█ وأما صلاة الظهر فكان ﷺ يطيل قراءتها أحياناً حتى قال أبو سعيد : كانت تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته ثم يأتي أهله فيتوضأ ويدرك النبي الركعة الأولى مما يطيلها رواه مسلم وكان يقرأ فيها تارة بقدر (ألم تنزيل) وتارة بـ (سبح اسم ربك الأعلى) (الليل إذا يغشى) (السماء ذات البروج) والطارق) العصر فعلى النصف من قراءة طالت وبقدرها قصرت المغرب هديه خلاف عمل الناس اليوم فإنه صلاها مرة (الأعراف) فرقها الركعتين ومرة (الطور) (المرسلات) عمر بن عبد البر روي عن أنه قرأ (المص) وأنه (الصافات) (حم الدخان) (التين والزيتون) (المعوذتين) كان بقصار المفصل وهي کلها آثار صحاح مشهورة انتهى المداومة قصار دائماً فهو فعل مروان الحكم ولهذا أنكر عليه زيد ثابت وقال مالك تقرأ المفضل؟! وقد رأيت رسول اللہ بطولي الطوليين قلت وما طولى الطوليين؟ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وفي سنة ست للهجرة كانت سرية زيد بن حارثة إلى العيص في جمادى الأولى ، وفيها أُخِذَتِ الأموال التي كانت مع أبي العاص بن الربيع زوج زينبَ بنت رسول الله ﷺ ، عند مَرجِعَه مِنَ الشام ، وكانت أموال قريش ، قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن محمد بن حزم ، قال : خرج أبو العاص بن الربيع تاجراً إلى الشام ، وكان رجلاً مأموناً ، وكانت معه بضائع لقريش ، فأقبل قافلاً فَلَقِيَتْهُ سَريَّةٌ لرسولِ الله ﷺ ، فاستاقوا عيره ، وأفلت ، وقَدِمُوا على رَسُولِ الله ﷺ بما أصابوا ، فَقَسَمه بينهم ، وأتى أبو العاص المدينة ، فدخل على زينب بنتِ رسول الله ﷺ ، فاستجار بها ، وسألها أن تطلب له مِن رسول الله ﷺ رد ماله عليه ، وما كان معه مِنْ أموال الناس ، فدعا رسول الله ﷺ السرية ، فقال ( إِنَّ هذا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتِمٍ ، وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مَالاً وَلِغَيْرِهِ ، وَهُوَ فَيءُ الله الَّذِي أَفَاءَ عَلَيْكُمْ ، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَرُدُّوا عَلَيْهِ ، فَافْعَلُوا ، وَإِنْ كَرِهْتُم ، فَأَنْتُمْ وَحَقُكُم ) ، فقالُوا : بل نرده عليه يا رسول الله ، فردوا عليه ما أصابوا ، حتى إن الرجل ليأتي بالشَّنِّ ، والرجل بالإداوة ، والرجل بالحبل ، فما تركوا قليلاً أصابوه ولا كثيراً إلا ردُّوه عليه ، ثم خرج حتى قَدِمَ مكة ، فأدى إلى الناس بضائعهم ، حتى إذا فرغ ، قال : يا معشر قريش ! هل بقي لأحدٍ منكم معي مال لم أرده عليه ؟ قالوا : لا ، فجزاك الله خيراً ، قد وجدناك وفياً كريماً ، فقال : أما والله ما منعني أن أُسْلِمَ قبل أن أقْدَمَ عليكم إلا تخوفاً أن تظنُّوا أني إنما أسلمتُ لأذهب بأموالكم ، فإني أشهد أن لا إلهَ إِلَّا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله . ❝
❞ غزوة تَبوك ( غزوة العُسرَّة ) ..
وكانت في شهر رجب سنة تسع ، قال ابن إسحاق : وكانت في زمن عُسْرَةٍ مِنَ الناس ، وجدب من البلاد ، وحين طابت الثمار ، والناس يحبون المُقام في ثمارهم وظلالهم ، ويكرهون شخوصهم على تلك الحال ، وكان رسول الله ﷺ قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها ، وورى بغيرها ، إلا ما كان من غزوة تبوك لبعد الشقة وشدة الزمان ، فقال رسول الله ﷺ ذات يوم ، وهو في جَهَازه للجد بن قيس ، أحد بني سلمة ( يا جَدًّا هَلْ لَكَ العَامَ في جِلَادِ بَني الأَصْفَرِ؟ ) فقال : يا رسول الله أو تأذنُ لي ولا تَفْتِني؟ فوالله لقد عرف قومي أنه ما مِن رَجُلٍ باشد عجباً بالنساء مني ، وإني أخشى إن رأيتُ نساءً بني الأصفر أن لا أصبرَ ، فأعرض عنه رسولُ اللهِ ﷺ ، وقال ( قَدْ أَذِنْتُ لَكَ ) ، ففيه نزلت الآية { وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائذَن لي وَلَا تَفْتِني } ، وقال قوم من المنافقين بعضهم لبعض : لا تنفِرُوا في الحر ، فأنزل الله فيهم { وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا في الحر } ، ثم إن رسول الله ﷺ جَدَّ في سفره ، وأمر الناسَ بالجهاز ، وحضٌ أهلَ الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله فحمل رجال من أهل الغني واحتسبوا وأنفق عثمان بن عفان في ذلك نفقة عظيمة لم يُنفِقُ أحد مثلها ، قلت: كانت ثلاثمئة بعير بأخلاسها وأقتابها وعُدَّتها ، وألف دينار عيناً . ❝
❞ لما قَدِمَ النبي ﷺ المدينة ، صارَ الكفار معه ثلاثة أقسام 🔸️قسم صالحهم ووادعهم على ألا يُحاربوه ، ولا يُظاهروا عليه ولا يُوالوا عليه عدوه ، وهم على كفرهم آمِنُونَ على دمائهم وأموالهم 🔸️وقسم حاربوه ونصبوا له العداوة 🔸️ وقسم تاركوه ، فلم يُصالِحوه ، ولم يُحاربوه ، بل انتظروا ما يؤول إليه أمره ، وأمرُ أعدائه ، ثم من هؤلاء مَن كان يُحِبُّ ظهوره ، وانتصاره في الباطن ، ومنهم من كان يُحِبُّ ظهور عدوه عليه وانتصارهم ومنهم من دخل معه في الظاهر ، وهو مع عدوه في الباطن ، ليأمن الفريقين ، وهؤلاء هم المنافقون ، فعامَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ من هذه الطوائف بما أمره به ربُّه تبارك وتعالى ، فصالح يهود المدينة ، وكتب بينهم وبينه كتاب أمن ، وكانوا ثلاثَ طوائف حول المدينة : بني قينقاع ، وبني النضير ، وبني قريظة ، فحاربته بنو قينقاع بعد ذلك بعد بدرٍ ، وشَرَقُوا بوقعة بدر ، وأظهروا البغي والحَسَدَ ، فسارت إليهم جنود يَقْدَمُهم عبد الله ورسوله ﷺ يوم السبت للنصف من شوال على رأس مِن مُهاجَرِه ، وكان حلفاء عبد الله أبي بن سلول رئيس المنافقين ، وكانوا أشجع يهود المدينة ، وحامل لواء المسلمين يومئذ حمزة بن عبد المطلب ، واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، وحاصرهم خمسة عشر ليلة إلى هلال ذي القَعْدَةِ ، وهم أَوَّلُ من حارب من اليهود ، وتحصَّنُوا في حصونهم ، فحاصرهم أشدَّ الحصار ، وقذف الله في قلوبهم الرعب الذي إذا أراد خذلان قوم وهزيمتهم أنزله عليهم ، وقذفه في قلوبهم ، فنزلوا على حكم رسول الله ﷺ في رقابهم وأموالهم ، ونسائهم وذريتهم ، فأمر بهم فكُتُفُوا ، وكلَّم عبد الله ابن أبي فيهم رسول الله ﷺ ، وألح عليه ، فوهبهم له ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ، ولا يُجاوِرُوه بها ، فخرجوا إلى أُذرِعَاتٍ من أرض الشام ، فقل أن لَبِثُوا فيها حتى هَلَكَ أكثرهم ، وكانوا صاغة وتُجاراً ، وكانوا نحو الستمئة مقاتل ، وكانت دارهم في طرفِ المدينة ، وقبض منهم أموالهم ، فأخذ منها رسول الله ﷺ ثلاث قسي ودرعين ، وثلاثة أسياف وثلاثَةَ رماح وخَمْس غَنَائِمهم ، وكان الذي تولى جمع الغنائم محمد بن مسلمة . ❝