█ «دمار فكري» تعد السوشيال ميديا عامل من عوامل هدم المجتمع يجلس عليها البعض بالساعات ولا يلاحظون مدى خطورة الأمر يعتقدون أن كل هذا مجرد تسلية وترفيه ولكن لا يعلمون ذلك يؤثر حياتهم العملية والعلمية يدمر عقولهم وأفكارهم نعم؛ فهو سلاح ذو حدين الكثير يقوم بالاستخدام الصحيح لها ويستغلونها تطوير والبعض الآخر يستخدمونها الخطأ يستغلونها تطويرهم أتمنى لو ذاتهم يضيعون أوقاتهم أكثر يسرق الوقت ويظل الشخص واقفًا مكانه دون تقدم دائمًا أتساءل: عن السبب الذي يجعلنا مدمنين للسوشيال والتكنولوجيا أجد غير إننا نلهو بعيدًا التقدم نستطيع التوقف گ إنجي محمد "بنت الأزهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *˝فوات الأوان˝*
تختلط أفكاره، وتسيل دموعه على وجنتيه مُتذكرًا ما حدث في تلك الليلة العصيبة التي تتميز بسكون الليل وبرودته،عندما اتجه نحوها؛ ليخبرها بحبه لها، يريد أن يجعلها حبيبته، فقلبه يريد قربها، تفوه بالكثير من العبارات؛ لتقبل بحبه، ولكن كسرت قلبه دون شفقةٍ، لم تهتم بحبه، واهتمامه بها، نسيت كل شيءٍ فعله من أجلها، أخبرته بأنها تملك القدرة على تدميره؛ ليئن قلبه ويتألم من أثر حديثها، فماذا فعل لتحدثه هكذا؟ تمر الشهور، يجاهد نفسه، ويريد نسيانها، ولا يستطيع؛ لتأتي بخطواتٍ متعرجة، تفرك بيديها، وتجول بنظرها يمينًا ويسارًا، تُتمتم بكلماتٍ، وتتلعثم في الباقي حتى نظر لها بنظراتٍ تسودها الحسرة والعتاب متسائلًا عن سبب مجيئها، استجمعت قوتها؛ لتخرج صوتها الهشَّ قائلةً: ˝اعتذر عما قلته، فأنا الآن أريدك، حياتي بدونك مُدمرة كليًا، لا أستطيع نسيانك˝.
يضحك بسخريةٍ عما قالت، أتعتقد أنه لعبةً بين يديها؟ أم ماذا؟ تظن إنه سيعود لها ولحبها، ولكن لا تدرك مدىٰ قسوتها عليه، يتحدث بصوتٍ مبحوح يمتزج بضعف جسده الهزيل متفوهًا: ˝لا، ستكسرين قلبي مجددًا، وأنا لا أستطيع تحمل هذا، فما فعلتيه يكفي إلى الآن لم أتخطاه˝.
تهز رأسها بعنفٍ؛ لتخبره بأنها لم تفعل ذلك، وتعده بذلك.
ولكن متى؟ بعد فوات الأوان، بعد جرحِه وكسرتِه، ألم يكفها نومه على وسادته بعيونٍ باكيةٍ ومتورمة؟! أين كانت حينها؟
لينظر لها مرددًا أجابته: ˝لا، لماذا لا تفهمين؟ في كلتا الحالتين أنا الذي أخسر˝.
قائلًا بعبراتٍ متحجرة في مقلتيه: ˝لا أستطيع أن أحبك، ولا أستطيع أن أكرهك أيضًا، وهذا الأمر يؤلمني، ويفسد حياتي، فقط ما أحتاجه أن لا أشعر بشيءٍ تجاهك، أن أنسى ذلك الحب الذي بداخلي، أحتاج أن لا افكر بكِ، أن لا أهتم بكِ على الإطلاق! لا أعرف كيف أفعل ذلك! فحبك لعنة تحطم كل شيءٍ، تعلمين أنكِ أخبرتيني ذات مرة بأنكِ تمتلكِ القدرة على تدميري وتحطيمي، تتذكرين ذلك؟ كانت تلك أنتِ، أنتِ من تحدثتي بذلك، والآن تريدي أن أعود إليكِ˝، تنظر له بندمٍ كبير، تحاول استعطافه، ولكنه مجروح حتمًا؛ ليسير في الجهة الأخرى؛ رافضًا لحديثها وتوسلها، فهو لا يستطيع العيش معها، وهي من رفضت حبه من قبل، لتنهار وتسقط أرضًا، فهي لم تتوقع أنه سيفعل ذلك، كانت تعتقد أنها ستصلح كل شيءٍ، وسيعود لها من جديد، ولكنها أتت بعد فوات الأوان، أتت بعد تدمير قلبه، وتفتته إلى أشلاءٍ، فحبها لا يصلح ما أفسدَته منذ زمن، فهي من فعلت ذلك بنفسها، ويجب عليها تحمل خطأها.
گ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝أحببتك بالرغم من˝*
يتفوه القلب بكلماتٍ تُعد مناقضةً للعقل المتأذي من فعلته، نحيبٌ دام طويلًا مُهلكًا للروحِ، وكأن هناك حرب تستحوذ علي كل شيءٍ؛ فليس سوى حبٍ من طرف واحد يطرأ على الجسد فيهلكه، تقدم الحب والأمان والحنان فتلقى القسوة والجفاء والعجرفة، وبالرغم من كل ذلك إنها ما زالت تعشقه حد اللعنة، أهذا القلب مجنون؟ أم يتحلى بالجنون ليعيش في سلام؟
فجوةٌ تلو الأخرى تنغرس بداخل القلب المُحب فما يراه من حبيبه ليس سوى الكراهية التي تجعله يتألم ويئن، مسالمةٌ لأشياءٍ لم تكن هكذا من قبل، كان في بداية الأمر يحتوي قلبها ويشعرها بالأمان الذي افتقدته سابقًا، ولكنه أضحى يطرأ عليه التغيرات التي كانت تُرهق قلبها؛ فعندما كانت تُحادثه كانت تشعر وكأنه يختصر الرد ويعطيها حججًا؛ ليغلق الكلام معها، ويؤثر في قلبها الهشَّ الذي كان يريده ليستكمل طريقه، صار يتعمد الهروب ويغلق الباب الذي يجمعهم، الحب الذي كان يحدثها عنه، أنسيَّ كل ما قاله لها؟ أم تعمد ذلك النسيان؟ لتتذكر أول موعدًا لهما، عندما كان يعانقها ويُسمعها أجمل الكلمات، حينها كانت كالعصفور يتقافز في السماء مع شعرها المُتطاير الذي يشبه شفق الشمس في لونه الرائع، لتغمض عينها بقوةٍ غير قادرة على الصمود، تركض هنا وهناك غير مباليةٍ بمن يناديها، ضوضاء، صوت صدوم السيارات يرتفع، حتى انشلتها يد لم تكن تعرف صاحبها، لتنظر بتوجسٍ لتلك اليد بدموعٍ مُتلألة، وعيون راجية تعتقد إن من تحبه هو من انقذها، ولكن دون جدوىٰ فقلبها مازال يؤلمها، تحبه وتريد قربه ولكن هو لا يريدها، تحبه رغم عذاب روحها، لم يكن الحب منصفًا لقلبها، تظهر غمام أمام عينها فتستسلم لها تاركةً العنان لحزنها؛ لتستيقظ بعد غضون ساعات ولكن بشخصيةٍ أخرى، تحاول نسيانه رغم حبها له، ولكن قلبها ينشق إلى أشلاءٍ صغيرة من كثرة جرحها، تهطل دموعها كالودقِ ولكنها أحبته بالرغم من عذابه لروحها قبل جسدها، أحبته بالرغم من اهمالها وتدميرها لحياتها، الآن فقط تريد الانعزال عن كل شيءٍ ونسيانه.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝همٌ وبيل˝*
تتساقط الأفكار على العقل مُقيدةً له عما يجول من حوله؛ ليصبح الهم يُراودني ويسكن فكري، يتوغل بداخلي وكأن كل شيءٍ يتحالف على تشتيت ما تبقى من روحي، أسير بضياعٍ نحو مستقبل مجهول، لا أعلم إلى أين سأصل؟
روحٌ منهكةً، عقلٌ تسوده السلبية، أصبحت كالمغيبة التي تسير وتنتظر الوصول، ولكن كل هذا دون جدوىٰ، فالشجن الذي تسلل بداخلي دمر كل شيءٍ، سكن بداخلي وتجسد بسرعة كبيرة، ينمو وكأنه يريد الانفراد بي، شعرت وكأنه يحتاج إلى قصرٍ كبيرٍ حتى لا يزهق روحي أثر زيادته، وحينما استندت برأسي على ركبتاي أرى في مُخيلتي مشهدًا وكأنها رسالةً لتوقظني من ضجري، رأيت شخصًا كان يركض نحو بناء نفسه ومستقبله ونسيٰ نفسه وأصدقائه، حتى تشبثت به ذكرياته وأفكاره، كادت تخنقه وهو يسير وحيدًا أمام قصره الرائع الذي اجتهد من أجله، قصرٌ يتميز بجماله وألوانه المتناسقة ما بين الأبيض والأسود، من يراه يعتقد أن صاحبه يعيش في سلامٍ، ولكن ليس كذلك، فهو يخطو خطوة تلو الأخرى نحو ذلك الظل؛ ليحتضنه ويخفف من وحدته التي في يومٍ من الأيام ستقضي عليه حتمًا، ظلت ذكرياته تُلاحقه حتى ضرب رأسه بيديه ليخفف من ألم عقله، لوهنةٍ ظننتُ أنه يريد الفتك بروحه، حتى ركزتُ في تصميم ذلك البيت الكبير وجدته كالسجن له، يعيش بمفرده، يأكله بمفرده، يفعل كل شيءٍ بمفرده، وكأن همه سجنًا يكامحه في ذلك الخيط الأبيض الذي يظهر ليلًا، اهتز جسدي بعنفٍ فور رؤيتي ذلك المشهد، حينها أكملت سيري غير مُبالية للطريق الذي أصل إليه، سأعمل بجهدٍ وتعبٍ وأسعى نحو ما أريد، ولكنني لن أنظر لتلك النتيجة التي تُرهقني وتؤلم فؤادي، لذلك سأسير نحو الحلم بدون استسلامٍ، قادرةٌ على الصمودِ والتحمل، طاردة تلك الأفكار السلبية مستقبلةً حياةً جديدةً وأملًا آخر.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝