📘 ❞ فقه الحسد ❝ كتاب ــ مصطفى العدوي اصدار 1994

كتب الفقه العام - 📖 ❞ كتاب فقه الحسد ❝ ــ مصطفى العدوي 📖

█ _ مصطفى العدوي 1994 حصريا كتاب فقه الحسد عن دار السنة 2024 الحسد: تعريف : قال ابن القيم كتابه بدائع الفوائد : (أصل هو بغض نعمة الله المحسود وتمني زوالها) أهـ عن الزبير رضي عنه قال النبي صلى عليه وسلم (دب إليكم داء الأمم قبلكم, والبغضاء, هي الحالقة, حالقة الدين لا الشعر, والذي نفس محمد بيده تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تحابوا أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) صحيح الترمذي أبي هريرة (لا يجتمعان النار مسلم قتل كافراً ثم سدد وقارب جوف مؤمن غبار سبيل وفيح جهنم, قلب عبد الإيمان والحسد) الجامع وقال (سيصيب أمتي فقالوا يا رسول ! وما ؟ الأشر والبطر والتكاثر والتناجش الدنيا والتباغض والتحاسد يكون البغي) السلسلة الصحيحة وقال (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل الحطب) ■ ويذكر العلماء أن مراتب أربعة وهي : • الأولى تمني زوال النعمة المنعم ولو لم تنتقل للحاسد • الثانية وحصوله عليها الثالثة حصوله مثل التي عند يحصل التفاوت بينهما فإذا يستطع تمنى زوالها الرابعة حسد الغبطة ويسمى حسداً مجازاً وهو من غير تزول روى البخاري صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "لا حَسَدَ إلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ يَعْمَلُ وَرَجلٌ آتَاهُ مَالا يُهْلِكُهُ الْحَقِّ يَعْمل" وهذا ما يسمى بالغبطة, فهي مثلها حب المغبوط, مذموم ومن أجمل قرأت وصف الحسد, قول الجاحظ : الحسد أبقاك ينهك الجسد علاجه عسير وصاحبه ضجر باب غامض ظهر منه فلا يداوى بطن فمداويه عناء ولذلك قبلكم والبغضاء) عقيدة الكفر وحليف الباطل وضد الحق تتولد العداوة سبب كل قطيعة ومفرق جماعة وقاطع رحم بين الأقرباء ومحدث التفرق القرناء وملقح الشر الحلفاء" اهـ قلت مصداق ذلك حصل لنبي يوسف السلام, حيث قالوا (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (يوسف 8) فحسدوه تفضيل يعقوب ليوسف وحبه له, ولهذا لابنه (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) 5) ومع كان منهم الكيد وإرادة قتله, إلقاءه غياهب الجب, عانى أشد المعاناة وصار مملوكا لقوم كفار, وحصل له حصل, وكل آل إليه قيل للحسن البصري أيحسِد المؤمن فقال "ما أنساك إخوة أبا لك ؟! ولكن غمه صدرك فإنه يضرك تعد به يداً ولساناً" وكم ضل أناس وأمم وصدوا وارتضوا حسدا وبغضا قال تعالى حق اليهود (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا عِندِ أَنفُسِهِم تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ بِأَمْرِهِ ۗ اللَّهَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة 109) وكذلك الآية الأخرى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ آتَاهُمُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) (النساء 54 55) إن عظم أنزل سورة تعصم تاليها بإذن (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ شَرِّ خَلَقَ وَمِن غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ النَّفَّاثَاتِ الْعُقَدِ حَاسِدٍ حَسَدَ) (الفلق 1 2 3 4 وقد ذكر طائفة المفسرين أنها نزلت بسبب للنبي سحروه سحره لبيد بن الأعصم اليهودي بعض الأسباب تؤدي إلى الاتصاف بالحسد : 1 والبغضاء والحقد 2 التعزز والترفع 3 الكبر 4 العُجب 5 الرئاسة وطلب الجاه لنفسه 6 ظهور الفضل والنعمة 7 الدنيا, والانشغال الآخرة 8 خبث النفس وحبها للشر وشحها بالخير لعباد آثار الحاسد وأضراره الفرد والمجتمع حلق (دبّ البغضاء والحسد الحالقة الشعر) انتفاء الكامل يجتمع جهنم رفع الخير وانتشار المجتمع يزال الناس بخير يتحاسدوا) إسخاط وجني الأوزار مقت وعداوتهم (شر يبغض ويبغضونه) يتكلم بما يحل كذب وغيبة وإفشاء سر صفات الحسود يتمنى نعمتك لو أنه امتلك أفضل منك امتلكت شيئا ترى وجهه الكره, ولربما استهزأ وسخر, سخر الشيء الرخيص, والسبب دنو نفسه أكثر الذي قبله سعدت سعادة لسعادتك, بل العكس تراه صامتاً محتاراً, أو عالماً بسعادتك فقد يكره ذلك, ومنهم يظهر يتربص بك الدوائر, يسمع بزلة هفوة وتراه يفرح بها, وربما عابك بها وجهك, يطعن عليك ظهرك عائن يذكر فيك يبرك يبارك فيما رزقت امتلكت, دائمة مع الغير البعض قد يتوهم أمرا يحسدك عليه, عجائب القوم وعلاج لمن رأى شيئاً التوبة التقوى والصبر سؤال بإلحاح بأن يقيه هذه الخصلة إفشاء "ألا أدلكم شيء تحاببتم, افشوا بينكم" القناعة قسم تذكر عقاب أخيه طيباً فليبادر بالدعاء بالبركة ـ البركة فيه يعطيك خيره ويكفيك شره وغير مما يخزي الشيطان, ويعود وجد كأن حصول صديقه أمر طيب, وليدعو يرزق يوفقه, ليخزي الأمارة بالسوء وليخزي الشيطان 9 يوبخ فوره ويردد متهما حسود بارك أشبه 10 يعود الفرح لفرح غيره, والسرور لسرور والضيق لضيق غيره كتب الفقه العام مجاناً PDF اونلاين الْفِقْهُ اللغة: الْفَهْمُ للشيء والعلم وفهم الأحكام الدقيقة والمسائل الغامضة الأصل مطلق الفهم وغلب استعماله العرف مخصوصا بعلم الشريعة؛ لشرفها سائر العلوم وتخصيص اسم بهذا الاصطلاح حادث واسم يعم جميع الشريعة جملتها يتوصل معرفة ووحدانيته وتقديسه وسائر صفاته وإلى أنبيائه ورسله عليهم ومنها علم الأحوال والأخلاق والآداب والقيام بحق العبودية وذكر بدر الزركشي حامد الغزالي: «أن تصرفوا فخصوه الفتاوى ودلائلها وعللها» العصر الأول يطلق على: «علم ومعرفة دقائق آفات ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة وشدة التطلع نعيم واستلاب الخوف القلب» وعند الفقهاء: حفظ الفروع وأقله ثلاث مسائل وعند أهل الحقيقة: الجمع العلم والعمل لقول الحسن البصري: «إنما الفقيه المعرض الزاهد البصير بعيوب نفسه» وعرفه أبو حنيفة بأنه: «معرفة مالها عليها» وعموم هذا التعريف ملائماً لعصر يكن استقل الشرعية وعرف الشافعي بالتعريف المشهور بعده «العلم بالأحكام العملية المكتسب أدلتها التفصيلية» وفي اصطلاح علماء أصول الفقه: المكتسبة ويسمي المتأخرين ويطلق العصور المتأخرة التاريخ الإسلامي بالفروع والفقيه العالم بالفقه المجتهد وللفقه مكانة مهمة الإسلام دلت النصوص فضله ووجوب التفقه وكان أعلام فقهاء الصحابة ذوو تخصص استنباط وكانت لهم اجتهادات ومذاهب فقهية وأخذ عنهم التابعين مختلف البلدان وبذلك بدء تأسيس المدارس الفقهية الحجاز والعراق والشام واليمن ومصر وتلخصت منها المذاهب أشهرها الأربعة وقد بداية عموما وبعد تطوير الدراسات والبحوث العلمية ووضع وتدوينها كانت تتضمن: الأصول والفروع والقواعد وتاريخ الدراسة والمدارس ومداخل ومراتب الفقهاء الاجتهاد وغيرها وأصبح بمعناه الاصطلاحي فروع أحد أنواع وهو: المستمدة فروع هي: الفرعية المتعلقة بأفعال العباد عباداتهم كطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والعمرة معاملاتهم مثل: أحكام البيوع المعاملات كالإجارة والرهن والربا والوقف والجعالة والبيع والمعاوضة الربوية والنكاح يتعلق كالطلاق والصداق والخلع والظهار والإيلاء واللعان والعدة والرضاع والحضانة والنفقات والعلاقات الأسرية وأبواب المواريث والجنايات والأقضية والشهادات والأيمان والنذور والكفارات والأطعمة والأشربة وأحكام الصيد والذبائح والذكاة ومعاملات الكتاب الجهاد والسبق والرمي العتق ويدخل ضمن مواضيع أخرى المسلمين بعضهم وبينهم وبين غيرهم السلم والحرب والحكم تلك الأفعال بأنها واجبة محرمة مندوبة مكروهة مباحة وأنها صحيحية فاسدة ذلك؛ بناء الأدلة التفصيلية الواردة والسنة المعتبرة وفروع بالمعنى الاصطلاحي: وفق منهج وتنقسم حسب ذكره عابدين علوم شرعية وأدبية ورياضية وعقلية والعلوم التفسير والحديث والفقه والتوحيد وعلم خلاصة ونتائج البحث ويعد وواضعه الأئمة المجتهدون ومسائله جملة موضوعها فعل المكلف ومحمولها الخمسة كقولنا: الفعل واجب وفضيلته كونه سوى الكلام والتفسير وأصول ونسبته لصلاح الظاهر كنسبة العقائد والتصوف الباطن موضوع الفقه موضوع الفِقْه ثبوتا سلبا إنه مكلف؛ لأنه يبحث عما يعرض لفعله حل وحرمة وندب وموضوع علم: عوارضه الذاتية المراحل تاريخ موضوع يشمل النظرية والعملية والأحكام الكلية والجزئية وفروعها وقواعدها (علم العقيدة) وفروعه والإيمان والسلوكيات وأصولها الكبرى: تحديد مراحل وضع ودراستها يعرف لها وقسم أصغر وفقه أكبر وجعل العقيدة الأكبر جاء فوضع أي: أول دونه وجمعه مستقل مستقلا بموضوعه هو: وبعد تدوين تميز واختص المكلّفين لأفعالهم حلّ وكراهة فيختص أما العلمية؛ فهو التوحيد) ثابتة يتفق المسلمون وإنما الخلاف الفرق المخالفة لمذهب والجماعة ولم تظهر مباحث التوحيد لهدف الرد الأهواء والزيغ غايته وغايته ثمرته المترتبة عليه: الفوز بسعادة الدارين: بنقل حضيض الجهل ذروة وببيان للناس لقطع الخصومات ودار بالنعم الفاخرة هذا الركن يحمل الكتب المؤلفة

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
فقه الحسد
كتاب

فقه الحسد

ــ مصطفى العدوي

صدر 1994م عن دار السنة
فقه الحسد
كتاب

فقه الحسد

ــ مصطفى العدوي

صدر 1994م عن دار السنة
عن كتاب فقه الحسد:
تعريف الحسد :
قال ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد : (أصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها) أهـ.
عن الزبير رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (دب إليكم داء الأمم قبلكم, الحسد والبغضاء, هي الحالقة, حالقة الدين لا حالقة الشعر, والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) صحيح الترمذي.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يجتمعان في النار مسلم قتل كافراً ثم سدد وقارب ولا يجتمعان في جوف مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم, ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والحسد) صحيح الجامع.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (سيصيب أمتي داء الأمم، فقالوا : يا رسول الله ! وما داء الأمم ؟ قال : الأشر والبطر والتكاثر والتناجش في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي) السلسلة الصحيحة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).

■ ويذكر العلماء أن مراتب الحسد أربعة وهي :
• الأولى : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ولو لم تنتقل للحاسد.
• الثانية : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها.
• الثالثة : تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل التفاوت بينهما، فإذا لم يستطع حصوله عليها تمنى زوالها عن المنعم عليه.
• الرابعة : حسد الغبطة ويسمى حسداً مجازاً وهو تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه.

روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : "لا حَسَدَ إلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمل"، وهذا ما يسمى بالغبطة, فهي تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط, وهو غير مذموم.

■ ومن أجمل ما قرأت في وصف الحسد, قول الجاحظ :
الحسد أبقاك الله داء ينهك الجسد علاجه عسير وصاحبه ضجر وهو باب غامض وما ظهر منه فلا يداوى وما بطن منه فمداويه في عناء ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (دب إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء) الحسد عقيدة الكفر وحليف الباطل وضد الحق منه تتولد العداوة وهو سبب كل قطيعة ومفرق كل جماعة وقاطع كل رحم بين الأقرباء ومحدث التفرق بين القرناء وملقح الشر بين الحلفاء" اهـ.
قلت : مصداق ذلك ما حصل لنبي الله يوسف عليه السلام, حيث قالوا : (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (يوسف : 8) فحسدوه على تفضيل يعقوب عليه السلام ليوسف وحبه له, ولهذا قال يعقوب عليه السلام لابنه يوسف : (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (يوسف : 5) ومع ذلك كان منهم ما كان من الكيد له, وإرادة قتله, ثم إلقاءه في غياهب الجب, حتى عانى أشد المعاناة وصار مملوكا لقوم كفار, وحصل له ما حصل, وكل ذلك ما آل إليه الحسد.

قيل للحسن البصري : أيحسِد المؤمن ؟ فقال : "ما أنساك إخوة يوسف لا أبا لك ؟! ولكن غمه في صدرك فإنه لا يضرك ما لم تعد به يداً ولساناً" وكم ضل أناس وأمم وصدوا عن الحق وارتضوا الكفر حسدا منهم وبغضا.
قال الله تعالى في حق اليهود : (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة : 109).
وكذلك في الآية الأخرى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) (النساء : 54-55)، حتى إن من عظم الحسد أنزل الله سورة تعصم تاليها بإذن الله من الحسد.
قال الله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق : 1-2-3-4-5) وقد ذكر طائفة من المفسرين أنها نزلت بسبب حسد اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم حتى سحروه، سحره لبيد بن الأعصم اليهودي.

■ بعض الأسباب التي تؤدي إلى الاتصاف بالحسد :
1- العداوة والبغضاء والحقد.
2- التعزز والترفع.
3- الكبر.
4- العُجب.
5- حب الرئاسة وطلب الجاه لنفسه.
6- ظهور الفضل والنعمة على المحسود.
7- حب الدنيا, والانشغال عن الآخرة.
8- خبث النفس وحبها للشر وشحها بالخير لعباد الله.

■ بعض آثار الحاسد وأضراره على الفرد والمجتمع :
1- حلق الدين (دبّ إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر).
2- انتفاء الإيمان الكامل (لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد).
3- رفع الخير وانتشار البغضاء في المجتمع (لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا).
4- إسخاط الله وجني الأوزار (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).
5- مقت الناس للحاسد وعداوتهم له (شر الناس من يبغض الناس ويبغضونه).
6- الحاسد يتكلم في المحسود بما لا يحل له من كذب وغيبة وإفشاء سر.

■ صفات الحسود :
1- يتمنى زوال نعمتك.
2- يتمنى لو أنه امتلك أفضل منك.
3- إذا امتلكت شيئا ترى في وجهه الكره, ولربما استهزأ منه وسخر, ولربما سخر من الشيء الرخيص, والسبب دنو نفسه أكثر من الذي قبله.
4- إذا سعدت لا ترى في وجهه سعادة لسعادتك, بل على العكس تراه صامتاً محتاراً, أو إذا كان عالماً بسعادتك فقد يكره ذلك, ومنهم من يظهر ذلك على وجهه.
5- يتربص بك الدوائر, فلا يسمع بزلة لك أو هفوة إلا وتراه يفرح بها, وربما عابك بها في وجهك, ومنهم من يطعن بها عليك في ظهرك.
6- عائن لا يذكر الله فيك ولا يبرك أو يبارك لك فيما رزقت أو امتلكت, وهي دائمة حتى مع الغير.
7- البعض منهم قد يتوهم لك أمرا ثم يحسدك عليه, وهذا من عجائب القوم.

■ وعلاج ذلك لمن رأى شيئاً في نفسه :
1- التوبة إلى الله.
2- التقوى والصبر.
3- سؤال الله بإلحاح بأن يقيه من هذه الخصلة.
4- إفشاء السلام, قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم, افشوا السلام بينكم".
5- القناعة بما قسم الله.
6- تذكر عقاب الله.
7- إذا رأى في أخيه شيئاً طيباً فليبادر بالدعاء له بالبركة ـ على البركة ـ الله يبارك لك فيه ـ الله يعطيك خيره ويكفيك شره ـ وغير ذلك مما يخزي به الشيطان, ويعود نفسه على ذلك.
8- من وجد في نفسه شيئاً كأن يبغض حصول صديقه على أمر طيب, فليبادر وليدعو الله بأن يرزق صديقه أو أن يوفقه, ليخزي نفسه الأمارة بالسوء وليخزي الشيطان.
9- إذا وجد في نفسه شيئا من الحسد, يوبخ نفسه من فوره ويردد متهما نفسه : يا حسود، يا حسود، لا بارك الله فيك أو ما أشبه ذلك.
10- يعود نفسه الفرح لفرح غيره, والسرور لسرور غيره, والضيق لضيق غيره.

الترتيب:

#11K

0 مشاهدة هذا اليوم

#22K

27 مشاهدة هذا الشهر

#28K

9K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 96.
المتجر أماكن الشراء
مصطفى العدوي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار السنة 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث