█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ - قاطعتها..وطبعًا جُنّ جنون النعمان.
- نعم، وقال مقولته التي سطرت نهاية الشاعرين لاحقًا: لقد وصف جسدها وصفَ مَن عاين لا وصف مَن تخيل..هل ما زلتَ تبررُ لها أم أكمل لك تلك الملهاة؟
- لا...شعرت بغثيانٍ وبرودةٍ في جسدي ورنينٍ في أذني ورغبةٍ مُلّحَةٍ في مغادرة الحيرة.
- نظرت لي نظرةً حانيةً..هل ما زلت تدافع عنها؟
- أجبتها بصرامةٍ، وقد ارتفعت نبرة صوتي، الخيانة خيانة، ولا مبرر لها.
- ابتسمت ويدها تغادر مواضع يدي، مدينة الحيرة كالدنيا، ملعونة، ملعونٌ كلُ ما فيها، على رغم جمالها وسحرها، فقد بُنيت على لبنات الخيانة وأحجار الغدر بداية من غدر النعمان بسِنِمَّار المعماريّ البيزنطيّ الذي شيد له قصر الخورنق الذي أراده النعمان أجمل قصرٍ في الإمبراطورية الساسانية، ثم بدعته التي ابتدعها بعدما غدر بنديمَيه، وجعل في العام يومين؛ يوم نعيم ويوم بؤس..مَن دخل الحيرة في يوم نعيمه فاضت عليه الدنيا بخيرها، ومَن دخلها في يوم بؤسه فقدَ حياته، ولطّخ النعمانُ بدمه قبرَ النديمين المغدور بهما . ❝