█ وقدم وفد هوازن رسول الله ﷺ بعد معركة حُنين وهم أربعة عشر رجلاً ورأسُهم زهير بن صرد وفيهم أبو برقان عم من الرضاعة فسألوه أن يَمُنَّ عليهم بالسبي والأموال فقال ( إِنَّ مَعِي مَنْ تَرَوْنَ وإِنَّ أَحَبَّ الحَدِيث إِلَيَّ أَصْدَقُهُ فَأَبْنَاؤُكُم ونساؤُكُم أَحَبُّ إِلَيْكُم أَمْ أَمْوَالُكُمْ ؟ ) قالوا : ما كنا نعدِلُ بالأحساب شيئاً إذا صَلَّيْتُ الغَدَاةَ فَقُومُوا فقولوا إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَنَسْتَشْفِعُ بِالمُؤمِنِينَ إلى رَسُولِ اللهِ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيْنَا سَبينَا فلما صلى الغداة قاموا فقالُوا ذلِكَ رسولُ أَمَّا مَا كَانَ لي ولبني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ وَسَأَسْأَلُ لَكُمُ النَّاسَ المهاجِرُونَ والأنصار كان لنا فهو لرسول الأقرع حابس أما أنا وبنو تميم فلا وقال عيينة حصن فَزارة العباس مرداس سليم فقالت بنو وهنتموني هؤلاء القَوْمَ قَدْ جَاؤُوا مُسْلِمِينَ وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ هديه ﷺ في زكاة الفطر
فرضها رسول الله ﷺ على المسلم ، وعلى مَنْ يَمُونُهُ منْ صَغير وكبير ، ذكر وأنثى ، حرِّ وَعَبْدِ ، صاعاً مِنْ تمْر ، أو صاعاً مِنْ شَعير ، أو صاعاً مِنْ أَقط ، أو صاعاً من زبيب ، وروي عنه : أو صاعاً من دقيق ، وروي عنه : نصف صاع من بر ، وكان من هديه ﷺ إخراج هذه الصدقة قبل صلاة العيد ، وفي السنن عنه أنه قال ( مَنْ أداها قَبْلَ الصَّلاة ، فَهِي زَكَاةٌ مَقْبُولة ، ومَنْ أَدَّاها بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِي صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ ) ، وفي الصحيحين عن ابن عمر قال : أَمَرَ رَسُولُ الله ﷺ بزكاةِ الفِطْرِ أَن تُؤدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلاة ، ومقتضى هذين الحديثين ، أنه لا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد ، وأنها تفوتُ بالفراغ من الصلاة ، وهذا هو الصواب فإنه لا مُعارِض لهذين الحديثين ولا ناسخ ، ولا إجماع يدفع القول بهما ، وكان شيخنا يُقوي ذلك وينصره ، وكان من هديه ﷺ تخصيص المساكين بهذه الصدقة ، ولم يكن يقسمها على الأصناف الثمانية قبضة قبضة ، ولا أمر بذلك ، ولا فعله أحد أصحابه ، ولا من بعدهم ، بل أحد القولين عندنا : إنه لا يجوز إخراجها إلا على المساكين خاصة ، وهذا القول أرجحُ من القول بوجوب قسمتها على الأصناف الثمانية . ❝
❞ روى أبو داود : أنَّ رجلاً عَطَسَ عند النبي ﷺ ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالَ رسولُ اللهِ ﷺ ( وعَلَيْكَ السَّلامُ وَعَلَى أُمِّكَ ، ثُمَّ قَالَ ﷺ : إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُم ، فَلْيَحْمَدِ الله ، قال : فذكرِ بَعضَ المَحَامِدِ ، وليقُلْ لَهُ مَنْ عِنْدَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، وَليرُدَّ - يَعْنِي عَلَيْهِم - يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ ) ، وفي السلام على أم هذا المُسَلَّم نكتة لطيفة ، وهي إشعاره بأن سلامه قد وقع في غير موقعه اللائق به ، كما وقع هذا السلام على أمه ، فكما أن سلامه هَذَا في غير موضعه كذلك سلامه هو ، ونكتة أخرى ألطف منها ، وهي تذكيره بأمه ، ونسبه إليها ، فكأنه أمي محض منسوب إلى الأم ، باقٍ على تربيتها لم تربه الرجال ، وهذا أحد الأقوال في الأمي ، أنه الباقي على نسبته إلى الأم . وأما النبي الأمي : فهو الذي لا يُحِسنُ الكِتابة ، ولا يقرأ الكتاب ، وأما الأمي الذي لا تَصِح الصلاة خلفه ، فهو الذي لا يُصحح الفاتحة ، ولو كان عالماً بعلوم كثيرة . ❝
❞ كتابه ﷺ إلى كسرى ..
كَتَبَ ﷺ إلى كسرى ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله إلى كِسرَى عَظِيمٍ فَارِسٍ ، سَلَامٌ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَشَهَدَ أَنْ لا إله إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبدُه ورَسُولُهُ ، أَدعُوكَ بِدِعَايَة اللَّهِ ، فإني أَنا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةٌ لِيُنْذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ ، أَسلِم تَسلَم ، فَإِنْ أَبَيتَ فَعَلَيكَ إِثْمُ المَجُوسِ ، فلما قُرى عليه الكتاب ، مزقه ، فبلغ ذلك رسول الله ، فقال ﷺ ( مزَّقَ اللهُ مُلْكَه ) . ❝