█ ولما رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة ردَّ المهاجرون الأنصار منائِحهم التي كانوا منحوهم إياها من النخيل حين صار لهم بخيبر مال ونخيل فكانت أم سليم وهي أنس بن مالك أعطت عِذَاقاً فأعطاهن أيمن مولاته أسامة زيد فرد عذاقها وأعطى مكانهن حائطه مكان كل عَذق عشرة وأقام بعد خيبر شوال وبعث خلال ذلك السرايا🔸️فمنها : سرية أبي بكر الصديق رضي نجد قِبَل بني فزارة ومعه سلمة الأكوع فوقع سهمه جارية حسناء فاستوهبها منه وفادى بها أسرى المسلمين بمكة🔸️ومنها عمر الخطاب عنه ثلاثين راكباً نحو هوازن فجاءهم الخبر فهربوا وجاؤوا محالهم فلم يَلْقَ منهم أحدا فإنصرف راجعاً فقال له الدليل لك جمع خَثعَم جاؤوا سائرين وقد أجدبت بلادهم ؟ لم يأمرني بهم ولم يَعْرِضْ لهم🔸️ومنها عبد رواحة فيهم أنيس يسير رِزَام اليهودي فإنه بلغ أنه يجمع غطفان ليغزوه فأتوه فقالوا أرسلنا إليك ليستعملك يزالوا ـ حتى تبعهم كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف هذا الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر
❞ هديه ﷺ في العقيقة
سُئل رسول الله ﷺ عَنِ العَقِيقَةِ ، فقال ( لا أُحِبُّ العُقُوقَ ) وكَأَنَّهُ كَرِهَ الأَسْمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْسُكُ أَحَدُنَا عَنْ وَلَدِهِ ؟ فَقَالَ ( مَنْ أَحَبَّ مِنْكُم أَن يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ ، فَلْيَفْعَلْ ، عَنِ الغُلَامِ شَاتَانِ وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاة ) ، وصح عنه من حديث عائِشَةَ رضي الله عنها ( عَنِ الغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاةٌ ) ، وقال ﷺ ( كُلُّ غُلَام رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى ) ، قال الإمام أحمد : معناه : أنه محبوس عن الشفاعة في أبويه ، والرهن في اللغة : الحبس، قال تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) وظاهر الحديث أنه رهينة في نفسه ، ممنوع محبوس عن خير يُراد به ، ولا يلزم من ذلك أن يُعاقب على ذلك في الآخرة ، وإن حبس بترك أبويه العقيقة عما يناله مَنْ عَقَّ عنه أبواه ، وقد يفوتُ الولد خير بسبب تفريط الأبوين وإن لم يكن من كسبه ، كما أنه عند الجماع إذا سمى أبوه ، لم يضر الشيطان ولده ، وإذا ترك التسمية ، لم يحصل للولد هذا الحفظ ، وأيضاً فإن هذا إنما يدل على أنها لازمة لا بد منها ، فشبه لزومها وعدَمَ انفكاك المولود عنها بالرهن . ❝
❞ سرية الخَبَطَ ..
وكان أميرها أبا عبيدة بن الجراح ، وكانت في رجب سنة ثمانٍ فيما أنبأنا به الحافظ أبو الفتح محمد بن سيد الناس في كتاب ˝ عيون الأثر ˝ له ، وهو عندي وهم ، كما سنذكره إن شاء الله تعالى. قالوا : بعث رسول الله ﷺ أبا عبيدة بن الجراح في ثلاثمئة رجل من المهاجرين والأنصار ، وفيهم عمر بن الخطاب إلى حيٍّ مِن جهينة بالقبلية مما يلي ساحل البحر ، وبينها وبين المدينة خمس ليال ، فأصابهم في الطريق جوع شديد ، فأكلوا الخَبَط ، وألقى إليهم البحر حوتاً عظيماً ، فأكلوا منه ، ثم انصرفوا ، ولم يلقوْا كَيْدَاً ، وفي هذا نظر ، فإن في الصحيحين من حديث جابر قال : بعثنا رسول الله ﷺ في ثلاثمئة راكب ، أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نَرْصُدُ عِيراً لقريش ، فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط ، فسمي جيش الخَبَطِ ، فنحر رجل ثلاث جزائر ثم نحر ثلاث جزائر ، ثم نحر ثلاث جزائر ، ثم إن أبا عبيدة نهاه ، فألقى إلينا البحر دابة يقال لها : العنبر ، فأكلنا منها نصف شهر ، وادهنا مِن وَدَكها حتى ثابت إلينا أجسامنا ، وصلحت ، وأخذ أبو عبيدة ضلعاً من أضلاعه ، فنظر إلى أطول رجُلٍ في الجيش ، وأطول جمل ، فحُمِلَ عليه ومر تحته ، وتزودنا من لحمه وَشَائقَ ، فلما قدمنا المدينة ، أتينا رسول الله ﷺ ، فذكرنا له ذلِكَ ، فقال ﷺ ( هُوَ رِزْقٌ أَخْرَجَهُ اللَّهُ لَكُمْ ، فَهَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ تُطْعِمُونَا ؟ ) ، فأرسلنا إلى رسولِ اللهِ ﷺ منه فأكل ، قلتُ : وهذا السياق يدل على أن هذه الغزوة كانت قبل الهدنة ، وقبلَ عُمرة الحديبية ، فإنه ﷺ من حين صالح أهل مكة بالحديبية لم يكن يرصد لهم عِيراً ، بل كان زمن أمن وهُدنة إلى حين الفتح ، ويبعد أن تكون سرية الخَبَطِ على هذا الوجه مرتين : مرة قبل الصلح ، ومرة بعده ، والله أعلم . ❝
❞ قال ابن عباس : ما نُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي مَوْطِنٍ نَصْرَه يَوْمَ أُحد ، فأُنْكِرَ ذَلِكَ عليه ، فَقَالَ : بيني وبَيْنَ من يُنكِرُ كِتابُ الله ، إنَّ الله يَقُولُ { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسّونَهُم بِإِذْنِهِ } ، قال ابن عباس : والحَسُّ : القتل ، ولقد كان لرسول الله ﷺ ولأصحابه أوَّلُ النهار حَتَّى قُتِلَ مِن أصحاب المشركين سبعة أو تسعة ، وأنزل الله عليهم النَّعَاسَ أمنةٌ مِنْهُ فِي غَزاة بدرٍ وأحد ، والنعاسُ في الحرب وعند الخوف دليل على الأمن ، وهو من الله ، وفي الصلاة ومجالس الذكر والعلم من الشيطان ، وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول الله ﷺ ففي الصحيحين : عن سعد بن أبي وقاص ، قال : رأيتُ رَسُولِ الله ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ وَمَعَهُ رَجُلَانِ يُقَاتِلَانِ عَنْهُ ، عليهِمَا ثِيَابٌ بِيْضٌ كَأَشَدُ القِتَالِ ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ . ❝