█ _ عبد الرزاق بن المحسن البدر 2010 حصريا كتاب ❞ شرح حديث سيد الاستغفار ❝ عن دار الفضيلة 2024 الاستغفار: إن موضوع طلب مغفرة الذنوب من أهم الموضوعات التي ينبغي أن يعتنِيَ بها المسلم حياته وأن يُوليها اهتمامَه الكبير وعنايتَه الفائقة وقد جاء الله جل وعلا وسنة رسوله صلى عليه وسلم نصوصٌ كثيرةٌ الحثِّ والأمر به وبيان فضله وفضل أهلهالمُلازِمين له جاءت هذه الرسالة جامعةٌ لهذه الأدلة العظيمة مُبيِّنة لما تحويه معانٍ جليلة الحديث الشريف مجاناً PDF اونلاين تفاصيل القسم الرّسول محمّد هو أفضل الخلق أجمعين وهو الّذي نشر الإسلام كلّه الأرض بوحي عز وجل ولذلك فإنّ تشريع يعتمد القرآن الكريم والّذي المصدر الأوّل للتشريع والكتاب المحفوظ بالإضافة إلى السنة النبويّة المطهرة والتي انتقلت إلينا عبر أحاديث الرسول صلّى وسلّم وقام الصّحابة الكرام بنقلها عنه العلماء بتصنيفها فيما بعد مفهوم النبوي الحديث النبويّ كل ما ورد قولٍ أو فعلٍ تقريرٍ صفة القصص وردت أيضاً سواء كان ذلك قبل البعثة أم بعدها؛ إذ إنّ حُفظ منذ خلقه وحتى مماته بحفظ عزّ أبعده شرٍّ ومكروه وتأتي الأحاديث شارحةً ومبيّنة لأحكام الشريعة الإسلاميّة ومفصّلةً لها؛ يحتوي الأحكام والقواعد الأساسية بشكل عام وجاءت طريق الشريفة ومبينةً للمعاني والمقصد الحقيقي للقرآن الكريم؛ الكتاب المعجز معجزة الرّسول الّتي لا يمكن للإنس ولا الجن يأتوا بمثلها صاحب المعجزة أقدر الناس تبيانها بتأييدٍ ووحيٍ عنده وكان رضوان عليهم يسمعون ويحفظونها بعكس الذي جُمع الصحف وتمّ حفظه أي إنسان وبعد انتشار رقعة والفتوحات ودخول الأمم الأخرى وزيادة أعداد المنافقين والذين يكيدون للإسلام أصبح هنالك لغو كبير وأصبحت تشتمل مكذوبة ومنسوبة رسول محرّفة إمّا غير قصد بقصد الإيقاع بالإسلام والمسلمين قام العديد الأجلّاء الزمان والّذين رأسهم أصحاب الصحيحين: البخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة: النسائيّ والترمذيّ وأبو داود وابن ماجه بتصنيف وفق القواعد وضعوها أجل تصنيف وجمعها بالاعتماد سندها؛ فكان صحيحا حسب هما الكتب قامت بجمع وتصنيفها فاحتوى كلاهما الصحيحة تم اعتبارهما أحد مصادر التّشريع
❞ عن النبي ﷺ أنه قال
" إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة.. "
فلا يفيد حصر أسماء الله في هذا العدد المعين المذكور في الحديث، بل قصارى أمره الدلالة على فضيلة إحصاء هذا العدد من أسماء الله.
والمعنى: أن لله تسعة وتسعين اسمًا من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة، وهذا لا ينافي أن يكون له أسماءٌ غيرها، ولهذا نظائر كثيرة في كلام العرب، كما تقول: إن عندي تسعة وتسعين درهمًا أعددتها للصدقة، فإن هذا لا ينافي أن يكون عندك غيرها معدّة لغير ذلك.
قال النووي رحمه الله: فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها، لا الإخبار بحصر الأسماء، ولهذا جاء في الحديث الآخر: "أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك . ❝
❞ تكرر في سورة الشعراء ختم قصص الأنبياء مع أممهم بقوله
{وإن ربك لهو العزيز الرحيم}..
وفيه دلالة على أن ما قدّره الله لأنبيائه من النصر والتأييد والرفعة هو من آثار رحمته التي اختصهم بها، فكان لهم حافظًا وناصرًا ومؤيدًا ومعينًا، وما قدّره لأعدائهم من الخذلان والحرمان والعقوبة والنكال من آثار عزّته.. فنصر رسله برحمته، وانتقم من أعدائهم وخذلهم بعزّته . ❝
❞ كثيرًا ما يردُ في القرآن مجيء (العزيز الحكيم) مقترنين، فيكون كل منهما دالا على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم..
والجمع بينهما دال على كمال آخر، وهو أن عزّته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزَّته لاتقتضي ظلمًا وجورًا وسوء فعل، كما قد يكون من أعزَّاء المخلوقين فإن العزيز منهم قد تأخذه العزّة بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف.
وكذلك حُكمهُ تعالى وحِكمتُه مقرونان بالعزّ الكامل، بخلاف حكم المخلوق وحكمته، فإنهما يعتريهما الذل . ❝
❞ ليس المراد بإحصاء أسماء الله عدَّ حروفها فقط بلا فقه لها أو عمل بما تقتضيه، بل لابد في ذلك من فهم معناها والمراد بها فهمًا صحيحًا سليمًا ثم العمل بما تقتضيه".
وقد ذكر ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد" أن لإحصاء أسماء الله ثلاث مراتب
المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعدّها.
الثانية: فهم معانيها ومدلولاتها.
الثالثة: دعاء الله بها . ❝
❞ ختم سبحانه أمره بالاستعاذة من الشيطان بالجمع بين (السميع العليم) في موضعين من القرآن
{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم} الأعراف ٢٠٠
{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} فصلت ٣٦
بينما جاء الأمر بالاستعاذة من شرّ الإنس مختومًا بـ (السميع البصير)
{إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير} غافر: ٥٦
فختم الاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بـ
(السميع العليم)
وختم الاستعاذة من شرّ الإنس الذين يُرون
بـ (السميع البصير)
لأن أفعال هؤلاء مُعاينةٌ تُرى بالأبصار، وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يُلقيها في القلب يتعلَّق بها العلم . ❝