█ *التئام جروحي* تلك الجروح الوبيلة التي كانت سببًا تدميري أنا فقط من قمت بالتئامها لا أحد يساعدني التعافي ولكن أساعد نفسي أجدني مكبولةً وسط الدجن ولا أجد يكامحني ويدعمني؛ فأنا أدعم وأجعل جروحي تلتئم أعيش بين الغوائل يجعلونني معدومة الثقة الآخرين معزوة عن العالم أتمنى لو يُساندني التئام ذلك الشخص الذي يجعل الأمل يتلألأ داخل قلبي أمسك يدي وأداويها؛ فلا يداوي غيري تزول تلك احتاج لأحدٍ جرحي؛ أريد أن يشعرني أحدهم بالشفقة ويجعلني أتألم بتلك النظرات فنظرات الشفقة تؤلم أكثر الألم ينتهي كل هذا وأعود كما كنت گ إنجي محمد "بنت الأزهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *˝جرح عاشق˝*
في ليلةٍ عصيبةٍ يسودها الانكسار والحزن، تلاحقه أفكاره مُتذكرًا كل السلبيات التي احتلَّت كيانه، جرحٌ تلو الآخر، حتى انشق قلبه إربًا صغيرة، يتحدث عقله مع قلبه الهشِّ الذي فقد حريته مُنذ تلك الذكرى؛ لتستحوذ عليه مرارة الأيام، يضحك على ألمه مُتناسيًا إيَّاه، وفي غضونٍ لحظاتٍ يصرخ وكأن ألم العالم تجمع بداخله، ليس مجرد وجعٍ يشعر به، ولكنه يعتري فؤاده فيكاد الحزن أن ينهي عليه، مشاعر مُتضاربة، مزيجٌ بين الخذلان والانكسار، تُسلب إرادته على الحياةِ؛ ليتجه إلى الغرق في أحزانه، تعود على الكتمانٍ ولا يستطيع البوح بما في قلبه؛ حتى انقلب كل شيءٍ حين رآها ثانيةً، ألم ينساها بعد؟ ألم يلتئم الجرح الذي سببته له؟ أقلبه أحمقٌ ليظل مسحورًا بابتسامتها؟
كل هذه الأسئلة تفوه بها عقله مُعنفًا قلبه على كل شيءٍ، فهي من تركته ورحلت دون تفسيرٍ، هي من تخلت عنه ولم تفكر فيما كان يجمعهم، نسيت كل شيءٍ، حبه لها وكلماته التي كان يكررها بأنه لا يستطيع بدونها، كان يريد أن يعانقها ولو لمرةٍ واحدة، ولكنه دون جدوىٰ، فقد ذهبت دون أن تخبره؛ ليستيقظ من دوامة أفكاره على يديها الناعمة، ونظرة عينيها المليئة بالندم، ليزداد غضبه ويثور بجنونٍ تام، وكأنه يريد الفتك بها وإزهاق روحها، ينظر لها بتوجس غير مبالٍ لنزيف قلبه، غير مهتمٍ لصراخات روحه، لم يرى سوى خذلانها، يقف على حافة الجسر وبه قضبانٌ حديدية، تركض خلفه لتنقذه من تبعثر روحه، يريد التخلص من حياته، فقد استسلم لكل شيءٍ، يصرخ بصوته الغليظ بعض الشيء؛ ليستوقف خطواتها المتقدمة نحوه بخوف سائلًا إياها: لمَ فعلتِ هذا؟ ألم يكفي حبي لكِ؟.
تهطل عبراتها على وجنتيها التي تكسوها الحمرة وكأنها في سباقٍ وتريد الفوز حتمًا، تبكي بغزارةٍ ولا تستطيع التفوه بأي شيءٍ، حتى نفذ صبره، يتحرك يمينًا ويسارًا ثم بكي بقوةٍ مما جعل قلبها يتألم قائلًا لها: أنا الآن أحتضر، أنا سأموت حتمًا! لينظر نحو تلك الحفرة التي يراها في الأسفل ويصرخ بها مرةً أخرى متفوهًا: بالنسبة لي كل هذا حقيقي، الحفرة اللعينة في الأرض حقيقة! لم يكن مجرد تخيل، أنا لا أقف على الحافة فقط، ولكنني أسقط فعلًا، يزداد نحيبه وشهقاته، ترتطم قدماه فتسقط أرضًا، خرت قوته ولم يستطيع الصمود أكثر من ذلك، حتى تحدث ثانيةً من بين شهقاته مخبرًا إياها: كذبت على نفسي ذات مرة، عندما قلت إنني أستطيع تجاوز كل ما يحدث، ولكنني لم أستطع أن أتخطى ما فعلته بي، تنظر له بشفقةٍ وتريد الاقتراب منه، ولكنه يمنعها من ذلك، يحاول لمَّ شتاته والوقوف ثانيةً حتى استطاع ذلك، وحينها خطى عدة خطواتٍ ثم قال: لن أسامحكِ، فلم يستطع العالم تدميري، أنتِ فقط من استطعتِ، أنهى حديثه متسندًا على تلك العوائق الحديدية سائرًا نحو مستقبل جديد، تاركًا العنان لذلك الماضي الأليم.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝فوات الأوان˝*
تختلط أفكاره، وتسيل دموعه على وجنتيه مُتذكرًا ما حدث في تلك الليلة العصيبة التي تتميز بسكون الليل وبرودته،عندما اتجه نحوها؛ ليخبرها بحبه لها، يريد أن يجعلها حبيبته، فقلبه يريد قربها، تفوه بالكثير من العبارات؛ لتقبل بحبه، ولكن كسرت قلبه دون شفقةٍ، لم تهتم بحبه، واهتمامه بها، نسيت كل شيءٍ فعله من أجلها، أخبرته بأنها تملك القدرة على تدميره؛ ليئن قلبه ويتألم من أثر حديثها، فماذا فعل لتحدثه هكذا؟ تمر الشهور، يجاهد نفسه، ويريد نسيانها، ولا يستطيع؛ لتأتي بخطواتٍ متعرجة، تفرك بيديها، وتجول بنظرها يمينًا ويسارًا، تُتمتم بكلماتٍ، وتتلعثم في الباقي حتى نظر لها بنظراتٍ تسودها الحسرة والعتاب متسائلًا عن سبب مجيئها، استجمعت قوتها؛ لتخرج صوتها الهشَّ قائلةً: ˝اعتذر عما قلته، فأنا الآن أريدك، حياتي بدونك مُدمرة كليًا، لا أستطيع نسيانك˝.
يضحك بسخريةٍ عما قالت، أتعتقد أنه لعبةً بين يديها؟ أم ماذا؟ تظن إنه سيعود لها ولحبها، ولكن لا تدرك مدىٰ قسوتها عليه، يتحدث بصوتٍ مبحوح يمتزج بضعف جسده الهزيل متفوهًا: ˝لا، ستكسرين قلبي مجددًا، وأنا لا أستطيع تحمل هذا، فما فعلتيه يكفي إلى الآن لم أتخطاه˝.
تهز رأسها بعنفٍ؛ لتخبره بأنها لم تفعل ذلك، وتعده بذلك.
ولكن متى؟ بعد فوات الأوان، بعد جرحِه وكسرتِه، ألم يكفها نومه على وسادته بعيونٍ باكيةٍ ومتورمة؟! أين كانت حينها؟
لينظر لها مرددًا أجابته: ˝لا، لماذا لا تفهمين؟ في كلتا الحالتين أنا الذي أخسر˝.
قائلًا بعبراتٍ متحجرة في مقلتيه: ˝لا أستطيع أن أحبك، ولا أستطيع أن أكرهك أيضًا، وهذا الأمر يؤلمني، ويفسد حياتي، فقط ما أحتاجه أن لا أشعر بشيءٍ تجاهك، أن أنسى ذلك الحب الذي بداخلي، أحتاج أن لا افكر بكِ، أن لا أهتم بكِ على الإطلاق! لا أعرف كيف أفعل ذلك! فحبك لعنة تحطم كل شيءٍ، تعلمين أنكِ أخبرتيني ذات مرة بأنكِ تمتلكِ القدرة على تدميري وتحطيمي، تتذكرين ذلك؟ كانت تلك أنتِ، أنتِ من تحدثتي بذلك، والآن تريدي أن أعود إليكِ˝، تنظر له بندمٍ كبير، تحاول استعطافه، ولكنه مجروح حتمًا؛ ليسير في الجهة الأخرى؛ رافضًا لحديثها وتوسلها، فهو لا يستطيع العيش معها، وهي من رفضت حبه من قبل، لتنهار وتسقط أرضًا، فهي لم تتوقع أنه سيفعل ذلك، كانت تعتقد أنها ستصلح كل شيءٍ، وسيعود لها من جديد، ولكنها أتت بعد فوات الأوان، أتت بعد تدمير قلبه، وتفتته إلى أشلاءٍ، فحبها لا يصلح ما أفسدَته منذ زمن، فهي من فعلت ذلك بنفسها، ويجب عليها تحمل خطأها.
گ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝أحببتك بالرغم من˝*
يتفوه القلب بكلماتٍ تُعد مناقضةً للعقل المتأذي من فعلته، نحيبٌ دام طويلًا مُهلكًا للروحِ، وكأن هناك حرب تستحوذ علي كل شيءٍ؛ فليس سوى حبٍ من طرف واحد يطرأ على الجسد فيهلكه، تقدم الحب والأمان والحنان فتلقى القسوة والجفاء والعجرفة، وبالرغم من كل ذلك إنها ما زالت تعشقه حد اللعنة، أهذا القلب مجنون؟ أم يتحلى بالجنون ليعيش في سلام؟
فجوةٌ تلو الأخرى تنغرس بداخل القلب المُحب فما يراه من حبيبه ليس سوى الكراهية التي تجعله يتألم ويئن، مسالمةٌ لأشياءٍ لم تكن هكذا من قبل، كان في بداية الأمر يحتوي قلبها ويشعرها بالأمان الذي افتقدته سابقًا، ولكنه أضحى يطرأ عليه التغيرات التي كانت تُرهق قلبها؛ فعندما كانت تُحادثه كانت تشعر وكأنه يختصر الرد ويعطيها حججًا؛ ليغلق الكلام معها، ويؤثر في قلبها الهشَّ الذي كان يريده ليستكمل طريقه، صار يتعمد الهروب ويغلق الباب الذي يجمعهم، الحب الذي كان يحدثها عنه، أنسيَّ كل ما قاله لها؟ أم تعمد ذلك النسيان؟ لتتذكر أول موعدًا لهما، عندما كان يعانقها ويُسمعها أجمل الكلمات، حينها كانت كالعصفور يتقافز في السماء مع شعرها المُتطاير الذي يشبه شفق الشمس في لونه الرائع، لتغمض عينها بقوةٍ غير قادرة على الصمود، تركض هنا وهناك غير مباليةٍ بمن يناديها، ضوضاء، صوت صدوم السيارات يرتفع، حتى انشلتها يد لم تكن تعرف صاحبها، لتنظر بتوجسٍ لتلك اليد بدموعٍ مُتلألة، وعيون راجية تعتقد إن من تحبه هو من انقذها، ولكن دون جدوىٰ فقلبها مازال يؤلمها، تحبه وتريد قربه ولكن هو لا يريدها، تحبه رغم عذاب روحها، لم يكن الحب منصفًا لقلبها، تظهر غمام أمام عينها فتستسلم لها تاركةً العنان لحزنها؛ لتستيقظ بعد غضون ساعات ولكن بشخصيةٍ أخرى، تحاول نسيانه رغم حبها له، ولكن قلبها ينشق إلى أشلاءٍ صغيرة من كثرة جرحها، تهطل دموعها كالودقِ ولكنها أحبته بالرغم من عذابه لروحها قبل جسدها، أحبته بالرغم من اهمالها وتدميرها لحياتها، الآن فقط تريد الانعزال عن كل شيءٍ ونسيانه.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝