█ فراشتي الصغيرةُ: إنها فراشةٌ صغيرةٌ بالكاد ترى أسمّيها أميرتي أحياناً وأحياناً أخرى لا أسمّيها فيها يجتمعُ نصفي المفقودُ وفيّ نصفُها المفقود نحن مفقودان حينما نفتقدُ بعضَنا ونتواجدُ نتواجدُ مع بعضِنا هي سرُّ من أسرار الحقيقةِ وأنا هو الحقيقة أنا لي وهي لها أما النصفان المتبقّيان لم أكتشف بعد أسرارَ وجودِهما الخفي خلفي تركْتُ مفاتيحَ أسرتي وأمامي رميْتُ أحلامي وفي قلب مرساةَ نجاتي تفهمُ عباراتي مثلُها ولكنها فيجبُ أن أقبلَها كما هي موجودةٌ حروف الحضاراتِ بحضرة مَن حضَرَ احتضاراتي قرأَ مقالاتي كتاب أستغفر الله العظيم كل ذنب عظيم مجاناً PDF اونلاين 2024 سيمفونية التراب لأنك السبيل يا سبيلي الحنجرة والبركان وفقاقيع الحرمان زهرتي الفضولية بائعة الرمان (وبعناوين متعددة أخرى) يكشف الكاتب السوري الشاب رشيد أحمد عن جوهر أسلوبه الذي اتبعه كتابه "استغفر عظيم" والصادر دار الدراويش للنشر والترجمة ألمانيا أسلوب جنسه ليس شعرا أو نثرا قصّا تماما ولكنه يتحرك بين جميع تلك الأجناس الأدبية ليقدم خلاله مجموعة النصوص الإنسانية والوجدانية القريبة القارئ و"لغة الإنسان اليومية" والروحانية يعالج فيها مشاكل عديدة كقضيتي التهجير واللجوء والوجود وأسئلته ولا يخلو الكتاب الفلسفة والثورة بمفهومها العام وغيرها القضايا كحقوق المرأة الإجتماعية وحول الحديث المجتمع يرى الكاتب: «المجتمع؟! يكتمل باكتمال وعي الأفراد وتكون جميلة بالابتكار وخلق السلام والسعي للتصالح والعمل تهذيب الذات لخلق بيئة للتسامح وهكذا تكتمل (الحواس الخمسة) فتظهر الحاسة السادسة التي نفتقدها
❞ «الجنينُ رقم 1 يقولُ للجنين رقم 2: هل أنت معارضٌ أم مؤيّد؟
الجنينُ 2: أنا معارضٌ للنظام السوري، وحينَما أبلغُ سنَّ البلوغِ سوف أحاربُهم، لأبيدَهم!
الجنينُ رقم 1: أنا مؤيّدٌ وأكرهُ إخوانَ المسلمين أمثالك، وأحبُّ قائدَنا إلى الأبد (واعْ.. واعْ.. واعْ.. واعْ..).
الجنينُ 2: اسكتْ، وإلا حطّمْتُ زجاجَ حضانتك، انتظرْ كي أنمو قليلاً وسوف ترى ردّةَ فعلي، (واعْ.. واعْ.. واعْ..).
هنا وإذ بقدوم الجنينِ ذو الشعر الأشقر، الأجنّةُ الثلاثةُ الآن بجانب بعضهم البعض، (الوعاويع) في تصاعد.
الجنينُ الأوروبيُّ: من أين أنتم؟
يردُّ الاثنان معاً: نحن سوريون!
الجنينُ الأوروبيُّ: عودوا إلى بلادكم، نحن لا نريدُكم، كنْتُ أسمعُ أبي وأمي والزوّار حينما كنْتُ في بطن أمّي، أنتم ترعبوننا، ونحن لسْنا بصدد العملِ على توسيع آفاقِكم الأدبية والأخلاقية.
يردُّ الجنينُ المعارضُ: أرجوك أيُّها الصديقُ، نحن هنا لأننا نحبُّ السلامَ، ألا ترى ما يفعلُه النظامُ الحاكمُ بالناس هناك؟
الجنينُ المؤيّدُ: نعم أيُّها الصديقُ، نحن لأجل السلامِ، ألا ترى ما يفعلُه الإرهابيون هناك؟
الجنينُ الأوروبيُّ: هذه مشاكلُكم، ولسنا مستعدّين لسماع تأوّهاتكم العنصرية.
وإذ بجنين رابعٍ يوضعُ في القطرميز، إنه جنينٌ كرديٌّ!
(واعْ.. واعْ.. واعْ..)، بدأَ الصراخُ يعلو؛ لأن الجنينَ الكرديَّ شاركَ في المحادثة.
يقولُ الجنينُ الأوروبيُّ: أنتم تحتلّون قسمَ التوليدِ أيُّها اللاجئون، اخرجوا من قطرميزاتنا، وعودوا إلى بلادكم.
وإذ بالجنين الكرديّ يتكلّمُ: أرجوك أيُّها الصديقُ نحن هنا لأننا هربْنا من بطش الإسلاميين المتشدّدين، هؤلاء الذين يدّعون بأنهم معارضة سورية ومن الحكومة السورية، الأوّلُ يهاجمنا برّاً والثاني جوّاً، أرجوك أن تفهمَ سببَ مجيئنا هنا!
الجنينان المعارضُ والمؤيّدُ: اسكتْ أيُّها الانفصالي؟
الجنينُ الكرديُّ: أنا لسْتُ انفصالياً، أنتم الانفصاليون.
الجنينُ الأوروبيُّ: أنتم مجرّدُ أغبياء على هيئة بشر، اخرسوا وعودوا حيث أتيْتم، حينما أكبرُ لن أدعَ أحداً منكم هنا، سوف أدرسُ السياسةَ الديمقراطيةَ، وسوف أدعمُ زملائي السياسيين الديمقراطيين، لفتح فرعٍ جديدٍ للأسلحة الإيديولوجية، لكي تقضوا على بعضكم هناك، لا نريدُكم هنا، ارحلوا، هيّا» . ❝
❞ منك أنا يا والي الخلق، إليك وجهتي يا وجه الحق. سكوني وحراكي، هزيمتي وعراكي، صفوة تكويني ومركز تمويني أنت. فمن أنا من دونك أنت يا حضرة الحضور، وبؤبؤ عيني، وسري وعلني، وعدمي وحبر قلمي في تلوين السطور، بعطر السعادة والسرور..؟! . ❝