█ هديه ﷺ الإعتكاف ولما كان إنما يتم مع الصوم شُرع الاعتكاف أفضل أيام وهو العشر الأخير من رمضان ولم يُنقل عن النبي أنه اعتكف مفطراً قط بل قد قالت عائشة ( لا اعتكاف إلا بصوم ) يذكر الله سبحانه ولا فعله رسول إِلَّا فالقول الراجح الدليل الذي عليه جمهور السلف أن الصومَ شرط يُرجحه شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية وأما الكلام فإنه شُرعَ للأمة حبس اللسان كل ما ينفع الآخرة فضول المنام لهم قيام الليل هو السهر وأحمده عاقبة المتوسط القلب والبدن يَعُوقُ مصلحة العبد ومدار رياضة أرباب الرياضات والسلوك هذه الأركان الأربعة وأسعدهم بها سلك فيها المنهاج النبوي المحمدي ينحرف انحراف الغالين قصَّر تقصير المفرطين وقد ذكرنا صيامه وقيامه وكلامه فلنذكر اعتكافه يعتكف الأواخر حتى توفاه عز وجل وتركه مرة فقضاه شوال واعتكف الأول ثم الأوسط يلتمس ليلة القدر تبين له أنها فداوم لحق بربه وكان كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف هذا الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت حديث الموضوع يخصه العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ هديه ﷺ في الصيام
وكان هدي رسول الله ﷺ فيه أكمل الهدي ، وأعظم تحصيل للمقصود ، وأسهله على النفوس ، ولما كان فَطمُ النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها ، تأخر فرضُه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة ، لما توطَّنَتِ النفوس على التوحيد والصلاة ، وألفت أوامر القرآن ، فَنُقِلَت إليه بالتدريج ، وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة ، فتوفّي رسول الله ﷺ وقدم صامَ تسع رمضانات ، وفُرِضَ أولاً على وجه التخيير بينه وبين أن يُطعِم عن كُل يوم مسكيناً ، ثم نُقِلَ مِنْ ذلك التخيير إلى تحتم الصوم ، وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطيقا الصيام ، فإنهما يُفطران ويُطعمان عن كُلِّ يوم مسكيناً ، ورخص للمريض والمسافر أن يُفطرا ويقضيا ، وللحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كَذَلِكَ ، فإن خافتا على ولديهما ، زادتا مع القضاء إطعام مسكين لِكُلٍّ يوم ، فإن فطرهما لم يكن لخوف مرض ، وإنما كان مع الصحة ، فجبر بإطعام المسكين كفطر الصحيح في أول الإسلام ، وكان للصوم رُتب ثلاث ، 🔸️إحداها إيجابه بوصف التخيير ، 🔸️والثانية تُحتمه ، لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يَطْعَمَ حَرُمَ عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة فنسخ ذلك بالرتبة الثالثة ، 🔸️ وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة ، وكان من هديه ﷺ في شهر رمضان ، الإكثار من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام یدارسه القرآن في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ، يُكثر فيه من الصدقة والإحسان ، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر ، والاعتكاف ، وكان ﷺ يَخُصُّ رمضان من العبادة بما لا يَخُصُّ غیره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليُوَفِّرَ ساعات ليله ونهارهِ على العبادة ، وكان ﷺ ينهى أصحابه عن الوِصال ، فيقولون له : إنَّك تُواصل ، فيقول ( لَسْتُ كَهَيْتَتكُم إِنِّي أَبيتُ ، وفي رواية : إنِّي أَظلُّ ، عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُني وَيَسْقِيني ، وقد نهى رسول الله ﷺ عن الوصال رحمة للأمة ، وأذن فيه إلى السحر ، وفي «صحيح البخاري» ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع النبي ﷺ يقول ( لا تُواصِلوا فَأَيُّكُم أراد أَنْ يُواصِل فَلْيُوَاصِل إلى السَّحَر . ❝
❞ هديه ﷺ في مكاتباته إلى الملوك وغيرهم ،
كتابه ﷺ إلى هرقل ..
ثبت في الصحيحين عنه ﷺ ، أنه كتب إلى هرقل ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم مِنْ محمد رَسُولِ اللَّهِ ، إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمَ الرُّومِ ، سَلامٌ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدى ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدَعَايَةِ الإِسْلامِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِينَ ، وَيَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالُوا إِلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ، أَلَّا نَعْبُدَ إِلا الله ، ولا نُشْرك به شَيْئاً ، ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَربَاباً مِن دُونِ اللَّهِ ، فإنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) . ❝
❞ تابع لغزوة حُنين ..
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه جابر بن عبد الله ، قال : لما استقبلنا وادي حنين ، انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف خطوط إنما ننحدر فيه انحداراً ، قال : وفي عماية الصبح ، وكان القوم سبقونا إلى الوادي ، فكَمَنُوا لنا في شعابه وأَحْنائه ومضايقه ، قد أجمعوا وتهيؤوا ، وأعدوا فوالله ما راعنا ـ ونحن منحطون ـ إلَّا الكتائب ، قد شدُّوا علينا شَدَّة رجل واحد ، وانشمر الناسُ راجعين لا يَلْوِي أحد منهم على أحد ، وانحاز رسول الله ﷺ ذات اليمين ، ثم قال ( إلى أَيْنَ أَيُّهَا النَّاسُ؟ هَلُمَّ إِلَيَّ أنا رَسُولُ الله أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ) ، وبقي مع رسول الله ﷺ نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته ، وفيمن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته علي والعباس وأبو سفيان بن الحارث وابنه والفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ، وأيمن ابن أم أيمن ، وقُتِل يومئذ ، قال : ورجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن ، وهوازن خلفه ، إذا أدرك ، طعن برمحه ، وإذا فاته الناسُ رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه فبينا هو كذلك إذ أهوى عليه علي بن أبي طالب ، ورجل من الأنصار يُريدانه ، قال : فأتى علي مِنْ خَلْفِهِ ، فضرب عرقوبي الجمل ، فوقع على عجزه ، ووثب الأنصاري على الرجل ، فضربه ضربةً أطن قدمه بنصف ساقه ، فانجعف عن رحله ، قال : فاجتلد الناس ، قال : فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى عند رسول الله ﷺ ، قال ابن إسحاق : ولما انهزم المسلمون ، ورأى مَن كان مع رسول الله ﷺ مِن جُفاة أهل مكة الهزيمة ، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغنِ ، فقال أبو سفيان بن حرب : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وإن الأزلام لمعه في كنانته ، وصرخ جبلة بن الحنبل - وقال ابن هشام : صوابه كَلدَة : ألا بطل السِّحْرُ اليوم ، فقال له صفوان أخوه لأمه وكان بعد مشركاً : اسكت ، فضَّ الله فاك ، فوالله لأن يَرُبَّني رَجُلٌ مِن قريش ، أحبُّ إليَّ من أن يربني رجل من هوازن . ❝