ما رأينا قط في تركيب هذا الكون المعجز شيئا خارجا عن... 💬 أقوال هيام فهيم 📖 كتاب يومياتي

- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ هيام فهيم 📖

█ ما رأينا قط تركيب هذا الكون المعجز شيئا خارجا عن موضعه ولا زائدا فلم نظن مثل ذلك الجهة التي بنا من حكمة الله جهة السعد والنحس؟ يا بني إنما قربت النعمة فلان لأن القدر يسوقها إليه وإنما بعدت إلى غيره وإذا أراد أمرا هيأ أسبابه فربما سعى الفرد بكل سبب يفلح ثم يقع له لم يمتهد وسيلة فإذا هو عند بغيته قد ملأ يديه مما كان يئس منه فلا يكون عجبه كيف خاب الأولى بأشد نجح الثانية! وهذا مظهر إرادة فإن صادف بعض النفوس الضعيفة حسدا أو غيظا سخطا منافسة نحو مظهرا لضعف الإيمان النفس تحول المعنى لفظ يحمل كل هذه العواطف الوحشية فليس الكلمة تسلب الإنسان قوة نفسه وتكاد إبهامها الأقدار الحكمة أيضا وهي كلمة الحظ ألا ترى أن أحدا الناس لا يتعلل بهذه يحتج بها يسكن إليها إلا غيظ سخط حسد عجز بسبيل المعاني؟ قال "الشيخ علي ": يبق معنى يقال: ولم وفق خذل الآخر وما بدونه وربما أحق كانت المنفعة به أكثر والنعمة عليه أظهر؟ سعيدا وبأي شيء صار سعيدا؟ كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ ما رأينا قط في تركيب هذا الكون المعجز شيئا خارجا عن موضعه , ولا شيئا زائدا في موضعه , فلم نظن مثل ذلك في الجهة التي بنا من حكمة الله , جهة السعد والنحس؟ يا بني , إنما قربت النعمة من فلان لأن القدر يسوقها إليه , وإنما بعدت النعمة عن فلان لأن القدر يسوقها إلى غيره , وإذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه , فربما سعى الفرد بكل سبب فلم يفلح , ثم يقع له سبب لم يمتهد له وسيلة قط فإذا هو عند بغيته , وإذا هو قد ملأ يديه مما كان قد يئس منه , فلا يكون عجبه كيف خاب في الأولى بأشد من عجبه كيف نجح في الثانية! وهذا هو مظهر إرادة الله , فإن صادف من بعض النفوس الضعيفة حسدا أو غيظا أو سخطا أو منافسة أو نحو ذلك مما يكون مظهرا لضعف الإيمان في النفس , تحول المعنى إلى لفظ يحمل كل هذه العواطف الوحشية , فليس الكلمة التي تسلب الإنسان قوة نفسه وتكاد في إبهامها تسلب الأقدار قوة الحكمة أيضا وهي كلمة الحظ , ألا ترى أن أحدا من الناس لا يتعلل بهذه الكلمة ولا يحتج بها ولا يسكن إليها إلا من غيظ أو سخط أو حسد أو عجز أو ما هو بسبيل من هذه المعاني؟ قال ˝الشيخ علي˝: فلم يبق من معنى الحظ إلا أن يقال: ولم وفق فلان , ولم خذل الآخر وما هو بدونه , وربما كان أحق منه , وربما كانت المنفعة به أكثر والنعمة عليه أظهر؟ ولم كان ذلك سعيدا , وبأي شيء صار سعيدا؟ وهذا شقيا , وبأي شيء عاد شقيا؟ إلى نسق طويل من هذه المسائل التي لا تجيب عليها السماء ولا تكف عنها الأرض أبداً ...

ولكن , يا هذا لم تخفي أنت وحشيتك المهذبة وتكتم الغيظ والسخط والحسد , ثم تحتال على أن تخرج هذه المعاني الخشنة في ألفاظ لينة , وأن تعترض على القدر في أسلوب من التسليم والرضا , وتطرح بينك وبين الله لفظة إن لم يكن معناها مخاصمة القضاء فمحاسبته , وإلا فمعتبة عليه! وهل تعلم أنت ما هي شعوب الحوادث وفنونها , وما الذي سيفعله المجدود حين تقبل عليه الدنيا , والمحروم حين تدبر عليه النعمة , وماذا يكون مما يترتب على الحرمان أو ينشأ عن الحظ , وهل تدري لما أساء بعض الأغنياء حمل الغنى دون البعض , ولم أحسن بعض الفقراء حمل الفاقة دون البعض , ولم ابتليت طائفة بالتمني وابتليت غيرها بالضجر مما تتمناه الأولى , وحبب إلى تلك ما بغض إلى هذه , ولم انتزعت النعمة بعد أن استمكن حبلها , وأقبلت الأخرى بعد أن استيأس أهلها؟ ...



مصطفى صادق الرافعي , المساكين. ❝
مساهمة من:

هيام فهيم

منذ 1 سنة
4
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث