❞ *˝فوات الأوان˝*
تختلط أفكاره
, وتسيل دموعه على وجنتيه مُتذكرًا ما حدث في تلك الليلة العصيبة التي تتميز بسكون الليل وبرودته
, عندما اتجه نحوها؛ ليخبرها بحبه لها
, يريد أن يجعلها حبيبته
, فقلبه يريد قربها
, تفوه بالكثير من العبارات؛ لتقبل بحبه
, ولكن كسرت قلبه دون شفقةٍ
, لم تهتم بحبه
, واهتمامه بها
, نسيت كل شيءٍ فعله من أجلها
, أخبرته بأنها تملك القدرة على تدميره؛ ليئن قلبه ويتألم من أثر حديثها
, فماذا فعل لتحدثه هكذا؟ تمر الشهور
, يجاهد نفسه
, ويريد نسيانها
, ولا يستطيع؛ لتأتي بخطواتٍ متعرجة
, تفرك بيديها
, وتجول بنظرها يمينًا ويسارًا
, تُتمتم بكلماتٍ
, وتتلعثم في الباقي حتى نظر لها بنظراتٍ تسودها الحسرة والعتاب متسائلًا عن سبب مجيئها
, استجمعت قوتها؛ لتخرج صوتها الهشَّ قائلةً: ˝اعتذر عما قلته
, فأنا الآن أريدك
, حياتي بدونك مُدمرة كليًا
, لا أستطيع نسيانك˝.
يضحك بسخريةٍ عما قالت
, أتعتقد أنه لعبةً بين يديها؟ أم ماذا؟ تظن إنه سيعود لها ولحبها
, ولكن لا تدرك مدىٰ قسوتها عليه
, يتحدث بصوتٍ مبحوح يمتزج بضعف جسده الهزيل متفوهًا: ˝لا
, ستكسرين قلبي مجددًا
, وأنا لا أستطيع تحمل هذا
, فما فعلتيه يكفي إلى الآن لم أتخطاه˝.
تهز رأسها بعنفٍ؛ لتخبره بأنها لم تفعل ذلك
, وتعده بذلك.
ولكن متى؟ بعد فوات الأوان
, بعد جرحِه وكسرتِه
, ألم يكفها نومه على وسادته بعيونٍ باكيةٍ ومتورمة؟! أين كانت حينها؟
لينظر لها مرددًا أجابته: ˝لا
, لماذا لا تفهمين؟ في كلتا الحالتين أنا الذي أخسر˝.
قائلًا بعبراتٍ متحجرة في مقلتيه: ˝لا أستطيع أن أحبك
, ولا أستطيع أن أكرهك أيضًا
, وهذا الأمر يؤلمني
, ويفسد حياتي
, فقط ما أحتاجه أن لا أشعر بشيءٍ تجاهك
, أن أنسى ذلك الحب الذي بداخلي
, أحتاج أن لا افكر بكِ
, أن لا أهتم بكِ على الإطلاق! لا أعرف كيف أفعل ذلك! فحبك لعنة تحطم كل شيءٍ
, تعلمين أنكِ أخبرتيني ذات مرة بأنكِ تمتلكِ القدرة على تدميري وتحطيمي
, تتذكرين ذلك؟ كانت تلك أنتِ
, أنتِ من تحدثتي بذلك
, والآن تريدي أن أعود إليكِ˝
, تنظر له بندمٍ كبير
, تحاول استعطافه
, ولكنه مجروح حتمًا؛ ليسير في الجهة الأخرى؛ رافضًا لحديثها وتوسلها
, فهو لا يستطيع العيش معها
, وهي من رفضت حبه من قبل
, لتنهار وتسقط أرضًا
, فهي لم تتوقع أنه سيفعل ذلك
, كانت تعتقد أنها ستصلح كل شيءٍ
, وسيعود لها من جديد
, ولكنها أتت بعد فوات الأوان
, أتت بعد تدمير قلبه
, وتفتته إلى أشلاءٍ
, فحبها لا يصلح ما أفسدَته منذ زمن
, فهي من فعلت ذلك بنفسها
, ويجب عليها تحمل خطأها.
گ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝. ❝