█ نبتت لي منذ ذلك اليوم البائس أجنحة شفافة أُحلّق بها كلّ ليلة وأقطع المسافات الطّويلة بلا كلل رأيتُ شيء وسمعت ولن أنسى ما فعلتموه من وراء ظهري لن أُسامحكم أبدًا! كتاب سقطرى مجاناً PDF اونلاين 2024 لماذا تشعر الآن وكأنها عجوزٌ الرغم كونها الواحد والعشرين عمرها! تناهى إلى مسامعها صوت خطوات تقترب اعتدلت جلستها وتواثبت دقات قلبها وهي تشرد نـحو الباب وكلما اقتربت تلك الخطوات باب غُرفتها كانت تتسارع بوتيرة أكبر تأرجحت الثّريا المُعلّقة السقف بجنون ارتعشت الإضاءة ستخفت ثم اشتدت وغمرت المكان بقوة جديدٍ وكأن يدًا خفيّةً تتلاعب طرق أحدهم الباب ثلاث طرقات انتظر قليلًا وأعاد الطرق مرة أخرى بتصميمٍ شديدٍ عندما لم تُجبه ترجو الله أن ينصرف هذا الطارق فهي تخشى ينفرط عقد لسانها وتبوح بكل فُتح ببطءٍ وكان له أزيز مُخيف ودلف ضيفها واقترب وعيناه تُشعّان شغفًا وفضولًا وجلس سكون ينتظر منها تبوح بكلّ الأسرار ظلت تُحدّق إلى وجهه حتى ظن أنها لن تتكلم وأخيرًا ازدردت ريقها وعادت بذاكرتها لعشر سنوات مضت وبدأت تُخرِج بجُعبتها أسرارٍ ثمّة حكايا غريبة ستُروَى هنا!
❞ ما السر في الأمان المرتبط بظهور النور؟ لماذا ينقشع الخوف الذي يلتصق بأفئدتنا خلال الليل بمجرّد بزوغ نور الفجر الحاني؟ لماذا تنكسر وحدتنا بصوت المذياع والتلفاز ونحن نعلم أنّها أصوات مستعارة؟ ونطمئن بأصوات الغرباء الآتية من الشوارع والأزقة عندما نقترب من الشرفات المفتوحة؟ أليسوا هم الغرباء أنفسهم الذين أرعبنا حضورهم في لحظات أخرى؟ على الرغم من كونهم غرباء لا يأبهون بنا، ولا يعرفون وجوهنا، نأنس بأصواتهم وحسب!
كيف يحدث هذا؟ . ❝
❞ رآها وهو في العشرين من عُمره بثوب قشديّ ووشاح بلون زُرقة السّماء، كانت تجلس في سكون على الشَّاطئ ليلًا تنتظر عودة مركب أبيها، فرأته يقف وحيدًا على الشَّاطئ. كانت تحفّه هالة ضوء أبيض وهو يُلاعب ماء المُحيط، يقترب فيبتعد الماء وينسحب كلّما اقترب منه أكثر، ثُمّ يتراجع فيُقبل الماء ويفيض على الشَّاطئ، كأنّه قمر يُداعب ماء المحيط بالمدّ والجزر، أجفل عندما اكتشف أنّها تُراقبه، جذبته عيناها المنيعتان بعد أن تجاوزته وكأنّه سرابٌ . ❝