█ وكان من هديه ﷺ صلاة الخوف أن أباحَ الله سبحانه وتعالى قصر أركان الصلاة وعددها إذا اجتمع الخوفُ والسفر وقصر العدد وحده كان سفر لا خوف معه الأركان وحدَها خوفٌ وهذا وبه تُعلم الحكمةُ تقييد القصر الآية بالضرب الأرض والخوف العدو بينه وبين القبلة يَصُف المسلمين كلهم خلفَه ويكبر ويكبرون جميعاً ثم يركع فيركعون يرفع ويرفعون ينحدِرُ بالسجود والصف الذي يليه خاصة ويقوم الصف المؤخَّرُ مواجة فإذا فرغ الركعة الأولى ونهض إلى الثانية سجد المؤخَّر بعد قيامه سجدتين قاموا فتقدموا مكان الأول وتأخر مكانهم لتحصل فضيلة للطائفتين ولِيُدرِكَ الثاني مع النبي السجدتين كما أدرك فتستوي الطائفتان فيما أدركوا وفيما قَضَوْا لأنفسهم وذلك غاية العدل ركع صنع صنعوا أول مرة جلس للتشهد المؤخّر ولحقوه التشهد فيسلم بهم وإن غير جهة فإنَّه تارةً يجعلُهم فرقتين فرقةً بإزاء وفرقة كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وقدم وفد هوازن على رسول الله ﷺ ، بعد معركة حُنين ، وهم أربعة عشر رجلاً ، ورأسُهم زهير بن صرد ، وفيهم أبو برقان عم رسول الله ﷺ من الرضاعة ، فسألوه أن يَمُنَّ عليهم بالسبي والأموال ، فقال ﷺ ( إِنَّ مَعِي مَنْ تَرَوْنَ ، وإِنَّ أَحَبَّ الحَدِيث إِلَيَّ أَصْدَقُهُ ، فَأَبْنَاؤُكُم ونساؤُكُم أَحَبُّ إِلَيْكُم أَمْ أَمْوَالُكُمْ ؟ ) ، قالوا : ما كنا نعدِلُ بالأحساب شيئاً ، فقال ﷺ ( إذا صَلَّيْتُ الغَدَاةَ فَقُومُوا فقولوا : إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ ، وَنَسْتَشْفِعُ بِالمُؤمِنِينَ إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيْنَا سَبينَا ) ، فلما صلى الغداة ، قاموا فقالُوا ذلِكَ ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ ( أَمَّا مَا كَانَ لي ولبني عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ ، وَسَأَسْأَلُ لَكُمُ النَّاسَ ) ، فقال المهاجِرُونَ والأنصار ما كان لنا فهو لرسول الله ﷺ ، فقال الأقرع بن حابس : أما أنا وبنو تميم ، فلا ، وقال عيينة بن حصن أما أنا وبنو فَزارة فلا ، وقال العباس بن مرداس : أما أنا وبنو سليم ، فلا ، فقالت بنو سليم ما كان لنا ، فهو لرسول الله ﷺ ، فقال العباس بن مرداس : وهنتموني ، فقال رسولُ الله ﷺ ( إِنَّ هؤلاء القَوْمَ قَدْ جَاؤُوا مُسْلِمِينَ ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ سَيْبَهُم ، وقد خَيَّرْتُهم ، فَلَمْ يَعْدِلُوا بالأبناء والنِّسَاء شَيْئاً ، فمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شيء ، فَطَابَتْ نَفْسُهُ بأن يَرُدَّه ، فسبيل ذلكَ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَمْسِكَ بِحَقِّهِ ، فليرُدَّ عليهِمْ ، ولَهُ بِكُلِّ فَرِيضَةٍ ستُ فرائضَ مِنْ أَوَّلِ ما يفيء الله علينا ) ، فقال الناسُ : قد طيبنا لرسول الله ﷺ ، فقال ﷺ ( إنا لا نعرِفُ مَنْ رَضِيَ مِنْكُم مِمَّنْ لَمْ يَرْضَ ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرفَعَ إلينا عرفاؤكم أَمْرَكُم ) ، فردوا عليهم نساءهم وأبناءهم ، ولم يتخلف منهم أحد غير عُيينة بن حِصن ، فإنه أبى أن يرد عجوزاً صارت في يديه ، ثم ردها بعد ذلك ، وكسا رسول الله ﷺ السَّبي قبطية قبطية . ❝
❞ ولما رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة ، ردَّ المهاجرون إلى الأنصار منائِحهم التي كانوا منحوهم إياها من النخيل حين صار لهم بخيبر مال ونخيل ، فكانت أم سليم - وهي أم أنس بن مالك - أعطت رسول الله ﷺ عِذَاقاً ، فأعطاهن أم أيمن مولاته ، وهي أم أسامة بن زيد ، فرد رسول الله ﷺ على أم سليم عذاقها ، وأعطى أم أيمن مكانهن من حائطه مكان كل عَذق عشرة ، وأقام رسول الله ﷺ في المدينة بعد خيبر إلى شوال ، وبعث في خلال ذلك السرايا🔸️فمنها : سرية أبي بكر الصديق رضي الى نجد قِبَل بني فزارة ، ومعه سلمة بن الأكوع ، فوقع في سهمه جارية حسناء ، فاستوهبها منه رسول الله ﷺ وفادى بها أسرى من المسلمين كانوا بمكة🔸️ومنها : سرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ثلاثين راكباً نحو هوازن فجاءهم الخبر ، فهربوا وجاؤوا محالهم ، فلم يَلْقَ منهم أحدا ، فإنصرف راجعاً إلى المدينة ، فقال له الدليل : هل لك في جمع من خَثعَم جاؤوا سائرين ، وقد أجدبت بلادهم ؟ فقال عمر : لم يأمرني رسول الله ﷺ بهم ، ولم يَعْرِضْ لهم🔸️ومنها : سرية عبد الله بن رواحة في ثلاثين راكباً ، فيهم عبد الله بن أنيس إلى يسير بن رِزَام اليهودي ، فإنه بلغ رسول الله ﷺ أنه يجمع غطفان ليغزوه بهم ، فأتوه بخيبر فقالوا : أرسلنا إليك رسول الله ﷺ ليستعملك على خيبر ، فلم يزالوا ـ حتى تبعهم في ثلاثين رجلاً مع كُلِّ رجل منهم رديف من المسلمين ، فلما بلغوا قرقرة نيار - وهي من خيبر على ستة أميال - ندم يسير ، فأهوى بيده إلى سيف عبد الله بن أنيس ، فقطن له عبد الله بن أنيس ، فزجر بعيره ثم اقتحم عن البعير يسوقُ القوم حتى إذا استمكن من يسير ، ضرب رجله فقطعها واقتحم يسير وفي يده مخرش من شوحط ، فضرب به وجه عبد الله فشجَّه مأمومة ، فانكفأ كُل رجل من المسلمين على رديفه ، فقتله غير رجل من اليهود أعجزهم شداً ، ولم يُصَبْ من المسلمين أحد ، وقدموا على رسول الله ﷺ ، فبصق في شجة عبد الله بن أنيس ، فلم تَقِحْ ، ولم تُؤذه حتى مات . ❝
❞ قال ابن إسحاق : ولما أراد رسول الله ﷺ الخروج إلى غزوة تبوك ، خلف عليَّ بن أبي طالب على أهله ، فارْجَفَ به المنافقون ، وقالوا : ما خلفه إلَّا استثقالاً وتخففاً منه ، فأخذ علي رضي الله عنه سلاحه ، ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ وهو نازل بالجُرفِ ، فقال : يا نبي الله ! زعم المنافقون أنك إنما خلفتني لأنك استثقلتني وتخففت مني ، فقال ﷺ ( كَذَبُوا ولكِنِّي خَلَّفْتُكَ لما تركْتُ وَرَائِي ، فَارْجِعْ فَاخْلُفْني في أَهْلِي وَأَهْلِكَ ، أَفَلَا تَرْضى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُون مِنْ مُوسى؟ إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي ) ، فرجع علي إلى المدينة . ❝