ملخص رواية حمام الدار
هذه الرواية لا تطلب منك الإيمان بمعطياتها الأساسية كأي رواية أخرى، أشخاصها تشك في وجودهم، تتسائل هل هم في الواقع أم من صنع خيال المؤلف بطل حكايتها، هل المؤلف عرزال أم منوال؟ من يكتب من؟ أحداثها نفسها ترواغك بين ذكريات حقيقية وخيالات هذيانية، هذه رواية عن الإيمان نفسه، الإيمان بفكرتك، الإيمان بقدرك، الإيمان بأن الفقدان ناموس الكون، وأن حمام الدار قد يغيب، وأفعى الدار قد تخون.
حمام الدار يسكننا وما كنا ندري، حمام الدار يرحل كل يوم ثم يعود مع الغروب، فماذا إذا لم يعد يومًا ما؟ إذا فقدت ابنك أو زوجتك أو أمك أو أبيك أو أختك أو أخيك، إذا فقدت مستقبلك أو ماضيك، إذا فقدت حمام دارك فكيف تكون؟ وكيف تصير؟ الأسئلة ستعصف بعقلك لا محالة.
يمكن القول أن أساس الرواية هو مقولة حمام الدار لا يغيب، وأفعى الدار لا تخون، لكن نحن هنا أمام نصين مختلفين في رواية واحدة، ولكن بعد الانتهاء منهما تجد نفسك أمام نص واحد ولكن بنظرتين مختلفتين، أو ربما مثلما قال “السنعوسي” في الرواية نحن أمام نص لقيط ونص نسيب، أو عهد قديم وعهد جديد.
في البداية تظن أن الرواية تدور عن حمام الدار فقط، وبالتحديد عن غادي وسفار وعواد ورابحة والصغيرين زينة ورحال، والمعزة قطنة، هذا في النص الأول، ولكن في النص الثاني تجد أن المذكورين سلفًا يتحولون إلى أشخاص من لحم ودم وهنا تبدأ الفسيفساء في تفسير نفسها، تحطم كل ظنونك وتجد أن ما فهمته من النص الأول خاطيء، وما فهمته من النص الثاني خاطيء، ولكن مجموع الاثنين صحيح.