█ _ Mahmoud Hussin 2020 حصريا حبس اختياري عن دار الرواق للنشر والتوزيع 2024 اختياري: لم ينتبه «رفعت غراب» لحقيقة رحلته إلا حين أيقن أنها قد شارفت الانتهاء آنذاك فقط أدرك أنه أمضى حياته مُرتضياً العيش هامش الدنيا مُحاطاً بأسوار ذكريات الأمس التي تصد عنه كل بصيص لشمس الغد يُعاقب بالانعزال عدم ارتكابه لشيء يزرع خيراً أو شراً فبقيت مُقفرة لا زهر فيها ولا أشواك مجاناً PDF اونلاين
❞ “عشق الدنيا كعشق المرأة .. بعضهم يخشى البوح به، والبعض الآخر يخجل من الحديث عنه، لكني مثل الجميع عاشق للدنيا، الفرق بينى وبينهم أننى أعلنها لنفسى .. وهذه شجاعة لم يقو عليها الكثيرون .. كل منا يرتدى قناعاً يخشى خلعه أمام نفسه .. لربما كرهها إذا رأى كم وجهه الحقيقى مشوه، يقولون الصورة ليست بهذه السوداوية، وأنا أقول ربما لأنكم لم تعرفوا البشر كما عرفتهم” . ❝
❞ “مضي نهارها المُلتهب، وحل مساؤها الكئيب .. تزحفت مِسعدة بفراشها حتى انزوت بجانب الحائط، مؤتنسة بوحدتها، مُحتمية بصمتها، مُلتحفة بظلال جدران محسبها .. على رغم كل شئ كانت تشعر بالأمان، ومن آمن أكثر من إنسان لا يملك ما يفقده، فلا شئ يخيفه، أو يريعه، أو يؤرقه إلا غارات الذكريات التى تبعث الماضى من قبر النسيان، وسر محفور داخل قلبها، محبوس بين أضلعها” . ❝
❞ “الجدران هنا تتنفس، ونقوشها تروي حكايات الزمن الجميل، وضوؤه يشع من ثقوب مشربياتها زمن كان لايزال فيه البشر بشر .. وكانت ˝إنسانية˝ فيه معني على الرغم من اصطكاك السيوف، وصهيل الخيول، وسفك الدماء .. على الأقل كان عدونا معروفاً، كاشفاً وجهه، لم تكن ملامحه تشبهنا، ولا يتكلم لغتنا، ولا يتشارك معنا اسم الجد الأكبر .. حتى مطامعه على حقارتها كانت أسمى من تلك المطامع التى يُراق لها الدم اليوم” . ❝