█ "من بين الناس اخترتكَ؛ ولكن " كنت أظنُ أن اختياري صحيح لم أكن أعلم كان خاطئًا منذ البداية فأنا الشخص الوحيد الذي أخطأ؛ فقد فضلتك عن الكثير وهذا ليس خطأ أحدٍ غيري اخترتكُ ولم أُريد غيرك لماذا قمت بُخذلاني؟ فأنا حتى الآن أستطع نسيناك نسيان تلك الأيادي التي فضلتُك عليهم أتمنى لو يعود بي الزمن ولن أختارك أبدًا دائمًا أتساءل السبب جعلك تفعل معي كل هذا؛ أجد غير إننى منحتك أكثر من حقك اخترتك قبل الاختيار الخاطئ يُهلك صاحبهُ وينهك روحهُ ثقتي وقلبي وكل شيء أنتَ لا تستحق هذا آلاف الأشخاص ذلك؛ فعندما كنت أُحادثك رحيلي كنتُ أقول الحقيقة أهددك فقط؛ فطاقتي قد نفذت بسببك تحمل أي مرة أخرى وسأظل أندم اختيارك إنني بتفضيلك أشخاصٍ أفضل منك بكثير گ إنجى محمد "بنت الأزهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *˝أحببتك بالرغم من˝*
يتفوه القلب بكلماتٍ تُعد مناقضةً للعقل المتأذي من فعلته، نحيبٌ دام طويلًا مُهلكًا للروحِ، وكأن هناك حرب تستحوذ علي كل شيءٍ؛ فليس سوى حبٍ من طرف واحد يطرأ على الجسد فيهلكه، تقدم الحب والأمان والحنان فتلقى القسوة والجفاء والعجرفة، وبالرغم من كل ذلك إنها ما زالت تعشقه حد اللعنة، أهذا القلب مجنون؟ أم يتحلى بالجنون ليعيش في سلام؟
فجوةٌ تلو الأخرى تنغرس بداخل القلب المُحب فما يراه من حبيبه ليس سوى الكراهية التي تجعله يتألم ويئن، مسالمةٌ لأشياءٍ لم تكن هكذا من قبل، كان في بداية الأمر يحتوي قلبها ويشعرها بالأمان الذي افتقدته سابقًا، ولكنه أضحى يطرأ عليه التغيرات التي كانت تُرهق قلبها؛ فعندما كانت تُحادثه كانت تشعر وكأنه يختصر الرد ويعطيها حججًا؛ ليغلق الكلام معها، ويؤثر في قلبها الهشَّ الذي كان يريده ليستكمل طريقه، صار يتعمد الهروب ويغلق الباب الذي يجمعهم، الحب الذي كان يحدثها عنه، أنسيَّ كل ما قاله لها؟ أم تعمد ذلك النسيان؟ لتتذكر أول موعدًا لهما، عندما كان يعانقها ويُسمعها أجمل الكلمات، حينها كانت كالعصفور يتقافز في السماء مع شعرها المُتطاير الذي يشبه شفق الشمس في لونه الرائع، لتغمض عينها بقوةٍ غير قادرة على الصمود، تركض هنا وهناك غير مباليةٍ بمن يناديها، ضوضاء، صوت صدوم السيارات يرتفع، حتى انشلتها يد لم تكن تعرف صاحبها، لتنظر بتوجسٍ لتلك اليد بدموعٍ مُتلألة، وعيون راجية تعتقد إن من تحبه هو من انقذها، ولكن دون جدوىٰ فقلبها مازال يؤلمها، تحبه وتريد قربه ولكن هو لا يريدها، تحبه رغم عذاب روحها، لم يكن الحب منصفًا لقلبها، تظهر غمام أمام عينها فتستسلم لها تاركةً العنان لحزنها؛ لتستيقظ بعد غضون ساعات ولكن بشخصيةٍ أخرى، تحاول نسيانه رغم حبها له، ولكن قلبها ينشق إلى أشلاءٍ صغيرة من كثرة جرحها، تهطل دموعها كالودقِ ولكنها أحبته بالرغم من عذابه لروحها قبل جسدها، أحبته بالرغم من اهمالها وتدميرها لحياتها، الآن فقط تريد الانعزال عن كل شيءٍ ونسيانه.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝همٌ وبيل˝*
تتساقط الأفكار على العقل مُقيدةً له عما يجول من حوله؛ ليصبح الهم يُراودني ويسكن فكري، يتوغل بداخلي وكأن كل شيءٍ يتحالف على تشتيت ما تبقى من روحي، أسير بضياعٍ نحو مستقبل مجهول، لا أعلم إلى أين سأصل؟
روحٌ منهكةً، عقلٌ تسوده السلبية، أصبحت كالمغيبة التي تسير وتنتظر الوصول، ولكن كل هذا دون جدوىٰ، فالشجن الذي تسلل بداخلي دمر كل شيءٍ، سكن بداخلي وتجسد بسرعة كبيرة، ينمو وكأنه يريد الانفراد بي، شعرت وكأنه يحتاج إلى قصرٍ كبيرٍ حتى لا يزهق روحي أثر زيادته، وحينما استندت برأسي على ركبتاي أرى في مُخيلتي مشهدًا وكأنها رسالةً لتوقظني من ضجري، رأيت شخصًا كان يركض نحو بناء نفسه ومستقبله ونسيٰ نفسه وأصدقائه، حتى تشبثت به ذكرياته وأفكاره، كادت تخنقه وهو يسير وحيدًا أمام قصره الرائع الذي اجتهد من أجله، قصرٌ يتميز بجماله وألوانه المتناسقة ما بين الأبيض والأسود، من يراه يعتقد أن صاحبه يعيش في سلامٍ، ولكن ليس كذلك، فهو يخطو خطوة تلو الأخرى نحو ذلك الظل؛ ليحتضنه ويخفف من وحدته التي في يومٍ من الأيام ستقضي عليه حتمًا، ظلت ذكرياته تُلاحقه حتى ضرب رأسه بيديه ليخفف من ألم عقله، لوهنةٍ ظننتُ أنه يريد الفتك بروحه، حتى ركزتُ في تصميم ذلك البيت الكبير وجدته كالسجن له، يعيش بمفرده، يأكله بمفرده، يفعل كل شيءٍ بمفرده، وكأن همه سجنًا يكامحه في ذلك الخيط الأبيض الذي يظهر ليلًا، اهتز جسدي بعنفٍ فور رؤيتي ذلك المشهد، حينها أكملت سيري غير مُبالية للطريق الذي أصل إليه، سأعمل بجهدٍ وتعبٍ وأسعى نحو ما أريد، ولكنني لن أنظر لتلك النتيجة التي تُرهقني وتؤلم فؤادي، لذلك سأسير نحو الحلم بدون استسلامٍ، قادرةٌ على الصمودِ والتحمل، طاردة تلك الأفكار السلبية مستقبلةً حياةً جديدةً وأملًا آخر.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝عشقٌ مُميت˝*
في جوف الليل وسكونه، تتناثر الأفكار كأوراق الشجر اليابسة، التي تتطاير هنا وهناك، ولكن تَقع داخل ذكرياتها المؤلمة، لتتذكر تلك الحادثة التي تركت أثرًا في قلبها، شاردةٌ فيما حدث معها، تتجه نحو غرفتها مُحاولةً منها على الصمود، تترنح في مشيتها حتى تغلب عليها بكائها المرير، حتى لمست عبراتها وجنتيها وتهطُل بغزارة، تنظر في كل إتجاه كي تتفقد الطرقات، وفور دُلفها إلى غرفتها، تركل الباب بقدميها اليسرى، وتخر قوتها فتسقط أرضًا خلفه غير قادرة على السير، تستند برأسها على ركبتيها، وتتذكر ما حدث لها مُنذ سنواتٍ ولكنها تشعر أنه حدث مذ دقائق قليلة، كانت تركض بسرعةٍ فائقةٍ لتصل إلى من تحبه؛ لتخبره عن مدىٰ حبها، تعد الدقائق لتتحدث معه، ولكن دون جدوىٰ، فلم يكن الحديث مُنصفًا لقلبها الذي تعلق بالأمل وكأنه قشةً تحاول الطيران بها كالعصفور المبتهج؛ لتحل بها الصدمة أثناء حديثهما، تذكرت حينما عاد إلى المنزل وركضت عليه بلهفةٍ، متحدثةٌ بتوتر وهي تحتضنه: أين كنت؟ قلقت عليكَ، أُريد أن أخبرك بشيء ما، كل هذه الكلمات تفوهت بها في غضونٍ دقائق وهو لا يجيب عليها، حتى أخبرته بأنها تحبه بجنون؛ ليهبط يديها من على كتفه مُعنفًا إياها، وكانت الصدمة من نصيبها، باتت تحلم باعترافه لها ولم تكن تتوقع إنه لا يحبها، تسارعت دموعها بالهبوطِ عند سماعها لحديثه الغليظ؛ فكان يستهين بحبها النقي قائلًا: تحبينني ويقهقه أثناء كلماته المؤلمة، ليردف مرةً أخرى: ألم أجد غيرك لأحبها؟ من أنتِ لأحبك؟.
كانت هذه الكلمات تنزل على مسمعيها كالصاعقة التي تُدمر كل شيءٍ، تنظر له بقلبٍ ممزق ومنشق كليًا، وعيونٌ تلمع الدموع بها وتتحجر، محطمةٌ من حديثه الذي ذكرها به إنها مُجرد يتيمة وعائلته من عطفت عليها؛ فلو علم مدىٰ حبها له لم يفعل ذلك بها، حينها ركضت دون وعي وخرجت من البيت بأكمله تاركةً حبها وعشقها الذي أمات قلبها، لتتجه نحو محطة القطار، تريد أن تبتعد عن البلدة بأكملها، لا تعلم إلى أين تذهب؟ ولكن جرحها منه كان كالمنوم المغناطيسي، يحدفها عقلها إلى مصير لا تعرفه، وفور تحرك القطار من محله دفنت وجهها بين كفيها تاركةً دموعها وانشقاق قلبها خلفها، وكأنها شخصٌ آخر، تتماسك في حلمها ولم تنسى كلماته لها بإنها يتيمة وهناك الأفضل منها، نظر للنسب ولم ينظر لحبها، أمجنون هو؟ ليترك من تضحي بنفسها لتحميه من عقاب والده، ليترك من تعطيه مجهودها الدراسي من أجل حبها له، عملت على نفسها بجهدٍ كبير؛ كي تحصل على اسمًا كاسم عائلته، حتى بعد مرور الكثير من التعب والمشقة وصلت إلى ما تريد، بعد سنين من الذُلِ والخوف وقلة الأكل والقهر، يأتي الليل عليها غير قادرة على التماسك والصمود، فبرغم مرور سنواتٍ عديدةٍ لم تستطع إخراجه من قلبها، كانت تبكي طيلة الليل وتعمل طيلة النهار، حتى ظهرت من جديد في صفقة عمل بين شركتها وشركة والده؛ ظهرت شخصًا أخر؛ لتعلمه كبرياء الأنثي الذي كسرها من قبل، وعندما رأها لم يصدق عينه أهذه هي؟ من اشتاق قلبه إليها، وتدمرت أحواله في بعدها، ظهرت لتريح قلبه من جديد، ولكن دون جدوىٰ فهي الآن لا تراه، جلست على كرسها بشموخٍ لا يليق غير بها، ثم تحدثت في أمور العمل، تتحدث بثقة كبيرة وكأنها تعمل في هذا المجال منذ زمنٍ طويل، ينظر لها والده بفخرٍ فرغم كل شيء يعتبرها ابنته، لا يعلم لماذا رحلت؟ ولكن ما يعلمه أنه اشتاق إلى ابتسامتها الحنونة، لتذهب إليه بعد انتهائها محتضنةً أياه، تشعر بالأمان معه، سيلان من الدمع يصب على قميصه لينظر إليها ويجفف دموعها؛ لتنظر بعتابٍ إلى ذلك الشخص الذي يقف في جانب الغرفة غير قادرٍ على النظر إليها، فهو من دمر كل شيءٍ بغبائه، يريد أن يصلح كل شيء، وبعد محاولاتٍ عديدةٍ تحدثت بفراغ صبر: ألمَ أقل لك إنك مجرد صفحة ومزقتها من حياتي؟ ألمَ تقل إنك لا تحبني؟ وها أنا الآن أقول لكَ لا أحبك.
ثم ترجع للخلف عدة خطوات لتستدير نحو الباب وتخرج من المكان بأكلمه لتعود إلى بيتها مستسلمةً لقلبها الذي يعاند مع عقلها من جديد، ذلك القلب الذي ما زال يحبه، ولكن كبريائها يمنعها من النسيان والعودة إليه، باتت مُحاولاته بالفشل، وانتصر عقلها على قلبها؛ لتحظى بسلامٍ تام بعد سنين عُجاف دامت طويلًا كانت تُرهقها وتؤلمها، ولكن الآن لم تعد تلك اليتيمة؛ بل حققت حلمها وصارت صاحبة عمل كبير وتزوجت بمن يحبها وعوض قلبها عن التشتت الذي وقع عليه من قبل.
لـ/ إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝