█ علاقاتٌ خَطِرة وصلتُ لعملي اليوم التالي وكما توقعت وجدت سارة كعادتها الإصرار وعدم النسيان خاصة ما يتعلق بي وكأن أمي أوصتها عليّ أو كأنها أم لي من بعد أمّ ماذا وراءك يا عصام؟ بطريقتها الساخرة التي لا تخلو الاستفزاز علاقة وانتهت نظرت ملياً أليس أنطوني ابن خالتك الذي تعاهدت أمك وخالتك أن يكون زوجك وأن مَن يجمعهم الله يفرقهم البشر؟ هو الأنسب لكِ دينيًا وطائفيًا؟ يعاملك بكل لطافةٍ واهتمامٍ يحسدك عليه كلُ كان يراكما معا ً؟ تنهدتُ وقد سرحت بخاطري تلك العلاقة الخطرة أرهقتني وشوهت الكثير غرفاتِ قلبي وجعلتها مبعثرةً تقوى الإقبال الحياة فضلًا عن أعيشها بأريحية وسلام نفسي يغرنك يظهره لطفٍ ومبالغةٍ المعاملة الراقية كنتُ كل مرةٍ يتجاوزُ فيها حقي ويتعمد تهميشي والتقليل مني كنت ألتمسُ له الأعذارَ كم بلهاء عندما يعود معتذرًا ويجلسُ عند قدمي يبكي كالأطفال ويعترف بذنبه وتجاوزه يليقُ تتصوري ساذجة كتاب تبقين أنت حبيبتي مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ - بنظرةٍ حادة.. وهل تأخري عنك يبررُ لك أن تتمنى غيري؟ ثم ألم أخبرك من قبل أنني بجانبك عندما أشعر بحاجتك المُلِّحةِ لي؟.. أخبرني عن قصة اليوم التي جعلتك تخونني في أمنيةٍ تتجسدُ في ˝ غادة السمان ˝.
- حاولتُ أن أخفي ارتباكي معتذرًا عن أمنيةٍ صنفتها ملهمتي في خانة الخيانات.. إنها قصة حب صادقة لم يمهلها القدر أن يجني أصحابها ثمرات حبهم ويتذوقوا....
- قاطعتني قائلة: أخبرني المزيد.
- في رأيي يا عنيزة أن غادة كانت امرأة استثنائية بجرأتها وثقافتها وموهبتها الأدبية التي جعلت منها رائدةً في مجالها الأدبي، مما جعل قصة غادة السمان وغسان كنفاني حكايةً تروى.
- ولماذا لا تناديني الليلة باسم ˝ غادة ˝ أيها الماكر؟ لا مانع أن تضيف هذا الاسم لقائمة الأسماء التي يروق لك أن تناديني بها مع كل قصة تستدرجك نحو تفاصيلها ودهاليز من وقعوا أسرى لها.
- يبدو أنكِ كعادتك وكعادة كل أنثى لا تغفري بسهولة حبيبتي.
- نظرتْ لي تلك النظرة التي يعجز أمامها فلاسفة العالم دون تفسير لها، ثم قالت: كل أنثى!
- بادرتُ معتذرًا مقدمًا قرابين طلب العفو والاسترحام...يا ست النساء . ❝
❞ قررتُ أن أُنهي هذا الحوار العبثيّ قبل أن يبدأ، هذا موضوع مات قبل أن ينثرَ ما في رحمه على أرضِ الحياةِ، فيُخلّف مزيدًا من الأوجاع والمسوخ والعلاقات السامة التي تُعَجّلُ برحيلنا قبل الأوان بأوان.
- في محاولة سريعة منها كي تخفف من حدة انفعالي .. مسوخ كمسوخ الزومبي، تلك الجثة المتحركة التي أثارتها وسائل سحرية من الساحرات؟
- انتزعت يدي من قبضتها لمغادرة المكتبة متعللةً بموعدي مع أمي كي نزور طبيبها.
- بطريقتها المعتادة وتدخلها في تفاصيل حياتي من خلال مظلة الحب وعهود الصداقة السليمانية.. سأتركك الآن على أن تخبريني غدًا.
- ضحكت منها، غدًا صديقتي اللدود، ولكن عذرًا، فهذا حديثٌ أمره يطولُ وأنا الليلة مشغولٌ.
وكعادتها وذهنها الحاضر لم تترك لي اقتباسي لتلك الجملة من البرنامج الإذاعي ˝ أنا وصديقي الفيلسوف ˝ بصوت الإذاعي سعد الغزاوي ردًا على الممثلة سميرة عبد العزيز، فباغتتني بتقليدها لصوت الممثلة زوزو نبيل بصوتها الذي لا تخطئه أذن في حلقات ألف ليلة وليلة عبر أثير الإذاعة المصرية العتيقة حين ينقذها ضياءُ الفجر من سيف شهريار.. ˝ مولاي ˝ . ❝
❞ - قاطعتها..وطبعًا جُنّ جنون النعمان.
- نعم، وقال مقولته التي سطرت نهاية الشاعرين لاحقًا: لقد وصف جسدها وصفَ مَن عاين لا وصف مَن تخيل..هل ما زلتَ تبررُ لها أم أكمل لك تلك الملهاة؟
- لا...شعرت بغثيانٍ وبرودةٍ في جسدي ورنينٍ في أذني ورغبةٍ مُلّحَةٍ في مغادرة الحيرة.
- نظرت لي نظرةً حانيةً..هل ما زلت تدافع عنها؟
- أجبتها بصرامةٍ، وقد ارتفعت نبرة صوتي، الخيانة خيانة، ولا مبرر لها.
- ابتسمت ويدها تغادر مواضع يدي، مدينة الحيرة كالدنيا، ملعونة، ملعونٌ كلُ ما فيها، على رغم جمالها وسحرها، فقد بُنيت على لبنات الخيانة وأحجار الغدر بداية من غدر النعمان بسِنِمَّار المعماريّ البيزنطيّ الذي شيد له قصر الخورنق الذي أراده النعمان أجمل قصرٍ في الإمبراطورية الساسانية، ثم بدعته التي ابتدعها بعدما غدر بنديمَيه، وجعل في العام يومين؛ يوم نعيم ويوم بؤس..مَن دخل الحيرة في يوم نعيمه فاضت عليه الدنيا بخيرها، ومَن دخلها في يوم بؤسه فقدَ حياته، ولطّخ النعمانُ بدمه قبرَ النديمين المغدور بهما . ❝