كما عودناكم عزيزي القارئ في *جريدة ماڤن* بشخصيات أبدعت في مجالها واليوم شخصيتنا ارتبط اسمها بالنجاح، تعالوا بنا نتحدث عن الأمل، وغد أفضل وكيف نصل إليه في طريقنا التقينا بموهبة جديدة نأمل أن نستطيع نجمها في عالم الابداع ودار بيننا الحوار في جريدة ماڤن لنلتقي في الحوار التالي. اسمك؟ رميساء محسن البغدادي، أو كما يعرفني قرّائي بـ"مسك"، الاسم الذي يعبق بالحروف كما تعبق الروح بالأنفاس. كم عمرك؟ (سادس عشر ربيعًا) من أي محافظة؟ (دمياط) ما هي موهبتك؟ أحمل بين أناملي مدادًا يسكب ما تعجز عنه الألسن بفضل الله وحده، أكتب لأنني لا أجد في الحياة مفرًّا من الكتابة؛ فالحرف هو نافذتي التي أطل منها على هذا العالم. في أي مجال تدرسين؟ أدرس في الأزهر الشريف(الصف الثاني الثانوي الأزهري) ولِي ڪامل الفخر بذالك. --- كيف كانت بدايتكِ وكيف اكتشفتِ أن لديكِ هذه الموهبة؟ بدايتي لم تكن وليدة المصادفة، بل هي قدرٌ كُتب لي منذ أول حرف خطّه قلمي على الورق، كنتُ أكتب لأهرب من ضجيج العالم، ثم اكتشفتُ أنني لا أهرب، بل أواجه وأنتصر وأبعثُ من بين السطور روحًا أخرى تتنفس بالحرف وتنبض بالإبداع. من أكبر المشجعين لكِ لإكمال طريقكِ نحو تطوير موهبتكِ؟ إن كان لي أن أنسب الفضل لأحد بعد الله عز وجل؛ فهو والدي حفظه الله لي، ومن ثمَّ لذلك الصوت الخافت في داخلي الذي لم يكفّ يومًا عن الهمس: "لا تتوقفي"، أما غير ذلك، فقد كانت رحلتي في أغلبها ذاتية، حيث صنعتُ من صمتي سندًا، ومن وحدتي حافزًا، ومن كلماتي وطنًا. هل تعتقدين أن الموهبة شيء مكتسب أم أنكِ وُلدتِ بها؟ الموهبة أشبه بشرارة تُخلق في الروح، لكنها لا تكفي وحدها لإشعال الحريق، بل تحتاج إلى رياح التجربة وأكسجين الشغف، فمن اكتفى بالموهبة ضاع، ومن صقلها نجا. هل تعتقدين أن للكتابة والقراءة دورًا في تنمية موهبتكِ؟ الكتابة بلا قراءة كجسد بلا روح، من لم يقرأ لن يكتب، ومن لم ينصت لصوت الحروف في الكتب لن يستطيع أن يجعل لحروفه صدى في القلوب. هل كان هناك أشخاص حاولوا إحباطكِ ومنعكِ من الوصول؟ وكيف تعاملتِ معهم؟ إن كان الحلم سفينة، فالإحباط هو الريح العاتية التي تحاول إغراقها، لكنني كنتُ القبطان الذي يعرف كيف يواجه العواصف، لم أترك أصواتهم تخفت صوتي، بل جعلتها تردّد صداه أكثر وأكثر. من مثلكِ الأعلى في نطاق موهبتكِ؟ لا أتبع اسمًا بعينه، بل أتبع الصدق في الحرف، فكل كاتب يكتب بروحه قبل قلمه. هل تتقبلين النقد أم ترفضينه؟ النقد مرآة، إما أن تعكس الحقيقة، وإما أن تكون مشوّهة، فإن كانت صافية، تأملتها واستفدت، وإن كانت مغبّرة، تركتها ومضيت. هل لديكِ من يدعمكِ حتى تصلي إلى ما تريدين من هذه الموهبة؟ ومن هو؟ أنا دعمي الأول، وكلماتي ظلي الذي لا يفارقني، ولكن يبقى هناك قلة آمنت بي وسط زحام المشكّكين، وهؤلاء يكفي حضورهم ليضيء الطريق. ما هي أقصى آمالكِ التي تريدين الوصول إليها؟ أن تظل كلماتي باقية بعدي، أن تصبح الحروف التي أكتبها وطنًا يحتضن كل من وجد نفسه في سطوري، وأن أترك أثرًا ولو كان بحجم رمشة عين في بحر الأدب. هل كانت موهبتكِ دافعًا لكِ أو أضافت لكِ شيئًا في مجال دراستكِ؟ الكتابة هي عين ثالثة، تجعلني أرى الأمور من زوايا لا يراها غيري، أعمق وأوضح، وهذا وحده كافٍ ليجعلها معينًا لي في دراستي وحياتي. ما هي أهدافكِ في المستقبل؟ أن أكتب حتى لا يبقى في قلبي حرف لم يُقال، وأن أفتح بابًا لمن يقرأني ليجد نفسه في كلماتي، وأن أترك بصمتي ولو بحرف واحد يغيّر روحًا كانت على وشك السقوط، وأن أغدوا طبيبةً يُذكر اسمي بذكرٍ طيب في حياتي، ولا يزول ذاك الأثر في مماتي. وأخيرًا، كيف كان رأيكِ في حوارنا؟ كان لقاءً ممتعًا يشبهني، يحمل عمقًا ويثير الأسئلة التي تعيد للروح تأملها في ذاتها. هل لديكِ نصيحة لمن هم في مثل موهبتكِ؟ لا تخشوا أن تكونوا صوتًا مختلفًا في عالم يصرخ بالصدى، لا تكتبوا كما يريد الآخرون، بل كما يريد قلبكم؛ فالحقيقة وحدها هي التي تبقى، وما عداها زيفٌ يذهب أدراج الرياح. وجّهي كلمة للجريدة؟ شكرًا لجريدة ماڤن على هذا الضوء الذي تسلطونه على المواهب، فالكلمة تحتاج إلى منبر، والصوت يحتاج إلى صدى، وأمثالكم هم الجسر بين الحلم والواقع. وأخيرًا نشكرك على هذه الفرصة التي تشرفنا بها وكنا معكِ في هذا اللقاء. __________&_________ *الصحفية/عهود مجدي.* *المؤسسة/رحاب عبد التواب "غزل"* ، دليل وجدول مواعيد معارض الكتب في الوطن العربي ، وتقويم للفعاليات والاحداث الخاصة بالكتب والمؤلفين والندوات والمؤتمرات الثقافية