن يدلف منه أعداء الإسلام وتحت عناوين وشعارات ظاهرها وباطنها فيه الشر المستطير والمسلمون أمام السيل العرم والأرقام المتزايدة والتنظيمات والمؤسسات أصبحوا حيرة ترى يصدقون وبمن يثقون ومع يسيرون؟ وكأن المراد هو بلوغ النتيجة لأنها الأخطر والأدهى والأمرّ! مناخ مناسب لتوالد التناقضات وهذا كذلك مطلوب لأن إن كانوا حريصين شيء فعلى إحداث المتناقضات واللعب والاستفادة منها ترتيب المعادلات والتوازنات ورسم السياسات والمؤامرات التعددية أين؟ ثم خرجت المألوف وتجاوزت معروف فهنالك قامت وتقوم وليس لقيامها مبرر فإن اختلف ثلاثة مع جماعة شكلوا أخرى وإذا فصل خمسة تنظيم أنشأوا تنظيماً جديداً طردت مجموعة حركة كونت تصحيحية! ومرض الانفصام والانفصال يشبه علم الحساب الكسر الذي يتوالد تجزئة الوحدة عنه أعداد الجزئيات وكسر لا عد له ولا حصر كان للتعدديات الماضي مبررات قد تكون محل نظر وتفكير وقد يكون لدى أصحابها أدلة شرعية معتبرة واجتهادات مبررة فقد هؤلاء مختلقين بأدب الخلاف وعلمية الاختلاف لايخرجون عنها قيد أنملة أما التعدديات خلافاً بلا أدب واختلافاً بدون وتكاثراً غير تعدديات لايوم تنافساً المغانم وتنصلاً وهروباً المغارم وتهافتاً الدعاية والأضواء وإقبالاً الأخذ وإدباراً العطاء فكيف والحالة مقبولة بل كيف صحية؟ وعندما ينقسم التيار السلفي معتدل ومتطرف وينقسم المعتدل تيارات متفاوتة الاعتدال والتطرف نحو وعندما الخلفي متوسط الاعتماد العقل أو مبالغ امتهان النقل وما وذاك مراتب ذات نسب التوسط والمبالغة! وعندما يصبح تربوياً سياسة سياسياً تربية عسكرياً ضوابط حدود وتلك صيغ واجتهادات!! وعندما يبرز فريق متخصص بتكفير وإخراجهم الملة وآخر بمحاربة بدعة الموالد والتسابيح صلاة التراويح وإتقان نظق حرف الضاد وتعطيل وانتظار المهدي!! عندما يحدث ويكون نتيجته تفكك البنية ووصول الفتنة المساجد ركن الأقوى والأخير وينسى عدواً شرساً يتهددهم جميعاً ويتآمر عليهم ويريد تصفيتهم وأنهم بتعدديتهم واختلافهم ييسرون عليه ويسهلون الطريق وأبشع واجبنا نبحث السبب ونفتش الخلفية وندرس الظاهرة دراسة عملية وموضوعية بعفوية عاطفية فالساحة مهددة داخلها والله أعلم عصبية نكراء: وتتوالد آفات كثيرة أبرزها آفة للتنظيم الحزب الجماعة تتفاقم الآفة فتعمي وتصم! وبدل للحق والنزول حكم الشرع الأساس يحل محله ولأشخاص التنظيم ولسياسة الدعوة للإسلام تصبح ولو إسلام وبدون التزام! إن لايعني رفض الانتماء التنظيمات والحركات إنما المطلوب قبل وأن الولاء لله الأشخاص الالتزام بشرع بالنظم والدساتير الإدارية واجب العاملين يكونوا مسلمين أولاً بحق إخوة ومتحابين اختلاف مناهجهم وتصوراتهم أما سبق ذاك وطغى الحس الفئوي وقوي الشعور الحزبي الإيماني وقع الخلل وتقطعت أوصال وتحقق فيهم قول تعالى: (ولا تكونوا المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً حزب بما لديهم فرحون) الروم: 32 العصبية نقيض الإسلام: والعصبية والإيمان فالمسلم ينتمي أمته (إن أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) والأخوة هي الآصرة تشد بعضهم (إنما المؤمنون إخوة) يحض الناس التعارف والتآلف إطار التنافس التسابق الخير والهدى والتقوى (يا أيها إنا خلقناكم ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أكرمكم أتقاكم) الحجرات: 13 والتعصب والعصبية خصال يمقتها ويبقضها رسول (ص) فالقرآن دعا التجرد والانعتاق أسر العصبيات العائلية والعشائرية والفئوية فقال آمنوا لاتتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء استحبوا الكفر الإيمان) التوبة: 22 ورسول حذر فقال: (دعوها فإنها منتنة) الوحدة: والعصبية تمزق وتقيم السدود فهل يتفق قوله (واذكروا إذ كنتم فألف قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) آل عمران: 103 وهل (ص): (مثل المؤمنين توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى سائر بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم (لاتقاطعوا تباغضوا تحادسوا وكونوا عباد أخوانا) مالك والبخاري وغيرهما ب إجهاض ابتعاث الخلافات والتركيز قضايا جزئية وبسيطة وضعت ضمن سلم الأولويات: فبين الحين والآخر تطفو ظواهر طبيعية ومحدثة تختفي وراءها وتحركها قوى وجهات مشبوهة أقل يقال فيها أنها تهدف إشغال قضاياهم الرئيسة اشتغالهم بصراعات داخلية شأنها إضعافهم وشرذمتهم والهاؤهم عما يحضر لهم مؤامرات ومكائد أكثر صعيد ومن الملفت الظواهر تلبس الأحيان غالب ثوب (العلمية والشرعية) وهي الحقيقة أبعد العلمية والشرعية! من الأسلوب المبتدع محاربة البدع البدعة ذاتها تحدثه جسم الأمة تمزيق تلحقه إيذاء وتشويه يفوق خطورة تدعي لمحاربتها فهي مواجهة الشبهة تقع الحرام, وفي إنكار منكر فيما أشد إنكاراً متجاوزة قاعدة (دع يربو) وقاعدة (درء المفاسد يقدم جلب المنافع) 1 ماذا يريد هؤلاء؟: يريد تعطيل والمناخات والمناسبات يسخرها المسلمون ليتعلموا إسلامهم وليتفقهوا وليعوا المصيرية ضوء بحجة يفعلها تجريد واقعية الطرح وإبعاده ملامسة الأحداث ليبقى معزولاً قيادة وتوجيه الجماهير فإذا أقيم احتفال بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج يذكّر بسيرة نبيهم ويقص الحادثة دروس وعظات كما ورد تعالى وسنة نبيه الأحاديث الصحيحة ثم يربط بالواقع القائم فلسطين حيث تنتهك أرض إسرائيل والصهيونية العالمية وواجب تجاه البلد احتل والشعب المسلم قهر قالوا: الاحتفالات بدعة! وإذا بذكرى غزوة بدر فتح مكة معركة عين جالوت القادسية غيرها لتبيان عوامل النصر الغزوات والمعارك وللتأكيد حاجة العوامل معاركهم مكان والغريب جهلوا تجاهلوا ونسوا تناسوا القرآن الكريم ذخر باستعراض أحداث التاريخ وقصص الأنبياء والمرسلين وعبر الأولين والسابقين ليشير أهمية بكل وضوح يقول: (لقد قصصهم عبرة لأولي الألباب) يوسف: 111 ويقول: (وكلاً نقص عليك أنباء الرسل نثبت به فؤادك) هود: 120 ويقول (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) الأعراف: 176 أنهم غفلوا تغافلوا النهج النبوي الاستفادة المناسبات والمواسم لعرض وتبليغ قال ابن إسحاق: (فكان أمره كلما اجتمع بالموسم أتاهم يدعو القبائل وإلى الإسلام) فأين اغتنام فرصة استفادة موسم مناسبة رسالة صافية نقية جاء بها الأنام محمد بن عبدالله (ص)؟ ودون أصلاً الدين سبح ركعات رمضان دون يعتبروا وإنما استزادة النوافل حض الباري عزوجل الحديث القدسي (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه )الحديث هؤلاء: الحنفية الجلوس مندوب بقدر الأربع وللمصلي يشتغل بذكر تهليل يسكت لهجت ألسنة المسجد بصوت مسموع مواظبة منهم اعتبار تمام الصلاة وأصل أنكروا ورفعوا الأصوات لتعطيل بإحداث فتنة علماً بأن ارتفاع علائم الساعة والفتنة القتل! حين لفت الصحابة الكرام ضرورة خفض الصوت التكبير يومها سفر يقل لفتهم حقيقة يجب لتغيب عنهم أربعوا أنفسكم فإنكم لاتنادون أصماً غائباً) وأربعوا هنا: أي كفوا وأرفقوا بأنفسكم ختم مجلس بدعاء جماعي بالرغم ورود أحاديث وروايات متعددة تؤكد التزام الدعاء نهاية الترمذي عمر (رض) قال: قلّما يقوم ندعو بهؤلاء الدعوات: (اللهم أقسم خشيتك يحول بيننا وبين معاصيك طاعتك تبلغنا جنتك اليقين تهون علينا مصائب الدنيا اللهم متعا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا ظلمنا وانصرن عادانا تجعل مصيبتنا ديننا أكبر همنا مبلغ علمنا تسلط لايرحمنا) الترمذي: حديث حسن جلس شباب مسجد يتناوبون قراءة بحضور يضبط قراءتهم آثار الحض والحديث الصحيح: (ما قوم بيت بيوت يتلون ويتدارسونه نزلت السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم فيمن عنده) 2 ليس كون ضلالة: فالبدعة محدثة وضلالة خلاف ولقد منهما منها أنس النبي حجب التوبة صاحب يدع بدعته) الطبراني وإسناده واتهام مباشر بنقصان الشريعة ورحم الإمام مالكاً (من ابتدع يراها حسنة زعم محمداً خان الرسالة (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت ديناً) المائدة: 3 3 تعيين البدعة: قال الشافعي (ره): المحدثات ضربان: أحدث يخالف كتاباً سنة أثراً إجماعاً فهذه الضلالة لايخالف شيئاً مذمومة وقد قسم (العز عبدالسلام) رحمه بناء التعريف أقسام فعل يعهد عصر تنقسم إلى: واجبة وبدعة محرمة مندوبة مكروهة مباحة والطريق معرفة تعرض قواعد دخلت الإيجاب فهي كوضع النحو يفهم كلام وكلام وذلك لحفظ لايتم الواجب فهو بحسب الكراهة الإباحة التحريم الندب ج الفكر (الاعتزالي) لتدمير العقيدة مدخلين خطيرين وكبيرين: التأويل والتكفير: وفي الوقت يتوجب الشباب ليكون حصن ودرعها وعامل وحدتها وتلاحمها والذي يتمثل بأسه أعدائها نجد الأثر عكس متوقع ومنتظر الإعداد الاتجاه اتجاه معاكس نتج ذلك: ـ نشوء جيل اليافع شغل علمائهم عامتهم ـ بفتنة فتحت باباً للشيطان يصعب إغلاقه كل أسلوب عدواني متطرف جعل ساحة حرب وصراع الكلمات معنى يصل حد الاقتتال الدموي المسلح والعياذ بالله زاد الطين بلة والأمر أصبحت حلبة الصراع والقتال مخالفة صريحة للشرع: هذه القاصمة لعري تخالف منهج النبوة وأحكام وتعاليم جملة وتفصيلاً تغزي العداوة والبغضاء وتفت عضدهم وتكسر شوكتهم وتسقط هيبتهم وتسهل العدو ضربهم واستئصالهم كله صريح كالذين تفرقوا واختلفوا بعد جاءهم البينات وأولئك عذاب عظيم) 105 وقوله: تنازعوا فتفشوا وتذهب ريحكم) الأنفال: 46 وقوله (محمد والذين معه أشداء الكفار رحماء بينهم) الفتح: 29 كما إنه أقوال ووصايا سيدنا قوله: (لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) جرأة متناهية الفتيا: ومما يساعد بروز وتنامي ابتداء الجرأة الفتيا وإصدار الأحكام أخطر القضايا وأهم الأمور محدود العلم الاطلاع يتوفر لديه شرط واحد شروط الاجتهاد ولقد السلف الصالح أوتوا نصيباً واسعاً والفقه يتهيبون إصدار والفتاوى خوفاً يترتب مسؤوليات فأين القول بالمأثور: (اجرؤكم أجرؤكم النار)؟ وأين هم أولئك يسألون فلا يجيبون يحيلون السؤال غيرهم تهيباً وورعاً؟ عتبة مسلم: صحبت أربعة وثلاثين شهراً فكان كثيراً يسأل فيقول: أدري وقال القاسم: سمعت إني لفكر مسألة منذ بضعة عشرة فما اتفق لي رأي الآن التأويل مدخل شيطاني: والتأويل الطروحات تعتبر مدخلاً شيطانياً وبخاصة طرحت الوسط الشبابي المراهق لايملك قوة النظر الشرعية يؤت يستطيع يميز الهدى والضلال والخير والشر إنه يكفي انحرافاً وإسفافاً ندد بالقائلين أبشع تنديد (فأما قلوبهم زيغ فيتبعون تشابه ابتغاء وابتغاء تأويله يعلم الله) 7 والتأويل العقائد الفاسدة الضالة أدخلت أدخل فلسفات وثقافات ومناهج تفكير بقصد تدمير عقيدته واشتغال بالمنطق وعلم الكلام ومتاهات تأويل آيات الصفات اجتراء وتجسيماً مقنعاً بالتنزيه وبالتالي إخضاع أصول لأحكام قرر أستاذهم سينا (الأضحوية) ثم اتهام وضبابيته وعدم وضوحه بعضه (وكل فصلناه تفصيلاً) الإسراء: 12 مثل باطل التأويل: يزعم بالتأويل الباطل: (استوى) (الرحمن العرش استوى) معناها (استولى) والاستيلاء لايتحقق معناه المنع الشيء الظفر أخذنا بتأويل نفهم غالبه الإله انتزعه (تعالى علواً كبيراً) يفيد وجود إله معه! الأئمة جميعاً؟ ولماذا يخالفون أجمع الصالح؟ يثيرون الشبهات ويشيعون الضلالات انعدمت الإشكالات يسمعوا أساساً؟ فلماذا تصطنع وتسمم الأجواء الأسئلة مطروحة برسم وعلى كافة المستويات والصعد!! يراجع الأربعة فكر وثقافة مجاناً PDF اونلاين الثقافة تعني صقل النفس والمنطق والفطانة المثقف نفسه بتعلم أمور جديدة حال القلم عندما يتم بريه هذا القسم يشمل العديدة المتميزة والثقافة تتعدّد المعاني ترمي اللغة العربية ترجِع أصلها الفعل الثلاثي ثقُفَ يعني الذكاء والفطنة وسرعة التعلم والحذق والتهذيب وتسوية وإقامة اعوجاجه والعلم والفنون والتعليم والمعارف

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
احذروا الأيدز الحركي
كتاب

احذروا الأيدز الحركي

ــ فتحي يكن

صدر 1990م عن المؤسسة الاسلامية للطباعة و الصحافة و النشر
احذروا الأيدز الحركي
كتاب

احذروا الأيدز الحركي

ــ فتحي يكن

صدر 1990م عن المؤسسة الاسلامية للطباعة و الصحافة و النشر
عن كتاب احذروا الأيدز الحركي:
من أبرز الكتب التي ألفها المفكر الإسلامي الشهير فتحي يكن. ويتحدث في هذا الكتاب عن قضية هامة وشائكة وهى ما يعتري الجماعات الإسلامية والأحزاب الإسلامية من تشرذم وتمزق للبنى التنظيمية والحياد عن الأهداف الضرورية والأساسية لقيام هذه الأحزاب. فيبدأ الكاتب فتحي يكن بعرض نموذج على التمزق التنظيمي من الساحة اللبنانية ليوضح من خلاله الأسباب التي أدت إلى ذلك والنتائج التي وصلت إليها الحركة جراء ما أصابها. وتطرق الكاتب لمناقشة قضية العصبية الحزبية والخلافات المذهبية والتكفير وغير ذلك مما أصاب الحركات الإسلامية. وكذلك يحلل لنا مشكلة انعدام الوعي السياسي وضعف المستوى التربوي عند كثير من الحركات الإسلامية وغياب القادة. وأفضل ما في هذا الكتاب أنه تطرق في الفصل الأخير لإيجاد حلول لكل هذه المشكلات، وأخذ يصف ويسرد طرق الحماية من كل هذه الأمراض التي أعترت الحركات الإسلامية.



أ ـ ظاهرة التعددية:
فالساحة الإسلامية تشهد ولادة حركات وتنظيمات وجمعيات وفرق إسلامية على نطاق واسع، وإن كان البعض يعتبر ذلك ظاهرة صحية فإنني ـ من خلال المفهوم الشرعي للعمل الإسلامي ـ ومن خلال التقدير الصحيح للمصلحة الإسلامية، ومن خلال متابعة ما يجري عليها ـ اعتبره ظاهرة مرضية وخطيرة وتنذر بعواقب وخيمة لايعلم مداها إلا الله.. فلو برئت التعددية من التعصب وسادت روح الأخوة بين الفئات المتعددة، وحلت أجواء التعاون والتفاهم والتنسيق بينهم، لهان الخطب، وخف المصاب، ولكن الأمر يجري بعكس ذلك تماماً.. فالتعدديات لم تفرز إلا مزيداً من الصراعات، ولم تتسبب إلا بإشاعة الأحقاد والضغائن بين المسلمين، مما شغلهم بالجدل عن العمل، وبالتنقيب عن السقطات والعيوب بدل التماس العذر والحرص على الستر.
والتعددية باتت اليوم مرتعاً خصباً ومناخاً مناسباً يمكن أن يدلف منه أعداء الإسلام إلى الساحة الإسلامية، وتحت عناوين وشعارات إسلامية في ظاهرها، وباطنها فيه الشر المستطير.
والمسلمون، أمام هذا السيل العرم والأرقام المتزايدة من الحركات والتنظيمات والمؤسسات، أصبحوا في حيرة.. ترى من يصدقون، وبمن يثقون، ومع من يسيرون؟ وكأن المراد هو بلوغ هذه النتيجة لأنها الأخطر والأدهى والأمرّ!.
والتعددية مناخ مناسب لتوالد كل التناقضات على الساحة الإسلامية، وهذا كذلك مطلوب لأن أعداء الإسلام إن كانوا حريصين على شيء فعلى إحداث المتناقضات بين المسلمين واللعب عليها، والاستفادة منها في ترتيب المعادلات والتوازنات ورسم السياسات والمؤامرات..
التعددية إلى أين؟
ثم إن التعددية خرجت عن المألوف وتجاوزت ما هو معروف.. فهنالك حركات وتنظيمات قامت وتقوم وليس لقيامها من مبرر. فإن اختلف ثلاثة مع جماعة شكلوا جماعة أخرى، وإذا فصل خمسة من تنظيم أنشأوا تنظيماً جديداً، وإن طردت مجموعة من حركة كونت حركة تصحيحية!.
ومرض الانفصام والانفصال هذا يشبه في علم الحساب الكسر الذي يتوالد عن تجزئة الوحدة التعددية، مما يتوالد عنه أعداد من الجزئيات وكسر الكسر مما لا عد له ولا حصر..
كان للتعدديات في الماضي مبررات قد تكون محل نظر وتفكير، وقد يكون لدى أصحابها أدلة شرعية معتبرة واجتهادات مبررة، ومع هذا فقد كان هؤلاء مختلقين بأدب الخلاف وعلمية الاختلاف لايخرجون عنها قيد أنملة..
أما اليوم فقد باتت التعدديات على الساحة الإسلامية خلافاً بلا أدب، واختلافاً بدون علم، وتكاثراً من غير مبرر، باتت تعدديات لايوم تنافساً على المغانم، وتنصلاً وهروباً من المغارم، وتهافتاً على الدعاية والأضواء وإقبالاً على الأخذ وإدباراً عن العطاء..
فكيف يمكن ـ والحالة هذه ـ أن تكون التعددية مقبولة بل كيف يمكن أن تكون ظاهرة صحية؟
وعندما ينقسم التيار السلفي إلى معتدل ومتطرف، وينقسم المعتدل إلى تيارات متفاوتة الاعتدال والتطرف إلى نحو من ذلك كذلك..
وعندما ينقسم التيار الخلفي إلى متوسط في الاعتماد على العقل، أو مبالغ في امتهان النقل، وما بين هذا وذاك من مراتب ذات نسب متفاوتة في التوسط والمبالغة!
وعندما يصبح العمل الإسلامي تربوياً بلا سياسة، أو سياسياً بلا تربية، أو عسكرياً بلا ضوابط أو حدود، أو ما بين هذه وتلك من صيغ واجتهادات!!
وعندما يبرز على الساحة الإسلامية فريق متخصص بتكفير المسلمين وإخراجهم من الملة، وآخر بمحاربة بدعة الموالد، والتسابيح في صلاة التراويح، وإتقان نظق حرف الضاد، وتعطيل العمل وانتظار المهدي!!.
عندما يحدث كل هذا وذاك، ويكون من نتيجته تفكك البنية الإسلامية، ووصول الفتنة إلى المساجد، ركن المسلمين الأقوى والأخير، وينسى هؤلاء أن عدواً شرساً يتهددهم جميعاً ويتآمر عليهم جميعاً ويريد تصفيتهم جميعاً، وأنهم بتعدديتهم واختلافهم ييسرون عليه الأمر ويسهلون الطريق..
وعندما يحدث هذا، وأبشع من هذا، كان من واجبنا أن نبحث عن السبب ونفتش عن الخلفية وندرس الظاهرة دراسة عملية وموضوعية وليس بعفوية أو عاطفية.. فالساحة الإسلامية باتت مهددة اليوم من داخلها وهذا هو الأخطر والله أعلم..
عصبية نكراء:
وتتوالد عن ظاهرة التعددية آفات كثيرة وخطيرة. أبرزها آفة التعصب للتنظيم أو الحزب أو الجماعة أو الحركة وقد تتفاقم هذه الآفة فتعمي وتصم! وبدل أن يكون التعصب للحق والنزول عند حكم الشرع هو الأساس، يحل محله التعصب للتنظيم ولأشخاص التنظيم ولسياسة التنظيم، وبدل أن تكون الدعوة للإسلام تصبح الدعوة للتنظيم ولو من غير إسلام وبدون التزام!.
إن هذا لايعني رفض الانتماء إلى التنظيمات والحركات، إنما المطلوب أن يكون الانتماء للإسلام قبل التنظيمات، وأن يكون الولاء لله قبل الأشخاص، وأن يكون الالتزام بشرع الله قبل الالتزام بالنظم والدساتير الإدارية.
إن من واجب العاملين للإسلام أن يكونوا مسلمين أولاً.. فإن كانوا كذلك بحق كانوا إخوة ومتحابين على اختلاف مناهجهم وتصوراتهم للعمل الإسلامي.. أما إن سبق هذا ذاك، وطغى الحس الفئوي على الحس الإسلامي.. وقوي الشعور الحزبي وضعف الشعور الإيماني، وقع الخلل، وتقطعت أوصال المسلمين، وتحقق فيهم قول الله تعالى: (ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون) الروم: 32.
العصبية الحزبية نقيض الإسلام:
والعصبية الحزبية نقيض الإسلام والإيمان، فالمسلم ينتمي في الأساس إلى أمته، (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). والأخوة الإسلامية هي الآصرة التي تشد المسلمين جميعاً إلى بعضهم البعض (إنما المؤمنون إخوة) بل إن الإسلام يحض الناس كل الناس على التعارف والتآلف في إطار التنافس أو التسابق على الخير والهدى والتقوى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات: 13.
والتعصب والعصبية خصال يمقتها الإسلام ويبقضها رسول الله (ص).. فالقرآن دعا إلى التجرد والانعتاق من أسر كل العصبيات ـ العائلية والعشائرية والفئوية ـ فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان) التوبة: 22.
ورسول الله (ص) حذر من التعصب والعصبية فقال: (دعوها فإنها منتنة).
العصبية نقيض الوحدة:
والعصبية نقيض الوحدة لأنها تمزق الساحة الإسلامية، وتقيم السدود بين المسلمين. فهل يتفق هذا مع قوله تعالى: (واذكروا إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) آل عمران: 103.
وهل يتفق هذا مع قوله (ص): (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم.
وهل يتفق هذا مع قوله (ص): (لاتقاطعوا ولا تباغضوا ولا تحادسوا وكونوا عباد الله أخوانا) رواه مالك والبخاري وغيرهما.
ب ـ ظاهرة إجهاض الساحة الإسلامية من خلال ابتعاث الخلافات المذهبية والتركيز على قضايا جزئية وبسيطة إذا وضعت ضمن سلم الأولويات:
فبين الحين والآخر تطفو على الساحة الإسلامية ظواهر غير طبيعية ومحدثة. وقد تختفي وراءها وتحركها قوى وجهات مشبوهة أقل ما يقال فيها أنها تهدف إلى إشغال المسلمين عن قضاياهم الرئيسة.. اشتغالهم بصراعات داخلية من شأنها إضعافهم وشرذمتهم والهاؤهم عما يحضر لهم من مؤامرات ومكائد على أكثر من صعيد..
ومن الملفت أن هذه الظواهر تلبس في كثير من الأحيان إن لم يكن في غالب الأحيان ثوب (العلمية والشرعية) وهي في الحقيقة أبعد ما تكون عن العلمية والشرعية!.
من هذه الظواهر، ظاهرة الأسلوب المبتدع في محاربة البدع، إذ هي البدعة في ذاتها، لأن ما تحدثه في جسم الأمة من تمزيق وما تلحقه من إيذاء وتشويه يفوق خطورة حدود البدع التي تدعي أنها قامت لمحاربتها..
فهي في مواجهة الشبهة تقع في الحرام,. وفي إنكار منكر تقع فيما هو أشد منه إنكاراً. متجاوزة قاعدة (دع الخير الذي عليه الشر يربو) وقاعدة (درء المفاسد يقدم على جلب المنافع).
1 ـ ماذا يريد هؤلاء؟:
يريد هؤلاء تعطيل كل الأسباب والمناخات والمناسبات التي يمكن أن يسخرها المسلمون اليوم ليتعلموا إسلامهم وليتفقهوا في دينهم، وليعوا قضاياهم المصيرية في ضوء الإسلام بحجة أنها بدعة، وأن رسول الله (ص) لم يفعلها. وكأن المراد تجريد الإسلام من واقعية الطرح، وإبعاده عن ملامسة الأحداث ليبقى معزولاً عن قيادة الأمة وتوجيه الجماهير.
فإذا أقيم احتفال بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، يذكّر المسلمين بسيرة نبيهم (ص)، ويقص عليهم الحادثة وما فيها من دروس وعظات كما ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه (ص) ومن خلال الأحاديث الصحيحة، ثم يربط ذلك بالواقع القائم في فلسطين حيث تنتهك أرض الإسراء والمعراج من قبل إسرائيل والصهيونية العالمية، وواجب المسلمين تجاه البلد الإسلامي الذي احتل والشعب المسلم الذي قهر، قالوا: إن هذه الاحتفالات بدعة!.
وإذا أقيم احتفال بذكرى غزوة بدر أو فتح مكة أو معركة عين جالوت أو القادسية أو غيرها، لتبيان عوامل النصر في هذه الغزوات والمعارك، وللتأكيد على حاجة المسلمين اليوم إلى هذه العوامل في معاركهم مع أعداء الإسلام في كل مكان، قالوا: إن ذلك بدعة!.
والغريب أن هؤلاء جهلوا أو تجاهلوا ونسوا أو تناسوا أن القرآن الكريم ذخر باستعراض أحداث التاريخ وقصص الأنبياء والمرسلين وعبر الأولين والسابقين. بل إن القرآن الكريم ليشير إلى أهمية ذلك بكل وضوح حيث يقول: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) يوسف: 111. ويقول: (وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك) هود: 120، ويقول الله تعالى: (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) الأعراف: 176.
والغريب في هؤلاء كذلك أنهم غفلوا أو تغافلوا عن النهج النبوي في الاستفادة من المناسبات والمواسم لعرض الإسلام وتبليغ الدعوة. قال ابن إسحاق: (فكان رسول الله (ص) على ذلك من أمره، كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله وإلى الإسلام)، فأين البدعة في اغتنام فرصة ما أو استفادة من موسم ما أو مناسبة ما لعرض رسالة الإسلام على الناس صافية نقية كما جاء بها رسول الأنام محمد بن عبدالله (ص)؟ ودون أن يعتبر ذلك أصلاً في الدين..
وإذا سبح المسلمون بين ركعات التراويح في رمضان ـ دون أن يعتبروا ذلك أصلاً في الدين، وإنما استزادة من النوافل حض عليها الباري عزوجل في الحديث القدسي حيث يقول: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه..)الحديث قال هؤلاء: إن ذلك بدعة، مع أن الحنفية قالوا: هذا الجلوس مندوب، ويكون بقدر الأربع ركعات. وللمصلي في هذا الجلوس أن يشتغل بذكر أو تهليل أو يسكت.
وإذا لهجت ألسنة المسلمين بذكر الله في المسجد بصوت مسموع ـ دون مواظبة منهم على ذلك، أو اعتبار أنه من تمام الصلاة وأصل في الدين ـ أنكروا عليهم ذلك ورفعوا الأصوات في المساجد لتعطيل ذكر الله ولو بإحداث فتنة، علماً بأن ارتفاع الأصوات في المساجد من علائم الساعة، والفتنة أشد من القتل!.
ورسول الله (ص) حين لفت الصحابة الكرام إلى ضرورة خفض الصوت في التكبير ـ وكانوا يومها في سفر ـ لم يقل إن ذلك بدعة، وإنما لفتهم إلى حقيقة يجب أن لتغيب عنهم فقال: (يا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم فإنكم لاتنادون أصماً ولا غائباً) رواه البخاري، وأربعوا هنا: أي كفوا وأرفقوا بأنفسكم.
وإذا ختم مجلس بدعاء جماعي قالوا: إن ذلك بدعة، بالرغم من ورود أحاديث كثيرة وروايات متعددة عن رسول الله (ص) تؤكد على التزام الدعاء في نهاية كل مجلس، من ذلك ما رواه الترمذي عن ابن عمر (رض)، قال: قلّما كان رسول الله يقوم من مجلس حتى ندعو بهؤلاء الدعوات: (اللهم أقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا. واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرن على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لايرحمنا) قال الترمذي: حديث حسن.
وإذا جلس شباب في مسجد يتناوبون على قراءة القرآن بحضور من يضبط قراءتهم قالوا: إن ذلك بدعة، بالرغم مما ورد من آثار في الحض على قراءة القرآن. والحديث الصحيح: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
2 ـ ليس الخلاف في كون البدعة ضلالة:
فالبدعة في الدين محدثة وضلالة لا خلاف في ذلك. ولقد حذر رسول الله (ص) منهما في أحاديث كثيرة.
منها حديث أنس بن مالك (رض) أن النبي (ص) قال: (إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته) رواه الطبراني وإسناده حسن.
واتهام غير مباشر بنقصان الشريعة. ورحم الله الإمام مالكاً حيث يقول: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً (ص) قد خان الرسالة، لأن الله يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) المائدة: 3.
3 ـ إنما الخلاف في تعيين البدعة:
قال الشافعي (ره): المحدثات ضربان: ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه بدعة الضلالة. وما أحدث من الخير لايخالف شيئاً من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة.
وقد قسم (العز بن عبدالسلام) رحمه الله بناء على هذا التعريف البدعة إلى خمسة أقسام حيث قال: البدعة فعل ما لم يعهد في عصر رسول الله (ص). وهي تنقسم إلى: بدعة واجبة، وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة. والطريق في معرفة ذلك، أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، كوضع علم النحو حيث يفهم به كلام الله وكلام رسول الله (ص) وذلك واجب لحفظ الشريعة. وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب. وإن دخلت في غير ذلك فهي بحسب ما دخلت فيه من الكراهة أو الإباحة أو التحريم أو الندب، والله أعلم..
ج ـ ظاهرة ابتعاث الفكر (الاعتزالي) لتدمير العقيدة الإسلامية من خلال مدخلين خطيرين وكبيرين: التأويل والتكفير:
وفي الوقت الذي يتوجب فيه أعداد الشباب المسلم ليكون حصن الساحة الإسلامية ودرعها وعامل وحدتها وتلاحمها، والذي يتمثل بأسه على أعدائها لا عليها، نجد أن الأثر كان على عكس ما هو متوقع ومنتظر. وبدل أن يكون الإعداد في الاتجاه الصحيح، كان في اتجاه معاكس تماماً، حيث نتج عن ذلك:
ـ نشوء جيل من الشباب اليافع شغل بتكفير المسلمين، علمائهم قبل عامتهم.
ـ كما شغل بفتنة التأويل التي فتحت باباً للشيطان يصعب إغلاقه..
كل ذلك من خلال أسلوب عدواني متطرف، جعل الساحة الإسلامية ساحة حرب وصراع، بكل ما في هذه الكلمات من معنى، حيث كان يصل الأمر إلى حد الاقتتال الدموي المسلح والعياذ بالله تعالى. ولقد زاد الطين بلة والأمر خطورة أن أصبحت المساجد حلبة هذا الصراع والقتال.
مخالفة صريحة للشرع:
هذه الظاهرة القاصمة لعري الوحدة والأخوة بين المسلمين، تخالف منهج النبوة وأحكام الشريعة وتعاليم الإسلام جملة وتفصيلاً، لأنها تغزي العداوة والبغضاء بينهم، وتفت في عضدهم، وتكسر شوكتهم، وتسقط هيبتهم، وتسهل على العدو ضربهم واستئصالهم.. وهذا كله يخالف صريح قول الله تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) آل عمران: 105، وقوله: (ولا تنازعوا فتفشوا وتذهب ريحكم) الأنفال: 46، وقوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) الفتح: 29.
كما إنه يخالف صريح أقوال ووصايا سيدنا رسول الله (ص)، من ذلك قوله: (لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) رواه البخاري.
جرأة متناهية على الفتيا:
ومما يساعد على بروز وتنامي هذه الظواهر ابتداء، هو الجرأة على الفتيا وإصدار الأحكام حتى في أخطر القضايا وأهم الأمور، ومن قبل شباب محدود العلم، محدود الاطلاع، لا يتوفر لديه شرط واحد من شروط الاجتهاد.
ولقد كان السلف الصالح ومن أوتوا نصيباً واسعاً من العلم والفقه يتهيبون من إصدار الأحكام والفتاوى خوفاً من أن يترتب على ذلك مسؤوليات شرعية.
فأين هؤلاء من القول بالمأثور: (اجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار)؟ وأين هم من أولئك الذين كانوا يسألون فلا يجيبون أو يحيلون السؤال إلى غيرهم تهيباً وورعاً؟ حتى قال عتبة بن مسلم: صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهراً فكان كثيراً ما يسأل فيقول: لا أدري. وقال ابن القاسم: سمعت مالكاً يقول: إني لفكر في مسألة منذ بضعة عشرة سنة، فما اتفق لي فيها رأي إلى الآن.
التأويل مدخل شيطاني:
والتأويل من الطروحات التي تعتبر مدخلاً شيطانياً لتدمير العقيدة وبخاصة إذا طرحت في الوسط الشبابي المراهق الذي لايملك قوة النظر في أدلة الأحكام الشرعية، ولم يؤت نصيباً من العلم يستطيع أن يميز به بين الهدى والضلال والخير والشر.
إنه يكفي التأويل انحرافاً وإسفافاً أن القرآن الكريم ندد بالقائلين به أبشع تنديد حيث قال: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله إلا الله) آل عمران: 7.
والتأويل من العقائد الفاسدة الضالة التي أدخلت على الإسلام في جملة ما أدخل عليه من فلسفات وثقافات ومناهج تفكير بقصد تدمير عقيدته واشتغال المسلمين بالمنطق وعلم الكلام ومتاهات تأويل آيات القرآن الكريم، وبخاصة آيات الصفات، مما يعتبر اجتراء على الله وتجسيماً مقنعاً بالتنزيه ليس إلا، وبالتالي إخضاع أصول الدين لأحكام العقل كما قرر لهم أستاذهم ابن سينا في رسالة (الأضحوية).
ثم إن التأويل اتهام ـ غير مباشر ـ بنقصان الدين وضبابيته وعدم وضوحه. فهل يتفق هذا أو بعضه مع صريح قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) وقوله: (وكل شيء فصلناه تفصيلاً) الإسراء: 12.
مثل من باطل التأويل:
يزعم هؤلاء بالتأويل الباطل: أن (استوى) في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) معناها (استولى). والاستيلاء لايتحقق معناه إلا عند المنع من الشيء ثم الظفر به. وإذا أخذنا بتأويل هؤلاء نفهم أن العرش كان مع غير الله ثم غالبه الإله حتى انتزعه منه (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) كما يفيد وجود إله غير الله كان العرش معه!.
فأين هؤلاء من أقوال الأئمة جميعاً؟ ولماذا يخالفون ما أجمع عليه السلف الصالح؟ ولماذا يثيرون هذه الشبهات ويشيعون هذه الضلالات في عصر انعدمت فيه هذه الإشكالات بين المسلمين، وبخاصة عامتهم الذين لم يسمعوا بها أساساً؟ فلماذا تصطنع المشكلات وتسمم الأجواء.. إن هذا السؤال بل الأسئلة مطروحة ـ برسم ـ المسلمين جميعاً وعلى كافة المستويات والصعد!!.
إن من يراجع أقوال الأئمة الأربعة
الترتيب:

#7K

0 مشاهدة هذا اليوم

#94K

7 مشاهدة هذا الشهر

#43K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 121.
المتجر أماكن الشراء
فتحي يكن ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
المؤسسة الاسلامية للطباعة و الصحافة و النشر 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث